هيئة التنظيم والإدارة
منذ اللحظة الأولى لبدء الكفاح المسلح، كان الجميع يدرك ان عملية بناء كبيرة قد بدأت وان ذلك يحتاج لعملية متابعة مستمرة في كل الاتجاهات فجاء تشكيل الدائرة العسكرية لقوات العاصفة لتكون العقل الذي يتابع التدقيق في كل الاتجاهات بدء من التحاق الكادر أو المقاتل بوحدته ومروراً بمعسكر التدريب ثم إعادته لإحدى الوحدات، ومتابعة نتائج ودوريات القتال وإرسال الأوامر الإدارية في من يتم استشهادهم أو جرحهم إلى جهات الاختصاص أو من يستحقون ترقيات ميدانية لشجاعتهم أو متابعة الحياة اليومية لحياتهم لقد أخذت الإدارة العسكرية تنتقل من موقع لأخر حسب واقع ونتائج القتال سلباً وإيجاباً
وعملياً فقد بدأ العمل الفعلي في الإدارة العسكرية منذ العام 1967م، وتولى المسؤولية الأخ المناضل/ أحمد القدوة ( الحاج مطلق ) وحتى بداية العام 1969م، حيث تولى قيادة الإدارة العسكرية الأخ/ أبو ماهر غنيم عضو اللجنة المركزية وعضو القيادة العامة لقوات العاصفة. وتحمل معه المسؤولية الأخوة/ ربحي موسى ( محافظ قلقيلية حالياً )، والأخ/ سمير شهاب ، واستمر عملها حتى نهاية عام 1970م، ومن ثم انتقلت الإدارة العسكرية من عمان إلى محافظة درعا في سوريا وتولى المسؤولية لهذه المرحلة الأخ/ سعيد المزين ( أبو هشام ) وشاركه في تلك الفترة الأخ/ فاروق أبو الرُب ( أبو حسان ) والأخ الشهيد/ صبحي أبو كرش ( أبو المنذر ) الذي أصبح عضواً في اللجنة المركزية بعد عدة سنوات والأخ الشهيد/ حسن زيدان ( أبو فاروق ) والذي تولى لاحقاً مسئولية تنظيم حركة فتح في سوريا والأخ/ سميح طالب والأخ/ أبو الصابر، وتميزت هذه الفترة بمتابعة الأحداث الناتجة عن مجازر أيلول ومتابعة العمليات والظروف المأساوية لحصار جرش وعجلون ودبين. ومتابعة نشوء قوات جديدة انشقت عن الجيش الأردني والتحقت بقوات العاصفة وهي قوات اليرموك، وبعد أحداث جرش وعجلون وفي نفس العام أنعقد المؤتمر العام الثالث لحركة فتح في دمشق تولى الأخ/ موسى عوض ( أبو أكرم ) مسؤولية الإدارة العسكرية من نهاية 1971م وحتى نهاية عام 1972م وساعده في عمله في الهامة الأخوة/ أبو حسين الحجاوي والشهيد/ أبو الأدب والأخ/ الهدهد. وبعد الغارة الجوية الإسرائيلية على مقر الإدارة العسكرية والتي تم فيها تدمير المقر وسقوط عدد من الشهداء والجرحى بدأت مرحلة جديدة منذ العام 1972م وحتى 1976م تداخلت فيها الساحات واختلطت فيها الأوراق بشكل صعب فكان علينا تضميد جراحنا وإعادة تنظيم وهيكلة قواتنا بعد مجازر أيلول والأحراش وخسارتنا للوجود العلني للثورة في الساحة الأردنية.
وتوجهنا إلى الساحة اللبنانية وتم التركيز على تطوير القوات على ضوء تجربتنا المريرة في الأردن في هذه الفترة ثم استدعاء الأخ المناضل/ أحمد القدوة ( الحاج مطلق ) وتوليه المسؤولية للإدارة العسكرية وتواجدت القيادة في دمشق وقد أدت تطورات الأحداث على الساحة اللبنانية والتطورات المتصاعدة والتي أدت إلى بدء الحرب الأهلية في لبنان وتدخل سوريا في الصراع على الساحة اللبنانية، ودخول قواتها إلى حلبة القتال وتعارض الموقف السوري مع الموقف الفلسطيني واللبناني إلى الرحيل عن دمشق ونقل التنظيم والإدارة إلى بيروت وإلى جانب الأخ/ الحاج مطلق شارك الأخ/ أبو حسين الحجاوي، والأخ/ عُرابي كلوب، واستمرت هذه المرحلة إلى عام 1982م، حيث شهدت بيروت الحصار والمقاومة وثم مغادرتها إلى تونس لتبدأ رحلة جديدة مختلفة تماماً عما سبق ذكره حيث دخلنا مرحلة الانتقال من الإدارة العسكرية إلى هيئة التنظيم والإدارة.
التنظيم والإدارة
وأمام إدراك القيادة لضرورات الوحدة الوطنية وتحمل حركة فتح لمسؤولياتها الكبرى في تجميع كل الطاقات الفلسطينية في كل الاتجاهات وجمع كل المنظمات القائمة على الساحة، فكنا مقبلين تنفيذاً لذلك على استيعاب جميع الأخوة العسكريين الذين تخرجوا أو خدموا في البلاد العربية وغيرها حيث أصبحت التسمية الجديدة هي التنظيم والإدارة وأن مهامها كبيرة لإعادة تنظيم صفوف وهياكل قواتنا العاملة في الثورة الفلسطينية في كل الساحات فكان العمل يتسم بالدقة والحساسية وجرى التحول في التسمية بتعيين الأخ المناضل/ أحمد القدوة ( الحاج مطلق ) مديراً لهيئة التنظيم والإدارة بتاريخ 5/2/1983م. وقد تولى معه المسؤولية كل من الأخوة/ عبد الله فياض ، وعُرابي كلوب حتى عام 1986م، ومن ثم شارك الأخوة/ محمد يوسف، ومحمد الوحشي حتى عام 1994م ومنذ عام 1994م والعودة إلى أرض الوطن وحتى عام 2000م شارك إلى جانب الأخ الحاج مطلق الأخ/ محمد يوسف والشهيد/ عبد الرحيم نايفة، وما بين العنوان الأول وهو الإدارة العسكرية والعنوان الأخير وهو هيئة التنظيم والإدارة تحمل العديد من الكوادر أمانة المسؤولية وشاركوا بشرف وعبروا كل المراحل الحلوة منها والمرة .. وذاقوا طعم النصر ومرارة الحصار وكتبوا على أوراقهم ما يحمل معاني العزة الشموخ وكتبوا أيضاً ما لا يسرنا ونذكر للحق بعض الأسماء التي مازالت تحتفظ بها الذاكرة ممن عملوا مع قيادة هيئة التنظيم والإدارة واستمروا متنقلين معها من عاصمة إلى أخرى أو من امضوا فترة وغادروها إلى موقع نضالي آخر.. أو من استشهدوا لأن ذلك جزء من حق الأيام الصعبة علينا أن نتذكرهم وهم :-
1 - الأخ/ صالح تيلخ
2 - الأخ/ محمد الوحش
3 - الأخ/ محمد نضال
4 - الأخ الشهيد/عبد العزيز داغر
5 - الأخ/ إبراهيم رصرص (أبو عماد)
6 - الأخ/ حسيب
7 - الأخ/ عبد القادر فارس (الشيخ عبد القادر)
8 - الأخ/ خالد عبد الحق
9 - الأخ/ سليم الأخرس (حمزة)
10 - الأخ/ نظمي أبو شاويش (أبو الفوارس)
11 - الأخ الدكتور/ محمود ياسين (جمال عبد الناصر)
12 - الأخ/ (عمر كامل)
13 - الأخ/ محمد العزة
14 - الأخ/ خليل مصطفى قاسم (الطوباسي)
15 - الأخ الشهيد/عبد الفتاح السيد ( أبو عادل ) .
16 – الأخ الشهيد/ ( الفسفوري ).
17 – الأخ/ محمد عبد الجواد ( غريب الدار )
18 – الأخ/ نسيم عويدات.
19 – الأخ/ خليل حميدان.
20 – الأخت/ فاطمة المقلد.
21 – الأخ/ رياض العويسي.
22 – الأخ/ صالح ياسين المصري( أبو رزق )
23 - الأخ/ محمد عطية.
24 – الأخ/ رمزي أبو عدس.
25 – الأخ/ جمال أبو الديب ( جريح )
26 – الأخ/ فايز أبو العردات.
27 – الأخ/ خضر الهبيل ( أبو الليل)
28 – الأخ/ شحدة العالول ( الشيخ شحدة )
29 – الأخ/ إبراهيم صبحي إدريس(أبو خليل ).
30 – الأخ/ حسام عودة الدباس.
31 – الأخ/ محمد أحمد علاء الدين ( الخُميني )
32 – الأخ/ إبراهيم عبد القادر مصلح ( أبو ناصر )
33 – الأخ/ عرفة الغول.
دور هيئة التنظيم والإدارة في مواجهة الانشقاق
بعد معركة بيروت الصمود ومغادرة القوات إلى الساحات العربية أخذت من تونس مقراً للقيادة السياسية والإدارة العامة ومن العراق مقراً للمجلس العسكري الأعلى ومن صنعاء مقراً للأجهزة ذات الاختصاص كالقوات والأجهزة المساندة كاللجنة العلمية والإدارة المالية. وفي حمام الشط في تونس تواجدت هيئة التنظيم والإدارة وعلى رأسها الأخ المناضل/ احمد القدوة ( الحاج مطلق ) وبدأت من مقرها الجديد عملية تثبيت المرتبات الجديدة للقوات المتواجدة في الساحات الخارجية وكذلك ما تبقى من قوات في لبنان وسوريا وبدأت مرحلة جديدة لتجربة جديدة تتميز بصعوبتها في القيادة والتحكم عن بعد حيث لعب التطور التقني دوراً هاماً في ذلك باستخدام الفاكس في إيصال الأوامر الإدارية والتعيينات والتنقلات والترقيات…الخ أو عن طريق المندوبين الذين يسافرون من ساحة إلى أخرى أو عن طريق القادة عند حضورهم الاجتماعات مع القيادة العُليا ولكن هيئة التنظيم والإدارة بشكل عام نجحت في وضع النظم والتقاليد التي تضمن السيطرة والفعالية والمرونة في إيصال التعليمات والأوامر أو استقبال مراسلات القوات.
ظل الأمر كذلك إلى أن حدث الانشقاق في البقاع وطرابلس مما فرض واقعاً جديداً على كل الساحات وهو واقع استثنائي مضطرب تداخلت فيه كل العوامل السلبية والإيجابية وبدا فيه الوضع يصعب فيه وضوح الرؤية وذلك لكثرة الإشاعات ووصول المعلومات متأخرة .. أو بسرعة البرق عبر أجهزة التلفون أو اللاسلكي. وبعضها محبط للغاية والآخر متشائم وغيره يحكم على الواقع بصورة غير واضحة. ولأن تونس بها تجمع المقرات الإدارية بشكل عام ولكل أفرع القيادة فقد كان فيها الواقع انعكاس واضح لما يتم حدوثه في سوريا ولبنان وما يصدر عن الأخ القائد العام من ردود فعل .. ولكن الفرز بين الخندقين كان يحدث كلما تدفقت من تونس إلى الساحات الكوادر المقاتلون دفاعاً عن الثورة فقد حدث أيضاً وفي نفس الوقت التحاق أعداد وكوادر للخندق الأخر وهو خندق الانشقاق.
وفي مواجهة ما يحدث فان ترتيبات هيئة التنظيم والإدارة تقتضي ملاحقة كل التفاصيل في كل الساحات واستقبال البرقيات وتجهيز الأوامر الإدارية الخاصة بالمستجدات التي تحدث بين لحظة وأخرى ... أي ان التنظيم والإدارة وضعت في اعتبارها ان تكون ردود فعلها تتسم بالسرعة والموضوعية وتثبيت الحقيقة التي لا مهرب منها، إلى جانب ذلك فإن الأخ/ الحاج مطلق والأخ/ محمد يوسف .. ومعهم كادر هيئة التنظيم والإدارة قد وجدوا ضرورة القيام بزيارات ميدانية مكوكية للقوات في المغرب العربي والمشرق العربي وتعيين ضباط أكفاء لملاحقة المهام الخاصة بذلك في الساحات وعلى سبيل المثال تم تعيين الأخ العقيد/ عُرابي في الساحة اليمنية باعتبارها تحتضن أكبر عدد من القوات في جميع الاختصاصات مثل قوات شهداء صبرا وشاتيلا والقوة البحرية والقوة الجوية، واللوازم العامة، والتوجيه السياسي، واللجنة العلمية، والإدارة المالية، والرقابة العامة، وغير ذلك من الأجهزة المساندة..
وقام الأخ المناضل/ الحاج مطلق والأخ/ محمد يوسف بزيارات لساحات وقد لعب دوراً هاماً في حسم تفاعلات الانشقاق في البقاع وانعكاساتها على الأوضاع في قواتنا وأجهزتنا في الساحة اليمنية بشكل خاص شهد لهم فيها جميع القادة والضباط والكوادر وشعر الجميع بعد عام من استقرار الأوضاع بعد المواجهات في طرابلس وخروج القوات منها والرحيل الثاني إلى معسكرات الشتات في الدول العربية .. بأن دوراً مميزاً لهيئة التنظيم والإدارة قد بدأ في الواقع الجديد بكل تداعياته يحتاج إلى إعادة تثبيت القيود وشطب من خرجوا عن الصف الوطني وطرد من وجهوا السلاح لصدر قواتهم وشعبهم وقيادتهم .. وكان على هيئة التنظيم والإدارة النجاح في اختبار القيادة والتحكم عن بعد وإحداث السيطرة الكاملة. سواء كان ذلك في سرعة إرسال وإيصال المعلومات والأوامر الإدارية. الصادر عن القيادة العُليا أو ردود القوات ومراسلاتها.
وفي النهاية نجحت التجربة وفي وثائق هيئة التنظيم والإدارة كل عناصر المسؤولية وردود الفعل ومن يعود لوثائقها يقرأ التاريخ العريق لقوات شجاعة ولقيادة حكيمة انتصرت على المستحيل وواصلت الثبات إلى أن عادت لأرض الوطن لتبدأ رحلة من نوع آخر تتداخل فيها عناصر الثورة وماضيها وعناصر الانتفاضة ببراعمها وكل ذلك عن طريق الوصول إلى الهدف الكبير.
منذ اللحظة الأولى لبدء الكفاح المسلح، كان الجميع يدرك ان عملية بناء كبيرة قد بدأت وان ذلك يحتاج لعملية متابعة مستمرة في كل الاتجاهات فجاء تشكيل الدائرة العسكرية لقوات العاصفة لتكون العقل الذي يتابع التدقيق في كل الاتجاهات بدء من التحاق الكادر أو المقاتل بوحدته ومروراً بمعسكر التدريب ثم إعادته لإحدى الوحدات، ومتابعة نتائج ودوريات القتال وإرسال الأوامر الإدارية في من يتم استشهادهم أو جرحهم إلى جهات الاختصاص أو من يستحقون ترقيات ميدانية لشجاعتهم أو متابعة الحياة اليومية لحياتهم لقد أخذت الإدارة العسكرية تنتقل من موقع لأخر حسب واقع ونتائج القتال سلباً وإيجاباً
وعملياً فقد بدأ العمل الفعلي في الإدارة العسكرية منذ العام 1967م، وتولى المسؤولية الأخ المناضل/ أحمد القدوة ( الحاج مطلق ) وحتى بداية العام 1969م، حيث تولى قيادة الإدارة العسكرية الأخ/ أبو ماهر غنيم عضو اللجنة المركزية وعضو القيادة العامة لقوات العاصفة. وتحمل معه المسؤولية الأخوة/ ربحي موسى ( محافظ قلقيلية حالياً )، والأخ/ سمير شهاب ، واستمر عملها حتى نهاية عام 1970م، ومن ثم انتقلت الإدارة العسكرية من عمان إلى محافظة درعا في سوريا وتولى المسؤولية لهذه المرحلة الأخ/ سعيد المزين ( أبو هشام ) وشاركه في تلك الفترة الأخ/ فاروق أبو الرُب ( أبو حسان ) والأخ الشهيد/ صبحي أبو كرش ( أبو المنذر ) الذي أصبح عضواً في اللجنة المركزية بعد عدة سنوات والأخ الشهيد/ حسن زيدان ( أبو فاروق ) والذي تولى لاحقاً مسئولية تنظيم حركة فتح في سوريا والأخ/ سميح طالب والأخ/ أبو الصابر، وتميزت هذه الفترة بمتابعة الأحداث الناتجة عن مجازر أيلول ومتابعة العمليات والظروف المأساوية لحصار جرش وعجلون ودبين. ومتابعة نشوء قوات جديدة انشقت عن الجيش الأردني والتحقت بقوات العاصفة وهي قوات اليرموك، وبعد أحداث جرش وعجلون وفي نفس العام أنعقد المؤتمر العام الثالث لحركة فتح في دمشق تولى الأخ/ موسى عوض ( أبو أكرم ) مسؤولية الإدارة العسكرية من نهاية 1971م وحتى نهاية عام 1972م وساعده في عمله في الهامة الأخوة/ أبو حسين الحجاوي والشهيد/ أبو الأدب والأخ/ الهدهد. وبعد الغارة الجوية الإسرائيلية على مقر الإدارة العسكرية والتي تم فيها تدمير المقر وسقوط عدد من الشهداء والجرحى بدأت مرحلة جديدة منذ العام 1972م وحتى 1976م تداخلت فيها الساحات واختلطت فيها الأوراق بشكل صعب فكان علينا تضميد جراحنا وإعادة تنظيم وهيكلة قواتنا بعد مجازر أيلول والأحراش وخسارتنا للوجود العلني للثورة في الساحة الأردنية.
وتوجهنا إلى الساحة اللبنانية وتم التركيز على تطوير القوات على ضوء تجربتنا المريرة في الأردن في هذه الفترة ثم استدعاء الأخ المناضل/ أحمد القدوة ( الحاج مطلق ) وتوليه المسؤولية للإدارة العسكرية وتواجدت القيادة في دمشق وقد أدت تطورات الأحداث على الساحة اللبنانية والتطورات المتصاعدة والتي أدت إلى بدء الحرب الأهلية في لبنان وتدخل سوريا في الصراع على الساحة اللبنانية، ودخول قواتها إلى حلبة القتال وتعارض الموقف السوري مع الموقف الفلسطيني واللبناني إلى الرحيل عن دمشق ونقل التنظيم والإدارة إلى بيروت وإلى جانب الأخ/ الحاج مطلق شارك الأخ/ أبو حسين الحجاوي، والأخ/ عُرابي كلوب، واستمرت هذه المرحلة إلى عام 1982م، حيث شهدت بيروت الحصار والمقاومة وثم مغادرتها إلى تونس لتبدأ رحلة جديدة مختلفة تماماً عما سبق ذكره حيث دخلنا مرحلة الانتقال من الإدارة العسكرية إلى هيئة التنظيم والإدارة.
التنظيم والإدارة
وأمام إدراك القيادة لضرورات الوحدة الوطنية وتحمل حركة فتح لمسؤولياتها الكبرى في تجميع كل الطاقات الفلسطينية في كل الاتجاهات وجمع كل المنظمات القائمة على الساحة، فكنا مقبلين تنفيذاً لذلك على استيعاب جميع الأخوة العسكريين الذين تخرجوا أو خدموا في البلاد العربية وغيرها حيث أصبحت التسمية الجديدة هي التنظيم والإدارة وأن مهامها كبيرة لإعادة تنظيم صفوف وهياكل قواتنا العاملة في الثورة الفلسطينية في كل الساحات فكان العمل يتسم بالدقة والحساسية وجرى التحول في التسمية بتعيين الأخ المناضل/ أحمد القدوة ( الحاج مطلق ) مديراً لهيئة التنظيم والإدارة بتاريخ 5/2/1983م. وقد تولى معه المسؤولية كل من الأخوة/ عبد الله فياض ، وعُرابي كلوب حتى عام 1986م، ومن ثم شارك الأخوة/ محمد يوسف، ومحمد الوحشي حتى عام 1994م ومنذ عام 1994م والعودة إلى أرض الوطن وحتى عام 2000م شارك إلى جانب الأخ الحاج مطلق الأخ/ محمد يوسف والشهيد/ عبد الرحيم نايفة، وما بين العنوان الأول وهو الإدارة العسكرية والعنوان الأخير وهو هيئة التنظيم والإدارة تحمل العديد من الكوادر أمانة المسؤولية وشاركوا بشرف وعبروا كل المراحل الحلوة منها والمرة .. وذاقوا طعم النصر ومرارة الحصار وكتبوا على أوراقهم ما يحمل معاني العزة الشموخ وكتبوا أيضاً ما لا يسرنا ونذكر للحق بعض الأسماء التي مازالت تحتفظ بها الذاكرة ممن عملوا مع قيادة هيئة التنظيم والإدارة واستمروا متنقلين معها من عاصمة إلى أخرى أو من امضوا فترة وغادروها إلى موقع نضالي آخر.. أو من استشهدوا لأن ذلك جزء من حق الأيام الصعبة علينا أن نتذكرهم وهم :-
1 - الأخ/ صالح تيلخ
2 - الأخ/ محمد الوحش
3 - الأخ/ محمد نضال
4 - الأخ الشهيد/عبد العزيز داغر
5 - الأخ/ إبراهيم رصرص (أبو عماد)
6 - الأخ/ حسيب
7 - الأخ/ عبد القادر فارس (الشيخ عبد القادر)
8 - الأخ/ خالد عبد الحق
9 - الأخ/ سليم الأخرس (حمزة)
10 - الأخ/ نظمي أبو شاويش (أبو الفوارس)
11 - الأخ الدكتور/ محمود ياسين (جمال عبد الناصر)
12 - الأخ/ (عمر كامل)
13 - الأخ/ محمد العزة
14 - الأخ/ خليل مصطفى قاسم (الطوباسي)
15 - الأخ الشهيد/عبد الفتاح السيد ( أبو عادل ) .
16 – الأخ الشهيد/ ( الفسفوري ).
17 – الأخ/ محمد عبد الجواد ( غريب الدار )
18 – الأخ/ نسيم عويدات.
19 – الأخ/ خليل حميدان.
20 – الأخت/ فاطمة المقلد.
21 – الأخ/ رياض العويسي.
22 – الأخ/ صالح ياسين المصري( أبو رزق )
23 - الأخ/ محمد عطية.
24 – الأخ/ رمزي أبو عدس.
25 – الأخ/ جمال أبو الديب ( جريح )
26 – الأخ/ فايز أبو العردات.
27 – الأخ/ خضر الهبيل ( أبو الليل)
28 – الأخ/ شحدة العالول ( الشيخ شحدة )
29 – الأخ/ إبراهيم صبحي إدريس(أبو خليل ).
30 – الأخ/ حسام عودة الدباس.
31 – الأخ/ محمد أحمد علاء الدين ( الخُميني )
32 – الأخ/ إبراهيم عبد القادر مصلح ( أبو ناصر )
33 – الأخ/ عرفة الغول.
دور هيئة التنظيم والإدارة في مواجهة الانشقاق
بعد معركة بيروت الصمود ومغادرة القوات إلى الساحات العربية أخذت من تونس مقراً للقيادة السياسية والإدارة العامة ومن العراق مقراً للمجلس العسكري الأعلى ومن صنعاء مقراً للأجهزة ذات الاختصاص كالقوات والأجهزة المساندة كاللجنة العلمية والإدارة المالية. وفي حمام الشط في تونس تواجدت هيئة التنظيم والإدارة وعلى رأسها الأخ المناضل/ احمد القدوة ( الحاج مطلق ) وبدأت من مقرها الجديد عملية تثبيت المرتبات الجديدة للقوات المتواجدة في الساحات الخارجية وكذلك ما تبقى من قوات في لبنان وسوريا وبدأت مرحلة جديدة لتجربة جديدة تتميز بصعوبتها في القيادة والتحكم عن بعد حيث لعب التطور التقني دوراً هاماً في ذلك باستخدام الفاكس في إيصال الأوامر الإدارية والتعيينات والتنقلات والترقيات…الخ أو عن طريق المندوبين الذين يسافرون من ساحة إلى أخرى أو عن طريق القادة عند حضورهم الاجتماعات مع القيادة العُليا ولكن هيئة التنظيم والإدارة بشكل عام نجحت في وضع النظم والتقاليد التي تضمن السيطرة والفعالية والمرونة في إيصال التعليمات والأوامر أو استقبال مراسلات القوات.
ظل الأمر كذلك إلى أن حدث الانشقاق في البقاع وطرابلس مما فرض واقعاً جديداً على كل الساحات وهو واقع استثنائي مضطرب تداخلت فيه كل العوامل السلبية والإيجابية وبدا فيه الوضع يصعب فيه وضوح الرؤية وذلك لكثرة الإشاعات ووصول المعلومات متأخرة .. أو بسرعة البرق عبر أجهزة التلفون أو اللاسلكي. وبعضها محبط للغاية والآخر متشائم وغيره يحكم على الواقع بصورة غير واضحة. ولأن تونس بها تجمع المقرات الإدارية بشكل عام ولكل أفرع القيادة فقد كان فيها الواقع انعكاس واضح لما يتم حدوثه في سوريا ولبنان وما يصدر عن الأخ القائد العام من ردود فعل .. ولكن الفرز بين الخندقين كان يحدث كلما تدفقت من تونس إلى الساحات الكوادر المقاتلون دفاعاً عن الثورة فقد حدث أيضاً وفي نفس الوقت التحاق أعداد وكوادر للخندق الأخر وهو خندق الانشقاق.
وفي مواجهة ما يحدث فان ترتيبات هيئة التنظيم والإدارة تقتضي ملاحقة كل التفاصيل في كل الساحات واستقبال البرقيات وتجهيز الأوامر الإدارية الخاصة بالمستجدات التي تحدث بين لحظة وأخرى ... أي ان التنظيم والإدارة وضعت في اعتبارها ان تكون ردود فعلها تتسم بالسرعة والموضوعية وتثبيت الحقيقة التي لا مهرب منها، إلى جانب ذلك فإن الأخ/ الحاج مطلق والأخ/ محمد يوسف .. ومعهم كادر هيئة التنظيم والإدارة قد وجدوا ضرورة القيام بزيارات ميدانية مكوكية للقوات في المغرب العربي والمشرق العربي وتعيين ضباط أكفاء لملاحقة المهام الخاصة بذلك في الساحات وعلى سبيل المثال تم تعيين الأخ العقيد/ عُرابي في الساحة اليمنية باعتبارها تحتضن أكبر عدد من القوات في جميع الاختصاصات مثل قوات شهداء صبرا وشاتيلا والقوة البحرية والقوة الجوية، واللوازم العامة، والتوجيه السياسي، واللجنة العلمية، والإدارة المالية، والرقابة العامة، وغير ذلك من الأجهزة المساندة..
وقام الأخ المناضل/ الحاج مطلق والأخ/ محمد يوسف بزيارات لساحات وقد لعب دوراً هاماً في حسم تفاعلات الانشقاق في البقاع وانعكاساتها على الأوضاع في قواتنا وأجهزتنا في الساحة اليمنية بشكل خاص شهد لهم فيها جميع القادة والضباط والكوادر وشعر الجميع بعد عام من استقرار الأوضاع بعد المواجهات في طرابلس وخروج القوات منها والرحيل الثاني إلى معسكرات الشتات في الدول العربية .. بأن دوراً مميزاً لهيئة التنظيم والإدارة قد بدأ في الواقع الجديد بكل تداعياته يحتاج إلى إعادة تثبيت القيود وشطب من خرجوا عن الصف الوطني وطرد من وجهوا السلاح لصدر قواتهم وشعبهم وقيادتهم .. وكان على هيئة التنظيم والإدارة النجاح في اختبار القيادة والتحكم عن بعد وإحداث السيطرة الكاملة. سواء كان ذلك في سرعة إرسال وإيصال المعلومات والأوامر الإدارية. الصادر عن القيادة العُليا أو ردود القوات ومراسلاتها.
وفي النهاية نجحت التجربة وفي وثائق هيئة التنظيم والإدارة كل عناصر المسؤولية وردود الفعل ومن يعود لوثائقها يقرأ التاريخ العريق لقوات شجاعة ولقيادة حكيمة انتصرت على المستحيل وواصلت الثبات إلى أن عادت لأرض الوطن لتبدأ رحلة من نوع آخر تتداخل فيها عناصر الثورة وماضيها وعناصر الانتفاضة ببراعمها وكل ذلك عن طريق الوصول إلى الهدف الكبير.