مسؤول إسرائيليإن على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان يختار بين المفاوضات مع إسرائيل او التحالف مع حماس
رام الله-تل أبيب- قال مسؤول إسرائيلي أمس إن على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان يختار بين المفاوضات مع إسرائيل او التحالف مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وذلك تعقيبا على اتفاق عقد أول من أمس بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها عباس في العاصمة اليمنية صنعاء.
جاء ذلك بينما أعلن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني أمس غداة لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، ان اي مصالحة بين عباس وحركة حماس مشروطة بتخلي الاخيرة عن السلطة في قطاع غزة، معربا في الوقت ذاته بانه لايتوقع تحقق مصالحة بين التنظيمين الفلسطينيين.
ومن جانبه شدد وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك أمس على أنه لا تغير في موقف اسرائيل الثابت بعدم إجراء أي اتصالات مع حركة حماس باستثناء تلك التي تجري بطرق غير مباشرة وبواسطة أجنبية، والتي تتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.
جاءت تصريحات باراك خلال جولة قام بها أمس إلى معبر ترقوميا حيث تفقد المعبر الجديد الذي سيتم افتتاحه قريبا وسيسهل مرور الفلسطينيين من الضفة الى إسرائيل.
ونفى باراك في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية، أن يكون قد أجرى عاموس جلعاد مستشار وزارة الدفاع الإسرائيلية خلال زيارته لمصر في الآونة الأخيرة مباحثات لإجراء تهدئة مع حركة حماس، قائلا "إن جلعاد يبحث مع المصرين قضايا متعلقة بالحدود وأنفاق التهريب وغيرها".
وأكد باراك على أن إسرائيل ستواصل محاربة ما وصفته بـ"الارهاب وخاصة اطلاق الصواريخ".
وعلى صعيد آخر وحول نتائج لقاء صنعاء قال باراك "إنه لم يحدث شيء هناك يتطلب منا تغير مواقفنا".
وقال نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني للصحافيين أمس مختتما زيارة قام بها لإسرائيل والضفة الغربية "تطرقنا من جملة المواضيع التي بحثناها الى الجهود التي بذلها اليمن للتشجيع على المصالحة بين فتح بزعامة عباس وحماس".
وقال "استخلصت من هذه المحادثات ان القيادة الفلسطينية طرحت شروطا ينبغي ان تتوافر للموافقة على المصالحة ومن ابرزها العودة التامة عن سيطرة حماس على السلطة في غزة".
وقال تشيني انه لا يعتقد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيوافق على المصالحة مع حركة المقاومة الاسلامية حماس ما لم تتنازل الحركة عن السيطرة على قطاع غزة.
وأضاف معقبا على الأوضاع في غزة "من الواضح أنه وضع صعب ويرجع ذلك جزئيا الى اعتقادي بأن هناك أدلة على أن حماس مدعومة من إيران وسورية وانها تبذل قصارى جهدها لنسف عملية السلام".
وبعد اجتماع عباس بتشيني قال الرئيس الفلسطيني ان توسيع المستوطنات الإسرائيلية وحواجز الطرق في الضفة الغربية والغارات التي تستهدف النشطاء تحول دون احراز تقدم في محادثات السلام التي أطلقت من جديد في مؤتمر برعاية أميركية عقد في أنابوليس بولاية ماريلاند الأميركية في تشرين الثاني(نوفمبر).
وقال خبير استراتيجي كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية ان من غير المرجح أن يصلح عباس العلاقات مع حماس ما دام زعيم فتح يعتقد أن السلام مع إسرائيل يمثل خيارا مطروحا.
وأقال عباس حكومة وحدة فلسطينية بقيادة حماس بعد سيطرة الحركة على غزة.
وقال المسؤول الإسرائيلي عاموس جلعاد "هذه الاتصالات لن تسفر عن أي نتيجة". قاصدا الاتصالات بين الفصيلين الفلسطينيين.
ومضى يقول ان حماس وفتح اتفقتا في صنعاء على الاجتماع في نيسان(ابريل) فقط "احتراما للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، ولكن ليس من الممكن التوصل الى اتفاق لان فتح لن تعترف أبدا بسيطرة حماس على قطاع غزة".
ووافقت فتح وحماس التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة في حزيران (يونيو) 2007 أول من أمس على مبادرة مصالحة يمنية غير ان احتمال حصول مصالحة بين الحركتين يبدو ضئيلا بسبب تباعد مواقفهما وتباين تفسيرهما لبنود الاتفاق.
وقد ظهرت هذه الخلافات علنا بعد ساعات قليلة من الاعلان عن الاتفاق، وجاء في اعلان صنعاء انه "تم الاتفاق بين كل من حركتي فتح وحماس على اعتبار المبادرة اليمنية اطارا لاستئناف الحوار بينهما للعودة بالاوضاع الفلسطينية الى ما كانت عليه قبل احداث غزة تأكيدا لوحدة الوطن الفلسطيني ارضا وشعبا وسلطة واحدة".
اثر ذلك أعلن نبيل ابو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئيس الفلسطيني ان المبادرة اليمنية "انما هي للتنفيذ وليست اطارا للحوار".
وتشترط فتح عودة قطاع غزة لسيطرة السلطة الفلسطينية برئاسة عباس لاستئناف المفاوضات فيما ترفض حماس هذا الشرط المسبق.
(وكالات)