الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس - صفحة 2 Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:10 pm

    هيئة التنظيم والإدارة

    منذ اللحظة الأولى لبدء الكفاح المسلح، كان الجميع يدرك ان عملية بناء كبيرة قد بدأت وان ذلك يحتاج لعملية متابعة مستمرة في كل الاتجاهات فجاء تشكيل الدائرة العسكرية لقوات العاصفة لتكون العقل الذي يتابع التدقيق في كل الاتجاهات بدء من التحاق الكادر أو المقاتل بوحدته ومروراً بمعسكر التدريب ثم إعادته لإحدى الوحدات، ومتابعة نتائج ودوريات القتال وإرسال الأوامر الإدارية في من يتم استشهادهم أو جرحهم إلى جهات الاختصاص أو من يستحقون ترقيات ميدانية لشجاعتهم أو متابعة الحياة اليومية لحياتهم لقد أخذت الإدارة العسكرية تنتقل من موقع لأخر حسب واقع ونتائج القتال سلباً وإيجاباً
    وعملياً فقد بدأ العمل الفعلي في الإدارة العسكرية منذ العام 1967م، وتولى المسؤولية الأخ المناضل/ أحمد القدوة ( الحاج مطلق ) وحتى بداية العام 1969م، حيث تولى قيادة الإدارة العسكرية الأخ/ أبو ماهر غنيم عضو اللجنة المركزية وعضو القيادة العامة لقوات العاصفة. وتحمل معه المسؤولية الأخوة/ ربحي موسى ( محافظ قلقيلية حالياً )، والأخ/ سمير شهاب ، واستمر عملها حتى نهاية عام 1970م، ومن ثم انتقلت الإدارة العسكرية من عمان إلى محافظة درعا في سوريا وتولى المسؤولية لهذه المرحلة الأخ/ سعيد المزين ( أبو هشام ) وشاركه في تلك الفترة الأخ/ فاروق أبو الرُب ( أبو حسان ) والأخ الشهيد/ صبحي أبو كرش ( أبو المنذر ) الذي أصبح عضواً في اللجنة المركزية بعد عدة سنوات والأخ الشهيد/ حسن زيدان ( أبو فاروق ) والذي تولى لاحقاً مسئولية تنظيم حركة فتح في سوريا والأخ/ سميح طالب والأخ/ أبو الصابر، وتميزت هذه الفترة بمتابعة الأحداث الناتجة عن مجازر أيلول ومتابعة العمليات والظروف المأساوية لحصار جرش وعجلون ودبين. ومتابعة نشوء قوات جديدة انشقت عن الجيش الأردني والتحقت بقوات العاصفة وهي قوات اليرموك، وبعد أحداث جرش وعجلون وفي نفس العام أنعقد المؤتمر العام الثالث لحركة فتح في دمشق تولى الأخ/ موسى عوض ( أبو أكرم ) مسؤولية الإدارة العسكرية من نهاية 1971م وحتى نهاية عام 1972م وساعده في عمله في الهامة الأخوة/ أبو حسين الحجاوي والشهيد/ أبو الأدب والأخ/ الهدهد. وبعد الغارة الجوية الإسرائيلية على مقر الإدارة العسكرية والتي تم فيها تدمير المقر وسقوط عدد من الشهداء والجرحى بدأت مرحلة جديدة منذ العام 1972م وحتى 1976م تداخلت فيها الساحات واختلطت فيها الأوراق بشكل صعب فكان علينا تضميد جراحنا وإعادة تنظيم وهيكلة قواتنا بعد مجازر أيلول والأحراش وخسارتنا للوجود العلني للثورة في الساحة الأردنية.
    وتوجهنا إلى الساحة اللبنانية وتم التركيز على تطوير القوات على ضوء تجربتنا المريرة في الأردن في هذه الفترة ثم استدعاء الأخ المناضل/ أحمد القدوة ( الحاج مطلق ) وتوليه المسؤولية للإدارة العسكرية وتواجدت القيادة في دمشق وقد أدت تطورات الأحداث على الساحة اللبنانية والتطورات المتصاعدة والتي أدت إلى بدء الحرب الأهلية في لبنان وتدخل سوريا في الصراع على الساحة اللبنانية، ودخول قواتها إلى حلبة القتال وتعارض الموقف السوري مع الموقف الفلسطيني واللبناني إلى الرحيل عن دمشق ونقل التنظيم والإدارة إلى بيروت وإلى جانب الأخ/ الحاج مطلق شارك الأخ/ أبو حسين الحجاوي، والأخ/ عُرابي كلوب، واستمرت هذه المرحلة إلى عام 1982م، حيث شهدت بيروت الحصار والمقاومة وثم مغادرتها إلى تونس لتبدأ رحلة جديدة مختلفة تماماً عما سبق ذكره حيث دخلنا مرحلة الانتقال من الإدارة العسكرية إلى هيئة التنظيم والإدارة.

    التنظيم والإدارة
    وأمام إدراك القيادة لضرورات الوحدة الوطنية وتحمل حركة فتح لمسؤولياتها الكبرى في تجميع كل الطاقات الفلسطينية في كل الاتجاهات وجمع كل المنظمات القائمة على الساحة، فكنا مقبلين تنفيذاً لذلك على استيعاب جميع الأخوة العسكريين الذين تخرجوا أو خدموا في البلاد العربية وغيرها حيث أصبحت التسمية الجديدة هي التنظيم والإدارة وأن مهامها كبيرة لإعادة تنظيم صفوف وهياكل قواتنا العاملة في الثورة الفلسطينية في كل الساحات فكان العمل يتسم بالدقة والحساسية وجرى التحول في التسمية بتعيين الأخ المناضل/ أحمد القدوة ( الحاج مطلق ) مديراً لهيئة التنظيم والإدارة بتاريخ 5/2/1983م. وقد تولى معه المسؤولية كل من الأخوة/ عبد الله فياض ، وعُرابي كلوب حتى عام 1986م، ومن ثم شارك الأخوة/ محمد يوسف، ومحمد الوحشي حتى عام 1994م ومنذ عام 1994م والعودة إلى أرض الوطن وحتى عام 2000م شارك إلى جانب الأخ الحاج مطلق الأخ/ محمد يوسف والشهيد/ عبد الرحيم نايفة، وما بين العنوان الأول وهو الإدارة العسكرية والعنوان الأخير وهو هيئة التنظيم والإدارة تحمل العديد من الكوادر أمانة المسؤولية وشاركوا بشرف وعبروا كل المراحل الحلوة منها والمرة .. وذاقوا طعم النصر ومرارة الحصار وكتبوا على أوراقهم ما يحمل معاني العزة الشموخ وكتبوا أيضاً ما لا يسرنا ونذكر للحق بعض الأسماء التي مازالت تحتفظ بها الذاكرة ممن عملوا مع قيادة هيئة التنظيم والإدارة واستمروا متنقلين معها من عاصمة إلى أخرى أو من امضوا فترة وغادروها إلى موقع نضالي آخر.. أو من استشهدوا لأن ذلك جزء من حق الأيام الصعبة علينا أن نتذكرهم وهم :-
    1 - الأخ/ صالح تيلخ
    2 - الأخ/ محمد الوحش
    3 - الأخ/ محمد نضال
    4 - الأخ الشهيد/عبد العزيز داغر
    5 - الأخ/ إبراهيم رصرص (أبو عماد)
    6 - الأخ/ حسيب
    7 - الأخ/ عبد القادر فارس (الشيخ عبد القادر)
    8 - الأخ/ خالد عبد الحق
    9 - الأخ/ سليم الأخرس (حمزة)
    10 - الأخ/ نظمي أبو شاويش (أبو الفوارس)
    11 - الأخ الدكتور/ محمود ياسين (جمال عبد الناصر)
    12 - الأخ/ (عمر كامل)
    13 - الأخ/ محمد العزة
    14 - الأخ/ خليل مصطفى قاسم (الطوباسي)
    15 - الأخ الشهيد/عبد الفتاح السيد ( أبو عادل ) .
    16 – الأخ الشهيد/ ( الفسفوري ).
    17 – الأخ/ محمد عبد الجواد ( غريب الدار )
    18 – الأخ/ نسيم عويدات.
    19 – الأخ/ خليل حميدان.
    20 – الأخت/ فاطمة المقلد.
    21 – الأخ/ رياض العويسي.
    22 – الأخ/ صالح ياسين المصري( أبو رزق )
    23 - الأخ/ محمد عطية.
    24 – الأخ/ رمزي أبو عدس.
    25 – الأخ/ جمال أبو الديب ( جريح )
    26 – الأخ/ فايز أبو العردات.
    27 – الأخ/ خضر الهبيل ( أبو الليل)
    28 – الأخ/ شحدة العالول ( الشيخ شحدة )
    29 – الأخ/ إبراهيم صبحي إدريس(أبو خليل ).
    30 – الأخ/ حسام عودة الدباس.
    31 – الأخ/ محمد أحمد علاء الدين ( الخُميني )
    32 – الأخ/ إبراهيم عبد القادر مصلح ( أبو ناصر )
    33 – الأخ/ عرفة الغول.

    دور هيئة التنظيم والإدارة في مواجهة الانشقاق
    بعد معركة بيروت الصمود ومغادرة القوات إلى الساحات العربية أخذت من تونس مقراً للقيادة السياسية والإدارة العامة ومن العراق مقراً للمجلس العسكري الأعلى ومن صنعاء مقراً للأجهزة ذات الاختصاص كالقوات والأجهزة المساندة كاللجنة العلمية والإدارة المالية. وفي حمام الشط في تونس تواجدت هيئة التنظيم والإدارة وعلى رأسها الأخ المناضل/ احمد القدوة ( الحاج مطلق ) وبدأت من مقرها الجديد عملية تثبيت المرتبات الجديدة للقوات المتواجدة في الساحات الخارجية وكذلك ما تبقى من قوات في لبنان وسوريا وبدأت مرحلة جديدة لتجربة جديدة تتميز بصعوبتها في القيادة والتحكم عن بعد حيث لعب التطور التقني دوراً هاماً في ذلك باستخدام الفاكس في إيصال الأوامر الإدارية والتعيينات والتنقلات والترقيات…الخ أو عن طريق المندوبين الذين يسافرون من ساحة إلى أخرى أو عن طريق القادة عند حضورهم الاجتماعات مع القيادة العُليا ولكن هيئة التنظيم والإدارة بشكل عام نجحت في وضع النظم والتقاليد التي تضمن السيطرة والفعالية والمرونة في إيصال التعليمات والأوامر أو استقبال مراسلات القوات.
    ظل الأمر كذلك إلى أن حدث الانشقاق في البقاع وطرابلس مما فرض واقعاً جديداً على كل الساحات وهو واقع استثنائي مضطرب تداخلت فيه كل العوامل السلبية والإيجابية وبدا فيه الوضع يصعب فيه وضوح الرؤية وذلك لكثرة الإشاعات ووصول المعلومات متأخرة .. أو بسرعة البرق عبر أجهزة التلفون أو اللاسلكي. وبعضها محبط للغاية والآخر متشائم وغيره يحكم على الواقع بصورة غير واضحة. ولأن تونس بها تجمع المقرات الإدارية بشكل عام ولكل أفرع القيادة فقد كان فيها الواقع انعكاس واضح لما يتم حدوثه في سوريا ولبنان وما يصدر عن الأخ القائد العام من ردود فعل .. ولكن الفرز بين الخندقين كان يحدث كلما تدفقت من تونس إلى الساحات الكوادر المقاتلون دفاعاً عن الثورة فقد حدث أيضاً وفي نفس الوقت التحاق أعداد وكوادر للخندق الأخر وهو خندق الانشقاق.
    وفي مواجهة ما يحدث فان ترتيبات هيئة التنظيم والإدارة تقتضي ملاحقة كل التفاصيل في كل الساحات واستقبال البرقيات وتجهيز الأوامر الإدارية الخاصة بالمستجدات التي تحدث بين لحظة وأخرى ... أي ان التنظيم والإدارة وضعت في اعتبارها ان تكون ردود فعلها تتسم بالسرعة والموضوعية وتثبيت الحقيقة التي لا مهرب منها، إلى جانب ذلك فإن الأخ/ الحاج مطلق والأخ/ محمد يوسف .. ومعهم كادر هيئة التنظيم والإدارة قد وجدوا ضرورة القيام بزيارات ميدانية مكوكية للقوات في المغرب العربي والمشرق العربي وتعيين ضباط أكفاء لملاحقة المهام الخاصة بذلك في الساحات وعلى سبيل المثال تم تعيين الأخ العقيد/ عُرابي في الساحة اليمنية باعتبارها تحتضن أكبر عدد من القوات في جميع الاختصاصات مثل قوات شهداء صبرا وشاتيلا والقوة البحرية والقوة الجوية، واللوازم العامة، والتوجيه السياسي، واللجنة العلمية، والإدارة المالية، والرقابة العامة، وغير ذلك من الأجهزة المساندة..
    وقام الأخ المناضل/ الحاج مطلق والأخ/ محمد يوسف بزيارات لساحات وقد لعب دوراً هاماً في حسم تفاعلات الانشقاق في البقاع وانعكاساتها على الأوضاع في قواتنا وأجهزتنا في الساحة اليمنية بشكل خاص شهد لهم فيها جميع القادة والضباط والكوادر وشعر الجميع بعد عام من استقرار الأوضاع بعد المواجهات في طرابلس وخروج القوات منها والرحيل الثاني إلى معسكرات الشتات في الدول العربية .. بأن دوراً مميزاً لهيئة التنظيم والإدارة قد بدأ في الواقع الجديد بكل تداعياته يحتاج إلى إعادة تثبيت القيود وشطب من خرجوا عن الصف الوطني وطرد من وجهوا السلاح لصدر قواتهم وشعبهم وقيادتهم .. وكان على هيئة التنظيم والإدارة النجاح في اختبار القيادة والتحكم عن بعد وإحداث السيطرة الكاملة. سواء كان ذلك في سرعة إرسال وإيصال المعلومات والأوامر الإدارية. الصادر عن القيادة العُليا أو ردود القوات ومراسلاتها.
    وفي النهاية نجحت التجربة وفي وثائق هيئة التنظيم والإدارة كل عناصر المسؤولية وردود الفعل ومن يعود لوثائقها يقرأ التاريخ العريق لقوات شجاعة ولقيادة حكيمة انتصرت على المستحيل وواصلت الثبات إلى أن عادت لأرض الوطن لتبدأ رحلة من نوع آخر تتداخل فيها عناصر الثورة وماضيها وعناصر الانتفاضة ببراعمها وكل ذلك عن طريق الوصول إلى الهدف الكبير.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس - صفحة 2 Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:11 pm

    دور الخدمات الطبية العسكرية في الدفاع عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل

    لقد تزامن وجود الخدمات الطبية العسكرية مع انطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة في الفاتح من يناير عام 1965م، ولم تكن في ذلك الوقت بمعنى الجهاز الطبي المتكامل، بل كانت عبارة عن مجموعة من الأطباء والممرضين المناضلين الملتزمين الذين كانوا يعملون ضمن الوحدات الفدائية في الساحة الأردنية ومع تنامي العمل الفدائي وتصعيد الكفاح المسلح قررت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تشكيل الهلال الأحمر الفلسطيني، وذلك في نهاية عام 1968م وبداية عام 1969م، وفي الدورة السادسة للمجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في القاهرة من 1/9/1969م-6/9/1969م كلف المجلس الوطني الهلال الأحمر الفلسطيني بإنشاء جهاز طبي متكامل للقيام بالخدمات الطبية لعلاج وإسعاف المقاتلين والمصابين وعائلاتهم، وكذلك عائلات الشهداء والمعتقلين وأبناء شعبنا في المخيمات وسكان القرى الأمامية، وتقديم المعونات الطبية والاجتماعية لشعبنا في الأرض المحتلة بقدر ما تسمح به الظروف، كما أوصى المجلس بإنشاء مستشفى جراحي مزود بجميع الإمكانيات الفنية والأخصائية، وفي الدورة التاسعة للمجلس الوطني الفلسطيني في شهر يوليو 1971م بالقاهرة، أكد المجلس على القرارات السابقة الذكر، وأن تكون جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الجهة الوحيدة التي تقدم الخدمات الطبية لمقاتلينا وشعبنا، وتأكيد خدمة العلم لمدة سنة لجميع أبناء المهن الطبية الفلسطينية.
    النشأة والتشكيل
    يقول العميد الدكتور/ علي عابد نائب مدير الخدمات الطبية: أنيط بالهلال الأحمر الفلسطيني القيام بالخدمات الطبية والعلاجية للمقاتلين وأسرهم، ولأبناء شعبنا الفلسطيني في دول الطوق والشتات، وقام الهلال بإنشاء مستشفى فلسطين بالقاهرة، ومستشفى يافا بدمشق ومستشفى حيفا، ومستشفى غزة في بيروت ومستشفى الهمشري في صيدا، ومستشفى كمال عدوان في البقاع، وتشكل من الهلال الأحمر فرع الخدمات الطبية الذي بقي متابعا للنشاط الصحي والعلاجي والإسعافي لإخواننا المناضلين والمقاتلين في وحداتهم.

    تطور الخدمات الطبية
    يضيف العميد الدكتور/ علي عابد: أُعيد تشكيل الخدمات الطبية العسكرية بعد الخروج من الأردن، وبالتحديد عام 1972م، وكانت آنذاك بقيادة الدكتور المرحوم/ عبد الله شناعة، وأصبحت تتشكل من أربع سرايا طبية موزعة تقوم بالتغطية العلاجية للمقاتلين في قواعدهم، وفي مناطق تواجدهم عبر الأراضي السورية واللبنانية، كان مركز السرية الطبية الأولى في سوريا، وكانت تقوم بالتغطية العلاجية لقوات اليرموك، والسرية الطبية الثانية كانت متواجدة بين سوريا والبقاع، أما السرية الطبية الثالثة فكانت مسؤوليتها باتجاه جنوب لبنان، والسرية الطبية الرابعة والتي أُطلق عليها اسم سرية المتفرقات حيث كانت تقوم بالتغطية الطبية والعلاجية للوحدات المتناثرة، وقوات البحرية والطيران والمراكز الإدارية والوحدات العسكرية البعيدة.

    دورها المميز

    كان للخدمات الطبية عبر هذا التاريخ الطويل دور فاعل، وشكلت عياداتها جزءً من جسم الوحدة العسكرية، وكان الطبيب والممرض وسائق الإسعاف يعيشون ضمن الوحدة العسكرية التي يتواجدون فيها، واستشهد الكثير منهم في الأحداث والمعارك وخاصة في الجنوب اللبناني حيث كانوا يؤدون واجبهم ميدانيا وبالسرعة الممكنة، ولقد أقامت الكثير من العيادات الطبية في الجنوب اللبناني وأوجدت حالة من التفاعل بين المواطن اللبناني والثورة الفلسطينية من خلال تقديم الخدمات الطبية للمواطن اللبناني أسوة بالمقاتل الفلسطيني، ولم يكن دورها يقتصر على الوحدات العسكرية الفلسطينية، بل كان يمتد نشاطها لتقديم كل علاج وإسعاف ممكن لإخواننا اللبنانيين في الجنوب والبقاع، وفي جميع أماكن تواجد وانتشار الخدمات الطبية الفلسطينية، حيث كانت العيادات والمراكز مفتوحة للمدنيين كما هي مفتوحة للأخوة المقاتلين.

    الخدمات الطبية وحرب الاستنزاف على جبل الشيخ
    حول هذا الموضوع يؤكد الدكتور العميد/ علي عابد أن الخدمات الطبية شاركت بفعالية في حرب الاستنزاف على جبل الشيخ مع نهاية عام 1973م وبداية عام 1974م، وأشار إلى الدور المميز في تلك المعارك حيث كانوا يقومون بعملية الإخلاء للشهداء من ساحات القتال، والإسعاف للجرحى من الأخوة الجنود السوريين في تلك المنطقة رغم ضراوة وشدة المعارك والقصف، وقد شهدت القيادة السورية وشكرت الخدمات الطبية على دورها في سرعة إخلاء المصابين.

    الخدمات والهلال
    كانت العلاقة بين الخدمات الطبية والهلال الأحمر الفلسطيني علاقة تكاملية مميزة، لم يكن هناك فصل بين الخدمات والهلال بل كان التنسيق في العمل والتلازم تنسيقاً كاملاً لأن جهاز الإسعاف ومستشفيات الهلال كان لها دور كبير في استيعاب الجرحى من الجنود والضباط، وكذلك الأخوة المدنيين وكان لسائقي الإسعاف دوراً بارزاً في نقل الجرحى من مواقع الأحداث، وفي الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978م تجسد التلاحم والتنسيق الرائع بين الخدمات والهلال، وبرز دورهما المميز في الصمود على أرض المواقع والمراكز مما انعكس ذلك بصورة واضحة في التخفيف من معاناة الجرحى والمرضى، فكان له أثر كبير في إنقاذ المصابين وتقليل الخسائر البشرية.
    دور الخدمات في اجتياح 1982م وحصار بيروت.
    لقد كان كوادر الخدمات الطبية العسكرية ملاصقين للكادر العسكري المقاتل في مواقعه الأمامية وخط النار الأول، وكانوا سعداء بذلك وهم يعانقون الموت في كل لحظة، وكانوا فخورين وهم يرون الشبل الفلسطيني يتصدى برشاشه البسيط للطائرة والدبابة الإسرائيلية، لقد كانت مفخرة لشعبنا وأمتنا… وبعد وصول الجيش الإسرائيلي إلى مشارف بيروت وحصارها تقطعت الأوصال، وأسر الكثير من كوادر الخدمات الطبية، وكان من بينهم مدير الخدمات في ذلك الوقت الدكتور/ عبد الكريم نصار، والدكتور/ علي عبد الله وعدد كبير من الشباب لا اذكر أسماءهم بالإضافة إلى استشهاد وجرح الكثير من الأخوة والأخوات من كادر الخدمات الطبية.
    وفي بيروت المحاصرة عانت الخدمات الطبية الكثير من نقص في الأدوية والماء، وانقطاع الكهرباء، ورغم كل ذلك كان صمودنا أسطورياً ورائعاً إلى جانب ووسط القوات المقاتلة.

    الخدمات الطبية ومعارك البقاع.
    بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من بيروت إلى ساحات عربية مختلفة أعيد تشكيل الخدمات الطبية في لبنان، وصدر قرار رئاسي من الأخ القائد العام/ أبو عمار بتعيين الدكتور/ علي عابد مسؤولاً للخدمات الطبية في الجنوب والبقاع وذلك عام 1983م إلى أن جاء يوم الانشقاق والذي يصفه العميد الدكتور/ علي عابد قائلاً: كان بيوم 9 - 10 /5/1983م اليوم الأسود في تاريخ الشعب الفلسطيني، وهو يوم الانشقاق ولم أعلم بذلك إلا وأنا في طريقي إلى مقر عملي في عيادة " الصويري " بالبقاع حيث أنشأنا الكثير من العيادات الطبية الجديدة في البقاع اللبناني، لقد وجدت العيادة تحولت إلى ثكنة عسكرية للمنشقين وكان يتواجد هناك " أبو عوض " وضابطان سورييان، وحاولوا استقطابي إلى جانب المنشقين فرفضت لأن هذا الانشقاق كان خنجراً في تاريخ الشعب الفلسطيني ككل، في نضاله وعطائه وصموده وتضحياته وشهدائه، وأذكر هنا أن أول المشاكل التي قام بها المنشقون في البقاع كانت مع الأخ/ مازن عز الدين الذي وضعوا له متفجرة في سيارته لقتله، ولتكن رسالة لمن لا يريد الانضمام إليهم، ولكن الله حماه رغم إصابته، ويضيف الدكتور/ عابد: إن ما مر عليّ من أحداث في الانشقاق كان مؤلماً ومرعباً ورغم ذلك استمرت الخدمات الطبية تؤدي واجباتها، وتقوم بدورها الإنساني، وكان مستشفى كمال عدوان في بر الياس " على سبيل المثال " يستقبل الكثير من المصابين والشهداء من الشباب والمناضلين الذين عجزت إسرائيل عن قتلهم في معاركها السابقة، وازدادت العمليات تصعيداً وكانت مراكز وعيادات الخدمات الطبية منتشرة بين مواقع المنشقين ومواقع القيادة الشرعية وتعرضنا إلى ضغوطات كبيرة بل والتهديد بالقتل لنبايع المنشقين، ورفضنا وذلك من منطلق الحرص على بقاء جسم الخدمات الطبية متكاملاً وموحداً، ولكن وأقولها بمرارة وبألم أن الانشقاق أخذ طابعاً جهوياً إقليمياً مما أدى بعدد كبير من الكادر الطبي للالتحاق بالمنشقين، توجهت أنا ومن بقي معي من الشباب إلى منطقة بعلبك والشليفة في شمال شرق لبنان، حيث فتحنا مراكز طبية هناك ورغم ذلك حاصرنا المنشقون واعتقلوني، وحقق معي العقيد " أبو مجدي " والعقيد/ حسن " أبو شنار " وقابلت العقيد/ موسى العملة الذي أكدت له أن هذا العمل لا يخدم سوى أعداء الثورة والوطن، وأفرج عني بعد تدخل الصليب الأحمر الدولي والدكتور/عمر أبو مرسة من الهلال الأحمر الفلسطيني، وكنت قد التقيت مع قائد الانشقاق أبو موسى الذي أكدت له أن عملنا هو إنساني يقدم الخدمات الطبية للجميع على السواء، إلا أن ذلك لم يجد آذاناً صاغية لديه، وبعد ذلك نصحني العقيد/ حسني عابد بمغادرة البقاع إلى طرابلس التي وصلتها بسلام وقابلت الشهيد/ أبو جهاد " خليل الوزير " مبتسماً وخفف من أحزاني وطلب مني الاستمرار في عملي قائلاً " انهم أهلنا واخوتنا " وهذا دليل قاطع على عظمة وتسامح وإنسانية القائد وحكمته، عدت للعمل في البقاع ولكنهم في هذه العودة حاولوا قتلي ولكن الله نجاني من ذلك الكمين، وتعرضت زوجتي وطفلي لمطاردة ومضايقة بكل خسة ونذالة وذلك أثناء حضورها لزيارتي من النبطية حيث تقيم هناك، بعد ذلك طلب من المغادرة إلى طرابلس التي وصلتها بعد رحلة عناء ومخاطر وذلك في نهاية أكتوبر 1983م.

    الخدمات الطبية ومعركة طرابلس.
    وفي طرابلس تعاونا مع الهلال الأحمر الفلسطيني وفتحنا مستشفى في مخيم البداوي، وكان معنا الدكتور المناضل/يانو من اليونان، والدكتور/ عمر زعرب الموجود حالياً في الأردن، والدكتور/ موسى عودة الموجود حالياً في القوات الحدودية، والدكتور غسان عنبتاوي الذي يعمل حالياً في القوات البحرية، والدكتور/ محمود يونس، وعدد آخر من الأطباء منهم طبيب متطوع من البحرين الشقيق، ويؤكد الدكتور/ عابد على أن أحداث طرابلس تدمي القلوب، فكانت المعارك عنيفة وقاسية، والحصار على المنطقة براً وبحراً وجواً، وفي هذا الموضوع يقول : لقد اتخذت لي موقعاً في المستشفى الإسلامي بمدينة طرابلس عند بداية المعارك، قاتل المناضلون الشرفاء وخاضوا معركتهم ببسالة للدفاع عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وكانت حرب القناعات ودفعنا الثمن باهظاً للحفاظ على القرار المستقل، ويضيف: الشيء المؤلم أنه لا كهرباء ولا ثلاجات بل لا مكان لحفظ جثث الشهداء، ولا وقت لدفنهم، عائلات بأكملها استشهدت، ورغم كل ذلك قام الكادر الطبي للخدمات والهلال بدورهم الميداني على أكمل وجه من نقل وإخلاء للمصابين والجرحى والشهداء من أرض المعارك، وكانوا يقدمون الإسعافات السريعة رغم قلة الإمكانات وضراوة القتال والقصف المكثف دون تمييز، ثم جاء وقف لإطلاق النار من يوم 15- 17 -12/1983م، لقد واجهنا صعوبات وعقبات جمة في عملية الخروج من ميناء طرابلس كان إحداها الطيران الإسرائيلي والحصار البحري، ولكن وبحكمة وعظمة القائد/ أبو عمار ضمن الحماية المصرية والفرنسية لتأمين خروجنا حتى قناة السويس.
    خرجنا يوم 19/12/1983م ووصلنا اليمن يوم 25/12/1983م، لقد حول الأخ القائد أبو عمار الخروج من لجوء إلى انتصار وذلك بحنكته وذكائه حيث كنا برفقته على نفس الباخرة التي عبرت قناة السويس، وهناك حضر رئيس الوزراء المصري لزيارتنا، واجتمع مع الرئيس / أبو عمار في الباخرة واصطحبه إلى القاهرة لمقابلة الرئيس / حسني مبارك، وكان معنا على نفس الباخرة، الأخ/ أحمد عبد الرحمن، والأخ/ مازن عز الدين، و الأخ الحاج/ إسماعيل جبر وطارق زيد وغيرهم، وهكذا أصبح حال الخدمات الطبية كباقي قوات الثورة في الشتات بل هي جزء منها في الساحات العربية، اليمن ، الجزائر ، تونس ، لبنان ، سوريا ، العراق ، السودان ، إلى أن جاءت العودة المظفرة إلى أرض الوطن عام 1994م وبدأنا رحلة البناء.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس - صفحة 2 Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:11 pm

    اللجنة العلمية الفلسطينية
    الفكرة الشجاعة في المكان المميز وإرادة الفعل الخلاق


    براعة الفكرة تتضح شيئاً فشيئاً مع التراكم الإيجابي الذي أحدثته الانطلاقة الثانية للكفاح المسلح بعد هزيمة حزيران 1967م، وفقدان كامل ترابنا الوطني إلى جانب سيناء والجولان، فجاءت العمليات الفدائية لتحرك الجانب المعنوي الذي صدم بظلام النكسة والهزيمة، فكانت الانطلاقة الثانية لحركة فتح بعد حرب حزيران تأكيداً على ديمومة الكفاح المسلح وتجسيداً لقوته وتطلعاً لملء الفراغ الذي أصاب الأمن القومي في قوته الاستراتيجية بضرب أهم عناصره العسكرية، وهي قوة جيش مصر وقوة جيش سوريا واقتراب القوات الإسرائيلية من العواصم العربية لدول الطوق إلى جانب الاحتلال الكامل لعاصمة فلسطين " القدس "، جاءت الانطلاقة الثانية لتكون أول إضاءة شجاعة لظلام الهزيمة، ومع الالتفاف الجماهيري الذي كان يسترد معنوياته ويعزي نفسه برفض واضح للاستسلام للنتائج فكان حنوناً وشجاعاً في احتضان وتشجيع ورعاية العمل الفدائي الفلسطيني، ومع الانتشار الواسع لقواعد الكفاح المسلح واستجابة لمقتضيات ديمومة هذا العمل الذي سوف يتطور حتى يصل إلى المدى الاستراتيجي له، فقد كان قرار تأسيس اللجنة العلمية قراراً هاماً وهاماً جداً نظراً لأنه يضع الثورة الفلسطينية أمام الأهداف الاستراتيجية المرافقة للمسيرة والداعمة لها وهي تعطي جرعة معنوية واطمئنان كبيراً أن النصر حتماً قادم ويمكن تحقيقه، لكن المهم هو ألا نفقد الأمل …

    الفكرة تتحول إلى حقيقة:
    واللجنة العلمية هي الجهاز المعني بالبحث العلمي والتصنيع الحربي وهي محاولة فلسطينية جادة للاعتماد على النفس في موضوع تجهيز السلاح وصيانته ومحاولة جادة لصناعته وهذا ما تم فعلاً، وفي حديث مع الأخ/ عدنان سمارة الذي تولى مسؤولية قيادة اللجنة العلمية في ذروة الاشتباك مع العدو الإسرائيلي، وفي الفترة التي شهدت ازدهار مراكز اللجنة العلمية في أكثر من مدينة وساحات عدة ، يلقي الأخ/ عدنان الضوء على مسيرة كفاح مميزة لأهم إنجازاتنا في البحث والتطوير وتقديم الخدمات الميدانية في اختصاصات عدة، وقبل أن نترك الحديث للأخ/ عدنان سمارة نقول: إن اللجنة العلمية التي رافقت مسيرة الثورة والدفاع عن قواعدها ووجودها قدمت الشهداء والجرحى والأسرى، وكانت مواقعها تشكل هدفاً دائم للقصف الجوي الإسرائيلي، وفي مخيم المية ومية وقف قائد القوات الإسرائيلية في إحدى مراكز اللجنة العلمية ليقول.. لقد وصل المخربون إلى مستوى راقٍ في صناعة الأسلحة، وكان أمامه الماكنات الحديثة التي جهزت لصناعة المدفع المضاد للدروع من نوع 75ملم. وفي حديثه الذي يعتبر وثيقة هامة عن اللجنة يتحدث الأخ/ عدنان سمارة نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ووكيل وزارة الصناعة في بداية تشكيلها قائلاً: يعتبر البحث العلمي سمة من السمات البارزة للعهد الحديث، لما يلعبه من دور بارز في وتيرة التنمية. وأصبح البحث العلمي أحد أهم المعايير الرئيسة، لقياس تقدم الأمم وتطورها.

    قرار التشكيل
    لقد وعت " حركة فتح " منذ ولادتها، هذه الحقيقة. فبادرت إلى تأسيس جهاز علمي يتابع تقدم وتطور العلم والتكنولوجيا، ويكون مسؤولاً عن حل كل القضايا الفنية والتكنولوجية، التي تعترض مسيرة " حركة فتح " وأطلقت عليها اسم " اللجنة العلمية " وقد أشرف الأخ القائد/ أبو جهاد على تأسيسها وتابع مسيرتها.
    ونظراً لانشغال الحركة في الكفاح المسلح، ونظراً للظروف الصعبة التي عاشتها حركتنا منذ البداية في دول الطوق، ونظراً لأن البحث العلمي يحتاج إلى مناخ هادئ، وسهولة في الاتصالات مع العالم الخارجي، والحاجة إلى إمكانات مادية ضخمة، كان القرار أن تكون دولة الكويت هي مقر اللجنة العلمية المؤقت، وأطلق على هذا المركز " مركز البحث والتطوير " وأوكلت له مسؤولية التخطيط والاتصال والبحث، وعينت له لجنة قيادية برئاسة الأخ/ هشام الشريف.

    الانتشار والتطور:
    وفي نفس الوقت أنشأت اللجنة العلمية جهازاً ميدانياً لها، أطلق عليه لجنة الإشراف والمتابعة وتولى مسؤولياتها الأخ المهندس/ حكمت زيد والذي يعمل حالياً وزيراً للزراعة وافتتحت لها مركزاً وورش صيانة وإنتاج في كل من الأردن، سوريا، لبنان، وذلك لمتابعة المشاكل الفنية اليومية وإيجاد الحلول لها، وقد استطاعت في فترة بسيطة تصنيع وتجميع بعض أنواع الأسلحة التي تخدم المسيرة مثل ( قواعد إطلاق ، مؤقتات، القنابل اليدوية ، وقاذف B7 ).
    وقد أخذت اللجنة بتشكيل فروع لها في الخارج لتزويدها بالمعلومات العلمية والتطورات التكنولوجية التي تخدم أهداف الثورة فشكلت لجان علمية في كل من بريطانيا وألمانيا الغربية والولايات المتحدة.
    وفي صيف عام 1970 تم عقد المؤتمر العلمي الأول لحركة فتح وقد حضر هذا المؤتمر أكثر من سبعين عالماً فتحوياً حضروا كممثلين لفروع اللجان العلمية في الأقطار المختلفة.
    فحضروا من ( الأرض المحتلة، الأردن، سوريا، لبنان، الكويت، مصر، العراق، بريطانيا، ألمانيا، والولايات المتحدة ) وعقد هذا المؤتمر في إحدى ضواحي مدينة دمشق، وبإشراف الأخ القائد/ أبو جهاد. وفي هذا المؤتمر وضعت الأسس العلمية ( العسكرية، الصحية، التموينية، التعليمية، ...) التي ستسير عليها الثورة الفلسطينية.

    انتهاء القواعد الارتكازية في الأردن وإعادة البناء
    ولكن للأسف ما كاد حبر توصيات هذا المؤتمر أن يجف، حتى بدأت الحوادث المؤسفة ما بين قوات الثورة والجيش الأردني، والتي انتهت بخروج الثورة الفلسطينية من الأردن وفقدت بذلك أهم قاعدة من قواعدها، بل قاعدتها الأساسية. وهذا طبعاً انعكس سلباً على مسيرة اللجنة العلمية فقطعت الأوصال، ودمرت قاعدة الارتكاز الرئيسية، فترك من ترك وسجن من سجن وكان بين السجناء الأخ/ حكمت زيد، رئيس لجنة الإشراف والمتابعة.
    وقد استطاعت حركة فتح إعادة ترتيب نفسها، على الساحتين السورية واللبنانية واستأنفت مسيرتها الكفاحية، مستفيدة من تجارب ودروس الماضي على الساحة الأردنية وأعيد ترتيب الأجهزة المركزية الحركية، وأصبحت اللجنة العلمية تعمل مباشرة تحت إمرة الأخ القائد العام/ أبو عمار، كمفوض عام للجنة العلمية وهذا أعطى اللجنة دعماً مادياً ومعنوياً وأعادت ترتيب نفسها ودعمت تواجدها على الساحتين السورية واللبنانية وعين الأخ/ أبو العبد سنقرط رئيساً للجنة الإشراف والمتابعة خلفاً للأخ/ حكمت زيد القابع في السجن في ذلك التاريخ.
    حيث لم يدم هذا الوضع طويلاً، فتم تعيين الأخ/ فتحي أبو مراد رئيساً للجنة الإشراف والمتابعة خلفا للأخ/ أبو العبد سنقرط الذي حضر من الكويت لتسلم هذه المهمة، ولإعادة حلقة الاتصال مع مركز البحث والتطوير في الكويت تطورت اللجنة العلمية في ذلك الوقت، وازدهرت وتوسعت مهامها، وكثفت من تواجدها، وخاصة على الساحة اللبنانية وفتحت لها عدة فروع في كل من صيدا ( عين الحلوة )، وفي بيروت ( الأوزاعي، الدّورة، تل الزعتر )، وفي نفس الوقت وسعت قاعدتها الموجودة في سوريا. واستقطبت اللجنة الكثير من الكوادر المتخصصة من جامعيين وفنيين وخريجي معاهد وأصبحت تلبى كثيراً من احتياجات الحركة على كافة الأصعدة.
    دورها المميز في لبنان:
    وفي عام 1975م تم تعيين الأخ/ عدنان سمارة مسؤولاً للجنة الإشراف والمتابعة، خلفاً للأخ/ فتحي أبو مراد، وفي تلك الفترة تعزز وجود الثورة الفلسطينية على الأرض اللبنانية وتوسعت رقعة تواجدها لتشمل بيروت، البقاع، طرابلس، صيدا، صور، والجنوب اللبناني، وأصبحت هي القوة الأساسية المسؤولة عن حماية الجنوب اللبناني إلى جانب الحركة الوطنية اللبنانية، وجيش لبنان العربي، الذي انشق عن الجيش اللبناني وقاتل إلى جانب قوات الثورة، هذا التوسع والانتشار والمعارك المستمرة مع العدو الصهيوني في الجنوب والبقاع، وكذلك المعارك المستمرة أيضاً مع قوات الانعزالية اللبنانية، ودخول القوات السورية الى لبنان للمساعدة والمدافعة عن الوجود الانعزالي في لبنان وتصدي القوات المشتركة الفلسطينية واللبنانية لها، ما نتج عنه حصار للقوات المشتركة وقطع خطوط إمدادها الرئيسية كل هذا ألقى عبءً ثقيلاً على كاهل اللجنة العلمية التي بدورها حملت المسؤولية فطورت قدراتها البشرية وزادت من انتشارها وتوسعت باختصاصاتها، وأثبتت وجودها على كافة الأصعدة فافتتحت مراكز الدراسات الإلكترونية، والكهربائية، الفيزيائية، الكيميائية، والطاقة الشمسية، والميكانيكية، وقد بلغ عدد العاملين في هذه المراكز الدراسية أكثر من سبعين خريجاً جامعياً في كافة الاختصاصات السابقة وتحولت هذه المراكز إلى نواة مراكز بحثية حقيقية.

    وفي نفس الوقت ولتقديم الخدمات الميدانية المتزايدة تم افتتاح أكثر من اثني عشر مركزاً إنتاجيا في كل مناطق التواجد الفتحاوي، وفي كافة الاختصاصات، حتى بلغ عدد العاملين في هذه المراكز الميدانية أكثر من خمسمائة كادر وفني، ولم يقتصر على تلبية احتياجات " حركة فتح " بل أصبحت المصدر الرئيس لتلبية احتياجات القوات المشتركة بكاملها الفلسطينية واللبنانية من المؤقت إلى الراجمات إلى ناقلة الجنود إلى القوارب ... وحتى الصاروخ.

    دورها في معارك الصمود:
    وأصبحت اللجنة العلمية محط أنظار العدو الصهيوني فدمرت في عام 1973م أثناء عملية فردان المشؤومة والتي راح ضحيتها القادة الثلاثة ( أبو يوسف النجار، كمال عدوان، كمال ناصر )، مركزين للجنة العلمية في بيروت ( الأوزعي، الدورة )، ثم تلاه بعد فترة تدمير مركز اللجنة العلمية في صيدا ( عين الحلوة )، وفي عام 1978م تم تدمير مركز اللجنة العلمية في صيدا ( المية ومية ) أيضاً، وفي كل مرة كان يعاد بناء المركز المدمر، بمركز أكثر حداثة وحصانة، وبما يتناسب مع التطورات العلمية الحاصلة.
    ونظراً لصعوبة الحصول على الأيدي العاملة الفنية الماهرة، في الظروف التي كانت تعيشها الثورة الفلسطينية، فقد إفتتح قسم خاص للتدريب المهني والفني. وقد أنشئت مدارس تدريب مهنية وفنية بإشراف مدرسين وخبراء فنيين، تمنح المتخرج دبلوماً فنياً أو مهنياً في كل الاختصاصات المطلوبة من كهرباء، إلكترون، ميكانيك (تسوية آلية)، الصفائح المعدنية….
    وتوسعت مهام اللجنة العلمية وتطورت وأصبحت الذراع العلمي والتكنولوجي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وخرجت من الساحة الفلسطينية إلى الساحة العربية، وأصبحت هي الممثل العلمي لمنظمة التحرير في كافة الأطر العلمية العربية (مثلاً: اتحاد مجالس البحث العلمي العربية)، والندوات والمؤتمرات العلمية المتخصصة وعقدت عدة مؤتمرات وندوات علمية متخصصة. واستقدمت لها عدة خبراء من الخارج، مركزة على الوقاية من الحرب الكيميائية والذرية، وعقدت دورات للدفاع المدني والإنقاذ أيضاً….
    وأصدرت اللجنة العلمية، بالتعاون مع مركز التخطيط الفلسطيني، تقريراً فنياً دورياً تحت اسم "التقرير التقني".
    وفي نفس الوقت، أخذت بالاهتمام بالطاقات العلمية العربية والفلسطينية المتواجدة في جميع أنحاء العالم، فقامت بتجميع هذه الطاقات والحصول على معلومات عنها والاتصال بها وأنشأت لذلك "بنك معلومات" لهذا الغرض، وافتتحت أيضاً، مراكز اتصال لها في كل أنحاء المعمورة لخدمة هذا البنك. وبهذا أصبحت اللجنة العلمية الذراع العلمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولم يبق تخصص بعيد عن مجالها، ولا مهمة بعيدة عن متناولها، وبذلك لفتت نظر الأصدقاء فدعموها، ولفتت نظر الأعداء فحاربوها بلا هوادة
    وبقى الحال على ما هو عليه حتى جاءت حرب لبنان في العام 1982م ودخلت القوات الإسرائيلية لبنان وحاصرت العاصمة بيروت، وانتهت هذه الحرب بخروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان، رغم البطولات الأسطورية والصمود الرائع للقوات المشتركة اللبنانية والفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني والقوات السورية المحاصرة في بيروت، وتوزيعها على الدول العربية، وهذا طبعاً انطبق على اللجنة العلمية، التي أصابها زلزال مدمر، ففقدت مراكزها ومعداتها وإمكانياتها وكوادرها. ففي بداية الاجتياح وبعد احتلال القوات الإسرائيلية جنوب لبنان وعاصمته صيدا، دمرت مراكز اللجنة ونقل الإسرائيليون الكثير من معداتها إلى داخل الوطن المحتل، واعتقل العدد الأكبر من كوادرها، وتم نقلهم إلى سجون الاحتلال.
    أما في بيروت، فقد استولى الجيش اللبناني على المناطق الفلسطينية وصادر الكثير من المعدات التي كانت موزعة بعناية على المؤسسات اللبنانية الخيرية وبعض الشركات الخاصة، واعتقل بعض كوادر اللجنة المعروفين وتشتت البعض الآخر، حيث خرجوا إلى طرابلس في الشمال وإلى دمشق.
    وأعادت اللجنة العلمية ترتيب نفسها على ضوء الواقع الصعب الذي مرت به بعد فقدان قاعدتها الرئيسية، وخسارة خيرة كوادرها، فعززت قاعدتها الموجودة في دمشق، ووسعتها لاستيعاب القادمين من لبنان. وفي نفس الوقت بدأت في تأسيس قاعدة جديدة لها في طرابلس لبنان، حيث تواجد الكثير من كوادر اللجنة العلمية. وبدأت أيضاً في نفس الوقت بتنفيذ مشروعاً مشترك فلسطيني ـ يمني في مدينة صنعاء، وذلك لخلق قاعدة تكنولوجية حديثة في اليمن.

    اللجنة العلمية من طرابلس إلى أرض الوطن
    وما كادت الثورة الفلسطينية تشفى من جراحها وتستقر في منافيها الجديدة، حتى حدث الخلاف السوري الفلسطيني والذي أدى إلى الانشقاق في حركة فتح، وما تبعه من أحداث مؤلمة، أدت في النتيجة إلى خروج قوات الثورة الفلسطينية للمرة الثانية من الساحتين: السورية واللبنانية (طرابلس والبقاع). وبهذا فقدت اللجنة العلمية آخر قواعدها على الساحة السورية، والتي استطاعت المحافظة عليها منذ تأسيسها في عام 68، رغم مرور العلاقات الفلسطينية السورية في مد وجزر، وفقدت أيضاً قاعدتها الحديثة على الساحة اللبنانية وبهذا فقدت اللجنة قواعدها الأساسية ومعظم كادرها وخاصة المتميز منهم، فسجن من سجن وتَرك من تَرك وتَخفي من تَخفى….
    وفي الختام لا يسعنا إلا أن نسجل بفخر واعتزاز دور أبناء اللجنة العلمية، ومشاركتهم الفعالة في معارك الشرف والبطولة، التي خاضتها الثورة الفلسطينية على كافة الجبهات فهم ليسوا كوادر علمية متخصصة فقط وإنما هم كوادر عسكرية أيضاً تلقوا التدريبات الضرورية والخبرة القتالية التي أهلتهم للعب ذلك الدور.
    ولم يبق للجنة العلمية سوى قاعدتها الجديدة على الساحة اليمنية، فحولت المشروع المشترك الفلسطيني اليمني إلى مركز تجمع للجنة العلمية لاستيعاب الكادر المتبقي، ولتشكيل قاعدة تكنولوجية حديثة تخدم المصالح اليمنية والمصالح الفلسطينية الجديدة.
    وبعد الانسحاب الإسرائيلي من منطقة بيروت وصيدا وصور والجبل، أنشأت اللجنة مركزاً لها في صيدا وفي صور ولا زالت هذه المراكز تعمل حتى الآن بأشكال مختلفة. ثم وسعت من نشاطها ففتحت مركزاً للدراسات في تونس ولكن لم يدم طويلاً وعملت مشروعاً مشتركاً فلسطينياً-عراقياً خاصاً. انتهى بانتهاء حرب الخليج الثانية.
    وبقي الحال إلى ما هو عليه إلى أن جاءت اتفاقات أوسلو، وعادت كوادر اللجنة العلمية كغيرها من قوات وكوادر منظمة التحرير الفلسطينية، وبدأت في تثبيت نفسها داخل الوطن، فافتتحت مركزاً رئيسياً لها في مدينة غزة، ومن ثم في مدينة نابلس، ورام الله وتوسعت فروع اللجنة لتصل إلى طولكرم وجنين والخليل وبيت لحم، إلا أن اللجنة العلمية فقدت الكثير من مهامها وهي تعاني من نقص في الإمكانيات المادية والمعدات الحديثة، واقتصر عملها على بعض القضايا البسيطة وأعمال الصيانة نظراً للتحولات الكبيرة التي أحدثتها العملية السلمية في المنطقة.
    وتماشياً مع الوضع الجديد والعودة إلى مهمتها الأساسية في البحث والتطوير، فقد تم افتتاح مركزين للدراسات العلمية المتخصصة والتكنولوجية الحديثة في كل من مدينة غزة ومدينة رام الله.
    اللجنة العلمية الآن، بانتظار أن تأخذ دورها الطبيعي، وأن تستعيد مكانتها بعد إعلان تجسيد الاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، قريباً إن شاء الله.

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 3:19 am