الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    الوثائق الإسرائيلية

    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:23 pm

    <HR style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>

    الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الأولى) ـ «الشرق الأوسط» تفتح ملفات الحروب الإسرائيلية إثر إطلاق سراحها بعد تكتم دام 40 عاما
    .. ويسأل الضابط الاسرائيلي «مازحا»: ماذا نفعل بعد احتلال القاهرة، في المساء؟!!

    تل أبيب : نظير مجلي
    حالما قررت الحكومة الإسرائيلية الرضوخ للضغوط الشعبية والقانونية ووافقت قبل عدة شهور على كشف التقرير السري للجنة «أغرنات»، التي حققت في إخفاقات حرب أكتوبر 1973، توقعت «الشرق الأوسط» أن يكون ذلك التقرير وثيقة بالغة الأهمية للقارئ العربي. وعندما راجع مراسلنا نظير مجلي هذه الوثيقة، في مخدعها في الأرشيف الإسرائيلي، وجدناها فضلا عما تضمنته من معلومات لفهم طبيعة تلك الحرب وخباياها من الجهة الاسرائيلية، تكشف جوانب مثيرة من أسلوب الحكم في اسرائيل والتناقضات فيه، وما هو دور قيادة الجيش في الحياة الإسرائيلية السياسية والاقتصادية، والمفاهيم الإسرائيلية عن العرب وكيف يقيمون القدرات العربية وما هو نوع العلاقات بين اسرائيل ومختلف دول العالم والدور الأميركي في هذه الحرب وما تعكسه من علاقات مميزة وحدود هذه العلاقة وتكشف الكثير من الأسرار المثيرة، التي يوجد فيها شركاء عرب أيضا، وفي بعض الأحيان يمكن اعتبارها أسرارا خطيرة. وتنفرد «الشرق الأوسط» ابتداء من اليوم في نشر استعراض للتقرير ومقاطع كاملة لأهم أجزائه ولأول مرة في الصحافة العربية، بعد الحصول على الوثائق الإسرائيلية، ونستهله بحلقتين عن الحرب التي عرفت في اسرائيل والعالم بـ«حرب الأيام الستة» وأسماها العرب «نكسة 1967»، كونها المنعطف الذي قاد الى حرب 1973.
    ثلاث مقولات، اثنتان منها قيلتا كنكتتين والثالثة قيلت في لحظة اعتراف غير عادية، تلخص ثلاث مراحل أساسية من التاريخ الاسرائيلي، وتكشف عن جوانب مثيرة في طريقة التفكير في المجتمع الاسرائيلي، هي:
    ـ «آخر من يغادر مطار اللد يطفئ نور الكهرباء»، وقد قيلت قبيل حرب 1967 بدافع الخوف من هجوم عربي حربي يؤدي الى هرب الاسرائيليين من إسرائيل ذاتها. وقد راجت هذه المقولة في تلك الفترة بشكل ساخر، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية في اسرائيل والشعور بأن اسرائيل باتت في خطر الانهيار، ولم يبق للإسرائيليين سوى أن يشدوا الرحال ويتجهوا نحو مطار اللد مغادرين. والمطلوب فقط أن يفطن آخر من يغادر، أن يطفئ نور الكهرباء. ـ بعد حرب 1967، التي تمكنت فيها اسرائيل خلال ستة أيام من احتلال شبه جزيرة سيناء المصرية وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان السورية، سادت أجواء انتصار في الدولة العبرية تحولت نشوته الى عنجهية وغرور بالغين، اثارا انتقادات داخل اسرائيل نفسها. وقد انتشرت آنذاك النكتة التالية تعبيرا عن مدى ذلك الغرور: «ضابطان اسرائيليان مصابان بالملل، قال أحدهما للآخر: أنا أقترح لكسر الملل، ان نحتل القاهرة. فأجاب الآخر: نعم، ولكن هذا لا يكفي لكسر الملل. فماذا سنفعل بعد الظهر؟».
    ـ حرب أكتوبر 1973، صدمت الإسرائيليين عدة مرات. أولا لأنها فاجأت الشعب (وليس القيادة، كما سيتضح لاحقا)، الذي كان مطمئنا بأن العرب لن تقوم لهم قائمة بعد هزيمة 1967، وثانيا لأن العرب قاتلوا وحققوا الانجازات العسكرية، وثالثا لأنهم اكتشفوا أن وسائل الاعلام الاسرائيلية كذبت عليهم ولم تقل لهم الحقيقة عن مجريات الحرب ونتائجها الحقيقية. فكما هو معروف، فقد داهمت جيوش مصر وسورية الجيش الاسرائيلي في أراضيهما المحتلة، ودارت المعارك لمدة تزيد على عشرين يوما، وتدخلت الدول العظمى وأجبرت اسرائيل في مرحلة معينة على وقف القتال. حينذاك، وفي لحظة اعتراف نادرة، سمع البعض رئيسة الحكومة الاسرائيلية، غولدا مئير، وهي تقول يصوت خافت: «كم نحن صغار أمام الكبار». بعد أربعين سنة من الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية الشاسعة، يبدو ان هذه المقولات الثلاث وإنْ امّحت من الخطاب الجماهيري أو القيادي في اسرائيل في السنوات الأخيرة، لكنها لم تمح من الذاكرة. وما زالت تترك أثرها على المجتمع الاسرائيلي. ولكي يفهم أثرها المستقبلي، لا بد من عودة الى الماضي ونبش الوثائق التي سمح بفتحها.
    ما قبل حرب 1967
    * في الثالث والعشرين من مايو (أيار) 1967، قام رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، الجنرال اسحق رابين، بدعوة رئيس الوزراء، ليفي اشكول، الى مقر رئاسة أركان الجيش في تل أبيب ليجتمع بالجنرالات أعضاء رئاسة الأركان وتقويم الموقف العسكري الجديد، الناجم عن قرار الرئيس المصري جمال عبد الناصر اغلاق مضائق تيران في وجه السفن الاسرائيلية التي تستخدمها للدخول من البحر الأحمر الى خليج العقبة (في اسرائيل يسمونه خليج ايلات).
    لقد كانت هذه محاولة من رابين للضغط على اشكول حتى يغير موقفه الرافض لاعلان الحرب على مصر. ووجد اشكول نفسه محاطا بعاصفة من الضغوط العسكرية التي لم تخل من محاولات تخويف وتهديد، كما يقول المؤرخ الاسرائيلي، توم سيغف، في كتابه «1967، وقد غرت البلاد وجهها» (دار النشر «كيتر» ـ2005). وتولى عملية الضغط كل من رابين نفسه وقائد هيئة الأركان العامة، عيزر فايتسمان (الذي اصبح وزيرا للدفاع في حكومة مناحم بيغن وساهم بإقناعه في قبول اتفاقيات كامب ديفيد مع الرئيس المصري، انور السادات، ثم انتخب رئيسا للدولة العبرية)، وقائد سلاح الجو، مردخاي هود، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أهرون ياريف، قائد لواء جيش الاحتياط في الجنوب، أرييل شارون.
    المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس»، زئيف شيف، الذي كان يومها مراسلا عسكريا، كتب عن موقف شارون من هذه الجلسة في ما بعد (هآرتس – 1 يونيو/حزيران1967)، قائلا بأن اشكول حضر اللقاء برفقة بعض الوزراء والجنرالات الذين حاولوا حثه على اعلان الحرب فورا وبلا أي تأجيل. وأضاف ان شارون كان حادا في طرحه. ثم اقتبس ما قاله له شارون نفسه عن تلك الجلسة، والذي يفهم منه ان فكرة الانقلاب العسكري خطرت بباله وربما ببال جنرالات آخرين غيره، بسبب رفض اشكول: «تصور لو كانت هناك امكانية تنفيذ انقلاب عسكري ضد الحكومة. فقد كان بإمكاننا أن نطلب (أي الجنرالات) فرصة للتشاور. وخرج الجنرالات من الغرفة التي أبقينا فيها رئيس الوزراء والوزراء المرافقين له. لم يكن علينا أن نعمل الكثير. كنا نغلق الباب عليهم ونأخذ المفتاح معنا ونتخذ القرارات المناسبة فلا يعرفن أحد بأن الأحداث اللاحقة تمت بقرار من الجنرالات». بعد الحرب، تم ذكر هذه الأقوال بأنها قيلت بجدية عن امكانية تنفيذ انقلاب عسكري، مع أن شارون أنكر ذلك وادعى انه قالها بالمزاح. ولكن معظم الباحثين والمؤرخين الاسرائيليين الذين كتبوا عن هذه الفكرة، اشاروا الى أن الجنرالات الاسرائيليين كانوا سيجدون طريقة لإلزام الحكومة بالخروج الى الحرب، حتى لو بانقلاب عسكري. والسبب في ذلك أن الجيش كان قد خطط الحرب واستعد لها سنينا طويلة. فمنذ انتهاء حرب 1956 (العدوان الثلاثي، الاسرائيلي ـ البريطاني ـ الفرنسي على مصر)، وقادة الجيش، مسنودين بالمعارضة السياسية اليمينية، غاضبون على الحكومة لأنها وافقت على الانسحاب من سيناء «من دون مقابل جدي». ورئيس الحكومة الاسرائيلية الأول، دافيد بن غوريون، الذي كان يحلم بأن تمتد حدود اسرائيل الى سيناء جنوبا ونهر الأردن شرقا وكان يطمع بالسيطرة على الجنوب اللبناني أيضا، حتى نهر الليطاني، كان يقول: «ليس كل الأحلام ممكن تحقيقها». بيد ان العسكريين لم يتنازلوا عن تلك الأحلام، كما دلت التطورات المستقبلية. المؤرخ توم سيغف يقول ان رئيس اركان الجيش، تسفي تسور، قال في اجتماعه الأول مع رئيس الحكومة الجديد، اشكول (يونيو/ حزيران 1963)، ان مصلحة اسرائيل تقتضي توسيع حدودها. وذكر أن الحدود المفضلة هي: قناة السويس جنوبا ونهر الليطاني شمالا ونهر الأردن شرقا. وبعد بضعة أشهر من ذلك الاجتماع كانت بأيدي الجيش خطة باسم «فرغول» ترمي الى احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية.
    وفي شهر أغسطس (آب) 1966، حدث تطور بالغ الأهمية بالنسبة للجيش الاسرائيلي، حيث نجح «الموساد» (المخابرات الاسرائيلية الخارجية) في الحصول على طائرة «ميج ـ 21» وتعريف الغرب لأول مرة على أسرارها. كانت تلك طائرة مقاتلة في الجيش العراقي. الطيار منير الردفة، الذي كان قد غضب من ارغامه على القاء متفجرات على قرى وبلدات كردية في شمال العراق، عبر عن تذمره أمام شخص ما خلال عيادته شقيقه المريض في تركيا. وكان لهذا الشخص ارتباطاته مع «الموساد». وحسب فيلم سينمائي وثائقي بعنوان «العصفور الأزرق» للمخرج شموئيل امبرمن، الذي يبث في التلفزيون الاسرائيلي غدا (الأربعاء)، فإن الردفة وقع في مصيدة من دون أن يعرف ولكنه في ما بعد تورط عن كامل الوعي ووافق على الهرب من العراق بطائرة «ميج ـ21» الى اسرائيل. وحسب الفيلم فإنه قبض 50 ألف دولار عن هذه العملية، ولكنه قال انه يعرف أن بإمكانه قبض مبالغ أكبر بكثير من هذا ولكنه لا يفعل ذلك من أجل المال بل من شدة حقده وغضبه على النظام الحاكم. وقوع هذه الطائرة بالذات بأيدي اسرائيل رفعت معنويات الجيش الاسرائيلي، إذ تم اجراء دراسات حولها وحول أسرارها بمشاركة خبراء أميركيين وفرنسيين وبريطانيين. وتمكنوا من الاهتداء الى نقاط الضعف في الطائرة. بالاضافة الى ذلك فإن مكانة اسرائيل العسكرية عموما ومكانة «الموساد» بشكل خاص ارتفعت لدى الغرب وأصبح المجال مفتوحا أكثر للتعاون الأمني بين اسرائيل ومختلف أجهزة المخابرات في العالم.
    واعتبر الاسرائيليون هذا الانجاز تحولا استراتيجيا بكل المقاييس لصالح اسرائيل في الشرق الأوسط والعالم. بذور الحرب
    * اعتادت اسرائيل طيلة وجودها على تصدير أزماتها الداخلية الى الخارج. وقد جاهر بهذا الرأي احد كبار أصدقاء اسرائيل، هنري كسينجر، وزير الخارجية الأميركي في كتاب مذكراته. وسنة 1967 كانت اسرائيل في أشد حالات الأزمة. فمنذ مطلع العام 1966 وهي تعاني من ركود اقتصادي شديد ومتفاقم. أسباب الركود تعود الى الانخفاض الحاد في الهجرة اليهودية من الخارج، التي أدت بدورها الى الركود في فرع البناء. فطرد عشرات ألوف العمال من أعمالهم. الاستثمارات الأجنبية انخفضت بنسبة 55 في المائة في سنتين. جدول الغلاء ارتفع بنسبة 8 في المائة، التي كانت تعتبر عالية جدا بالمقاييس الاسرائيلية. مقابل ذلك، استمرت الحكومة في مصاريفها العالية وبدأت ترشح الى الجمهور أنباء عن الفساد المستشري في الحكم. وعندما سئل عن هذا الوضع، رئيس الحكومة، اشكول، وهو الذي أشغل سنين طويلة منصب وزير المالية، أجاب ان المشكلة تكمن في الجمهور الذي اعتاد على الغنى الفاحش والتبذير غير العادي. وقال ان الحكومة خططت هذا الركود حتى تعيد الجمهور الى حجمه الطبيعي. وفي الوقت نفسه تفاقمت شكاوى اليهود الشرقيين في اسرائيل من التمييز العنصري ضدهم، وبدا أنهم لم يعودوا يحتملون الاستمرار في التعامل معهم على هذا النحو ويطالبون بتغيير جذري في السياسة. ولكي يثبتوا جديتهم بدأوا في تنظيم مظاهرات صاخبة، استغلها اليمين المعارض، بزعامة مناحم بيغن، أحسن استغلال. ثم تبين ان هجرة مضادة من اسرائيل قد أخذت تتفاقم وبات عدد المهاجرين منها أكبر من عدد المهاجرين اليها، وقد قرت الحكومة فرض الكتمان على هذه الحقيقة بواسطة سن قانون يجعل موضوع الهجرة مسالة أمنية يجب أن لا ينشر عنها شيء إلا بعد أن يمر على الرقابة العسكرية. وإلى جانب ذلك، تراكمت الأحداث العسكرية على الحدود مع سورية.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:24 pm

    الماء عنصر خلاف أساسي
    * قضية المياه كانت إحدى القضايا الأساسية التي دأبت اسرائيل لطرحها على رأس جدول علاقاتها مع سورية. خلال حرب العدوان الثلاثي سنة 1956، استغلت اسرائيل انجازها العسكري في الجنوب واحتلت قريتين في المنطقة المنزوعة السلاح بينها وبين سورية، ضمن خطتها للسيطرة على منابع نهر الأردن. وفي سنة 1964، نفذت اسرائيل مشروعها لحرف مجرى نهر الأردن من منابعه، بحيث يصبح تحت سيطرتها شبه التامة. سورية اعتبرت الأمر اعتداء فظا على حقوقها في هذه المنابع وسرقة في وضح النهار لمواردها الطبيعية، واسرائيل ادعت انها تدافع بذلك عن نفسها لأن سورية بدأت العمل في مشروع لحرف مجرى النهر لصالحها.
    رئيس الوزراء ليفي اشكول، كان معروفا بحرصه على المياه وقد كتب في مذكراته انه رأى المياه مثل الدم. موشيه ديان، الذي أصبح وزيرا للدفاع لاحقا، اعترف في مذكراته بأن اسرائيل افتعلت عدة صدامات مع سورية لكي تجبرها على ترك مصادر المياه والأراضي المحيطة بها. ومما كتبه: «ان 80 في المائة من الصدامات جرت بسبب محاولات اسرائيل السيطرة على مناطق كانت منزوعة السلاح بين الطرفين. كنا نرسل جرافة الى الأراضي السورية وننتظر أن يطلق السوريون عليها النار. فإذا لم يفعلوا، كنا ندفع الجرافة عميقا أكثر حتى تثور أعصاب السوريين، فيطلقوا النار. هم يطلقون رصاصة ونحن نرد بالمدفعية وفي بعض الأحيان بسلاح الجو». ويقول ديان أن هذه الاعتداءات لم تكن بمثابة موقف استراتيجي، انما أرادوا تيئيس السوريين حتى يتنازلوا عن مقاطع معينة من أراضيهم لصالح اسرائيل وبذلك يتم تعديل الحدود بحيث تصبح مصادر المياه تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة.
    تأسيس «فتح»
    * في سنة 1965 تأسست حركة «فتح» الفلسطينية وبدأت تنفذ عمليات فدائية ضد أهداف اسرائيلية من خارج الحدود، وبالأساس من الأراضي السورية ثم الأردنية (من الضفة الغربية ومن جنوب الضفة)، وحظيت هذه المقاومة بدعم بارز من سورية بشكل خاص ثم من مصر. وقد نفذت هذه الحركة 120 عملية عسكرية ضد اسرائيل خلال 18 شهرا قبل الحرب، مثل تفجير أنابيب مياه وزرع الألغام على الطرقات والسكك الحديدة وتفجير محطات لتوليد الكهرباء وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 11 اسرائيليا (3 منهم مدنيون والبقية عسكريون) وإصابة 60 بجروح (نصفهم عسكريون). اسرائيل رفضت التعامل مع «فتح» كتنظيم فلسطيني يناضل من أجل القضية الفلسطينية، وذلك من باب الاستخفاف بالفلسطينيين أولا، وثانيا من أجل مواصلة اغفال القضية الفلسطينية كقضية شعب يناضل من أجل الحرية ويستحق دولة حسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ([قرار التقسيم لسنة 1947، الذي رفضه العرب). وكان من السهل على اسرائيل أن تظهر تلك العمليات «نشاطات ارهاب تديرها سورية»، مع العلم بأن الاسرائيليين كانوا على علم بالخلافات بين قادة «فتح» وبين سورية. وقد تجاهلوا ذلك باعتبار ان الهجوم على سورية سيكون أسهل، وسيكون مفهوما أكثر في العالم.
    وفي بحث جرى في هيئة رئاسة أركان الجيش الاسرائيلي في 23 يناير (كانون الثاني) 1967 خرجوا بتوصية الى الحكومة: «يجب علينا أن ننفذ عملية كبيرة ضد سورية». والحديث عن العملية الكبيرة جاء بادعاء ان العمليات السابقة كانت "صغيرة" وغير مجدية. ومن العمليات «الصغيرة» التي كانت قد سبقت هذا البحث، هجوم على بلدة قلعت الأردنية انتقاما من «فتح»، مع انه تبين في ما بعد أن هذه القرية لم تؤوِ رجالات «فتح». وهجوم آخر على قرية السموع جنوبي الخليل في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 1966 والتي هدم فيها عشرات البيوت الفلسطينية (الأردن أعلن عن هدم 100 منزل نتيجة الهجوم واسرائيل تحدثت في العلن عن 40 بيتا وفي وثائقها السرية تحدثوا عن 60 بيتا)، وقد ادعت اسرائيل أن خلية فدائية خرجت من هذه القرية بالذات لكي تفجر سكة حديد اسرائيلية وتزرع ألغاما في طريق سيارة عسكرية. وقد أثارت العملية في السموع مشكلة مع الأميركيين، حيث انها لم تفهم لماذا انتقمت اسرائيل من الأردن، في الوقت الذي بات واضحا فيه أن سورية هي التي تشجع الفلسطينيين من «فتح» وليس الأردن. وحسب المؤرخ سيجف، فإن نيكولاس كتسنباخ، أحد كبار موظفي الخارجية الأميركية، وصف هذا العمل الاسرائيلي في حديث امام وزير الخارجية الاسرائيلي، أبا ايبن، فقال: «لقد فعلتم كما لو أنني اريد أن أصفع سفيركم في واشنطن على وجهي، ولأنني لا أجرؤ على ذلك قمت بصفع سكرتيرتي». وقد فهمت اسرائيل الرمز جيدا، أن لديها ضوء أخضر لضرب سورية. نقاش حاد حول الحرب
    * في اسرائيل عموما، وفي قيادة الجيش الاسرائيلي بشكل خاص، ساد عداء غير عادي لسورية والسوريين. «لقد أحببنا أن نكرههم»، كتب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة آنذاك، ليئور، في مذكراته. وأضاف انه لاحظ بأن سورية تحولت الى عقدة بالنسبة لرئيس الأركان رابين.
    وفي سبتمبر (أيلول) 1966، نشرت مجلة الجيش الاسرائيلي «بمحانيه»، مقابلة مع رابين بمناسبة رأس السنة العبرية، أفصح فيها عن خطته الاستراتيجية تجاه سورية، فقال ما معناه ان الحرب القادمة مع سورية ستقع حتما وسيكون هدفها الاطاحة بالنظام السوري ـ «الرد على عمليات سورية، إن كانت متمثلة في عمليات التخريب أو في حرف مياه النهر أو الأعمال العدوانية، يجب أن تتم ضد منفذي عمليات التخريب وضد النظام الذي يساند هذه العمليات ويعمل بنفسه على حرف مجرى مياه الأردن. هنا يجب أن يكون الهدف تغيير قرار النظام وتصفية دوافع نشاطاته. المشكلة مع سورية إذن هي من الناحية الجوهرية مع النظام».
    رئيس الوزراء اشكول، الذي كان سمح لرابين أن يجري تلك المقابلة بشرط أن لا يتكلم في سياسة الحكومة، اعتبر هذا التصريح تجاوزا نكثا للشرط وتوريطا لاسرائيل أمام العالم بأنها تريد اسقاط النظام السوري. وقد سارع الى اصدار بيان ينتقد فيه رابين بشكل موارب ويقول فيه ان اسرائيل لا تتدخل في شؤون سورية الداخلية. ويكشف ليئور بأن صياغة البيان كانت حذرة للغاية، فمع ان اشكول بدا غاضبا لدرجة هستيرية من تصريح رابين وأراد أن يوبخه علنا، إلا ان مساعديه وبعض وزرائه مثل أبا ايبن ويسرائيل غليلي خففوا من حدة بيانه وقالوا له ان رابين يتمتع بشعبية كبيرة في الشارع وانتقاده بلهجة شديدة قد يدفعه الى الاستقالة وفي هذا ضرر كبير لإشكول.
    لكن القضية لم تقتصر على رابين واشكول ولم تكن شخصية بينهما. كلاهما أرادا ضرب سورية. والفرق أن اشكول أراد ان تتم العملية بالتنسيق مع دول العالم، كما حصل في حرب 1956. فهو رجل اقتصاد معروف. ولم يكن عسكريا بارزا (خدم في الجيش البريطاني بعيد الحرب العالمية الأولى وكان كل مرة يحصل على درجة عسكرية يفقدها بعد مدة قصيرة بسبب مخالفة ما). يحسب حسابا ليس فقط للقوة العسكرية، بل يحاول ضمان استثمارات أجنبية لبلاده وسياحة وعلاقات تعاون في المجالات التكنولوجية والعلمية والثقافية ويحافظ على علاقات جيدة مع الأدباء والعلماء والمثقفين، ويعرف أن كل هذا يحتاج من القائد أن يدير علاقات جيدة مع دول العالم. وقد عرف عنه أنه رئيس الحكومة الأول الذي اقام علاقات جيدة مع الولايات المتحدة (الرئيس الذي سبقه، بن غوريون، ركز علاقات اسرائيل بالأساس مع فرنسا وبريطانيا وكان حذرا من تعميق العلاقات مع واشنطن خوفا من إغضاب الأوروبيين).
    وكان اشكول حذرا من زيادة نفوذ الجنرالات من قادة الجيش، على عكس سابقه الذي قرب الجنرالات اليه وتعامل معهم بشيء من الدلال. كما كان اشكول يحسب حسابا للحزب الديني القومي الشريك في الائتلاف، بزعامة يوسف شبيرا، الذي اتبع خطا سياسيا معتدلا (على عكس قيادة هذا الحزب اليوم التي تعتبر يمينية متطرفة وتقود المستوطنات اليهودية المتطرفة في الضفة الغربية). فقد هدد هذا الحزب عدة مرات بالانسحاب من الائتلاف إذا نفذ الجيش عملية حربية ضد سورية أو الأردن أو مصر. وكان دائما يطلب التروي.
    بالمقابل، كان الجيش يستخف باشكول ويعتبره قائدا ضعيفا. وكثيرا ما كان ينفذ عمليات عسكرية أكبر بكثير من حدود القرار الحكومي بشأنها. في مطلع سنة 1967، نفذ الفلسطينيون عملية تفجير في ملعب لكرة القدم في بلدة مهجورة تدعى «ديشون» قرب الحدود مع سورية، فقررت الحكومة ضبط النفس ورفض اشكول ضغوط رابين لانتهاز الفرصة وتوجيه الضربة الى سورية. فقام الجيش بتنظيم حملة تحريض على رئيس الحكومة في الصحف. وسرب أنباء عن «غضب قيادة الجيش من قيام الحكومة بتكبيل أيديها» وعن «قرارات حكومية تمس في قوة الردع الاسرائيلية». ونجح الجيش في إحداث انقسام بين الوزراء.
    ودامت النقاشات شهورا طويلة واحتدمت أكثر وأكثر من يوم لآخر، مع كل عملية تفجير فلسطينية ومع كل تصريح لقائد عربي. ولم يتردد الجنرالات في اطلاق التصريحات عن ضرورة حرب شاملة مع سورية. قائد اللواء الشمالي للجيش، دافيد العزار (الذي أصبح رئيسا للأركان في حرب أكتوبر 1973)، قال: «يجب البحث عن حل سياسي عسكري شامل ضد سورية». وكذلك فعل رئيس قسم العمليات، الجنرال رحبعام زئيفي (الذي أصبح فيما بعد قائدا لأحد أشد الأحزاب الاسرائيلية تطرفا وقتل بأيدي شبان من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أكتوبر 2001 في القدس عندما كان وزيرا للسياحة). فقال ان الجيش الاسرائيلي غير مبني لحرب صغيرة أو لعمليات دفاعية. وانه يحتاج الى حرب شاملة ضد سورية لكي يوقف العمليات الفلسطينية، و«بهذه المناسبة ـ أضاف ـ نحل الى الأبد مشكلة المياه في الشمال». لقد أدى النقاش حول عملية حربية شاملة الى منح الجيش حرية العمل في العمليات «الصغيرة». وأصبح الجيش يرد على كل عملية تفجير أو اطلاق رصاص من سورية، بعملية أكبر. وكان رئيس الوزراء اشكول يتراجع شيئا فشيئا عن معارضته هذه العمليات. وفي يوم الجمعى 7 أبريل (نيسان) 1967، أطلق السوريون الرصاص على جرافتين اسرائيليتين دخلتا الأرض المنزوعة السلاح، فاستغل رابين، الذي كان في الشمال، هذه الحادثة ليتصل مع اشكول بواسطة سكرتيره العسكري ويخبره بهلع: «انني اراهم بعيني كيف يطلقون القذائف نحونا». وسأله إن كان يأمره باستمرار عمل الجرافتين، وقبل أن يجيبه صاح رابين: الآن أطلقوا قذيفة أخرى. فتأثر اشكول وطلب منه أن تواصل الجرافتان عملهما وأن يرد الجيش على القصف. فسأل رابين إن كان مسموحا له أن يستخدم سلاح الجو. فوافق اشكول ولكنه اضاف شرطا بألا يصيب المدنيين.
    وانطلقت الطائرات على الفور وأسقطت ست طائرات سورية مقاتلة، أربع منها أسقطت بالقرب من دمشق.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:25 pm

    الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الثانية) - «الشرق الأوسط» تفتح ملفات الحروب الإسرائيلية إثر إطلاق سراحها بعد تكتم دام 40 عاما
    رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يصاب بالانهيار العصبي

    تل أبيب : نظير مجلي
    عملية اسقاط الطائرات السورية الست، لاقت رد فعل احتفاليا في اسرائيل. فقد سكر قادة الجيش بـ«الانتصار» الجديد على الجيش السوري. الصحافة التي كانت فقط قبل يوم واحد مليئة بالانتقادات للحكومة وتحدثت بصوت واحد ضدها، خرجت بعناوين رئيسية ومقالات اطراء ومديح، بدت متشابهة. وقد أثار ذلك حفيظة وزير الخارجية، ابا إيبان، فكتب رسالة الى رئيس الوزراء، اشكول، يقول له فيها: «حقيقة ان معظم هذه المقالات كتبت بأقلام المراسلين العسكريين وبدا مضمونها واحدا تقريبا تشير الى امكانية وجود يد موجهة». وحتى رئيس الوزراء، اشكول، الذي لم يخف تحفظه من التصعيد الحربي ومجابهته جنرالات الجيش وصد محاولاتهم الاسراع في شن الحرب، تأثر من سكرة اسقاط الطائرات السورية، وعندما رأى الصحافة تبرز الجنرال رابين كبطل هذه العملية، تباهى في مقابلة مع صحيفة «معاريف» بأنه هو، أي اشكول، بوصفه رئيس حكومة ووزير دفاع، هو الذي اصدر الأوامر للطائرات الاسرائيلية بالانطلاق الى الجو والاشتباك مع الطائرات السورية. وشعر اشكول بأن إدارة الرئيس الأميركي، ليندون جونسون، راضية عن الضربة الاسرائيلية لسورية، فقرر التقدم «الى الأمام» في الاستفزاز للعرب وأعلن موافقته قيادة الجيش على اجراء استعراض عسكري بمناسبة «يوم الاستقلال»، في مدينة القدس الغربية، وذلك لأول مرة منذ قيام اسرائيل. فالقدس كانت ذات مكانة خاصة، ولم يعترف بها العالم كعاصمة لاسرائيل. كما ان اتفاق الهدنة بين اسرائيل والأردن، من سنة 1949، نص على امتناع اسرائيل عن ادخال دبابات الى القدس والاستعراض كان يشكل خرقا فظا للاتفاق. بيد أن هناك من نظر الى الموضوع بشكل آخر مخالف. الجنرال موشيه ديان، مثلا، الذي شغل منصب رئيس الأركان في فترة حرب 1956 واعتبر أكبر جنرالات الحرب في اسرائيل، انتقد هذه العملية. وكان ديان قد ترك حزب العمل سوية مع دافيد بن غوريون، رئيس الحكومة الأول، وشكلا معا حزب «رافي» الذي ضم أيضا شيمعون بيريس. وعلى الرغم من انه كان حزبا صغيرا نسبيا (10 نواب من مجموع 120)، فقد كانت شعبيته كبيرة وصوته مسموعا. فقادته الثلاثة هم المؤسسون: بن غوريون مؤسس الدولة العبرية الحديثة، وديان مؤسس الجيش القوي وبيريس مؤسس القوة الذرية الاسرائيلية (اقام المفاعل النووي بالتعاون مع الفرنسيين عندما كان مديرا عاما لوزارة الدفاع تحت قيادة بن غوريون). ديان قال عن عملية اسقاط الطائرات السورية «مغامرة حربية غير محسوبة»، فيما اعتبرها بن غوريون اعلان حرب غير حكيم على سورية «التي تحظى بدعم سوفياتي غير محدود وسيراه السوفيات استفزازا لهم». التدهور نحو الحرب
    * اسقاط الطائرات السورية أثار نقاشا حادا في العالم العربي ايضا، وقد رصده الاسرائيليون جيدا. ففي الأردن تساءلوا عن سبب سكوت مصر على هذه العملية العدوانية على سورية، مع العلم بأن مصر وسورية موقعتان على اتفاقية دفاع مشترك. وقد فسرت هذه المقولة في اسرائيل والولايات المتحدة كتحريض لمصر، فوجها رسالتين بهذا الخصوص الى الملك حسين. وفي سورية ارتفعت أصوات المطالبة بتنسيق عربي مشترك ضد اسرائيل.
    وقد سارعت مصر في 17 مايو (أيار) 1967 الى اتخاذ خطوة تخفف من انتقادها، فتوجه الرئيس جمال عبد الناصر الى قوات الأمم المتحدة المرابطة في سيناء منذ انتهاء حرب 1956 طالبا مغادرتها فورا. وقد امتثل الأمين العام للأمم المتحدة للطلب المصري وسحب قواته.
    هذه الخطوة فاجأت الاسرائيليين، الذين كانوا يقدرون بأن مصر لن تحارب اسرائيل قبل العام 1970. فقد اعتقدوا ان انشغال الجيش المصري في أحداث اليمن سيمنعها من فتح جبهة جديدة في سيناء. وعندما أمر بسحب القوات وانسحبت، بدأ البعض يقترح استقبال هذه القوات على الجانب الاسرائيلي للحدود، لكن الجنرالات الاسرائيليين رفضوا ذلك بكل شدة واعتبروها اهانة لاسرائيل وراحوا يرحبون بالخطوة الحربية المصرية. وقررت الحكومة الاسرائيلية البدء على الفور باستدعاء قوات جيش الاحتياط. لكن في اجتماع طارئ للجنة الخارجية والأمن البرلمانية، تكلم ديان كرجل معارضة وقال انه شخصيا لا يوافق على أن مصر فاجأت اسرائيل، وراح يحمل الحكومة مسؤولية التدهور. وقال: «مصر ترد بهذه الخطوة على عدة استفزازات اسرائيلية. فقد تم تمديد فترة الخدمة العسكرية وقمنا بالطيران فوق دمشق وأسقطنا الطائرات وقبل ذلك نفذنا مغامرة عسكرية في السموع وأدرنا سياسة اعلامية تلقي على سورية مسؤولية كاملة عن عمليات التخريب. فماذا تتوقعون؟ عبد الناصر لا يستطيع أن يظل لا مباليا ازاء كل هذه التحديات». وحذر ديان من أن مصر ستقدم على خطوات حربية رهيبة بعد هذه الاستفزازات، وذكر في حينه خطر أن تقصف طائرات مصرية المفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونة، مما سيتسبب في كارثة، وأن تغلق مضائق تيران في البحر الأحمر.
    وفي الثاني والعشرين من الشهر نفسه ألقى الرئيس عبد الناصر خطابا في القاعدة العسكرية الجوية في بير جفجفة في سيناء أعلن فيه عن اغلاق مضائق تيران في وجه السفن الاسرائيلية والسفن الاجنبية التي تنقل الى اسرائيل مواد استراتيجية. على اثر ذلك دعا اشكول وزراءه وقادة هيئة رئاسة أركان الجيش الى اجتماع تشاوري طارئ في تل أبيب، وقال في بدايته إنه دعا الى الاجتماع أيضا رؤساء أحزاب المعارضة اليمينية. وكان واضحا ان الحديث جار عن حرب. لكن اشكول قال من البداية ان هناك جهودا لتسوية الأزمة دبلوماسيا وإنه قد لا يكون هناك مفر من خطوات عملية. وزير الخارجية أبا إيبان، يصف تلك الفترة في مذكراته فيقول ان مظاهر الثقة بالنفس والبهجة التي سادت اثر اسقاط الطائرات السورية غابت عن الوجوه ليحل محلها التجهم والعبوس. ثم يروي ما قاله له رئيس الأركان رابين في بيته في القدس يوم 21 من الشهر، أي حتى قبل اعلان ناصر عن اغلاق المضائق، على النحو التالي: «كان رابين عصبيا للغاية. فقد راح يدخن بشكل مكثف. سألته بماذا أستطيع أن أخدم الجيش في الساحة الدبلوماسية، فأجاب: الوقت. الوقت. الوقت. أريد وقتا حتى اعزز القوات في الجنوب. خلال عشر سنين ركزنا استعداداتنا في الشمال والشرق». وأجرى رابين مقارنة بين حال اسرائيل في 1956 وفي 1967 فقال ان الوضع كان أفضل في الحرب السابقة. ففيها كانت اسرائيل ومعها فرنسا وبريطانيا في مواجهة مصر الوحيدة. أما الآن فإن مصر قد تحظى بمساندة من سورية وربما الأردن وربما ترسل دول عربية أخرى فرقا عسكرية. واختتم رابين بأن مستشاريه العسكريين لم يعرفوا كيف يقدرون عدد الضحايا المتوقع في حرب قادمة.
    وجاء خطاب عبد الناصر في اليوم التالي ضربة اضافية. وراح رابين يضغط على الحكومة لكي تسمح له بتوجيه الضربة الأولى الى مصر. فقد رأى ان ترك المجال لمصر أن توجه الضربة الأولى في هذه الحرب سيكون مدمرا لاسرائيل. ولذلك يجب أن يعطى الفرصة. وأخذ جنرالات آخرون يتحدثون عن «خراب الهيكل الثالث» (أي دمار اسرائيل). لكن الحكومة، بمبادرة من وزير الخارجية، إيبان، وموافقة رئيس الحكومة، اشكول، قررت الانتظار. والسبب أن الرئيس الأميركي، جونسون، طلب امهاله بضعة أيام حتى يتسنى له العمل على تسوية الأمور بالطرق السياسية. ورأى اشكول ان الطلب الأميركي يجب ألا يرد. ورأى إيبان ان التجاوب مع الأميركيين سيجعل اسرائيل في موقف أفضل من الناحية الدولية ويجعل كل خطواتها الحربية في ما بعد مقبولة ومفهومة. وكشف إيبان ان هناك فكرة في واشنطن تقول بأن الولايات المتحدة مستعدة لمرافقة السفن الإسرائيلية لدى عبورها مضائق تيران لضمان حرية الملاحة الاسرائيلية فيها وأن هناك معلومات استخبارية تقول ان عبد الناصر أمر قواته بألا تعترض سفنا اسرائيلية إذا رافقتها سفن أميركية. وبدا هذا حلا معقولا قد يدوم عدة سنوات، ويضع أميركا الى جانب اسرائيل بصورة تظاهرية. لكن العسكريين اعتبروا هذا الحل مهينا لاسرائيل وانتصارا لعبد الناصر.
    وتسرب هذا النقاش الى الشارع الاسرائيلي. وبدا أن الجمهور اقتنع برأي الجنرالات أكثر من رأي السياسيين وبدأت تسمع الأصوات المتذمرة، خصوصا بعد تجنيد الاحتياط وسيارات الشحن، فأصاب الخلل كل نواحي الاقتصاد، وبات هناك نقص في المواد. وتجندت الصحافة الى جانب الجنرالات، وراحت تمارس الضغط على الوزراء بواسطة الأسئلة المحرجة في المقابلات الصحافية وابراز ردودهم. الصدمة النفسية
    * «شعرت بالعزلة»، هكذا كتب اسحق رابين في مذكراته لاحقا. فقد شعر أن رئيس الحكومة ضعيف بشكل زائد وانه لا يستطيع أن يفرض عليه رأيه. فأصيب بالاحباط. لقد تخيل ان مصر ستسبقه الى الحرب وستلحق باسرائيل خسائر جسيمة.
    وزاد من ضائقة رابين ما كان قاله موشيه ديان أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية. وكان رابين يثق برئيس الحكومة الأول، دافيد بن غوريون، الذي كان قد بدأ يوصف في ذلك الوقت بـ«العجوز»، فذهب اليه يسأله المشورة والنصح، فجاء رد بن غوريون محبطا أكثر. فقد راح يوبخه على أفعاله الاستفزازية للعرب ويحمله المسؤولية الشخصية عن هذا التدهور: «ليس السوريون ولا المصريون مسؤولين عن الأزمة، بل اسرائيل. ان تجنيد 70 ألف رجل للخدمة الاحتياطية هو خطأ فاحش سياسيا واجتماعيا. والعملية في السموع كانت أسوأ، فهي استفزاز للدولة الأردنية غير المعادية. والعملية فوق دمشق استفزاز في غير محله وفيها انجرار وراء رغبات الحرب ومثيريها. في اليوم التالي ذهب رابين الى ديان، فأحدث هذا تغييرات عديدة في تقديراته. وعندما سمع رئيس الحكومة اشكول ان رابين ذهب لاستشارة خصومه، اعتبر ذلك نوعا من الخيانة، فغضب منه وغضب رابين من نفسه. وتوجه رابين الى الوزير المتدين، حايم يوسف شبيرا، يسمع رأيه، فكان أكثر حدة من العجوز بن غوريون عليه، وراح يؤنبه على انه يهدد مستقبل اسرائيل وأمنها بسياسته الحربية ـ «قل لي من فضلك، ألم يكن بمقدور بن غوريون وديان أن يحاربا مصر في مضائق تيران؟ فلماذا لم يفعلا؟ كيف تسمح لنفسك بأن تقدم على عمل حربي كهذا أنت واشكول؟». وحاول رابين مرة أخرى التأثير على القرار السياسي، ولكن عبثا. وفي مذكراته يكتب رابين «الشعور القاسي بالذنب الذي اصلبني في الأيام الأخيرة زاد حدة في 23 من الشهر. لا أستطيع نسيان أقوال شبيرا. أنا جررت اسرائيل الى هذه الأزمة. أنا كرئيس اركان لم أفلح في منع نشوء هذا الخطر الكبير المحدق باسرائيل. ربما فشلت في مهمتي كمستشار عسكري أول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع. ربما بسبب هذا وصلت اسرائيل الى وضعها الصعب الحالي. ربما صدق بن غوريون في أنه لم يكن واجبا على أن أجند قوات الاحتياط، وبذلك جررت اسرائيل الى الحرب».
    استدعى رابين الجنرال فايتسمان، الذي شغل منصب قائد هيئة الأركان وكان عمليا نائبه، واقترح عليه أن يتولى منصب رئيس الأركان مكانه. ويكتب فايتسمان في مذكراته لاحقا بأنه كان قد لاحظ أن رابين يمر بأزمة ثقة قاسية، وان زوجة رابين استدعت الطبيب، فحقن رابين بمادة مهدئة جعلته منسلخا عن الواقع 24 ساعة. حكومة حرب
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:26 pm

    فايتسمان من جهته ترك رابين في بيته وتوجه الى القيادات السياسية ليمارس الضغوط بالخروج الى الحرب. وقد حمل في 24 مايو (أيار) خطة حربية الى اشكول هدفها تدمير سلاح الجو المصري واحتلال غزة واقترح تنفيذها بعد يومين، أي في 26 من الشهر. وأكد انه غير رأيه من يوم أمس ويعتقد الآن بأن الجيش الاسرائيلي قادر على العمل في آن واحد ضد سورية ومصر. وأخذ فايتسمان اشكول الى غرفة ادارة العمليات الحربية في قيادة الأركان بحضور بقية الجنرالات وراحوا يقنعونه بجدوى الحرب. وبأن النصر في الحرب منوط باتخاذ قرار سياسي سريع. لقد ارتفعت أصوات عالية ضد الحرب في تلك الفترة، بينها صوت بن غوريون نفسه. فقد أعرب عن اعتقاده بأن عبد الناصر لا يريد الحرب وسيكتفي بإغلاق مضائق تيران وسحب قوات الأمم المتحدة. وقال أحد كبار موظفي وزارة الدفاع، الجنرال والمؤرخ العسكري، ان انتصارا في هذه الحرب سيؤدي الى مقتل 10 آلاف إسرائيلي بينما الخسارة فيها ستؤدي الى ابادة مليوني مواطن ونهاية اسرائيل.
    على اثر ذلك ألقى اشكول خطابا في الإذاعة حاول فيه شرح موقفه في الامتناع حاليا عن الحرب والتهديد في الوقت نفسه بالرد على هجوم عربي. وخلال قراءة خطابه المطبوع تعثر في إحدى الكلمات التي اضافها أحد مساعديه من دون أن يلفت نظره فتلعثم وراح يتأتئ لمدة نصف دقيقة، فتحول الخطاب الى مسخرة أنزلت من مكانته بين الجمهور أكثر وأكثر. وبدا أن اشكول يفقد آخر مؤيديه في الدولة وبدأت ترتفع الصوات المنادية بإقالته. والتقاه رئيس المعارضة اليمينية، مناحم بيغن، واقترح عليه أن يستدعي بن غوريون ويسلمه الحكم على أن يبقى الى جانبه نائبا وأن ينتخب موشيه ديان وزيرا للدفاع، فإسرائيل تحتاج الى الوحدة في هذا الوقت بالذات، ولكن تحت قيادة قوية تعرف كيف تتخذ القرارات المناسبة في هذا الوقت العصيب. وراح شيمعون بيريس يدير حملة مشابهة بهذا الاتجاه. لكن بن غوريون رفض تولي الرئاسة واشكول رفض التخلي عن كرسيه، ويقال ان غولدا مئير، التي أصبحت رئيسة حكومة بعد اشكول، هي التي عرقلت هذا الاقتراح لأنها كانت متعصبة ضد بن غوريون. وتدخل الجنرال فايتسمان ليطلب الوحدة وراء الجيش في الحرب القادمة حتما. وتوصلوا الى حل وسط يقضي ببقاء اشكول رئيسا للحكومة على أن ينضم حزبا المعارضة «جاحل» و«رافي» الى الحكومة ويصبح بيغن نائبا لرئيس الحكومة وديان وزيرا للدفاع. وتم تشكيل الحكومة في اليوم الخامس قبل الحرب، وكان واضحا انها حكومة حرب وليس مجرد وحدة وطنية، خصوصا أن الأنباء الواردة من واشنطن أشارت الى ان الرئيس جونسون وصل الى قناعة بأن اسرائيل ستحارب ولا مفر من ذلك، مما يعني انه لن يقف في طريق اسرائيل. وقال رابين، بعد صحوته من الانهيار العصبي، ان ما بقي الآن هو فقط «خطأ من جمال عبد الناصر المصاب بالسكرة، لنتمكن من استغلاله لاتهامه بالمسؤولية عن شن الحرب». قرار الحرب
    * بعد تشكيل حكومة الوحدة، لم يبق لإسرائيل سوى اتخاذ قرار الحرب. والعقبة في هذه الحالة هي عدم وجود ضوء أخضر واضح من الولايات المتحدة.
    اسرائيل كانت قد أرسلت وزير خارجيتها أبا إيبان ليلتقي الرئيس جونسون في 27 مايو (أيار)، بعد أن التقى قادة فرنسا وبريطانيا في اليومين السابقين. جميعهم لم يوافقوا على شن حرب على مصر. بيد أن الأجواء في واشنطن كانت مختلفة، لأن جونسون وضع خطة عمل لتسوية المشكلة وطلب من اسرائيل ألا تبادر الى الهجوم، وفي الوقت نفسه وقع على صفقة اسلحة ترسل بشكل فوري لاسرائيل بقيمة 72 مليون دولار. لكن، وخلال وجود إيبان هناك، تقرر في اسرائيل عمل أمرين للضغط على البيت الأبيض: الأول تفعيل السفارة الاسرائيلية والقنصليات واليهود الأميركيين ليمارسوا الضغوط على الرئيس بواسطة الرسائل والمقالات، والثاني هو بارسال برقيتين هلعتين، واحدة الى إيبان والثانية الى السفير الاسرائيلي في واشنطن، تتحدثان عن تطورات خطيرة جديدة في مصر تدل على انها ستهاجم اسرائيل في 28 من الشهر. الأميركيون تضايقوا من الطلب الأول وقالوا للسفارة في واشنطن رأيهم. وفحصوا مضمون البرقية الثانية بواسطة مخابراتهم فوجدوا انه غير صحيح. ومع ذلك وافق جونسون على توجيه تحذير لمصر بألا تهاجم اسرائيل. وحسب وثائق الجيش الاسرائيلي فإنه خلال الحرب وقعت بأيدي الجيش الاسرائيلي وثيقة مصرية تدل على ان مصر أرادت فعلا شن هجوم على اسرائيل واحتلال ايلات في ذلك الموعد وانها ارتدعت بعد التحذير الأميركي.
    في تلك الفترة، قبل 6 ايام من الحرب، زار الملك حسين القاهرة ووقع على اتفاقية دفاع مشترك مع عبد الناصر. فأرسلت اسرائيل الى واشنطن رئيس جهاز «الموساد»، مئير عميت، ليوضح للولايات المتحدة بأن الحرب ستكون شاملة ضد اسرائيل وأن جيوشا عربية اخرى قد تنضم وفي هذا تدمير لاسرائيل. وتبين أن المخابرات الأميركية كانت قد توقعت في أواسط سنة 1966، أن تخوض اسرائيل حربا كهذه على الجبهات الثلاث ولكنها توقعت أيضا أن تنتصر فيها اسرائيل وتحتل أراضي عربية واسعة في الضفة الغربية وسيناء والجولان. وحسب مذكرات عميت فإنه لم يبرح الولايات المتحدة إلا بعد ان أقنعها بضرورة شن الحرب.
    وقد أمر جونسون وزير دفاعه، مكنمارا، بمتابعة التطورات الحربية واقامة «طاقم عمل» بقيادة ماكجورج باندي لضمان تقديم الدعم لاسرائيل في حالة وقوعها في مأزق.
    هنا بدا اشكول مستسلما. وحسب المؤرخ توم سيغف، فإن اشكول كان سياسيا ذا أعصاب من حديد، فصمد في وجه الجنرالات الى أن جاءوا اليه بموافقة الولايات المتحدة. عندئذ رضخ ـ «من المشكوك فيه أن يكون اشكول مقتنعا بأن أمن اسرائيل في خطر أو أن مصر أرادت مهاجمة اسرائيل. ولكنه لم يستطع المقاومة أكثر، وأراد أن يظهر هو أيضا قائدا وطنيا».
    وفي يوم الأحد 4 يونيو(حزيران)، اجتمعت الحكومة بحضور قادة الجيش. إيبان أبلغ أن واشنطن توافق على الحرب. رئيس الاستخبارات العسكرية، أهرون يريف، أبلغ أن لديه معلومات غير مؤكدة مائة في الامئة تقول ان مصر ستهاجم في اليوم التالي. ديان قال ان مصر تنوي احتلال ايلات. وخلال الجلسة في القدس سمع أزيز رصاص، فتبين ان الأردنيين أطلقوا الرصاص باتجاه طائرة «بيبر» اسرائيلية ثم أطلقوا باتجاه حي المصرارة في المدينة. عندها قال اشكول انه يجب شن الحرب وأعرب عن ندمه لأنه لم يوافق على بدئها قبل عدة أيام.
    وفي الساعة الثامنة إلا ربعا من صبيحة الاثنين الخامس من يونيو (حزيران) بدأت الحرب. وكانت تلك حربا ضد مصر وحدها في البداية. بل ان اسرائيل أبلغت الأردن برسالتين، واحدة عن طريق الأمم المتحدة وأخرى عن طريق الولايات المتحدة، بأنها لن تهاجمه وطلبت منه ألا يهاجمها، مع ان الجيش الاسرائيلي كان قد استعد لاحتلال القدس والضفة حالما عرف أمر الحلف الدفاعي بينه وبين مصر. ولكن في الساعة العاشرة بدأ الجيش الأردني في قصف القدس الغربية.
    إدارة الحرب
    * لقد أدارت اسرائيل الحرب وفق المخطط المطروح منذ سنين: تدمير سلاح الجو المصري وهو على الأرض. خلال ساعتين كانوا قد دمروا 117 طائرة مصرية. في الساعة العاشرة والنصف صباحا اتصل الجنرال عيزر فايتسمان، رئيس قسم العمليات، بزوجته وأبلغها: «لقد انتصرنا في الحرب». اشكول وديان، تكلما للرأي العام ولم يبلغا عن نتائج اليوم الأول من الحرب. لكن ديان دعا رؤساء تحرير الصحف واسر في آذانهم بأن سلاح الجو الاسرائيلي أباد 400 طائرة مصرية وسورية وهي على الأرض. في الولايات المتحدة تابعوا الأحداث ساعة بساعة. مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي، فولت روستوف، أيقظ الرئيس جونسون في الرابعة والنصف صباحا، ليبلغه بأن الحرب قد نشبت وبأن اسرائيل تحرز مكاسب عظيمة فيها. نهض الرئيس وتوجه الى الغرفة رقم 303 في الطابق الثالث من البيت الأبيض وقال: «نحن في حرب». داخل الغرفة كانت الصديقة الاسرائيلية للرئيس، ماتيلدا كريم. فيما بعد سيكون لهذه المرأة دور في اصدار بيان باسم البيت الأبيض يعلن الوقوف الى جانب اسرائيل ويحمل جمال عبد الناصر مسؤولية الحرب. فقد تركت للرئيس جونسون رسالة تحتوي على مسودة للبيان، فاتصل هو مع وزير خارجيته، دين راسك، وأملى عليه النص (الرواية للمؤرخ توم سيغف).
    في اليوم الأول اكتفت اسرائيل بالقصف الجوي، لكنها أرسلت مدرعاتها الى سيناء لتبدأ باحتلال الأرض المصرية. ديان كان يخطط لاحتلال قطاع غزة في مرحلة لاحقة، لكنه غير رأيه وأمر ببدء العمليات لتنفيذ المخطط المعد لاحتلال هذا القطاع. في اليوم الثاني قرر الجيش الاسرائيلي بدء عملية تدمير لسلاح المدرعات المصري واحتلال شرم الشيخ (المنطقة المشرفة على مضائق تيران) واحتلال كل الضفة الغربية لنهر الأردن واحتلال بانياس وتل العزيزات في الجولان والاعداد للدخول الى جبل سكوبوس في القدس. وقد اعترض رابين على احتلال مدن في الضفة الغربية فأجابه ديان: اذهب وأوجد طريقة مع الأردنيين لوقف النار. انهم يحاولون خوض حرب أكبر منهم وعليهم أن يدفعوا الثمن. واضاف ديان انه يريد أن يتم احتلال بلدة يعبد الفلسطينية قرب جنين لأنها بلدة تاريخية، فيها سلم أبناء يعقوب أخاهم يوسف، ولا بد من آثار مهمة هناك. وديان كان معروفا بجمع الآثار القديمة.
    في ظهيرة اليوم بثت اذاعة لندن ان الحرب شارفت على الانتهاء، فسارع عدد من الوزراء الى اشكول مطالبين إياه باصدار أمر باحتلال القدس. فوافق على بحث الموضوع في جلسة الحكومة، وفي الوقت نفسه تم ارسال وزير الخارجية إيبان، الى نيويورك ليحاول بقدر مستطاعه أن يعرقل ويماطل في صدور قرار في مجلس الأمن يوقف الحرب. وقبل أن يصل إيبان الى الولايات المتحدة تم سقوط بعض أحياء القدس الشرقية بأيدي اسرائيل، وقد اعترفوا بأنهم تعرضوا هنا لمقاومة شديدة أدت الى سقوط عشرات القتلى الاسرائيليين. ولم يتمكنوا من احتلال بقية الأحياء.
    في اليوم الثالث للحرب سقطت القدس. واستمر احتلال سيناء وبدأت الأنباء تتحدث عن تشتت القوات المصرية بلا هدف في الصحراء وموت العديدين من العطش والجوع وضربات الشمس. وآخرون قتلوا برصاص جنود اسرائيليين لم يرغبوا في أخذهم للأسر حتى لا يتحولوا عبئا عليهم. ومع أن اسرائيل تقول ان تلك حوادث فردية، إلا انها تحولت الى ظاهرة لا يعرف عدد ضحاياها حتى اليوم. في هذا اليوم أيضا تسبب اشكول في أزمة مع الولايات المتحدة. فقد سئل في لقاء مع سكرتيرة حزبه إذا ما كانت الحرب ضرورية ولماذا لم يعتمد على الوعد الأميركي بتوفير حماية للسفن الأميركية. فراح اشكول يهاجم جونسون ويقول عنه انه نمر من ورق يقول ولا يفعل ويتعهد ولا يفي. وقد اغتاظ الأميركيون واشتكوا رسميا، فاعتذر الإسرائيليون قائلين إنها سكرة النصر.
    في الرابع والخامس والسادس من الحرب تفرغ الجيش الاسرائيلي لهضبة الجولان وجبل الشيخ بشكل خاص، وكان القتال فيهما ضاريا. في مرحلة معينة من يوم القتال الأول أبدى ديان استعدادا لوقف الحرب لأن السوريين يقتلون بشراسة ويوقعون القتلى في صفوف الاسرائيليين. إلا ان اشكول سأله إن كان سيحاول الاستمرار بعض الوقت لعله يسيطر على مناطق أخرى تبعد الجيش السوري عن الحدود. ولكن في اليوم الرابع من الحرب أضيفت أزمة أخرى مع الولايات المتحدة، حيث ان اسرائيل قصفت وأغرقت سفينة التجسس الأميركية «ليبرتي» أمام ساحل العريش، فقتل 37 من ركابها وجرح 171. لم يتوقع الأميركيون ان هذه الفعلة اسرائيلية واتهموا روسيا في البداية. وعندما اعترفت اسرائيل بالعملية واعتذرت تقرر اجراء تحقيق مشترك في الموضوع، ولم تنشر نتائج التحقيق الكاملة حتى اليوم.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:29 pm

    الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الثالثة) ـ «الشرق الأوسط» تفتح ملفات الحروب الإسرائيلية إثر إطلاق سراحها بعد تكتم دام 40 عاما

    سكرة النصر عام 1967 تقود إلى ضربة 1973

    تل أبيب : نظير مجلي
    بعد حرب الأيام الستة عام 1967، عاشت اسرائيل فترة طويلة من الزهو والعنجهية. فالانتصار غير المتوقع الذي احرزته في مواجهة مصر وسورية والأردن ومعها فرق من الجيوش العربية الأخرى، جعلها تشعر بأنها انتصرت على الأمة العربية بأسرها. وبدأت تتصرف بهذا النصر بمفاهيم من الانتقام والكيد.
    فقد كان أول القرارات الرسمية ضم مدينة القدس الى تخوم الحدود الرسمية لاسرائيل. وكان أول الاجراءت العملية هدم حي المغاربة قرب حائط البراق من أجل توسيع باحة الحائط، الذي يؤمن اليهود انه أحد جدران الهيكل المقدس، ويسمونه «حائط المبكى» و«الحائط الغربي». ثم خرج وزير الدفاع، موشيه ديان بتصريحه الشهير، الذي قال فيه انه ينتظر أن يرن الهاتف، وقصد بذلك انه يتوقع بعد هذه الهزيمة أن يتصل به الزعماء العرب لكي يفاوضوه على السلام بالشروط الإسرائيلية. وزير آخر ذو تأثير في الحكومة الإسرائيلية، هو يغئال ألون، نائب رئيس الوزراء ووزير الاستيعاب، سارع بطرح «حل» للصراع الاسرائيلي ـ العربي مبني على اعادة حوالي ثلثي مساحة الضفة الغربية للأردن، وإبقاء القدس واللطرون وغور الأردن بحيث تضم لاسرائيل. وعندما رد العرب في مؤتمر القمة في الخرطوم باللاءات الثلاث: لا للمفاوضات مع اسرائيل ولا للاعتراف بها ولا للسلام معها، كان العديد من الاسرائيليين يصفقون لأنهم وجدوا فيها فرصتهم للإبقاء على الوضع الجديد الذي تسيطر فيه اسرائيل على مناطق عربية واسعة وتستطيع استخدامها لتوسيع حدودها من جهة، ولإبعاد خطر الحرب عن العمق الاسرائيلي من جهة أخرى. ويذكر أن موشيه ديان، وضع يومها عدة سيناريوهات للمستقبل، فقال ان العرب سيختارون واحدة من ثلاثة احتمالات: حربا شاملة أو حربا محدودة أو انتفاضة شعبية مع مقاومة مسلحة في المناطق المحتلة.

    * وعلى الرغم من ان دافيد بن غوريون، كان في ذلك الوقت في الحادي والثمانين من العمر، وعارض الحرب بشدة، إلا ان ديان ورابين وغيرهما من القادة الإسرائيليين السياسيين والعسكريين، ذهبوا اليه طلبا للمشورة وأخذوه الى حائط المبكى «ليتذوق حلاوة النصر، فشجعهم على استثمار النصر ب"تصحيح خطأ» حكومته الأولى من عام 1948 وتعديل حدود اسرائيل باتجاه الشرق». وكان أول «أمر» أصدره أمام حائط المبكى عندما شاهد لافتة محفورة على حجارة الحائط وكتب عليها «حائط البراق»، فقال: «أزيلوا هذه اللافتة». وقد ضحك ديان ورابين عندما سمعاه، قائلين انه جدد شبابه وتصرف كما لو انه ما زال رئيسا للحكومة. وهرع جنديان من مرافقيهم الى اللافتة وحاولا اقتلاعها، وعندما فشلا في ازالتها أحضرا شاكوشا وراحا يكسران الحروف حتى تحطمت وانمحت. وقال لهم بن غوريون: افرضوا الأمر الواقع. فقط بالاستيطان اليهودي تستطيعون تثبيت حكم الدولة اليهودية.
    وكشف ديان في مذكراته لاحقا أنه بدأ التخطيط لتنفيذ وصية بن غوريون قبل أن يسمعها، وتحديدا في الثامن من يونيو (حزيران) 1967، أي قبل ان تخمد المدافع، للمرحلة المقبلة. وبدا انه يختلف عن يغئال ألون، في طرحه ويفتش عن اطار لتسوية القضية الفلسطينية بروح هذا النصر، وذلك بإقامة دولة فلسطينية على الغالبية العظمى من الضفة الغربية من دون القدس ومناطق حيوية اخرى، بحيث تبقى الادارة الأمنية بأيدي اسرائيل، وتقام كونفدرالية بين اسرائيل وفلسطين.
    وقد استدعى اسحق رابين، رئيس أركان الجيش، في الشهر التالي وعرض عليهم أفكاره على النحو التالي: تخصص منطقة غور الأردن للتدريبات العسكرية، وتسيطر اسرائيل على رؤوس الجبال وتقيم 4 – 5 نقاط استيطان عسكري تتحول الى استيطان يهودي مدني لاحقا، وتسيطر على مساحات واسعة من الأرض الزراعية لفلاحتها وضمان مصدر رزق لبضعة ألوف من المستوطنين اليهود. وطلب منهم أن يقيموا القواعد العسكرية في الضفة الغربية على اساس هذا البرنامج ويشقوا الشوارع التي تضمن الوصول من منطقة الساحل في اسرائيل الى هذه المستوطنات مباشرة من دون الاضطرار لاستخدام الطرق الفلسطينية. وفي شهر سبتمبر (أيلول) من السنة نفسها بادرت مجموعة من الشبان اليهود المتدينين الى اقامة أولى المستوطنات اليهودية في منطقة «غوش عتصيون» (ما بين بيت لحم والخليل). وبعد ثلاثة اشهر قررت الحكومة مصادرة 20 ألف دونم شمال الضفة الغربية للزراعة وحفر بئر ارتوازية للمياه. وحسب مذكرات شلومو غزيت، مساعد ديان لشؤون «المناطق المدارة» (هكذا سميت الأراضي المحتلة يومها)، فإنه ـ أي ديان ـ واصل اهتمامه بهذا الموضوع ودعا في مطلع عام 1968 مسؤولي وزارة الزراعة ودائرة أراضي اسرائيل وأمرهم بالسيطرة على جميع الأراضي والعقارات المسجلة باسم الدولة في الأراضي المحتلة وكذلك على ما كان مسجلا باسم الغائبين أو العدو، في الدوائر الرسمية (الأردنية بالنسبة للقدس والضفة الغربية، السورية بالنسبة لهضبة الجولان والمصرية بالنسبة لقطاع غزة وسيناء)، والحرص على مصادر المياه لتكون تحت السيطرة الاسرائيلية التامة. الإطمئنان الإسرائيلي
    * في أبريل (نيسان)، اجتمع القائد العام للمنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي، عوزي نركيس، مع مجموعة من نشطاء حركة «أرض اسرائيل الكاملة»، وهي حركة يمينية متطرفة بقيادة الحاخام موشيه ليفنغر، وسمح لهم بالصلاة في الحرم الابراهيمي في الخليل بمناسبة عيد الفصح لدى اليهود. وقد بقوا في المكان رافضين المغادرة حتى يومنا هذا. ثم أقاموا مستعمرة قرب الخليل «قريات أربع». وبدأت حملة استيطان موازية في الأراضي السورية المحتلة وحتى في سيناء المصرية. وأراد ديان أن يستوطن حتى في شرم الشيخ، التي قال عنها لاحقا: «إذا كان الخيار بين شرم الشيخ من دون سلام أو سلام من دون شرم الشيخ فإنني اختار شرم الشيخ من دون سلام».
    وقد ظهرت معارضة شديدة لأفكار ديان في الحكومة الاسرائيلية، خصوصا من يغئال ألون وفي ما بعد رئيسة الوزراء، غولدا مئير، لكن ليس على مبدأ تثبيت الاحتلال، بل على شكله. فهؤلاء رفضوا الاعتراف بوجود شعب فلسطيني وقضية فلسطينية. وقد اشتهرت غولدا مئير بتوجيه السؤال: «أين هو الشعب الفلسطيني». فأجابها ديان: «علينا أن نعترف بأننا في احتلالنا الضفة الغربية وقطاع غزة، ساهمنا في ظهور تلك المجموعة من العرب التي تجد ما هو مشترك بينها. انهم سكان الضفة وقطاع غزة وأقاربهم في الخارج وانهم أيضا يعيشون بيننا، وهم العرب في اسرائيل الذين بدأوا يتصلون مع اخوانهم في المناطق. كما يبدو فإن هناك مخلوقا اسمه الشعب الفلسطيني وعلينا أن نعترف به ونضمن له مستقبلا ملائما لحريته وانسلاخه عنا من جهة واعفاء اسرائيل من السيطرة على 1.3 مليون عربي اضافيين هم سكان الضفة والقطاع».
    وكان يبدو أن النقاش الداخلي في اسرائيل يجري في عالم آخر بعيد عن الجهود الدولية لايجاد تسوية للصراع. واستخف القادة الاسرائيليون بالمعارك الحربية التي جرت بعد حرب 1967، مثل معركة الكرامة في الأردن، التي فشل فيها الاسرائيليون، وحرب الاستنزاف في سيناء. وكان الاسرائيليون يرون انه طالما أن الحرب تقع داخل تخوم الحدود العربية فإنها لا تشكل خطرا على اسرائيل. ولذلك استمرت سياسة التبجح. وظلت اسرائيل تحاول فرض شروطها بتعنت ظاهر. ورفضت التوصل الى اتفاق سلام نهائي وشامل وأصرت على الاكتفاء بتسويات مرحلية، مشترطة أن أية تسوية مرحلية كهذه يجب أن تتضمن تعهدا عربيا بانهاء الصراع. وبهذه الطريقة أفشلت اسرائيل مهمة مبعوث الأمم المتحدة، غونار يارينغ، ومشروع وزير الخارجية الأميركي، روبرت روجرز، سنة 1971. وحتى عندما وافق الرئيس المصري الجديد، أنور السادات، على تسوية مرحلية، رفضتها اسرائيل لأنها لم تتجاوب مع «طلباتها الأمنية». وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 1971 عرض الاتحاد السوفياتي مشروعا آخر بواسطة الأميركيين وكان عبارة عن مزيج من التسوية الدائمة والتسوية على مراحل، لكن اسرائيل رفضته. وقد سافرت غولدا مئير خصيصا الى واشنطن (في مطلع ديسمبر/ كانون الأول) لكي تفسر رفضها له وحملت معها يومها تقريرا من جهاز "الموساد" الاسرائيلي يدعي ان معلومات سرية حصلت عليها من موسكو تفيد بأن السادات وقع على صفقة اسلحة جديدة متطورة مع الاتحاد السوفياتي وان السوفيات وافقوا على طلباته فقط بعد أن تعهد لهم بالسير معهم في المخطط لدحر الولايات المتحدة من الشرق الأوسط. وقد عادت مئير تحمل تعهدا من الرئيس ريتشارد نكسون بألا يطرح خطة سلام أميركية مشتركة مع السوفيات (مذكرات اسحق رابين).
    وهكذا أصيبت بالشلل محاولات التسوية، خصوصا في عام 1972 حيث نشبت أزمة باكستان ـ الهند، فاستقطبت اهتمام الأميركيين والسوفيات، وحيث قام الرئيس المصري بطرد الخبراء السوفيات فاعتبر الإسرائيليون ذلك اشارة للتخلي عن خيار الحرب. وكان الجيش الاسرائيلي قد ضاعف ميزانيته العسكرية خلال السنوات الماضية منذ حرب 1967، فزاد عدد طائراته المقاتلة من 200 الى 350 والدبابات من 1300 الى 2000، ولكن في سنة 1972 تم تخفيض الميزانية العسكرية نتيجة لهذا الاطمئنان. وزادت القناعة في اسرائيل بأن العرب لن يحاربوا، على الأقل في السنوات القريبة. حرب أكتوبر
    * على خلفية تلك الأوضاع، الانطلاق من سكرة النصر في تقويم الأمور والاستخفاف الاسرائيلي بالعرب والتعامل معهم بعنجهية وغرور ومحاولة استثمار النصر العسكري بأقصى سبل الابتزاز، وفشل المبادرات للتسوية، نشبت حرب أكتوبر 1973. وقد صدمت هذه الحرب الإسرائيليين وأحدثت لديهم زلزالا سياسيا وعسكريا كبيرين، ما زال محور نقاش ودراسات وأبحاث حتى اليوم. هناك من يرى ان اسرائيل تعلمت الدرس منه وهناك من يرى انها لم تتعلم الدرس. وعلى اثر اخفاقات الحرب الأخيرة في لبنان، والنتائج الأولية للتحقيق الذي أجرته لجنة فينوغراد الحكومية، عاد الكثيرون الى تقرير لجنة تحقيق أخرى هي «لجنة أغرنات»، التي حققت خلال سنة 1973 – 1974 في اخفاقات حرب أكتوبر، وخلصت الى استنتاجات كثيرة ومهمة حول تلك الحرب.
    تقرير لجنة أغرنات محفوظ بمنتهى السرية في أرشيف الجيش الاسرائيلي. ولكن بعد الحرب في لبنان تقرر الافراج عنه بشكل جزئي. ولكي نفهم ما جاء في تقرير لجنة أغرنات جيدا، لا بد من اعطاء فكرة عن الأجواء التي أحاطت به، منذ نشوب حرب أكتوبر 1973. ولا بد من التذكير بالأحداث التي سبقت الحرب ومراجعة بعض ما نشر في اسرائيل حول هذه الحرب واسرارها، خلال الـ33 عاما الماضية. وسنفعل ذلك جنبا الى جنب مع نشر مقاطع واسعة من التقرير نفسه حرفيا كوثيقة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:29 pm

    لجنة أغرنات
    * حرب أكتوبر جاءت بمبادرة عربية ـ مصرية ـ سورية مشتركة، حيث قامت القوات البرية المصرية بهجوم على القوات الاسرائيلية التي تحتل سيناء وفي الوقت نفسه، الساعة الثانية من ظهر يوم السبت 6 اكتوبر (تشرين الأول) 1973، قامت القوات السورية البرية بمهاجمة القوات الاسرائيلية التي تحتل هضبة الجولان السورية المحتلة. وفي الأيام الأولى من الحرب تمكن الجيش المصري من كسر خط بارليف الحصين على طول قناة السويس ووصل الى عمق 15 – 20 كيلومترا في سيناء، وتمكن الجيش السوري من تحرير كامل هضبة الجولان، بما في ذلك جبل الشيخ والقلاع الحصينة التي بناها الجيش الاسرائيلي فيه. واستمرت الحرب حتى نهاية الشهر تقريبا وأقامت الولايات المتحدة جسرا جويا لنقل العتاد والأسلحة بما في ذلك طائرات يقودها طيارون أميركيون. وتمكنت اسرائيل من استعادة السيطرة على الجولان وتقدمت مسافة ما في الجزء الذي بقي منه في سورية بعد حرب 1967 وراحت تهدد دمشق، مما دفع بقوات عراقية للتقدم نحو العاصمة السورية لحمايتها، وتمكنت قوة اسرائيلية بقيادة الجنرال أرئيل شارون، (الذي أصبح رئيسا للوزراء في ما بعد ويرقد حاليا في المستشفى بلا وعي)، من إحداث ثغرة كبيرة والالتفاف وراء القوات المصرية غرب قناة السويس وتطويق الجيش الثالث المصري. وهدد الاتحاد السوفياتي بالتدخل العسكري لفك الحصار عن الجيش المصري. وكادت الدولتان العظميان تصلان الى مواجهة مباشرة على الأرض المصرية. وانتهت الحرب في 28 أكتوبر بعد قبول جميع الأطراف بقرار مجلس الأمن رقم 338، وعقد اتفاقان لفصل القوات عادت بموجبه القوات الاسرائيلية الى الخلف لتنتهي الحرب بنجاح مصر وسورية في تحرير جزء مهم من أراضيهما المحتلة عام 1967. في اسرائيل، وبنفس طريقة التبجح المألوفة، رفضوا رؤية هذه الحرب دليلا على قدرات قتالية عربية. وأصروا على اعتبار الأمر «إهمالا إسرائيليا خطيرا»، لا بد أن يدفع ثمنه المسؤولون عن الاهمال. وراحوا يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق رسمية ذات صلاحيات تنفيذية لفحص ما جرى ومعاقبة المسؤولين عن الفشل. وعندما تجاهلت الحكومة هذا المطلب، انطلقت حملة جماهيرية واسعة تطالب باستقالة الحكومة كلها، وفي المقدمة رئيستها، غولدا مئير، ووزير الدفاع، موشيه ديان. وقاد هذه الحملة أحد ضباط جيش الاحتياط، موطي اشكنازي، الذي عاد لتوه من الجبهة ليعلن الاعتصام أمام بيت رئيسة الحكومة الى حين تقدم استقالتها. وانضم الى الحملة، بطريقته الخاصة، أرئيل شارون، الذي ادعى في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 1973)، بأنه كان في مقدوره أن يجبر الجيش المصري على العودة من سيناء والاستسلام أمامه وتحقيق انتصار إسرائيلي كاسح في هذه الحرب لكن قادة الجيش ومعهم القيادة السياسية، منعوه من ذلك وحجبوا عنه ما طلبه من تعزيزات وفرضوا عليه التقدم ببطء شديد.
    وكانت تلك اشارة منه لتصعيد الهجوم على القيادة السياسية والعسكرية، حيث ان الشعب رأى في شارون بطل هذه الحرب، في حين حاول قادته معاقبته على رفض الامتثال للأوامر التي أرادت منعه من تنفيذ تلك الثغرة لأنها تشكل خطرا على الوف الجنود والضباط. وكانت الحكومة قد فرضت على المواطنين ضريبة حرب، تعطى كقرض طويل الأمد للدولة. ومع انتهاء الحرب كشف ان عدد القتلى فيها بلغ 2222 شخصا، ثم عاد الجرحى الى بيوتهم، وعددهم 7251 جنديا وضابطا، وراحوا يروون العجائب عن فظائع الحرب. ويكشفون أنهم خدعوا عندما قال لهم قادتهم السياسيون والعسكريون بأن العرب يهربون أمام جنود اسرائيل ولا يجيدون القتال. كل هذه الأمور وغيرها شكلت ضغطا شديدا على الحكومة، وفي 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 1973 رضخت الى هذه الحملة وقررت تشكيل لجنة تحقيق قضائية رسمية للتحقيق في الحرب. ومع ان نص القرار الحكومي بدا ضبابيا وحدد صلاحيات اللجنة للتحقيق فقط في أمرين هما: معرفة المعلومات عن الاستعداد للحرب (في الطرف المصري والسوري) واستعداد الجيش الاسرائيلي للحرب، إلا ان اللجنة وسعت نطاق تحقيقها وأصدرت توصيات قاسية أدت الى الاطاحة برئيس الأركان وبرئيس الاستخبارات العسكرية وغيرهما.
    وتشكلت لجنة التحقيق من القاضي المتقاعد في المحكمة العليا، د. شمعون أغرنات (رئيسا)، وقد عرفت اللجنة باسمه، والقاضي المتقاعد في المحكمة العليا، موشيه لانداو، ومراقب الدولة القاضي د. يتسحاق يبتسئيل، ورئيس الأركان الأول للجيش الاسرائيلي الجنرال في الاحتياط يغئال يدين، ورئيس الأركان الثاني، حايم لسكوف.
    وكان من دوافع هذا الرضوخ أن اسرائيل استعدت لخوض انتخابات عامة للكنيست في اليوم الأخير من السنة، وهي الانتخابات التي كانت مقررة لأحد ايام الحرب. وتأجلت بسبب الحرب. وقد رفع الحزب الحاكم (المعراخ ـ وهو تجمع حزب العمل وأحزاب يسارية ولبرالية صغيرة أخرى)، شعارا يأخذ بالاعتبار الغضب العارم على الحكومة بسبب الفشل في الحرب، هو «المعراخ، رغم كل شيء». ونجح هذا الشعار في ابقاء حزب العمل في الحكم. تدحرج قرارات اللجنة
    * لقد عقدت لجنة أغرنات 156 جلسة استمعت خلالها لشهادات 90 شخصية سياسية وعسكرية كبيرة، بمن في ذلك رئيسة الحكومة والوزراء ووزراء سابقين وجنرالات في الاحتياط، وتبقت 188 شهادة أخرى من داخل مؤسسة الجيش لجنود وضباط كانوا شهود عيان لأحداث، وقد اعتمدت اللجنة على طاقم تحقيق ثانوي لجمعها. كما تلقت 424 شهادة من أشخاص تطوعوا لاطلاع اللجنة على مشاهداتهم وآرائهم. وأصدرت ثلاثة تقارير عن عملها:
    الأول وهو تقرير مرحلي وجزئي وقررت اللجنة أن يكون علنيا. اصدرته اللجنة في يوم الأول من أبريل (نيسان) 1974، أي بعد خمسة أشهر من عملها. وقيل انه كان مثل كذبة الأول من أبريل، من الصعب تصديقه. فقد اعتبر قاسيا جدا، لأنه منذ البداية وضع اصبع الاتهام في الفشل نحو عدد من الشخصيات العسكرية كمسؤولة مباشرة عن الفشل، وفي مقدمتهم رئيس أركان الجيش، دافيد العزار، الذي استقال فور صدور التقرير، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ايلي زعيرا، وثلاثة ضباط كبار من مرؤوسيه، والجنرال شموئيل غونين، قائد المنطقة الجنوبية.
    وأشار التقرير الى قصور الوزراء أيضا، لكنه امتنع عن التوصية بشيء نحو أي منهم. وترك لهم الخيار لاستخلاص النتائج التي يرونها مناسبة. وقد امتنعوا عن استخلاص النتائج، فتصاعدت الحملة الجماهيرية ضدهم بايحاء من عدد كبير من ضباط الاحتياط الذين رفضوا أن يدفع الجنرالات وحدهم ثمن الفشل. وأثمرت الحملة فعلا بعد أسبوع واحد (11 أبريل / نيسان) باستقالة رئيسة الحكومة، غولدا مئير، واعلانها اعتزال السياسة ومثلها فعل وزير الدفاع، موشيه ديان، الذي انصبت الانتقادات عليه من كل حدب وصوب كصاحب النظريات الأمنية والاستراتيجية الأساسية لاسرائيل في كل تلك الفترة من حرب 1967 الى حرب 1973. واعتزل معهما قائدان تاريخيان في اسرائيل، وزير الخارجية أبا ايبن، ووزير المالية بنحاس سبير، مع انهما لم يتعرضا لانتقادات كبيرة.
    التقرير الثاني: وقد صدر في الفاتح من يوليو(تموز) 1974 وكان سريا تماما ووجه الى الحكومة فقط مع التوصية بأن يطلع عليه قادة الجيش ومن ترى الحكومة بأنه سيستفيد منه ويحافظ في الوقت نفسه على سريته التامة. وفي هذا التقرير رصد شامل للأحداث العسكرية والسياسية والدولية خلال الحرب، ولذلك يعتبر أهم التقارير الثلاثة وتنشره «الشرق الأوسط» كاملا تباعا، ابتداء من هذا العدد. التقرير الثالث: وقد صدر في 28 يناير (كانون الثاني) 1975، وهو الأكبر (1511 صفحة)، وقد تم توجيهه الى الحكومة ولجنة الخارجية والأمن في الكنيست. وهو أيضا كامل السرية ويتعلق بقضايا الجيش وضرورة تنفيذ اصلاحات واسعة فيه. وسننشر استعراضا له في «الشرق الأوسط»، بعد نشر التقرير الثاني.
    لقد قوبلت تقارير «لجنة أغرنات» بردود فعل صاخبة في اسرائيل، لم تهدأ حتى اليوم. فبالاضافة الى التغييرات التي أحدثتها بشكل مباشر أو غير مباشر في قيادة الجيش والحكومة، أدت الى احداث تغييرات في عمل الجيش وطرق استعداداته الحربية وادارة شؤونه الداخلية. ففي سنة 1975 تقررت اقامة لجنة وزارية لشؤون الأمن تكون مؤلفة من الوزراء العاملين في القضايا الأمنية والاقتصادية لتكون لجنة مهنية لشؤون الحرب. وفي سنة 1976 تم تعديل قانون أساس الجيش ليحسن آلية اصدار الأوامر الحكومية للجيش بروح توصيات «لجنة أغرنات». وتقرر تعيين مستشار خاص لرئيس الحكومة متخصص في شؤون الاستعلامات والاستخبارات، وفيما بعد تم تشكيل مجلس للأمن القومي. وأقيمت دائرة بحث استخباري في وزارة الخارجية، حيث لم يعد هناك اعتماد كامل فقط على الاستخبارات العسكرية. وجرت تغييرات واسعة في أسلوب عمل شعبة الاستخبارات العسكرية. وأقيمت وحدة جديدة في «الموساد» أيضا بهدف عدم الاعتماد على استخبارات الجيش وحدها. لكن من هاجم اللجنة كان أكثر ممن أفاد من توصيتها. فقد هاجمها الجنرالات عموما، والجنرالات الذين أشارت اللجنة اليهم بإصبع الاتهام بشكل خاص. ونشرت في اسرائيل عشرات الكتب وألوف الأبحاث الأكاديمية والعسكرية التي تطعن فيها وتمس مصداقيتها. ومن أقسى الانتقادات لها كان كتاب الجنرال ايلي زعيرا، رئيس الاستخبارات العسكرية، الذي حاول أن يثبت بأن اللجنة أقيمت سلفا بهدف واضح هو تبرئة البعض وادانة البعض وفقا لحسابات شخصية وسياسية، وانه كان ضحية للمؤامرة التي انخرطت فيها اللجنة.
    هنا استفز رئيس وأعضاء لجنة أغرنات، وفي سنة 1993، أي بعد 20 سنة من الحرب، تقدم القاضي شمعون أغرنات والجنرال يغئال يدين بطلب رسمي إلى الحكومة لكي تكشف تقارير اللجنة «حتى تضع حدا لعمليات التزييف التي يجريها بعض الباحثين من أجل مصالح ضيقة». وفي السنة نفسها توجهت صحيفة «معاريف» الى محكمة العدل العليا تطلب نشر التقارير. وفي 4 أبريل (نيسان) 1994، أبلغت الحكومة المحكمة بأنها قررت نشر التقارير. وشكلت الحكومة لجنة من خاصة تعمل مع «دائرة الأمن الميداني» خاصة تعمل مع «دائرة الأمن الميداني» في رئاسة أركان الجيش لتقرر كيفية النشر ومضمونه. وتم النشر الأول في مطلع عام 1995، ولكن مقاطع أساسية منه شطبت بدعوى السرية والمصالح الأمنية. وفقط في السنة الماضية أميط اللثام عن كل صفحات التقرير، باستثناء بعض الجمل التي مازالت تحسب سرية.
    وتبحث اللجنة حاليا في مصير ألوف الوثائق والبينات والشهادات المرفقة بالتقرير والتي ما زالت سرية، وفيها الكثير من المعلومات الحساسة والدقيقة التي تصر المخابرات الاسرائيلية على ابقائها سرية، خصوصا تلك التي تتعلق بشخصيات من العالم العربي تعاملت مع اسرائيل بسرية، كجواسيس بأجرة أو كمسؤولين سياسيين قاموا بتزويد اسرائيل بمعلومات من دون مقابل مالي.
    ملاحظات تساعد على القراءة
    * قبل الاستمرار في نشر وثيقة التقرير الثاني للجنة أغرنات بالكامل، نلفت نظر القارئ الى ما يلي:
    أولا: لقد تمت ترجمة التقرير من العبرية. وقد كتبه أناس غير متخصصين باللغة، وكما هو واضح فإن اللجنة لم ترسل التقارير الى محرر لغوي يهذبه ويوضحه كما يليق ببحث أو دراسة. ويلاحظ ان هناك صياغات بسبب ركاكتها اضطررنا الى توضيحها وفقا للمعلومات عن الأوضاع الإسرائيلية في تلك المرحلة، من دون أي مساس بجوهر الوثيقة. وفي الحالات التي كان هناك خوف من أن التوضيح قد يحمل تفسيرات أخرى امتنعنا عن ذلك وفضلنا ابقاء الصياغة الركيكة كما هي.
    ثانيا: هناك جمل وكلمات وضع تحتها خط، بهدف ابرازها، كل هذا التوكيد تم في النص الأصلي للجنة.
    ثالثا: اللجنة تعمدت شرح بعض المضامين بشروحات وضعت داخل قوسين من الأصل، وقد اشرنا الى هذا الشرح بالقوسين التاليين: ( ). أما الشروحات التي قدمناها نحن في «الشرق الأوسط»، لاعتقادنا بأهميتها للدقة وللتفسير وللتذكير بأحداث تلك الفترة، فقد أشرنا اليها بنوع آخر من الأقواس هو: ( ).
    رابعا: تسمى حرب أكتوبر 1973 في اسرائيل بـ«حرب الغفران»، وذلك لأنها وقعت في «يوم الغفران»، وهو يوم صوم وصلوات لليهود يتضرعون فيه الى الله أن يغفر لهم الذنوب. وتشل الحياة في اسرائيل عادة في هذا اليوم، فيحظر العمل والسفر وتغلق الإذاعة والتلفزيون. ومع ان معظم الاسرائيليين اليهود ليسوا متدينين، إلا انهم في هذا اليوم يلتزمون بأحكام الدين. وقد اختارت مصر وسورية هذا اليوم لشن الحرب بشكل مقصود من خلال معرفة هذه الحقيقة. وقد فوجئ الاسرائيليون بمعرفة العرب مميزات هذا اليوم. خامسا: الجيش الاسرائيلي يعرف في اسرائيل على انه «جيش الدفاع الاسرائيلي». وقد التزمنا بهذا الاسم وبغيره من التعابير غير المألوفة في خطابنا العربي، بدافع الأمانة والدقة اللتين يتطلبهما البحث.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:30 pm

    الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الرابعة) ـ «الشرق الأوسط» تفتح ملفات الحروب الإسرائيلية إثر إطلاق سراحها بعد تكتم دام 40 عاما

    وزير الخارجية الإسرائيلي: نحن نتصرف كعصابة إرهاب * مسؤول عربي أبلغ الاسرائيليين في تل أبيب باستعدادات مصر وسورية للحرب

    تل أبيب : نظير مجلي
    في هذه المرحلة من التقرير، لم تخض لجنة أغرنات بتفاصيل الأحداث السياسية التي أحاطت بالمنطقة في تلك الفترة، رغم أهميتها. وكما نلاحظ في النص الوارد بعد هذه المقدمة، فإنها استعرضت الأحداث بشكل عابر. لكن تلك الأحداث بالغة الأهمية للقارئ، ولذلك لجأنا الى وثائق أخرى تتحدث عن الأوضاع في تلك الفترة، وأبرزها شهادة وزير الخارجية الاسرائيلي في ذلك الوقت، أبا ايبن، من خلال كتاب مذكراته الخاصة «فصل حياة» (اصدار دار النشر التابعة لصحيفة «معريب» سنة 1978). وهو يكشف هناك بأنه وهو يدير السياسة الخارجية الاسرائيلية في الخارج كان يعاني الأمرين من سياسة الحكومة الاسرائيلية. وفي بعض الأحيان كان يصعق عندما يسمع عن قرار اتخذته الحكومة في السياسة الخارجية، وهو في مهمة خارج البلاد. وهو يكتب عن تلك الفترة بحدة بالغة، فيتهم بها العسكريين في الحكومة، وخصوصا وزير الدفاع موشيه ديان، الذين لا يتردد في نعتهم عدة مرات بمرضى الغطرسة والغرور. ويقول انه اضطر عدة مرات الى ترداد المقولة التالية التي يقصد بها زملاءه المتطرفين في القيادة الاسرائيلية: «العقل بلا عواطف يكون عقيما، لكن العواطف بلا عقل تكون هستيريا».
    ويروي ايبن انه في نهاية سنة 1972 شعر بأن الركود السياسي في الشرق الأوسط يشكل خطرا كبيرا على المنطقة، فاجتمع الى المراسلين الصحافيين الأجانب في القدس، وقال لهم ان «الركود السياسي في المنطقة سيدفع العرب الى خيار الحرب ولذلك يجب علينا أن نعمل باستعجال لكي تكون سنة 1973 سنة مفاوضات سلام بين اسرائيل والعرب». ويقول ايبن انه استعمل كلمة «استعجال» وهو يعلم بأن أحدا في اسرائيل غير مستعجل على شيء. فالاسرائيليون مطمئنون وما زالوا غارقين في نشوة النصر «فالقوات الاسرائيلية ترابط بعيدا على خطوط وقف اطلاق النار من قناة السويس الى نهر الأردن وحتى هضبة الجولان. وبعد خمس سنوات ونصف السنة (من احتلال العام 1967) يبدو وكأن وجودنا هناك بات شرعيا. الرئيس (الأميركي) ريتشارد نيكسون صرح بأن على الجنود الاسرائيليين أن لا يتركوا أيا من المناطق المحتلة (العام 1967) قبل أن يتم انجاز اتفاق سلام ملزم للجميع ومرض لاسرائيل. حتى الاتحاد السوفياتي الذي ناصر المطلب العربي بضرورة الانسحاب الكامل، فقد اعترف بأن هذا الانسحاب لن يتحقق من دون التوصل الى سلام شامل. وفي هذه الأثناء بدا أن المليون عربي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغزة استسلموا ازاء السيطرة الاسرائيلية المتواصلة. فقد عاشوا معنا بخليط غريب من الانسجام والاغتراب، حيث ان الحل السياسي بدا بعيدا. وأدى ذلك باسرائيليين كثيرين أن يغرقوا في الوهم بأن هناك استقرارا.
    تدفق 70000 عامل عربي من المناطق المدارة (أي المحتلة) الى اسرائيل في كل يوم للعمل. والأجر الذي حصلوا عليه زاد من الازدهار في بلداتهم. وفي كل صيف عبر نهر الأردن مئات الألوف وجاءوا لزيارة أقاربهم. في السنتين 1969 ـ 1970 كان مندوبون عن الدول الأربع الكبرى يجتمعون من آن لآخر في الأمم المتحدة (للبحث في قضية هذا الصراع). ولكن الاستراحات الطويلة ما بين اللقاء واللقاء قد زادت. وتقلصت الجهود حتى اعلان نهايتها في 1971. وانتهت مبعوثية غونار يارينغ (وهو سفير سويدي سابق في موسكو تم اختياره مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة لتقريب وجهات النظر بين الاسرائيليين والعرب)، عندما قدم في فبراير (شباط) 1971 تقريرا وافق خلاله على المطلب المصري في الأرض، إذ انه بهذا الموقف فقد مصداقيته في اسرائيل». ويتطرق ايبن في مذكراته الى لقاء القمة السوفياتي الأميركي بين ليونيد بريجنيف وريتشارد نيكسون فيقول ان «الاسرائيليين الذين يذكرون فترة الضغوط السوفياتية الأميركية الخانقة في سنة 1956، حيث وجه السوفيات انذارا لاسرائيل بأن توقف الحرب وتنسحب من سيناء، وراح الأميركيون يمارسون الضغوط على اسرائيل بأن تفعل، ولذلك فإنهم ردوا دائما بعصبية على اجراء لقاءات كهذه. ولكن لقاء نيكسون بريجنيف في يونيو (حزيران) 1973 انتهى بذكر قرار مجلس الأمن 242 فقط بطريقة شكلية، وعادت الأمور الى نصابها وركودها».
    ويتابع ايبن وصف الصورة الدولية في تلك الفترة فيقول ان العرب استطاعوا عادة «الفوز بانتصارات في التصويت في مؤسسات الأمم المتحدة والتصويت والخطابات التي سبقته روفقت عادة بصخب كبير، لكنها لم تستطع تحريك جندي اسرائيلي من مكانه. وهكذا بات الطرفان في وضع يحصل فيه العرب على قرارات واسرائيل تكرس وجودها على الأرض. وقد تعزز هذا النوع من الاستقرار أكثر مع انتقال الدولتين العظميين الى حالة «الديتانت» (وتعني بالفرنسية والانجليزية «ازالة العداء والتوتر» واصطلح العرب على وصفها في ذلك الوقت بـ«الانفراج»). فلم يكن من المعقول أن يثير الاتحاد السوفياتي غضب الولايات المتحدة بواسطة دفع العرب الى سباق تسلح، خصوصا ان السوفيات ليسوا معنيين بأن يروا أسلحتهم تهزم بشكل مهين بأيدي العرب (كما حصل في حرب 1967)».
    ويخرج ايبن من هذا المشهد استثناء واحدا هو عمليات التفجير وخطف الطائرات الفلسطينية، التي كانت تخرج العالم من حالة الاستقرار المذكورة أعلاه، ولكنه يلفت النظر الى ان هذه العمليات لم تنفذ ضد اسرائيل مباشرة بمعظمها وكانت مثيرة لقلق الغرب أكثر مما هي مثيرة لقلق الاسرائيليين. ويعود وزير الخارجية الاسرائيلي الى وصف الغطرسة العسكرية للقيادة الاسرائيلية فيشير الى ان موشيه ديان، وزير الدفاع، كان يقود التيار المتعصب وذي التأثير الهائل في الحكومة ويقول انه «لم يكن ديان رئيس حكومة ولكنه كان أقوى أعضاء الحكومة». وفي حين كان ديان يطرح، مع بداية الاحتلال، اعادة غالبية الأراضي العربية للعرب مقابل اتفاق سلام، أصبح يعتقد بأن الوضع الحالي هو أفضل حالة استقرار ممكنة. «فلن تنشب حرب جديدة في القريب ولن يأتي السلام بسرعة. الجيوش العربية ـ حسب رأي ديان كما ينقله أبا ايبن ـ تدرك بأن لدى اسرائيل قوة عسكرية ضخمة لدرجة انهم لا يخاطرون بمهاجمتها. المخربون يستطيعون قتل وجرح بعض الاسرائيليين ولكن اعتداءاتهم لن تدمر دولة اسرائيل ولن تستطيع تغيير حدودها، ولذلك فإن تأثيرها السياسي هامشي. لهذا فإن ديان رأى أن على اسرائيل ان لا تصرف جهودها على احتمالات سلاح ضحلة، بل على بلورة خريطة جديدة لها، بواسطة فرض الأمر الواقع بالاستيطان في الضفة الغربية. وقد أظهر استخفافا بفكرة إبقاء خيارات التفاوض للسلام مفتوحة. وفي مقابلة تلفزيونية مع «بي. بي. سي» قال في 14 مايو (ايار) 1973 ان على اسرائيل أن تبقى في الضفة الغربية الى أبد الآبدين. فإذا لم يعجب الأمر الفلسطينيين فإن بإمكانهم أن يرحلوا الى الأردن أو سورية أو العراق أو أية دولة عربية أخرى. وفي 30 يوليو (تموز) قال لأسبوعية «تايمز» انه «لم تعد هناك فلسطين.. خلاص». وكان قد أعلن في خطاب احتفالي من على تلة «مسادا» في أبريل (نيسان) رؤياه لـ«دولة اسرائيل الجديدة ذات الحدود المترامية الأطراف والقوية والثابتة، حيث تفرض حكومة اسرائيل سلطتها على المنطقة الممتدة من قناة السويس وحتى نهر الأردن». ويتابع ايبن ان «سياسة المؤسسة الاسرائيلية الاستراتيجية الأمنية نصت طول تلك الفترة وبكل وضوح على اتباع سياسة استنزاف للعرب. فإن لم يستطع العرب استعادة أراضيهم بحرب أو بضغط الدول العظمى فسيكون عليهم أن يطلبوا المفاوضات ويستجيبوا لبعض المصالح الأمنية الاسرائيلية. ولم تأخذ هذه المؤسسة بالاعتبار وجود خيار عربي ثالث هو: لا استسلام ولا مفاوضات، بل التوجه اليائس الى حرب على أمل أنه حتى لو كان الهجوم غير ناجح فإنه أفضل من القبول بخط وقف اطلاق النار». ويشير ايبن الى قدوم جنرالين اضافيين الى عالم السياسة الاسرائيلية ليضيفا قوة الى أولئك المتعصبين الحاكمين، هما رئيس اركان الجيش، اسحق رابين، والجنرال أرييل شارون. الأول كتب مقالا في «معريب» في 13 يوليو (تموز) يقول فيه: «لقد ضعفت قوة الدول العربية على تنسيق نشاطاتها السياسية والعسكرية ولم تنجح حتى اليوم في جعل النفط عنصر تأثير سياسيا. امكانية استئناف الحرب قائمة ولكن قوة اسرائيل العسكرية كافية لمنع الطرف الآخر من تحقيق أي انجاز عسكري». أما شارون فقال في مقابلة صحافية مع صحيفة «هآرتس» (1973. 9. 20) ان «على الاسرائيليين أن يفهموا انه لا يوجد هدف ما بين بغداد والخرطوم، بما فيه ليبيا، يصعب على الجيش الاسرائيلي احتلاله».
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:31 pm

    ويقول ايبن ان هناك من وقفوا مثله ضد هذه العنجهية في اسرائيل، لكن هؤلاء أخرسوا خصوصا ان جميع امتحانات القوة التي خاضتها اسرائيل في تلك الفترة انتهت بنجاح. فقد حررت اسرائيل الرهائن من طائرة «سابينا»، وتمكنت من الدخول الى مصر والعودة مع دبابة سوفياتية حديثة أو جهاز رادار سوفياتي حديث، ودخلت قوة كوماندوز منها الى بيروت في أبريل (نيسان) 1973 وتتنقل من شارع الى آخر بحثا عن قادة المخربين (يقصد الفدائيين الفلسطينيين) وتنفيذ عمليات تخريب في طائرات ركاب تابعة لشركات خطوط جوية عربية جاثمة في مطار بيروت. في كل مكان وصل الجيش أو سلاح الجو الاسرائيلي، ساد الشعور بالسيادة والسطوة. الهدوء خيم على قناة السويس والسادات لم يجدد حرب الاستنزاف التي أدارها عبد الناصر. الملك حسين، الذي عمل من خلال مصالحه، وأفاد عمله اسرائيل، اغلق الطريق أمام الفلسطينيين على طول نهر الأردن.
    ويروي ايبن كيف كان يتكلم في جميع المناسبات ضد عربدة العسكريين فيلقى كلامه النقد والاستهتار. ثم يكشف انه خلال جولة في أميركا الجنوبية في أغسطس (آب) 1973، أصيب بالصدمة من تفاقم تلك الغطرسة الاسرائيلية، بشكل لم يعد يحتمل. فقد أقدمت قوات سلاح الجو الاسرائيلي على عملية قرصنة جوية في سماء لبنان، عندما أطلقت طائراتها المقاتلة لتضطر طائرة ركاب لبنانية كانت متجهة من بيروت الى طهران، على الهبوط في مطار عسكري في شمالي اسرائيل لأن معلومات استخبارية وصلت اليها وقالت إن قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جورج حبش، موجود على متن الطائرة، وهي المعلومة التي تبين انها لم تكن صحيحة. ويقول ايبن ان حكمة الطيار اللبناني، الذي امتثل للأوامر الاسرائيلية، أنقذت ركابه وأنقذت اسرائيل من ورطة كارثية. وتساءل عن الحكمة في مثل هذه العملية، ووصفها بأنها بمثابة ارهاب دولة. وقال ان هذه العملية كانت بمثابة انحراف عن السياسة الاسرائيلية التي دعت الى اخراج الطيران المدني من الحروب، ما يبرر للتنظيمات الارهابية ان تخطف الطائرات. وقال انه حتى لو كان حبش فعلا في الطائرة، فما الفائدة من اعتقاله ومحاكمته في اسرائيل. فأولا ستتحول محاكمته الى منبر دولي للقضية الفلسطينية وستؤدي الى عمليات ثأر من التنظيمات الفلسطينية تكلف اسرائيل ثمنا باهظا، فضلا عن انه لو رفض الطيار اللبناني الرضوخ لكانت الطائرات الاسرائيلية قد أسقطته بالقوة وهددت حياة جميع الركاب بالخطر، مثلما حدث في وقت سابق (سنة 1972) عندما أسقطت اسرائيل طائرة ركاب ليبية بالخطأ.
    وفي ما يلي حلقة أخرى من تقرير لجنة أغرنات:
    الأحداث السياسية 9 ـ لقد سعت مصر الى استخدام الضغط السياسي لتحقيق اخلاء جميع المناطق التي احتلتها اسرائيل في حرب الأيام الستة. فهي تأملت أن تتقدم نحو هذا الهدف من خلال محادثات القمة بين (ريتشارد) نكسون و(ليونيد) بريجنيف في واشنطن (في الفترة ما) بين 18 ـ 26 يونيو (حزيران) 1973. وقد خاب هذا الأمل، لأن الأميركيين لم يقبلوا المطلب السوفياتي العربي بالانسحاب الشامل. والاعلان المشترك الذي نشر في نهاية المحادثات تكلم فقط عن استمرار جهود الدولتين العظميين للدفع الى تسوية في أقصى سرعة ممكنة في الشرق الأوسط (تلخيصات وزارة الخارجية، وثيقة البينات رقم 51 الصفحة الخامسة). وفي ردود الفعل المصرية اتهمت الولايات المتحدة بإفشال كل محاولة لإخراج الوضع من حالة الجمود القابع فيها، كما لوحظت نغمة انتقاد موارب للاتحاد السوفياتي (المصدر نفسه في الصفحة السابعة). وجاءت خيبة الأمل المصرية الثانية من أبحاث مجلس الأمن (الدولي) التي اختتمت في 26 يوليو (تموز) 1973 بفرض الفيتو الأميركي على مشروع قرار تقدمت به دول عدم الانحياز استهدف تشويه معاني قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 (في حينه كانت اسرائيل تفسر قرار مجلس الأمن 242 على انه وفقا للنص الانجليزي يتحدث عن انسحاب اسرائيلي من «أراض عربية احتلتها في حرب 1967» وليس من «الأراضي العربية التي احتلتها العام 1967» وقد جاء مشروع دول عدم الانحياز ليوضح هذه النقطة بالقول ان الانسحاب ينبغي أن يكون من جميع الأراضي التي احتلت العام 1967 حتى يزول اللبس. فاعتبرت اسرائيل ذلك محاولة لتشويه القرار).
    في خطاب (الرئيس المصري أنور) السادات في الاسكندرية في اليوم نفسه، ساعة واحدة بعد التصويت (في مجلس الأمن الدولي)، هاجم الولايات المتحدة بشدة وأعرب عن خيبة أمله ومرارته أيضا من الاتحاد السوفياتي (تقرير وزارة الخارجية الاسرائيلية ـ وثيقة البينات رقم 46 الصفحة الأولى والملحق للوثيقة).
    10 ـ في بداية شهر يوليو (تموز) 1973 وصلت الينا (تقصد الى اسرائيل) معلومة من مصدر جيد حول مدى التعاون والتنسيق الكبيرين بين مصر وسورية لتخطيط استئناف القتال ضد اسرائيل (وثيقة البينات رقم 98 الوثيقة رقم 47) في منشورات عديدة في اسرائيل بعد نشر تقرير لجنة أغرنات، تم ذكر اسم زعيم عربي على انه هو المصدر لتلك المعلومة وأنه قام بزيارة تل أبيب بشكل سري واجتمع مع رئيسة الوزراء، غولدا مئير، خصيصا من أجل ابلاغها بأن سورية ومصر اتخذتا قرارا نهائيا بشن حرب مشتركة على اسرائيل).
    وفي نهاية أغسطس (آب) 1973 أعرب خبراء سوفيات عن رأيهم بأنه في حالة قيام سورية ومصر بمهاجمة اسرائيل في آن واحد، فإن الجيش السوري سيتمكن من احتلال الجولان في غضون 36 ساعة. وقد وصلت الينا هذه المعلومة في بداية سبتمبر (أيلول) 1973 (وثيقة البينات رقم 98 الوثيقة 47).
    في الأيام ما بين 10 و12 من سبتمبر (أيلول) 1973 أجريت محادثات في القاهرة بين قادة «دول المواجهة»، الرئيس (المصري أنور) السادات والرئيس (السوري حافظ) الأسد و(العاهل الأردني) الملك حسين، كما جرت محادثات ثنائية (تقرير وزارة الخارجية (الاسرائيلية) ـ وثيقة البينات رقم 41 الصفحة الأولى)، ربما يكون السادات والأسد قد بحثا في التنسيق النهائي لخطتهما الهجومية (أنظر وثيقة البينات رقم 98 الوثيقة رقم 34). الجيش السوري في حالة طوارئ 11 ـ في بداية سبتمبر (أيلول) 1973 وصلت أنباء عن عودة الجيش السوري من حالة الهدوء الى «حالة الطوارئ» بالقرب من جبهة هضبة الجولان. وقد بين التصوير الجوي (الذي نفذته طائرات سلاح الجو الاسرائيلي) في 11.9.1973 أن الاستعدادات على الخط الأمامي (في هذه الجبهة) مكثفة بشكل ضخم أكبر بكثير من حالته في التصوير السابق الذي جرى في 22 أغسطس (آب)، حيث تمت اضافة قوات لواءين لسلاح المشاة اضافة الى أربعة ألوية كانت قائمة من قبل في الخط الأمامي، ولواءين لسلاح المدرعات (زيادة 130 ـ 140 دبابة) واضافة حوالي 35 بطارية مدفعية (شهادة المقدم مين، ضابط الاستخبارات في القيادة الشمالية صفحة 1375 فصاعدا). 12 ـ في 13 سبتمبر (أيلول) وقعت مواجهة جوية بين طائرات سلاحنا الجوي، التي كانت في مهمة تصوير وبين الطائرات السورية المقاتلة. وقد أسقطت 13 طائرة سورية وأسقطت احدى طائراتنا وتم انقاذ الطيار (نشرة الاستخبارات من يوم 13.9.1973 في وثيقة البينات رقم 111 وشهادة قائد سلاح الجو، الجنرال ب. بيلد في صفحة 1951).
    لقد استمرت تعزيزات الخط الأمامي السوري وفي تصوير تم يوم 24 سبتمبر (أيلول) اكتشفت 670 دبابة و101 بطارية مدفعية (شهادة مين (المذكور أعلاه) صفحة 1378). لدى تحليل هذه الصور (وصور أخرى التقطت يوم 26 سبتمبر ودلت على انه لم يحصل تغيير عن الوضع في 24 سبتمبر)، نشب خلاف في الرأي بين دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية وبين قيادة الشمال (اللواء الشمالي في الجيش الاسرائيلي) حول ما إذا كان سلاح المدرعات السوري قد انتشر أيضا على خط الدفاع الثاني (الأقرب الى دمشق)، كما اعتقدت شعبة الاستخبارات أو أن المدرعات المسؤولة عن هذه المهمة أخفيت في مكان ما غير معروف لأغراض هجومية، كما اعتقد رجال اللواء الشمالي (شهادة مين صفحة 1383 وشهادة الجنرال حوفي صفحة 1842). 13 ـ في يوم 30.9.1973 وصل نبأ يشير الى تحرك اللواء 47 لسلاح المدرعات (السوري) من موقعه الثابت في الجبهة الداخلية الى موقع تأهب جديد وتقدم صواريخ أرض ـ جو من الجبهة الخلفية الى الجبهة الأمامية والغاء الإجازات في الجيش السوري، حسب رأي شعبة الاستخبارات العسكرية (فرع 5 (المسؤول عن سورية) بالتنسيق مع شعبة الاستخبارات العسكرية في سلاح الجو وفرع 6 (المسؤول عن مصر) نشرة صادرة في اليوم نفسه (30.9.1973) الساعة 21:45 وثقية بينات رقم 111)، فإنه «بالامكان التقدير بان شبكة الطوارئ في الجبهة السورية تشمل الآن جبهة الدفاع الثانية وكذلك تعزيز الوحدات المرابطة في العمق السوري. لم يسبق مثيل كمثل هذا التأهب حتى اليوم» (التأكيد من طرفنا). ولكن فيما بعد قيل:
    «على الرغم من التعزيزات الاضافية، نظل على تقديرنا السابق وهو ان هذه التعزيزات جاءت بسبب خوف السوريين من هجوم اسرائيلي يتوقعونه منذ حوالي أسبوعين. لا نعتقد ان المسألة هي مبادرة سورية لهجوم مستقل رغم الأنباء التي أشارت في الصباح الى هذه الامكانية. مثل هذه المبادرة (هجوم سوري) ممكنة فقط في حالة المبادرة المصرية لذلك. وإذا كانت هناك حالة تأهب عليا في الجيش المصري، فلا علاقة لها بالمبادرة الهجومية السورية، على حد علمنا، بل ناجمة عن التخوف من مبادرة اسرائيلية والتدريب الشامل لأذرع الجيش المصري».
    14 ـ كما ذكر في التقرير الجزئي (الأول)، البند 14 (أ)، فقد تقرر لدينا اجراء تعزيز ما لانتشار سلاح المدرعات والمدفعية في هضبة الجولان مقابل التعزيزات السورية. ونقلت سريتان للمدرعات وبطاريتا مدفعية الى هناك عشية عيد رأس السنة (العبرية) في 26 سبتمبر (أيلول) وأجريت استعدادات في سلاح الجو لمهاجمة الصواريخ ومساندة القوات الأرضية وغيرها (التفاصيل في وثيقة البينات رقم 176، أحمر، الملحقين 7 و Cool. وفي يوم 30 سبتمبر (أيلول) تم تخفيض مستوى التأهب من جديد في وحدات المدفعية التي وضعت على أهبة الاستعداد لدى قيادة اللواء الشمالي (المصدر نفسه ـ الملحقان 10 و11).
    التأهب في الجيش المصري 14 ـ (الخطأ في تكرار الرقم 14 هو في الأصل) في مصر ارتفعت حالة التأهب في جميع أذرع الجيش منذ 20 سبتمبر (أيلول) 1973. وكان تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية هو ان هذه الخطوة جاءت جراء الخوف من عملية اسرائيلية، حيث تلقى المصريون معلومات تفيد بأن اسرائيل رفدت بطائرات مقاتلة الى سيناء (نشرة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية من يوم 20 سبتمبر وثيقة البينات رقم 111). وفي يوم 25 سبتمبر، أعلنت شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية عن تقدم وحدة عسكرية من القاهرة الى الاسماعيلية، ربما بهدف المشاركة في المناورات الكبرى المنوي تنفيذها في منطقة الجيش الثاني (المصري) في الأيام القريبة. في يوم 29 سبتمبر عادت شعبة الاستخبارات العسكرية لتقدر بأن المخاوف المصرية من عمليات هجوم جوية اسرائيلية ما زالت قائمة منذ المجابهة الجوية بالطائرات في سورية يوم 13 سبتمبر. وبسبب هذه المخاوف تضاعفت اليقظة وحالة التأهب في جميع أذرع الجيش المصري. وفي يوم 30 سبتمبر تقرر شعبة الاستخبارات العسكرية (الاسرائيلية) أن:
    «من الأول وحتى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 1973 ستجري القوات المصرية من مختلف الأذرع تدريبات واسعة النطاق في موضوع احتلال سيناء. تشارك في التدريبات، على ما يبدو، قوات سلاح الجو والدفاع الجوي والبحري قيادات الجيوش والوحدات والقوات الخاصة. على اثر هذه التدريبات يتم، ابتداء من أول أكتوبر، رفع حالة التأهب الى الدرجة العليا في وحدات سلاح الجو وفي جميع الوحدات المشاركة في التدريبات وستلغى الإجازات». وتابعت:
    «من المعلومات الواردة عن هذه التدريبات المتوقعة ودعوة جنود الاحتياط لفترة زمنية محددة، يتضح بأن تقدم القوات والاستعدادات الأخرى التي جرت أو ستجري في الأيام القريبة، مثل: استكمال التعزيزات وتجنيد سفن الصيد المدنية وفحص القدرات التنفيذية للوحدات، والتي يمكن رؤيتها في اطار انذاري، مرتبطة عمليا فقط بالتدريبات».
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:33 pm

    الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الخامسة) ـ «الشرق الأوسط» تواصل نشر وثائق الحروب الإسرائيلية (5)

    بعد 34 سنة ما زال الإسرائيليون منقسمين: هل كان «بابل» جاسوسا أم مبعوثا للمخابرات المصرية هدفه تضليل إسرائيل؟

    تل أبيب: نظير مجلي
    ما نشر حتى الآن من الوثائق يكشف ان اسرائيل لم تفاجأ تماما بمبادرة مصر وسورية شن حرب أكتوبر 1973، وانها تلقت معلومات كثيرة، من خلال مصادر استخبارية أو من خلال متابعتها التحركات العسكرية المصرية والسورية بواسطة الصور التي نقلتها طائرات التجسس وغيرها.
    لكن أهم مصدر وصلت المعلومات منه كان شخصية عربية أبقت لجنة أغرنات اسمه طي الكتمان، حتى اليوم. فقد سموه تارة «المصدر» وتارة «المصدر الموثوق» واسماه بعض الشهود الذين ظهروا أمام اللجنة بـ«بابل»، وقالوا ان هذا هو الاسم الذي اصطلحوا عليه في جهاز المخابرات الاسرائيلية الخارجية، «الموساد». فهو من المصادر التي تم الاعتماد عليها بشكل كبير ودفعت له أموال طائلة وقدم معلومات في غاية الدقة وطلبت رئيسة الوزراء، غولدا مئير، بأن يتم اطلاعها على كل رسائله حال وصولها الى اسرائيل. وهذا الشخص هو الذي أبلغ اسرائيل أول مرة عن أسرار القرار المصري السوري الخروج الى الحرب ونقل معلومات دقيقة عن الأسلحة التي تزودت بها مصر وسورية وابلغ اسرائيل بالموعد المقرر للحرب وهو السادس من شهر أكتوبر (تشرين الأول) 1973.
    وفي حينه اعترض رئيس «الموساد» على ابلاغ الأميركيين بموعد الحرب، كما أبلغه به «بابل»، حتى لا يتم «حرق» هذا المصدر المهم، كما ورد في الوثائق. وأجمع قادة اسرائيل السياسيون والعسكريون على ضرورة عدم احراقه، حتى لو أدى ذلك الى توصيل معلومات جزئية الى الحليف الأميركي. وفي سنة 1993، أي بعد 20 سنة من الحرب، قام رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ابان الحرب، ايلي زعيرا، بنشر كتاب يدافع فيه عن نفسه ويحاول فيه صد الاتهامات التي وجهتها اليه لجنة أغرنات. وفي معرض الكتاب يفصح زعيرا عن رأيه في «بابل» فيقول إنه لم يكن يثق بمعلوماته وبأنه كان ولا يزال يعتقد بأن «بابل» هو مبعوث من المخابرات المصرية لتضليل اسرائيل. وكشف زعيرا معظم تفاصيل شخصية «بابل»، وتعرض بسبب ذلك الى انتقادات لاذعة في اسرائيل خصوصا من «الموساد»، وكان هناك من طالب بمحاكمته بتهمة الاضرار بمصالح اسرائيل العليا.
    فمن هو بابل، وما هي قصته؟
    حسب منشورات عديدة في اسرائيل، فإن «بابل» كان شخصية قريبة من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وكان مقربا من الرئاسة ليس فقط في عهد عبد الناصر، بل أيضا في زمن الرئيس السادات. ووفقا لتلك المنشورات فقد ارتبط بالموساد طيلة ست سنوات، من 1969 وحتى 1975. وقد اختفى من الحياة السياسية المصرية لفترة طويلة. وقد تم الارتباط بمبادرته الشخصية، حيث أنه قدم الى السفارة الاسرائيلية في لندن بشكل علني وطلب مقابلة ضابط «الموساد» فيها، وأخبرهم بهويته. لكن السفارة الاسرائيلية لم تتجاوب معه وقالوا له انهم غير معنيين. فأجاب: «حسنا، أنا أطلب منكم أن تبلغوا الضابط وقولوا له إنني أمنحكم مهلة أسبوع. فإذا اتصلتم بي ستربحون كثيرا وإذا لم تفعلوا فإنكم ستخسرون كثيرا».
    واتصلوا به في اليوم التالي، وتم ترتيب لقاء له مع الضابط «د.أ.» في فندق معروف في العاصمة البريطانية، وطلب من الضابط أن يعمل في خدمة اسرائيل. وقال انه يريد مقابل كل لقاء كهذا مبلغ ربع مليون دولار، لأنه يحمل معلومات في غاية الدقة والخطورة، وانه يشترط بأن لا يلتقيه أحد من اسرائيل سوى هذا الضابط الذي قابله في الفندق ورئيس «الموساد» بنفسه في بعض الحالات. فأجابه الضابط على الفور بان ما يطلبه خيالي وأنه لا يعتقد بأن قيادة «الموساد» ستوافق على مجرد البحث في عرض كهذا. فأجابه «بابل» بثقة في النفس عالية: «أنت أبلغ قادتك في تل ابيب وسنرى».
    وفي تل أبيب تحمسوا للاقتراح بشكل غير عادي، وطلبوا أولا التحقق من شخصية الرجل، فإذا كان صحيحا ما يقوله فإنه يعتبر كنزا للمخابرات الاسرائيلية. وعندما تحققوا، حضر الى لندن رئيس «الموساد» بنفسه والتقاه. وتفاوضوا معه حول المبلغ الذي طلبه وأنزلوه من ربع مليون الى 125 الف دولار عن كل لقاء وحصل خلال السنوات الست على 6 ملايين دولار. وحسب «الموساد»، فإن «بابل» قدم لاسرائيل خدمات جلى في مجالين، الأول في المعلومات الدقيقة عسكريا. وثانيا في الثرثرات عن القادة المصريين والعلاقات بينهم.
    ومن المعلومات المهمة التي ذكرت في سجل «بابل»: تفاصيل محادثات سياسية أجراها الرئيس المصري مع عدد من الرؤساء والملوك في العالم، معلومات دقيقة عن صفقات الأسلحة التي وقعت عليها مصر، معلومات عن الخلية الفلسطينية الفدائية بقيادة أمين الهندي (مدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية حتى ما قبل سنتين)، كانت تنوي تفجير طائرة «إل عال» مدنية في روما ردا على قيام اسرائيل باسقاط الطائرة المدنية الليبية وقد أفشلت اسرائيل العملية بفضل المعلومات التي قدمها «بابل»، تسليم اسرائيل نسخة من الرسالة التي وجهها السادات الى الرئيس السوفياتي ليونيد بريجنيف يطلب فيها تزويد مصر بصواريخ بعيدة المدى من طراز «سكود» ويقول فيها انه من دون هذه الصواريخ لا يستطيع شن حرب لتحرير سيناء.
    وفي شهر ديسمبر (كانون الأول) العام 1972 أعطى «بابل» أول معلومة لاسرائيل عن الاستعداد المصري الحقيقي للحرب، وفي شهر أبريل (نيسان) 1973 أعطى معلومة أكثر تفصيلا تفيد بأن هدف السادات من الحرب هو عبور القنال وتحرير مساحة بعمق 20 ـ 30 كيلومترا في سيناء. وفي شهر سبتمبر (أيلول) أعطى معلومة أخرى تفيد بان الحرب ستكون سورية مصرية بتنسيق كامل.
    وفي 4 أكتوبر (تشرين الأول) 1973 طلب «بابل» مقابلة رئيس «الموساد» بنفسه، تسفي زمير. فطار اليه هذا خصيصا في اليوم التالي، والتقاه في احدى الدول الأوروبية فوجده غاضبا «لأن اسرائيل تتجاهل تحذيراتي ولا تعمل شيئا لمواجهة خطر الحرب». وفي مساء اليوم نفسه اتصل «بابل» وأبلغ اسرائيل بموعد الحرب «قبل حلول المساء من يوم 6 أكتوبر».
    ويقول رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ايلي زعيرا ان «بابل» نقل معلومات دقيقة الى اسرائيل لكي يحظى بثقتها. ولكن الهدف من تشغيله كان في الواقع التضليل. فهو أبلغ عن رسالة السادات الى بريجنيف فقط لكي يقنع اسرائيل بان السادات لن يحارب إلا إذا حصل على صواريخ «سكود»، وفي الحقيقة انه لم يحصل عليها. ولذلك سادت القناعة في اسرائيل بأن مصر لن تجرؤ على اعلان الحرب، مما أدى الى سواد نظرية «الفرضية» المشهورة لدى الاستخبارات العسكرية («الفرضية» تقول إن مصر لن تحارب إلا إذا تمت الحرب بالاشتراك مع سورية وبالحصول على طائرات حديثة وأسلحة أخرى تضمن تفوقا مصريا على سلاح الجو الاسرائيلي).
    ويضيف زعير: كيف يمكن لمسؤول مصري رفيع كهذا أن يأتي الى السفارة الاسرائيلية في لندن في وضح النهار، في الوقت الذي يعرف هو وقادته بأن هذه السفارة مثل غيرها من السفارات الاسرائيلية في الخارج مراقبة من عشرات أجهزة المخابرات في العالم؟ ويضيف زعيرا بأن أهم مهمة قام بها «بابل» هي عندما أبلغ اسرائيل بموعد الحرب. فهو قال انها ستتم قبيل حلول المساء وبذلك خدع اسرائيل لأن الحرب بدأت في الثانية من بعد الظهر. فقد فهم منه الاسرائيليون ان الحرب ستقع في السادسة مساء، وخلال الساعات الأربع كانت القوات المصرية قد أتمت عبور القنال. ولذلك فإنه نجح في تضليل اسرائيل.
    وقد استمر النقاش في اسرائيل حول مدى مصداقية «بابل»، وأجرت المخابرات الاسرائيلية على اختلاف أجهزتها أبحاثا رسمية حول الموضوع استنتجت منها انه كان جاسوسا لها ولم يكن مبعوثا من المخابرات المصرية بهدف التضليل. ويرى أصحاب نظرية «الصدق»، أي الذين يصدقون ان «بابل» قدم الخدمات المخلصة لاسرائيل، ان تشغيله كان أحد أهم الانجازات في تاريخ المخابرات في العالم، وفي التاريخ الاسرائيلي بشكل خاص. في حين يرى المخالفون، وبينهم زعيرا، بأن تشغيل «بابل» كان أكبر هزيمة تحققت لاسرائيل في تاريخها.
    ونعود لننشر في ما يلي حلقة أخرى من الوثيقة، «تقرير لجنة أغرنات» حول الاخفاقات الاسرائيلية في حرب اكتوبر 1973، التي تصور النقاشات في القيادات الاسرائيلية في نفس يوم الحرب. ويلاحظ فيها ان الحكومة انتقلت الى تل أبيب للعمل من هناك، ولم يحضر جلساتها سوى الوزراء الذين تواجدوا في المدينة. وقد تغيب الوزراء المتدينون، باعتبار انهم في «يوم الغفران»، وهو يوم صوم وصلوات لدى المتدينين اليهود يمتنعون خلاله عن القيام بأي نشاط أو عمل بما في ذلك الامتناع عن الحديث بالهاتف. وتجدر الاشارة الى ان كل ما تحته خط من الكلام المدون أدناه هو عبارة عن توكيد من اللجنة نفسها وكل الشروحات التي وردت بين القوسين على هذا النحو ( )، هي شروحات من اللجنة نفسها، بينما الشروحات التي تقدمها «الشرق الأوسط» تم وضعها بين قوسين من نوع آخر على النحو التالي: ( ).
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:33 pm

    وفي ما يلي النص الحرفي لجزء آخر من تقرير «لجنة أغرنات»:
    «الفصل الثالث: في يوم الغفران تجنيد الاحتياط في يوم الغفران:
    (تقرير جزئي البند 15 وانظر أيضا في البند 25 (1)، 27 (ج)، 28 (ج-د) الاجراءات التي اتخذها المستوى السياسي والعسكري الأعلى في يوم الغفران حتى بدأ إطلاق النار «في البحث الذي جرى بين وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، أوصى رئيس الأركان بتجنيد كل قوات الاحتياط، لكي يستعد لهجوم مضاد كبير وواسع النطاق بعد صد قوات العدو. من جهة ثانية، أعرب وزير الدفاع عن تأييد تجنيد الاحتياط بحد أعلى يكفي، حسب رأي رئيس الأركان، لأهداف دفاعية. وقد تأخر تجنيد الاحتياط بالمقدار الذي وافق عليه وزير الدفاع في الصباح مع رئيس الأركان، مدة ساعتين لأن رئيس الأركان انتظر أن تحسم رئيسة الحكومة في مسألة تجنيد جيش الاحتياط بالكامل». كذلك أشاروا في البند 28 «لصالح رئيس الأركان يقال انه طلب تجنيدا كاملا لقوات الاحتياط في صبيحة يوم السبت المذكور (6 أكتوبر، يوم نشوب الحرب)».
    «لقد جلب هذا الخلاف أمام رئيسة الحكومة في البحث الذي شارك فيه وزير الدفاع ورئيس الأركان ومساعدوهم. وقد صادقت رئيسة الحكومة فورا، الساعة 9:05 على التجنيد المنظم لقوات الدفاع وفي الساعة 9:25 حسمت لصالح التجنيد الكامل، وفقا لاقتراح رئيس أركان الجيش. وفي البحث نفسه لدى رئيسة الحكومة، تقرر، لدوافع سياسية، أن لا توجه ضربة رادعة كما اقترح رئيس الأركان العامة».
    الخطوات التي اتخذها المستوى السياسي والقيادة العامة في يوم الغفران منذ تلقي الإنذار وحتى بدء اطلاق النار للقرارات التي اتخذها المستوى السياسي (الحكومة) وقيادة الأركان العليا في يوم الغفران، منذ الساعة 4:30 في الصباح وحتى بدء اطلاق النار في الساعة 14:00 ـ كان لها بالطبع أثر حاسم في استعدادات جيش الدفاع الاسرائيلي قبيل بدء اطلاق النار ـ وذلك على الرغم من التأخير الكبير في اتخاذ هذه الاجراءات ومن عدم اتخاذ قسم منها في وقت مبكر أكثر، كما سيشرح لاحقا (أنظر البنود 218 و219 و229).
    بسبب الأهمية الكبرى في تلك الاعتبارات والقرارات، سنفصل في ما يلي الاجراءات والقرارات، كما بدت أمامنا من خلال مراجعة الوثائق التي كتبت وقت الأبحاث واتخاذ القرارات. فمن أجل ذلك، كانت أمامنا يوميات رئيس الأركان، التي كتبها رئيس مكتبه برؤوس اقلام (وثيقة البينات 243)، يوميات وزير الدفاع، التي سجلها رئيس مكتبه برؤوس أقلام (وثيقة البينات رقم 265)، بروتوكول الجلسة التي عقدت لدى رئيسة الوزراء في الساعة 8:05، حسب تسجيل أ. مزراحي (وثيقة البينات رقم 57)، وكذلك التسجيل المختصر لهذا اللقاء، والذي سجله السكرتير العسكري لوزير الدفاع (وثيقة البينات رقم 266)، وأيضا شهادات رئيسة الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان أمام اللجنة.
    لقد تركز نشاط رئيس أركان الجيش في يوم الغفران، قبل الظهر، منذ تلقي الانذار في الساعة 4:30 وحتى ساعات الظهر، عمليا على ثلاثة مواضيع أساسية : (أ) الاستعداد لضربة رادعة (تسبق الهجوم المصري السوري) وتجنيد جيش الاحتياط (ب) الاهتمام بجعل القيادة السياسية تتخذ قرارا بالمصادقة على توجيه ضربة مانعة وتجنيد الاحتياط (ج) توجيه التعليمات لقادة الألوية نحو الحرب، في حين يتم التركيز في الجلسة القصيرة في ساعات الظهر (البندان 219 ، 221) على خطوات الهجوم المضاد بعد صد العدو.
    وفي ما يلي تفصيل الاجراءات والاعتبارات والقرارات حتى البحث مع رئيسة الحكومة في موضوع جيش الاحتياط، في الساعة 9:00 صباحا.
    فبعد ان تلقى رئيس الأركان النبأ ألإنذاري في الساعة 4:30 تقريبا، اتصل مع قائد سلاح الجو وطلب منه أن يكون جاهزا لتوجيه ضربة مانعة. وبعد دقائق معدودات من ذلك، يقيم جلسة مع نائب رئيس أركان الجيش ويبلغه بأنه «ستندلع حرب في الليلة القريبة»، وبأنه يجب التعامل مع هذه المعلومة بثقة. ويطرح للبحث (هذه العناوين): هل توجه ضربة رادعة، تجنيد الاحتياط ، الاستعدادات «في الجبهة وفي العمق». ويشير الى انه «في مستوطنات هضبة الجولان، يتم اخلاء النساء وقسم من الرجال بعد الظهر».
    ويبحثون في ما أن يكون تجنيد الاحتياط علنيا أم لا؟ وإذا ما كان التجنيد سيكون كاملا؟
    رئيس الأركان يشير الى ان مشكلة أسلوب التجنيد تتعلق بقضية الضربة الرادعة: «فإذا لم نفعل (أي إذا لم تكن ضربة مانعة) يكون التجنيد علنيا». ويقول رئيس الأركان: «أستطيع أن أعطي سلاح الجو أمرا بأن يكون مستعدا، وعندها يكون الأمر جيدا أيضا للرد على عملية من طرفهم في المساء». في هذه المرحلة يدخل قائد سلاح الجو ويتم «وضعه في الصورة».
    في الساعة 5:30 يعقد رئيس الأركان جلسة ما قبل الحرب، وفيها تبحث مرة أخرى القضايا المذكورة أعلاه. الجنرال زعيرا يبلغ بأن (عملية) الاخلاء الروسية (كانت) واسعة النطاق وشملت الرجال وتمت بصورة سريعة للغاية. «تمت عملية تقديم (طائرات) في سورية وتوجد اشارات عسكرية واجراءات ومعلومات يجب أخذها بالاعتبار بكل تأكيد. سياسيا، السادات لا يحتاج ذلك».
    في هذا اللقاء يتم الاتفاق نهائيا على أن «يستعد سلاح الجو لمهاجمة سورية اليوم».. وعلى ان يعلن قائد سلاح الجو متى يكون مستعدا لذلك (ليس قبل ساعات الظهر وليس بعد الساعة 3:00). ويقترح قائد سلاح الجو أن «تتم الاستعدادات لتجنيد (الاحتياط) بشكل علني». في هذا اللقاء يصادق رئيس الأركان على قيام دائرة القوى البشرية في الجيش بتجنيد الاحتياط: ما يلزم بالضرورة القصوى لعمل الدوائر/الأذرع بغية استكمال الاستعدادات وبما لا يمس بشبكات التجنيد. والحجم حتى عدة ألوف من الجنود. سلاح الجو: كل الطيارين والمضادات الأرضية. والقيادة والمراقبة. في الساعة 6:00 (حسب وثيقة البينات رقم 265، وفي الساعة 5:50 حسب وثيقة البينات 243) تعقد جلسة لدى وزير الدفاع. موضوعا البحث الرئيسيان (بعد أن اتفق على اخلاء النساء والأولاد من مستوطنات هضبة الجولان، وبعد أن بحثت باختصار تفاصيل الاستعدادات المختلفة) هما: توجيه ضربة مانعة وتجنيد جيش الاحتياط.
    رئيس أركان الجيش يوصي بتوجيه ضربة رادعة (قبل الهجوم المصري السوري). وزير الدفاع يعلن انه على اثر المعلومات الحالية التي تفيد بان الأميركيين يعتقدون بأن العرب لن يقدموا على شن الحرب ـ يجب ألا توجه (اسرائيل) ضربة رادعة. وبأنه واثق من أن رئيسة الحكومة لن تصادق وبأنه شخصيا لا يوصي بذلك. من جهة ثانية، فإذا بدأ المصريون في اطلاق النار، بالإمكان توجيه ضربة رادعة الى سورية حتى لو لم يفتحوا النار. فمن غير المستبعد «فتح النار قبل خمس دقائق قبلهم». حسب رأيه، فإنه ما عدا الاحتمالات المذكورة أعلاه، وفي حالة تلقي أنباء «تقشعر لها الأبدان» أو انفلات صاروخ سكود أو ما يشبه ذلك، من الممكن المجيء الى رئيسة الحكومة وطلب مصادقتها (على توجيه الضربة).
    رئيس الأركان يعلن أنه يستعد لهذا الخيار «أو لقرار بالهجوم الرادع أو إذا استبقوا هجومهم وقدموه الى الساعة 17:00 أو لأية أحبولة أخرى». حول هذا ستكون هناك حاجة بقرار في الصباح (أنظر الفصل الخامس الفقرة «ب»).
    ب. تجنيد الاحتياط بعد أن أعلن رئيس اركان الجيش عن إجراء الاستعدادات لتجنيد الاحتياط، إن كان ذلك بشكل علني أو بشكل سري (ربما في «مثل هذا اليوم مريح أكثر (تجنيد الاحتياط) بشكل سري»)، فهو يطلب تجنيد حوالي 200000 شخص.
    هنا يبدأ نقاش بين وزير الدفاع وبين رئيس الأركان. رئيس الأركان يطلب تجنيد ما يقرب من 200000 شخص. وزير الدفاع يشير الى انه بناء على المعلومات المتوفرة اللحظة، لا ينبغي اجراء تجنيد شامل. رئيس الأركان يطلب تجنيد كل تشكيلات الألوية «يبدأون الليلة، يدخلون هنا وهناك. أريد أن أكون مستعدا في الحد الأدنى من الوقت للانتقال الى الهجوم المضاد وتدمير الجيش السوري». فقال وزير الدفاع «أشك في ضرورة تجنيد الاحتياط لهجوم مضاد على حرب لم تبدأ بعد»، ولكنه من الجهة الثانية اضاف «من المؤكد ان هناك ضرورة لأن نجند احتياطا لهدف الدفاع إذا كان ذلك (الهجوم السوري المصري) مؤكدا. فهذا يكفي لاثارة الرعب لدى السوريين».
    بعد البحث مجددا يوافق وزير الدفاع على تجنيد ما هو ضروري للدفاع الفوري «دفاع لا بد منه» (وثيقة البينات رقم 265)، ويقترح طلب مصادقة رئيسة الحكومة على تجنيد «سلاح الجو، لواء في الشمال ولواء في سيناء. 50 – 60 الف شخص». وعلى اثر اصرار رئيس الأركان على ضرورة تجنيد كل التشكيلات القتالية (من جيش الاحتياط)، يلخص الوزير: «نطرح أمام رئيسة الوزراء اقتراحين. أنا أوصي بتجنيد الحد الأدنى الضروري للدفاع. ونراقب التطورات والأنباء وفي المساء نتصرف وفق التطورات». رئيس الأركان: «أنا كنت لأعلن عن تجنيد كامل حتى يرى العالم كله أننا مستعدون للحرب». وزير الدفاع: «ممكن أن نعلن هذا للعالم من دون أن نقوم بالتجنيد (الفعلي)».
    بعدئذ ينضم الى الجلسة الجنرال ايلي زعيرا (رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش)، ليبلغ بأن المصادر الأجنبية «تقول إن كل شيء هادئ وبأنه لن تنشب حرب». يجري البحث في كيفية ابلاغها (أي المصادر الأجنبية) بالتفاصيل الاضافية التي جمعت حول الإخلاء الروسي. الجنرال زعيرا يقدم تفاصيل جديدة.
    بعد لعلعة اللاسلكي بالتعليمات لاخلاء النساء والأطفال من أبو رودس (منطقة في سيناء المصرية)، يعلن الوزير لرئيس الأركان (حسبما هو مسجل في وثيقة البينات رقم 265): «أنت سترى الأولاد، تعال نلخص حول الأولاد من هضبة الجولان وأبو رودس، وأنت تحصل مني على موافقة بالنسبة لـ(تجنيد) سلاح الجو ولواء في الشمال وآخر في الجنوب». وحسب وثيقة البينات رقم 243: «موشيه: لواء في الشمال يكون جيدا وكذلك لواء في سيناء وسلاح الجو. أما لواء هيئة رئاسة الأركان فسنرى كيف تتطور الأمور في المساء، بعيد الطلقة الأولى». رئيس الأركان يكرر مطلبه تجنيد التشكيلات القتالية (في جيش الاحتياط) بكاملها. وبهذا تنتهي الجلسة في حوالي الساعة السابعة، ليتم البحث القادم في هذا الموضوع، لدى رئيسة الحكومة في الساعة التاسعة».
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:37 pm

    الوثائق الإسرائيلية (الحلقة السادسة) - إسرائيل أجرت تدريبات على خطة هجوم مصرية قبيل حرب أكتوبر كانت شبيهة تماما بالهجوم المصري الفعلي

    الوثائق تشير إلى أن الموساد تلقى معلومات مهمة عن قرب اندلاع الحرب لكنها لا تكشف مصدر هذه المعلومات

    تل أبيب: نظير مجلي
    * إسرائيل كانت قلقة من هجوم سوري مباغت عام 73 أكثر من قلقها من هجوم مصري
    * تشير كل الدلائل، في هذه الحلقة من تقرير لجنة أغرنات الإسرائيلية للتحقيق في اخفاقات الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973، إلى أن المصريين نجحوا في تضليل الجيش الإسرائيلي وبث معلومات إليه تطمئنه بأن مصر لا تنوي شن الحرب. فقد أوصلوا لإسرائيل معلومات تفيد بأن الجيش المصري سيسرح قوات جيش الاحتياط في العاشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول) 1973 وأن قيادة الجيش سمحت لكل من يريد من الجنود والضباط بأن يسافر الى العمرة خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك، علما بأن الحرب نشبت في العاشر من رمضان. وفي ما بعد سنصل إلى معلومات أخرى في باب التضليل نفسه. وقد وقعت إسرائيل في المطب وصدقت كل هذه المعلومات، كما خطط المصريون.
    لكن وثيقة أخرى نشرت فقط في السنة الأخيرة أشارت إلى أن اسرائيل أجرت تدريبات عسكرية على خطة هجوم مصرية قبيل حرب أكتوبر، وأن هذه الخطة المصرية كانت شبيهة تماما بالهجوم المصري الفعلي. ويعني ذلك أن اسرائيل حصلت على نسخة من هذا المخطط المصري، أو أن الصدفة فقط جعلت العسكريين الاسرائيليين يحللون الظروف ويدرسون طريقة عمل الجيش المصري والجيش السوفياتي الذي يناصره ويتوصلون لنفس الاستنتاجات.
    وحسب هذه الوثيقة، التي نشرت في كتاب بعنوان «ذنب بلا غفران» من تأليف اثنين من كبار ضباط المخابرات الاسرائيلية، هما دافيد أربل وأوري نئمان (اصدار دار النشر «حيمد» التابعة لصحيفة «يديعوت أحرونوت» 2005)، فإن الجيش الاسرائيلي تدرب على تلك الخطة وأنهى تدريباته بنجاح تام، وتم اكتشاف بعض الثغرات في التدريبات وتم سدها لدى تلخيص التدريبات، وكان من المفروض ألا يحدث أي خلل في تطبيقها. ولكن مفاجأة الهجوم المصري وسرعة تنفيذ خطة عبور القنال داهمت الجيش الاسرائيلي وأصابت قيادته بالاضطراب، فلم يعد يدري ماذا ينفذ وكيف.بيد أن الأهم من ذلك هو الاستمرار في العنجهية والغطرسة والغرور. فحسب ما سنرى في هذه الحلقة، كانت هناك أكثر من اشارة واضحة وتقدير دقيق في اسرائيل بأن المصريين والسوريين يخططون لهجوم مشترك لتحرير الأراضي المحتلة منذ العام 1967، وساد القلق لدى الوزراء ورئيسة الحكومة والعديد من الضباط أيضا، ولكن قادة الجيش المسؤولين عن رصد الجانب العربي والمتخصصين في الشؤون العربية، أي الاستخبارات العسكرية، مصرون على أن العرب لا يجرؤون على محاربة اسرائيل خوفا من الهزيمة. فيما يلي حلقة جديدة من وثيقة «تقرير أغرنات»، لجنة التحقيق الاسرائيلية الرسمية في اخفاقات حرب أكتوبر 1973، التي تنفرد «الشرق الأوسط» بنشرها منذ ستة أيام. ونعود ونذكر القراء بأن كل ما يلي نشره بعد هذه المقدمة، هو النص الأصلي للوثيقة، كما قرأناها في أرشيف الجيش الاسرائيلي، بعد أن سمحت لجنة حكومية خاصة بالكشف عن أسرارها. كل كلمة أو جملة جرى توكيدها بوضع خط تحتها، فإن التوكيد جاء في الأصل. وكل ما جاء بين قوسين على هذا النحو ( )، هو عبارة عن ملاحظات ظهرت في الأصل وقد وضعتها اللجنة بنفسها. وأما المواد التي ظهرت بين قوسين على هذا النحو [ ] ، فهي عبارة عن شرح رأينا أنه ضروري للقارئ العربي، في بعض الأحيان بغية التفسير، وفي احيان أخرى لإكمال المعنى، وفي بعض الحالات استخدمناه لتصحيح انطباعات قد تنجم بالخطأ بسبب ركاكة الصياغة اللغوية للجنة، التي وضعت تقريرها بالنص الأصلي من دون تمريره على محرر لغوي: الفصل الثاني: من 1 أكتوبر وحتى 5 أكتوبر فصاعدا
    * أمر «إشور»
    * في يوم 1 أكتوبر [تشرين الأول 1973]، أصدرت دائرة هيئة الأركان العامة / عمليات الأمر «إشور» [كلمة عبرية تعني «تصريحا» أو «مصادقة» لكنها في هذا السياق مجرد كلمة لا يقصد بها المعنى]، لمضاعفة حالة الاستعداد وزيادة القوات لسلاح المدرعات في هضبة الجولان الى 111 دبابة و8 بطاريات مدفعية (وكلها من الجيش النظامي) واجراء تغييرات في الجبهة الجنوبية (أنظر وثائق البينات رقم 176 و258 وتفاصيل تلك الاستعدادات لاحقا في البند 147).
    * الأبحاث حول هضبة الجولان
    * في يوم 2 أكتوبر أظهرت الصور الجوية تعزيزات مقلقة للقوات [السورية] في جبهة هضبة الجولان وتقدم القوات نحو الجبهة (أنظر الى البند 55 لاحقا). في اليوم نفسه، عقد لقاء بين وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش حول الوضع في هضبة الجولان. اقتباس من أقوال رئيس الأركان في هذا اللقاء، كما سجله رئيس مكتب وزير الدفاع، نعرضه لاحقا (في البند 199 د). في نهاية اللقاء طلب الوزير من رئيس الأركان «ورقة تتضمن ماهية استعداداتهم [في الجيوش العربية]... واستعداداتنا مع تفاصيل بالتعزيزات». وقد أعدت هذه الورقة لوزير الدفاع في 3 أكتوبر (وثيقة البينات رقم 274). وشملت تفاصيل عن الزيادة الكبيرة في عدد الدبابات والمدافع السورية في القطاع المتقدم وفي الجبهة الخلفية السورية وزيادة عدد بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات في الجبهة من 1 يناير [كانون الثاني] 1973 وحتى 1 أكتوبر [تشرين الأول] 1973. ويختتم رئيس أركان الجيش تقديراته حول شبكة الطوارئ السورية في تلك الورقة بهذه الكلمات:
    «حسب تقديراتنا، فإن شبكة الطوارئ أقيمت بالأساس بسبب التخوفات المتراكمة من اسرائيل. ونحن نرى ان سورية لا تقدر بأنها قادرة على المخاطرة بحرب شاملة مع اسرائيل، على الأقل من دون خوضها بشكل مشترك مع مصر. والاحتمال الآخر، وهذا تقدير منخفض الامكانية، فإن شبكة الطوارئ [السورية] أقيمت بغرض القيام بعملية ثأرية لسورية ردا على اسقاط 13 طائرة والاستعداد لأقصى امكانية للدفاع عن النفس في وجه رد منا».
    وفي يوم 2 أكتوبر نفسه اقترح وزير الدفاع لقاء تشاوريا لدى رئيسة الحكومة حول الوضع في هضبة الجولان، الذي لم يشعر بالارتياح ازاءه، على ما يبدو. وفي شهادته (صفحة 4232/3)، أورد أقواله للوزير يسرائيل غليلي، كما دونت في حينه:
    «أنا لست مرتاحا من المشاكل في هضبة الجولان وأريد شركاء لي في المسؤولية حول هذا الموضوع، وسأحضر الى النقاش كلا من رئيس اركان الجيش ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وقائد سلاح الجو. هناك أنباء مقلقة. فعلى الخط الأمامي توجد 650 دبابة وشبكة صواريخ تغطي مناطقنا.. توجد لديهم 550 بؤرة مدفعية.. وأنا قلق على السكان. حول الموضوع العسكري يجب أن نجلس مع غولدا [رئيسة الحكومة]».
    * المشاورات لدى رئيسة الوزراء في يوم 3 أكتوبر
    * لقد كانت رئيسة الوزراء [غولدا مئير] في زيارة خارج البلاد (شتراسبورغ وفيينا) من يوم 30 سبتمبر وحتى يوم 2 أكتوبر. وفي يوم 3 أكتوبر عقد لديها الاجتماع التشاوري الذي بادر اليه وزير الدفاع وشارك فيه كل من الوزراء [يغئال] ألون [وكان نائبا لرئيسة الوزراء ووزيرا للتعليم] و[الوزير بلا وزارة يسرائيل] غليلي و[وزير الدفاع، موشيه] ديان، ورئيس الأركان [دافيد العزار]، وقائد سلاح الجو، الجنرال ب. بيلد والعميد أريه شيلو (الذي حل محل الجنرال ايلي زعيرا [رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية] الذي كان مريضا)، ومساعدوهم. وقد قدم لنا العميد ليئور، السكرتير العسكري لرئيسة الوزراء، بروتوكول [تلك الجلسة] (وثيقة البينات رقم 57)، الذي يشكل شهادة مهمة حول الأجواء وحول تقديرات المشاركين في هذه المشاورات، التي تمت قبل ثلاثة ايام من اندلاع الحرب. وسنعرض في ما يلي الأقوال كما هي، من دون تعليقات أو انتقادات منا.
    افتتح المشاورات وزير الدفاع قائلا انه طلب هذا اللقاء «بسبب التغيرات في الجبهات، في سورية بالأساس وبمدى معين أيضا في مصر»، ويواصل [وزير الدفاع موشيه ديان] (الصفحة الأولى من البروتوكول):
    «في مصر يوجد لنا عدو وتوجد لنا عقبة طبيعية متمثلة في [قناة] السويس اضافة الى الصحراء ولا توجد على تلك المنطقة بلدات. إذا اندلعت حرب فلتندلع. في سورية – يوجد لنا عدو ولا توجد عقبات. على كل حال هو غير جدي وتوجد لنا بلدات. لهذا فإن الأمر مقلق بشكل خاص وبشكل دائم من الناحية الموضوعية في هذه الجبهة...».
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:37 pm

    ويطرح على البحث ثلاث نقاط:
    «1. التقديرات وتعاظم السلاح في حوزتهم. بالأساس للسوريين ولكن أيضا المصريين. الأنباء التي وصلت حول استعدادهم أو رغبتهم في استئناف الحرب.
    ما هي قواتنا هناك واستعداداتنا...» وبناء على ذلك: «ماذا نفعل أو ماذا بمقدورنا أن نفعل» واستعرض العميد شيلو أمام الحضور المعلومات المتوفرة بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية، وكما قال (صفحة 2): «معلومات مقلقة عن سورية وكذلك عن مصر» (لم يفصح عن مصادر تلك المعلومات)، ثم راح يصف استعدادات الجيش السوري («حالة الطوارئ») الذي تمترس في عمق «دفاعي كامل». ويشير الى «أمور استثنائية»: تقدم سربين لطائرات سوخوي الى مطارات متقدمة والدفع الى الأمام بوحدة جسر وتقدم مدافع قيادة الأركان نحو الجبهة وشبكة الصواريخ المضادة للطائرات جنوب دمشق، مؤكدا ان الأمر أكثر جدية مما مضى. ويقدم وزير الدفاع ملاحظة (صفحة 3) بأن «نشر الصواريخ المضادة للطائرات بهذه الكثافة حتى وهي في الأراضي السورية انما تغطي كل منطقة هضبة الجولان». ويواصل العميد شيلو شرحه فيقول «في مصر تتم تدريبات متعددة الأذرع تشمل أيضا قوات الأركان في الجيش وقياداتها. وقد بدأت في مطلع الشهر وستتواصل حتى السابع منه وفي اطارها تنفذ أنواعا عديدة من التمرينات وألغيت جميع الإجازات، لكنها ستستأنف في الثامن من الشهر» – كل هذا كان وفقا للمعلومات التضليلية التي بثها المصريون.
    وفي صفحة 4 يعزز [العميد شيلو] أقواله:
    «هناك أمور تدل على انها فعلا تدريبات. هناك معلومات وهناك أدلة على انها تدريبات.
    نموذج واحد على ذلك: الآن هو شهر رمضان لديهم. فحصنا ما إذا كانت هناك تدريبات في الماضي في شهر رمضان. يتضح أن تدريبا كهذا أجري قبل سنتين. اضافة الى ذلك، فإن وزير الحربية [المصري] أصدر تعميما داخليا يسمح فيه للضباط الذين يرغبون في السفر الى مكة أن يفعلوا ذلك في الثلث الثالث من شهر رمضان...» (أنظر في هذا الشأن الى البند 68 لاحقا).
    ويقول العميد شيلو عن موضوع التدريبات (صفحة 3):
    «لا أدري ما هو الموضوع هذه المرة ولكنني أقدر بأنه احتلال سيناء... ويتضمن... ثلاث مراحل: 1. الاستعدادات، التي ما زالوا عاكفين عليها. ففي هذه المرحلة توجد عملية تحريك للقوات. قوات في العمق يتم دفعها الى الأمام. وهم يزودون السلاح للألوية الأرضية... ففي مرحلة الاستعدادات يتم التصرف كما لو انه حقيقة ولا يقولون فقط بالهاتف... صفحة (4). صحيح انهم دفعوا الى الأمام بقسم من القوات المرابطة من حول القاهرة... والمرحلة الثانية: تدريب تكتيكي يعرضون فيه المشكلة وكيف يتم حلها. وهناك وحدة أو اثنتان تنفذ التدريب مع قوات حقيقية».
    ملاحظة: في قضية ماهية «التدريبات» أقرأ لاحقا البنود 71 – 74:
    ويختتم العميد شيلو أقواله بعرض موقف شعبة الاستخبارات العسكرية (نهاية الصفحة الرابعة من البروتوكول وانظر البند 49 (ز) أيضا): «توجد هنا ظاهرتان: 1. حالة طوارئ في سورية. 2. تدريب في مصر. أنا أعتقد ان علينا أن نختار تقديراتنا على أساس السؤال ما إذا كانت هناك أسباب مستقلة لكل طرف تجعله يتصرف أو ان هناك شيئا ما مشتركا بينهما وما هو هذا الشيء.
    إذا كان ما هو مشترك فإن هذا هو أسوأ الاحتمالات – حرب شاملة في سورية بواسطة شبكة الطوارئ، التي هي في أساسها دفاعية ولكنها قادرة على التحول الى هجوم، ولا توجد هنا ضرورة لبناء أي شيء جديد [لمواجهتها اسرائيليا]. بالنسبة لاحتمال الحرب تحت غطاء التدريبات، حسب التقديرات، هل هو معقول؟ حسب (صفحة 5) معلوماتي ورأيي، واعتمادا على الشعور المبني من مراجعة مواد كثيرة في حوزتنا من الأيام الأخيرة، مصر تقدر بأنها لا تستطيع حتى الآن التوجه للحرب. أنا أعتقد ان احتمالات خطوة كهذه، بغض النظر عن الاعتبارات السياسية وغيرها التي قد تؤدي الى النجاح، فإنها كانت لتتوجه لو انها تعتقد ذلك. ولكنها تقدر بأنها غير قادرة حتى الآن على التوجه الى الحرب. [هذه اللعثمة في الصياغة هي من الأصل]. هذا نقوله بسبب قدرتنا على المعرفة والإحساس بالأمور التي يفكرون فيها. بناء عليه، فإن امكانية الحرب المشتركة المصرية السورية لا تبدو لي معقولة، حيث انه لم يحصل تغيير في تقديراتهم لوضع القوات في سيناء بأنه يجعلهم قادرين على القتال. في مصر، أنطلق من التقدير بأن الأمر بالأساس هو تدريب. في العاشر من الشهر سيسرحون قوات الاحتياط. وزير الدفاع طرح بحق فكرة ضرورة البحث في الوضع مع سورية بالأساس».
    الوزير [يغئال] ألون سأل حول شكل الأوامر الصادرة في مصر، والعميد شيلو يرد: «لا يوجد الكثير من الاستثناءات في شكل الأوامر بتحريك القوات في مصر». أحد «الاستثناءات» التي يذكرها هو ارسال رجالات الجيش الى مطار أبو سوار قرب القناة المخصص لطائرات ميغ 17 في القوات التنفيذية. وتسأل رئيسة الوزراء: «لو أن السوريين باشروا، هل المصريون يستطيعون بما لديهم الآن، الاستعداد لهجوم ما بغية مساعدة سورية؟». ويرد العميد شيلو: «من الناحية التنفيذية يستطيعون بهذه الاستعدادات أن يتوجهوا الى هجوم بالتأكيد».
    هنا تأتي الآراء المتباينة حول امكانية أن يبادرالسوريون الى المباشرة بهجوم علينا لتربيطنا ومن ثم يبدأ المصريون المرحلة الثانية. فتسأل رئيسة الوزراء: «ألا يمكن أن يحدث الأمر بشكل عكسي فيشغلنا المصريون بعض الشيء في حين يحاول السوريون عمل شيء في الجولان؟».
    ويرد العميد شيلو (صفحة 6)، بأن [الرئيس السوري حافظ] الأسد يعرف ما هي حدوده، لأنهم «يدركون التفوق الاستراتيجي الاسرائيلي العالي في المنطقة.. وبسلاح الجو»، خصوصا بعد اسقاط الـ 13 طائرة، وبأن لدى المصريين تقديرات تشير الى ان اسرائيل قادرة على تكبيد مصر خسائر في الجو. ومرة أخرى:
    «ولو انه (الأسد) يشعر بأن وضع الدفاعات الجوية [السورية] هو أفضل اليوم.. إلا ان لديه بعيدا في عمق تفكيره الادراك بالتفوق الاسرائيلي..» وعلى الرغم من ذلك، فإن «هناك شيئا محدودا في سورية» – «لا أستطيع أن أدرس امكانية توجيه ضربة مسبقة على أساس التقدير بـ [أنهم يتجهون الى اعلان] الحرب». فهذا احتمال يجب أخذه بالاعتبار ولكنه احتمال ضعيف، لأن السوريين يعرفون أن اسرائيل لن ترد فقط بعمليات محدودة.
    ويعبر رئيس أركان الجيش عن رأيه في ما يلي، كما جاء في الصفحات 8 – 11، ونحن نقتبس من أقواله في البند 199 (ه). لقد ذكرنا هناك (البند 211) توصيته بـ«الابقاء على الوضعية الحالية مع بعض التعزيزات». وفي رد على سؤال لرئيسة الوزراء (الصفحة 9 في البروتوكول)، «وإذا توجهنا بطريقة أخرى مختلفة عما تقترحه؟»، يقول [رئيس الأركان]: «إذا قررنا تعزيز القوات أكثر فإن ذلك سيضعف الجنوب أو يضطرنا الى إحداث تغييرات أكثر حدة في تجنيد الاحتياط لفترات طويلة»ـ ـ. وهنا يتطور نقاش، بعد سؤال وجهته رئيسة الوزراء حول امتلاك صواريخ «sa 6» الهجومية. وفي صفحة 10 يعود رئيس الأركان ليكرر تقديراته ويفصل في استعراض الامكانيات لضرب سورية من الجو. ويقول حول تنفيذ هجوم جوي في هضبة الجولان (نهاية صفحة 10): «نحن نستطيع المخاطرة من الآن ونعمل في هضبة الجولان، لأنني أريد هنا أن أوضح أننا عندما نقول ان لديهم شبكة دفاع جوي بالصواريخ فإن ذلك لا يعني أنهم أغلقوا السماء بشكل مطبق. نحن سنطير ونهاجم ونجهض هجوما [من طرفهم]. ربما نخسر طائرتين أو ثلاثا. لكن الأمر يزيد احتمالات زيادة الخسائر». ويعبر وزير الدفاع عن شكوكه (صفحة 12) بالنسبة لنوايا السوريين: فقد أعطوا دفاعا مكثفا جدا بنقل الصواريخ المضادة للطائرات الى خط الدفاع الأمامي، مع انه معروف لهم أننا لسنا معنيين بمهاجمتهم على الأرض في هضبة الجولان. «هذا ليس بالأمر الدفاعي العادي». وبالنسبة لمصر، فإذا كانوا يفكرون بعبور القناة [السويس] تحت مظلة صواريخهم فإنهم سيجدون أنفسهم في وضع غير مريح أبدا. «سيدفعون ثمنا باهظا. فإذا تمكنوا من عبور القنال سيصلون الى طريق لا ينتهي وعندها سنأتيهم من كل الاتجاهات». أما سورية فإنها تستطيع أن تحتل هضبة الجولان تحت غطاء صواريخها ومدفعيتها وعندئذ «سيكون لها خط دفاعي مسنود بحاجز طبيعي جيد جدا نسبيا هو نهر الأردن مع كل منحدراته وتعرجاته. وستكون قد حلت مسألتها القومية بتحريرها الجولان من قبضتنا». ويسأل الوزير [يغئال] ألون (صفحة 13): «ما هو تركيز قواتنا في الشمال من ناحية البعد والشمولية؟» ويرد رئيس الأركان انه في غضون 24 ساعة يكون من الممكن زيادة 113 دبابة على الدبابات الخمسين الموجودة في الجبهة الشمالية، واضافة 33 دبابة أخرى بتشكيل الطواقم من مدرسة المدرعات والوصول خلال ساعات الى حوالي 170 دبابة. والبقية تتعلق بمسألة تجنيد جيش الاحتياط.
    وتعود رئيسة الوزراء الى موضوع الامتلاك [الصواريخ المضادة للطائرات] وتلاحظ قائلة (صفحة 14)، بأن «المعلومات تتحدث عن شهر أكتوبر، وهذا يعني ان شيئا ما سيحصل في هذا الشهر بالذات..».
    ويقول الوزير ألون (صفحة 14): «.. ربما هناك حاجة، إن لم يكن اليوم ففي يوم الأحد، أن يقدم وزير الدفاع ورئيس الأركان تقارير للحكومة حول استعدادات العدو، ليكون ذلك اعدادا، على الأقل وقبل كل شيء، اعدادا معلوماتيا. فمن حق الحكومة أن تعرف هذا..». وفي صفحة 14 تقول رئيسة الوزراء: «.. أنا أقبل هذه الفرضية مائة بالمائة، بأن هناك فرقا بين سورية ومصر. فعلى ما أعتقد لا يوجد نقاش البتة حول هذه النقطة. المصريون يستطيعون عبور القنال ولكنهم سيكونون عندئذ بعيدين عن قواعدهم أكثر. فماذا يعطيهم هذا في نهاية المطاف؟ لكن بالمقابل فإن الوضع في سورية مختلف. فحتى لو أرادوا كل الجولان، فإن كل ما سينجحون في أخذه حتى لو بعض البلدات أو أي شيء ما بعد الحدود يستطيعون الاحتفاظ به سيكون مكسبا في ايديهم».
    الوزير ألون: «العنصر المصري مهم ليس بحد ذاته، انما لكونه عنصر دعم للسوريين. فمن المحتمل أن يحاولوا العبور لكي يكبلوا القوات [الاسرائيلية] ويخففوا عن السوريين في الشمال».
    ويسأل (صفحة 15): «هل توجد امكانية لأن نحذر السوريين بواسطة طرف ثالث بأن يخففوا من تعزيزاتهم، حيث أن التحذيرات العلنية تفهم فقط بشكل تحد؟» وأعطي له الجواب بأن ذلك ممكن (الصفحة 16). وقالت رئيسة الحكومة (صفحة 16): «أنا أقترح أن تعقد جلسة للحكومة في يوم الأحد (وهو اليوم التالي ليوم الغفران)... ففي يوم الأحد نطرح هذه القضايا أمام الحكومة وليتنا لن نحتاج الى ذلك. ولكن، إذا احتجنا فسيكون قرارا جديدا».
    (القرار المشار اليه هنا يتعلق بمصادقة الحكومة على مهاجمة أهداف داخل سورية).
    ويقترح الوزير [يسرائيل] غليلي (صفحة 17) أن يتم استيضاح ما يمكن عمله للدفاع عن المستوطنات في هضبة الجولان أيضا قبل جلسة الحكومة المذكورة، لأن هذه – حسب رأيه – ستكون أيضا نقطة الانطلاق في توجه الحكومة لأي موضوع.
    19. لتلخيص ما تم تداوله في هذه الجلسة التشاورية ينبغي القول ان القلق تركز بالأساس على امكانية الهجوم السوري في الجولان. صحيح ان الحاضرين ذكروا امكانية تنسيق هجوم بين سورية ومصر، إلا أن ايا منهم لم يخالف رأي شعبة الاستخبارات العسكرية، الذي عرضه العميد شيلو، بأن المصريين لا ينوون الهجوم لأنهم لا يرون في أنفسهم القدرة على الخروج الى حرب ضد اسرائيل. ويتضح بأن الأمر لم يبد للحاضرين ملحا لدرجة طرحه في جلسة الحكومة التي عقدت في اليوم التالي [لذلك اللقاء التشاوري] والتي أعطت فيها رئيسة الوزراء تقريرا عن زيارتها خارج البلاد.
    وفي اليوم نفسه، 3 أكتوبر [تشرين الأول]، أمرت قيادة الأركان/ عمليات بتنفيذ مهمات تعزيز (زرع ألغام، تحسين قناة الصواريخ المضادة للطائرات وغيرها) في هضبة الجولان (وثيقة البينات رقم 176، أخضر، الملحق رقم 13).
    20. في يوم 4 أكتوبر جرى بحث في مكتب وزير الدفاع باشتراك رئيس أركان الجيش ونائب رئيس الأركان وقائد اللواء الشمالي والعميد شيلو. موضوع البحث الذي ما زال يقلق وزير الدفاع هو خطر هجوم سوري على المستوطنات في هضبة الجولان. حسب صياغته (صفحة 5 في البروتوكول، وثيقة البينات رقم 260): «لدي جرح لا يندمل، ليس الهضبة بل المستوطنات هناك. ففي المنطقة التي لا توجد فيها مستوطنات لا يهمني أن يهاجموا أو لا يهاجموا».
    ثم في صفحة 6: «في السويس توجد قناة وصحراء ولا توجد مستوطنات... لكن هنا (في هضبة الجولان)، توجد مستوطنات. يوجد عدو ولا توجد قناة ولا إنذار».
    لذلك فإن الوزير يصر على تعزيز الحدود في هضبة الجولان وانتقل البحث الى أساليب الدفاع في وجه الطائرات. ولكن وفي جلسة هيئة رئاسة الأركان في اليوم نفسه لا يوجد بحث حول الوضع على الحدود (أنظر البند 202).
    21. في اليوم نفسه اطلقت طائرة تصوير في جبهة القناة [قنال السويس] (أنظر تفاصيل ذلك في البند 86).
    من مساء يوم الرابع من أكتوبر وخلال الليل بدأت تصل الينا معلومات عن مغادرة عائلات الخبراء الروس من سورية ومن مصر. هذه الأنباء زعزعت مصداقية شعبة الاستخبارات العسكرية / دائرة البحوث، التي ادعت بأن ما يحصل في سورية هو تجهيزات دفاعية وفي مصر تدريبات (تفاصيل عن المعلومات وعن تقديرات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس اركان الجيش، إقرأ في البندين 75 و76).
    في الساعات الباكرة من فجر 5 أكتوبر، تلقى رئيس الموساد [جهاز المخابرات الاسرائيلية الخارجية]، خبرا طارئا عن وصول معلومة تحذيرية مهمة (إقرأ التفاصيل في البند 38 لاحقا).
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:39 pm

    الوثائق الإسرائيلية (الحلقة السابعة) ـ ديان أراد الدفع باتجاه الحرب حتى يلحق هزيمة أخرى بالعرب تحقق لإسرائيل شروطها في السلام

    غولدا والجنرالات أخفوا عن الوزراء بأن السادات كان مستعدا للسلام مقابل سيناء

    تل أبيب: نظير مجلي
    عبر كل المناقشات التي جرت قبيل اعلان حرب أكتوبر، سواء كانت في اجتماعات الحكومة بكامل أعضائها أو اجتماعات الحكومة الطارئة بالأعضاء الموجودين في تل أبيب، والتي سنقرأ عنها من خلال اقتباسات تقرير لجنة التحقيق، سنجد بأن وزير الدفاع، موشيه ديان، كان يختلف في تقديراته عن الآخرين ويقول إنه مقتنع بأن العرب ينوون اعلان الحرب.
    في مرحلة معينة بدا أنه يستخف بأقوال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ايلي زعيرا، الذي كان يصر من جهته على ان العرب لن يجرؤا على محاربة اسرائيل. بيد ان ديان لم يقترح استباق الأحداث وتوجيه ضربة الى مصر أو سورية في ذلك الوقت. ولجنة التحقيق في الحرب لم تتوقف عند هذه المعلومة. وفي تحقيقات أخرى أجراها باحثون اسرائيليون لاحقا، توقفوا طويلا عند هذا الموقف من ديان. وفي كتاب "ذنب بلا غفران"، الذي اصدره ضابطا الاستخبارات العسكرية، ديفيد أربل وأوري نئمان، يعتبران هذا الموقف جزءا من التخطيط الاستراتيجي الذي وضعه ديان لنفسه، وهو: "ترك مصر مطمئنة بأن اسرائيل لا تعرف انها تستعد لشن الحرب، حتى تقدم على الهجوم. وعندها تفاجيء اسرائيل بتوجيه ضربة لها ولسورية تؤدي الى الحاق هزيمة جديدة تشبه هزيمة 1967 وتضع أسسا جديدة للتسوية السياسية المنشودة، تكون مبنية على توازن قوى أفضل لاسرائيل من التوازن الذي فرضته هزيمة 1967".
    وكان ديان قد حاول منع حكومته من ابلاغ الولايات المتحدة بالتحركات الحربية المصرية، خوفا من ان تمارس الضغوط على مصر لوقف الحرب.
    ويضيف أربل ونئمان ان ديان، رغم أنه لم يكن يحب رئيسة الوزراء، غولدا مئير، وهي لم تكن تحبه، تمكن من اقامة طاقم بقيادتها يدير أسرار اسرائيل بمعزل عن الوزراء الآخرين في الحكومة. وقد أسمي هذا الطاقم بـ "المطبخ". وتألف من الوزير بلا وزارة، يسرائيل غليلي، الذي يقال ان علاقات غرامية ربطته مع غولدا، ونائب رئيس الحكومة، يغئال ألون، ورئيس أركان الجيش، دافيد العزار. ويؤكد الباحثان بأنه في هذا المطبخ اتخذت القرارات المصيرية لاسرائيل، وجلبت الى الحكومة حيث صادق عليها الوزراء بلا طول عناء. وفي مرحلة معينة حاول المطبخ أن يتخذ لنفسه مزيدا من الصلاحيات بشكل رسمي، فاعترضت غولدا قائلة بأن لديهم ما يكفي من الصلاحية لاتخاذ أي قرار ولا حاجة لشيء اضافي.
    ومن أبرز الأسرار التي احتفظ بها هذا المطبخ ولم يبلغها للحكومة، هو أن معلومات موثوقة وصلت الى اسرائيل في أبريل [نيسان] 1973، تفيد بأن الرئيس المصري أنور السادات مستعد للتوقيع على اتفاق سلام منفرد مع اسرائيل مقابل الانسحاب الاسرائيلي من سيناء، ومستعد لأن يفتح مضائق تيران وقناة السويس أمام الملاحة الاسرائيلية. وقد اقترح الوزير غليلي في "المطبخ" أن يطرح الموضوع على الحكومة حتى تتخذ قرارا بشأنه، قائلا ان اسرائيل لا تستطيع أن تقف بلا حراك ازاء اقتراح مغر كهذا. فتصدى له ديان معترضا وقال ان اسرائيل متجهة الى حرب تحسن وضعها أكثر وأكثر، فكيف تطرح المسألة في الحكومة: "هل نقول للوزراء بأن هناك امكانية لمنع الحرب إذا انسحبنا من سيناء ونحن نختار الحرب لأننا لا نريد الانسحاب". وقد وافقت غولدا مع ديان.
    ويقول الباحثان بأن غولدا وديان خشيا أيضا من أن يؤدي طرح الموضوع في الحكومة الى نقاش مفتوح في الشارع الاسرائيلي، حيث ان نقاشا كهذا سيعطي شرعية لفكرة الانسحاب الاسرائيلي من المناطق المحتلة. وهذا يخالف رغبتهما. وفي جلسة في ديوان رئيسة الوزراء عقدت يوم 18 من الشهر نفسه بمشاركة رئيس الأركان، بدت غولدا خائفة من تسجيل موقف عليها بأنها تريد الحرب، فقالت بالحرف الواحد: "أنا أعلن للبروتوكول بأنني لا أريد الحرب". وأضافت بسخرية واضحة: ".. هذا يفاجئكم بالطبع". ورد عليها ديان بمزيد من السخرية:"منذ زمن تساورني هذه الشكوك..".
    وفي اليوم التالي عقد رئيس الأركان جلسة لهيئة الأركان قال فيها ان مصر وسورية ستشنان حربا على اسرائيل وان مصر ستحاول عبور القنال وسورية ستحاول تحرير الجولان وأن على الجيش الاسرائيلي أن يستعد للحالتين. وفي اليوم التالي [20 أبريل] عقد لقاء القمة المصري السوري بمشاركة الرئيسين أنور السادات وحافظ الأسد في قصر برج العرب في الاسكندرية واتفقا على اعداد خطة الحرب.
    وفيما يلي حلقة أخرى من تقرير لجنة أغرنات التي يتضح منها أن غولدا وديان وألون وغليلي لم يصارحوا بقية الوزراء بأن بالامكان منع الحرب، التي أدت فيما أدت اليه الى مقتل 2222 اسرائيليا وجرح 7500 آخرين:
    «المناقشات في 5 أكتوبر»
    * نستعرض الآن المناقشات التي جرت في يوم 5 أكتوبر، ازاء هذه المعلومات وغيرها التي وصلت في اليوم نفسه.
    لقد جرى البحث في الوضع الجديد في اليوم نفسه في الجلسة الأسبوعية لوزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، في التاسعة صباحا. شارك في الجلسة أيضا السيد تس. [تسفي] تسور، مساعد وزير الدفاع، والسيد ي. عيروني، مدير عام وزارة الدفاع، والجنرال طال والجنرال زعيرا (برتوكول الجلسة، وثيقة البينات رقم 242). على جدول الأبحاث: الوضع على الحدود. افتتح وزير الدفاع بالحديث عن نتائج التصوير الجوي فوق جبهة القناة [السويس] في 4 أكتوبر، ولاحظ قائلا:
    «فقط من الأرقام يمكن أن تصاب بالشلل الدماغي. مكتوب [في تقرير التصوير]: زيادة 308 بؤر [صواريخ ومدفعية] في الجبهة المصرية. توجد هناك 1100 بؤرة، مقابل 802 في 25.9.73.، أي بزيادة 308». أقوال رئيس الأركان اقتبست من تلك الجلسة على النحو التالي (البند 204).
    وزير الدفاع (صفحة 2) يدحض الفكرة بأن الاخلاء [يقصدون اخلاء عائلات الخبراء الروس من سورية ومصر] يدل على خلاف سياسي بين الروس والعرب، ورئيس الأركان ينضم اليه في الرأي. ويعلن رئيس الأركان بأنه نتيجة للمعلومات الواصلة (بما في ذلك المعلومات عن تعزيزات قوات العدو وحالة التأهب في سلاح الجو السوري وعدم الوضوح في مسألة مكان المدرعات السورية التي كانت مرابطة ما بين خط [الدفاع] الأول والثاني) – «نحن نتخذ عدة إجراءات:
    1. إلغاء جميع الإجازات في الجبهتين 2. الغاء الاجازات في سلاح الجو 3. .. تعزيز كل شيء.. أنا أريد أن أعزز، وأن أتخذ وسائل حذر. لدي توجه بأن أجري تأهبا جديا» (صفحة ص2 ).
    لقد وضع الجنرال [ايلي] زعيرا (رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية) التركيز في أقواله على مغادرة العائلات [عائلات الخبراء الروس] كـ "أمر في قمة الإشكالية والجدية" (صفحة 2 الاقتباس الكامل من كلماته سيأتي لاحقا في البند 49 ح). وأما تفاصيل اعتباراته فنطرحها فيما يلي (البند 75). في صفحة 5 اهتم وزير الدفاع بمعلومة وصلت من مصدر معين.
    فقال الجنرال زعيرا (صفحة 5):
    «رغم أنني لا أرى تغييرا في التقدير الأساسي، فإنني لا أرى بأن مصر او سورية ستهاجمان، بالرغم عن التمثيلية الروسية [يقصد رحيل عائلات الخبراء الروس]. ولكن هذا يدخل الشك في قلبي ولذلك فإني أرى أن ما تحدث عنه رئيس الأركان [التعزيزات] صحيح» .
    ثم يكشف «زعيرا»عن شكوكه حول ماهية التدريبات الجارية في مصر (لهذا الأمر أنظر البند 74)، ويعلن ان رئيس الموساد استنفر في الليل بخصوص التحذير. وأضاف:
    «يجوز أن نكون أكثر حكمة حتى المساء».
    وقال وزير الدفاع لرئيس الأركان:
    «هذا كل ما فعلته ليوم الغفران، وهذا جيد وجميل. يجب الإضافة إليه. وأنا لا أعتقد انه ستكون صعوبة. إذا احتجنا إلى الوصول إلى أي مكان، دع الطائرة المروحية في حالة استعداد».
    من الواضح أن الحديث عن «يجب الإضافة إليه» لا يقتصر على زيادة القوات (انظر شهادته في صفحة 4349). حيث يتطور نقاش حول طريقة تجنيد قوات الاحتياط، إن كانت هناك حاجة بذلك وإن كان سيتم بالخفاء أو بالعلن. ويقول رئيس الأركان (صفحة 7)، ان حقيقة ان الحديث يدور عن يوم الغفران [يوم صوم لدى اليهود يمضونه بالصلوات ويمتنعون خلاله عن أي عمل]:
    «انه يزعجنا بشيء واحد فقط. ففي هذه الناحية، إذا حصل شيء - نريد بلغة واضحة أن نبدأ بتركيز قوات أو توجيه تحذير». ويعلق وزير الدفاع على هذا بالقول (صفحة Cool:
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:39 pm

    لا تحركوا القوات إلا إذا بدأ ذلك بالفعل. الشوارع خالية اليوم».
    لقد تم استجوابه حول مغزى هذه الكلمات ففسرها قائلا (في صفحة 4353 من بروتوكول اللجنة):
    «أنا أقول: لا تتحرك القوات إلا إذا حصل بالفعل وذلك ردا على قوله (يقصد رئيس الأركان): نحن نريد أن نركز القوات إذا ما حصل شيء».
    ويقول السيد ص. تسور (صفحة Cool:
    «لنفترض أنهم يستعدون للحرب فعلا، فإنهم يريدون فعل ذلك بمفاجأة بشكل غير عادي»، ثم يقترح إجهاض المحاولة عن طريق إبلاغ العدو (بشكل التفافي عن طريق طرف ثالث أو بشكل مباشر)، أننا متيقظون للوضع. وخلال ذلك يعلق وزير الدفاع:
    «من المحتمل أن تكون تدريباتهم غطاء لكي نحسب انه مجرد غطاء (أي كما لو انه تدريب)».
    بعد هذا يبدأ نقاش طويل حول طريقة التوجه إلى طرف ثالث، وخلال ذلك يصر الجنرال زعيرا [رئيس الاستخبارات العسكرية] على أن لا يتم "إحراق" مصادر المعلومات.
    ص. تسور (الصفحة العاشرة):
    «لو كنت اليوم تجند جيش الاحتياط وتجلس تحت [على الجبهة]، أو أنا (فلربما) كنت تمنع الأمر. (أي أن تجنيد الاحتياط هو شارة ردع للمصريين). أنت تريد بديلا عن ذلك بإبلاغهم: يا رفاق، لدينا شعور بأنكم تفعلون شيئا، فاحذروا !».
    وزير الدفاع يقبل الفكرة بأن يتم إبلاغهم بواسطة دولة عظمى صديقة لكي يسلب المصريين امتياز المفاجأة (نهاية الصفحة العاشرة) وأيضا بدوافع سياسية للعلاقة مع هذه الدولة والحصول على معلومات إضافية منها (انظر لاحقا البند 78). ويعلن انه يحتاج في هذا الشأن إلى تعليمات من رئيسة الحكومة:
    «أنا سأوصي، من دون الدخول في النصوص ومن دون احراق مصادر المعلومات بأن يتم الاتصال بهم ونقول ان ما حسبنا انه واقع باحتمالات ضئيلة يبدو أن وقوعه أكثر احتمالا. هناك عدة اشارات على استعداداتهم الهجومية. ومن المحتمل أن تكون التدريبات في مصر هي للتغطية». 23. بروح الأقوال التي تبلورت في الجلسة التي عقت لديه في الساعة 8:25، أمر رئيس أركان الجيش بإلغاء الإجازات في سلاح الجو وتعزيز القيادات واعلان حالة التأهب بدرجة "ج" في جميع وحدات جيش الدفاع الاسرائيلي. ووفقا لذلك، أعلنت قيادة الأركان/عمليات في الساعة 10:45 حالة تأهب درجة "ج" للتنفيذ الفوري. موقع القيادة العليا بدأ عمله في الساعة 12:30، وفي الساعة 16:15 أعطي الأمر بالاستعداد لامكانية اعلان تجنيد علني للاحتياط. وفي الساعة 20:00 صدر أمر "ايشور/2" لقيادتي اللواء الشمالي والجنوبي، تم فيها تلخيص التعليمات بخصوص اعلان حالة التأهب "ج" (أنظر الى التفاصيل في البند 184).
    24. بعد النقاش لدى وزير الدفاع يجرى بحث في الصباح نفسه لدى رئيسة الوزراء، بمشاركة وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ومساعديهم (تسجيل للبحث في وثيقة البينات رقم 57). رئيس الاستخبارات العسكرية يعطي تقريرا عن المعلومات التي في حوزته ويعطي تقديراته، بما يتلاءم وأقواله في البحث السابق لدى وزير الدفاع، ويكون تقديره:
    «هجوم سوري مصري ضعيف الاحتمال جدا» (صفحة 1). «التقدير هو ان استعداداتهم نابعة بالأساس من خوفهم منا .. ولكن لا يمكن تجاهل اللعبة الروسية وليس واضحا لماذا يفعلون (الروس) هذا" (اقتباس كامل في البند 49 (ح)». حول أقوال رئيس الأركان في هذه الجلسة اقرأ لاحقا (في البند 214 ج). وحول أقوال وزير الدفاع اقرأ لاحقا (في البند 78). انه يقترح، بروح الأمور التي تبلورت قبلئذ خلال البحث عنده، أن يقال للأميركيين انه "تجمعت لدينا اشارات تفيد بأن الأمر أكثر من واقعي وبأن يبلغوا الروس بأنه لا توجد لدى الاسرائيليين أية نية للهجوم"، وانه "إذا بدأوا فسيتلقون حمام ماء باردا والطلب منهم (معلومات)". ونتيجة لذلك جاء الطلب من الأميركيين مع الارشاد الاستخباراتي (أنظر البند 41). فتأمر رئيسة الوزراء بأن يتم التوجه بواسطة المسؤول عن السفارة في واشنطن (نهاية صفحة 3). و"[وزير الخارجية، أبا] ايبن في نيويورك فليذهبوا معه" (صفحة 4). ويعلق وزير الدفاع: ربما ترغبين في ادخال أعضاء آخرين في الحكومة؟ فتسأل رئيسة الوزراء: مَن مِن الوزراء في تل أبيب؟
    مشاورات الوزراء في 5 أكتوبر 25. وفقا لذلك، تم جمع الوزراء الذين تواجدوا تلك الليلة، ليلة يوم الغفران، في تل أبيب. وكان ذلك في الساعة 11:30 وشارك فيها رئيسة الحكومة والوزراء [حايم] بارليف، [وزير التجارة والصناعة]، [موشيه] ديان، وزير الدفاع، [شلومو] هليل، وزير الشرطة، [موشيه] حزاني، [وزير الرفاه]، [شمعون] بيرس، [وزير الاستيعاب]، [يسرائيل] غليلي [وزير بلا وزارة]، السيد مردخاي تسور، رئيس الأركان [دافيد العزار]، الجنرال [ايلي] زعيرا، [رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية]، العميد ليئور. وقد افتتح وزير الدفاع قائلا انه في الاونة الأخيرة توجد معلومات واشارات كثيرة على الأرض تشير الى تعزيزات في الجبهتين المصرية والسورية. وان المعلومات كما لو انها تدل على انهم معنيون باستئناف الحرب على الجبهتين أو على الجبهة السورية. واضاف:
    «في الليلة الأخيرة أو في الأربع والعشرين ساعة وصلت .. معلومات اضافية أدت الى تغيير ما في تقديراتنا السلبية لهذه المعلومات. لا أقول بأن التقديرات الآن ايجابية، ولكنها كانت كافية لأن ندعوكم الى هنا». الجنرال زعيرا يفصل المعلومات التي في حوزته. على الجبهة السورية، يقول، حالة طواريء دفاعية، وحسب النموذج السوفياتي تعتبر هذه نقطة انطلاق لحرب دفاعية وأيضا للهجوم. السوريون "تدربوا على الهجوم وهم يخشون كثيرا من هجومنا.. وكذلك لدى المصريين نرى عدة اشارات تدل على استعدادات لحرب حقيقية، دفاعية بالأساس، من خلال الخوف بأن نستغل التدريب ونهاجمهم. ولكن، مرة أخرى، فإن هذا الاستعداد هو استعداد، انه دفاعي ولكن بالامكان الانتقال منه الى الهجوم أيضا". «لقد وصلت الينا في الماضي معلومات بأن هناك تفكيرا مشتركا سوريا مصريا في أكتوبر...» وفي الصفحة الثانية يتكلم عن قدوم طائرات النقل الروسية:
    «خمس طائرات لسورية وست لمصر. تقديراتنا تقول بأن هذه الطائرات جاءت لاخلاء شيء ما، واضح ليس [اخلاء] اجهزة وربما أناس. لا نعرف من هم وكم عددهم».
    (إقرأ لا حقا [التعليق] حول الصورة المتقطعة لهذه المعلومات في البند 77) تقدير الجنرال زعيرا هو (صفحة 2):
    «نحن ما زلنا نرى بنسبة عالية من التقدير أن الاستعدادات السورية المصرية نابعة من الخوف منا، وبدرجة عالية من التقدير أيضا انه إذا كان الهدف الحقيقي للمصريين والسوريين هو تنفيذ عمليات هجومية فإنه في اطار محدود». (ربما حصلت بلبلة في الصياغة هنا وان القصد هو القول ان درجة التقدير بأن السوريين والمصريين ينوون القيام بعمليات هجومية محدودة هي بنسبة أقل).
    «وعلى الرغم من ذلك فإن الأمر الاستثنائي في هذا المسار هو ان 11 طائرة وصلت الى مصر وسورية ولا يوجد حتى الآن تفسير لذلك» (اقرأ الاقتباس الكامل لهذا القول، لاحقا في البند 49 ط ).
    ثم يتكلم بعده رئيس الأركان وقد اقتبسنا من أقواله لاحقا (في البند 211 (5) ، 214 د) ثم يقول (الصفحة 2-3):
    «.. توجد في هذه الجاهزية [لسورية ومصر] كل العناصر المطلوبة للهجوم. وبما انني لا أشتغل معلقا، فإن من الأهم هو ان نفحص إذا ما كان لدينا برهان على انه ليس استعدادا هجوميا. أنا ملزم هنا بالاعتراف انهم في هذه الجاهزية، يتمتعون بقدرات تقنية على الهجوم. أولا – لا يوجد برهان على انهم لا ينوون الهجوم. وثانيا – انهم يستطيعون فعلا القيام بهجوم. ونتيجة لذلك، فقد اتخذنا كل اجراءات الاستعداد. بكلمات أخرى، فإن الجيش سيكون خلال هذا العيد في حالة تأهب عالية، فألغيت الاجازات في جميع الوحدات على الخطوط [الأمامية]، وبالأساس نحن في حالة استنفار عالية جدا في سلاح الجو وسلاح المدرعات. أنا لا أجند جيش الاحتياط وكل استعداداتنا تنفذ بواسطة الجيش النظامي».
    ويسأل الوزير بار ليف (في صفحة 3)، منذ متى توفرت لدينا المعلومات عن استعدادات مصر لشن حرب في أكتوبر. ويجيب الجنرال زعيرا: منذ عدة شهور، ولكن تقديراتنا تقول ان المصدر غير موثوق. الوزير هليل: «وهل المعلومية القديمة هي من مصدر موثوق؟" الجنرال زعيرا: "موثوق جدا، ولكن من الصعب أن تكون نبيا في العالم العربي».
    (ملاحظة: حول وصف تلك المعلومات اقرأ لاحقا في البند 57 ).
    ويسال الوزير هليل (في صفحة 3) ما إذا تم التفكير أو جرت محاولة فعلية لاجراء اتصالات سياسية، لاستيضاح (الأمر) أو تبليغ [المصريين والسوريين] انذارا أو أي شيء كهذا. وتجيب رئيسة الوزراء بأن كل هذا قد تم عمله. واننا أيضا لا ننوي عمل أي شيء (بمبادرتنا). ويثير الوزير غليلي قضية الصلاحية بإصدار أوامر لعمليات [حربية] في حالة حدوث تطورات سريعة، فيجيب الوزير ديان. ونحن ننشر أقواله لاحقا (في البند 301).
    ويسال الوزير حزاني (في صفحة 4) إذا كان من المعقول أن تكون تلك عمليات محدودة، مثل اطلاق قذائف على المستوطنات في هضبة الجولان أو أي شيء من هذا القبيل. فيجيبه الوزير ديان مقترحا بأن لا يتم الدخول لمثل هذا الأمر باعتبار "أن هناك خمسين احتمالا. أنا أوافق بأننا لسنا معنيين بعملية [حربية] وإذا تمت عملية كهذه فإننا لسنا معنيين بتوسيعها" (صفحة 5).
    رئيسة الوزراء (في صفحة 5):
    «.. إذا تطورت .. سنضطر للعمل بهذا المستوى [أي بعقد جلسة يشارك فيها الوزراء الموجودين في مكان واحد مع رئيسة الحكومة ووزير الدفاع وقادة الجيش]، إذا لم يكن ممكنا جمع الحكومة. بالطبع سيكون أفضل للجميع بأن تلتئم الحكومة بكامل هيئتها، وهذا بالتأكيد هو أفضل أمر بالنسبة لي». ويفسر الجنرال زعيرا (في صفحة 5) ما هي حسب رأيه الخيارات والخطط لدى المصريين في حالة مبادرتهم لاطلاق النار: 1. عبور القنال والوصول حتى المضائق (مضائق تيران). 2. اجتياح في سيناء وعلى طول القناة. 3. البدء باطلاق القذائف. 4. دمج ما بين القذائف والاجتياحات. «وكل هذا ضعيف الاحتمال. والأضعف احتمالا هو عبور القنال والأكثر احتمالا هو أن ينفذوا عمليات اجتياح وربما اطلاق قذائف هنا وهناك. لا توجد لدى السوريين ولا المصريين تفاؤلات كبيرة بأن يحققوا النجاحات إذا ما حاولوا القيام بعمليات على نطاق كبير، وبشكل خاص بسبب دونية سلاح الجو لديهم [بالمقارنة مع سلاح الجو الاسرائيلي».
    ويقدم رئيس الأركان ملاحظة (صفحة 5):
    «..إذا بادروا الى شن الحرب، فإن أول ما سنفعله هو أن نحارب ونسعى للعمل من دون أية قيود. فقط أمران سنحتاج الى مصادقة عليهما خلال الحرب وهما تجنيد جيش الاحتياط وحجم هذا التجنيد..». ويقول الوزير غليلي: «أرى انه بما أنا نلتئم هنا عدة وزراء، علينا أن نقول لأنفسنا ولرئيسة الوزراء ووزير الدفاع، بأنهما يستطيعان رؤية نفسيهما مخولين لاصدار التعليمات للتجنيد (يقصد جيش الاحتياط)، إذا رايا حاجة في ذلك حتى قبل أن تلتئم الحكومة. أنا واثق بأمهما كانا سيفعلان ذلك من دون أن نعطيهما الصلاحية في هذا اللقاء. ولكن هذا هو واقعنا. في الخامس عشر من مايو [أيار] 1967، قال لنا كل المتكهنين والمنجمين اننا سنعيش سنتين بلا حرب، ولكن الحرب اندلعت في يونيو (حزيران) ..
    أنا معجب بلهجة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، لأن لنا – حسب اعتقادي – خدمات استخباراتية ممتازة. كما انتبهت الى ما قاله رئيس الأركان بأن الاحتمالات (لهجوم سوري مصري) ليست كبيرة. فهو يمتنع عن القول بأن لدينا براهين على ان الأمر لن يحدث. لهذا فإن ما أردته هو أن لا تكون هناك عقبات امام العمليات الاجرائية، بسبب عدم وجود صلاحيات. بالطبع، إذا اتضح ان الأمر هو في مستوى خطر قاطع، فيجب الاستعداد لاجراء بحث على مستوى اللجنة الوزارية لشؤون الأمن (أي الحكومة في جلسة سرية)، للبحث حول خطوط عملنا ... وأنا أريد أن اضيف لهذا عنصرا يتعلق بالساحة الدولية. فقد تولد لدي انطباع من رد الفعل الحماسي على اعلان زائير في الجمعية العامة للأمم المتحدة [في الخامس من أكتوبر أطلق رئيس زائير، موبوتو، تصريحه الشهير الذي أعلن فيه عن قطع العلاقات مع اسرائيل بسبب سياستها العدوانية. وقال يومها ان اسرائيل هي دولة صديقة لزائير ولكن الدول العربية في أفريقيا هي دول شقيقة، ولذلك يفضلها على اسرائيل. والمعروف ان دول أفريقية عديدة قطعت علاقاتها باسرائيل في أعقاب زائير]. هنالك أجواء [دولية] تهدر هذه المقاطعة [يقصد اسرائيل]، ولهذا فمن المتوقع أن تقع مفاجآت..».
    رئيسة الحكومة تذكر بالبيانات الصحفية المصرية والسورية التي تقول ان ان قواتهما تقف على أهبة الاستعداد لكي تصد هجوما اسرائيليا، واضافت بان هذه اللهجة تذكر بأجواء ما قبل حرب الأيام الستة (1967).
    الوزير ديان: «أنا أتوقع أن يكون أعضاء الحكومة الذين يمكن الاتصال بهم في يوم الغفران [غير المتدينين]، مستعدين لهذه الامكانية ويمكن عمل ذلك (أي الاتصال بهم في يوم الغفران)، إذا كانت هناك حاجة لذلك».
    وتطلب رئيسة الحكومة أن يتركوا (الوزراء) لدى سكرتير الحكومة معلومات تفصيلية عن مكان وجودهم في ذلك المساء، عشية يوم الغفران. عي نفسها بقيت في تل أبيب. «ليتنا لا نحتاج الى ذلك. أنا أتخيل ان ما قاله غليلي ممكن، إذا لم تكن هناك تحفظات لدى أحد[تقصد اعطاء الصلاحيات لها وللوزير ديان لتجنيد الاحتياط)».
    لا أحد يبدي تحفظات. وتنهي رئيسة الحكومة الجلسة بالتمني «خاتمة سعيدة للسنة الجديدة» (وهي تحية يهودية معروفة يهنئون بها بعضهم بعضا في عيد الغفران).
    بعد ذلك، في الساعة 12:30 من اليوم نفسه، جرى نقاش في هيئة رئاسة الأركان. نقتبس لاحقا في البند 76 أقوال الجنرال زعيرا ثم أقوال رئيس الأركان هناك، في البند 76 والبند 211(4).
    وصف للمناقشات التي تمت في يوم 6 أكتوبر صباحا، نعرضه لاحقا (في البنود 26 – 34).
    * (في الحلقة القادمة: وزير الدفاع الاسرائيلي يحاول القاء مسؤولية الفشل على رئيس أركان الجيش)
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:41 pm

    الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الثامنة) ـ وزير الدفاع الإسرائيلي ديان يحاول إلقاء مسؤولية الفشل على رئيس الأركان

    «الشرق الأوسط» تواصل نشر وثائق الحروب الإسرائيلية

    تل أبيب : نظير مجلي
    في هذه الحلقة من وثيقة تقرير لجنة أغرنات، التي حققت في الفشل الاسرائيلي في حرب أكتوبر 1973، ننشر نصا من بروتوكول التحقيق مع كل من وزير الدفاع، موشيه ديان، ورئيس أركان الجيش، دافيد العزار، ويظهر منها كيف كان ديان يحاول الالقاء بمسؤولية الفشل في تأخير تجنيد قوات الاحتياط على العزار، فيما يحاول العزار رد التهمة والقاء المسؤولية على ديان.
    هذا التراشق بينهما سيتطور لاحقا ليتحول الى معركة بينهما، ساحتها لجنة التحقيق وفيما بعد الصحافة الاسرائيلية، لينتهي في آخر المطاف الى ادانة رئيس الأركان في اللجنة وتبرئة ديان وتوجيه المدائح الى رئيسة الوزراء، غولدا مئير. ويدفع تقرير اللجنة برئيس الأركان الى الاستقالة من منصبه ومن الجيش. ويتسبب هذا الموقف في استئناف الهبة الشعبية ضد الحكومة، رغم انها كانت قد انتخبت قبل بضعة اسابيع فحسب. وتكون بدايتها من داخل المؤسسة العسكرية، حيث قادها ضابط في جيش الاحتياط يدعى موطي (مردخاي) اشكنازي، وأخذت تتسع لتشمل عشرات ألوف المتظاهرين. وعندها فقط استقالت غولدا مئير واستقال معها ديان واعتزلا الحياة السياسية. وكما أشرنا آنفا، فإن كل أبحاث لجنة التحقيق انطلقت من منطلق واحد هو: الاستخفاف بالمصريين والسوريين. فالقاضي الذي ترأس اللجنة مثله مثل بقية الأعضاء، ورغم انهم تعاملوا بشجاعة مع كل من مثل أمامهم ولم يترددوا في توجيه الأسئلة الصعبة والمحرجة وحشر كبار المسؤولين في الزاوية في معظم ساعات التحقيق، إلا أنهم عندما يتعلق الأمر بالعرب التزموا بنفس عقلية القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية التي تستخف بالمقاتل العربي وبالقائد العربي. فبالنسبة اليهم، فشل اسرائيل في الحرب لم ينجم عن نجاح عسكري عربي ولا من مبدأ أن الحرب فيها عادة كرّ وفرّ ، بل عن القناعة بأن اسرائيل قادرة على هزم العرب كأمر مفروغ منه. وأن ما منع ذلك هو ليس قدرات العرب، انما الخطأ الانساني لدى اليهود.
    ويلاحظ بأن هذه النظرة أدت بأحد كبار قادة الحركة الصهيونية الحديثة، ابرهام بورغ، لأن يكفر بالصهيونية تماما ويفكر في «طلاق» أبدي مع اسرائيل. وبورغ هو الرئيس الأسبق للكنيست (البرلمان الاسرائيلي) والرئيس الأسبق للوكالة اليهودية، وهو نجل أحد مؤسسي الحركة الصهيونية وقائدها بين المتدينين اليهود، يوسف بورغ. وبسبب سيطرة العسكريين والعقلية العسكرية على اسرائيل، بات يعتقد بأن الصهيونية قد انتهت وان دولة اسرائيل لم تعد الدولة التي طمح اليها اليهود ـ «هؤلاء يؤمنون بأن القوة هي الحل لكل المشاكل. وما لا ينفع بالقوة يعالج بالمزيد والمزيد من القوة. وفي حرب لبنان الأخيرة اتضح لنا بأن القوة وحدها لا تنفع، بل ان القوة التي استخدمت لم تمكننا من تحقيق الانتصار. ولكن ما هي إلا بضعة شهور تمر علينا، وإذا بنا نسمع أهل «سديروت» البلدة اليهودية في النقب التي تتعرض الى أكبر قدر من الصواريخ الفلسطينية، يتحدثون عن ضرورة تدمير تلك الحارة في بيت حانون أو ابادة تلك المدينة، والجنرالات عندنا يقصفون ويهددون بالمسح والتدمير. لم نتعلم شيئا. ولا شيء». ثم يعلن بأنه لم يعد يرى في اسرائيل وطنا. بل هي كابوس مرعب ينبغي الهرب منها. فهي تشبه ألمانيا عشية انتصار النازية فيها وهي أكثر من فاشية. ومع استمرار النشر، سننشر العديد من الوثائق والمعلومات التي تظهر مدى تمادي الجنرالات في التأثير على الحياة السياسية في اسرائيل وتوريطها في الأزمة تلو الأزمة، من دون أن يدرك الجمهور ذلك، وتؤكد أن هناك تيارا يمثل أقلية في اسرائيل لكنه واثق وواضح مثل بورغ (وقبله ناحوم غولدمن، رئيس المؤتمر الصهيوني العالمي، والبروفسور يشعياهو لايبوبتس، وهو فيلسوف يهودي متدين تنبأ بأن يكون احتلال العام 1967 مقبرة للقيم اليهودية الانسانية ومرتعا للفساد الذي سيدمر اسرائيل). واليكم في ما يلي حلقة جديدة من تقرير لجنة أغرنات:
    * لماذا لم يتم التجنيد الفوري لقوات الاحتياط التي اتفق عليها وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان؟
    في ضوء الفقرة المذكورة في وثيقة البينات رقم 265 حول موافقة وزير الدفاع على تجنيد 50 ـ 60 ألفا من المطلوبين للدفاع الفوري، احتاجت اللجنة (لجنة التحقيق) الى رد على السؤال ـ لماذا لم يبدأ رئيس الأركان بتجنيد ألوية الجيش المذكورة وانتظر حتى المحادثة مع رئيسة الحكومة في الساعة التاسعة (الجلسة نفسها بدأت في الثامنة)، فبسبب هذا (التأجيل) تأخر التجنيد ساعتين، ثلاثا، كانت ضرورية للغاية في الضائقة الزمنية في ذلك الصباح.
    فيما يلي نقدم نص التسجيلات لاستجوابات اللجنة الى وزير الدفاع ورئيس الأركان في الموضوع:
    أ ـ استجواب وزير الدفاع
    * سؤال: «أنا أريد أن أسألك هنا سؤالا وسطيا، وهو السؤال الذي سألته لرئيس الأركان: أنا أفهم أنكما كنتما على اتفاق في امر واحد هو «تجنيد» لواءين. لم يكن هناك نقاش حوله. والسؤال الذي طرحت هو: إذا كان متفقا على لواءين، فلماذا لم يتصلوا برئيسة الحكومة هاتفيا فورا إن كانت هناك حاجة الى مصادقتها على ذلك، ويقولوا لها نحن متفقان على «تجنيد» لواءين ويوجد بيننا نقاش وسنأتي لطرحه أمامك. وبهذا، وعلى أساس الجدول الزمني، كان بالامكان ربح ساعتين، ثلاث، لإصدار الأمر الأول؟
    جواب: أنا أيضا سألت نفسي (السؤال نفسه) الآن عندما أعددت المواد (يقصد المواد التي يحتاجها في ظهوره أمام لجنة التحقيق). أنا استطيع القول إنه لم يكن لدي انطباع بأن هناك أي مانع أمام رئيس الأركان بأن يبدأ في تجنيد الاحتياط. ليس فقط لم أجد تسجيلا يظهر فيه ان رئيس الأركان قال لي تعال نبدأ في التجنيد وأنا أجبته انتظر لحظة، دعنا نسأل رئيسة الحكومة. فهذا هو الأمر الذي كنت سأفعله من دون شك. لكن ما فهمته من رئيس الأركان، أيضا عندما قال لي انه سيتوجه أولا الى مكتبه وأيضا خلال النقاش، أن هناك جهة ما في رئاسة الأركان بدأت العمل على الاعداد للتجنيد. وأن قسما منهم تم تجنيده. وسلاح الجو. وأول 10 آلاف. وأقول لكم فقط الآن، انه إذا قال شخص ما شيئا آخر، وإذا قال رئيس الأركان شيئا آخر، فإنني لا أستطيع الإدعاء بأنه يضلل. فقد كنت في انطباع بأنه لا مانع من تجنيد 60 ألفا إذا أراد، وأن المشكلة عندنا هي في تجنيد 60 ألفا آخرين. لم أكن اعرف أنه أعطى الأوامر للتجنيد.
    * سؤال: كان من المفروض أن يجلب الأمر أمام رئيسة الحكومة. لم يكن لكما أي تخويل، ولا حتى لو اتفقتما على التجنيد.. من دون سؤالها.
    جواب: في قضايا أخرى شبيهة، ليس في تجنيد الاحتياط، عندما يمر وقت ما بين القرار وبين التنفيذ الفعلي، كنت أسمح لنفسي. فعندما أفترض بأن رئيسة الحكومة ستصادق على الأمر المنوط بمصادقتها، بأن أقول لرئيس الأركان «إبدأ، وأنا أتصل مع رئيسة الحكومة. فإذا أرادت اعاقة الأمر يكون هناك متسع من الوقت لاعاقته قبل التنفيذ.. في قضية تجنيد أولئك الـ 50 ألفا من جيش الاحتياط، أقول لرئيسة الحكومة، بعد محادثتي معها في الصباح، في الساعة الرابعة فجرا، وعلى أساس المعلومات المتوفرة حيث الكل يتراكض للدخول الى الحرب الخ الخ.. ولا يوجد عندي شك في أنها ستعطي مصادقتها. لقد كان بإمكاني في ذلك الوقت أن أفعل واحدا من أمرين، أو أن أكلمها بالهاتف وأقول اننا نريد تجنيد احتياطي، ولم افعل ذلك ليس لأنني أريد توفير محادثة هاتفية، أو أن أسأل رئيس الأركان، مفترضا انه ما بين موقفي الايجابي أو موقفه أو موقفينا كلينا، وبين الوقت الذي ينطلق فيه الرجل من بيته (يقصد الجندي او الضابط الذي يستدعى للخدمة الاحتياطية)، يوجد لنا متسع من الوقت لرؤية رئيسة الحكومة وابلاغها بأننا استدعينا 50 ألفا من قوات الاحتياط. فإذا لم ترغب في ذلك نعرقله. ولكنني الآن فقط، وأنا أراجع المواد، أصطدم بهذه القضية أيضا.
    * سؤال: كل هذا كان على رئيس الأركان أن يخمنه، بكل وضوح. فأنت لم تقله.
    جواب: انه رئيس أركان الجيش.. فإذا أراد أن يجند، هو المسؤول عن الحرب. إذا أراد البدء في التجنيد، كان بإمكانه أن يقول لي باللغة العبرية: سيدي وزير الدفاع، نحن كلانا موافقان على تجنيد 50 ألف شخص. فإذا لم يرد اضاعة وقت، كان بإمكانه أن يقول بكلمة واحدة: تعال نجند. تحتاج الى مصادقة رئيسة الحكومة، ارفع سماعة الهاتف واتصل بها.
    وعلى الأسئلة الأخرى المستمرة يجيب وزير الدفاع: «لا شك في أنه كان بحاجة الى الحصول على مصادقة الحكومة، وأنا كنت ممثل الحكومة، لا شك في ذلك. لا يوجد نقاش حول حقيقة أنه لا يستطيع أن يدعو الاحتياط من دون مصادقتي. لكن السؤال هو .. إذا كان يريد البدء في التجنيد، فلماذا لم يتوجه. فقد كان سيحصل على المصادقة فورا. إذن، أقول انه لم يتوجه بالطلب وأنا لم أكن على معرفة إذا كان بدأ بالتجنيد أم لم يبدأ. لو جاءني الى المكتب قبل ذلك وقال: أصدرت أوامر بتجنيد هذه الطواقم أو تلك، لما كنت أرى في ذلك أي خلل. وكنت سأسعى للحصول على مصادقة رئيسة الحكومة وكنت سأحصل عليها. المسؤولية عن اعطاء المصادقة هي مسؤوليتي. من دون هذه المصادقة ما كان يستطيع التجنيد. بل انني مستعد للقول ان مبادرة البدء بتجنيد الاحتياط يمكن أن تكون بمسؤوليتي لا أقل مما هي بمسؤوليته. الى هنا أقبل.
    ب ـ استجواب رئيس الأركان في تحليله (أمام لجنة التحقيق) للأبحاث التي جرت في الساعة 7:15، بعد اللقاء مع وزير الدفاع ـ حسب البروتوكول ـ قال رئيس أركان الجيش (كما جاء في التسجيل المدون في وثيقة البينات رقم 243): «رئيس الأركان اقترح تجنيدا شاملا (لجيش الاحتياط)، بشكل انتقائي بأقل ما يمكن من العناصر الهامشية، حوالي 200 ـ 250 ألف شخص. وأيضا لهذا لا توجد مصادقة. وإذا لم نحصل على مصادقة نقوم بتجنيد حوالي 70 ألف شخص». أنا أعطيهم معلومات عما دار لدى وزير الدفاع، حيث اقترحت تجنيدا شاملا، بشكل انتقائي تستثنى منه العناصر الهامشية، من دون «الهاجا» (قوات الدفاع المدني). أردت 200 ـ 250 ألف شخص. ولهذا لا توجد مصادقة. أنا أقول: «إذا لم نحصل على تجنيد كامل، نلجأ الى التجنيد الجزئي بمقدار 70 ألف شخص». لماذا قلت 70 ألفا؟ لأنني رأيت أن وزير الدفاع وصل الى الموافقة على 50 ـ 60 ألفا، لذا فقد افترضت بانني لن أخرج بأقل من 70 ألفا. حتى لو قالوا لي ستين (ألفا)، فساعطي الأوامر بسبعين ألف شخص. وأنا أقول: «كل سلاح الجو، كل ألوية المدرعات وتشكيلات الحد الأدنى في الخدمات، أي تشكيلات الصيانة اللازمة لهذه القوات. ندخل بذلك الى (حيز) 70 ـ 80 ألف شخص. أنا أعطي التعليمات لوضع خطة توصلنا الى 70 ـ 80 ألف شخص. وأنا اشرح: هذا هو أقصر انذار (بالحرب) نتلقاه في تاريخنا. انذار لا يطول أكثر من 12 ساعة عمليا. لكن الجيش النظامي في حالة استعداد منذ أمس. نجند ما يصادق عليه (من جيش الاحتياط). والباقون نجندهم في النار (يقصد خلال الحرب).
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:41 pm

    سؤال: خلال تلك الفترة ما بين الاجتماع لدى وزير الدفاع في الصباح والاجتماع لدى رئيسة الحكومة، الم يخطر بالبال أنه طالما انكما كليكما موافقان على «تجنيد» حد أدنى من 50 ألف شخص، أن يبدأ التجنيد حتى قبل الحصول على مصادقة رئيسة الحكومة؟ فأنا أرى هنا، حسب يوميات هيئة رئاسة الأركان، أن البلاغ الأول المكتوب بوضوح (عن المصادقة على تجنيد في الاحتياط) تم في الساعة 9:05 ـ رئيس مكتب رئيس الأركان يعلن (من الجلسة مع رئيسة الحكومة) عن المصادقة على تجنيد لواءين.. ألم يخطر الأمر بالبال (أي التجنيد فور موافقة وزير الدفاع) قبل ساعة أو حتى وأنتم لدى وزير الدفاع؟
    جواب: لا. لأن ما هو غير واضح هنا هو كيف انتهى النقاش بيني وبين وزير الدفاع. فقد انتهى من دون التوصل الى اتفاق، عندها (لو كان هناك تفاهم)، كان السكرتير العسكري (لرئيسة الحكومة، الذي يعتبر صلة الوصل بين الجيش ورئيس الحكومة عموما في اسرائيل) يبلغ رئيسة الحكومة وأنا أذهب للتجنيد. لكن النقاش انتهى بغضب وبشكل متوتر.
    * سؤال: ولكن، كان هناك تفاهم على لواءين؟
    جواب: لا. ما أريد قوله هو أن النقاش انتهى متوترا، بهذه الروح: إذا لم تكن تقبل بهذا التلخيص، نذهب الى غولدا (مئير، رئيسة الحكومة). ولأن الأمر انتهى على هذا النحو، فقد ذهبنا الى غولدا.
    * سؤال: ألم يكن ممكنا أن يكون وزير الدفاع مستعدا لتجنيد لواءين على عاتقه، ألم يكن مستعدا للتوصية؟
    جواب: نعم هذا صحيح. بل انه قال ذلك (في صباح اليوم نفسه). فقد قال انه ليس مستعدا لتجنيد لواءين على عاتقه. في مرحلة لاحقة، اعتقد (وزير الدفاع، موشيه ديان) بأنني اوافق على تلخيصه فيقول الى رفيف (العميد يهوشع رفيف، السكرتير العسكري)، اطلب مصادقة غولدا على كذا وكذا. ولكن، بما انني لم أقبل هذا وواصلت الإلحاح، قال: إذا كان الأمر كذلك، نذهب الى غولدا. ما يعني انه حتى على هذا التجنيد لم تكن مصادقة.
    سؤال: أنا أفهم كل هذا. سوف أسأل وزير الدفاع عليه. ولكنني اسألك أنت.. فمن الواضح انكما في الساعة السابعة صباحا كنتما متفقين على تجنيد لواءين.
    جواب: كان يجب الحصول على مصادقة رئيسة الحكومة على ذلك.
    * سؤال: حسنا. لماذا لم يكن بامكان رفيف أو وزير الدفاع أن يتصل في السابعة صباحا ويقول: اسمعي، سنأتي لاحقا للنقاش لديك، حيث انه يوجد خلاف. أنا أطلب (تجنيد) لواءين ورئيس الأركان يريد كذا.. ولكننا متفقان على تجنيد لواءين وأطلب مصادقتك على تجنيد لواءين. فقد كان هذا سيوفر ساعتين على الأقل؟
    جواب: لأن هذا انتهى بالقول: تعال نذهب الى غولدا. أنا واع لمسألة الوقت.. ولكن هذا لا يعني خسارة ساعتين بالضبط، لأنه بالنسبة لسلاح الجو كانت المسألة محلولة. عمليات الاستكمال في مختلف القيادات وغيرها، كما أشرت آنفا، أي ألوف الرجال، كانت قد انطلقت. وثانيا، الافتراض في الصباح كان بضرورة تجنيد الجميع. ولذلك فقد كان جزء من الاستعدادات لاستدعاء الاحتياط قد تم عمله، مثل جلب الناشرين والبدء بتركيز التاكسيات والبدء بإعداد أوامر الاستدعاء.
    * سؤال: أنا أقصد التجنيد الفعلي.
    جواب: معك حق. هذا الأمر لم يعط.
    31. في ضوء ما سبق ذكره، توصلت اللجنة الى الاستنتاج (البند 15 صفحة 11 في التقرير الجزئي) بأن «جرى تأخير لمدة ساعتين في تجنيد القوات بالحجم الذي اتفق عليه وزير الدفاع مع رئيس الأركان في ذلك الصباح، وذلك لأن رئيس الأركان انتظر حتى حسم رئيسة الحكومة في مسألة تجنيد كامل تشكيلات جيش الاحتياط».
    اننا نعتقد انه بعد أن حصل على موافقة وزير الدفاع كان يتوجب على رئيس الأركان أن يأمر فورا بتجنيد ذلك الجزء المتفق عليه (او يحصل على موافقة رئيسة الحكومة على ذلك، إذا اعتقد بأن هناك ضرورة) ويواصل طلب التجنيد الكامل في لقائه مع رئيسة الحكومة.
    32. البحث لدى رئيسة الحكومة (وثيقة البينات رقم 75 ـ تسجيل أ. مزراحي وكذلك التسجيل المختصر للمقدم براون ـ وثيقة البينات رقم 57، إلا إذا تمت الاشارة الى شيء آخر). كما ورد في التقرير الجزئي (بند 32 صفحة 32)، «يسجل لرئيسة الحكومة اطراء كبير على استخدامها الصحيح لصلاحياتها في الحسم في الظروف الناشئة في ساعات الطوارئ في صباح السبت. لقد حسمت الأمر بحكمة وبحساسية سليمة وبسرعة لصالح تجنيد كامل تشكيلات جيش الاحتياط، على الرغم من الاعتبارات السياسية ثقيلة الوزن، وبذلك قامت بعمل بالغ الأهمية في الدفاع عن الدولة». لقد كان هذا بحثا مهما للغاية، أكان ذلك لتوضيح مسألة الاعتبارات لتوجيه الضربة المانعة، أو لتجنيد الاحتياط، ولهذا نعرض اقتباسات واسعة من البروتوكول التفصيلي الذي كتبه أ. مزراحي خلال الجلسة (وكذلك من تسجيلات المقدم براون).
    في بداية الجلسة يبحثون في المشاكل الفورية المتعلقة بالساحة الميدانية، سكان هضبة الجولان وأبو رودس وشرم الشيخ، ويبحثون في الأنباء (القادمة) من الولايات المتحدة الأميركية وبالأنباء التي ينبغي ابلاغها بها. وبعدئذ يقول وزير الدفاع:
    «والآن شيئان أكثر جدية:
    1) ضربة رادعة 2) تجنيد الاحتياط بالنسبة للضربة الرادعة، من الناحية الجوهرية، لا نستطيع أن نسمح لأنفسنا القيام بها هذه المرة. إذا هجمت مصر، نستطيع أن نوجه ضربة للسوريين. في ضوء المعلومات المتوفرة الآن، لا نستطيع توجيه ضربة رادعة. لا نستطيع حتى لو كان ذلك قبل خمس دقائق (من الهجوم العربي). وإذا كنا في وضع بدأت فيه مصر (الهجوم) وهي وحدها بدأت فقط، نستطيع ان نضرب السوريين، مبدئيا. وإذا لم يطلقوا النار لن نطلق النار». (وثيقة البينات رقم 57 صفحة 3).
    حسب تسجيل المقدم براون (وثيقة البينات 266):
    «من ناحية الضربة الرادعة، من الناحية العملية، الأفضل هو أن نهاجمهم قبل أن يهاجمونا. حسب رأيي، لن نستطيع أن نسمح لأنفسنا بذلك. فماذا نستطيع؟ إذا بدأت مصر، يمكن مهاجمة السوريين وتصفيتهم، ولكن لا يمكننا ذلك حتى لو قبل خمس دقائق. ليس ممكنا، إلا إذا وصلت الينا أنباء تقول بأنهم ينوون تفجيرنا. في ضوء المعلومات المتوفرة حاليا، لا يمكن. فمن الناحية المبدئية، لا يمكن البدء باطلاق النار (عليهم) قبل أن يبدأوا هم في اطلاق النار».
    (حسب وثيقة البينات رقم 57 ـ وهي استمرار مباشر لأقوال وزير الدفاع السابقة):
    «في قضية تجنيد الاحتياط، رئيس الأركان سيبلغ فيما بعد تفاصيل القوات .. دادو (هكذا كان يلقب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، دافيد العزار) يريد تجنيد عدد أكبر من القوات، وأنا أتحفظ. أنا أقترح تجنيد كل قوات الاحتياط في سلاح الجو ولواء مدرعات في الشمال وآخر في سيناء، وهذا يعني تجنيد 50 ـ 60 ألف شخص. ربما يزحف الى ما هو أكبر قليلا من ذلك. هذا التجنيد يجب أن يتم حتى السادسة مساء اليوم. نحن بحاجة الى مزيد من الدبابات في الجولان وكذلك في سيناء. علينا أن نستعد.. إذا تدهورت الأوضاع وبدأ اطلاق النار، فإننا سنجند كامل قوات الاحتياط. إذا تصرفنا بشكل آخر نكون نحن الذين قد أعلنا الحرب. حتى هكذا سيقولون ذلك. لو كنت أعتقد بأنه لا مفر من ذلك لكنت أجند كامل جيش الاحتياط. قوات الاحتياط المحدودة تستعد للعمل حتى صباح الغد. إذا أردنا تجنيد المزيد في الليل، سنفعل ذلك. وربما يكون لرئيس الأركان رأي آخر في هذه القضية».
    حسب تسجيلات المقدم براون:
    «في قضية تجنيد الاحتياط، سيعرض رئيس الأركان ما لدينا الآن من القوات. يوجد اختلاف في الرأي بيني وبين «دادو» حول الموضوع. هو يريد أكثر وأنا أريد أقل. أنا أؤيد تجنيد كل قوات سلاح الجو، وتجنيد لواء مدرعات في الجولان ولواء مدرعات في سيناء، ما قد يصل الى 50 ـ 60 ألف شخص وعدم السماح بالزحف نحو ما هو أكثر من ذلك. لا مفر من ذلك لأن هذه قوة دفاعية. فإذا ازدادت خطورة الوضع ويبدأ اطلاق النار في الليل، نجند البقية. إذا تصرفنا بشكل آخر سيظهر الأمر كما لو أننا نحن الذين قد أعلنا الحرب. اننا نقف على السويس وفي هضبة الجولان وليس في الوضع الذي كنا عليه في سنة 1967. أنا أؤيد الاعلان عن التجنيد وأن نجند قوات محدودة وفي الصباح نكون مستعدين».
    بعد المذكور أعلاه يعرض رئيس الأركان آراءه:
    «قرأت (المعلومات) وهي باعتقادي (المعلومات) أصلية (تعبير يقصد به ان المعلومات موثوقة). بالنسبة لنا، انه إنذار قصير المدى للغاية. إذا هجموا بعد عشر ساعات، فإننا مستعدون بأقصى حد ممكن مع الجيش النظامي، ولكننا ما جندنا جيش الاحتياط بتاتا. نتيجة لذلك يجب ان نزيد فورا قوات الاحتياط التي نجندها الآن بحيث يتاح تفعيلها غدا. في صبيحة يوم الأحد تستطيع أن تشارك في الحرب. الاحتياط الذي لا نجنده اليوم سيكون خسارة يوم. لذا، فأنا أؤيد تجنيدا كبيرا. أنا أعتقد أنه الزامي تجنيد 200000 شخص كتشكيلات قتالية. أنا بحاجة اليهم اليوم. تجنيد كامل قوات الاحتياط في سلاح الجو. استكمال الوحدات النظامية، ففي هذه الوحدات أيضا توجد قوات احتياط. هذا هو الجيش المحارب. ألوية مدرعة اضافة الى المدفعية والإمداد. مع قوة كهذه نستطيع أن نكون مستعدين حتى يوم غد في الصباح أو الظهيرة بشكل أكثر جذريا. إذا جندنا ما هو أقل من ذلك، فسنستطيع غدا أن نعزز القوات من الناحية الدفاعية ونصد الهجوم. ولكننا سنكون محدودين بالعمليات الدفاعية. بينما إذا توفرت لنا قوات اكبر نستطيع الهجوم والقيام بالهجوم المضاد. إذا لم ننفذ التجنيد الكبير، فأنا لا أرى أقل من 70 ـ 80 ألفا. ومن ناحية الآثار الدولية السياسية، فلن يكون هناك فرق ما بين تجنيد 70 ألفا أو 200 ألف شخص. بل ربما يؤثر، لأن العرب سيفهمون بأنهم فقدوا امتياز المفاجأة.
    من ناحية ثانية، التجنيد سيؤدي الى تجريمنا. سيقولون اننا جندنا الاحتياط لكي نشن الحرب. من المفضل أن يقولوا اننا بدأنا الحرب وانتصرنا فيها. ففي كل الأحوال سيقولون ذلك. أنا أؤيد تجنيدا كبيرا. هذا من ناحية التجنيد.
    بالنسبة للضربة الرادعة، الضربة الرادعة هي بالتأكيد امتياز تفوق ضخم. انها توفر الكثير من الأرواح. إذا دخلنا الحرب بحيث تكون المرحلة الأولى منها عملية صد هجوم (عربي)، وأنا واثق بأننا سنصمد فيها، ومن ثم ننتقل الى الهجوم فستكون هذه حربا جدية. لسنا ملزمين باتخاذ قرار بهذا الآن، فلدينا وقت من أربع ساعات حتى نتحدث مع الاميركيين. فحتى ساعات الظهر، ربما يقول لنا الأميركيون أيضا إن الهجوم مؤكد، وعندها ربما نستطيع أن نوجه الضربة الرادعة».
    * (في الحلقة القادمة: الحكومة الاسرائيلية تقرر مهاجمة سورية حتى لو لم تهاجم اسرائيل)
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:42 pm

    الوثائق الإسرائيلية (الحلقة التاسعة) ـ «الشرق الأوسط» تواصل نشر وثائق الحروب الإسرائيلية

    ديان خطط احتلال الضفة الغربية من قناة السويس والحدود السورية اللبنانية ولم يستبعد الوصول بجيشه إلى النيل * المخابرات الأميركية أيضا اعتقدت مثل إسرائيل بأن العرب لن يحاربوا

    تل أبيب: نظير مجلي
    في الوقت الذي عقدت فيه القيادات السياسية والعسكرية اجتماعات ماراثونية للبحث في الوضع الناشئ من جراء التحركات العربية، كان وزير الخارجية الاسرائيلي، أبا ايبن، يشارك في اجتماعات الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. وهناك دارت معركة أخرى في الساحة الدبلوماسية.
    كان أبا ايبن قد اجتمع مع وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسنجر، في الرابع من أكتوبر 1973، وهو لا يعرف شيئا عن الأبحاث الجارية في اسرائيل ولا توجد لديه ـ كما يقول في مذكراته الشخصية ـ أية فكرة عن الاستعدادات الحربية. بل انه بحث مع كيسنجر في امكانية أن يعود الى الولايات المتحدة في الشهر التالي من أجل دراسة السبل في تحريك المسار السياسي. وقد أعطى كيسنجر رأيه في ان شهر أكتوبر لن يشهد اية تطورات درامية في الشرق الأوسط بسبب الانتخابات العامة في اسرائيل المقرر اجراؤها في نهاية الشهر (تم تأجيلها الى نهاية السنة في أعقاب نشوب الحرب).
    ويكتب ايبن في مذكراته بأنه خرج من اجتماعه مع كيسنجر مرتاحا للغاية لأنه رأى في تحريك المسار السياسي حلما لطالما تحدث عنه في اسرائيل في الشهور الأخيرة، بل انه جعله الموضوع الأساسي في الدعاية الانتخابية التي شارك فيها باسم حزب العمل الحاكم. ووجه ايبن يومها انتقادات واسعة للجنرالات في الحكومة وفي الجيش الذين وضعوا لأنفسهم مخططا حربيا لمزيد من التوسع، من دون أن يعطي تفاصيل. وكان الجنرالات ينتقدونه على ذلك لأنهم لم يريدوا الابتعاد عن فكرة الحرب. ويتحدث عن هذه الفترة الجنرال في الاحتياط، حايم نيدل، في أطروحة الدكتوراه التي أعدها سنة 2002، فيقول بأن قادة الجيش ومعهم الجنرالات الذين أصبحوا وزراء مؤثرين في الحكومة، وخصوصا موشيه ديان، وزير الدفاع، وضعوا لأنفسهم خط تفكير استراتيجيا منذ الشهور الأولى بعد حرب 1967 تقضي بضرورة شن حرب أخرى. ويتضح ان أبحاثا عديدة طرحت في الأطر السرية حول هذا الخط استمرت حتى الأيام الأخيرة قبل حرب أكتوبر وأن الاتجاه الأساسي السائد فيها كان على النحو التالي: حرب 1967، رغم انها انتهت بانتصار ساحق لنا (لإسرائيل)، فإنها فشلت في تحقيق أهداف سياسية استراتيجية. فالعرب لم يغيروا من سياستهم تجاه اسرائيل ويواصلون التفكير في الطريقة القادمة القائلة بأن اسرائيل أقيمت بالعدوان ويجب ازالتها. ولاءات مؤتمر القمة العربية في الخرطوم، لا للاعتراف باسرائيل ولا للتفاوض معها ولا للسلام معها، هي خير دليل على ذلك. وتجاهل الجنرالات بذلك كل المبادرات السلمية التي وافق عليها الرئيس المصري جمال عبد الناصر وأنور السادات والملك حسين، مثل مبادرة روجرز ومبادرة يارينغ وتقارير «الموساد» الاسرائيلي بأن السادات مستعد لسلام مقابل سيناء ورأوا بأن على اسرائيل أن تدير حربا أخرى يتم فيها «توجيه ضربة قاضية تجعل العرب يغيرون من سياستهم للمدى البعيد» كما قال رئيس اركان الجيش، دافيد اليعازر، في ذلك الوقت. واضاف: «أنا لست واثقا من أن حربا يمكنها أن تصنع سلاما. ولكنني واثق من أن هزيمة جدية وقوية لمصر يمكنها أن تغير الوضع في المنطقة لعدة سنوات. ولذلك فيجب أن نحدد لأنفسنا هدفا لحسم الحرب وليس حسم الصراع، في وقت قصير ومن خلال التسبب للعدو بخسائر ضخمة وتحقيق النقاط والامتيازات السياسية والعسكرية» ويفسر موشيه ديان هذه «الامتيازات» بالحديث الصريح عن تعديل الحدود الاسرائيلية الى ما بعد حدود الاحتلال الذي تحقق في 1967، أي احتلال المزيد من المناطق العربية، ليجبر العرب على التنازل عن مطالبتهم باستعادة الأراضي التي احتلت العام 1967 (كتاب ضابطي المخابرات الاسرائيلية، دافيد أربل وأوري نئمان). وحسب المصدر نفسه، رأى ديان أهداف الحرب، التي يريد أن يجر العرب على اليها، هي:
    «على الجبهة المصرية: السيطرة على الضفة الغربية من قناة السويس وعلى بور سعيد، اقامة رأس جسر في الطرف الآخر (الغربي) من قناة السويس يمكن القوات البرية (الاسرائيلية) من تدمير الصواريخ المصرية المضادة للطائرات بهدف ضمان سماء نقية لسلاح الجو (الاسرائيلي) يخفف عنه مهمة منع (المصريين) من تنفيذ الهجمات أو قصف المواقع (الاسرائيلية) الحصينة، السيطرة على مصادر النفط (المصري) في الضفة الغربية من خليج السويس ردا على احتمال محاصرة السفن التي تنقل النفط الى اسرائيل. وعلى الجبهة السورية: التمركز في المنطقة الواقعة شرق نهر الليطاني (في لبنان) والممتدة حتى شارع بيروت دمشق بهدف تشكيل حاجز بين سورية ولبنان وتوجيه ضربة للمخربين (يقصدون المقاومة الفلسطينية في لبنان في ذلك الوقت)، السيطرة على جميع مناطق جبل الشيخ بحيث تنصب الرادارات القادرة على رصد اية حركة في الشمال، خلق فاصل ما بين سورية ولبنان».
    ويضيف الكاتبان بأن ديان صادق في 17 مايو (أيار) 1973 على الخطة الحربية «أزرق أبيض» (التي سبق ذكرها وتتحدث عن انتظار هجوم عربي لكي ترد اسرائيل بشكل قوي وتحطم الجيوش العربية وتواصل التقدم في العمق السوري والمصري)، وفي 21 مايو (أيار)، قاد ديان اجتماعا لهيئة رئاسة أركان الجيش تم فيه تلخيص الاعداد للحرب، محددا النقاط التالية: يجب أن نأخذ بالاعتبار بأن مصر وسورية ستبادران الى الحرب في النصف الثاني من الصيف القادم، وفي الحرب شتشارك بالإضافة الى سورية ومصر فرق من جيوش العراق وليبيا والسودان، بينما الأردن لن يشارك. ويجب الإعداد لتوجيه ضربة أولى قبل أن يستأنف العرب الحرب. وعلى جيش الدفاع الاسرائيلي أن يستعد لإلحاق هزيمة ساحقة بالعرب وأن يعبر الحدود القائمة في العمق السوري والمصري «أنا لا أستبعد أمكانية الوصول الى النيل». كما يجب العمل على ان تنتهي هذه الحرب في وقت قصير، بضعة ايام فقط، حيث انه بعد ذلك سيتم تدخل أميركي روسي يلزم بوقف اطلاق النار. وربما يستخدم العرب سلاح النفط للضغط على الغرب، وعلينا أن نكون أقل ارتباطا بالنفط المستورد من الخليج وعلينا ان نزيد مصادرنا النفطية.
    واختتم ديان بقوله: «نحن، الحكومة، نقول لهيئة الأركان: يا جنتلمانز، تفضلوا واستعدوا للحرب».
    وبعد هذه التعليمات الواضحة، دأب رئيس أركان الجيش على اطلاع ديان باستمرار على مدى التقدم في الاعداد لتطبيق هذه الخطة، وفي شهر أغسطس (آب) أخبره بأن سلاح المدرعات أتم التدريب على هذه الخطة في الجبهة السورية بمشاركة 515 دبابة، تشمل وحدة من جيش الاحتياط. وان الجيش يستعد بطريقة تجعله قادرا على نقل المعركة الحربية الى ساحة العدو في أقرب وقت ممكن من بدء اطلاق النار. ويتحدث أبا ايبن عن هذه المواقف وكأنها كابوس، ويعرب عن مخاوفه من عظم سيطرة ديان على الدولة، حيث انه الأقوى في الحكومة والأكثر شعبية بين الناس ايضا وكذلك في الصحافة «لقد اعتادت الصحافة على تفضيله عن الآخرين ونشرت النص الكامل لخطاباته بشكل منهجي، وهو الأمر الذي لم تفعله الصحافة حتى لرئيسة الحكومة»، يكتب في مذكراته. ويقول انه واصل التصدي لهذا النهج عدة شهور، الى أن هدأت الأوضاع في شهر أغسطس (آب)، عندما وصلت الى المخابرات الاسرائيلية معلومات مؤكدة من عدة مصادر، تفيد بأن «مصر تراجعت عن نيتها اعلان الحرب في هذه المرحلة». ودلت الصور الجوية على انه تم بالفعل تخفيض جدي في الحشودات المصرية.
    لهذا خرج أبا ايبن، وزير الخارجية الاسرائيلية، سعيدا من لقائه مع كيسنجر في 4 أكتوبر. وشعر بأن الأميركيين ينوون تحريك المسيرة السلمية بشكل جدي. وكتب في مذكراته بأن كيسنجر لمح اليه بأنه يخطط لاجراء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع مصر، حيث قال ان وزير الخارجية المصري سيتواجد في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في واشنطن، ودعاه (ايبن) الى الحضور في نفس الوقت. ولكنهم، في اليوم التالي، اتصلوا به من القدس وابلغوه أن عليه أن يستعد لطلب اجراء لقاء آخر مع كيسنجر لأمر طارئ، فأجابهم بأن الساعة تقارب الثالثة فجرا، فما هو الأمر الطارئ الذي يمكن ايقاظ كيسنجر بسببه. فقالوا انهم سيطلعونه على ذلك فيما بعد. فراح يتخبط بينه وبين نفسه كيف يقدم على فعلة كهذه. وبعد دقائق اتصلوا به ثانية وطلبوا منه التريث وعدم ايقاظ كيسنجر. فيكتب بأنه ارتاح جدا من هذا التراجع، لأن كيسنجر معروف بعصبيته، وسيغضب كثيرا إذا شعر أنهم أيقظوه لسبب تافه في نظره. ولكن ايبن بقي قلقا من السبب الذي دفعهم الى طلب اللقاء العاجل. فاهتم بمعرفة ما يجري فاخبروه بأن رسالة ستصله عبر السفارة بالبريد السري.
    وتبين في ما بعد بأن الرسالة تحتوي على رسالة من غولدا مئير الى البيت الأبيض ومعها تقرير من الاستخبارات العسكرية، يحذر من تحركات غير عادية على الطرف العربي من الحدود ويطمئن في الوقت نفسه بأن العرب لن يشنوا الحرب. واتفق على أن يرسل التقرير الى كسينجر عن طريق البيت الأبيض، وأرسلوه الى سكرتير مجلس الأمن القومي، برينت سكوكروفت، وهو بدوره قام بتحويله الى كيسنجر في نيويورك. وبعد حرب أكتوبر بعدة شهور التقى ايبن مع كيسنجر في اسرائيل واهتم بمعرفة رد فعله عندما قرأ هذا التقرير في 5 أكوبر، فأجاب بأنه نام الليل الطويل من دون قلق. وكشف له بأنه لم يعتمد فقط على التقديرات الاسرائيلية، بل طلب من المخابرات الأميركية أن تعطي رأيها في مضمونه، فأبلغته بعد ساعات بأن التقويم الاسرائيلي صحيح، فالعرب لا يملكون الجرأة ولا القرار للخروج الى حرب مع اسرائيل لأنهم غير واثقين من أن تنتهي حربا كهذه لصالحهم. وأعربوا عن تقديرهم بأن الاتحاد السوفياتي يحاول اقناع العرب بالحرب لأنه يريد استغلال حالة الضعف التي يمر بها الرئيس الأميركي، ريتشارد نكسون، بسبب فضيحة ووترغيت. وأن العرب أدركوا خطورة «المؤامرة السوفياتية». فرفضوها.
    وأما في اسرائيل فقد أجريت الأبحاث بشكل مكثف من دون اعطاء التفاصيل لوزير الخارجية. وكان هدف ديان من اخفاء تلك المعلومات هو منع توصيل رسالة الى الأميركيين يفهم منها بأن اسرائيل قلقة وهلعة. فهو يريد أن تبقى اسرائيل قوية في نظر الأميركيين. لكن الضابطين أربل ونئمان يضيفان بأن الاحتمال الأكبر هو أن يكون ديان معنيا بهذه الحرب، ضمن نظريته المعروفة (والتي ذكرناها في حلقات سابقة) بأن حربا في هذا الوقت ستحقق لاسرائيل مكسبا سياسيا وعسكريا يخدم الأهداف الأمنية الاستراتيجية في اسرائيل. وقد حاول الجنرالات استثمار هذا الموقف لصالح استباق المصريين وتوجيه الضربة الأولى من اسرائيل لمصر، التي تهدد بالحرب، وحتى لسورية، التي لم تهدد. ولوحظ بأن رئيسة الوزراء، غولدا مئير، لم تعترض على مبادرة شن الحرب. لكن ديان نفسه هو الذي رفض توجيه الضربة الأولى من اسرائيل. فقد رأى ان مثل هذا الأمر سيفسر في العالم على انه اعلان حرب من اسرائيل وهذا يضر بمصالحها. فقد كان ديان يعلق أهمية كبيرة على التأييد الدولي لاسرائيل. وفي مرحلة معينة من النقاش، سنلاحظ لاحقا، بأن غولدا تقول ردا على ديان: «القلب ينجذب الى توجيه الضربة... » و«.. من الأفضل أن يغضبوا علينا ونحن في وضع جيد». ولكن موقف ديان هو الذي انتصر في النهاية. وتقرر أن يتم الاستعداد من توجيه الضربة الرادعة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:44 pm

    واليكم في ما يلي حلقة أخرى من تقرير لجنة أغرنات القضائية للتحقيق في اخفاقات حرب أكتوبر في اسرائيل، وهي بالنص الحرفي. كل ما تحته خط فيها جاء من الأصل كما في الوثيقة الأصلية باللغة العبرية. وقد وضعت اللجنة في تقريرها تفسيرات وتوضيحات فأشارت اليها داخل قوسين من النوع التالي ( )، وقد أضفنا نحن في «الشرق الأوسط»، تفسيرات أخرى لأمور نعتقد أنها تفيد قارئنا العربي على التعرف أكثر على هذه المادة. وقد اشرنا لهذه التفسيرات بالقوسين التاليين: ( ). مادة التقرير:
    بعدئذ، يبدأ نقاش طويل، حول امكانية منع الحرب بواسطة اصدار بيان الى العالم نقول فيه إننا نعرف عن هذه الحرب ـ وزير الدفاع : «نقطة نظام. أقترح أن نقرر أولا بشأن الاحتياط». (حسب وثيقة البينات رقم 57، ورقم 266: «تعالوا نقرر أولا بشأن الاحتياط لأننا نضيع الوقت»). رئيسة الحكومة: أنا أزن الموضوع. القضية هي في التأثير على الاقتصاد. إذا وقعت حرب فعلية، فذلك ليس مأساة. إذا وقعت الحرب لن يكون مفهوما لنا لماذا أخرنا 12 ساعة.. وبالنسبة للضربة المانعة، فإن القلب ينجذب اليها ولكن دعونا نرى لاحقا. (حسب وثيقة البينات رقم 266: «القلب ينجذب لذلك ولكنني لا أدري»).
    بعد أن بحثت رئيسة الحكومة في مسألة البيان الى العالم، تدخل وزير الدفاع في أقوالها: «إذا وافقت على تجنيد كبير لقوات الاحتياط، فلن أستقيل. لكن توصيتي هي أن نجند سلاح الجو ولواء في الشمال ولواء آخر في الجنوب. إذا كان ضروريا أن نجند المزيد في الليل، فسنجند. الإعتبار عندي ليس اقتصاديا. أنا أخشى من أن تتهمنا كل وسائل الإعلام بأننا بادرنا الى الهجوم، فهذا تجنيد للاحتياط قبل أن تطلق أية طلقة رصاص علينا. حالا سيقولون بأننا العدوانيون. ليس من المستبعد أن يقول حتى الأميركيون بأنه لم تكن هناك حرب في الأفق، وأن اسرائيل والجيش الاسرائيلي قاما بدفع نحو الحرب».(حسب 266: «كل وسائل الإعلام وموسكو ستعلن اننا متجهون للحرب. إسرائيل قامت بتجنيد الاحتياط قبل أن تطلق الطلقة الأولى. وبعد ذلك اذهب واثبت من أطلق الرصاصة الأولى. إذا قمتم بتجنيد الاحتياطي فأنا لن أرتمي على الشارع (للوقوف في طريقكم)، لكنني لا أؤيد ذلك..»).
    في الختام تلخص رئيسة الحكومة، تلخيصا جزئيا: «نسير على طريق «هشومير هتسعير» على مراحل («هشومير هتسعير» تعني بالعبرية «الحارس الصغير» وهو اسم منظمة الشباب الصهيوني اليسارية التابعة لحزب يدعى «مبام»، ذاب حاليا في اطار حزبي العمل وميرتس. وفي حينه، عشية قيام اسرائيل سنة 1948، كان هذا التنظيم يؤمن بالاعتدال ويطلب أن لا تحتل التنظيمات العسكرية الاسرائيلية كل المناطق العربية، فعندما اتهموه بالتخاذل وبأنه يمتثل لأوامر الاتحاد السوفياتي، كان يرد بالنفي ويفسر مواقفه بالقول انه يؤمن بسياسة الخطوة خطوة) 1) تجنيد ما لا يوجد حوله نقاش. وحسب الحديث مع الأميركيين نقوم بتعزيز القوات.
    2) الضربة الرادعة، جذابة بشكل كبير. لكننا لسنا في سنة 1967. هذه المرة يظهر العالم (ضدنا) بكل حقارة. لن يصدقونا. إذا بدأوا في الجنوب، لن تكون عندها مشكلة. لكن دعونا نرى خلال النهار.
    رئيس الأركان: أنا مستعد لتجنيد غير كامل. ولكنني أريد (كل) الألوية المدرعة. كل استعداداتي (مبنية على) ان الحرب ستنشب في الساعة السادسة مساء. نجند كل سلاح الجو و..ألوية المدرعات. أنا أبحث لنفسي عن وضع أفضل. كل الحديث هو عن إضافة 30 ألف شخص.
    مساعد وزير الدفاع (الجنرال تسور): الحد الأدنى تجنيد 100 – 200 ألف. من ناحية التأثير، من يعلم إذا كان العدد 70 أو 100 ألف. رئيسة الحكومة: من ناحية التأثير السياسي، إذا لم نعلن عن تجنيد شامل فورا، فليكن 70 أو 100 ألف، فهذا لا يهم.
    مواصلة (البحث) حسب وثيقة البينات رقم 266:
    وزير الدفاع: أنا قلت ما عندي ولم أغير رأيي.
    رئيسة الحكومة: ما هو العدد عندك؟
    وزير الدفاع: «المشكلة عندي هي في العدد وليس في الجانب الاقتصادي. أنا أدرك ان من الأفضل أن تكون هناك تشكيلات احتياطية مجندة في حالة نشوب الحرب. نحن لسنا واثقين من أن الحرب ستنشب وما الذي نحتاج عمله فعلا مع القوات النظامية. نصل الى المساء ونرى. أما أن نقوم بالتجنيد الكامل، على الصعيد الداخلي وأمام العالم؟ الاعتبارات الداخلية ليست ذات أهمية بالنسبة لي، لو كنت أعتقد اننا بحاجة الى ذلك. لكنني أعتقد انه حتى مع وجود مصاعب كبيرة، من المحبذ لنا أن نبدأ بشكل جيد من الناحية الدولية، لأننا لا نتمتع بالحرية التي كنا نتمتع بها في سنة 1967. لن يكون هنالك فرق لهذه الليلة». استمرارا لسؤال رئيسة الحكومة، يقول وزير الدفاع: «باعتقادي انه لو هاجمنا السوريون، ما كان «دادو» يرسل أكثر من لواء واحد».
    رئيس الأركان: من الممكن الوصول الى دمشق بلواء واحد (حسب وثيقة البينات رقم 57: «إذا اجتاح السوريون في الجولان، سأضرب بإضافة لواء واحد نحو دمشق، (فقط) لواء واحد في الجولان»).
    وزير الدفاع: أنا الآن لا أموت على ذلك. إذا احتجنا الوصول الى ذلك فسنصل. بالمعادلة الشاملة، فإن (خوض الحرب) مع القوات النظامية وتجنيد (الاحتياط) خلال الحرب، هو الأقل جودة. ولكن (تأجيل التجنيد) 7 ـ 8 ساعات كهذه، لن يغير شيئا عما أقترحه أنا. على كل حال فأنا لا أعاند، يا غولدا. هناك أمور إذا عاندت فيها فأنا أعاند.
    رئيسة الحكومة تلخص:
    يوجد عندي معيار واحد. إذا نشبت حرب حقا، فيجب أن نكون في أفضل وضع. بالنسبة للخارج، من المفضل أن يغضبوا علينا ووضعنا جيد. لا أحد يستطيع أن يقيس كم جندنا من جيش الاحتياط بالضبط. علينا أن نفكر مرة أخرى ونقرر. إذا نشبت الحرب فيجب ان نكون في أفضل وضع ممكن.
    وزير الدفاع: أفضل وضع ممكن هو التجنيد الكامل.
    رئيسة الحكومة: يجب ألا ينشأ وضع تؤدي فيه الضربة الأولى (للهجوم العربي) الى اصابة عدد أكبر، مما لو كانت لدينا قوات أكبر. مقياس واحد: فإذا الحرب، ليكن أقل عدد من الاصابات. أما بالنسبة للضربة الرادعة، فلن نستطيع تفسير ذلك. ولكن هنا أيضا، علينا أن نرى خلال النهار. إذا بدأ المصريون ولم ينضم السوريون، فإننا نضرب السوريين.
    وزير الدفاع: واضح.
    «في الساعة 9:20 يلخص وزير الدفاع بأن على رئيس الأركان أن يجند كامل التشكيلات وفقا لما كان اقترحه رئيس الأركان (حسب وثيقة البينات رقم 266: وزير الدفاع: «أنا أفهم بأنك تستطيع إصدار الأوامر لتجنيد كل التشكيلات التي سميتها»).
    2. لقاء رئيسة الحكومة مع السفير الأميركي وجلسة الحكومة 33. في الساعة العاشرة من يوم السبت صباحا، التقت رئيسة الحكومة بمبادرتها مع سفير الولايات المتحدة السيد كيتينغ (نص تسجيل المحادثة في وثيقة البينات رقم 89 وكذلك أنظر الشهادة التي أدلت بها رئيسة الحكومة أمام اللجنة في صفحة 4493، وأقوال رئيسة الحكومة أمام لجنة الخارجية والأمن (البرلمانية) مساء السبت، السادس من أكتوبر، صفحة 21 من البروتوكول). رئيسة الحكومة أبلغت السفير انه بموجب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن سورية ومصر تنويان مهاجمة اسرائيل في ساعات بعد الظهر من اليوم نفسه. وأوضحت ان الهدف من اللقاء (مع السفير) هو إبلاغ الأميركيين بالمعلومة وبأننا لا ننوي شن الحرب. لا يوجد لدينا شك في أننا سننتصر. ولكننا نريد ابلاغ المصريين والسوفيات، بواسطة الأميركيين، بأننا لا نخطط لهجوم ولكن من الواضح أننا مستعدون لصد هجومهم. فإذا كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون مفاجأتنا، فمن المهم أن يعرفوا أنهم لن ينجحوا في ذلك. وفي الرد على سؤال السفير إن كنا سنوجه ضربة قبل أن يهاجمونا، أجابت رئيسة الحكومة بالنفي القاطع: لا، مع أن الأمر كان سيخفف عنا كثيرا. السفير قال انه سيبرق الى واشنطن فورا وبأقصى السرعة وبمنتهى السرية، لدرجة ستؤدي الى ايقاظ وزير الخارجية (هنري كيسنجر) من نومه. بخصوص الاتصالات السياسية التي جرت في الولايات المتحدة يومي 5 و6 أكتوبر اقرأ لاحقا في البندين 41 و42.
    (في الحلقة القادمة، غدا: لجنة التحقيق تقدم تشريحا لدور «الموساد» في الحرب وفي الحياة السياسية والعسكرية الإسرائيلية)
    * (في الحلقة القادمة: الحكومة الاسرائيلية تقرر مهاجمة سورية حتى لو لم تهاجم اسرائيل)
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:44 pm

    ـ تواصل نشر وثائق الحروب الإسرائيلية الحرب تداهم الحكومة الإسرائيلية وهي في جلسة طارئة في خندق حربي * إسرائيل تخلي المستوطنات اليهودية في الجولان من النساء والأطفال عشية الحرب تل أبيب : نظير مجلي في هذه الحلقة من تقرير لجنة أغرنات القضائية للتحقيق في إخفاقات اسرائيل في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، تشير الى حدث آخر من الأحداث التي انتقدها المحققون بسبب ما اعتبروه اهمالا عنجهيا للقيادة الاسرائيلية العسكرية والسياسية، حيث ان دلائل أخرى تجمعت لديها تبين بوضوح بأن وجهة العرب هي الى الحرب بكل جدية، لكن هذه القيادة استخفت بهم وبدت واثقة من إلحاق هزيمة بهم على طريقة حرب 1967. ويتضح بأن الحكومة حرصت على إخلاء المستوطنات اليهودية في هضبة الجولان السورية المحتلة من سكانها النساء والأطفال والمسنين، تحسبا من قدرة الجيش السوري على الوصول الى هذه المنطقة و«إبقاء المستوطنين رهائن بأيدي السوريين» أو «انتقام السوريين منهم بسبب استيطانهم للأرض السورية المحتلة»، كما قال الوزير اسرائيل غليلي في جلسة الحكومة. وادعى جهاز «الموساد» بأن لديه تسجيلات ومعلومات استخبارية تشير الى أن العرب ينفذون عدة ممارسات تدل على انها الحرب. ومن أبرز التسجيلات التي أظهرها "الموساد" نص مكالمات عدة للخبراء الروس الذين تواجدوا في مصر وسورية لمساعدة جيشيهما في الإعداد للحرب وفي استخدام الأسلحة الروسية في ذلك الوقت. وقال قادة الجهاز الاسرائيلي ان التسجيلات تدل على ان الروس غادروا مصر وسورية بشيء ما بين الهلع والهرولة. وتم التقاط العديد من المحادثات المتوترة بين الخبراء الروس ونسائهم بسبب سرعة المغادرة. ومن بين هذه المحادثات، التي كشفتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2003، بمناسبة مرور 30 عاما على الحرب، ظهر خبير روسي يطلب من زوجته الاستعداد للمغادرة. فتحاول اقناعه بالانتظار قليلا حتى تشتري هدية لوالدتها وبعض الأشياء الأخرى، فراح يصرخ في وجهها بشكل هستيري. وقد اختلف محللو هذه المكالمات في «الموساد»، إذا ما كانت تلك التصرفات تدل على أن الروس يغادرون بهستيريا معينة أو انهم من اصحاب المزاج الحامي. فإذا كانوا مهرولين، فهذا يعني ان هناك حربا على الطريق. وإذا كانت مسألة طباع، فإنه لا داعي للقلق من حرب. وفي نهاية المطاف لم يتوصل راصدو «الموساد» الى موقف نهائي ونقلوا التسجيلات كما هي، لتضيف معلومة أخرى تشير الى الأجواء الساخنة أصلا. وقد أدى تجمع هذا الحشد من المعلومات التي تقول بأن الحرب وشيكة وعلى الجبهتين، الى بحث جدي في الحكومة حول امكانية توجيه ضربة اسرائيلية سابقة للهجوم العربي وهي ما تسمى بـ «ضربة رادعة»، لكن وزير الدفاع، موشيه ديان، كما نشرنا في حلقة سابقة عمل كل ما في وسعه لأن لا توجه ضربة كهذه حتى تظل اسرائيل كاسبة الرأي العام الغربي. وفي هذا الموقف أيضا انطلق من الغرور والعنجهية، حيث انه قال انه واثق من أن الجيش الاسرائيلي سيدمر أي هجوم عربي وسينقل المعركة الى الأرض العربية. وبدافع من الاعتقاد التام بأن الحرب واقعة في مساء يوم 6 أكتوبر بالتحديد، دعت رئيسة الوزراء، غولدا مئير، الى جلسة طارئة للحكومة في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم. وكان هذا يوم سبت وهو نفسه يوم الغفران، حيث يمتنع اليهود المتدينون عن أية حركة ويلتزم الكثير من اليهود العلمانيين بهذا الفرض. فيتوقف السفر وتغلق المحال التجارية والمصانع والورش ولا يردون على الهاتف ويمضي اليهود المتدينون اليوم بالصوم وبالصلوات. وعليه فإنه لم يكن سهلا تجنيد الحكومة بكامل هيئتها. وتغيب في البداية جميع الوزراء المتدينين. وكما جرت العادة في الحروب، فقد عقدت الجلسة في تل أبيب في مكان سري قريب من مقر قيادة هيئة أركان الجيش الحربية، وتم ابلاغ رئيسة الحكومة ووزير الدفاع ورئيس اركان الجيش بالتطورات خطوة خطوة. لكن تقرير لجنة التحقيق لا يدخل في كل تفاصيل البحث في هذه الجلسة بهذه المرحلة، ويعود بنا الى الوراء ليتحدث عن مؤسسات أخرى عشية الحرب، فيتناول هذه المرة جهاز «الموساد»، وهو جهاز المخابرات الاسرائيلية الخارجية. وفي الحلقة القادمة سنواصل نشر الجزء الثاني من الحديث عن هذا الجهاز وسننشر مقدمة تحتوي على معلومات وثائقية لم تذكر في التقرير ولكنها ذكرت في وثائق أخرى تعرفنا على طبيعة نشاطه والمارسات البشعة التي قام بها في مختلف دول العالم عبر التاريخ الاسرائيلي. واليكم فيما يلي حلقة أخرى من تقرير «لجنة أغرنات» حول حرب أكتوبر 1973 ونستهله بمقطع عن جلسة الحكومة المذكورة: التقرير 34. في الساعة الثانية عشرة من يوم السبت، بدأت جلسة الحكومة في تل أبيب باشتراك رئيسة الحكومة والوزراء ألون وألموغي وبار ليف وغليلي وديان (حتى منتصف الأبحاث) (ثم حضر) هليل وحزاني وسبير وبيلد وبيرس وكول وشمطوف وشبيرا. على جدول الأبحاث: الحشودات الهجومية للمصريين والسوريين. وزير الدفاع استعرض الأنباء الواردة من المصادر المختلفة: أنباء عن هجوم كامل على الجبهتين «اليوم قبيل المساء، أو قليلا بعد حلول الظلام (يتعلق الأمر بالخطة العملية)» ، خروج العائلات الروسية بطريقة مهرولة، اخلاء السفن الروسية من الموانئ المصرية، حشودات القوات على الأرض وخصوصا دفع صواريخ «sa-6» الى الأمام في مصر وودفع المدفعية الحيوية السورية، اللتين تدلان على النوايا الهجومية. الخطة المصرية هي الوصول في المرحلة الأولى الى المتلة من خلال تقديم الصواريخ والمدفعية، خطوة اثر خطوة، وهجمات على شرم الشيخ وأبو روديس. وهو يصف خيارات العدو لتنفيذ الهجوم أيضا بصواريخ سكاد وفروج. الخطة السورية كانت أكثر طموحا: احتلال هضبة الجولان. ويقدم الوزير معلومات عن قوات العدو: للسوريين يوجد الآن في خط الدفاع الأول 600 – 650 دبابة، وفي الخط الثاني عدة مئات أخرى وهم يستطيعون الوصول الى رقم غير بعيد عن الألف – 700 – 800 دبابة. وتوجد لهم أكثر من 500 وسيلة مدفعية قاذفة في خط الدفاع الأول. ولمصر يوجد أكثر من 1100 مدفعية وعدد مماثل من الدبابات. وقال عن الضربة الرادعة (صفحة 6) أن طاقم القيادة يرغب في ذلك (أي توجيه ضربة رادعة)، ولكنه، أي وزير الدفاع حتى لم يقترح الأمر على رئيسة الحكومة والقيادة لم تضغط بهذا الشأن. وعن خطتنا (في صفحة 7): «..نحن لا نعتمد على الضربة المانعة، والليلة الأولى (نتجه) لعملية الصد. في الجبهة المصرية ربما يستطيع سلاح الجو عمل شيء.. هو يستطيع أخذ دور في العملية. على الجبهة السورية لن يستطيع عمل أي شيء. وهكذا ففي الجبهة السورية يكون العمل للمدرعات الموجودة هناك.. خلال الليل وسلاح الجو ينضم صباح اليوم التالي.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:44 pm

    في الجبهة المصرية يكون ذلك للمدرعات وبمدى معين سلاح الجو، هكذا تتم تمضية الليلة الأولى».
    وتقضي الخطة في اليوم التالي بضرب المطارات وشبكات الصواريخ السورية إذا سمحت حالة الطقس بذلك. وحول قواتنا:
    «بالنسبة للمدرعات في سيناء توجد اليوم حوالي 300 دبابة. خلال يوم إضافي تصل ثلاثمئة أخرى, وبعد اليوم الثالث تصل ثلاثمئة دبابة أخرى. في الجولان توجد اليوم 150 دبابة وبالامكان أن تصل على دفعيتين دبابات أخرى: الأولى غدا ما بين ساعات الظهر وقبيل المساء 250 وحتى 300 دبابة وغدا 200 أخرى».
    وفي رده على أسئلة الوزراء يقول وزير الدفاع (صفحة 15 ـ 16) انه حسب رأيه، إذا حاول المصريون عبور القنال، فإن ذلك سيكون بمثابة مغامرة تامة من ناحيتهم، إذ انهم حتى لو أقاموا بعض الجسور وتقدمت بعض قواتهم بضعة كيلومترات الى الأمام، فإن قواتنا المدرعة ستدمرهم في النهاية ويوجد لدينا سلاح الجو أيضا. ومقابل ذلك، فإن الوضع أكثر تعقيدا في الجبهة السورية. فهناك توجد لنا تشكيلات بقوة أصغر ولا توجد عقبة القنال. وحتى إذا احتلوا بعض المستوطنات وأحرقوها (وعلى الرغم من أن النساء والأطفال ليسوا هناك)، فإن الأمر لا يشبه التقدم في رمال سيناء. ومع ذلك فإنني أقدر بأنهم لن ينجحوا. لا يوجد شعور بانهم سنجحون في تطبيق خططهم ولا حتى لليلة الأولى، بالتقدم 8 كيلومترات.
    الوزراء يسألون (في صفحة 9):
    الوزير كول: «من أين هذه المعلومات؟ هل المسألة ظهرت فقط اليوم؟ بالأمس لم نسمع عن ذلك قط. مثل هذه الأمور، عرفتها مخابراتنا مسبقا، وقمنا بالاستعداد للحرب».
    الوزير شمطوف يقترح الإعداد سياسيا لما قد يجري.
    الوزير بيرس: «الفكرة الأساسية التي سمعناها من وزير الدفاع هي أن اسرائيل ستوضح بقدر المستطاع بأننا هوجمنا ولم يكن أمامنا أي مفر، حتى لا يقال أننا قمنا بضربة رادعة أو كان (من طرفنا) أي استفزاز. كل خططنا الدفاعية واية خطة أخرى تسير وفقا لهذا المنطق».
    الوزير هليل يسأل وزير الدفاع إذا كان السوريون والمصريون يستطيعون التقدم، حسب تقديره، ازاء استخدام قوات الصد البرية عندنا.
    الوزير غليلي: هل تم عمل شيء ليفهم المصريون بأنهم لن يتمتعوا بعنصر المفاجأة؟
    الوزير شبيرا: (صفحة 11) «هل يوجد ضمان بأن لا يبكروا في عملياتهم؟ نحن نتوقع قدومهم مع بدء حلول الظلام، فماذا (سيحدث) لو أنهم بكرّوا؟» ويجيب وزير الدفاع على ذلك (صفحة 15) بأن سلاح الجو سينطلق للمراقبة في ساعات بعد الظهر لكي تتاح امكانية مجابهة مثل هذا التطور.
    وينشأ السؤال، هل نهاجم السوريين في حالة قيام المصريين بإطلاق النار؟ حول هذا السؤال دار في ما بعد نقاش خلال الجلسة، لم يتوقف إلا عندما أطلقت صفارة الإنذار ووصول الأنباء عن بدء هجوم العدو. ملحق«أ» إجراءات الموساد في بداية أكتوبر 35. السيد تسفي زمير، هو رئيس «الموساد» للمخابرات والمهمات الخاصة (جهاز المخابرات الخارجي في اسرائيل) منذ سنة 1968 (شهادة زمير صفحة 9 ـ 198). وقد حدد أمامنا وظيفة «الموساد» على النحو التالي: «اقامة علاقات من أجل موضوع جمع المعلومات.. بواسطة شبكة اتصالاته خارج البلاد» (شهادة زمير، صفحة 201). من الاطلاع على المواد الكثيرة ذات العلاقة في موضوعنا، والتي طرحت أمامنا، لمسنا كم هي انجازات الموساد بارزة في مجال جمع المعلومات من مصادر جيدة جدا، وانها كانت سببا في خلق مكانة عالية له في العالم. ازاء ذلك، لا يوجد للموساد، وفقا لما تطورت فيه الأمور، أي دور مركزي في مجال التقديرات الاستخبارية، وذلك باستثناء «الدول الريفية» (المقصود الدول المحيطة باسرائيل). رئيس الموساد يشارك من حين لآخر في اللقاءات التشاورية التي تدعو اليها رئيسة الوزراء، وكذلك يشارك كضيف في اجتماعات هيئة رئاسة أركان الجيش. المساهمة الأساسية للموساد في مجال التقدير تتم في قناتين: (الأولى) اقامة علاقات وثيقة مع شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش (والثانية) قناة اتصال مباشر مع رئيس الوزراء، الذي يفتح بابه له بشكل خاص ومباشر كون رئيس الوزراء هو المسؤول المباشر عن «الموساد». الاتصالات بين رئيسة الوزراء وبين رئيس الموساد كانت تتم مرة في الأسبوع أو الأسبوعين، وكان فيها زمير يقدم لرئيسة الحكومة تقريرا عن القضايا الأساسية التي يعنى فيها «الموساد»، وكان يحضر معه مواد تتعلق بالموضوع (زمير، صفحة 249/د). بالاضافة الى ذلك، كان يعطى تقرير تلفوني من الموساد الى العميد ليئور، السكرتير العسكري لرئيسة الوزراء، الذي كان يستطيع الدخول اليها في كل وقت ((شهادة) رئيسة الحكومة صفحة 4464). وقد كانت المحادثات الهاتفية تتم مرتين ثلاثا في اليوم بين زمير والعميد ليئور (شهادة السيد عيني صفحة 1093). وكانت رئيسة الوزراء تتلقى التقارير من الموساد مكتوبة خطيا. وقد جرى تأمين تلك الوثائق لها التي أعدت سلفا «للتوزيع العالي»، حسب شهادة زمير (صفحة 202) – «في أساسها... مواد خام، أي «المعلومات التي حصلت عليها واعتقد بأن هناك طعما لأن تصل الى رئيسة الوزراء ووزير الدفاع، هذا ما يسمى عندنا التوزيع العالي»، بهدف قراءة المادة الخام كما وصلت الينا في الأصل بشكل مباشر». لم تكن تعليمات خطية بالنسبة للمواد التي يجب تحويلها الى رئيسة الحكومة (زمير، صفحة 249/ب، ليئور صفحة 529).
    36. في موضوع توزيع تلك المواد شهد السيد عيني (صفحة 1074)، بأن الموساد كان يحول المواد الى مكتب رئيس الموساد لكي يراه وأيضا لكي يقرر في ما إذا كان من الضروري أن يوزع بالتوزيع «العالي». فقد أعطى رئيس الموساد التعليمات للسيد عيني بأنه هو الذي يقرر (أي رئيس الموساد)، باستثناء الأنباء التي كانت تصل الى رئيسة الوزراء بشكل ثابت. وقدم السيد عيني ملاحظة (صفحة 1095)، ان هناك ملفا أسبوعيا يرسله الموساد اليه، وهو يضع عليه العلامات والتوصيات بأن تذهب تلك المواد الى رئيسة الحكومة. فعندما يجد رئيس الموساد الوقت يمر عليها ويصادق على التوصية. بالنسبة للوقت الذي يستغرقه نقل المعلومات، قال عيني ان المواد تذهب للعميد ليئور، بعد يوم أو نصف يوم (1073)، وقسم منها غير قليل ينقل بعد يوم أو يومين وفي بعض المرات 5 ـ 6 أيام، بعدما كان قد صار منتشرا لدى «أمان» (شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي) (صفحة 1096). وشهدت رئيسة الحكومة بأنها تقرأ مواد استخبارية كثيرة (صفحة 1096) وانها كانت قد طلبت من رئيس الموساد أن يحول لها أية مادة يرى ان من الضروري أن تصل اليها كمادة خام (صفحة 4462 ـ 3 والأمر نفسه يفهم من الملاحق الموجودة في وثيقة البينات رقم 57/أ، والوثيقة رقم 57/أ الملحق «أ»). وقال رئيس الموساد ايضا في شهادته «أنا أريد القول انني أعتقد أنا أيضا بأن رئيسة الحكومة افترضت بأنني اجلب اليها كل موضوع أعتقد بأنه يجب اشغالها به فيما يتعلق بالمعلومات» (شهادة زمير صفحة 249/ ه). إلا انه حسب رأينا، هذه القيود على نقل المعلومات لم تحدد بما يكفي من العينية. نحن نوصي أن تحدد التعليمات بشكل واضح ومفصل ما هو نوع المواد التي ينبغي على الموساد أن يرسلها مباشرة الى اطلاع رئيسة الحكومة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:45 pm

    حسب أقوال العميد ليئور في شهادته، «كانت رئيسة الوزراء تستخدم رئيس الموساد لأغراضها الذاتية، حتى تلمس بشكل أكبر ما الذي يجري هنا... في بعض المرات تقول: من فضلك يا ليئور، أليس من الأفضل أن نجري تقويما أكثر دقة، ولكن رئيس الموساد لم يأت ليحل محل رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (صفحة 516). وردا على سؤال أعضاء اللجنة (لجنة التحقيق)، أكد العميد ليئور بأن الموساد كان يحول المواد الخام (من المعلومات)مباشرة الى رئيسة الحكومة من دون علاقة إذا كانت قد طلبت ذلك منه.
    وقد قال زمير انه لم يكن بالامكان تحويل كل المواد الى رئيسة الوزراء، لأنها لم تكن قادرة على السيطرة عليها (صفحة 908). المقياس الذي حدده زمير لنفسه كان «أن نحضر لها المواد التي تتضمن رافعة لأمر ملفت النظر» (صفحة 249). وسأعطي مثلا. إذا قرأت خبرا فيه معلومات جديدة ومختلفة عن الواقع الحالي، إذا ورد خبر سياسي عن ان بريطانيا تنوي بيع قطع أسلحة ما في الشرق الأوسط، وحتى لو لم تكن تلك أسلحة تستطيع فيها أن تحدث انقلابا على العالم، أنا أحول الخبر الى رئيسة الحكومة (249).
    الهدف من تحويل المعلومات بالمواد الخام في التوزيع العالي الى رئيسة الحكومة ووزير الدفاع وفي بعض الأحيان لوزراء آخرين، كان حسب شهادة السيد زمير (صفحة 249/د)، لفت أنظارهم الى حقائق تستحق الانتباه وبعضها يستحق الفحص. وتم ذلك من دون أن يكون في مقدوره القول بأن المعلومات دقيقة فعلا وتعكس واقع التطورات الفعلية. ومع ذلك، فإنه في موضوع مثل التدريب (الذي غطت به قوات الجيش المصري استعدادها للهجوم) ـ «عندما قامت شعبة الاستخبارات العسكرية بتوزيع نشرتها المتضمنة هذه المعلومات، ونرى ان الموضوع بحث مرات ومرات في هذا السياق ولم تكن هذه الخبرية الأولى، ففي الموساد لا ينشر الخبر بشكل أوتومتيكي» (صفحة 246). السيد زمير ينطلق من منطلق المعرفة بأن رئيسة الحكومة تتلقى المعلومات من المواد التي توزعها شعبة الاستخبارات أو من التقارير التي ترسل حولها. وبخصوص تحويل المواد من الموساد الى رئيسة الحكومة، أدلى السيد عيني بشهادة قال فيها ان المعلومات لا تنقل بهدف العمل بل بهدف المعرفة فحسب (صفحة 1074). «المعايير التي سادت يومها هي أننا نحول الى رئيسة الوزراء مواد يعتقد رئيس الموساد بأنها قد تهمها شخصيا وليس لأنها يمكن أن تؤثر على شيء عملي» (صفحة 1074)... والمواد التي يعتقد الموساد بأنها يجب ان تقرأها كمادة خام وليس كما تحولها اليها شعبة الاستخبارات العسكرية للجيش، بعد عملية تحرير لديها (صفحة 1094).
    ولكن كانت هناك مصادر معلومات، حرصت رئيسة الحكومة على طلب أن تقرأ بنفسها كل ما يصل منها، فكان يتم تحويل هذه المواد بشكل أوتوماتيكي الى رئيسة الحكومة (عيني صفحة 1099).
    لم يكن هناك خلاف على انه لم تكن لرئيس الموساد أية مشاكل في الوصول الى مكتب رئيسة الحكومة (هذا ما جاء في شهادات رئيسة الوزراء (صفحة 4460) والعميد ليئور (509)، وكذلك زمير (217) الذي قال: «استطعت رؤيتها متى شئت»).
    37. مع الأخذ بالاعتبار ان هناك توترا في علاقات العمل، توصلنا الى الاستنتاج بأنه في حادثين مهمين، في مطلع أكتوبر، لم يستغل السيد زمير كما يجب امكاناته في جلب معلومات أمام رئيسة الحكومة:
    أ. الخبر من يوم 30.9 (30 سبتمبر/ أيلول) وفيه انذار بان هجوما سينفذ ضد اسرائيل في الأول من أكتوبر، وصل بداية الى الموساد ومن هناك جرى تحويله الى الاستخبارات العسكرية، وتم التعاطي معه بالطرق العادية المذكورة أعلاه، (لقد وزعت الوثيقة بالتوزيع العادي، أي الى شعبة الاستخبارات العسكرية والى العناصر ذات الشأن في الموساد ولم يرسل الى وزير الدفاع ورئيسة الحكومة(زمير صفحة 378)). السيد زمير برر أمامنا تصرف الموساد بعدم اعطاء الخبر الى ديوان رئيسة الوزراء قائلا انه أراد أولا أن يفحص ما إذا كان الخبر صحيحا (زمير، صفحة 7 ـ 906).
    خلال الاستيضاح المذكور اعلاه وصلت اخبارية أخرى في 2 أكتوبر، أصر فيها «المصدر» على رأيه بأن اسرائيل سوف تهاجم، بل أضاف أن العملية ستبدأ بتدريب ثم تتحول الى هجوم فعلي. هذه البرقية أيضا لم تحول الى رئيسة الوزراء (أنظر أيضا في البند 63).
    في 3 أكتوبر (عيني صفحة 1093)، جرى بحث في الموساد تمت فيه مناقشة هذه المعلومات. السيد زمير قدم ملاحظة قال فيها ان ((«..ـ ـ..»)) بلبلة (في اسرائيل) ما بين التمرين والحرب. انه لم يعر هذه الاخبارية ((«.. ـ ـ ..»)) أهمية من الدرجة الأولى، وذلك بدافع التقديرات في شعبة الاستخبارات العسكرية حيث يعرفون الرجل وبدافع التناقضات الواردة في كلامه. ((«.. ـ ـ ..») (زمير صفحة 919). وقال العميد ليئور في شهادته بأن هذه المعلومات لم تصل اليه (صفحة 2530 وثيقة البينات رقم 57/أ – الملاحق – سؤال رقم 2)، ومن هنا فلم تصل الى القائم بأعمال رئيسة الحكومة في فترة غيابها في الخارج (شهادة الوزير ألون (الذي حل محل غولدا مئير في غيابها) في صفحة 5110)، ولا لرئيسة الوزراء لدى عودتها الى البلاد (صفحة 2 ـ4461). وقالت رئيسة الوزراء في شهادتها حول هذه القصة: «أنا أعتقد أنه كان يجب أن أحصل على هذه الاخبارية من ذلك المصدر لأنه مصدر جيد» (صفحة 4463).
    وفسر اللواء ليئور الفرق ما بين اعطاء المعلومات مباشرة من الموساد الى رئيسة الحكومة وبين ارسالها ضمن حزمة الأخبار الصادرة عن شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش، فأضاف في شهادته: «... رئيسة الوزراء أصبحت تعرف «المصادر» على اختلافهم. تسأل عنهم وتهتم بهم. هذه الإخبارية ضاعت بين أخبار أخرى عندما وصلت ضمن النشرة. فلو كانت هذه المعلومة وصلت الى يدي، لما كنت أتردد في أن استقل الطائرة وأطير الى نائب رئيسة الحكومة حاملا إياها اليه. فهذا أمر مختلف عن خبر في نشرة يظهر فيها ان هناك تدريبا .. فما بين الأخبار الأخرى العديدة الموجودة ضاع هذا الخبر» (صفحة 530).
    حسب رأينا، ربما كان بمقدور السيد زمير أن يفترض بأن الخبر سيدخل في نشرة شعبة الاستخبارات العسكرية، وبهذه الطريقة تصل ايضا الى رئيسة الحكومة («من المؤكد انه عن طريق (دائرة) التجميع، ف (دائرة) التجميع أصدرت هذه النشرة. وشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش أصدرت نشرة حول هذا») (زمير صفحة 1920). لكن الحديث هنا يجري عن خبر انذاري ومما لا شك فيه انه كان من الواجب جلبه أمام رئيسة الحكومة بشكل مباشر. بالإضافة الى ذلك، فإنه بسبب وجود شكوك حول صحة هذا الخبر بالذات، كان من الضروري أن يجلب الى رئيسة الحكومة لكي يتاح لها أن تبلور موقفا من الموضوع.
    * (في الحلقة القادمة: من هو جهاز «الموساد» وما هي أفعاله؟!)
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:45 pm

    الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الحادي عشرة) ـ «الشرق الأوسط» تواصل كشف الوثائق السرية الحربية الإسرائيلية

    فرقة خاصة في «الموساد» مهمتها زرع أجهزة تنصت في الدول العربية * جهاز «الموساد» يكسب سمعته العالمية من عمليات الخطف والاغتيالات العديدة

    تل أبيب: نظير مجلي
    «الموساد»، الذي أظهرته لجنة أغرنات «بطلا»، في الحلقة الماضية والحلقة الحالية من تقرير لجنة أغرنات، هو أهم وأكبر وأغنى جهاز أمني اسرائيلي بعد الجيش من مجموع الأجهزة الأمنية الستة العاملة في اسرائيل اليوم. ومع انه لم يسلم من انتقادات لجنة أغرنات، إلا انه سجل لنفسه عدة انجازات في طريق تحذير الحكومة من احتمال شن حرب سورية مصرية مشتركة.
    فهو الجهاز الذي جلب المعلومات عن الإعداد لهذه الحرب، خصوصا في الطرف الرسمي من الحدود، وهو الذي جند الجواسيس الذين أعطوا انذارات دقيقة عن الحرب وموعدها الدقيق (يوم 6 أكتوبر)، وهو الذي نظم عملية خطف طائرة «ميج 21» عراقية الى اسرائيل وبذلك تعرفوا على أسرار أهم طائرة سوفييتية حديثة في ذلك الوقت. وحتى عندما ارتكب أخطاء، حظي بدعم الحكومة له. ولجنة أغرنات نفسها تعاملت معه بنفس الدلال وأبدت تفهما لأخطائه، كما سنرى لاحقا في تقريرها.
    وقبل متابعة النشر حول التقرير، لا بد من التعرف على هذا الجهاز وتاريخه واهتماماته، من خلال الاستعراض التالي لتركيبته وعملياته البارزة.
    تأسس جهاز «الموساد» رسميا في سنة 1949، ولكنه كان قد بدأ العمل غير الرسمي قبل عشرات السنين من قيام اسرائيل. فقد أقام كل تنظيم صهيوني يومها («الهاجناة»، «الاتسل»، «ليحي»، «بلماح») وغيرها.. وحدة استخبارات في صفوفه. وتدرب بعضهم في الجيش البريطاني، وجاءوا الى فلسطين ونشطوا لتطوير الجهاز الاستخباري. وأصبح بعض أفراد هذه الوحدة من الشخصيات العسكرية البارزة في اسرائيل لاحقا، في اجهزة المخابرات أو في القيادات العامة.
    وعند قيام اسرائيل كانت هناك عدة أجهزة استخبارية منتشرة في الجيش والشرطة وبشكل مستقل، ونتيجة لهذا الانتشار الواسع بدأت تدب الفوضى وتتضارب المصالح في هذه الأجهزة. فاستدعى رئيس الوزراء دافيد بن غوريون، اليه مستشاره رؤوبين شيلواح، وأبلغه بأنه سيحمله مسؤولية توحيد جميع الأجهزة الاستخبارية في اسرائيل تحت سقف واحد واتفق على أن يكون «الموساد» مسؤولا عن جميع الأجهزة الأخرى: المخابرات العامة الداخلية، والمخابرات الخارجية، والمخابرات المهتمة بالسياسات الخارجية، والمخابرات العاملة على جلب اليهود من الخارج (من دول الاتحاد السوفييتي والدول العربية بشكل خاص) وغيرها. ثم عينه رئيسا لكل هذه الأجهزة.
    إلا أن هذه الوحدة تحت سقف «الموساد» لم تدم طويلا وعادت الحكومة لتحدث تراجعا في وزن «الموساد» وتقليص صلاحياته، عندما تم اخراج «المخابرات العامة» («الشين بيت» ثم «الشاباك»)، وتقلص في العقدين الأخيرين ليقتصر نشاطه على الخارج وتنشق عنه جميع أجهزة المخابرات الأخرى.
    في الشعار الأساسي لجهاز «الموساد» نقشت جملة من «التلمود»، أي التعاليم الدينية اليهودية تقول: «من دون أحابيل، يسقط الشعب».
    ويتألف هذا الجهاز اليوم من خمس دوائر عمل أساسية، لكل دائرة رئيس ويشكل فيه الرؤساء ادارة عامة تحت قيادة اللواء الذي يرأسه. ويرأس الجهاز اليوم الجنرال مئير دغان، الذي عينه رئيس الوزراء السابق، أرئيل شارون، وكان من المفروض أن ينهي دورته في هذه السنة، إلا ان ايهود أولمرت، رئيس الوزراء الحالي، طلب منه أن يمدد لسنة اخرى. وأما الدوائر الأساسية فهي: دائرة «تيفيل» (وتعني بالعبرية «الكرة الأرضية»): وهي المسؤولة عن العلاقات الرسمية مع أجهزة الأمن في الدول الأخرى التي تقيم اسرائيل علاقات دبلوماسية معها. ومن خلال هذه الدائرة ترسم الخطط وتحاك الحبائل، وتعقد الصفقات العديدة.
    دائرة «تسومت» (مفترق طرق): وهي المسؤولة عن جمع المعلومات وتفعيل العملاء في كل مكان في العالم، ومن مهماتها أيضا اقامة علاقات مع أنظمة حكم وأجهزة مخابرات أو أشخاص في الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.
    دائرة «متسادا» (على اسم قلعة مسادا، المعروفة بالتاريخ اليهودي على انها القلعة التي كانت آخر معقل دافع عنه اليهود في دولتهم التاريخية فلما شعروا بأنهم خسروا المعركة قرروا الانتحار الجماعي لكي لا يسلموا أنفسهم للعدو): وهي الدائرة التي كانت تعرف باسم «قيسارية» (على اسم المدينة التاريخية) وهي المسؤولة عن العمليات التنفيذية، أي الاغتيالات وعمليات الخطف.
    دائرة «نبيعوت» (منابع): وهي المسؤولة عن جمع المعلومات بالوسائل الإلكترونية، مثل أجهزة التنصت والتصوير وغرس آلات تنصت في «أرض العدو» أو أي مكان آخر في العالم.
    دائرة المعلومات: وهي الدائرة التي ترصد المعلومات وتحلل المعطيات وتجري الأبحاث وتقدم التقديرات القريبة والاستراتيجية.
    جهاز عالمي
    * لقد حرصت اسرائيل على تفعيل هذا الجهاز لمصالحها الأمنية في البداية، لكنها أدركت سريعا أهمية التعاون مع أجهزة مخابرات غربية أخرى في العالم وتقديم المعلومات لها لكي تعزز مكانة الدولة العبرية لدى تلك الدول وتقيم معها علاقات مصالح متبادلة تعود عليها بالفائدة في الحسابات البعيدة المدى. ولهذا، فإن نشاط «الموساد» بمعظمه بقي سرا أمنيا خطيرا وميزانيته تعتبر سرا حتى على وزارة المالية الاسرائيلية. والتصديق عليها يتم بشكل عمومي بحيث لا يعرف أحد من خارج الجهاز كيف تصرف. وقد فشلت كل محاولات المراقبة عليه. والى ما قبل بضع سنوات، كان هذا الجهاز خاضعا لمسؤولية رئيس الحكومة بشكل مباشر، وفقط في الحكومة الحالية نقلت الى وزير مسؤول عن الأمن الاستراتيجي، والوزير الذي حظي بهذه المسؤولية هو مئير شطريت، وزير الاسكان. ولكن ليس بصفته وزيرا للاسكان.
    أفضل وسيلة للتعرف على أهداف هذا الجهاز واهتماماته وطريقة تفكير قادته هي في استذكار بعض اهم وأبرز العمليات التي قام بها «الموساد» ونشرت على الملأ (نشرت بغالبيتها بمبادرات خارجية، صحفية أو غير ذلك). ومن هذه العمليات نذكر:
    في سنة 1956، حصل «الموساد» على نص الخطاب السري الذي ألقاه الأمين العام للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي، نيكيتا خروتشوف، أمام مندوبي المؤتمر العشرين للحزب، والذي ألقى فيه الاتهامات الخطيرة على الأمين العام السابق، جوزيف ستالين، بارتكاب جرائم القتل الجماعية ضد أعضاء وقادة من الحزب وضد مجموعات سكانية وبالممارسات القمعية الأخرى. فقد أوصل الخطاب الى اسرائيل الصحافي فكتور غرايبسكي، بواسطة مندوب «الموساد» في السفارة الاسرائيلية في وارسو. وكانت المخابرات الغربية قد حاولت الحصول على هذا الخطاب ففشلت، وفي أحسن الأحوال تمكنت من معرفة بعض الجمل منه، وقامت اسرائيل بتسليم نص الخطاب الى عدة دول غربية. وأدى الأمر الى ارتفاع مكانة «الموساد» في دول العالم، مما اعتبر فاتحة الطريق الى التعاون الدولي معه. ويشار هنا الى ان أوساطا استخبارية وصحافية في اسرائيل عممت اشاعة يومها بأن قادة الحزب الشيوعي الاسرائيلي الذين حضروا ذلك المؤتمر هم الذين نقلوا نص الخطاب الى اسرائيل، وتسبب ذلك في بعض الاشكالات بين الاتحاد السوفييتي والحزب الشيوعي الاسرائيلي، ولكن الحقيقة نشرت بعد حوالي ثلاثين عاما في اسرائيل.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:45 pm

    وفي 21 مايو (أيار) 1960، وبعد مطاردات بوليسية طويلة، تمكن عملاء «الموساد» من القاء القبض على رئيس الدائرة اليهودية في الجيش الألماني النازي، أدولف آيخمان، وخطفه من الأرجنتين الى اسرائيل. وأجريت له محاكمة بتهمة المسؤولية عن ابادة ملايين اليهود في المحرقة النازية، وحكم عليه بالاعدام، ونفذ الحكم فيه شنقا سنة 1962، وكانت تلك عملية الاعدام الوحيدة في اسرائيل بشكل رسمي. وقد اعتبرت هذه العملية رافعة لمعنويات الاسرائيليين واليهود في العالم، إذ تمكنوا من الانتقام.
    وفي سنة 1962، أعلنت مصر عن تمكنها من صنع صواريخ مصرية بعيدة المدى قادرة على اصابة هدف في جنوب بيروت. وفي الاحتفالات بذكرى الثورة المصرية عرضت هذه الصواريخ. وما هي إلا بضعة شهور حتى كان مهندسان ألمانيان يشكوان من أن عملاء «الموساد» الاسرائيلي يمارسون الضغوط والتهديدات عليهما ليمتنعا عن زيارة مصر. وتبين لاحقا بأن الضغط مورس عليهما من خلال ابنة أحدهما التي اختطفت في احدى الدول الأوروبية، وقيل لها يومها بصراحة بأن والدها يصنع للمصريين صواريخ تستهدف القضاء على اسرائيل وطلبوا منها أن تحاول اقناعه بالكف عن ذلك. وقد ألقي القبض على عميلي «الموساد» اللذين نفذا العملية في سويسرا.
    في سنة 1966، سجل «الموساد» لنفسه انجازا خارقا على المستوى الدولي، إذ تمكن من تجنيد طيار عراقي ليسرق طائرة «ميج 21» السوفييتية ويهرب بها الى اسرائيل. ودعت اسرائيل خبراء العديد من دول الغرب للحضور الى اسرائيل والتعرف على أسرار هذه الطائرة، التي كانت مجهولة للغرب تماما وجميع أجهزته التجسسية تسعى لمعرفة أية معلومة عنها.
    في سنة 1972، قامت مجموعة من المسلحين الفلسطينيين المغامرين بخطف الرياضيين الاسرائيليين في أولمبياد ميونخ في ألمانيا. وجرى اشتباك بينهم وبين رجال الأمن الألمان وقتل 11 رياضيا اسرائيليا. وانتهت القضية بخروج المسلحين مقابل تحرير الرهائن. وقد اتخذ «الموساد» قرارا بتصفية جميع المسلحين. وراحت تلاحقهم فردا فردا وتمكنت من تصفية معظمهم في غضون سبع سنوات. وخلال هذه العملية تم قتل العديد من الأبرياء أيضا.
    في سنة 1973 انتشرت خلية من موظفي «الموساد» الاسرائيليين في لبنان وأعد افرادها لسلسلة عمليات تصفية لقادة فلسطينيين، فحضرت قوات كبيرة من الوحدات الخاصة الاسرائيلية بقيادة ايهود باراك (الذي اصبح رئيسا لأركان الجيش فيما بعد ثم رئيسا للحكومة الاسرائيلية) وأمنون لفكين شاحك (الذي اصبح رئيسا لأركان الجيش ثم وزيرا في حكومة باراك وقاد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين)، وتم انزالها على شواطئ بيروت وصيدا. وكان بانتظار القوة في بيروت وصيدا عملاء «الموساد»، الذين كانوا قد وصلوا وتمركزوا في لبنان عدة أسابيع وأعدوا لهم كل ما يلزم للوصول الى أهدافهم. وقد اغتالت هذه القوة كلا من محمد يوسف النجار، نائب القائد العام للثورة الفلسطينية، وكمال ناصر، الناطق بلسان منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت، وكمال عدوان، رئيس الجناح الغربي، وهو وحدة العمليات الفدائية في الداخل، وحوالي 20 شخصية فدائية أخرى.
    في سنة 1976 قام «الموساد» بإعداد الأرضية المناسبة في أوغندا، بما في ذلك رشوة العديد من كبار المسؤولين في الدولة وقادة الأجهزة الأمنية هناك، من أجل استقدام قوات الكوماندو الإسرائيلية لتحرير الرهائن الاسرائيليين من طائرة خطفها الفلسطينيون. وتم تحرير الرهائن فعلا.
    في سنة 1978، تم اغتيال وديع حداد، أحد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بواسطة تسميمه بالسم البيولوجي.
    في سنة 1986 قام عملاء «الموساد» بخطف مردخاي فعنونو، العامل السابق في الفرن الذري الاسرائيلي الذي كان على وشك نشر تقرير عن التسلح النووي الاسرائيلي وعن الفرن في ديمونا، في صحيفة «ساندي تايمز» البريطانية. وجلب من روما الى اسرائيل حيث اعتقل وحكم عليه بالسجن 18 عاما، وهو يعيش اليوم في القدس العربية ولا يسمح له بالمغادرة ولا بالحديث الى الصحافة الأجنبية.
    في سنة 1995، اغتال «الموساد» في مالطا، فتحي شقاقي، قائد الجناح العسكري في منظمة «الجهاد الاسلامي في فلسطين». وهناك عمليات عديدة فشل «الموساد» فيها وتسبب في فضائح دولية وأزمات دبلوماسية لاسرائيل، مثل محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن، وهو الذي كان رئيس الدائرة السياسية في حركة «حماس»، ومحاولة فاشلة أخرى لخطف نائب وزير الدفاع الايراني، مجيد عبسفور، في فينا، والتجسس على الولايات المتحدة بواسطة الجاسوس جونثان بولارد، والعمليات التي ضبطت في سويسرا واستراليا ونيوزيلاندا، وهي دول اكتشفت ان «الموساد» يزيف جوازات سفرها ليستخدمها عملاء اسرائيليون في خدمة الجهاز... وغيرها الكثير.
    الحلقة الجديدة من التقرير
    * في الحلقة الجديدة من التقرير، فيما يلي، تتوصل اللجنة الى القناعة بأن «الموساد» أخطأ هو الآخر في التقديرات الحربية ولم يدرك أن الحديث جار عن حرب مصرية ـ سورية مشتركة، ولم يتعامل مع الأنباء والمعلومات بشكل صحيح، بل لم يسع لبذل جهد ملائم لخطورة البلاغ حتى تعرف رئيسة الوزراء، غولدا مئير، تفاصيل البلاغ.
    ولكن في نهاية هذه الحلقة من التقرير نرى ان اللجنة تبدو متسامحة بشكل خاص مع «الموساد»، فتقول ان خطأه هذا يندرج في باب الأخطاء الانسانية التي يقع فيها أي جهاز آخر مثل «الموساد». 38. ب ـ في الليلة الواقعة ما بين يومي الخميس والجمعة 4-5 أكتوبر، في الساعة 2:30 وصل خبر كان من المتوقع، بموجبه، أن يصل خبر آخر مكمل ـ خلال يوم ـ ومن الخبر الأولي كان واضحا بأن الحديث يجري عن انذار بالحرب (زمير صفحة 819). لقد وصل الخبر الأولي بداية الى السيد عيني، الذي شهد بهذا الشأن (صفحة 1064): «كان يبدو لي .. مهما جدا. لقد أدركت عندها أن هذا انذار بحرب. لم يسبق أن كان لنا (شيء) كهذا». وأضاف السيد عيني (صفحة 1065) انه بسبب الادراك بأن (هذا الخبر) انذار بأن حربا ستقع، قرر أن يوقظ رئيس الموساد وأن لا ينتظر حتى الصباح. اتصل هاتفيا بالسيد زمير، ثم عاد واتصل به بعد نصف ساعة تقريبا. هذه المرة أخبره السيد زمير بأن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اتصل به وأبلغه عن استعداد عائلات المستشارين الروس مغادرة سورية. فأجاب السيد عيني بأن هذا الخبر ينسجم جيدا مع التقرير الذي بحوزته، وعندها اتضح له (أي للسيد عيني) بأنه في محادثته الأولى شعر بأن رئيس الموساد لم يفهم جيدا بأن الحديث يدور عن انذار بالحرب. وعندما شرح له السيد عيني الأمر، أجاب رئيس الموساد بأنه سيهاتف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية مرة أخرى ويبلغه بذلك (صفحة 1068). وقال واتصل السيد عيني في ساعات الصباح مع العميد ليئور فقيل له أنه موجود في جلسة الحكومة. فترك له السيد عيني رسالة طالبا أن يتصل به. وفي ساعة قبل الظهر اتصل به العميد ليئور وروى له أن بحثا جرى في الحكومة استمعت رئيسة الحكومة خلاله الى تقرير من وزير الدفاع حول هذا الخبر (عيني ـ صفحة 1075). واضاف السيد عيني بأن رئيسة الحكومة لم تكن معتادة على سماع أمر كهذا من وزير الدفاع، فقدم العميد ليئور ملاحظة قال فيها للسيد عيني انه كان من الأفضل له لو أنه استدعاه الى الهاتف حتى لو كان ذلك في وقت جلسة الحكومة (صفحة 1076). وردا على أسئلة أعضاء لجنة التحقيق، حول ما إذا كانت رئيسة الحكومة تعرف ما هي الرسالة (الثانية) الاستكمالية التي ينتظرها رئيس الموساد، أجاب عيني: «نعم، كان واضحا لي أنهم يعرفون.. كان واضحا لي بأن ليئور يعرف كل شيء» (صفحة 1076). بيد ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أبلغ الخبر في المشاورات التي جرت في اليوم نفسه (أنظر لاحقا).
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:46 pm

    وحول الامتناع عن ابلاغ رئيسة الحكومة بالنبأ حال تسلمها، لاحظ السيد عيني بأن هناك ترتيبا ثابتا يوجب ايصال أخبار من هذا القبيل الى رئيسة الحكومة، «أي انه عندما يصل الى مكتب رئيس الموساد (خبر كهذا)، فالمكتب أو المسؤولة (فيه) تقوم بإرساله الى التوزيع العالي.. ولكن مثل هذا الأمر قد يستغرق بضع ساعات. على أية حال فإنني لم أفكر في أية مرة بأن أوقظ يسرائيل ليئور في الليل حتى أمرر له أخبارا من هذا الطراز، بوصفي أعرف انه ليس القناة التي تعالج خبرا كهذا» (صفحة 1075 ـ 1076).
    في قضية نقل الخبر من السيد زمير الى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش، بدت اختلافات معينة في شهادتيهما. السيد زمير قال انه تمت محادثتان، بينما رئيس الاسخبارات العسكرية قال انه لا يذكر إن كانت محادثة أو اثنتين. وازاء ذلك، ادعى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بأن المحادثة الأولى (وعمليا هي المحادثة الوحيدة التي يذكرها بوضوح)، كانت بمبادرته هو إذ انه هو الذي اتصل مع السيد زمير (شهادة الجنرال زعيرا صفحة 995 و 966 ). السيد زمير لا يذكر ولكنه أيضا لا ينفي ذلك. وحسب وصف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، فإنه روى لزمير حول الخبر بخصوص اخلاء مهرول لعائلات الروس. والسيد زمير روى من جهته لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أقوال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بعدئذ (صفحة 996)، بينما زمير لا يذكر إن كانت قبلئذ أو بعدئذ) حول الخبر وحول توقعاته باستكمال الابلاغ (شهادة زمير صفحة 803). حسب أقوال السيد زمير، فإنه أضاف بأن المسالة هي مسألة حرب. وكما قال: «.. انها حرب. لا يوجد عندنا مجال واسع لأن (التلميح) ليس ازاء مجال بلimminent .. (وشيكة الوقوع). بينما ايلي (زعيرا) قال: هذه حرب». (صفحة 245). بالمقابل، شهد الجنرال زعيرا أمامنا بأن رئيس الموساد قال له بأنه سيحصل على الخبر المكمل خلال يوم واحد وبأنه، أي زعيرا، طلب أن يبلغه زمير بأقصى السرعة في حالة كان الخبر المكمل يتعلق بحرب. وقد ادعى بأنه لم يعرف من الخبر الأول ان الحديث جار عن حرب. «هذه أول مرة أسمع فيها فقط هنا مثل هذا الأمر «يقول رئيس الموساد) (صفحة 698)».. انذار بالحرب، الآن فقط أفهم هذا، فقط هنا، لأول مرة.. (صفحة 969)، ثم يضيف لاحقا: «في الحقيقة انني لم أفهم أبدا بأن ذلك لم يكن (خبرا) عاديا»، (صفحة 972).
    وسأل أحد أعضاء اللجنة (لجنة التحقيق)، حول أقوال الجنرال زعيرا في المشاورات التي جرت لدى رئيسة الحكومة في 5 أكتوبر قبل الظهر، من أن زمير ينتظر بشكل طارئ خبرا حول الانذار (بالحرب) («تسفيكا سيبلغ بالأمور الهامة في هذه الليلة» (وثيقة البينات رقم 57)، فأجاب الجنرال زعيرا: «ربما يكون تسفيكا قال لي شيئا ما بهذا الخصوص» (صفحة 976) وأضاف مفسرا: «أنا فهمت ذلك (الخبر) على انه انذار. ليس كشيء مؤكد. ليس كشيء وشيك الوقوع. ليس واضحا. وانطباعي بأن هذا الواقع ساد أيضا في الموساد، حيث ان الموساد لم ينقل الى شعبة الاستخبارات العسكرية أية كلمة بشكل منظم في هذا الموضوع..» (صفحة 994).
    حسب أقوال كليهما، اتفقا فيما بينهما على أن يبلغ زمير حالما تصل اليه المعلومات حول الحرب في يوم الجمعة. وقد شهد عيني بهذا الخصوص «.. عندما التقيته (زمير) في الصباح قال لي.. بأنه تكلم مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية حول الانذار .. وقد طلب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أن ينقل الموساد اليه شخصيا ما يصل اليه من معلومات حول موضوع اشتعال الحرب، في اية ساعة كانت. ومن هنا فقد طلب مني رئيس الموساد أنه حالما أعرف منه تفاصيل.. ذات أهمية حول نشوب حرب أن أتصل أيضا مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وهو الأمر الذي لم أفعله في السابق أية مرة، وان أبلغه بالتفاصيل وهو في بيته ليلا» (صفحة 1069).
    39. حسب رأينا، لا حاجة للحسم بين مختلف الروايات. فمن الشهادات، اضافة الى الأقوال التي ذكرت في المشاورات لدى رئيسة الحكومة، يتضح انه كانت لدى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ما يكفي من المعلومات حول باطن الأمور، حتى يتعاطى معها بشكل جدي (أنظر أيضا لاحقا). بالمقابل فقد كان الأمر الذي وجهه زمير الى السيد عيني بأن يبلغ العميد ليئور بالموضوع، اعتباطيا أكثر من اللازم ولم يكن فيه ما يكفي لأن يضمن وصول المعلومة بخصوص هذا الأمر غير العادي الى رئيسة الحكومة. ولو كان هناك تقدير أكثر صحة، لكان السيد زمير، بالاضافة الى معالجته الموضوع في ذلك الصباح، اتصل بنفسه الى رئيسة الحكومة وأبلغها بأقصى ما يمكن من الدقة ما جاء في الخبر الذي تلقاه. ففي تقدير (مثل هذا) الموقف، يوجد مركّب الإحساس المرهف. وليس من المستبعد أن يكون الابلاغ المباشر عن خبر كهذا، قادرا على التأثير على الرأي الذي بلورته رئيسة الحكومة لنفسها خلال الساعات الأربع والعشرين التي سبقت الانذار النهائي في صبيحة يوم الغفران.
    حول هذه القضية شهدت السيدة مئير (رئيسة الحكومة، غولدا مئير) عن نفسها (بالقول): «.. أن أقول الآن ماذا كان ممكنا أن يكون ردي في صبيحة يوم الجمعة لو أنني عرفت ما هو مضمون المحادثة ولو أنه أخبرني بالاضافة الى التجديد بشأن عائلات الروس، فربما كان سيضاف الى شيء ما. لكنني لا أريد أن أقول هذا بثقة كاملة الآن» (صفحة 4459). هذه الأقوال مقبولة علينا أيضا. لقد فسر السيد زمير تصرفه بالقول ان الإنذار الذي تلقاه لم يحدد تاريخ الهجوم: «لو كان هناك (في البلاغ) تاريخ، ما كان هناك أي شك في أنني لم أنتظر لحظة.. لم يكن واضحا لي انها (الحرب) في 6 أكتوبر أو 12» (زمير صفحة 817).
    هذا التفسير غير مقبول علينا. فقد كانت تلك فترة مشوبة بالتوتر وانعدام الوضوح، وحتى تقديرات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بأنه لن تنشب حرب، بدأت تتزعزع وذلك على اثر وصول الخبر عن مغادرة الروس، والذي سمعه السيد زمير من فم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الليل. حسب راينا، وقع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس الموساد في الخطأ نفسه في التفكير، وذلك من حيث انهما كانا وهما على أهبة الاستعداد لتلقي مضمون الأخبار العينية التي توقعا وصولها، لم يعطيا الاهتمام الكافي للأبعاد التحذيرية الكامنة في صلب البلاغ الأول. من خلال ذلك، فإن رئيس الاستخبارات العسكرية لم يعر وزنا أكبر للبلاغ عندما طرحه في المشاورات مع رئيسة الحكومة، وأخطأ السيد زمير لأنه لم يعمل كما اشرنا آنفا.
    لقد أطرينا بالمديح، في مكان آخر من هذا التقرير (البند 35)، على المساهمة الكبيرة للموساد في جمع المعلومات الحيوية جدا لسلامة الدولة. ونجد من المناسب أن نضيف هنا بأن الخطأين اللذين وقعا في التقديرات التي أشرنا اليها في هذا الملحق هما من ذلك النوع من الأخطاء التي تعتبر امكانية الوقوع فيها في صلب (inherenty) النشاط الذي ينشغل فيه الموساد ورئيس الموساد، وفي ضوء المعطيات التي قدمت لنا فإننا لا نرى انهما يشكلان خللا جديا يمس في انطباعاتنا الايجابية عن عملهم.
    * ( في الحلقة القادمة: أميركا خشيت دفع ثمن السلام.. وإسرائيل خشيت أكثر )
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الوثائق الإسرائيلية Empty رد: الوثائق الإسرائيلية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 5:47 pm

    الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الثانية عشرة) ـ «الشرق الأوسط» تواصل كشف الوثائق السرية الحربية الإسرائيلية

    إدارة نيكسون خشيت من عدم تمكنها دفع ثمن السلام في الشرق الأوسط * إسرائيل خافت من أن تضطرها واشنطن إلى مفاوضات وتمنعها من اللجوء إلى تحقيق إنجازات سياسية بالحرب

    تل أبيب: نظير مجلي
    في الوقت الذي كانت فيه لجنة أغرنات تبحث في اخفاقات حرب أكتوبر 1973، كان غائبا عن ذهنها تماما موضوع الحسابات السياسية الاستراتيجية لحكومة غولدا مئير. ولم يكن ذلك صدفة. فقد خلا كتاب تعيين اللجنة الذي اصدرته لها الحكومة، من أية اشارة الى الموضوع السياسي وبإمكان اللجنة أن تقول إن هذا الموضوع ليس من صلاحياتها. ولكن هذا ليس السبب الوحيد، فاللجنة، مثل غيرها من المسؤولين، انطلقت في تحقيقاتها من المفاهيم الاسرائيلية التي كانت وما زالت سائدة حتى اليوم، باعتبار ان الفشل في الحرب نجم عن «أخطاء» في التكتيك العسكري وليس عن أخطاء في الرؤية الاستراتيجية.
    فقد ركزت على الاستعدادات للحرب، ولم تبحث في أسباب نشوبها. لم تفحص ما إذا كان بالامكان منع حرب أكتوبر بالوسائل السلمية. ولم تسأل عن سبب تشبث الحكومة بالخيار العسكري. (بالمناسبة، فإن هذا هو الأمر نفسه الذي تميزت به أيضا أبحاث لجنة فينوغراد للبحث في اخفاقات اسرائيل في الحرب في لبنان. فهناك أيضا لم يسألوا عن امكانية منع الحرب، مع أنهم توصلوا الى قناعة بأن الجيش هو الذي جرّ الحكومة إلى الحرب).
    وقد شغلت هذه القضية العديد من الباحثين فيما بعد. ورأى دافيد أربل وأوري نئمان، في كتابهما «ذنب بلا غفران»، ان الحكومة الاسرائيلية من جهة والإدارة الأميركية من جهة ثانية، أظهرتا حرصا واضحا في التهرب من الدخول في عملية سياسية قبل الحرب. وهما يطرحان هذا الموقف من باب الاتهام بأنه حتى في نقل البلاغ الى الولايات المتحدة الأميركية بشأن الاستعدادات الحربية المصرية ـ السورية والطلب الاسرائيلي منها أن توجه رسالة طمأنة وتهديد مبطن الى كل من مصر وسورية والاتحاد السوفياتي، انطوى الأمر على اهمال. يذكر ان وزير الدفاع الاسرائيلي، موشيه دايان، كان قد اعترض على ارسال رسالة كهذه، لأنه كان يخشى من أن تفهم واشنطن بأن اسرائيل في موقف ضعيف، وهو الذي يعتقد بأن الولايات المتحدة تقف الى جانب اسرائيل لأنها القوة الأولى في الشرق الأوسط ، كما كان يخشى من قيامها بالضغط لمنع الحرب. فهو ببساطة معني بهذه الحرب، للأسباب التي عددناها في حلقة سابقة. ولكن في نهاية المطاف أقنعته رئيسة الوزراء، غولدا مئير، بضرورة ارسال الرسالة من أجل تبرئة اسرائيل أمام العالم والقول انها حاولت منع الحرب. ولكن اتفق على أن ترسل بالقنوات الدبلوماسية العادية، من دون حاجة لطلب لقاء خاص بين ابا ايبان وكيسنجر.
    ويتضح فيما بعد ان ايبان أيضا لم يكن مرتاحا لطلب لقاء عاجل مع كيسنجر، خصوصا أنه كان قد التقى كيسنجر فقط قبل يوم واحد. وكتب ايبان في مذكراته ان كيسنجر معروف بعصبيته ولن يقبل بارتياح أن يعقد معه لقاء طارئا على هذا النحو فقط لكي يبلغ بأن عليه أن لا يقلق من خطر حرب مصرية ـ سورية على اسرائيل. وهكذا، فقد اكتفوا بالرسالة. ولكن ايبان يكتب في مذكراته منتقدا حكومته على الغاء اللقاء، ويقول ان الغاء اللقاء كان خطأ، إذ ان لقاء كهذا كان سينتهي حتما بخطوات اجرائية من كيسنجر لمعرفة ما جرى.
    ويتضح من الحوار في لجنة التحقيق بأن الرسالة خرجت من اسرائيل في الساعة السادسة من مساء الجمعة 5 أكتوبر (ما يعادل الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم نفسه حسب توقيت واشنطن)، ولكنها وصلت الى القائم بأعمال السفير الاسرائيلي في واشنطن في الرابعة والنصف بعد الظهر، أي بعد أربع ساعات ونصف الساعة. وحسب شهادة وزير الخارجية الاسرائيلي، أبا ايبان، الذي كان يومها في نيويورك، فقد مضت ساعة أخرى حتى وصلت اليه هذه الرسالة.
    لكن الأنكى من ذلك، يقول ايبان، انه والقائم بالأعمال لم يعتريهما القلق من فحوى الرسالة. فالتقرير الذي أرفق بها من شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي يقول بوضوح ان التقديرات الاسرائيلية تقول ان هذه التحركات الحربية ناجمة عن خوف مصر وسورية من هجوم اسرائيلي. وتقول ان مغادرة الخبراء الروس بشكل مهرول انما يعبر عن أزمة في العلاقات بين مصر والاتحاد السوفياتي.
    وتشير تطورات الأمور الى ان وزير الخارجية الأميركي، هنري كسينجر، تلقى الرسالة في الساعة الثامنة مساء، أي في الثانية فجرا حسب ساعة القدس. ويقول الباحثان أربيل ونئمان بان هذا التسلسل يشير الى التناقضات في العلاقات الاسرائيلية مع الولايات المتحدة ـ «فمن جهة، كانت هناك رغبة اسرائيلية في اطلاع الولايات المتحدة على المعلومات حول الاستعدادات الحربية وذلك من أجل الفوز بالدعم العسكري واجهاض الضغط السوفياتي المتوقع والتأييد السياسي لاسرائيل طيلة فترة الحرب وبعدها، ومن جهة أخرى لديها رغبة في طرح المعلومات بطريقة ضبابية حتى تمنع الإدارة الأميركية من استغلال المعلومات لتحريك المسار السياسي بطريقة غير مريحة لاسرائيل».
    وفي الوقت نفسه ـ يضيفان ـ ان الأميركيين والسوفيات نظروا الى الأمور بنفس المنظار. وكلاهما لم يبذلا جهدا خاصا لمنع التدهور الحربي في المنطقة، على الرغم من أن مثل هذا التدهور قد يدفعهما الى صدام. ويتابعان: «في صبيحة اليوم التالي، السادس من أكتوبر، عندما طرحت رسالة غولدا مئير على طاولة كسينجر وفيها تبشر بالحرب العتيدة، فقد تصرف بطريقة لا تشير الى انه في حالة استعجال. وهناك سببان لذلك: الأول ـ انه آمن بأن اسرائيل ستضرب المصريين والسوريين وهذا بالتالي سيخدم المصالح الأميركية الاستراتيجية. والثاني ـ انه، أي كيسنجر، أدرك بأنه إذا توجه الى الاتحاد السوفياتي ليطلب من «زبائنه» العرب ان يمتنعوا عن اشعال الحرب، فإن هذا الطلب سيكون له ثمن لا يبدي استعدادا لدفعه في الوقت الحاضر. كما ان الرئيس السوفياتي، ليونيد بريجنيف، عرف عن الحرب قبل يومين من وقوعها، وهو أيضا لم يفعل شيئا مع زبائنه لمنعها أو الولايات المتحدة لتقليص حجم أضرارها».
    ويؤكد وزير الخارجية، أبا ايبان، في مذكراته هذه الصورة ولكن بشكل غير مباشر، حيث يكتب بأن «كيسنجر بدا هادئا (اثر قراءته التقارير الإسرائيلية والأميركية عن الوضع الأمني في الشرق الأوسط)، مع انه كانت لديه شكوك في امكانية أن تستطيع اسرائيل مواصلة التمتع لفترة طويلة بحالة وقف اطلاق النار الثابت واستمرار الاحتلال والارتياح من غياب ضغط دولي. ولذلك فقد لخص الأوضاع في المنطقة وقال لي: «إذن، في القريب توجد لديكم انتخابات. وفي اكتوبر لن يحدث أي شيء درامي. هل تستطيع أن تكون هنا مرة أخرى في شهر نوفمبر؟ عندي قناعة بأن وزير الخارجية المصري سيكون هنا هو أيضا. وأنا كنت أرغب في أن تأتيا الى واشنطن لكي نستطيع البحث في امكانية اجراء محادثات».

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 3:17 am