الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


3 مشترك

    الشاعر محمود درويش

    ابن الوحدة
    ابن الوحدة
    عميد


    عدد الرسائل : 869
    العمر : 35
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : قضاء نابلس \ قرية ياسوف
    السٌّمعَة : 60
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty أصدقائي شهدائي .......... محمود درويش

    مُساهمة من طرف ابن الوحدة 2008-03-29, 1:03 am

    أصدقائي



    اصدقائي شهدائي
    فكروا في قليلا واحبوني قليلا
    لا تموتوا مثلما كنتم تموتون،رجاء،لاتموتوا
    انتظروني سنه اخرى
    سنه
    سنه اخرى فقط
    لا تموتوالآن،لا تنصرفوا عني
    احبوني لكي نشرب هذي الكأس
    كي نعلم ان الموجه البيضاء ليست امرة
    او جزيرة،
    ما الذي افعله من بعدكم ؟؟؟
    ما الذي افعله بعد الجنازات الاخيره؟
    ولماذا أعشق الارض التي تسرقكم مني
    وتخفيكم عن البحر؟
    لماذا اعشق البحر الذي غطى المصلين
    وأعلى المئذنه؟؟
    ولمن امضي مساء السبت
    من يفتح قلبي للقطط
    ولمن امدح هذا القمر الحامض فوق المتوسط
    ولمن احمل اشياء النساء العابرات الفاتنات
    ولمن اترك هذا الضجر اليومي
    ما معنى حياتي
    عندما يسندني ظلي على حائط ظلي حينما تنصرفون
    من سيأتي بي الى نفسي
    ويرضيها بأن تبقى معي؟؟
    لا تموتوا،لا تموتوا مثلماكنتم تموتون رجاء
    لا تجروني من التفاحه_الانثى
    الى سفر المراثي
    وطقوس العبارات المدمنه!!!!!
    ابن الوحدة
    ابن الوحدة
    عميد


    عدد الرسائل : 869
    العمر : 35
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : قضاء نابلس \ قرية ياسوف
    السٌّمعَة : 60
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty أشلاؤنا أسماؤنا ........... محمود درويش

    مُساهمة من طرف ابن الوحدة 2008-03-29, 1:04 am

    أشلاؤنا أسماؤنا
    لا مفر

    أشلاؤنا أسماؤنا.لا..... لا مفر
    سقط القناع عن القناع عن القناع ،
    سقط القناع لاإخوة لك يا أخي ،لا أصدقاء
    يا صديقي،لا قلاع
    لا الماء غندك ،لا الدواء ولا السماء ولا الدماء ولا الشراع ولا الإمام ولا الوراء
    حاصر حصارك .. لا مفر
    سقطت ذراعك فالتقطها
    وأضرب عدوك... لا مفر.
    و سقطت قربك ،فالتقطني
    وأضرب عدوك بي.. فأنت الأن حر
    حر
    و حر ...................
    قتلاك أو جرحاك فيك ذخيره
    فاضرب بها أ ضرب عدوك ..... لا مفر
    أشلاؤنا أسماؤنا
    حاصر حصارك بالجنون
    وبالجنون
    و بالجنون
    ذهب الذين تحبهم ، ذهبوا
    فإما أن تكون
    أو لا تكون
    سقط القناع عن القناع عن القناع
    سقط القناع
    ولا أحد
    إلاك في هذا المدى المفتوح للأعداء والنسيان،
    فاجعل كل متراس بلد
    لا.... لا أحد
    سقط القناع
    عرب أطاعوا رومهم
    عرب و باعوا روحهم
    عرب........... وضاعوا
    سقط القناع
    والله غمس بأسمك البحري اسبوع الولاده وإستراح للابد
    كن أنت...... كن حتى تكون!!!
    لا ......لا أحد
    يا خالقي في هذه الساعات من عدم تجل!!!!
    لعل لي حلما لأعبده
    لعل!!!
    علمتنى الأسماء
    لولا
    هذه الدول اللقيطه لم تكن بيروت ثكلى
    بيروت ------- كلا
    ابن الوحدة
    ابن الوحدة
    عميد


    عدد الرسائل : 869
    العمر : 35
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : قضاء نابلس \ قرية ياسوف
    السٌّمعَة : 60
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty قصيدة الأرض ............. محمود درويش

    مُساهمة من طرف ابن الوحدة 2008-03-29, 1:07 am

    قصيدة الأرض بمناسبة يوم الأرض

    قصيدة الأرض
    محمود درويش

    في شهر آذار، في سنة الإنتفاضة، قالت لنا الأرضُ أسرارها الدموية.

    في شهر آذار مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات.

    وقفن على باب مدرسة إبتدائية، واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ.

    افتتحن نشيد التراب.

    دخلن العناق النهائي – آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسج مال قليلاً ليعبر صوت البنات.

    العصافيرُ مدّت مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي.



    أنا الأرض

    والأرض أنت

    خديجةُ! لا تغلقي الباب

    لا تدخلي في الغياب

    سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل

    سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل

    سنطردهم من هواء الجليل.



    وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ.

    سقطن على باب مدرسةٍ إبتدائيةٍ.

    للطباشير فوق الأصابع لونُ العصافيرِ.

    في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها.



    -2-

    أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي

    أُسمّي يديّ رصيفَ الجروح

    أُسمّي الحصى أجنحة

    أسمّي العصافير لوزاً وتين

    وأستلّ من تينة الصدر غصناً

    وأقذفهُ كالحجرْ

    وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين.



    -3-

    وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب،

    وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.

    أبي كان في قبضة الإنجليز.

    وأمي تربّي جديلتها وامتدادي على العشب.

    كنت أحبّ "جراح الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة، مرّ الرصاص على قمري الليلكي فلم ينكسر،



    غير أنّ الزمان يمرّ على قمري الليلكي فيسقطُ سهواً...

    وفي شهر آذار نمتدّ في الأرض

    في شهر آذار تنتشرُ الأرض فينا

    مواعيد غامضةً

    واحتفالاً بسيطاً

    ونكتشف البحر تحت النوافذ

    والقمر الليلكي على السرو

    في شهر آذار ندخلٌُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حبّ

    وتنهمرُ الذكريات على قريةً في السياج

    وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل

    كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟



    في شهر آذار ندخلُ أوّل حبٍّ

    وندخلُ أوّل سجنٍ

    وتنبلجُ الذكريات عشاءً من اللغة العربية:



    قال لي الحبّ يوماً: دخلت إلى الحلم وحدي فضعتُ وضاع بي الحلم. قلت تكاثرْ!

    تر النهر يمشي إليك.



    وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.



    -4-

    بلادي البعيدة عنّي.. كقلبي!

    بلادي القريبة مني.. كسجني!

    لماذا أغنّي

    مكاناً، ووجهي مكانْ؟

    لماذا أغنّي

    لطفل ينامُ على الزعفران؟

    وفي طرف النوم خنجر

    وأُمي تناولني صدرها

    وتموتُ أمامي

    بنسمةِ عنبر؟



    -5-

    وفي شهر آذار تستيقظ الخيل

    سيّدتي الأرض!

    أيّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموّج، بعدي؟

    وأيّ نشيدٍ يلائم هذا الندى والبخور

    كأنّ الهياكل تستفسرُ الآن عن أنبياء فلسطين في بدئها المتواصل

    هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة-

    هذا نشيدي

    وهذا خروجُ المسيح من الجرح والريح

    أخضر مثل النبات يغطّي مساميره وقيودي

    وهذا نشيدي

    وهذا صعودُ الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.

    في شهر آذار تستيقظ الخيلُ.

    سيّدتي الأرض!

    والقمم اللّولبية تبسطها الخيلُ سجّادةً للصلاةِ السريعةِ

    بين الرماح وبين دمي.

    نصف دائرةٍ ترجعُ الخيلُ قوسا

    ويلمعُ وجهي ووجهك حيفا وعُرسا



    وفي شهر آذار ينخفضُ البحر عن أرضنا المستطيلة مثل

    حصانٍ على وترِ الجنس



    في شهر آذار ينتفضُ الجنسُ في شجر الساحل العربي

    وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج...أن

    يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن

    أرجوك – سيّدتي الأرض – أن تسكنيني وأن تسكنين صهيلك

    أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقية

    أرجوك – سيدتي الأرض – أن تخصبي عمري المتمايل بين سؤالين: كيف؟ وأين؟

    وهذا ربيعي الطليعي

    وهذا ربيعي النهائيّ



    في شهر آذار زوّجتُ الأرضُ أشجارها.



    -6-

    كأنّي أعود إلى ما مضى

    كأنّي أسيرُ أمامي

    وبين البلاط وبين الرضا

    أعيدُ انسجامي

    أنا ولد الكلمات البسيطة

    وشهيدُ الخريطة

    أنا زهرةُ المشمش العائلية.

    فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل

    من البدء حتّى الجليل

    أعيدوا إليّ يديّ

    أعيدوا إليّ الهويّة!



    -7-

    وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال

    وتأتي العصافير غامضةً كاعتراف البنات

    وواضحة كالحقول

    العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات.

    خديجة!

    - أين حفيداتك الذاهباتُ إلى حبّهن الجديد؟

    - ذهبن ليقطفن بعض الحجارة-

    قالت خديجة وهي تحثّ الندى خلفهنّ.



    وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة. خمس بناتٍ يخبّئن حقلاً من القمح تحت الضفيرة. يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن خمس رسائل:



    تحيا بلادي

    من الصفر حتّى الجليل

    ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.

    خديجةُ! لا تغلقي الباب خلفك

    لا تذهبي في السحاب

    ستمطر هذا النهار

    ستمطرُ هذا النهار رصاصاً

    ستمطرُ هذا النهار!



    وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة:

    خمسُ بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت.

    يسطعُ بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر.

    خمسُ بناتٍ على باب مدرسة إبتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا

    البناتُ مرايا البلاد على القلب..



    في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.



    -8-

    أنا شاهدُ المذبحة

    وشهيد الخريطة

    أنا ولد الكلماتُ البسيطة

    رأيتُ الحصى أجنحة

    رأيت الندى أسلحة

    عندما أغلقوا باب قلبي عليّاً

    وأقاموا الحواجز فيّا

    ومنع التجوّل

    صار قلبي حارةْ

    وضلوعي حجارةْ

    وأطلّ القرنفل

    وأطلّ القرنفل



    -9-

    وفي شهر آذار رائحةٌ للنباتات.

    هذا زواجُ العناصر.

    "آذار أقسى الشهور" وأكثرها شبقاً.

    أيّ سيفٍ سيعبرُ بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّرُ !

    هذا عناقي الزّراعيّ في ذروة الحب.

    هذا انطلاقي إلى العمر.



    فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي، وعودة حلمي إلى جسدي

    سوف تنفجرُ الأرضُ حين أُحقّقُ هذا الصراخ المكبّل بالريّ والخجل القرويّ.



    وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات، وتنمو علينا النباتات صاعدة ً في اتّجاهات كلّ البدايات.

    هذا نموُّ التداعي.

    أُسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي.

    رأيت فتاةً على شاطئ البحر قبل ثلاثين عاماً وقلتُ: أنا الموجُ، فابتعدتُ في التداعي.

    رأيتُ شهيدين يستمعان إلى البحر:عكّا تجئ مع الموج.



    عكّا تروح مع الموج. وابتعدا في التداعي.

    ومالت خديجة نحو الندى، فاحترقت. خديجة! لا تغلقي الباب!

    إن الشعوب ستدخلُ هذا الكتاب وتأفل شمسُ أريحا بدونِ طقوس.



    فيا وطن الأنبياء...تكامل!

    ويا وطن الزراعين.. تكاملْ!

    ويا وطن الشهداء.. . تكامل!

    ويا وطن الضائعين .. تكامل!

    فكلّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد.

    وكلّ الأناشيد فيك امتدادٌ لزيتونة زمّلتني.



    -10-

    مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مهملة

    وعيناك نائمتان

    أعودُ ثلاثين عاماً

    وخمس حروبٍ

    وأشهدُ أنّ الزمانْ

    يخبّئ لي سنبلة

    يغنّي المغنّي

    عن النار والغرباء

    وكان المساءُ مساء

    وكان المغنّي يغنّي

    ويستجوبونه:

    لماذا تغنّي؟



    يردّ عليهم:

    لأنّي أغنّي

    .....



    وقد فتّشوا صدرهُ

    فلم يجدوا غير قلبه

    وقد فتّشوا قلبه

    فلم يجدوا غير شعبه

    وقد فتشوا صوته

    فلم يجدوا غير حزنه

    وقد فتّشوا حزنه

    فلم يجدوا غير سجنه

    وقد فتّشوا سجنه

    فلم يجدوا غيرهم في القيود

    وراء التّلال

    ينامُ المغنّي وحيداً

    وفي شهر آذار

    تصعدُ منه الظلال



    -11-

    أنا الأملُ والسهلُ والرحبُ – قالت لي الأرضُ والعشبُ مثل التحيّة في الفجر

    هذا احتمالُ الذهاب إلى العمر خلف خديجة. لم يزرعوني لكي يحصدوني

    يريد الهواء الجليليّ أن يتكلّم عنّي، فينعسُ عند خديجة



    يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرسُ ظلّ خديجة وهي تميل على نارها.

    يا خديجةُ! إنّي رأيتُ .. وصدّقتُ رؤياي تأخذني في مداها وتأخذني في هواها.

    أنا العاشق الأبديّ، السجين البديهيّ. يقتبس البرتقالُ اخضراري ويصبحُ هاجسَ يافا



    أنا الأرضُ منذ عرفت خديجة

    لم يعرفوني لكي يقتلوني



    بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة

    هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى رحيل الهواء عن الأرض



    هذا الترابُ ترابي

    وهذا السحابُ سحابي

    وهذا جبين خديجة



    أنا العاشقُ الأبديّ – السجينُ البديهيّ

    رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكّر..

    قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكّر

    هذا احتمال الذهابُ الجديد إلى العمر،

    لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم

    يسألون عن الأرض: هل نهضت



    طفلتي الأرض!

    هل عرفوك لكي يذبحوك؟

    وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء؟

    وهل عرفوك لكي يذبحوك

    وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع؟



    أنا الأرض..

    يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها

    احرثوا جسدي!

    أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس

    مرّوا على جسدي



    أيّها العابرون على جسدي

    لن تمرّوا

    أنا الأرضُ في جسدٍ

    لن تمرّوا

    أنا الأرض في صحوها

    لن تمرّوا



    أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها

    لن تمرّوا

    لن تمرّوا

    لن تمرّوا
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-29, 3:25 am

    شكرا لك ابن الوحدة
    لكن نرجو كتابة من الشاعر او الكاتب لاي قصيدة او مقالة و شكرا
    ابن الوحدة
    ابن الوحدة
    عميد


    عدد الرسائل : 869
    العمر : 35
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : قضاء نابلس \ قرية ياسوف
    السٌّمعَة : 60
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف ابن الوحدة 2008-04-19, 7:53 pm

    شكرا لك على الانتباه
    لكن اسم الشاعر و اسم القصيدة مروسة بالعنوان
    الرجاء الانتباه بعناية في المرة القادمة
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty ايها المارون بين الكلمات العابرة - محمود درويش

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-04-20, 10:03 pm

    أيها المارون بين الكلمات العابرة




    أيــها المـــارون بين الكلمــات العــابرة
    احملــوا أســماءكم وانصـرفــوا
    واســحبوا ساعــاتكم من وقتنا ،و انصرفوا
    وخذوا ما شئتم مــن زرقــة البحر و رمل الذاكرة
    و خذوا ما شئتم من صــور،كي تعرفوا
    انكم لن تعرفــوا
    كيف يبني حجر من ارضنـا ســقف الـسماء


    ايها الــمـــارون بــــيـــن الــكــلــمـات الـــعــابــرة
    مــــنــــكــــم الــــســــيــــف - ومــــــنـــــا دمــــــنـــــا
    مـــنـــكــم الــــفــــولاذ والــــنــــار- ومــــنـــا لــحــمــنـا
    مـــنـــكــم دبــــابــــة اخــــــــرى- ومــــنــــا حــــجــــر
    مـــنـــكــم قــنــبــلــة الــــغــــاز - ومــــنــــا الـــمــطــر
    وعــلــيـنـا مــــــا عــلــيـكـم مــــــن ســـمــاء وهـــــواء
    فــــخـــذوا حــصــتــكـم مـــــــن دمــــنـــا وانـــصــرفــوا
    وادخـــلـــوا حـــفـــل عـــشـــاء راقــــــص..و انــصــرفـوا
    وعــلــيــنــا ،نــــحـــن، ان نــــحـــرس ورد الـــشــهــداء
    و عــلـيـنـا ،نـــحــن، ان نــحــيـا كـــمــا نــحــن نــشــاء


    ايــــهــــا الــــمـــارون بــــيـــن الــكــلــمـات الـــعــابــرة
    كــالــغـبـار الـــمـــر مـــــروا ايــنــمـا شــئــتـم ولـــكــن
    لا تـــــمــــروا بـــيــنــنــا كـــالــحــشــرات الـــطـــائـــرة
    خــــلـــنـــا فــــــــــي ارضـــــنــــا مـــــــــا نـــعـــمـــل
    و لـــنــا قــمــح نــربـيـه و نـسـقـيـه نــــدى اجــسـادنـا
    :و لـــــنــــا مـــــــــا لـــــيــــس يــرضــيــكــم هــــنــــا
    حـــــــــــــــجـــــــــــــــر.. او خـــــــــــــــجـــــــــــــــل
    فـــخــذوا الــمـاضـي،اذا شــئـتـم الــى ســوق الــتـحـف
    و اعــيــدوا الـهـيـكـل الـعـظـمـي لـلـهـدهد، ان شـئـتـم
    عــــــــــلـــــــــى صــــــــــحـــــــــن خــــــــــــــــــزف
    لناما ليس يرضيكم ،لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل


    ايــــهــــا الــــمـــارون بــــيـــن الــكــلــمـات الـــعــابــره
    كــدسـوا اوهـامـكـم فـــي حــفـرة مـهـجورة ، وانـصـرفوا
    واعـيـدوا عـقـرب الـوقـت الـى شـرعية الـعجل الـمقدس
    او الــــــــــــى تــــوقــــيـــت مــوســيــقــى مــسـدس
    فــلــنــا مـــــا لـــيــس يــرضـيـكـم هـــنــا ، فــانـصـرفـوا
    ولــنـا مــا لـيـس فـيـكم : وطــن يـنـزف و شـعـبا يـنـزف
    وطـــــنـــــا يــــصـــلـــح لــلــنــســيـان او لـــلـــذاكـــرة
    ايــــهــــا الــــمـــارون بــــيـــن الــكــلــمـات الـــعــابــرة
    آن ان تـــــــــــــنــــــــصــــــــرفــــــــــــوا
    وتــقـيـمـوا ايــنــمـا شــئـتـم ولــكــن لا تـقـيـمـوا يــنـنـا
    آن ان تـــــــــــــنــــــــصــــــــرفــــــــــــوا
    ولــتـمـوتـوا ايــنـمـا شــئـتـم ولــكــن لا تــمـوتـو بـيـنـنـا
    فـــــلــــنــــا فـــــــــــــي ارضــــــنــــــا مـــانـــعـــمـــل
    ولــــــــــنـــــــــا الـــــــمــــــاضــــــي هــــــــــنـــــــــا
    ولـــــــــنــــــــا صـــــــــــــــــوت الــــــحـــــيـــــاة الاول
    ولــــــنـــــا الــحــاضــر،والــحــاضـر ، والــمــســتــقــبـل
    ولــــــنــــــا الــــدنــــيــــا هــــــنــــــا...و الاخـــــــــــرة
    فـــــــاخــــــرجــــــوا مــــــــــــــــــن ارضـــــــــنـــــــــا
    مــــــــــــــن بـــــــرنـــــــا ..مـــــــــــــن بـــــحــــرنــــا
    مــــــن قــمــحـنـا ..مـــــن مــلـحـنـا ..مـــــن جــرحــنـا
    مــــــــــــــــن كــــــــــــــــل شــــــيء،واخـــــرجـــــوا
    مــــــــــــــــــن ذكـــــــــريـــــــــات الـــــــــذاكـــــــــرة
    أيــــهـــا الــــمـــارون بـــيـــن الــكــلـمـات الــعــابــرة
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-04-21, 12:55 am

    محمود درويش

    قبل أيام من إطلاق ارئيل شارون عملية إسرائيل”الدرع الواقي” وقيام الجيش الإسرائيلي بشن هجومه على مدينة رام الله في الضفة الغربية في 29/آذار, زار المدينة ثمانية مؤلفين من” برلمان الكتاب الدولي”, وكان من ضمنهم الفائزان بجائزة نوبل للآداب ولي شوينكا وجوزيه ساراماغو, وكل من بريتن بريتنباخ, خوان غويتيسولو, ورسل بانكس, قدموا جميعاً استجابة لنداء من الشاعر محمود درويش ليكونوا شاهدين على الاحتلال العسكري.

    وذات مساء, أخذهم درويش الذي وجده الروائي الأمريكي بانكس” حزيناً لكن زيارتنا رفعت معنوياته”, إلى تله تطل على القدس عبر مستوطنات يهودية وحواجز للجيش, يقول درويش :

    "أردت أن أريهم كيف تهشمت جغرافية فلسطين بالمستوطنات, كما لو أنها المركز وكما لو أن المدن الفلسطينية هامشية”, أضاف” لا دعاية, تركناهم يرون الحقيقة".






    وبينما استذكر بريتنباخ الابارثايد, أجرى بانكس مقارنه مع المحميات الهندية في القرن التاسع عشر, يقول: "روعت وغضبت لمدى الاحتلال المادي, فالمستوطنات مثل مدن الضواحي والقوات العسكرية جاهزة لحمايتها".

    بعد أربعة أيام من قراءة قام بها درويش وضيوفه أمام جمهور بلغ ألف شخص في مسرح القصبة, بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته لاقتلاع جذور الانتحاريين, يرى الفلسطينيون الغزو عقوبة جماعية وخطوة لتدمير البنية التحتية لدولتهم الجنينية, ودرويش نفسه الذي كان قد غادر رام الله ليلقي شعره في العاصمة اللبنانية بيروت, لم يستطع العودة, علم أن مركز” السكاكيني الثقافي” حيث يحرر مجلته الأدبية الفصلية “ الكرمل” قد نهب وان مسوداته قد وطئت بالأقدام, يقول درويش” أرادوا إبلاغنا رسالة مفادها أن لا أحد محصن – بما في ذلك الحياة الثقافية”, أضاف” اعتبرت الرسالة شخصية, أعرف أنهم أقوياء ويستطيعون الغزو وقتل أي شخص غير انهم لا يستطيعون تحطيم كلماتي أو احتلالها".

    يبلغ درويش الآن من العمر ستين عاماً, وعرف لأربعين عاماً تقريباً بأنه شاعر فلسطين القومي, وذاك "عبء" يستمتع به ويثور ضده في الوقت نفسه, انه افضل شعراء العالم العربي مبيعاً, وجذبت قراءته لشعره مؤخراً في إستاد بيروت 25000 شخص, أصبحت فلسطين في عمله مجازاً عاماً لفقد عدن, للولادة والعبث, لكرب الانخلاع والمنفى, وهو عند الأستاذ إدوارد سعيد, من جامعة كولومبيا في نيويورك, أروع شاعر عربي, له حضور طاغي في فلسطين وإسرائيل – البلد الذي نشأ فيه لكنه غادر المنفى سنة 1970, وعند سعيد أيضا, فأن شعر درويش” جهد ملحمي لتحويل قصائد الفقدان الغنائية إلى دراما العودة المؤجلة إلى اجل غير محدود”, وتراه الكاتبة أهداف سويف أحد أقوى أصوات المأساة الفلسطينية.

    ورغم انه يكتب بالعربية, يقرأ درويش الإنجليزية والفرنسية والعبرية, ومن بين الذين تأثر بهم رامبو وغتزبرغ, ترجمت أعماله إلى كثر من عشرين لغة, وهو افضل من يباع من الشعراء في فرنسا, ورغم ذلك, فأن مختارات قليلة من دواوينه الشعرية العشرين مترجمة إلى الإنجليزية, أحدها Sand ( 1986 ) الذي ترجمته زوجته الأولى, الكاتبة رنا قباني, وتراه الشاعرة الأمريكية ادرين رتش شاعرا بقامة عالمية ل "مجازفاته الفنية", وسوف تنشر له دار نشر جامعة كاليفورنيا في الخريف القادم مختارات جديدة من قصائده بعنوان : Unfortunately, It Was Paradise.

    ويكشف صوت درويش الجهوري وأداؤه الغنائي موسيقية شعره, ومؤخراً, في فيلادلفيا التي كان فيها ليستلم 360000 دولاراً, جائزة الحرية الثقافية التي تمنحها” مؤسسة لانان”, اعترف درويش ببالغ حزنه وغضبه” للصراع بين السيف والروح” في فلسطين, وقد كتب أخر قصائده” حالة حصار” – التي قرأها في الاحتفال- أثناء الغارات الإسرائيلية في شهر كانون الثاني الماضي. يقول: “ رأيت الدبابات تحت نافذتي, أنا كسول عادة, اكتب في الصباح على طاولة نفسها, لي طقوسي الخاصة, غير إنني خالفتها أثناء الطوارئ, حررت نفسي بالكتابة, توقفت عن رؤية الدبابات – سواء كان ذاك وهما أو قوة الكلمات”.

    في القصيدة, يقول” شهيد”:

    " احب الحياة, على الأرض, بين الصنوبر والتين لكنني ما استطعت إليها سبيلا, ففتشت عنها بأخر ما املك”, ودرويش الذي كتب في صحيفة فلسطينية بعد 11 أيلول” لا شيء يبرر الإرهاب” عارض بوضوح الهجمات على المدنيين وظل صوتا مثابرا يدعوا للتعايش الفلسطيني – الإسرائيلي, وهو يصور على أن العمليات الانتحارية لا تعكس ثقافة موت بل تعكس إحباطا من الاحتلال, يقول:

    “ علينا تفهم سبب التراجيديا لا تبريرها, ليس السبب انهم يتطلعون إلى عذارى جميلات في الجنة, كما يصور المستشرقون ذلك, الفلسطينيون يعشقون الحياة, إذا منحناهم أملا - حلاً سياسياً – فسوف يتوقفون عن قتل أنفسهم”.

    وعند ساسون سوميخ, الباحث الإسرائيلي في الأدب العربي في جامعة تل أبيب والذي عرف درويش في ستينات القرن العشرين ويترجم القصيدة إلى العبرية,” تهدف القصيدة إلى الحوار: إنها لا تتكلم عن الإسرائيليين كمجرمين, بل تقول : لم لا يفهمون ؟ لا معنى للقول أن هذا الرجل يكرهنا”.

    ولد درويش سنة 1942 لعائلة مسلمة سنية تملك ارض في قرية الجليل تدعى البروة, أيام الانتداب البريطاني على فلسطين, حين كان في السادسة من عمره, احتل الجيش الإسرائيلي البروة والتحقت عائلة درويش بخروج اللاجئين الفلسطينيين الذين تقدر الأمم المتحدة عددهم ما بين 72600 –900000، قضت العائلة عاما في لبنان تعيش على عطايا الأمم المتحدة, بعد خلق إسرائيل والحرب الإسرائيلية العربية لسنة 1947, عادت العائلة” بشكل غير شرعي” سنة 1949, لكنها وجدت البروة, مثلها مثل 400 قرية فلسطينية أخرى في الأقل, قد دمرت أفرغت من سكانها العرب, بنيت مستوطنات إسرائيلية على أنقاضها, يقول درويش” عشنا مرة أخرى كلاجئين, وهذه المرة في بلدنا, كانت تلك خبرة جماعية, ولن أنسى أبدا هذا الجرح”.

    يقول درويش, ثاني اكبر أربعة اخوة وثلاث أخوات,فقدت العائلة كل شيء, قلص والده سليم إلى مجرد عامل زراعي: “ اختار جدي العيش فوق تله تطل على أرضه, والى أن توفي, ظل يراقب المهاجرين ( اليهود ) من اليمين يعيشون في أرضه التي لم يكن قادراً على زيارتها”.

    ولأنهم كانوا غائبين أثناء أول إحصاء إسرائيلي للعرب, و لأنهم اعتبروا ” متسللين” غير شرعيين و” غرباء غائبين – حاضرين”, منعت على أفراد العائلة الجنسية الإسرائيلية, تقدموا بطلبات لبطاقات هوية ولكن جواز السفر حجب عن محمود, " كنت مقيماً وليس مواطناً, ارتحلت ببطاقة سفر”, في مطار باريس سنه 1968, يقول :

    " لم يفهموا, أنا عربي, جنسيتي غير محددة, احمل وثيقة سفر إسرائيلية, ولذا رجعت”.

    كانت أمه, حورية لا تحسن القراءة والكتابة, غير أن جده علمه القراءة, ” حلمت أن أكون شاعراً”,

    حين بلغ السابعة من عمره, كان درويش يكتب الشعر, عمل في حيفا صحفياً.

    وفي سنة 1961 التحق بالحزب الشيوعي الإسرائيلي,” راكاح”, حيث اختلط العرب واليهود, وعمل فيه محرراً لصحيفته, خضع الفلسطينيون في إسرائيل لقانون الطوارئ العسكري إلى سنة 1966, واحتاجوا تصاريح للسفر داخل البلد, بين سنة 1961 وسنة 1969, سجن لعدة مرات, بتهمة مغادرته حيفا دون تصريح.

    حقق له ديواناه” أوراق الزيتون” ( 1964 ) و” عاشق من فلسطين” (1966 ) شهرته شاعر مقاومة, عندما كان في الثانية والعشرين من العمر, أصبحت قصيدة” بطاقة هوية” التي يخاطب فيها شرطياً إسرائيليا” سجل, أنا عربي, ورقم بطاقتي خمسون ألف”. صرخة تحد جماعية, أردت إلي اعتقاله في مكان إقامته سنة 1967 عندما أصبحت أغنية احتجاج, وقصيدة” أمي” التي تتحدث عن حنين ابن سجين إلى خبز أمه وقهوة أمه,

    " كانت اعترافا بسيطا لشاعر يكتب عن حبه لامه, لكنها أصبحت أغنية جماعية, عملي كله شبيه بهذا, أنا لا اقرر تمثيل أي شيء إلا ذاتي, غير أن تلك الذات مليئة بالذاكرة الجماعية”.

    وحسب سعيد, عرفت قصائد درويش الكفاحية المبكرة الوجود الفلسطيني, معيدة التأكيد على الهوية بعد شتات 1948, كان الأول في موجة من الشعراء الذين كتبوا داخل إسرائيل عندما كانت جولدا مائير تصر قائلة

    " لا يوجد فلسطينيون” وتزامن ظهور شعر درويش الغنائي مع ولادة الحركة الفلسطينية بعد الهزيمة العربية في حرب الأيام الستة سنة 1967, ورغم ذلك, نفر دائما أن يمدح من منطلق التضامن, يستذكر زكريا محمد الذي كان طالبا في الضفة الغربية في نهاية الستينات من القرن الماضي,” كتب مقالة يقول فيها : نريد منكم الحكم علينا كشعراء, وليس كشعراء مقاومة”.

    وصف درويش الصراع بأنه: "صراع بين ذاكرتين" وتتحدى قصائده المعتقد الصهيوني المجسد في شعر حاييم بيالك” ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” وبينما يعجب بالشاعر العبري يهودا عامخاي, يقول” طرح شعره تحدياً لي, لأننا نكتب عن المكان نفسه, يريد استثمار المشهد والتاريخ لصالحة, ويقيمه على هويتي المدمرة, لذا نتنافس :
    من مالك لغة هذه الأرض ؟
    من يحبها اكثر ؟
    من يكتبها افضل ؟”

    ويضيف :” يصنع الشعر والجمال السلام دائماً, وحين تقرأ شيئا جميلا تجد تعايشا, انه يحطم الجدران.. أنا أنسن الساخر دائما, وحتى أنسن الجندي الإسرائيلي”, الأمر الذي فعله في قصائد من مثل” جندي يحلم بزنابق بيضاء” التي كتبت بعد حرب 1967 فوراً, ينتقد عديد العرب القصيدة, غير انه يقول :” سأواصل انسنة حتى العدو.. كان الأستاذ الأول الذي علمني العبرية يهودياً, كان الحب الأول في حياتي مع فتاة يهودية, كان القاضي الأول الذي زج بي في السجن امرأة يهودية, ولذا فأنني منذ البداية, لم أرد اليهود أما شياطين أو ملائكة بل كائنات إنسانية”, وعديد قصائده موجه إلى عشاق يهود, يقول : هذه القصائد تقف إلى جانب الحب وليس الحرب”.

    يتبع .........
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-04-21, 12:55 am

    منعت عليه الدراسة العليا في إسرائيل, ولذا درس الاقتصاد السياسي في موسكو ستة 1970, لكنه, متحررا من الوهم, غادرها بعد عام, يقول :

    “ بالنسبة لشيوعي شاب, موسكو هي الفاتيكان, لكنني اكتشفت إنها ليست جنة”, وفي سنة 1971 التحق بصحيفة” الأهرام” اليومية في القاهرة, وقرر أن لا يعود إلى حيفا, وختم بالشمع على هذا القرار ستة 1973, عندما التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية ومنع من العودة إلى إسرائيل منعا استمر لستة وعشرين عاما.

    هذا وقد أدان عديد الفلسطينيين وزملاء من الحزب الشيوعي درويش على هجرة إسرائيل,” كان ذاك القرار اصعب قرار اتخذته في حياتي, لعشرة أعوام لم يسمح لي بمغادرة حيف, وبعد سنة 1967 بقيت قيد الإقامة الجبرية”, ورغم ذلك لا يزال يشعر بالذنب لأنه ترك.

    " كنت صغيرا جدا لأرى التوازن بين وقوفي ضد هذه الظروف أو العثور على سماء مفتوحة لجناحي الصغيرين شاعرا, أغوتني المغامرة, غير أن الحكم النهائي لا بد أن يأتي مما فعلته في المنفي”, هل أعطيت اكثر للثقافة الفلسطينية ؟

    يقول جميع النقاد أنني لم أضع وقتي”.

    كان منير عكش, محرر القصائد المختارة بالإنجليزية المعنونة : The Adam Of Two Edens( 2001 ), واحدا من بين عدة نقاد حازمين انتقدوا نجاح درويش” المبستر” في حيفا, يقول عكش” كانت شهرته متقدمة على شعره ولكنني اكتشفت في ذلك الحين تململه الفني الرائع, فمع كل ديوان, يفتح مناطق جديدة”.

    ويقول درويش” في الخمسينات ( من القرن العشرين ) آمنا نحن العرب بإمكانية أن يكون الشعر سلاحاً, وان على القصيدة أن تكون واضحة مباشرة, على الشعر الاهتمام بالاجتماعي, ولكن علية الاعتناء بنفسه أيضا, بالجماليات.. آمنت أن افضل شيء في الحياة أن أكون شاعراً, ألان اعرف عذابه, في كل مرة انهي فيها ديوانا, اشعر انه الأول والأخير”.

    في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت, رئيس تحرير لمجلة” شؤون فلسطينية”, واصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة” الكرمل” سنة 1981, بحلول سنة 1977 بيع من دواوينه العربية اكثر من مليون نسخة لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975 وسنة 1991 ترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها ذبح الكتائبيون, حلفاء إسرائيل, اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشتيلا, اصبح درويش” منفيا تائها”, منتقلا من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس, ساخرا بمرارة من قارة عربية

    " تنام بسرعة في ظل أنظمة قمعية”, قال :

    حلت كرة القدم محل فلسطين في حب العرب.

    يقول” حررت نفسي من الأوهام كلها, أصبحت ساخراً, أسأل أسئلة عن الحياة مطلقة, لا مجال فيها للأيديولوجية القومية”, وخلال 90 يوما في باريس سنة 1985, كتب رائعته النثرية” ذاكرة للنسيان” (1986), وهي أوديسا سيرة ذاتية على شكل يوميات بيروتية تجري خلال يوم واحد من القصف الإسرائيلي الثقيل في السادس من آب 1982 – يوم هيروشيما.

    يبدو درويش غامضاً بشأن ”حادثة” الزواج: ” يقال لي كنت متزوجاً, لكنني لا أتذكر التجربة”. قابل رنا قباني (ابنة أخ الشاعر السوري نزار قباني) في واشنطن سنة 1977 فتزوجا ” لثلاثة أعوام أو أربعة”, غير إنها تركت لتحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة كيمبردج” وكان مستحيلاً الاستمرار". وتزوج لنحو عام في منتصف ثمانينيات القرن العشرين مترجمة مصرية, حياة ألهيني, يقول: " لم نصب بأية جراح انفصلنا بسلام, لم أتزوج مرة ثالثة, ولن أتزوج, إنني مدمن على الوحدة.. لم أشأ أبدا أن يكون لي أولاد, وقد أكون خائفاً من المسؤولية, ما احتاجه استقرار اكثر, أغير رأيي, أمكنتي, أساليب كتابتي, الشعر محور حياتي, ما يساعد شعري افعله, وما يضره أتجنبه”.

    ويعترف بفشله في الحب كثيراً, ”احب أن أقع في الحب, السمكة علامة برجي (الحوت), عواطفي متقلبة, حين ينتهي الحب, أدرك انه لم يكن حباً, الحب لا بد أن يعاش, لا أن يُتذكر”.

    منفياً في باريس بين سنة 1985 وسنة 1995 راجع درويش أو رفض العديد من قصائده السياسية المباشرة التي كتبها في مرحلة بيروت والتي كان نموذجها بابلو نيرودا التشيلي ولوي اراجون, أحد شعراء المقاومة الفرنسية. وكتب أيضا بعض روائعه : ” أحد عشر كوكباً” سنة 1992 متوالية ”ملحمية غنائية” عن سنة 1492, تاريخ رحلة كولومبوس التي دمرت عالم الأمريكيين الأصليين, وعن طرد العرب من الأندلس, اللتان تماثلان كلاهما النكبة الفلسطينية, كما يصف الفلسطينيون خلق إسرائيل سنة 1948 و”لماذا تركت الحصان وحيداً” سنة 1995 "سيرته الذاتية شعريا"ً.

    وما أن اصبح شعره الناضج غير مباشر اكثر, ملمحاً لأساطير متنوعة, شعر درويش بتوتر علاقته مع جمهور متلقيه, يقول عكش, ” بدأ الجمهور يشعر انه أصبح غير مخلص قليلاً لقضيته, غير انه ناضل ليحملهم معه”, وعند درويش” اكبر إنجاز في حياتي كسب ثقة المتلقين, تشاجرنا من قبل: كلمات غيرت أسلوبي, صدموا أرادوا سماع القصائد القديمة, الآن يتوقعون مني التغيير, يطلبون أن لا أعطي أجوبة بل أن اطرح مزيداً من الأسئلة".

    انتخب للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1987, لكنه رأى دوره رمزياً (“ لم اكن أبداً رجل سياسة” ) وحسب وزير الثقافة الفلسطيني في رام الله, ياسر عبد ربه,” انه ليس فناناً منعزلاً”, يتابع الحياة السياسية, ويحاجج ضد المواقف المتطرفة”. هذا وقد كتب درويش إعلان الجزائر,” إعلان الدولة الفلسطينية”, سنة 1988, عندما قبلت منظمة التحرير الفلسطينية التعايش مع إسرائيل في حل يقضي بدولتين. صادق رئيس منظمة التحرير الفلسطينية, ياسر عرفات, في القاهرة سنة 1971, و قال عرفات : أستطيع شم عبير الوطن فيك، لكنه رفض عرضه بتنصيبه وزيراً للثقافة.

    استقال درويش من اللجنة التنفيذية في اليوم التالي لتوقيع اتفاقية أوسلو سنة 1993 – المرحلة الأولى من إقامة سلطة فلسطينية حاكمة – قائلاً ” استيقظ الفلسطينيون ليجدوا أنفسهم بلا ماض”, رأى صدوعاً في الاتفاقيات وقال إنها لن تنجح, والأرجح أن تصعد الصراع بدلاً من إنتاج دولة فلسطينية قابله للحياة أو سلام دائم, ويقول عبد ربه :" كان متشككا بأوسلو, ويؤسفني القول أن حكمه ثبتت صحته”.

    سمحت اتفاقيات أوسلو لدرويش الانتقال إلى سلطة” الحكم الذاتي” الفلسطينية الجديدة,” صدمتني غزة – لم يكن فيها أي شيء حتى ولا طرق معبدة”, لديه منزل في العصمة الأردنية عمان – بوابة إلى العالم الخارجي – لكنه استقر في رام الله سنة 1996, ورغم ذلك يقول انه لا يزال في المنفى,” المنفى ليس حالا جغرافية, احمله معي أينما كنت, كما احمل وطني”, اصبح وطنه لغة,” بلدا من الكلمات”.

    قابل رجا شحاده, وهو محامي فلسطيني يسكن جوار رام الله, درويش في باريس.

    يقول :” بدا مغرماً بالأشياء الناعمة – بالمعيشة الراقية والطعام الجيد ومما يحسب لصالحه انه جاء إلى هنا”, ويقول درويش الذي يعيش من الصحافة والتحرير وبالمثل من بيعات شعره : سأبقى إلى أن تتحرر فلسطين في اليوم اللاحق لحصول الفلسطينيين على دولة مستقلة, لدى الحق بالمغادرة, لكن ليس قبل ذلك”.

    ولقي درويش الذي دافع دوماً عن الحوار مع الإسرائيليين تعاطفاً مع إسرائيل أحيانا باعتباره معتدلاً, ولكن حتى أصدقاءه اليساريين هناك أحرجوا لقصيدة أضرت بسمعته.

    "عابرون في كلام عابر” التي كتبها في بداية الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال العسكري التي استمرت من 1987 – 1993 كتب يقول : آن أن تنصرفوا وتموتوا أينما شئتم / ولكن لا تقيموا بيننا / آن أن تنصرفوا وتموتوا أينما شئتم / ولكن لا تموتوا بيننا”.

    اقتطف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق, اسحق شامير, القصيدة غاضباً في الكنيست, برلمان إسرائيل : لا يؤثر درويش القصيدة فهي "غاضبة جداً ومباشرة” ولكنه قال إنها موجهه إلى الجنود الإسرائيليين:”ما زلت أقول أن على إسرائيل الخروج من الأراضي المحتلة, ولكنهم اعتبروها دليلاً على أن الفلسطينيين يريدون إلقاء اليهود في البحر, إذا اعتبروا وجودهم مشروطاً بالاحتلال فانهم يتهمون أنفسهم”.

    هذا وقد خفف الحظر المفروض على زيارة درويش إسرائيل في شهر كانون الثاني 1999 وسمح له بزيارة أمه وأقاربه الذين لا يزالون يعيشون في قرى قرب حيفا, غير أن دخوله منع منذ انطلاقة انتفاضة الأقصى, أو الانتفاضة التي انفجرت في شهر أيلول سنة 2000 عندما دخلت أمه المستشفى لسرطان في معدتها, حاول زيارتها ” لكنهم اتصلوا بالمستشفى وتحققوا إنها لن تموت, ولذا رفضوا إعطائي إذنا.” تعافت لكنه لم يرها لعامين.

    أصيب درويش بنوبة قلبية وأجريت له عملية لإنقاذ حياته سنة 1984, وعملية جراحية قلبية أخرى سنة 1998. أثناء عمليته الجراحية الأولى يقول:” توقف قلبي لدقيقتين, أعطوني صدمة كهربائية, ولكنني قبل ذلك رأيت نفسي اسبح فوق غيوم بيضاء, تذكرت طفولتي كلها, استسلمت للموت وشعرت بالألم فقط عندما عدت إلى الحياة”.

    ولكن في المرة الثانية, كان قتالا, ” رأيت نفسي في سجن, وكان الأطباء رجال شرطة يعذبونني, أنا لا أخشى الموت ألان, اكتشفت أمرا أصعب من الموت: فكرة الخلود، أن تكون خالدا هو العذاب الحقيقي, ليست لدي مطالب شخصية من الحياة لأنني أعيش على زمان مستعار, ليست لدي أحلام كبيرة. إنني مكرس لكتابة ما علي كتابته قبل أن اذهب إلى نهايتي”.

    وجب عليه التوقف عن التدخين وان يشرب اقل من القهوة التي يحبها, ويسافر اقل. يقول: ” شهوتي للحياة اقل, أحاول التمتع بكل دقيقة, ولكن بطرق بسيطة جداً, شرب كأس من النبيذ الجيد مع الأصدقاء, التمتع بالطبيعة, مراقبة قطط الحارة, استمتع بشكل افضل, كنت أتحدث, غير أنني أصبحت حكيماً”.

    في ”جدارية 2000” يمعن رجل مريض جداً التفكير بالموت وبفناء الحضارات في عز انتفاضة الأقصى, وفي هذه الجدارية يظهر محمد الدرة, الطفل الذي يبلغ من العمر 12 عاماً ومن إطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه ومات بين ذراعي والده كمسيح صغير, ويؤكد درويش الذي يتضمن شعره رمزية توراتية مسيحية ويهودية على موروث له مزدوج ” ليست لدي هوية ثقافية عربية خالصة, أنا نتيجة مزيج حضارات ماضي فلسطين, لا احتكر التاريخ والذاكرة والرب, كما يريد الإسرائيليون أن يفعلوا, انهم يضعون الماضي في ساحة المعركة.” أما وقد غدا ” أكثر حكمة واكبر” مما كان عليه حين نهض لأول مرة لمواجهة التحدي, يقول :” لا احب أن نتقاتل على الماضي, ولندع كل واحد يروي سرده كما يشاء, ولندع السردين يجريان حواراً, وسوف يبتسم التاريخ”.

    وحسب رأي الشاعر زكريا محمد, تسعى قصائد درويش المتأخرة إلى بناء سفر تكوين للفلسطينيين : ” كلها تبدأ : كان شعب وكان ارض...” ومجمل شعره حوار بينه وبين الإسرائيليين للعثورعلى نقطة يستطيعون التصالح عندها.”

    في شهر آذار سنة 2000 تورط درويش في” حروب إسرائيل الثقافية” عندما أعلن وزير التربية يوسي ساريد أن خمساً من قصائده ستكون جزءا من مناهج مدرسي متعدد الثقافة – في بلد 19 بالمائة من سكانه الإسرائيليين فلسطينيون وترعرع عديد يهوده أو والديهم في العالم العربي, ثار صخب, قال عضو الكنيست اليميني المتطرف بني آلون ” فقط مجتمع يريد الانتحار يضع” شعر درويش” في منهاجه الدراسي”.

    وقد نجا رئيس وزراء إسرائيل آنذاك, أيهود باراك، من تصويت لطرح الثقة قائلاً:” أن إسرائيل غير مهيأة لهذا الشعر” ويقول درويش,” يدرسون الطلاب أن البلاد كانت فارغة. وإذا درسوا الشعراء الفلسطينيين, فسوف تتحطم هذه المعرفة." معظم شعري عن حبي لبلدي, مؤخراً ترجمت عدة دواوين من شعره إلى العبرية, ورغم ذلك, يظل وضعه في إسرائيل أسيرا للمناخ السياسي. طالبت الصفحات الأدبية في الصحف باستمرار بترجمة قصائده,” إلا أن كل شيء توقف مع انتفاضة الأقصى” كما يقول تساسون سوميخ.

    يقول درويش, ” لدى إسرائيل فرصة جيدة لتعيش بسلام. رغم الظلمة, أري بعض الضوء” ولكن شارون, كما يعتقد يريد جر الصراع ” إلى المربع الأول, وكأنما لم توجد عملية سلام. إنها حرب لأجل الحرب, وليس الصراع صراعاً بين وجودين, كما تحب الحكومة الإسرائيلية تصوير الأمر”.

    وكان ديوان ” سرير الغريبة” 1998، كما يقول, أول كتاب له مكرس للحب كلياً, ورغم ذلك, حتى القدرة على الحب ” شكل من أشكال المقاومة: يفترض أن نكون نحن الفلسطينيين مكرسين لموضوع واحد – تحرير فلسطين, هذا سجن, نحن بشر, نحب، نخاف الموت, نتمتع بأول زهور الربيع, لذا فالتعبير عن هذا مقاومة لان يكون موضوعنا مملا علينا, إذا كتبت قصائد حب فأنني أقاوم الظروف التي لا تسمح لي بكتابة قصائد الحب.”

    وقد صدم قراؤه لما رآه البعض تخليا عن القضية, أحد الأصدقاء الإسرائيليين الفلسطينيين, المؤلف انطون شماس, رأى في الديوان” رسالة تحد كئيبة : إلى الجحيم بفلسطين, وأنا الآن على عاتقي." ورغم ذلك يروي شعر درويش وحضوره في رام الله المحاصرة قصة مختلفة يقول: ” أنتظر اللحظة التي أستطيع فيها القول: إلى الجحيم بفلسطين. ولكن ذاك لن يحصل قبل أن تصبح فلسطين حرة, لا أستطيع تحقيق حريتي الشخصية قبل حرية بلدي. عندما تكون حرة, أستطيع لعنها”.

    المصدر : الغارديان البريطانية 8 حزيران 2002
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-04-21, 12:56 am

    أحمد الزعتر *



    ( مقاطع )

    ليدين من حَجَر وزعترْ
    هذا النشيدُ .. لأحمد المنسيِّ بين فَراشتين
    مَضَتِ الغيومُ وشَّردتني

    ورمتْ معاطِفها الجبالُ وخبأتني



    نازلاً من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل

    البلاد وكانت السنةُ انفصال البحر عن مدن

    الرماد , وكنتُ وحدي

    ثم وحدي ..

    آه يا وحدي ؟ وأحمدْ

    كان اغترابَ البحر بين رصاصتين

    مُخيّماً ينمو , ويُنجب زعتراً ومقاتلين

    وساعداً يشدُّ في النسيان

    ذاكرةُ تجيء من القطارات التي تمضي

    وأرصفةً بلا مستقبلين وياسمين

    كان اكتشافَ الذات في العرباتِ

    أو في المشهد البحريِّ

    في ليل الزنازين الشقيقةِ

    في العلاقات السريعة

    والسؤال عن الحقيقةْ

    في كلِّ شيء كان أحمدُ يلتقي بنقيضهِ

    عشرين عاماً كان يسألْ

    عشرين عاماً كان يرحلْ

    عشرين عاماً لم تلده أمُّهُ إلاَ دقائقَ

    في إناء الموز

    وانسَحَبَتْ

    يريد هويةً فيصاب بالبركانِ ,

    سافرت الغيومُ وشَّردتني

    ورَمَتْ مَعاطفها الجبالُ وخَّبأتني

    أنا أحمد العربيُّ – قالَ

    أنا الرصاصُ البرتقالُ الذكرياتُ

    وجدتُ نفسي قرب نفسي

    فابتعدتُ عن الندى والمشهد البحريّ

    تل الزعتر الخيمة

    وأنا البلاد وقد أتَتْ

    وتقمَّصتني

    وأنا الذهاب المستمر إلى لبلاد

    وجدتُ نفسي ملء نفسي ...

    ( ...)

    لم تأتِ أغنيتي لترسم أحمدَ الكحليَّ في الخندقْ

    الذكريَاتُ وراء ظهري , وهو يوم الشمس والزنبق

    يا أيها الولد الموزِّع بين نافذتين

    لا تتبادلان رسائلي

    قاومْ

    إنَّ التشابه للرمال .. وأنتَ للأزرقْ

    وأحمدُ يفرُكُ الساعاتِ في الخندقْ

    لم تأتِ أُغنيتي لترسم أحمد المحروق بالأزرق

    هو أحمد الكَوْنيُّ في هذا الصفيح الضيِّقِ

    المتمزِّق الحالمْ

    وهو الرصاص البرتقاليُّ .. البنفسَجَةُ

    الرصاصيَّهْ

    وهو اندلاعُ ظهيرة حاسمْ

    في يوم حريَّهْ

    ( ... )

    ... سائراً بين التفاصيل اتكأتُ على مياهٍ

    فانكسرتُ

    أكلّما نَهَدَتْ سفرجلةٌ نسيتُ حدود قلبي

    والتجأتُ إلى حصارٍ كي أحدِّد قامتي

    يا أحمد العربيُّ ؟

    لم يكذب عليَّ الحب . لكن كُّلّما جاء المساء

    امتصَّني جَرَسٌ بعيدٌ

    والتجأتُ إلى نزيفي كي أُحدِّد صورتي

    يا أحمد العربيُّ

    لم أغسل دمي من خبز أعدائي

    ولكن كُلّما مرَّت خُطايَ على طريقٍ

    فرَّت الطرقُ البعيدةُ والقريبةُ

    كلّما آخيتُ عاصمةً رمَتني بالحقيبة

    فالتجأتُ إلى رصيف الحلم والأشعار

    كم أمشي إلى حُلُمي فتسبقني الخناجرُ

    آه من حلمي ومن روما ..

    وحيفا من هنا بدأتْ

    وأحمدُ سُلَّمُ الكرملْ

    وبسملة الندى والزعتر البلدي والمنزلْ

    ( ... )

    كان المخيَّم جسمَ أحمدْ

    كانت دمشقُ جفونَ أحمدْ

    كان الحجاز ظلال أحمدْ

    صار الحصارُ مُرورَ أحمدَ

    فوق أفئدة الملايين الأسيرهْ

    صار الحصارُ هُجُومَ أحمدْ

    والبحر طلقته الأخيرة !



    يا خَصْرَ كلِّ الريح

    يا أسبوع سُكَّرْ !

    يا اسم العيون ويا رُخاميّ الصدى

    يا أحمد المولود من حجر وزعترْ

    ستقول : لا

    ستقول : لا

    جلدي عباءةُ كلِّ فلاح سيأتي من حقول التبغ

    كي يلغي العواصمْ

    وتقول : لا

    جسدي بيان القادمين من الصناعات الخفيفةِ

    والتردد .. والملاحمْ

    نحو اقتحام المرحلةْ

    وتقول :لا

    ويدي تحياتُ الزهور وقنبلهْ

    مرفوعة كالواجب اليومي ضدَّ المرحلهْ

    وتقول : لا

    يا أيها الجسد المُضرَّج بالسفوحِ

    وبالشموس المقبلهْ

    وتقول : لا

    يا أيها الجسد الذي يتزوج الأمواج

    فوق المقصلهْ

    وتقول : لا

    وتقول : لا

    وتقول : لا

    يا اسم الباحثين عن الندى وبساطة الأسماء

    يا اسم البرتقالهْ

    يا أحمد العاديّ !

    كيف مَحَوْت هذا الفارقَ اللفظِّي بين الصخر والتفَّاح .. بين البندقية والغزالهْ !

    (...)

    يا أحمدُ العربيُّ .. قاومْ

    لا وقت للمنفى وأغنيتي ..

    سنذهب في الحصار

    حتى رصيف الخبز والأمواجِ

    تلك مساحتي ومساحة الوطن – المُلازِمْ

    موتٌ أمام الحُلْمِ

    أو حلم يموتُ على الشعار

    فالذهب عميقاً في دمي واذهب عميقا ًفي الطحين ..

    لنُصاب بالوطن البسيط وباحتمال الياسمين

    ...ولَهُ انحناءاتُ الخريف

    لَهُ وصايا البرتقال

    لَهُ القصائد في النزيف

    لَهُ تجاعيدُ الجبال

    لَهُ الهتافُ

    لَهُ الزفافُ

    لَهُ المجَّلات المُلوَّنةُ

    المراثي المطمئنةُ

    ملصقات الحائط

    العَلَمُ

    التقدَّمُ

    فرقةُ الإِنشاد

    مرسوم الحداد

    وكل شيء كل شيء كل شيء

    حين يعلن وجهه للذاهبين إلى ملامح وجههِ

    يا أحمدُ المجهولُ ..

    كيف سَكَنْتَنا عشرين عاماً واختفيتَ

    وظَلَّ وجهُكَ غامضاً مثل الظهيرة

    يا أحمد السريّ مثل النار والغابات

    أشهر ْوجهك الشعبي َّفينا

    واقرأ وصيَّتكَ الأخيرة

    يا أيها المتفرَّجون ! تناثروا في الصمت

    وابتعدوا قليلاً عنه كي تجدوهُ فيكم

    حنطةً ويدين عاريتين

    وابتعدوا قليلاً عنه كي يتلو وصيَّتَهُ

    على الموتى إذا ماتوا

    وكي يرمي ملامحَهُ

    على الأحياء إن عاشوا ..!



    (من ديوان "أعراس" 1977)
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-04-21, 12:56 am

    أنا يوسف يا أبي




    أَنا يُوسفٌ يَا أَبِي .

    يَا أَبِي إِخْوَتِي لاَ يُحِبُّونَني , لاَ يُرِدُونَني بَيْنَهُم يَا أَبِي .

    يَعْتَدُونَ عَلَيَّ وَيَرْمُونَني بِل حَصَى وَالكَلاَمِ .

    يُرِدُونَني أَنْ أَمُوت لِكَيْ يمْدَحُونِي .



    وَهُمْ أَوْصَدُوا بَاب َبَيْتِكَ دُونِي .

    وَهُمْ طَرَدُونِي مِنَ الَحَقْلِ.

    هُمْ سَمَّمُوا عِنَبِي يَا أَبِي .

    وَهُمْ حَطَّمُوا لُعَبِي يَا أَبِي .



    حَينَ مَرَّ النَّسيِمُ وَلاَعَبَ شَعْرِيَ غَارُوا وَثَارُوا عَلَيَّ وَثَارُوا عَلَيْكَ .

    فَمَاذَا صَنَعْتُ لَهُمْ يَا أَبِي .

    الفَرَاشَاتُ حَطَّتْ عَلَى كَتْفَيَّ , وَمَالَتْ عَلَيَّ السَّنَابِلُ , وَ الطَّيْرُ حَطَّتْ على راحتيَّ .

    فَمَاذَا فَعَلْتُ أَنَا يَا أَبِي .

    وَلِمَاذَا أَنَا ؟

    أَنْتْ سَمَّيْتَِني يُوسُفاً , وَهُوُ أَوْقَعُونِيَ فِي الجُبِّ , وَاتَّهَمُوا الذِّئْبَ ؛ وَ الذِّئْبُ أَرْحَمُ مِنْ إِخْوَتِي ...

    أَبَتِ !

    هَلْ جَنَيْتُ عَلَى أَحَدٍ عِنْدَمَا قُلْتُ إِنِّي :

    رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً , والشَّمْس والقَمَرَ ,

    رَأّيْتُهُم لِي سَاجِدِينْ ؟؟



    (من ديوان "ورد أقل" 1986)
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-05-30, 2:29 pm

    وعود من العاصفة
    محمود درويش - فلسطين



    وليكن

    لا بدّ لي أن أرفض الموت
    وأن أحرق دمع الأغنيات الراعفةْ
    وأُعري شجر الزيتون من كل الغصون الزائفة
    فإذا كنت أغني للفرح
    خلف أجفان العيون الخائفة
    فلأن العاصفة
    وعدتني بنبيذ
    وبأنخاب جديدة
    وبأقواس قزح
    ولأن العاصفة
    كنّست صوت العصافير البليدة
    والغصون المستعارة
    عن جذوع الشجرات الواقفة

    وليكن ...
    لا بد لي أن أتباهى بك يا جرح المدينة
    أنت يا لوحة برق في ليالينا الحزينة
    يعبس الشارع في وجهي
    فتحميني من الظل ونظرات الضغينة

    سأغني للفرح
    خلف أجفان العيون الخائفة
    منذ هبّت في بلادي العاصفة
    وعدتني بنبيذ وبأقواس قزح
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-05-30, 2:35 pm

    عاشق من فلسطين

    عيونك شوكة في القلب

    توجعني ..و أعبدها

    و أحميها من الريح

    و أغمدها وراء الليل و الأوجاع.. أغمدها

    فيشعل جرحها ضوء المصابيح

    و يجعل حاضري غدها

    أعزّ عليّ من روحي

    و أنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعين

    بأنّا مرة كنّا وراء، الباب ،إثنين!

    كلامك كان أغنية

    و كنت أحاول الإنشاد

    و لكن الشقاء أحاط بالشفقة الربيعيّة

    كلامك ..كالسنونو طار من بيتي

    فهاجر باب منزلنا ،و عتبتنا الخريفيّة

    وراءك، حيث شاء الشوق..

    و انكسرت مرايانا

    فصار الحزن ألفين

    و لملمنا شظايا الصوت!

    لم نتقن سوى مرثية الوطن

    سننزعها معا في صدر جيتار

    وفق سطوح نكبتنا، سنعزفها

    لأقمار مشوهّة ..و أحجار

    و لكنيّ نسيت.. نسيت يا مجهولة الصوت:

    رحيلك أصداء الجيتار.. أم صمتي؟!

    رأيتك أمس في الميناء

    مسافرة بلا أهل .. بلا زاد

    ركضت إليك كالأيتام،

    أسأل حكمة الأجداد :

    لماذا تسحب البيّارة الخضراء

    إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناء

    و تبقى رغم رحلتها

    و رغم روائح الأملاح و الأشواق ،

    تبقى دائما خضراء؟

    و أكتب في مفكرتي:

    أحبّ البرتقال. و أكره الميناء

    و أردف في مفكرتي :

    على الميناء

    وقفت .و كانت الدنيا عيون الشتاء

    و قشرةالبرتقال لنا. و خلفي كانت الصحراء !

    رأيتك في جبال الشوك

    راعية بلا أغنام

    مطاردة، و في الأطلال..

    و كنت حديقتي، و أنا غريب الدّار

    أدقّ الباب يا قلبي

    على قلبي..

    يقوم الباب و الشبّاك و الإسمنت و الأحجار !

    رأيتك في خوابي الماء و القمح

    محطّمة .رأيتك في مقاهي الليل خادمة

    رأيتك في شعاع الدمع و الجرح.

    و أنت الرئة الأخرى بصدري ..

    أنت أنت الصوت في شفتي ..

    و أنت الماء، أنت النار!

    رأيتك عند باب الكهف.. عند الدار

    معلّقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك

    رأيتك في المواقد.. في الشوارع..

    في الزرائب.. في دم الشمس

    رأيتك في أغاني اليتم و البؤس !

    رأيتك ملء ملح البحر و الرمل

    و كنت جميلة كالأرض.. كالأطفال.. كالفلّ

    و أقسم:

    من رموش العين سوف أخيط منديلا

    و أنقش فوقه لعينيك

    و إسما حين أسقيه فؤادا ذاب ترتيلا ..

    يمدّ عرائش الأيك ..

    سأكتب جملة أغلى من الشهداء و القبّل:

    "فلسطينية كانت.. و لم تزل!"

    فتحت الباب و الشباك في ليل الأعاصير

    على قمر تصلّب في ليالينا

    وقلت لليلتي: دوري!

    وراء الليل و السور..

    فلي وعد مع الكلمات و النور..

    و أنت حديقتي العذراء..

    ما دامت أغانينا

    سيوفا حين نشرعها

    و أنت وفية كالقمح ..

    ما دامت أغانينا

    سمادا حين نزرعها

    و أنت كنخلة في البال،

    ما انكسرت لعاصفة و حطّاب

    وما جزّت ضفائرها

    وحوش البيد و الغاب..

    و لكني أنا المنفيّ خلف السور و الباب

    خذني تحت عينيك

    خذيني، أينما كنت

    خذيني ،كيفما كنت

    أردّ إلي لون الوجه و البدن

    وضوء القلب و العين

    و ملح الخبز و اللحن

    و طعم الأرض و الوطن!

    خذيني تحت عينيك

    خذيني لوحة زيتّية في كوخ حسرات

    خذيني آية من سفر مأساتي

    خذيني لعبة.. حجرا من البيت

    ليذكر جيلنا الآتي

    مساربه إلى البيت!

    فلسطينية العينين و الوشم

    فلسطينية الإسم

    فلسطينية الأحلام و الهم

    فلسطينية المنديل و القدمين و الجسم

    فلسطينية الكلمات و الصمت

    فلسطينية الصوت

    فلسطينية الميلاد و الموت

    حملتك في دفاتري القديمة

    نار أشعاري

    حملتك زاد أسفاري

    و باسمك صحت في الوديان:

    خيول الروم! أعرفها

    و إن يتبدل الميدان!

    خذوا حذّرا..

    من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان

    أنا زين الشباب ،و فارس الفرسان

    أنا. و محطّم الأوثان.

    حدود الشام أزرعها

    قصائد تطلق العقبان!

    و باسمك، صحت بالأعداء:

    كلى لحمي إذا ما نمت يا ديدان

    فبيض النمل لا يلد النسور..

    و بيضة الأفعى ..

    يخبىء قشرها ثعبان!

    خيول الروم.. أعرفها

    و أعرف قبلها أني

    أنا زين الشباب، و فارس الفرسان
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-05-30, 7:42 pm

    إذا لم تكن مطراً يا حبيبي...فكن شجراً
    مشبعاً بالخصوبة... كن شجراً
    وإن لم تكن شجراً...فكن حجراً
    مشبعاً بالرطوبة...كن حجراً
    وإن لم تكن حجراً...فكن قمراً
    في منام الحبيبة...كن قمراً
    هكذا قالت امرأة لابنها في جنازته

    محمود درويش
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-05-30, 7:45 pm

    أربعة عناوين شخصية

    محمود درويش - فلسطين



    1 - متر مربع في السجن


    هو البابُ، ما خلفه جنَّةُ القلب. أشياؤنا
    - كُلُّ شيء لنا - تتماهى. وبابٌ هو الباب،
    بابُ الكنايةِ، باب الحكاية. بابٌ يُهذِّب أيلولَ.
    بابٌ يعيد الحقولَ إلى أوَّل القمحِ.
    لا بابَ للبابِ لكنني أستطيع الدخول إلى خارجي
    عاشقًا ما أراهُ وما لا أراهُ
    أفي الأرض هذا الدلالُ وهذا الجمالُ ولا بابَ للبابِ؟
    زنزانتي لا تضيء سوى داخلي..
    وسلامٌ عليَّ، سلامٌ على حائط الصوتِ
    ألَّفْتُ عشرَ قصائدَ في مدْح حريتي ههنا أو هناك
    أُحبُّ فُتاتَ السماءِ التي تتسلل من كُوَّة السجن مترًا من الضوء تسبح فيه الخيول،
    وأشياءَ أمِّي الصغيرة..
    رائحةَ البُنِّ في ثوبها حين تفتح باب النهار لسرب الدجاجِ
    أُحبُّ الطبيعةَ بين الخريفِ وبين الشتاءِ
    وأبناءَ سجَّانِنا، والمجلاَّت فوق الرصيف البعيدِ
    وألَّفْتُ عشرين أُغنيةً في هجاء المكان الذي لا مكان لنا فيهِ
    حُرّيتي: أن أكونَ كما لا يريدون لي أن أكونَ
    وحريتي: أنْ أوسِّع زنزانتي: أن أُواصل أغنيةَ البابِ
    بابٌ هو البابُ: لا بابَ للبابِ
    لكنني أستطيع الخروج إلى داخلي، إلخ.. إلخ..

    2- مقعدٌ في قطار

    مناديلُ ليست لنا
    عاشقاتُ الثواني الأخيرةِ
    ضوءُ المحطة
    وردٌ يُضَلِّل قلبًا يُفَتِّش عن معطفٍ للحنانِ
    دموعٌ تخونُ الرصيفَ. أساطيرُ ليست لنا
    من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرحَ عند الوصول؟
    زنابقُ ليست لنا كي نُقَبِّل خط الحديد
    نسافر بحثًا عن الصِّفْر
    لكننا لا نحبُّ القطارات حين تكون المحطات منفى جديدًا
    مصابيحُ ليستْ لنا كي نرى حُبَّنا واقفًا في انتظار الدخانِ
    قطارٌ سريعٌ يَقُصُّ البحيراتِ
    في كُل جيبٍ مفاتيحُ بيتٍ وصورةُ عائلةٍ
    كُلُّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكننا لا نعودُ إلى أي بيتٍ
    نسافرُ بحثًا عن الصفرْ كي نستعيد صواب الفراش
    نوافذُ ليستْ لنا، والسلامُ علينا بكُلِّ اللغات
    تُرى، كانت الأرضُ أوضحَ حين ركبنا الخيولَ القديمةَ؟
    أين الخيول، وأين عذارى الأغاني، وأين أغاني الطبيعة فينا؟
    بعيدٌ أنا عن بعيديَ
    ما أبعد الحبّ! تصطادنا الفتياتُ السريعاتُ مثل لصوصِ البضائعِ
    ننسى العناوين فوقَ زجاج القطاراتِ
    نحن الذين نحبُّ لعشر دقائقَ لا نستطيع الرجوعَ إلى أي بيتٍ دخلناه
    لا نستطيع عبور الصدى مرتين

    3 - حجرة العناية الفائقة

    تدورُ بيَ الريحُ حين تضيقُ بيَ الأرضُ
    لا بُدَّ لي أن أطيرَ وأن ألجُمَ الريحَ
    لكنني آدميٌّ.. شعرتُ بمليون نايٍ يُمَزِّقُ صدري
    تصبَّبْتُ ثلجًا وشاهدتُ قبري على راحتيَّ
    تبعثرتُ فوق السرير
    تقيَّأت
    غبتُ قليلاً عن الوعي
    متُّ
    :وصحتُ قبيل الوفاة القصيرةِ
    إني أحبُّكِ، هل أدخل الموت من قدميكِ؟
    ومتُّ.. ومتُّ تمامًا
    فما أهدأ الموت لولا بكاؤك
    ما أهدأ الموتَ لولا يداكِ اللتان تدقّان صدري لأرجع من حيث متُّ
    أحبك قبل الوفاةِ، وبعد الوفاةِ
    وبينهما لم أُشاهد سوى وجه أمي
    :هو القلب ضلَّ قليلاً وعادَ، سألتُ الحبيبة
    في أيِّ قلبٍ أُصبتُ? فمالتْ عليه وغطَّتْ سؤإلى بدمعتها
    أيها القلب.. يا أيها القلبُ كيف كذبت عليَّ وأوقعتني عن صهيلي؟
    لدينا كثير من الوقت، يا قلب، فاصمُدْ
    ليأتيك من أرض بلقيس هدهدْ
    بعثنا الرسائل
    قطعنا ثلاثين بحرًا وستين ساحلْ
    وما زال في العمر وقتٌ لنشرُد
    ويا أيها القلب، كيف كذبتَ على فرسٍ لا تملُّ الرياحَ
    تمهَّل لنكملَ هذا العناقَ الأخيرَ ونسجُدْ
    :تمهَّل.. تمهَّلْ لأعرفَ إن كنتَ قلبي أم صوتَها وهي تصرخ
    خُذني

    4 - غرفة في فندق

    سلامٌ على الحب يوم يجيءُ
    ويوم يموتُ، ويومَ يُغَيِّرُ أصحابَهُ في الفنادِقِ
    هل يخسرُ الحبُّ شيئًا? سنشربُ قهوتنا في مساءِ الحديقةِ
    نروي أحاديثَ غربتنا في العشاءِ
    ونمضي إلى حجْرةٍ كي نتابع بحث الغريبين عن ليلةٍ من حنانٍ، إلخ.. إلخ..
    سننسى بقايا كلام على مقعدين

    سننسى سجائرنا، ثم يأتي سوانا ليكمل سهرتنا والدخان
    سننسى قليلاً من النوم فوق الوسادة
    يأتي سوانا ويرقد في نومنا، إلخ.. إلخ
    كيف كُنَّا نُصَدِّقُ أجسادَنا في الفنادقِ؟
    كيف نُصَدِّقُ أَسرارنَا في الفنادق؟
    يأتي سوانا، يُتابع صرختنا في الظلام الذي وَحَّدَ الجسدينْ
    ولسنا سوى رَقمين ينامان فوقَ السرير .. إلخ.. إلخ..
    المشاع المشاع، يقولان ما قاله عابرانِ على الحبِّ قبل قليلٍ
    ويأتي الوداعُ سريعًا سريعًا
    أما كان هذا اللقاء سريعًا لننسى الذين يحبوننا في فنادق أخرى؟
    أما قلتِ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيري؟
    أما قلتُ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيرك في فندقٍ آخر أو هنا فوق هذا السريرِ؟
    سنمشي الخطى ذاتها كي يجيءَ سوانا ويمشي الخطى ذاتها.. إلخ.. إلخ
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-05-30, 7:46 pm

    لماذا تركت الحصان وحيداً..؟
    محمود درويش - فلسطين

    إلى أين تأخذني يا أبي؟
    إلى جهة الريح يا ولدي …

    … وهما يخرجان من السهل ، حيث
    أقام جنود بونابرت تلاً لرصد
    الظلال على سور عكا القديم ـ
    يقول أبٌ لابنه: لا تخف. لا
    تخفْ من أزيز الرصاص ! التصقْ
    بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على
    جبل في الشمال ، ونرجع حينَ
    يعود الجنود إلى أهلهم في البعيدِ

    ـ ومن يسكن البيت من بعدنا
    يا أبي ؟
    ـ سيبقى على حاله مثلما كان
    يا ولدي !

    تحسس مفتاحه مثلما يتحسس
    أعضاءه ، واطمئن. وقال لهُ
    وهما يعبران سياجاً من الشوك :
    يا ابني تذكّرْ! هنا صلب الإنجليزُ
    أباك على شوك صبارة ليلتين،
    ولم يعترف أبداً. سوف تكبر يا
    ابني، وتروي لمن يرثون بنادقهم
    سيرة الدم فوق الحديدِ …

    ـ لماذا تركت الحصان وحيداً؟
    ـ لكي يؤنس البيت ، يا ولدي ،
    فالبيوت تموت إذا غاب سكانها …

    تفتح الأبدية أبوابها من بعيدٍ ،
    لسيارة الليل. تعوي ذئاب
    البراري على قمر خائف. ويقول
    أب لابنه: كن قوياً كجدّك!
    واصعد معي تلة السنديان الأخيرة
    يا ابني، تذكّر: هنا وقع الانكشاريّ
    عن بغلة الحرب ، فاصمد معي
    لنعودَ

    ـ متى يا أبي ؟
    ـ غداً. ربما بعد يومين يا ابني!

    وكان غدٌ طائشٌ يمضغ الريح
    خلفهما في ليالي الشتاء الطويلة
    وكان جنود يهوشع بن نون يبنون
    قلعتهم من حجارة بيتهما. وهما
    يلهثان على درب (قانا): هنا
    مر سيدنا ذات يوم. هنا
    جعل الماء خمراً. وقال كلاماً
    كثيراً عن الحب، يا ابني تذكّر
    غداً. وتذكر قلاعاً صليبية
    قضمتها حشائش نيسان بعد
    رحيل الجنود …
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-06-09, 12:08 pm

    يوميات جرح فلسطيني



    -1-
    نحن في حل من التذكار
    فالكرمل فينا
    وعلى أهدابنا عشب الجليل
    لا تقولي: ليتنا نركض كالنهر اليها،
    لا تقولي!
    نحن في لحم بلادي.. وهي فينا!

    -2-
    لم نكن قبل حزيران كأفراخ الحمام
    ولذا، لم يتفتت حبنا بين السلاسل
    نحن يا أختاه، من عشرين عام
    نحن لا نكتب أشعارا،
    ولكنا نقاتل

    -3-
    ذلك الظل الذي يسقط في عينيك
    شيطان اله
    جاء من شهر حزيران
    لكي يعصب بالشمس الجباه
    انه لون شهيد
    انه طعم صلاة
    انه يقتل أو يحيي،
    وفي الحالين! آه!

    -4-
    أول الليل على عينيك، كان
    في فؤادي، قطرة من آخر الليل الطويل
    والذي يجمعنا، الساعة، في هذا المكان
    شارع العودة
    من عصر الذبول

    -5-
    صوتك الليلة،
    سكين وجرح وضماد
    ونعاس جاء من صمت الضحايا
    أين أهلي؟
    خرجوا من خيمة المنفى، وعادوا
    مرة أخرى سبايا!

    -6-
    كلمات الحب لم تصدأ، ولكن الحبيب
    واقع في الأسر- يا حبي الذي حملني
    شرفات خلعتها الريح..
    أعتاب بيوت
    وذنوب.
    لم يسع قلبي سوى عينيك،
    في يوم من الأيام،
    والآن اغتنى بالوطن!

    -7-
    وعرفنا ما الذي يجعل صوت القبره
    خنجرا يلمع في وجه الغزاة
    وعرفنا ما الذي يجعل صمت المقبره
    مهرجانا.. وبساتين حياة!

    -8-
    عندما كنت تغنين، رأيت الشرفات
    تهجر الجدران
    والساحة تمتد الى خصر الجبل
    لم نكن نسمع موسيقى،
    ولا نبصر لون الكلمات
    كان في الغرفة مليون بطل!

    -9-
    في دمي، في وجهه، صيف
    ونبض مستعار.
    عدت خجلان الى البيت،
    فقد خر على جرحي.. شهيدا
    كان مأوى ليلة الميلاد
    كان الانتظار
    وأنا أقطف من ذكراه.. عيدا!

    -10-
    الندى والنار عيناه،
    اذا ازددت اقترابا منه غنى
    وتبخرت على ساعده لحظة صمت، وصلاه
    آه سميه كما شئت شهيدا
    غادر الكوخ فتى
    ثم أتى، لما أتى
    وجه اله!

    -11-
    هذه الأرض التي تمتص جلد الشهداء
    تعد الصيف بقمح وكواكب
    فاعبديها!
    نحن في أحشائها ملح وماء
    وعلى أحضانها جرح.. يحارب

    -12-
    دمعتي في الحلق، يا أخت،
    وفي عيني نار
    وتحررت من الشكوى على باب الخليفه
    كل من ماتوا
    ومن سوف يموتون على باب النهار
    عانقوني، صنعوا مني... قذيفه!

    -13-
    منزل الأحباب مهجور،
    ويافا ترجمت حتى النخاع
    والتي تبحث عني
    لم تجد مني سوى جبهتها
    أتركي لي كل هذا الموت، يا أخت.
    أتركي هذا الضياع
    فأنا أضفره نجما على نكبتها

    -14-
    آه يا جرحي المكابر
    وطني ليس حقيبه
    وأنا لست مسافر
    انني العاشق، والأرض حبيبه!

    -15-
    واذا استرسلت في الذكرى!
    نما في جبهتي عشب الندم
    وتحسرت على شيء بعيد
    واذا استسلمت للشوق،
    تبنيت أساطير العبيد
    وأنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاة
    ومن الصخر نغم!

    -16-
    جبهتي لا تحمل الظل،
    وظلي لا أراه
    وأنا أبصق في الجرح الذي
    لا يشغل الليل جباه!
    خبئي الدمعة للعيد
    فلن نبكي سوى في فرح
    ولنسم الموت في الساحة
    عرسا.. وحياه!

    -17-
    وترعرعت على الجرح، وما قلت لأمي
    ما الذي يجعلها في الليل خيمه
    أنا ما ضيعت ينبوعي وعنواني واسمي
    ولذا أبصرت في أسمالها
    مليون نجمه!

    -18-
    رايتي سوداء،
    والميناء تابوت
    وظهري قنطره
    يا خريف العالم المنهار فينا
    يا ربيع العالم المولود فينا
    زهرتي حمراء،
    والميناء مفتوح،
    وقلبي شجره!

    -19-
    لغتي صوت خرير الماء
    في نهر الزوابع
    ومرايا الشمس والحنطة
    في ساحة حرب
    ربما أخطأت في التعبير أحيانا
    ولكن كنت -لا أخجل- رائع
    عندما استبدلت بالقاموس قلبي!

    -20-
    كان لا بد من الأعداء
    كي نعرف أنا توأمان!
    كان لا بد من الريح
    لكي نسكن جذع السنديان!
    ولو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب
    ظل طفلا ضائع الجرح.. جبان.

    -21-
    لك عندي كلمه
    لم أقلها بعد،
    فالظل على الشرفة يحتل القمر
    وبلادي ملحمة
    كنت فيها عازفا.. صرت وتر!

    -22-
    عالم الآثار مشغول بتحليل الجحاره
    انه يبحث عن عينيه في ردم الأساطير
    لكي يثبت أني:
    عابر في الدرب لا عينين لي!
    لا حرف في سفر الحضاره!
    وأنا أزرع أشجاري، على مهلي،
    وعن حبي أغني!

    -23-
    غيمة الصيف التي.. يحملها ظهر الهزيمه
    علقت نسل السلاطين
    على حبل السراب
    وأنا المقتول والمولود في ليل الجريمة
    ها أنا ازددت التصاقا.. بالتراب!

    -24-
    آن لي أن أبدل اللفظة بالفعل، وآن
    لي أن أثبت حبي للثرى والقبره
    فالعصا تفترس القيثار في هذا الزمان
    وأنا أصفر المرآة،
    مذ لاحت ورائي شجره!
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-06-09, 12:08 pm

    موسيقى عربيه

    (ليت الفتى حجر ...)
    يا ليتني حجر...

    أكلما شردت عينان
    شردني
    هذا السحاب سحابا
    كلما خمشت عصفوره افقا
    فتشت عن وثن ؟

    اكلما لمعت جيتاره
    خضعت
    روحي لمصرعها في رغوة السفن


    اكلما وجدت انثى انوثتها
    اضاءني البرق من خصري
    واحرقني !

    أكلما ذبلت خبيزه
    وبكى طير على فنن
    اصابني مرض
    او صحت : يا وطني !


    اكلما نور اللوز اشتعلت به
    وكلما احترقا
    كنت الدخان ومنديلا
    تمزقي
    ريح الشمال ،ويمحو وجهي المطر ؟


    ليت الفتى حجر ....
    ياليتني حجر......................
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-06-09, 12:09 pm

    وعــاد فـي كـفـن
    __________________________________________________


    يحكونَ في بلادنا

    يحكونَ في شَجَنْ

    عن صاحبي الذي مضى

    وعادَ في كفنْ

    كانَ اسمهُ...

    لا تذكروا اسمَه !

    خلّوهُ في قلوبنا...

    لا تدعوا الكلمه

    تضيعُ في الهواءِ كالرماد..

    خلّوهُ جرحاً راعفاً.. لا يعرفُ الضمادْ

    طريقهُ إليهِ

    أخافُ يا أحبتي.. أخافُ يا أيتامْ..

    أخافُ أن ننساه في زحمةِ الأسماءْ

    أخافُ أن يذوبَ في زوابعِ الشتاء !

    أخافُ أن تنامَ في قلوبنا

    جراحنا..

    أخافُ أن تنامْ

    2

    العمرُ.. عمرُ برعمٍ لا يذكرُ المطرْ..

    لم يبكِ تحتَ شرفةِ القمر

    لم يوقفِ الساعاتِ بالسهر

    وما تداعتْ عندَ حائطٍ يداه..

    ولم تسافرْ خلفَ خيطِ شهوةٍ.. عيناه !

    ولم يقبِّلْ حلوةً..

    لم يعرفِ الغزلْ

    غيرَ أغاني مطربٍ ضيّعهُ الأملْ

    ولم يقلْ لحلوةٍ: الله !

    إلا مرّتين !

    لم تلتفت إليه.. ما أعطتهُ إلا طرفَ عين

    كانَ الفتى صغيراً..

    فغابَ عن طريقها

    ولم يفكّر بالهوى كثيراً..!

    3

    يحكونَ في بلادنا

    يحكونَ في شجنْ

    عن صاحبي الذي مضى

    وعادَ في كفنْ

    ما قالَ حينَ زغردتْ خُطاهُ خلفَ الباب

    لأمّه: الوداع !

    ما قالَ للأحبابِ.. للأصحاب:

    موعدُنا غداً !

    ولم يضعْ رسالةً.. كعادةِ المسافرين

    تقولُ إني عائدٌ وتسكتُ الظنون

    ولم يخطَّ كلمةً..

    تضيءُ ليلَ أمه التي..

    تخاطبُ السماءَ والأشياء،

    تقولُ: يا وسادةَ السرير !

    يا حقيبةَ الثياب !

    يا ليلُ ! يا نجومُ ! يا إلهُ ! يا سحاب!

    أما رأيتم شارداً.. عيناهُ نجمتان؟

    يداهُ سلّتانِ من ريحان

    وصدرهُ وسادةُ النجومِ والقمرْ

    وشعرهُ أرجوحةٌ للرّيحِ والزهرْ!

    أما رأيتم شارداً

    مسافراً لا يحسنُ السفر؟!

    راحَ بلا زوّادةٍ.. من يطعمُ الفتى

    إن جاعَ في طريقهِ

    من يرحمُ الغريب؟

    قلبي عليهِ في غوائلِ الدروبْ

    قلبي عليكَ يا فتى.. يا ولداه!

    قولوا لها، يا ليلُ! يا نجومُ!

    يا دروبُ! يا سحاب!

    قولوا لها: لن تحملي الجواب

    فالجرحُ فوقَ الدمعِ.. فوقَ الحزنِ والعذاب

    لن تحملي.. لن تصبري كثيراً

    لأنه..

    لأنه ماتَ، ولم يزلْ صغيراً !

    4

    يا أمَّهُ !

    لا تقلعي الدموعَ من جذورها !

    للدمعِ يا والدتي جذور،

    تخاطبُ المساءَ كلَّ يومٍ

    تقولُ: أينَ قافلةُ المساءِ؟

    من أينَ تعبرين؟

    غصّتْ دروبُ الموتِ.. حينَ سدَّها المسافرون

    سُدَّت دروبُ الحزنِ.. لو وقفتِ لحظتينِ

    لحظتين!

    لتمسحي الجبينَ والعينين

    وتحملي من دمعنا تذكار

    لمن قضَوا من قبلنا.. أحبابنا المهاجرين

    يا أمهُ!

    لا تقلعي الدموعَ من جذورها

    خلّي ببئرِ القلبِ دمعتين!

    فقد يموتُ في غدٍ أبوهُ.. أو أخوهُ

    أو صديقهُ أنا

    خلّي لنا..

    للميّتين في غدٍ لو دمعتين.. دمعتين !

    5

    يحكونَ في بلادنا عن صاحبي الكثيرا

    حرائقُ الرصاصِ في وجناتهِ

    وصدره.. ووجهه..

    لا تشرحوا الأمورا !

    أنا رأيتُ جرحهُ

    حدَّقتُ في أبعادهِ كثيرا

    "قلبي على أطفالنا"

    وكلُّ أمٍّ تحضنُ السريرا !

    يا أصدقاءَ الراحلِ البعيد

    لا تسألوا: متى يعود؟

    لا تسألوا كثيراً

    بل اسألوا: متى

    يستيقظُ الرجال !?
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف زائر 2008-06-12, 12:35 pm

    كل حريق ...و أنتم .....

    حرقوا الاقصى...

    كل حريق ...و أنتم طيبون..

    اطلقت صفارة الإنذار..

    و عزفنا النشيد الوطني..

    و متنا في سكون..

    عزًّتنا الحكومات العربية

    "من شتى الأصول والمنابت"

    لعقت دمنا و باركته...

    و شجبت ظلم إسرائيل..

    هل كان أولاء الشاجبون...

    أنفسهم..

    الذين باركوا عيد "سوسو"

    الخمسين؟؟

    و قطعوا الكعكة..

    و هتفوا..

    هابي بيرث دي تو"صهيون"؟؟

    هل كان أولاء الصامدون..

    أنفسهم..

    الذين سلموا مفاتيح المدينة..

    و قبلوا حذاء "عطا الله"..

    و سموا الشهداء..

    "إرهابيون"؟!

    *********

    أنا أسأل..

    مَن مِن هؤلاء اشترى أمس..

    لفلسطين شمعة..

    و بكى..

    و أعلن التوبة..

    مَن مِن هؤلاء أقسم

    أن يحوِّل كل رصيد مسراته

    لصالح الأرض الفلسطينية..

    أنا أسأل..

    من منهم اشترى بيتاً

    في القدس..

    أو حمر عيناً ل "عطا الله"..

    أنا أسال..

    من هم الشاجبون..

    و من هم الفدائيون و الشهداء ..

    من هم المخربون..

    و من هم القتلة الإرهابيون..

    و من هم ..

    النصابون؟؟

    *********

    فلسطين تهديكم سلامها..

    تذكرون ولا شك

    فلسطين؟!

    تلك الطفلة التي إغتصبوها..

    و جعلوها تغسل آثار الجريمة

    تحت وطأة بنادقهم..

    تلك الطفلة التي زوجوها كرهاً..

    شيئاً قميئاً اسمه "سلام"..

    "سلام" أراد ان يخفي العار..

    لكنه كان يرتكب كل ليلة

    فاحشة جديدة..

    *********

    فلسطين عروس "فضيحتكم"..

    تهديكم سلامها..

    فاليوم ذكرى نكبتها..

    و أنتم هانئون..

    تحتفلون..

    فلسطين تقول لكم..

    كل نكبة و أنتم..

    طيبون!

    *********

    فلسطين تخبركم..

    أنها لا تكرهكم..

    كما لا تنتظر زيارتكم..

    إنها تعلم..

    أنكم أرباب أعمال مهمون..

    و أنكم "بالبزنس"مشغولون..

    فلسطين تزوجت أمس..

    أطفالا مثلها..قتلوهم..

    فاشهدوا..

    إن كنتم شاهدين

    *********

    قد حرقوا الأقصى..مرتين..

    فماذا أنتم فاعلون..

    هل تنتظرواالثالثة؟؟..

    فانتظروا إذن

    إنكم "المنتظرون"!!
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف زائر 2008-06-12, 12:38 pm

    محمود درويش
    نـشـيـد للـرجـال




    -1-

    لأجملِ ضفةٍ أمشي

    فلا تحزنْ على قدمي

    منَ الأشواكْ

    إن خطايَ مثلَ الشمسِ

    لا تقوى بدونِ دمي!

    لأجملِ ضفّةٍ أمشي

    فلا تحزنء على قلبي

    من القرصانْ

    إن فؤاديَ المعجونَ كالأرضِ

    نسيمٌ في يدِ الحبِّ

    وبارودٌ على البغضِ!

    لأجملِ ضفّةٍ أمشي

    فإمّا يهترئ نعلي

    أضعْ رمشي

    نعمْ... رمشي!



    ولا أقفُ

    ولا أهفو إلى نومٍ وارتجفُ

    لأن سريرَ من ناموا

    بمنتصفِ الطريق..

    كخشبةِ النعشِ!

    تعالوا يا رفاقَ القيدِ والأحزانِ

    كي نمشي

    لأجملِ ضفّةٍ نمشي

    فلنْ نُقهرْ

    ولن نخسرْ

    سوى النعشِ!



    -2-

    إلى الأعلى

    حناجرُنا

    إلى الأعلى

    محاجرُنا

    إلى الأعلى

    أمانينا

    إلى الأعلى

    أغانينا

    سنصنعُ من مشانقنا

    ومن صُلبانِ حاضرنا وماضينا

    سلالمَ للغدِ الموعود

    ثم نصيحُ: يا رضوان!

    إفتحْ بابكَ الموصود!



    سنطلقُ من حناجرنا

    ومن شكوى مراثينا

    قصائدَ، كالنبيذِ الحلوِ

    تكرعُ في ملاهينا

    وتنشدُ في الشوارعِ

    في المصانعِ

    في المحاجرِ

    في المزارعِ

    في نوادينا!



    سننصبُ من محاجرنا

    مراصدَ، تكشفُ الأبعدَ والأعمقَ والأروعْ

    فلا نقشعْ

    سوى الفجرِ

    ولا نسمعْ

    سوى النصرِ

    فكلُّ تمرّدٍ في الأرضْ

    يزلزلنا

    وكلُّ جميلةٍ في الأرضْ

    تقبّلُنا

    وكلُّ حديقةٍ في الأرضْ

    نأكلُ حبةً منها

    وكلُّ قصيدةٍ في الأرضْ

    إذا رقصتْ نُخاصرها

    وكلّث يتيمةٍ في الأرضْ

    إذا نادتْ نناصرُها



    سنخرجُ من معسكرنا

    ومنفانا

    سنخرجُ من مخابينا

    ويشتمُنا أعادينا:

    « هلا.. همجٌ همُ.. عربُ »

    نعم! عربُ

    ونعرفُ كيفَ نمسكُ قبضةَ المنجلْ

    ونعرفُ كيفَ يقاومُ الأعزلْ

    ونعرفُ كيفَ نبني المصنعَ العصريَّ

    والمنزلْ..

    ومستشفى

    ومدرسةً

    وقنبلةً

    وصاروخاً

    وموسيقى

    ونكتبُ أجمل الأشعارْ..



    صوت:

    وماذا بعد؟

    سمعنا صوتكَ المدهونَ بالفوسفورْ

    سمعناهُ.. سمعناهُ

    فكيفَ ستجعلُ الكلماتُ

    أكواخَ الدُّجى.. بلّورْ !

    ودربكَ كلّهْ ديجور

    وشعبكَ..

    دمعةٌ تبكي زمانَ النورْ

    وأرضكَ..

    نقشُ سجاده

    على الطرقاتِ مرميّه

    وأنتَ.. بدونِ زوّاده

    وماذا بعدُ؟ ماذا بعدْ؟

    جميلٌ صوتكَ المحمولُ بالريحِ الشماليّه

    ولكنّا سئمناهُ !



    جواب:

    ذليلٌ أنتَ كالإسفلتْ

    ذليلٌ أنتْ

    يا مَن يحتمي بستارةِ الضجرِ

    غبيٌّ أنتَ.. كالقمرِ

    ومصلوبٌ على حجرِ

    فدعني أكملُ الإنشادَ

    دعني أحملُ الريحَ الشماليّه

    ودعني أحبسُ الإعصارَ في كمّي

    ودعني أخزنُ الديناميتَ في دمّي

    ذليلٌ أنتَ كالإسفلتْ

    وكالقمرِ..

    غبيٌّ أنتْ !
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف زائر 2008-06-12, 12:39 pm

    نشيدُ بنات طرواده:

    وداعاً يا ليالي الطهرِ

    يا أسوارَ طرواده

    خرجنا من مخابينا

    إلى أعراسِ غازينا

    لنرقصَ فوقَ موتِ رجالِ طرواده



    سبايا نحن، نعطيهم بكارتنا

    وما شاؤوا

    لأنهمُ أشدّاءُ

    ونرقدُ في مضاجعِ قاتلي أبطالِ طرواده



    وداعاً يا ليالي الطهرِ والأحلامِ

    يا ذكرى احبّتنا

    سبايا نحنُ منذُ اليوم

    من آثارِ طرواده !



    تعليقٌ على النشيد:

    بلى أصغيتُ للنغمِ

    فلا تُخضعْ لجنازِ الرّدى

    قيثاركَ المشدود..

    من قاعِ المحيطِ لجبهةِ القممِ!

    لئلا تجهضَ الأزهارَ والكبريتَ

    فوقَ فمِ

    سيزهرُ مرةً طلعاً وقنديلاً

    وشعراً يصهرُ الفولاذَ..

    يرصفُ شارعَ النغمِ

    لئلا تحقنَ الأجسادُ

    أفيوناً من الألمِ

    نعمْ. أصغيتُ للنغمِ

    ولكني، تحرَّيتُ السنا في الدمعِ

    لا ديمومةَ الظلمِ

    لنحرقَ ريشةَ الماضي

    ونعزفَ لحننا الرائدْ !

    فمن عزمي

    ومن عزمك

    ومن لحمي

    ومن لحمك

    نعبّدُ شارعَ المستقبلِ الصاعدْ



    صوت:

    وماذا بعدُ ؟ ماذا بعدْ ؟

    وشعبكَ..

    دمعةٌ ترثي زمانَ المجدْ

    ولحنُ القيد

    يجنّزُنا

    ويحفرُ للذين يقاومونَ اللحدْ



    جواب:

    ذليلٌ أنتَ الإسفلتْ

    وكالقمرِ..

    غبيّ أنت !

    إلى الماضي قليلاً يا حزينَ الصوتْ

    يا مَن يمتطي جملاً من الصحراء

    وغيركَ يركبُ الصاروخ

    إلى الماضي قليلاً يا حزينَ الصوتْ

    إلى التاريخ:



    مع المسيح

    -ألو...

    -أريدُ يسوعْ

    -نعم ! من أنت؟

    -أنا أحكي من «إسرائيل»

    وفي قدمي مساميرٌ.. وإكليلْ

    من الأشواكِ أحملهُ

    فأيُّ سبيلْ

    أختار يا بن اللهِ.. أيُّ سبيلْ؟

    أأكفرُ بالخلاصِ الحلو

    أم أمشي؟

    ولو أمشي وأحتضرُ؟

    -أقولُ لكمْ: أماماً أيها البشرُ !



    مع محمد

    -ألو

    -أريدُ محمدَ العربِ

    -نعم ! من أنت؟

    -سجينٌ في بلادي

    بلا أرضٍ

    بلا علمٍ

    بلا بيتِ

    رموا أهلي إلى المنفى

    وجاؤوا يشترونَ النارَ من صوتي

    لأخرجَ من ظلامِ السجنِ..

    ما أفعلْ؟

    -تحدَّ السجنَ والسجّانَ

    فإن حلاوةَ الإيمانِ

    تذيبُ مرارةَ الحنظلْ !



    مع حبقوق

    -ألو. هالو !

    أموجودٌ هنا حبقوقْ؟

    -نعم من أنت؟

    -أنا يا سيّدي عربي

    وكانت لي يدٌ تزرعْ

    تراباً سمّدتهُ يدا وعينُ أبي

    وكانت لي خطىً وعباءة..

    وعمامةٌ ودفوفْ

    وكانت لي..

    -كفى يا ابني!

    على قلبي حكايتكمْ

    على قلبي سكاكينُ


    بقية النشيد



    دعوني أكملُ الإنشادْ

    فإن هديةَ الأجدادِ للأحفادْ:

    « زرعنا.. فاحصدوا !»

    والصوتُ يأتينا سماداً

    يغرقُ الصحراءَ بالمطرِ

    ويُخصبُ عاقرَ الشجرِ!

    دعوني أُكملُ الإنشاد
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف زائر 2008-06-12, 12:41 pm

    العصافير تموت في الجليل
    _________________________________________________


    -
    نلتقي بعد قليلْ

    بعد عامٍ

    بعد عامين

    وجيلْ...

    ورَمَتْ في آلة التصوير

    عشرين حديقةْ

    وعصافيرَ الجليل.

    ومضتْ تبحث، خلف البحر،

    عن معنى جديد للحقيقة.

    -
    وطني حبل غسيل

    لمناديل الدم المسفوك

    في كل دقيقةْ

    وتمددتُ على الشاطئ

    رملاً... ونخيلْ.



    هِيَ لا تعرف-

    يا ريتا! وهبناكِ أنا والموتُ

    سِر الفرح الذابل في باب الجماركْ

    وتجدَّدنا، أنا والموت،

    في جبهتك الأولى

    وفي شبّاك دارك.

    وأنا والموت وجهان-

    لماذا تهربين الآنَّ من وجهي

    لماذا تهربين؟

    ولماذا تهربين الآن ممّا

    يجعل القمح رموشَ الأرض، ممّا

    يجعل البركان وجهاً آخراً للياسمين؟...

    ولماذا تهربينْ ؟...



    كان لا يتعبني في الليل إلا صمتها

    حين يمتدُّ أمام الباب

    كالشارع... كالحيِّ القديمْ

    ليكن ما شئت - يا ريتا

    يكون الصمتُ فأساً

    أو براويز نجوم

    أو مناخاً لمخاض الشجرةْ.

    إنني أرتشف القُبلَة

    من حدِّ السكاكين،

    تعالي ننتمي للمجزرةْ !...



    سقطت كالوَرَق الزائد

    أسرابُ العصافير

    بآبار الزمنْ...

    وأنا أنتشل الأجنحة الزرقاء

    يا ريتا،

    أنا شاهدةُ القبر الذي يكبرُ

    يا ريتا،

    أنا مَنْ تحفر الأغلالُ

    في جلديَ

    شكلاً للوطنْ...
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف زائر 2008-06-12, 12:43 pm

    الصمود
    للشاعر الفلسطيني محمود درويش




    -1-

    لو يذكر الزيتون غارسه

    لصار الزيت دمعا !

    يا حكمة الأجداد

    لو من لحمنا نعطيك درعا !

    لكنّ سهل الريح ،

    لا يعطي عبيد الريح زرعا !

    إنّا سنقلع بالرموش

    الشوك و الأحزان ... قلعا !

    و إلام نحمل عارنا و صليبنا !

    و الكون يسعى ...

    سنظل في الزيتون خضرته ،

    و حول الأرض درعا !!

    -2-

    إنّا نحبّ الورد ،

    لكنّا نحبّ القمح أكثر

    و نحبّ عطر الورد ،

    لكن السنابل منه أطهر

    فاحموا سنابلكم من الأعصار

    بالصدر المسمّر

    هاتوا السياج من الصدور ...

    من الصدور ؛ فكيف يكسر ؟؟

    إقبض على عنق السنابل

    مثلما عانقت خنجر!

    الأرض ، و الفلاح ، و الإصرار ،

    قل لي : كيف تقهر...

    هذي الأقانيم الثلاثة ،

    كيف تقهر ؟

    ***

    -3-

    عيناك يا صديقتي العجوز، يا صديقتي المراهقة

    عيناك شحّاذان في ليل الزوايا الخانقة

    لا يضحك الرجاء فيهما ، و لا تنام الصاعقة

    لم يبق شيء عندنا ... إلّا الدموع الغارقة

    قولي : متى ستضحكين مرة ، و إن تكن منافقة ؟ !

    *

    كفاك يا صديقتي ذئبان جائعان

    مصّي بقايا دمنا ، و بعدنا الطوفان

    و إن سغبت مرة ، لا تتركي الجثمان

    و إن سئمت بعدها ، فعندك الديدان

    إنّا خلقنا غلطة ... في غفلة من الزمان

    و أنت يا صديقي العجوز... يا صديقتي المراهقة

    كوني على أشلائنا ، كالزنبقات العابقة !

    *

    الغاب يا صديقتي يكفّن الأسرار

    و حولنا الأشجار لا تهرّب الأخبار

    و الشمس عند بابنا معمية الأنوار

    واشية ، لكنها لا تعبر الأسوار

    إن الحياة خلفنا غريبة منافقة

    فابني على عظامنا دار علاك الشاهقة

    *

    أسمع يا صديقتي ما يهتف الأعداء

    أسمعهم من فجوة في خيمة السماء :

    "
    يا ويل من تنفست رئاته الهواء

    من رئة مسروقة !...

    ياويل من شرابه دماء !

    و من بنى حديقة ... ترابها أشلاء

    يا ويله من وردها المسموم " !!
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف زائر 2008-06-12, 12:44 pm



    اشهى انتصار



    لنقم دولتنا المنتضره



    شعراء نحن لسنا سحره

    نحن من نار ولدنا

    وكبرنا تحت سقف المجزره

    وتأبطنا المدى أغنيه

    ومن اللون عبدنا أحمره

    من سياط في يد جلادنا

    نحن لا نطلب إلا المعذره

    نحن لا نحمل إلا دمنا

    في بلاد شردتنا : تذكره

    كلما قلت : سأنسى مزقت

    جلدها ذاكرتي مستنكره

    لا تقولي ليس نهداي له

    فسوى عطرهما ما أسكره

    لا تقولي: صورتي غيبها

    ضحكتي ، أوقف فيها سفره

    انا بحر من رمال مطفأ

    أشعليني : زرقه يا مُقفره

    تسرق الخضره عيناك ! فلا

    مر عصفور ببال شجره

    لا تقولي لم يعد طفلا ، له

    ضحكة الريح ، وصمت المقبره

    إنها أشهى إنتصار لم تزل

    منكِ هذي العودة المنكسره
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الشاعر محمود درويش Empty رد: الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف زائر 2008-06-12, 12:48 pm

    الـجسـر
    ________________________________________________

    مشياً على الأقدامِ،

    أو زحفاً على الأيدي نعودُ

    قالوا..

    وكانَ الصخرُ يضمرُ

    والمساءُ يداً تقودُ..

    لم يعرفوا أنَّ الطريقَ إلى الطريقِ

    دمٌ، ومصيدةٌ، وبيدُ

    كلُّ القوافلِ قبلهم غاصتْ،

    وكانَ النهرُ يبصقُ ضفتيهِ

    قطعاً من اللحمِ المفتتِ،

    في وجوهِ العائدين

    كانوا ثلاثةً عائدين:

    شيخٌ، وابنتهُ، وجنديٌّ قديم

    يقفونَ عند الجسرِ..

    (
    كان الجسرُ نعساناً، وكانَ الليلُ قبعةًَ.

    وبعدَ دقائقَ يصلون. هل في البيتِ ماء؟

    وتحسّسَ المفتاحَ ثم تلا من القرآنِ آية...)

    قالَ الشيخُ منتعشاً: وكم من منزلٍ في الأرضِ يألفهُ الفتى

    قالتْ: ولكنَّ المنازلَ يا أبي أطلالُ !

    فأجابَ: تبنيها يدانِ..

    ولم يتمَّ حديثهُ، إذ صاحَ صوتٌ في الطريق: تعالوا !

    وتلتهُ صقطقةُ البنادق..

    لن يمرَّ العائدون

    حرسُ الحدودِ مرابطٌ

    يحمي الحدودَ من الحنين

    (
    أمرٌ بإطلاقِ الرصاص على الذي يجتاز هذا الجسر

    هذا الجسرُ مقصلةُ الذي رفضَ التسوّلَ تحتَ ظلِّ وكالةِ الغوثِ الجديدهْ.

    والموتَ بالمجّانِ تحتَ الذلِّ والأمطار، من يرفضه يُقتلُ عندَ هذا الجسرْ.

    هذا الجسرْ مقصلةُ الذي ما زالَ يحلُمُ بالوطن).

    الطلقةُ الأولى أزاحتْ عن جبينِ الليلِ

    قبعةَ الظلام

    والطلقةُ الأخرى..

    أصابتْ قلبَ جنديٍّ قديم

    والشيخُ يأخذُ كفَّ ابنتهِ ويتلو

    همساً من القرآنِ سورهْ

    وبلهجةٍ كالحلمِ قال:

    -
    عينا حبيبتيَ الصغيرهْ

    ليَ، يا جنود، ووجهها القمحيُّ لي

    لا تقتلوها، واقتلوني

    (
    كانت مياهُ النهرِ أغزر..

    فالذينَ رفضوا هناكَ الموتَ بالمجّان أعطوا النهرَ لوناً آخراً.

    والجسرُ، حينَ يصيرُ تمثالاً، سيُصبغُدونَ ريبٍ-

    بالظهيرةِ والدماءِ وخضرةِ الموتِ المفاجئ).

    ...
    وبرغمِ أنَّ القتلَ كانَ كالتدخين..

    لكنَّ الجنودَ "الطيّبين"،

    الطالعينَ على فهارسِ دفترٍ..

    قذفتهُ أمعاءُ السنين،

    لم يقتلوا الاثنين..

    كانَ الشيخُ يسقطُ في مياهِ النهرِ

    والبنتُ التي صارتْ يتيمهْ

    كانتْ ممزّقةَ الثياب،

    وطارَ عطرُ الياسمين

    على صدرها العاري الذي

    ملأتهُ رائحةُ الجريمهْ

    والصمتُ خيّمَ مرّةً أخرى،

    وعادَ النهرُ يبصقُ ضفتيهِ

    قطعاً من اللحمِ المفتت

    ..
    في وجوهِ العائدين

    لم يعرفوا أنَّ الطريقَ إلى الطريقِ

    دمٌ ومصيدةٌ. ولم يعرفْ أحد

    شيئاً عن النهرِ الذي

    يمتصُّ لحمَ النازحين

    (
    والجسرُ يكبرُ كلَّ يومٍ كالطريقْ،

    وهجرةُ الدمِ في مياهِ النهرِ تنحتُ من حصى الوادي

    تماثيلاً لها لونُ النجوم، ولسعةُ الذكرى،

    وطعمُ الحبِّ حينَ يصيرُ أكثرَ من عبادة).

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-11-26, 1:35 pm