الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 8:52 pm


    أحلام الجملة الثورية


    معركة بيروت الصمود بمقدار ما تحمله من نقاط القوة الفلسطينية المتميزة فهي تحمل في طياتها نقاط لابد من التوقف عندها، فمن ناحية القوة والتي كانت واضحة على حجم القوى التي زج بها العدو في لبنان، وهي تقدر بخيرة وافضل وحداته المقاتلة التي استطاعت ان تتحرك بفاعلية وتنسيق راقي المستوى في حرب تشرين أوضح قدرتها اللوجستية في اختلاف الساحات والميادين التي شكلت حقول المعركة الحديثة، وعلى القدرة في التكيف السريع واختيار الصنوف المشاركة في احدث التشكيلات للمعركة في المناطق الصحراوية في سيناء وكذلك الجبلية على جبهة الجولان،وتقدر حسب المصادر الإسرائيلية في حينها بثمان فرق ونصف معززة بأفضل سلاح جوي وبحري وبري في المنطقة كلها. فكان النصر لهذه القوة والحجم والكمية المستخدمة فيها من المعدات والعتاد تعطي القيادة الفلسطينية وقواتها المشتركة الحق في التمايز الواضح لهذه القدرة العجيبة والمنفردة في مواجهة تلك القوة التي لا توصف في حجم ما تملك من قوة في النيران والقدرة العملياتية التي كانت تدار بغرف عمليات ميدانية موجهة بطائرات الهوك "1 " التي تستطيع توجيه التعليمات اللازمة لضربه والتعامل ميدانياً ضده.
    كان للقدرة الفلسطينية على مواجهة افضل ثمان فرق في الجيش الإسرائيلي وهي تلك التي اخترقت غرب قناة السويس .. واخترقت حتى حدود سعسع وتل شمس والسفوح الشرقية لجبل الشيخ، وبموازاة بلدة عرنة غرباً مروراً بقرى دربل وكفر حور وبيت سابر إلى مشارف مخيم خان الشيح شرقاً والتي أصبحت في مرمى الأسلحة المباشرة حيث أصبحت مدينة قطنة التي تعد اقرب مدينة إلى دمشق بمرمى من الأسلحة المباشرة من الدبابات التي تقف على تل شمس. في حرب تشرين 1973م كان لقوات الثورة الفلسطينية الحق في التفوق المعنوي على هذه القوة التي منحت غطاءً سياسياً من اكبر قوة عالمية وهي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أكد الكسندر هيج وزير الخارجية الأمريكية بان ذلك الغطاء كان مشروطاً في بداياته بان تكون الضربة ساحقة مركزة تفقد الثورة الفلسطينية إمكانية التواجد في الجنوب اللبناني، وكانت الموافقة الأمريكية بحدود إقصاء وأبعاد مدفعية الثورة الفلسطينية وصواريخها وراجماتها إلى المسافة التي عبروا عنها( بسلامة الجليل ) وهي بحدود ( 45 ) كم. وكان المدى الزمني لإنجاز هذه العملية( 48 ) ساعة، كان ذلك في البداية إلى ان فشلت القوات الإسرائيلية في تحقيق ذلك لعنف المقاومة في القطاع الغربي والأوسط من الجنوب اللبناني، وللتداخل بين قوات الثورة الفلسطينية والقوات العربية السورية المتواجدة في القطاع الشرقي الممتد من البقاع الغربي حتى بلدة العيشية، وكذلك محور العرقوب الذي كان يمتد من مرج عيون، كوكبه، حاصبيا، إلى بيادر العدس وبعلبك شمالاً، النصر لهذه القوات لمدة تزيد عن الستة أيام وعنف القتال الذي جعل الثورة الفلسطينية وقواتها وتحالفها القوي مع الحركة الوطنية اللبنانية تتمايز في قتال غير متوازن في العدد والمعدات. جعل الولايات المتحدة تمدد الطلب الإسرائيلي، ولكنه كان مشروطاً، بانه إذا لم يتم سحق الثورة الفلسطينية في الوقت المحدد لا بد أن تعترف إسرائيل بهذه القوة وهذا ما رددته وكالات الأنباء العالمية في حينه..واستمر الاستدراج الإسرائيلي للموقف الأمريكي الذي كانت تتطور أهدافه استناداً للتطورات الميدانية ولحجم القوى التي تم زجها في المعركة إلى أن تم حصار بيروت ..وبحصار بيروت وصمودها اقتربت من نهاية الشهر الثالث.. وفي أجواء لم يكن فيها أي نوع من أنواع التحالفات التي تحتاجها المعركة أو يفرضها الواقع.. فقط بل تفوق للقوى العظمى التي تقف إلى جانب القوة الإسرائيلية .. فغاب الموقف العربي غياباً كاملاً باستثناء الأيام الأولى التي شهدت قتالاً على المحور الشرقي كان من نتائجه ان أصبحت الدبابات الإسرائيلية على مقربة من طريق دمشق بيروت الدولي، وكان لديها القدرة على قطع هذا الطريق بسهولة من منطقة حلوة وينطا، وكذلك من السلسلة الجبلية ( الباروك ) التي تم السيطرة عليها وهي التي تشرف على منطقة الشوف غرباً والبقاع الغربي شرقاً، وهذا التمايز الفلسطيني في مواجهة القوى الإسرائيلية المدعومة بالموقف السياسي والعسكري جعل الثورة تثق بتحالفها الوحيد مع الشعب اللبناني وحركته الوطنية للتصدي للقوى المهاجمة دون حليف دولي حيث أن الاتحاد السوفيتي لم يكن قادراً على إرسال باخرة تحمل مواد طبية وأغذية .. حتى تشعرنا وتشعر العالم أن الاتحاد السوفيتي لصديق قادر على اختراق الحصار .. فهذا لم يكن تفوقاً للثورة الفلسطينية مما جعل العدو يقاتل مسنوداً بتحالف عالمي عجيب ومعقد، وكذلك الموقف العربي والذي كانت فيه الأمة غائبة بل تغفو طويلاً، فقد أسكرته مباريات كأس العالم حيث كانت تشغله طول النهار والليل وهي تبعد عن ذاكرته وأعينه صور القصف الجوي والصاروخي الذي كان يقتلع كل شيء، بل في مناطق عديدة كان يعرض بعض المناطق إلى انعدام وجود الأوكسجين لاستخدام القنابل الفراغية الحديثة، فكان للثورة الفلسطينية أن تتمايز في قدرتها وطاقتها المعنوية الهائلة والتي كانت توازي التفوق الإسرائيلي في المعدات والعتاد، وحولته من وضع الهجوم إلى وضع الدفاع المتحرك لمدة تزيد عن تسعة وثمانين يوماً وبغياب القدرة العربية المساندة أو الداعمة أدى إلى :-
    أولاً ـ إنه أفقدنا القدرة في الدفاع عن المبادئ في اتجاهين : الاتجاه الاممي حيث أن الجبهة العالمية والتي كان المتمركسون في ساحتنا واليساريون العرب يراهنون عليها قد انهارت تماماً عندما طلب باخرة تموين من ذلك المعسكر لتخرق الحصار، لكنها لم تأت إلى نهايات الحصار، وقد كانت تشكل بداية المؤشرات على انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية.
    ثانياً ـ حرماننا من أي فرصة للدفاع عن الموقف القومي، حيث أنه وباستثناء بعض الطلعات الجوية السورية في الأيام الأولى للقتال والتصدي السوري في معركة بيادر العدس على محور السلطان يعقوب المنارة المصنع والتي أكدت نجاح القوات السورية في وقف اندفاع القوات الإسرائيلية باتجاه بعلبك وحمص والالتفاف لمحاصرة دمشق من أكثر من اتجاه وحددت حدود الفصل بين هذه القوات وقد تم أسر خمس دبابات إسرائيلية تم إهدائها لقوات الصاعقة حيث نقلت لدمشق ليستعرضوها في شوارع مخيم اليرموك، وباستثناء ذلك غابت الأمة كلها عن المعركة وإن كان قد وصل إلى البقاع بعض المتطوعين الذين كانوا عبئاً ثقيلاً ومطلوب إيواؤهم وإطعامهم ونقلهم لانعدام تدريبهم ومعرفتهم بالأرض .. وكان الواقع العربي مؤلماً ومريراً ومتخلفاً في ردة فعله. وتم توضيح ذلك بالموقف الذي كشف عورة الأمة والذي ترك بصماته السياسية الواضحة على بشاعة الخط القومي وانحداره وانعدام قدرته على إحداث الاستثمار المطلوب كتحريك الموقف الغربي حتى في إطار التسوية السياسية ليصبح أفضل وأقرب للشروط العربية. ولم يكن لديهم أية نية لزج أية قوة أو المشاركة في المعركة إذ أن حجم القوى التي تم زجها من الجانب الإسرائيلي والتي غادرت فلسطين المحتلة إلى وعورة الطرق والمسالك اللبنانية، وحجم التحالفات مع العدو وغياب تلك التحالفات عن الموقف الفلسطيني، وكذلك غياب الدعم العربي سياسياً ومادياً وعسكرياً للثورة الفلسطينية، كما يقول الأخ / أبو عمار:" كل ذلك جعل من معركة بيروت الصمود معركة متميزة وفريدة من نوعها في اتجاهات عديدة لابد من الحديث عنها عند كتابة تاريخ الأمة لاحقاً"، ولكن إلى جانب التمايز الفلسطيني وإلى جانب عناصر القوة في هذا التمايز إلا أن معركة بيروت كانت تتفاعل فينا .. وتتصارع فيها كل عناصر القوة والضعف فتعصف في فكرنا .. وأصبح كل منا يحمل في داخله كل التناقضات في الواقع السياسي الفلسطيني والعربي والدولي مما فرض على كل واحد منا المراجعة السياسية والأيديولوجية والوقوف على سلامة النظرية، والعودة إلى السؤال المتجدد: هل الخطأ في النظرية أم في التطبيق؟: هل الخطأ في الثورة أم في قيادتها؟: هل الخطأ في المفاهيم القومية أم في القوميين أنفسهم؟: هل الخطأ من اليساريين العرب أم في الاتحاد السوفيتي نفسه؟: أين الخطأ وما هي أسباب الخطأ وما العمل؟؟ فخرجنا من بيروت ونحن نتفاعل ويجري الغليان في ذاتنا، البعض منا يرى أن القيادة التاريخية قيادة أسطورية وعظيمة لأنها نجحت في إدارة الصراع بشكل مشرف، ولم يخرج في صفوفها أي حالة من حالات الهروب أو الجبن في ميادين القتال وجميعها كانت تتناغم مع بعضها البعض .. والبعض منا كان يرى أنها المسؤولة عن خروجنا من بيروت والذي افقدنا أهم قاعدة ارتكازية ندير شؤوننا فيها بكل حرية .. والبعض الآخر كانت تدور في داخله أفكار جزء منها شوقاً لشاشات التلفزيون، وغرور العظمة وحب الذات والتباهي بدوره .. وحبه للظهور شوقاً وتقمصاً لشخصية البطل المنقذ ومحاولا التقدم لتولي المناصب السياسية والقيادية، والبعض خرج مجروحاً مطعوناً بكرامته وكبريائه العسكري مع أنه كان البطل في كل مراحل الكفاح المسلح يعرف الحقيقة ويتحمل المسؤولية ويقبض على الجمر، ونتج عن هذه التفاعلات لجنة عليا للتحقيق برئاسة الأخ اللواء / أبو الحكم مسؤول القضاء الثوري لمعرفة الخلل وتحديد المسؤوليات والوقوف على أدق التفاصيل وكان لها أن التقت مع كل من تريد اللقاء به من الضباط والجنود والعناصر ويمكن الحديث عن ذلك لاحقاً، لكن تشكيل تلك اللجنة كان مؤشراً على حجم ما أصبنا به بعضنا البعض من تجريح واتهام بالتقصير من جانب. ومن جانب آخر كانت جميع الأفكار تلتقي عند نقطة واحدة وهي لابد من المراجعة .. لا بد من وقف حالة التردي في صفوفنا .. لا بد من العودة إلى مواقعنا في لبنان لاسترداد قواعدنا الارتكازية.. لا بد من العودة للجنوب، لابد من إسقاط نظرية سلامة الجليل لابد من إعادة البناء التنظيمي لفتح وفي هذا الاتجاه رفع البعض شعار الثورة في الثورة وهو ما ركز عليه الكاتب الثوري ريجيس دويرية الذي كتب عن الثورة الكوبية وألف كتاباً جعل عنوانه الجملة الثورية وقد تقمصها البعض منا معتقداً أنه يمكن أن يفجر براكين الأمة ويزلزل عرش إسرائيل، فمس بذلك عرش منظمة التحرير الفلسطينية عندما أصاب قلعتها الفتحوية

    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 8:52 pm


    المغادرة من بيروت

    لقد تمت مغادرة القوات من بيروت بعد نجاح كانت قد حققته الدبلوماسية الأمريكية في اتجاهين : الأول إقناع العواصم العربية باستقبال المقاتلين الفلسطينيين، وهذا أهم المؤشرات على أن جميع الأنظمة العربية التي استقبلتنا هي في دائرة الحركة السياسية الأمريكية مهما حاولت أن تستخدم العبارات والجمل الثورية وكما كانت أثناء المعارك تشارك بصمتها ولم تقدم أي دعم مادي أو معنوي، مما افقد الأمة استثمار الصمود الأسطوري لمعركة بيروت، حيث كانت فلسطين المحتلة في أحسن حالاتها جاهزة لاستقبال أي جيش عربي لتغيير ميزان القوى وتعريض الأمن الإسرائيلي للخطر الحقيقي على مستوى العمليات، حيث إن القوات الإسرائيلية المدرعة والمشاة وقطع المدفعية قد أصبحت في وضع لوجستي صعب بدخولها إلى المناطق الوعرة في لبنان، وإعادتها ونقلها إلى جبهات أخرى بعيدة يحتاج لعدة أيام .. لكن القرار السياسي العربي كان رهينة للخوف ورهينة للهيمنة الأمريكية على تلك العواصم، وحتى أضعف الإيمان لم يقدمه الموقف العربي لمعركة بيروت، فكانت الموافقة على استضافة القوات الفلسطينية قد سارع في إنهاء حالة الصمود من جانب، ومن جانب آخر جعل الوجود السياسي الفلسطيني في لبنان غير مسموح به وغير مرغوب فيه عربياً، وهذا ما حصل فعلاً عندما حاول وفد القوى الوطنية والإسلامية إقناع القيادة الفلسطينية به حيث طلبوا الموافقة على مغادرة القوات الفلسطينية بعد أن أشاروا على القيادة السياسية الفلسطينية: " إذا كنتم تنتظرون مساعدة عربية قادمة فنحن معكم، وإذا كان ذلك غير متوفر ولن يحدث فلماذا المزيد من التعذيب والدمار؟ "
    قال أبو عمار يومها: لو كانت بيروت القدس لقاتلت فيها حتى النهاية، فكان ذلك أيضا جزء من نجاح الدبلوماسية الأمريكية التي قادها فليب حبيب، أما الاتجاه الثاني فقد كان مؤشراً لما نحن فيه اليوم ألا وهو تهيئة الأجواء لحل قضية الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية عن طريق إبعاد القيادة السياسية التاريخية من جميع أقاليم الطوق العربي واختيار تونس مقراً لها، حتى توضع في أجواء التبريد والتعقل السياسي، وبعيداً عن روح المغامرة ووهج الثورة والكفاح وفرض الواقعية وسياسة التغيير في أساليب الكفاح بطرق متعددة وليس الكفاح المسلح طريقاً وحيداً، ولإعطاء القيادة السياسية حرية المناورة الكافية بعيداً عن عواصم الهيمنة والضغط، ومصادرة القرار الفلسطيني، وكانت سنوات التواجد في تونس قد نجحت في تحقيق هذا الهدف الذي كانت ترصده الإدارة الأمريكية، ولكن النجاح الأهم الذي حققته الإدارة الأمريكية كان أيضا يمضي في اتجاهين متعارضين تماماً، الأول : هو احتضان المعارضة الفلسطينية، والثاني: مقاومة أي اتجاه لمحاولات القيادة التاريخية للعودة إلى لبنان، وقد كلفت دمشق بهذه المهام وقامت بها بنجاح في محاولة منها لحرمان القيادة الفلسطينية من الأرض ومن المحاولات المستميتة والمتلاحقة للعودة للبنان.
    وقد وصلت القوات الشجاعة إلى أماكن تواجدها وسط استقبال جماهيري لم تشهده المنطقة سابقاً، وكان على رأس المستقبلين زعماء العديد من الدول الذين حملوا البنادق وأطلقوا الرصاص احتفاء باستقبال الأبطال الذين سجلوا أروع وأطول صمود في معركة غير متكافئة في حجم الحشد وقوة النيران وكانت القوات قد وزعت كالتالي:-
    - قوات اليرموك / في عدن ( اليمن الجنوبي ) قبل الوحدة.
    - قوات شهداء صبرا وشاتيلا / في صنعاء ( اليمن الشمالي ) قبل الوحدة.
    - القوة البحرية / في الحديدة ( اليمن الشمالي ) قبل الوحدة.
    - القوة الجوية / في طرابلس ليبيا و صنعاء، الحديدة، تعز والخرطوم وغينيا بيساو.
    - قوات عين الحلوة والقيادة السياسية في تونس.
    - قوات القسطل وأجنادين في الجزائر.
    - قوات قادسية بيروت (بيروت الصمود ) في السودان.
    - قوات الشقيف في العراق.
    - قوات الكرامة و قوات الشقيف و قوات الأمن المركزي و قوات الـ 17 / سميت قوات الأقصى وتواجدت في بغداد والمسيب.
    - قوات الـ 17 تم توزيعها في العراق واليمن.
    - الكرامة في عمان.
    - تجمع للعديد من القوات في معسكر بدمشق.
    القيادة الفلسطينية وحجم الهموم
    بعد مغادرة بيروت إلى معسكرات الإيواء الجديدة تناثرت القوة الفلسطينية التي تعتبر خميرة الأمة التي يمكن أن تنضج أي عمل عربي يستهدف مواجهة إسرائيل وبتناثرها تم إبعاد الصاعق الفلسطيني عن جبل البارود الذي يستهدف تفجيره دائماً.
    ولكن هذا الإبعاد العسكري لم ينه القضية الفلسطينية .. ولم يكن بمقدوره أيضا حل قضية الشرق الأوسط، بل حوّل الاتجاهات من وضعها العسكري إلى احتمالات الحلول السياسية والتي كان دائماً نصيبها الرفض بوجود القوى العسكرية الفلسطينية التي كانت تصفها في إذاعتها وأجهزة إعلامها بالحلول التصفوية التآمرية، ولتحقيق هذا الهدف وهو تغيير الاتجاهات وجعلها في اتجاهات الحلول السياسية لابد من بلورة أفكار سياسة تعطي الواقع العربي بعض الجرعات من التداول بعيداً عن حالة التأنيب للضمير غير الموجود في ذهن الزعيم العربي، لكنه في ذهن المواطن العربي. وحتى لا يكون الحديث ماذا فعلنا للفلسطينيين بعد ان انتظرونا ( 89 ) يوماً من القتال والصمود؟ لقد أحضرناهم بطلب أمريكي، واحتفلنا بصمودهم، ومن ثم أحطناهم بأسلاك شائكة، وحتى لا يكون في المنطقة حالة من حالات الفراغ السياسي تم عقد قمة فاس في المغرب، وتحولت مبادرة الملك / فهد في ذلك التاريخ إلى مبادرة عربية للسلام، وجرت مراسم استقبال للزعيم الفلسطيني أبو عمار في المغرب وسط حالة من الأبهة والكرنفالية، وهذا لم يحدث في تاريخ الأمة، حيث اصطف جميع الملوك والرؤساء العرب باستثناء الرئيس الأسد على طرف السجادة الحمراء لاستقبال بطل معارك العرب، بل معركة حطين الحديثة.. بطل معارك بيروت .. وهذه الصورة هي تعبير عن إعجاب الأمة بابنها البار، واعتذار عن عدم القدرة على تقديم دعم اكثر من هذا، والرسالة واضحة ومقروءة جيداً لا عسكرية عربية في مواجهة إسرائيل بعد فاس الأولى، ومن أجل ذلك تم الاجتياح لإنهاء العسكرية الفلسطينية المتمردة على القرار السياسي .. واستيعابها، فجاءت فاس الثانية لتضع حداً للحروب، ويبدأ التعامل الرسمي والعلني مع التسويات لمشكلة الشرق الأوسط.. والقيادة الفلسطينية بخبرتها تعرف تماماً الشرك، وتحاول الخروج منه، فحاولت وبمناورة ذكية أن تبرز عضلاتها العسكرية، وتقول أنها موجودة كقوة مؤثرة في الشرق الأوسط .. وأنها لم تبتعد عن ساحات الصراع، فاستغلت ذكرى انطلاقة الثورة، فتجمعت القيادة الفلسطينية التي شاركت في معركة بيروت في عدن، ونقلت جواً قوة أساسية من الأقاليم المتواجدة فيها القوات الفلسطينية إلى جانب القوات المتواجدة في عدن وهي قوات اليرموك والقوات التي تواجدت في صنعاء وهي قوات شهداء صبرا .. وأقامت عرضاً عسكرياً في عدن حضرته القيادة السياسية اليمنية الجنوبية على رأسها الرئيس / علي ناصر والقيادة السياسية والعسكرية العدنية وهي الأكثر ثورية في حينها وقبل عودة اللحمة لشطري اليمن في المنطقة، وحضرته جميع القيادات المؤثرة في الساحة الفلسطينية.
    وقد أعلن القائد العام/ أبو عمار أن هذه القوات هي قوات تدخل سريع فلسطينية تقف إلى جانب جميع حركات التحرر في العالم، وكان ذلك متزامناً مع مناورات لقوة التدخل السريع الأمريكية.
    أول المؤشرات:
    لقد عقد في عدن اجتماع للجنة المركزية والمجلس الثوري، وفيه تم مناقشة مستفيضة للموقف السياسي والعسكري، والذي يهمنا في هذا الاتجاه هو أن العقيد/ سعيد موسى ( أبو موسى ) قد ألقى خطاباً في هذه الاجتماعات حدد فيه مواقف ومطالب ما أطلق عليه يسار فتح، وموقفه من الأوضاع السياسية والعسكرية، وبعد عودته لدمشق قام بزيارة للقوات المتواجدة في البقاع والتي لم تغادر لبنان، ووزع عليها خطابه الذي ينتقد فيه القيادة السياسة والوضع التنظيمي لفتح .. فكان هذا التعميم الموزع في البقاع أول مؤشر لتقوية المعارضة في فتح حتى يتم التنسيق بينها وبين المعارضة الفلسطينية في دمشق، وكان توزيع خطابه خروجاً عن المألوف وعن التقاليد العسكرية، حيث لا يجوز لقائد أن يوزع خطاباً سياسياً إلا بإذن القيادة السياسية أو القيادة العامة للقوات وكذلك خروجاً عن الالتزام التنظيمي، وحديثه في قواعد فتح عن ضرورة المحاسبة وتصحيح الواقع التنظيمي ومحاكمة المتقاعسين في المعارك .. كل ذلك كان بمثابة بداية التحرك الذي أعدته دمشق بصورة دقيقة لتحقيق أهدافها والتي تتركز في حرمان الثورة الفلسطينية من قوتها وإضعافها لتفقد تدريجياً دورها القيادي في المنطقة .. وتهيئة قواعد فتح والساحة الفلسطينية للخطوة الأكبر التي تم الإعداد لها بدقة.
    إلى جانب ذلك قام الأخ/ أبو صالح عضو اللجنة المركزية والأخ / أبو أكرم والأخ / أبو موسى بزيارة للقوات المتواجدة في البقاع وتحديداً في قاعدة كان مشرفاً عليها أحد الاخوة القادمين من إقليم الكويت، وجرى الحديث صراحة عن ضرورة محاسبة القيادة .. ووصفوها بالمستسلمة والمنبطحة.

    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 8:53 pm

    دمشق تستغل احتفال عدن

    لقد أوعزت دمشق لعدة تنظيمات فلسطينية بالحديث عن احتفال عدن وإبراز سلبياته .. فخرجت من دمشق بيانات تندد بالقيادة الفلسطينية، وتصفها بالتبذير وإنفاق أموال الثورة والشعب على الاحتفالات، ومتهمة القيادة الفلسطينية بالابتعاد عن الخنادق إلى الفنادق، وعن النضال وساحاته الرئيسة والاختفاء تحت مظلة الاحتفالات والخطابات الرنانة .. كان ذلك على صعيد التنظيمات الفلسطينية المعارضة في دمشق .. أما على صعيد فتح ذاتها، فقد لعبت سوريا أيضا دور الاتكاء على ما أطلق عليه يسار فتح وإعطائه هامشاً من المناورة التنظيمية مستغلة حالات الضعف وبعض نفوذها على بعض الضباط. فأوحت لهم بضرورة التحرك والمشاركة في موجة النقد للسياسة الفلسطينية، وفي الإشارة لذلك لابد من الوقوف على حقيقة أن النظام في دمشق استغل بشكل واضح وجود العديد من القيادات وكبار الضباط الفلسطينيين الذين يسكنون دمشق ولا يوجد لديهم أي عاصمة أخرى يلجأون إليها، إلى جانب أن بعضهم قد اشترى منزلاً، ودراسة أبنائه وظروف حياته جميعها تشكلت في سوريا، ويصعب تغييرها، فكان ذلك نقطة ضعف استندت المخابرات السورية عليها في التأثير على العديد من القيادات والضباط .. وإلى جانب ذلك استغلت دمشق الجملة الثورية وإقناع الفصائل بأنها العاصمة العربية الأولى للثورة بالمقارنة مع باقي العواصم، إلى جانب بعض نقاط الضعف في الجانب المسلكي والخلقي للبعض، وحاولت استغلالهم أيضاً في عملية الترويض والسيطرة على الموقف، وجمع ذلك كله في إطار المعارضة، لكنها كانت تعلم أن أي عمل لا يمكن أن ينجح إلا إذا أصيبت فتح بانتكاسه، وإذا هي تدخلت أي - سوريا - وكانت هي صاحبة المواجهة ضد فتح، فإن ذلك سيوحد فتح في مواجهة النظام، وسوف يمزق المعارضة، ويجعلها تنحاز لموقف فتح، لأن التدخل السوري المباشر يعني التآمر والاستفراد بقوة فتح يعني تصفية مباشرة لقوة الثورة الفلسطينية .. ويعني أن التنظيمات الفلسطينية إما أن تنهار من داخلها لتواطئها، أو تقاتل منحازة لنفسها، فتكون مع فتح أي مع الوحدة الوطنية الفلسطينية، فكان التركيز على يسار فتح واللعب على وتر التصحيح والتغيير والمحاسبة والثورة هو الطريق الأفضل لتنفيذ مخطط دمشق.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 8:54 pm

    المجلـس الوطـني الفلـسـطـيني

    القيادة الفلسطينية في الجزائر تجتمع وتتشاور وتتحاور في جلسات المجلس الوطني لتقويم الوضع بعد حرب الاجتياح وبعد صمود بيروت .. والجدل داخل جلساته يشتد والجزائر تحتفل بانعقاده على أراضيها دون غيرها الذي جاء بعد أعظم صمود في تاريخ الأمة في مواجهة العدو الإسرائيلي، والشعب الفلسطيني يحتفل مزهوا ًبقصيدة الشاعر الفلسطيني المبدع / محمود درويش " بيروت " " ومديح الظل العالي ".
    وهذا يدل على أن المجلس الوطني الفلسطيني يعيش حالة انتعاش معنوي عالية .. ولازال تأثير النصر في بيروت يعكس نفسه إيجابيا على الوضع الفلسطيني ... والقصيدة تأخذ بعداً سياسياً وتتناقلها وكالات الأنباء والصحافة، وتصل إلى البقاع اللبناني، حيث ما تبقى من القوات الفلسطينية .. هذا على جانب الوضع في الجزائر .. ولكن في البقاع تفجر وضع غريب، لقد تزعم عدد من الضباط عملية تحريض واضحة وعلنية لقوات العاصفة تطالبها بعدم تسلم مخصصاتها .. وتدعوها للضغط على القيادة كي تزيد المرتبات، وتعامل المتواجدين على الساحة السورية واللبنانية من قوات العاصفة، بباقي المتواجدين في الساحات الأخرى .. وقد تضامن معهم وشجعهم العقيد سعيد موسى الذي كان في موضع نائب مدير العمليات المركزية، حيث أعلن أنه لن يتسلم مرتباته تضامناً معهم، وفي قيادة قوات اليرموك والكرامة في البقاع كان علينا التحرك ضد هذا التيار لأنه يفجر وضعاً أمام القيادة السياسية، وإذا ما تناولته الإذاعات وأجهزة الإعلام وخاصة مونت كارلو ولندن الأكثر جاذبية في منطقتنا، فإنه سوف يتم التشويش على المجلس الوطني، ويخلق بلبلة لا لزوم لها، وكنا نستند إلى انه يمكن تأجيل الحديث في الموضوع لعدة أيام لحين عودة الاخوة القيادة العامة وتحديداً الأخوين / أبو عمار وأبو جهاد، إلا أن تحركنا قوبل بالتهديد فأطلقت النار على الأخ الرائد / طارق زيد نائب قائد الكتيبة الثانية من قوات اليرموك في ذلك الوقت، لكن الله لطف وخرج سالماً، وبعد جلسة نقاش حادة في قوات اليرموك حول موضوع الامتناع والإضراب عن استلام المرتبات، فحددنا موقفاً واضحاً: جمعة غالي، مازن عز الدين وأبو نضال برفض هذا المنطق وتأجيل ذلك لحين عودة القيادة من المجلس الوطني الفلسطيني، وانتهت الجلسات بجدية واضحة وبتشبث كل مشارك فيها بوجهة نظره، وعلى أثر ذلك مباشرة تحرك كل صاحب رأي من موقعه في محاولة لإقناع القوات بخطأ الرأي الآخر، وكانت بداية التحرك لصالح الرأي الذي يحمل فكرة الإضراب من أجل كسب شخصي، وهذا جعل الوضع صعباً جداً في البقاع حيث أن الموضوع السياسي أصبح في دائرة الاهتمام الثانوية، وترافق ذلك بانتعاش معنوي بدا على أصحاب الرأي الداعي للامتناع عن استلام المرتبات والمطالبين بزيادته … وعلى رأسهم الأخ العقيد / سعيد موسى، ولكن ذلك لم يستمر طويلاً فلعب التوجيه السياسي دوراً هاماً في توضيح خطورة ذلك، واستلام المرتبات لا يلغي المطالبة والضغط لزيادتها، ولكن يجب حرمان العابثين والمشوشين والانتهازيين من هذا السلاح، ولا بد من دعم القيادة السياسية والعسكرية المتواجدة في الجزائر.. وقد ساعدت فطنة وخبرة الكوادر المتواجدة في الميدان والتي تتصدى للرأي الخاطئ.. ساعدت الأخ / أبو ماهر غنيم عضو اللجنة المركزية وعضو القيادة العامة لقوات العاصفة على اخذ قرار حكيم، حيث أعطى وعوداً بإمكانية تحقيق توازن في مرتبات الساحة اللبنانية والسورية مع باقي الساحات، ولكن ذلك لن يتم تحت التهديد والإضراب والتحريض.
    ونجح التحرك وتسلمت القوات المرتبات في اليوم التالي، وتم إحباط خطة الأخ / أبو موسى ومن معه، وللحق فإن من وافقوا على الإضراب لم يوافقوا جميعهم إلا من منظور مصالحهم ولا علاقة لهم بنوايا ذلك التيار الباطني الذي يخطط لتسجيل نقاط لصالحه.
    ونتيجة لذلك ولفشلهم الذريع في تنفيذ مخططهم اخذوا قراراً بتصفية كاتب هذا المقال الذي كان مفوضاً سياسياً لقوات اليرموك، وأرسلوا مجموعة قامت بزرع عبوتين في سيارته أثناء وقوفها في موقع من مواقع الكتيبة الثانية، وفي الصباح انفجرت إحدى العبوات وهي العبوة الأمامية، ومن تأثير الانفجار تطايرت العبوة الثانية التي كانت مثبتة على خزان الوقود لتنفجر بقوة الحرارة وقد أصيب الأخ / مازن عز الدين ( كاتب هذا المقال)، حيث نقل في حالة إغماء إلى مستشفى الشهيد / كمال عدوان في بر الياس ونجى من الحادث الأخ المقدم/ ربحي البرغوثي مسؤول مالية قوات اليرموك في ذلك التاريخ، وكانت الأخت المناضلة / فاطمة البرناوي قد سمعت بالحادث وحضرت فوراً للمستشفى، وعرفت التفاصيل، وغادرت في طريقها للجزائر فأبلغت القيادة بما حدث.
    وفي تحليل الحادثة كان الاستنتاج أن العملية تستهدف تمهيد الطريق لترتيب وضع قوات اليرموك وإخراج المدافعين عن الخط الفلسطيني الفتحاوي الذي أطلق عليه لا حقاً الخط العرفاتي، ولبداية تركز عناصر قوة متجانسة تجمعها مصالح محددة تمتد من التفكير للسيطرة على قرار الثورة من قبل قوى انتهازية فئوية تعمل كامتداد لروابط القرى بتشكيلها التنظيمي، وتغطي نفسها بالجملة الثورية تارة وبالاغراءات المادية تارة أخرى، وبالقتل وعقلية المؤامرة في برنامجها الذي بات يتكشف بالاستناد إلى قوة إقليمية هي دمشق تمهيداً لتنفيذ انقلاب عسكري مدروس.


    الانشقاق وجوانب المؤامرة




    لقد اتخذت القيادة العليا قرارات هامة تركت آثاراً معنوية واضحة على مجمل الأوضاع، فأثرت سلباً وإيجابا في وقت واحد من بينها ترفيعات لبعض الكوادر وبعضها تغييرات في مواقع القيادات، حيث اعتمدت تشكيلات جديدة للقوات بسبب خروجها من بيروت وانتشارها في مناطق متباعدة، وحملت في تسميتها نظام المجموعات، حيث ضمت كل مجموعة القوات القريبة من بعضها البعض جغرافياً حيث قسمت القوات المتبقية في شرق وشمال لبنان إلى مجموعتين، الأولى ويقودها العميد / غازي عطا الله (أبو هاجم) وقيادتها في بعلبك، والثانية ويقودها العميد/ ياسين سعادة ومقر قيادتها في دير زنون، والقوات المتواجدة في كل من السودان واليمن الشمالي والجنوبي قبل الوحدة حملت اسم المجموعة الخامسة ويقودها العميد / محمود دعاس، ومقر قيادتها في صنعاء، أما المجموعة الرابعة فقد ضمت الشمال الأفريقي في كل من الجزائر وتونس ويقودها العميد / محمد جهاد، حيث اتخذت مقراً لها في العاصمة الجزائرية، وهكذا وتمت تعديلات في الإطارات الأدنى في القوات حيث تولى العقيد / نصر يوسف في حينه قيادة قوات اليرموك، والأخ عمر ابو ليلى نائباً له مع الترقية، وكذلك كمال الشيخ مع الترقية، وغيرهم وزاد ذلك من حدة الأنفعالات إلى جانب الحديث الصاخب عن نتائج الاجتياح، حيث يرى البعض اننا انتصرنا ويرى البعض الآخر غير ذلك والجميع يتابعون تحركات لجنة التحقيق التي يرأسهاالعميد / محمود الروسان ( أبو الحكم ) مدير القضاء الثوري تلك اللجنة المخولة بمقابلة أو استدعاء كل من تريده للوقوف على حقيقة الوضع قبل وأثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وفجأة بدا التحرك التنفيذي للانشقاق، حيث حضر أحد الأخوة من جيش التحرير الفلسطيني وهو برتبة نقيب واسمه (أحمد أبو حميدان) إلى قائده العقيد / خالد سلطان قائد قوات الشقيف، وابلغه قائلاً: سأبلغكم كلاماً هاماً جداً واستمعوا إليه لكن لا تقولوا عني مخبول او قولوا ما شئتم، لقد حدث اجتماع في بلدة المنارة أو حماره في البقاع ضم الأخ العقيد / سعيد موسى (أبو موسى) والأخ العقيد / أبو خالد العملة، وعدد من ضباط جيش التحرير الفلسطيني واتفقوا على التمرد والانشقاق عن القيادة والانتفاض عليها، ووصفوها بالمتخاذلة وأن بعضها أثرى ثراء غير مشروع، وأن المقصرين في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي لم يحاسبوا وسوف يتم التمرد او الانتفاضة على القيادة سريعاً، وفعلاً قال البعض عنه مخبولاً وان ما تقدم به لن يحدث، ولكن الأخ العقيد / خالد سلطان الذي تصرف بمسؤولية لم يستهتر بالأمر، واخذه على محمل الجد، وذهب إلى قيادة قوات اليرموك ليبلغ قائدها العقيد / نصر يوسف بالأمر، واحاطته علماً بذلك، ولكنه لم يوفق بالالتقاء به مما دفعه بالتوجه إلى دمشق لمقابلة الأخ العميد / أحمد عفانة أبو المعتصم مدير العمليات المركزية في ذلك التاريخ الذي كان بطرفه متواجداً العميد / غازي عطا الله ( أبو هاجم ) حيث استمعا إليه، ثم تركاه وجلسا في غرفة جانبية للتداول وتحليل ما استمعوا إليه، ولكنه كسر عليهم تلك الخلوة وأبلغهم بجدية الموقف ووضعهم في تفاصيل الاجتماع الذي أجرته قيادة الانشقاق في بلدة (حماره) مع ضباط جيش التحرير الفلسطيني، وأكد لهم أن التحرك سيحدث بين لحظة وأخرى إلا انهم رفضوا التسليم بإن شيئاً كهذا يمكن أن يحدث، ولكنه لم يقتنع باستنتاجهم لثقته بالمعلومات التي تقاطعت لديه من الحركة التي أثارت الريبة لديه في قيادته بعد الحديث الذي أفضى به أحد المشاركين في الاجتماع ... فبدا يتصل بالأخ / أبو جهاد نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية ... وقد وفق في تحديد موعد في تمام الحادية عشر، مساءً وأبلغه بما حصل، وفوجئ الأخ / خليل الوزير( أبو جهاد ) نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية بان العمليات المركزية لم تبلغه بذلك، وكما هي التقديرات المتأتية لديه فانه لم يتخذ أي إجراء فوري لان ذلك يحتاج إلى معلومات دقيقة وكذلك عن المشاركين إلى جانب التقديرات السياسية المترتبة على ذلك داخل حركة فتح وفي محيطها، وفي نهاية اللقاء طلب أبو جهاد من الأخ/ خالد سلطان اليقظة ومتابعة الموقف... وفعلاً عاد ليواصل عمله في وضع طبيعي .
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 8:55 pm

    الانشقاق يبدا باليرموك


    ولم تمض عدة ساعات على حديث الأخ العقيد / خالد سلطان وكذلك لقاء آخر من الأخ العقيد / نصر يوسف مع مدير العمليات المركزية الأخ / أبو المعتصم حتى
    فوجئت الكتيبة الثانية من قوات اليرموك بتمركز سرية معززة من قبل قوات أبو نضال (صبري البنا) في التلال الملاصقة لقيادتهم في وادي الصاعقة المطل على بلدة ينطا، أعقبها دخول العقيد / سعيد موسى ومعه العديد من الكوادر مع قوه من الحراسات المدججة بالسلاح والقنابل، وأعلنوا ان الكتيبة الثانية لا علاقة لها بقيادة قوات اليرموك ولا تتلقى منها أي أوامر، ولا حتى من القيادة العامة لقوات العاصفة وأضافوا أنها قيادة غير شرعية وتحتاج إلى تصحيح وصدرت عبارات استعراضية سيئة منهم، ولم يحدث أي ردة فعل سلبية تقاوم ذلك مما أكد ان الموضوع قد درس بعناية وبترتيب دقيق مع قائد الكتيبة الثانية ( الرائد / محمود عيسى )، وقد تحرك العقيد / نصر يوسف للكتيبة لكن تحركه لم يغير من الوضع شيئاً وبعد ذلك تحركوا إلى مقر الكتيبة الأولى التي يقودها الأخ العقيد / يونس العاص والقوا على مسامعه كلمات سيئة، وأعلنوا انضمام الكتيبة الأولى اليهم وعينوا الأخ الرائد مدفعي/ أبو عوض قائداً للكتيبة، وكسروا انتين اللاسلكي المحمول على سيارة الأخ الرائد / يونس العاصي، وقالوا له غادر وابلغ قيادتك بما رأيت فردد على مسامعهم كلمات شجاعة ملتزمة كرد فعل على تصرفهم، وغادر متوجهاً لقيادته والتي هي مقر المجموعة الثانية في دير زنون، وما حدث في الكتيبة الأولى والثانية حدث مع قيادة القوات وسرية الدفاع في عيتا الفخار، ولم يبق مع قيادة قوات اليرموك سوى الكتيبة الثالثة التي رفضت الانصياع للتمرد ولم يجرؤا على دخولها، والسبب الحقيقي في ذلك يعود لوعي كوادرها الراقي المستوى، حيث مارست القتال المسيس وآمنت بالعمل السياسي فتحصنت كوادرها وقيادتها، فآخذت قيادة اليرموك قراراً بتحريكها من مواقعها السابقة فوراً وتمركزها في المثلث المشرف والمتحكم بعقدة عنجر، والمصنع والصويري ومجدل عنجر وهي العقدة المتحكمة في طريق دمشق بيروت، إلى جانب انها مفتاح البقاع حتى لا تنقطع الطرق على باقي قواتنا وكانت هذه الخطوة هي أهم خطوة عملية في حينها، وبدأ المسلسل السلبي للانشقاق يتلاحق وأصدروا عدة بيانات مغموسة كلماتها بالحق لكنها جميعاً تمثل في الواقع كل الباطل وقد خدع العديد منا في الأيام الأولى من هذه البيانات، فبدأ البعض يترك مواقع الشرعية ويهرب إلى مواقع الانشقاق التي لم تكن توصف بهذا الوصف في البداية، بل كان يطلق عليها اسم الخندق الآخر، ولكن موقع الكتيبة الثالثة المتحكم في عقدة المواصلات بدأ يتعزز عسكرياً، ووصله الأخ القائد العام / أبو عمار والأخ / أبو جهاد نائب القائد العام وبدأوا منه يديرون التحرك العسكري والسياسي في مواجهة ما حدث ... وقد تحركت العديد من الوفود التي كانت تحضر إلى مجدل عنجر وتجمتع إلى الأخ/ أبو عمار والأخ/أبو جهاد...ولكنها كانت تذهب وتعود بنتيجة واحدة وهي أنهم لن يعودوا عن مواقفهم التي أطلقوا عليها مصطلح الانتفاضة... وبدأت المؤشرات تنضج نحو المواجهة العسكرية... ومن بين من شاركوا في الحركة السياسية للحوار مع المنشقين الأخوة/ عباس زكي، جميل شحادة، ممدوح نوفل، أبو العز الدجاني، مروان كيالي، الشهيد / عبد الكريم العكلوك وغيرهم... ولكن بلا نتائج.
    وبدأ الوضع يصبح اكثر خطورة حيث أن حواجز الجيش السوري على الطرقات والمفترقات وضعت إلى جانبهم بعض مجموعات انشقاقية مسلحة، فكانت تصطاد العناصر القادمة للالتحاق بمواقعها والعائدة من إجازاتها ويسألونهم سؤالاً لأول مرة تسمعه الأذن الفلسطينية، وهو هل أنت فتح الانتفاضة أم فتح أبو عمار؟ فمن يجب الإجابة الأولى يتم الترحيب به .. ومن يجب الإجابة الثانية يتم حواره لإقناعه ويصطحبوه في سيارة إلى قيادتهم في حَمَّارة، وإذا وافق ألحقوه بمواقعهم، وإذا لم يوافق يلحوه إلى سجن الصويري .. وهذا الوضع جعل الجانب المعنوي يحتاج إلى تعزيز لأن الغالبية لهم عائلات وأبناء يسكنون في المدن والقرى السورية وهذا يعني أن أي إجازة سوف تسبب لنا وضعاً صعباً، فكان علينا القيام بعمل سياسي مكثف لكشف المؤامرة على ثورتنا، وحتى نحافظ على الروح المعنوية لقواتنا وقد أفادنا ذلك كثيراً وقد لعبت زيارات الأخ القائد العام / أبو عمار للمواقع وتواجده فيها دوراً كبيراً وكذلك تواجد الأخ / أبو جهاد عزز دورنا بشكل كبير… وازداد الوضع صعوبة أكثر فقد بدأوا في اصطياد السيارات التي تذهب لتملأ الوقود….أو تحضر المواد التموينية أو الأدوية للقوات ويتم مصادرتها، وكانوا يختارون عناصر معبأة تعبئة حاقدة ويحملوها قنابل يدوية مما جعل الوضع صعباً للغاية.. واستمر الوضع يزداد خطورة والوفود تذهب وتعود دون أن تغير من الوضع شيئاً، لكنها كانت يوماً بعد يوم تزيل الغشاوة عن عيوننا وعيون البعض.. ممن ضللوا في اللحظات الأولى، وقد جاءتنا معلومات أكيدة عن زيارة الأخ / علي دوبا مسؤول المخابرات السورية والتي تم نقلها للأخ القائد الرمز/ أبو جهاد تقول إنه قال للأخ العقيد / سعيد موسى ( أبو موسى ) " لا نريد منك سوى أن تبقى في قيادتك وسيارتك وجهازك وتلفون، أما باقي قوات عرفات فسوف نتكفل بها، وسنأتيك بها وشد على يديه وغادر إلى دمشق..." لقد اصبح واضحاً لدينا أن سعيد موسى وأبو خالد العملة ومعهم تسعة من أعضاء المجلس الثوري للحركة، واثنان من اللجنة المركزية هما أبو صالح وقدري.... لم يكونوا سوى حصان طرواده للأشقاء في سوريا...ليدخلوا لقلعتنا الفلسطينية، ولكن لماذا تفعل سوريا ذلك... وبقي علينا البحث لمعرفة الأسباب التي تريدها القيادة العربية السورية في دمشق.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 8:55 pm

    انشقاق كتيبة شهداء أيلول



    وحتى لا يبقى الوضع مثيراً ويتصرف ويتحكم فيه أولئك العابثون فقد عقد اجتماع في مقر قيادة قوات اليرموك الجديدة في دير زنون حضره إلى جانب الأخ/ أبو عمار وأبو جهاد الأخوة العميد أبو المعتصم، أبو هاجم، ياسين سعادة، نصر يوسف، خالد سلطان، مروان كيالي وجمعة غالي، مازن عز الدين، سميح نصر، وزياد الأطرش والطيب عبد الرحيم الذي عين مفوضاً سياسياً عاماً للقوات بدلاً من الأخ الشهيد خطاب وتم في الاجتماع مناقشة وتقييم الأوضاع، واخذوا قرار بإنهاء والوضع المتردي في كتيبة شهداء أيلول حيث أن الانشقاق يراهن على أن الكتيبة أصبحت جاهزة لتأخذ موقفاً إلى جانبهم بواسطة نائب قائد الكتيبة، والتصدي لمواقع القيادة العامة( احمد جبريل ) التي تقدم الإسناد لمواقع الانشقاق. والتي تتحكم بالطرق في عقده برالياس سعد نايل شتورة، وتم الاتفاق على الخطة العسكرية التي ترتكز على اعتقال جميع من له علاقة بالانشقاق في جسم كتيبة شهداء أيلول وتحجيم دور القيادة العامة(أحمد جبريل) … وتصفية إحدى مواقع مجموعات أبو نضال ... وفعلا تم تحضير القوات اللازمة من جسم جيش التحرير ومن الكتيبة الثالثة ومن الجرمق ومن قوات الميليشيا على أن يأخذ الدور الأساسي ضباط وكوادر الكتيبة المواليين للشرعية حيث يقودهم المقدم / سميح نصر الذي أصبح قائداً لها. وبدأت التنفيذ وتم القضاء على مجموعات أبو نضال وتصفيتها وإيقاع ضربة قوية للقيادة العامة ( أحمد جبريل ) ولكن داخل جسم الكتيبة تم إعادة تقييم الوضع واتفق على ألا يحدث قتال لان الخسائر ستكون باهضة، فاتفق على أن تغادر القوة المنشقة ويتم تأمينها إلى مقر قيادة الانشقاق، وفعلا تم ذلك وبمرافقة القائد الشجاع حسين الهيبة ( أبو حسن ) الذي كان على رأس قوات الـ17 في البقاع.
    ولكن القيادة العامة ( أحمد جبريل ) التي تملك قوة مدرعة في المنطقة قامت بزجها في المعركة على مثلث مزارع عبود مصنع الزجاج … برالياس وقطعت الطرق، وفاجأت الأخ العميد/ خالد سلطان واعتقلته … واقتادته إلى مقر قيادتها … وقبل ذلك بعدة دقائق كانوا قد اعتقلوا الأخ العقيد / جمعة مصباح الجملة( أبو هاني ) والذي نجح في القفز من السيارة والهروب من معتقليه، والتحق بموقع لأحد الأصدقاء وتم تأمينه بعيداً عنهم لعدة أيام…ونقل العقيد / خالد سلطان إلى سجن ( القيادة العامة… أحمد جبريل ) وأداروا معه حواراً معمقاً في محاولة منهم لإقناعه بالالتحاق بالانشقاق، وكذلك يريدون توقيعه على المال لأنه معتمد لدى الصندوق القومي عن الجيش، ولم يجدوا مفراً إلا بمواصلة حواره وهو خارج الاعتقال، ثم الإفراج عنه بعد شهر من ذلك بعد أن فشل حوارالقضبان والزنازين.
    لكن معركة كتيبة شهداء أيلول خلقت حالة من التردد لدى المنشقين، وجعلت التفاعلات تنتقل إليهم، وانتهت حالة المساس بعناصرنا على الطرقات، وكذلك جعلت الكل منا يعيد ترتيب حساباته بشكل أعمق، وبتخطيط أدق وأبعد.
    وفجأة احتلت قيادة الانشقاق موقعين يضعان مواقعنا في وضع مسيطر عليه بالرشاشات… وكان الموقع الأول في التلال المطلة على مجدل عنجر من جهة الصويري، والموقع الثاني يقع على التلال الشرقية لبلدة عنجر ويقطع طريق المصنع بر الياس، وكذلك طريق المصنع حمارة إلى جانب احراج مواقع الكتيبة الثالثة في سهل مجدل عنجر التي هي سهل منبسط فبدت مواقعنا مكشوفة.
    وكان ذلك بمثابة رسالة واضحة، وهي ان المعركة ستأخذ طابع التحدي العسكري ولوحظ تواجد لحواجز سورية جديدة على نفس المثلث اتبعه موقع لحاجز آخر على الطرق المؤدية إلى بلدة مجدل عنجر، وهذا يعني حصاراً لمواقع الكتيبة الثالثة… التي ردت على ذلك بكتابة شعار جريء على جدران المنازل والسيارات، وهو الموت مع عرفات افضل من النصر معكم، وكان ذلك إشارة إلى ان معنوياتنا عالية.
    وفي المساء وبعد تقييم الوضع أوفدني الأخ القائد العام / أبو عمار إلى القيادة السورية في البقاع والمتواجدة في بلدة شتورة، وابلغني ان انقل رسالة اليهم أننا لن نسمح بحصار قواتنا وقطع الطرق عليها، وأن أطلب اليهم سحب هذه القوة من مواقعها… لأن ذلك سيؤدي إلى احتكاك لا تعرف نتائجه… وكان الاخ العميد/ محمد غانم حيث طمأن الاخ / ابو عمار إننا سوف نضبط تصرفاتهم وقد بالفعل ضبط تصرفاتهم لمدة محدودة إلى ان تم عقد جلسة المجلس الثوري في دمشق. والتي كانت آخر جلساته فيها.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 8:56 pm

    معركة مجدل عنجر


    لقد تم التحضير من قبل السوريين والمنشقين والقيادة العامة والليبيين للانقضاض على مواقع الكتيبة الثالثة، وقتل أكبر عدد ممكن منهم لغرس الرعب في صفوفنا وحتى تؤدي إلى ابراز رأياً يؤكد أن الانشقاق يملك القوة الأكبر من جسم حركة فتح وأي مواجهة قادمة محكوم عليها بالفشل، وفتحت النار وبدأت المدافع تقصف سهل مجدل عنجر، والرشاشات الرباعية من نوع شيلكا تمطر المنطقة بالرصاص، والدبابات لا تترك موقعاً إلا وتسدد له قذائفها… لكن الكتيبة الثالثة ظلت صامدة ونجحت في صد كافة الهجمات الليلية، ولكن قذائفنا ورصاصنا بدأ يقل تدريجياً، وطلب الذخائر يتم بالأجهزة التي مازالت فيها الشبكة متداخلة، فنحن نسمعهم وهم يستمعون لما نقول، وتحرك الأخ / جمعه غالي إلى قيادة الكتيبة ومن شدة النيران وغزارتها لم نتمكن من الوصول إلى قيادة الكتيبة لفترة صعبة جداً، ثم تمكنا بعدها من التحرك بسرعة والتجول وسط الأماكن التي تتواجد فيها مواقعنا من اجل تحقيق هدف مركزي وهو إشعار الجميع من المقاتلين أن الوضع جيد، وقابلنا قائد الكتيبة الأخ الشجاع / راجح أبو لحية وتحدثنا إلى عدد من المقاتلين وقلنا لهم شكراً على صمودكم…وقد نجح الأخ / نصر يوسف قائد قوات اليرموك في إرسال كمية من الذخائر بالتنسيق مع الأخ الدكتور / رضوان الأخرس، وبعض الأصدقاء وبالطرق الخاصة، وقام بايصالها الاخ الشجاع الملازم اول / سليمان سعيد العيسوي( ابو عرب ) من الهلال الأحمر الفلسطيني، ولكن وفي حدود الساعة العاشرة صباحاً نجحوا في تحقيق اختراق لدفاعات الكتيبة، واحتلوا قيادتها التي لم يجدوا فيها أحد، وجرح في هذه المعركة العديد من المقاتلين وسقط شهيدين النقيب / فهيم أبو الرب ( ابو المأمون ) وجمال صبح، وتم التراجع إلى موقع الروضة ودير زنون، وكانت معركة مجدل عنجر رسالة للقيادة السياسية للحركة وللقيادة العامة لقوات العاصفة بأن وجودكم في دمشق لم يعد مرغوباً فيه. وهو أول مساس رسمي عربي مؤكد ضد م.ت.ف لإضعاف دورها السياسي في لبنان .
    ووجدنا أنفسنا أمام رحلة جديدة من المواجهات بدأت بهذه المعركة التي لا توصف من شدة النيران التي انصبت على مواقعنا من تحالف قوى الشر والعدوان، وشارك فيها إلى جانب الكتيبة الثالثة سرية من قوات ال17، وفصيل من سرية القيادة التابعة لقوات اليرموك.

    الانشقاق وجوانب المؤامرة 2


    كان من ابرز نتائج معركة الروضة إلى جانب أنها حسمت موقع جيش التحرير في الصراع بإنه لم يعد محايداً بل لم ينجح في الدفاع عن شرعيته فانحازت جميع القوى المتواجدة فيه إلى جانب الانشقاق باستثناء الأخ العقيد / مصباح الجمل ( أبو هاني ) والأخ العقيد / خالد سلطان والأخ العقيد/ عبد الرحيم أبو عون والمقدم / احمد عبد الكريم وحفنة تعد على الأصابع من المقاتلين، فقد تركت معركة الروضة في ابرز نتائجها فقدان الأخ العقيد / نصر يوسف قائد قوات اليرموك الذي ترك موقع القيادة متوجهاً لتفقد موقع الأمن الموحد، وموقع جيش التحرير إلا انه فوجئ بأن موقع الجيش إلى جانب الانشقاق، حيث تم اعتقاله وجرت محاولة لتصفيته، إلا ان بعض الأصدقاء من قوات الصاعقة قاموا بالتصدي للمنشقين ومنعوا تصفيته جسدياً، لكنه أصبح في دائرة الأسر مما أوقعنا في وضع مربك مع اللحظات الاولى للمعركة فرض علينا التصرف بسرعة للتقليل من سلبيات ذلك . وإلى جانب ذلك الفراغ الهام الذي تركه اعتقاله كان علينا الاستعداد للدفاع عن مقر قيادة الأخ / أبو عمار في البقاع، والتي كانت مقراً لقيادة قوات اليرموك وهي تقع على عُقدة المواصلات التي تفصل بلدة بر الياس عن مجدل عنجر من جهة الشرق والغرب وتطل بشكل مباشر على طريق بعلبك دير زنون. وكان هذا المقر إسطبلاً لخيول رئيس وزراء عربي هجر لبنان بسبب ظروف الحرب الأهلية. وهذا الموقع هام جداً ويرغب الطرف السوري في إقصائنا عنه لانه يغلق طريق دمشق بيروت الدولي ويشل الحركة في البقاع بكامله .. فتركت معركة الروضة بنتائجها الثلاثة الأساسية، وهي حسم الصراع على حياد الجيش، وانحياز نسبة كبيرة منه إلى الانشقاق مؤقتاً، واعتقال العقيد / نصر يوسف قائد قوات اليرموك وإنهاء عقدة من العقد التي نتحكم من خلالها بالطريق الدولي، وهو جزء من الهدف البعيد للقيادة السورية في البقاع على العقد المتحكمة في الطريق الدولي. مما جعل معركة دير زنون والدفاع عن القيادة قاب قوسين أو أدنى. إلى جانب انهيار معنوي لا يوصف شمل ما تبقى من المدافعين عن القيادة ليصل إلينا الأخ / عبد الرحيم أبو عون وهو ضابط شجاع مؤمن بالدفاع عن شرعيته وقال معاتباً ألم اقل لنهاجم قبل ان ينقضوا علينا...ها هم فعلوها واستولوا على الروضة الموقع الأساسي للجيش، فقلنا له توكل على الله ما حدث قد حدث وعلينا ان نعد أنفسنا لما هو آت...وفجأة سمعنا نداء عبر مكبر للصوت محمول على سيارة عسكرية سورية تطالبنا بالحوار والتحلي بالصبر ووقف القتال، وفي نفس اللحظة كان جنود من الوحدات الخاصة السورية تعتلي أسطح العمارات المحيطة بمقر القيادة ومزودة ببنادق قنص أثار فينا موجه من القلق والخوف المشروع الذي كان من نتائجه المباشرة التحاق من تبقى من المدافعين عن الموقع إلى مواقعهم السابقة تحت حجج واهية، لكن الحقيقة هو الانهيار المعنوي الذي خلقته معركة الروضة ونتائجها السلبية وقرب انفجار معركة السيطرة على مقر القيادة في دير زنون. وتشاورنا الأخ العقيد/ جمعة غالي ركن عمليات قوات اليرموك وأنا واتفقنا على ان أبقى في مقر القيادة أحاول لملمة ما تبقى وأعطي إيحاء بان الوضع قوياً، وأجرى بعض الاتصالات لاستحضار قوة للدفاع عن القيادة والأخ / جمعة يستطلع نوايا السوريين، ولماذا يضعون القناصة في مواجهتنا ومحاولة التهدئة لحين استعادة التوازن في موقعنا الذي لم يبق فيه سوى الأخوة الشجعان مجموعة اللاسلكي العام الأخ / أبو لؤي والأخ / أبو عبد الله وثالث أسقطته الذاكرة لضعف خلاياها عبر الزمن...وفجأة يصل الأخوة العقيد/ خالد سلطان، والشهيد العقيد / مصباح الجمل ( أبو هاني ) والأخ العقيد/ رمضان داوود في زيارة غير متوقعة وغير مخططة إلى مقر القيادة في دير زنون.. وقد ساعدوا في وصولهم المفاجئ على تعزيز ورفع معنوياتي حيث كنت احمل بندقيتي وأقف لوحدي على مدخل مقر القيادة في مواجهة الحاجز السوري الأساسي أمام متراس من أكياس الرمل، كنا قد أعددناه مسبقاً، وعلى الفور بادرتهم بالقول رداً على عبارة من أحدهم لا يوجد أحد ( وين الناس )، فقلت : لقد انسحبوا أو هربوا أو عادوا لوحداتهم الأساسية في مواقع متباعدة أو انشقوا هذه هي نتائج معركة الروضة. وتجولوا في مقر القيادة قليلاً، ولا يخلوا الجو من زخات الرصاص المتفرقة واستأذنوا بالمغادرة ولم نلتق معاً إلا في طرابلس مع الأخ العقيد/ خالد سلطان وفي السودان مع الأخ/ الشهيد ( مصباح الجمل ) ورمضان داوود وعاد الأخ العقيد / جمعة غالي من مهمته التفاوضية مع الطرف السوري محبطاً للغاية قائلاً لنستعد للمعركة القادمة التي هي وشيكة. فقلنا لبعضنا البعض ما أجبنهم .. لقد حققوا انتصاراً في معركة الروضة. وباستطاعتهم ان يستثمروا ذلك ويسيطروا على هذا الموقع الهام بسهولة لكنهم يعتقدون انه قلعة يصعب اختراقها والحقيقة لم يكن فيه غير جمعة ومازن من قيادة اليرموك، وأبو لؤي، وأبو عبد الله من ضباط اللاسلكي وكان الوضع كئيباً لا يوصف. وعملنا تقديراً سريعاً للموقف وأجرينا اتصالاً مع الأخ العقيد الشهيد/ مروان كيالي والأخ العقيد/ زياد الأطرش والأخ الشهيد العقيد/ علي أبو طوق الذين حضروا للمكان وتشاورنا معاً وأخذنا قرار الصمود والمواجهة دفاعاً عن مقر القيادة ولإدامة اكثر من عقدة نتحكم فيها بطريق دمشق بيروت الدولي وحتى لا تحاصر مواقعنا الأخرى، وعلى ضوء ذلك اللقاء تم إحضار قوة سريعة تقدر بفصيل من كتيبة الجرمق وفصيل آخر من قوات اليرموك ممن تبقى بإمرة الأخ الرائد/ عبد الله خليل ورشاش ثقيل من عيار ( 23 ملم ) محمول على سيارة المانية من نوع ( يونيماك ). وابلغنا القيادة بالموقف وما تم مع الأخ العقيد/ نصر يوسف الذي لا نعرف مصيره بالضبط اذا كان قد استشهد أم وقع في دائرة الاعتقال وقد ارتأى الأخ الشهيد/ علي أبو طوق ان يكون فصيل الجرمق في داخل المبنى. وفصيل قوات اليرموك في الجبهة الشمالية في البساتين والرشاش الثقيل من جهة الغرب اما جهة الجنوب فكانت منطقة مفتوحة ويصعب التقدم عبرها إلى جانب بعض القنوات المملوءة بالمياه واعتمدنا ذلك وتم التموضع في الأماكن المحددة، وكان ذلك يتم على مراى ومشهد من القوات السورية التي بدأت تراكم في حجم التحصينات الرملية، وتزيد عدد الحواجز .. وما ان انتهينا من ذلك، وإذ بسيارة مدنية تمر بسرعة وتطلق قذيفة R. B. J ) ) على مدخل القيادة وأمام يقظة المقاتلين المتحفزين في وضع دفاعي سليم تم التعامل مع السيارة وأصيب من فيها وتم الاستيلاء عليها، وكان جميع من فيها من القيادة العامة (احمد جبريل)، وعلى اثر ذلك قامت قوات أحمد جبريل بقطع طريق بعلبك بفصيل من الدبابات قوامه ثلاث دبابات ت 55 وهذا ادخل عنصراً جديداً في الصراع لم يكن في الحسابات الآنية والمباشرة وكان يمارس دوره مستتراً وان كان ذلك معلوماً لدينا .. طالبونا بالقتلى والجرحى .. فكنا قد أرسلناهم عبر السوريين إلى مستشفى الشهيد / كمال عدوان في بر الياس .. وكما توقعنا كانت هذه بداية الاحتكاك لإدخال قوة القيادة العامة ( احمد جبريل ) المتواجدة مباشرة على طريق بعلبك دير زنون في المعركة لتمنع أي قوة محتملة من قوات اليرموك في قاطع كوسايا عرب الفاعور لنجدتنا .. ولكن وجود الكتيبة الأولى بقيادة العقيد / يونس العاصي وأبو طه المتواجدة على بعد مئتي متر من هذا الموقع نجح في تجميد مواقع القيادة العامة (أحمد جبريل) من الدخول بفعالية اكبر في المعركة لكنهم نجحوا في منع الحركة على طريق دير زنون بعلبك بشكل حاسم .. وبدات المعركة .. وكانت التحضيرات لها واضحة من اللغة التي كانت تستخدم عبر الأجهزة اللاسلكية فكانت جزءاً من حرب الأعصاب والتأثير على المعنويات لأنها كانت جميعها شبكة واحدة ومفتوحة على بعضها وتتداخل بين الحين والآخر .. وبدا القتال .. بشكل تقليدي جداً .. تحضيرات بقذائف هاون من مواقع الروضة من عيار ( 18 ) ملم ورشاشات ثقيلة .. تم التعامل معها بالصمت وعدم الرد حتى لا تحدد مصادر نيراننا .. وبقى الوضع على ذلك الا ان اتخذوا قرار بالتقدم على محورين متوازيين .. أحدهما على الطريق العام مباشرة، والأخر موازي له من موقع جيش التحرير الذي كان مقراً للعقيد/ عبد الرحيم أبو عون والذي اصبح تحت سيطرتهم بخط مستقيم باتجاه مقر القيادة، لكنه مستور في طيات أرضية مزروعة تساعدهم على التقدم.
    وعند أول اقتراب لهم على الطريق الرئيسي تم فتح النيران من اتجاهين متوازيين .. من مواقع قوات اليرموك في البساتين الشمالية للطريق العام، ومن القوة المدافعة عن مبنى القيادة .. ووقعت خسائر كبيرة في القوة المهاجمة، ولكن المحور الآخر للهجوم كان قد نجح في الاقتراب من المكان واستفاد من الطيات الأرضية وطبيعة المكان، واصبح لديه قوة بشرية تقدر بسرية معززة مع غزارة نيران لم تتوقف على مدار اثنتي عشرة ساعة متواصلة .. واقتربنا من بزوغ الفجر والقذائف المتبادلة وطلقات الرشاشات تذهب وتعود مضيئة ومحددة ومركزة من كلا الطرفين .. ومضى اليوم الأول ولم يحققوا إنجازاً يذكر وكانوا قد أصيبوا بارباك شديد لخسائرهم على الطريق العام .. اما نحن فقد كانت دفاعاتنا قوية وقدرتنا على التحرك في الأماكن المبينة تؤمن حماية جيدة لنا وتمكننا من إجراء المناورة الكافية وهدأت القذائف والرصاص وأمام الإرهاق والتعب والقلق والمسؤولية وزعنا المهام على بعضنا البعض، وغادر الأخ/ زياد الأطرش إلى ثعلبايا وجاء على أبو طوق وكان بمجيئه ينشر التفوق المعنوي في جبهاتنا ويبدد القلق غلبنا النوم ولم نصحُ الا على صوت الأخت/ ام زكي زوجة الأخ/ جمعة غالي .. حيث أبلغوها الأخوة/ أبو لؤي وأبو عبد الله اننا في ركن هناك تلفنا بطاطين نتنه ومع حديثها أفقنا لننظر حولنا .. أماكن مهجورة وكئيبة وبقايا حرائق ورائحة بارود تملأ المكان وطريق دمشق بيروت لم تجرؤ أي سيارة ان تسير عليه سوى السيارة التي وصلت بها ام زكي ومع الهدوء .. الناس تشجع بعضها البعض .. عادت الحياة تدريجياً .. وبدأت السيارات تسير سيارة بعد الأخرى .. ونحن بدأنا نعيد تنظيم أنفسنا من جديد ولكن جاءنا من أشقائنا من تنظيم فتح في البقاع الغربي تحديداً من أمين سره الملتزم الشهيد / يوسف فرحات ومن مسؤولة العسكري الشهيد / ناجي طالب .. ان تحضيرات كبيرة معززة بآليات ومواقع محمولة ورشاشات وعربات مدرعة كانت قد وصلت من ليبيا قد سلمت للمنشقين بواسطة القيادة العامة ( أحمد جبريل ) وان حشدا كبيرا يتم إعداده وان قرارا قد اتخذ لإسقاط مقر القيادة، وان السوريين قد أعطوا تعليمات بإنهاء البؤر العرفاتية المتواجدة على طريق دمشق بيروت الدولي بما فيها مقر عرفات فى دير زنون، وكان لهذه المعلومات أثرها الكبير فهي أضعفت من معنوياتنا قليلا، لكنها من جهة أخرى جعلتنا نعيد تخطيط دفاعاتنا وتقييم الموقف من جديد، ونضع احتمالات التراجع، نتيجة لقلة الذخائر والأفراد ومع آخر ضوء للنهار بدأت المعركة بغزارة، نيران غير معهودة ويصعب وصفها، وحتى نظهر قوة المشاركة من طرفنا كنا قد عززنا القوة المدافعة عن مقر القيادة داخل المبنى كل واحد بجهاز لاسلكي ليبلغنا عن وضعه ولتعزيز معنوياته مباشرة وحثه على الصمود وفى نفس الوقت نتمكن من معرفة خسائرنا، ونقرر التصرف اللاحق وكان لذلك اثر كبير في الصمود فقد أوقعنا في صفوفهم إصابات كبيرة وأوقعوا في صفوفنا إصابات مماثلة، وسمح لسيارات الإسعاف من كلا الطرفين ان تتحرك في المكان، وكان إخلاء الجرحى إذا مرت السيارة جهة الغرب في اتجاه مستشفى بر الياس يعنى شهيدا أو جريحا في صفوفنا وإذا توجهت جهة الشرق أو الشمال باتجاه بعلبك يعنى إصابات بطرفهم،
    واستمر الوضع إلى ما بعد الساعة الثالثة صباحاً حيث تمت السيطرة على المبنى وبدءوا صيحات النصر والشتائم المفتوحة على الأجهزة وتراجعنا، جزء عاد إلى وحدته الأم في قوات اليرموك في كوسايا وعرب الفاعور، وجزء انسحب معنا إلى مستشفى بر الياس وكانت تحرسه دبابتان من كتيبة شهداء أيلول كانتا لا تزالان مواليتان لنا، وآخر عاد إلى ثعلبايا مع الأخ / زياد الأطرش، وما ان وصلنا إلى المستشفى حتى انشقت إحدى الدبابات فزادت الوضع صعوبة وعلى الفور جاءنا الأخ الشهيد/ حسين الهيبة ( أبو حسن ) وقال هذا المكان غير مفيد ويجب الالتحاق بقوة المليشيا والجرمق المتواجدة غرب الليطاني وما تبقى من كتيبة شهداء أيلول التي يقودها العقيد/ سميح نصر، وباقي قوات الـ17 … وشعرنا بالدفء وقلنا لمن تبقى معنا من القوة أشعلوا النار واستعدوا لصوم يوم غد حتى نجد في الصباح حلا، وفى الصباح غادرالأخ/ جمعة غالي إلى القطاع الغربي في ثعلبايا والتحق بقوات الميليشيا وقوات الجرمق وبقيت مع قوة تقدر بفصيل معزز مع قوة رشاشات محمولة تفتقر إليها الجبهة الغربية بكاملها، وعند وصول الأخ/ زياد الأطرش إلى قيادة ثعلبايا اتفق على إحضار هذه الرشاشات إلى المنطقة وعدم إعادتها لقاطع اليرموك لتعزيز قوة هذا المحور الذي سيكون اكثر سخونة وتنفيذا لذلك قام الشهيد/ على أبو طوق بردم جزء مهم من الليطانى وزرع عبارات لتسرب المياه، وتم إدخال القوة والتحاقها بهذا القاطع وأخلينا بر الياس بدون قتال، واصبح خط الدفاع هو الجانب الغربي من نهر الليطانى بحدود بر الياس ومرورا بمزارع عبود ومصنع السجاد ورأس جسر على الجانب الجنوبي من الطريق الدولي في نقطة سليب كونفورت.
    وبدأنا رحلة جديدة في مواجهة الانشقاق.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 8:58 pm

    المعركة الدفاعية / القاطع الغربي


    لقد تشكلت قيادة في القاطع الغربي قوية ومنسجمة وحزمت أمرها للدفاع عن الشرعية الفلسطينية وعن القرار الفلسطيني المستقل. وكانت تقول قبل ذلك عن المنشقين اسم الطرف الآخر أو الخندق الآخر لكنها أصبحت تقول المنشقين بشكل واضح لا موارية فيه وضمت العديد من الكوادر بعضهم على قيد الحياة لازال يواصل مهامه والبعض الآخر انشق على الطريق واخرون استشهدوا واذكر منهم اللواء/ نصر يوسف والعميد/ زياد الأطرش، العميد/ سميح نصر، الشهيد/ مروان كيالي، الشهيد/ حسين الهيب، الشهيد/ على أبو طوق، العقيد/ تركي صادق، العميد/ محمود العالول، الأخ العقيد/ محمد محمود القاروط والأخ/ أبو رحمه والدكتور/ علي عابد والدكتور/ رضوان الأخرس والعقيد/ كامل صوالحة، العميد/ جمعة غالى، العميد/ أبو إبراهيم ( عبود )، الشهيد / لؤى الميلشيا، الأخ / أبو الفتح، الأخ العميد/ إسماعيل عنبه والأخ/ مازن عز الدين، وانضم إليهم لاحقا الأخ/ معين الطاهر والأخ العقيد/ يونس العاصي والأخ العميد/ أبو فجر والأخ العقيد/ راجح أبو لحية والرائد/ حسن أبو ناموس والشهيد/ مفيد المصري والأخ العقيد/ احمد عبد الكريم والأخ العقيد / رسمي محارب والأخ العقيد/ أبو طه والأخ العقيد/ عبد الله خليل الذي وقع في اسر المنشقين لاحقاً والأخ والشهيد العقيد/ حليم.
    ونجحوا جميعا في إدارة الصراع بشكل جديد وبتخطيط عسكري طبقا لمفاهيم المعركة الدفاعية الحديثة بكل تفاصيلها وخطوطها الهندسية ودفاعاتها المتحركة والثابتة وحتى يتم العمل على احتلال عقدة مواصلات ضرورية كان يتم بناء موقع محصن بأكياس الرمل على ظهر وجنبات سيارة فتصبح موقع محصن ومتحرك والموقع الدفاعي المحصن إذا تواجد فيه مقاتل مؤمن يعي المسؤولية ويتحملها لا يمكن السيطرة عليه الا اذا نفذت ذخيرته أو استشهد وشهدت هذه الفترة إعادة التدريب والاستقطاب والدفاع عن وجهة نظر الشرعية. وبات يعرف بشكل جلى معسكر فتح الخط العرفاتي أمام معسكر المنشقين التابعين لدمشق ومعسكر الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل ومعسكر المرتبطين بالسوريين ممن قبلوا بالوصاية والتبعية والاحتواء.
    وساد هذه الفترة عمليات تفاوضية على الأرض بين هذه القيادة الميدانية وبين المنشقين أبدع فيها الأخ الشهيد العميد/ مروان كيالي والأخ العميد/ عبود أبو إبراهيم... وشارك الأخ/ ممدوح نوفل من الجبهة الديمقراطية الذي كان له دور هام في الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل بأسلوبه الخاص.
    وتم خوض معارك صغيرة متفرقة تم حسمها جميعا لصالح حركة فتح، وخسر فيها الانشقاق مثل معركة مزارع عبود، ومصنع البصل ومعركة السجاد وسليب كونفورت وجميعها جعلت طريق دمشق بيروت على جانبيه مسيطراً عليه من قبلنا وبات موقفنا صلباً وقوياً وبدأت إعداد كبيرة من المقاتلين والكوادر تعود وتترك الانشقاق مما جعل السوريين يتخذون قرارا تصعيدياً خطيراً، وهو ضرورة إنهاء القوة المتواجدة شرق الليطانى، والتي تتكون من الكتيبة الاولى التي تتواجد بقيادة العقيد/ يونس العاصي مباشرة على طريق بعلبك ديرزنون في عقدة المواصلات المتحكمة في مقر عرب الفاعور، كوسايا، وبعلبك، ديرزنون وعرب الفاعور سعد نايل زحلة، وكذلك قيادة قوات اليرموك معززة بالكتيبة الثالثة والكتيبة الثانية المتواجدة في كفر زبد وسط محور عرب الفاعور كوسايا، والتي تشكل خطورة لتواصلها جغرافيا مع بعضها البعض وكذلك لتداخلها مع اللواء المدرع الثالث الذي يقوده العميد السوري/ مفيد حمدان وهو يتألف من دبابات تـ74 احتياط القيادة السورية في البقاع في اى مواجهة مع الإسرائيليين.
    وإذا تم إنهاء هذه القوة يتم بعد ذلك التفرغ للقوة المتواجدة في محور ثعلبايا بر الياس جدثيا شتورا، وكذلك عزل ما تبقى من قوات الكرامة المتواجدة في منطقة بعلبك، أي التعامل معها كجزر متناثرة ومحاصرة، ولفهم القيادة لهذه النوايا فقد اخذ قرار بإعادتي من القاطع الغربي فى ثعلبايا وسعد نايل إلى قاطع عرب الفاعور، وذلك لسد الثغرة في القيادة، حيث ان الأخ العميد/ جمعة غالي ركن العمليات اسند إليه مدير التسليح المركزي بدلا من إبراهيم صيدم ( أبو الخل )، ولان اللواء/ نصر يوسف كان لازال في سجن الانشقاق اما نائبه فكان اقرب للانشقاق فجاء قرار القيادة العُليا من طرابلس يقضي بتولي الأخ / مازن عز الدين تلك المسؤولية.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 8:59 pm

    دور المنظمات الفلسطينية الوطنية

    وتدارس الأخوة الطريق الذي يجب تأمين وصوله سالما لقيادة قوات اليرموك وكان أمامهم طريقان :
    اولهما: ان يرسل في دورية راجلة توصله إلى المكان وعبر مسيرة تقدر بخمسة عشر كيلو متراً بتعرجاتها، لكنها ستمر حتما بالعديد من الكمائن والمواقع السورية والقيادة العامة ( أحمد جبريل ) والانشقاق وهذا يفرض مواجهة واشتباك مسلح قد ينجح وقد لا ينجح.
    اما الثانية : فقد كانت استغلال علاقة الأخ ممدوح نوفل والأخ أبو إبراهيم عبود ومكانته التفاوضية والذهاب معهم مباشرة عبر الطريق الدولي والتساهيل على الله دائما وتم اختيار الطريق الثاني برفقة الأخ ممدوح وأبو إبراهيم ( عبود ) ومررنا من ثعلبايا إلى شتورا إلى بر الياس ثم ديرزنون ثم على طريق بعلبك إلى ان وصلنا إلى مفرق بعلبك عرب الفاعور فنزلت في مقر الكتيبة الاولى وسط حالة من الفرح لا توصف، وقطعنا المسافة دون ان يلتفت إلينا أي حاجز للمنشقين، ولم نسأل من السوريين وكل ذلك بتسهيل من الله ورعايته.
    بناء دفاعات عرب الفاعور كفر زبد
    وعلى ضوء تجربة الأخوة في القاطع الغربي في بناء الدفاعات الثابتة والمتحركة فقد اتخذنا قراراً فورياً بالبدء في إجراء التحصينات في قاطع قوات اليرموك في كفر زبد عرب الفاعور كوسايا ولهذا الغرض ولأننا لا نعلم متى تبدأ المعركة على هذا المحور فقد اتفقنا مع الأخوة في قاطع ثعلبايا شتورة على ان يرسلوا إلينا السيارات محملة وجاهزة بأكياس الرمل مع العمال الذين يقومون بإفراغها واستمر ذلك يسير بشكل طبيعي دون ان يلفت إليه النظر، وذلك لاعتبارات عديدة تتركز في ان عدد المقاتلين والكوادر محدود للغاية ويجب الاستفادة منه في القتال فقط ويجب أراحته، ومن ناحية أخرى إننا نريد بناء دفاعات بسرعة ودون ان نلفت انتباه أحد لها لخطورة الوضع وضيق الوقت، وفجأة استيقظ قائد اللواء السوري العميد مفيد حمدان ليجد في مواجهة غرفة نومه وعلى التلال المواجهة موقع محصن تختبئ فيه سيارة محمولة ومدفع مضاد للدبابات عيار (75) ملم، فأرسل إلينا وكان ودودا وقلنا له هذا الموقع لمنع اى تقدم من الانشقاق وليس ضدكم، فنحن وسط اللواء المدرع ت72 الذي نتمنى ان يقاتل فى الجليل الأعلى ويعبر إلى سهل الحولة كما كان يردد على مسامعنا من قبله ومن قبل قادته وهم ضباط قوميون مخلصون ويحبون فلسطين.
    وقطعنا شوطا كبيرا في إجراء التحصينات التي كانت تأتينا جاهزة من القاطع الغربي .. وفجأة يصلنا الأخ اللواء/ نصر يوسف قائد قوات اليرموك مفرجا عنه من طرابلس، واستقبلناه بفرح شديد ولكن قبل وصوله بعدة أسابيع كان عليّ ان أعالج مشكلة القيادة الميدانية حيث انهم لا يقرون بالتسلسل ولا يحترمون قدم بعضهم على بعض، إنني شعرت بعدم الانسجام بين الأخوة ولا يقرأحدهم بذلك، وواحدا منهم يقبلني على مضض، وإزاء ذلك وجدت في إطلالة الأخ العميد/ أبو فجر فرصة ذهبية لحل هذا الأشكال فاجتمعنا، وأبلغتهم ان الأخ/ أبو فجر هو قائد القاطع ورحبوا بذلك جميعهم واسمينا الجبل المطل على عنجر باسمه، واستمر الوضع جيدا جدا إلى ان وصل الأخ/ نصر يوسف، وبعد عدة أيام من وصوله قام المنشقون بشن هجوم مركز على هذه الوحدات بدءاً من مواقع الكتيبة الاولى في مدخل عرب الفاعور مرورا بموقع الشهيد/ أبو زياد حليوة مدير التموين وصولا إلى جميع وحدات هذا القاطع واشتركت مواقع القيادة العامة المدرعة وكان الله معنا، وتم مطاردتهم في السهل واسر العديد منهم.. وأمام هذا النصر تحركت دبابات اللواء الثالث المدرع ت72 الروسية الصنع والتي لم تشارك بعد فى معارك مواجهة مع الطرف الإسرائيلي ... انتشرت في مواقعنا، وكان يسمعها الأخ الرئيس/ أبو عمار والأخ الشهيد القائد الرمز/ أبو جهاد بواسطة الأجهزة المفتوحة، حيث تحدثنا معهم مباشرةً والوضع متفجر، وسمعوا كبار الضباط السوريين يقولون انتم لستم أغلى من حماة .. يجب ان تفهموا ما معنى ذلك. وهم بذلك يعبرون عن مشاعر المرارة بهزيمة المنشقين .. واذاك كان علينا امتصاص ردة الفعل السورية بالموافقة على الهدوء والاستجابة التكتيكية لمطالبهم، والتي تقضى بالهدوء الذي يعنى بضم هذه القوات المتواجدة فى مواقعهم إلى الانشقاق بالحوار دون قتال، وهذا ما فهمناه من قيادتهم التي تفصح لنا عن النوايا نتيجة حسن العلاقات الشخصية، هذا في قاطع عرب الفاعور كوسايا، اما على محور القاطع الغربي فقد شنوا هجوماً شاملاً باتجاه جديثا حيث تتواجد القوة التي يقودها الأخ العقيد/ إسماعيل عنبه وباتجاه محور كتيبة شهداء أيلول التي يقودها العقيد/ سميح نصر وباتجاه محور مزارع عبود التي يقودها الأخ الشهيد/ مروان كيالي والشهيد/ على أبو طوق. وخاض الأخوة في القاطع الغربي معركة مشتركة طوروا فيها أساليب الدفاع حيث تمكنوا من نقل دفاعات بمحاور هامة أثبتت نجاعتها وكسبوا المعركة في كل محاورها وتمكنوا من اسر العديد من المنشقين مما وضع القيادة السورية في حرج شديد.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:01 pm

    الانشقاق وجوانب المؤامرة 3

    لقد كان لوصول الأخ / نصر يوسف قائد قوات اليرموك من طرابلس إلى مقر قيادته في عرب الفاعور تأثير معنوي كبير على ما تبقى من هذه القوات، وكذلك المعلومات التي كانت تصل لقيادة الانشقاق في بلدة حمارة في البقاع الغربي عن التحصينات التي يتم إنشاؤها في محاور التواجد العام لجميع القوات في قاطع اليرموك، وكذلك في القاطع الغربي التي تشكلت فيه قيادة جماعية إلى جانب وصول معلومات لديهم عن تعزيزات بالأسلحة والذخائر تم تهريبها ووصولها من طرابلس إلى تلك المحاور. كل ذلك شجع قيادة الانشقاق على القيام بمغامرة الهجوم المباغت في لحظة واحدة، وفي تنسيق كامل للقوات ضمنوا فيه تنظيم التعاون مع الجوار وإسناد كل محور للمحور الآخر .. ولكن النتائج كانت غير ما توقعوا وفشلوا فشلاً ذريعاً، حيث نجحت قواتنا في صد كل الهجمات واستقر الوضع لصالحنا وتم اسر العديد من المهاجمين، وقد تمايز العدد القليل المتبقي من قوات اليرموك في القاطع الشرقي والممتد من مواقع الكتيبة الأولى التي يقودها الأخ العقيد / يونس العاص، ومعه نائبه ( أبو طه ) والمتواجد على خط بعلبك دير زنون في مواجهة عرب الفاعور مروراً بخط عرض يشمل سهل عنجر والجبال الفاصلة بين سوريا ولبنان وبعمق يمتد من بلدة عنجر إلى نهاية بلدة كوسايا وإرعيت.. حيث شغل تلك المسافة الكبيرة قوة أساسية من الكتيبة الثالثة التي تمايزت في القتال حيث لم يسجل أي انشقاق من مقاتليها وكوادرها، وكان يقودهاالأخ العقيد / راجح أبو لحية،انضمت لهم لاحقامجموعة من قوات الكرامة وهذه المجموعة الشجاعة صدت الهجوم الاول على مقر التموين المركزي واسرت مجموعة من المنشقين والقيادة العامة وكذلك ماتبقى من قيادة اليرموك والكتيبة الثانية وكان يقودها الأخ العقيد/ عبد الله خليل وبضعة أفراد لا يصل عددهم إلى عشرة من جيش التحرير الفلسطيني انضموا إلى الشرعية وقاوموا الانشقاق وقادهم الأخ العقيد / أحمد عبد الكريم بشجاعة، وكذلك في القاطع الغربي الذي كانت دفاعاته دائرية في عمقها الداخلي لتماسها المباشر مع القوات السورية، ولكنها كانت تستند لعمق تتواصل فيه المواقع التي كانت تشغلها كتيبة شهداء أيلول التي كان يقودها الأخ/ سميح نصر، والذي كان قد تسلم قيادتها من أحد رموز الانشقاق، وكذلك كتيبة الجرمق التي تمايزت قيادتها بقدرتها على الحشد الجماهيري والتنظيمي من تنظيم حركة فتح في لبنان وقد تجاوزت حدود مفهوم الكتيبة العسكرية بمعناها التقليدي، وكان يقودها رباعي عجيب في علاقاته الأخوية، فقد كان كل واحد منهم يجمع ثلاثة آخرين ويتصرف في تفكيره وقيادته بحكمة زملائه الآخرين، وهم معين الطاهر والشهيد / مروان كيالي والشهيد / علي أبو طوق والأخ / أبو الفتح، وكان دورها يملأ العمق الدفاعي الأوسط لتلك المساحات الكبيرة بمواقع ثابتة محصنة ذات قدرة دفاعية متصلة، وجزء منها يشكل الدفاعات الأولى الأساسية في جهة الشرق على امتداد الليطاني في تلك المنطقة، وعلى يمينها كانت دفاعات كتيبة شهداء أيلول على الطريق الغربي بامتداد ( بر الياس، مزارع عبود، شتورة ) وقوة أساسية من الـ 17 يقودها الأخ الشهيد / حسين الهيبة ( أبو حسن) ومن جهة الجنوب تسيطر على الجهة الجنوبية للطريق الدولي ( قوة من قوات بدر يقودها الرائد / نصر أبو شاور ) ومن الجهة الشمالية فقد كانت قوات الميليشيا التي كان يقودها إلى جانب قيادته للقوات جميعها الأخ / زياد الأطرش.
    أما الجهة الغربية فقد كانت قوة أساسية من المجموعات الخاصة والتي يقودها الأخ / إسماعيل عنبة، وكان دفاعاتها يصعب اختراقها فقد أعدت لتكون قيادة متميزة في مواجهة القصف الجوي الإسرائيلي، وأي معارك محتملة مع الانعزاليين أبان الحرب الأهلية اللبنانية، وكان مقر تلك الدفاعات بلدة جديتا، وتعتبر معركة القاطع الغربي في وضعها الدفاعي بتنسيق متكامل بين القطاعين من انجح المعارك العسكرية التي شهدتها ساحات البقاع، وقد استخدمت فيها كل الأسلحة المتوفرة من قطع المدفعية إلى الرشاشات الثقيلة إلى الاقتحامات المتبادلة، وتجسدت فيها شروط المعركة الحديثة بكل ما فيها من تفاصيل.
    وقد سقط الشهيد / حسين الهيبة في قاطع جديتا/ قب الياس، وكان من فرسان الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل كما هو والده الذي استشهد أثناء محاولاته إعادة وضع المقاومة إلى مخيمات جنوب لبنان في مخيم عين الحلوة بعد ذلك بعامين. وقد نجح المنشقون في البداية بهجومهم المباغت في السيطرة على جزء كبير من البلدة ودخول مقر القيادة واعتقال الأخ العقيد / كامل صوالحة وعدد من أفراد القيادة، ولكن وبتنظيم التعاون والدعم المتحرك والهزائم التي منيت بها قوات الانشقاق في باقي محاور القتال جعل معركة جديثة معركة ميؤوس من نتائجها لصالحهم وتم مطاردتهم واسر العديد منهم.
    وبعد هذه المعارك التي نجحت فيها قوات الشرعية أو القوات العرفاتية كما كان يطلق عليها من البعض تم عمل جلسات عديدة لتقييم النتائج والدروس المستفادة .. وقد كان واضحاً أن السوريين قد التقطوا الرسالة ألا وهي لا هزيمة بعد اليوم لقوات العاصفة لا هزيمة لحركة فتح في البقاع في مواجهة ما يسمى الانتفاضة أو الانشقاق لأن الهزيمة منكرة لقوات الانشقاق ـ وكان الاستنتاج الأول لنتائج معركة جديثة ومعركة عرب الفاعور ان السوريين لن يتركونا ننعم بالهدوء ولن يمكنوا القيادة السياسية في طرابلس من استثمار هذا النصر .. فكانت الاستنتاجات الأولى لنا تتركز في الآتي:-
    1 - قد يدخل السوريون في المعركة بالمباشر ضدنا.
    2 - قد يدفعون بقوات مشتركة من الانشقاق وجبهة النضال والقيادة العامة معززين بقوات من جيش التحرير الفلسطيني ( قوات حطين ).
    3 - او يعملون على قطع الطرق والإمدادات المباشرة عن مواقعنا والضغط بقواتهم مستغلين وجود جزء أساسي من قواتنا ممن تتواجد عائلاتهم وأبناؤهم في دمشق والمدن والقرى السورية إلى ذلك يدفعهم شعورهم بانعدام القدرة لدينا لتعويض ذخائرنا التي يراقبونها بدقة، وضعف الإمكانيات المادية التي نحتاجها لتسديد ما يترتب علينا من وقود ومواد تموينية.
    كان على القيادة المحلية في القطاعين ان تعالج كل المعضلات، وهنا لا بد من ان نشاور إخواننا في تنظيم حركة فتح في البقاع الذين نجحوا في سد الثغرات المادية وأقاموا جسراً من الإمدادات وأقاموا جسر للتواصل بين قيادة القوات في البقاع وبين القيادة السياسية في طرابلس، إلى جانب المشاعر الكبيرة التي أحاطت بها جماهير البقاع بهذه النخبة المؤمنة والمخلصة من حركة فتح فأعطتها الأمن والأمان ورصدت كل التحركات المشبوهة فشكلت شرنقة إيجابية وحضناً دافئاً لها، أما فيما يتعلق بالسلاح فقد نجح الأخ / أبو عمار والأخ / أبو جهاد في إرسال كميات لا بأس بها عبر سيارات معدة لهذا الغرض، وقادها فرسان من الشعب اللبناني الشقيق ممن أمنوا بعبقرية الفكرة وحبهم لفلسطين، وقد اعتقل الفارس المقدم الشجاع ( عبد ربه ) وهو يحمل كمية كبيرة من العتاد في سيارة لوري وشكل ذلك ضربة معنوية لنا .. وأمضى سبع سنوات في سجون سوريا ثمناً لذلك وهو الآن من الضباط الكبار في الشرطة الفلسطينية.
    وكان علينا ان نواجه كل الاحتمالات وكل التوقعات بدءاً من المواجهة المباشرة مع القوات السورية إلى الحصار، وبدأ تحركنا يتجه إلى التفكير الجدي بضرورة المواجهة المباشرة مع السوريين بعد انتصارنا وتمزيقناً لورقة الانشقاق في البقاع، فقد أصبح الوضع مباشراً معهم في خطوط التماس. مما فرض علينا تحركاً جديداً كان يتم دراسته بالتشاور وبسرية مطلقة بين البقاع وطرابلس، لكن السوريين لا رغبة لهم بدور مباشر حتى يبدو الوضع فلسطينياً فلسطينياً ويعلمون ان المواجهة المحدودة في البقاع مع القوات السورية يعني توجيه ضربة سياسية قاصمة لما يسمى بالانشقاق إلى جانب خلخلة الوضع داخل التنظيمات الفلسطينية المنضوية داخل إطار م. ت. ف، مما يجعل الوضع لصالح حركة فتح، حيث ان الوضع الجماهيري الفلسطيني والمزاج السياسي يصب لصالح وحدة حركة فتح.
    وبدأت مرحلة تحرك سياسي لكل الأطراف ولكل طرف حساباته الخاصة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:02 pm

    التنظيمات الفلسطينية

    تحركت التنظيمات السياسية الفلسطينية بهدف وقف الاقتتال ومحاولة إظهار حُسن نوايا تحت شعارات مضمونها الوحدة الوطنية . . . والبدء في الإفراج المتبادل للمعتقلين من كلا الطرفين، وقاد تلك المفاوضات، بجولات مكوكية الأخ عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسؤول القيادة العسكرية أبو أحمد فؤاد وقد حقق تحركه جزءً، من أهدافه ومكن الجميع من الوقت الكافي للمراجعة والاستعداد لما هو قادم. وكان من أبرز نتائج التحرك الذي قادته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذلك التاريخ ظهور الحرص الجماعي الفلسطيني على وحدة حركة فتح لانها العمود الفقري للمنظمة، وان انشقاقها ودعم التيار السوري " الانشقاق" قد يؤدي إلى انشقاقات أخرى في المنظمات بمجملها حسب الموقف السياسي السوري الذي اظهر تميزاً واضحاً لموقف القيادة العامة " أحمد جبريل" المنحاز للانشقاق وجبهة النضال الشعبي وجزء من جبهة التحرير الفلسطينية إلى جانب قوات الصاعقة ومشاركة قوات أساسية لهذه التنظيمات في القتال إلى جانب الانشقاق. وقد كان للجبهة الديمقراطية وجزء أساسي من جبهة التحرير الفلسطينية ( أبو العباس ) دور يتميز بوضوح الرؤية السياسية، فقد كانوا الأكثر وضوحاً في موقفهم ضد الانشقاق، وقدموا لنا دعماً حقيقياً في الميدان على صعيد التسليح أو تقديم الدعم المادي في الميدان، وتميز في ذلك الأخ / ممدوح نوفل إلى جانب الموقف السياسي المميز حيث اعتبروا ان المساس بقوة فتح وإضعافها يعني ضرب م.ت.ف. وإضعاف دورها السياسي، وطرح سؤال لمصلحة من يحدث ذلك.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:03 pm

    الهروب الكبير

    بعد ان نجحت قوات العاصفة في الدفاع عن قواعدها في البقاع وأضعفت في معركتي القاطع الشرقي والقاطع الغربي في كل من عرب الفاعور وجديثا دور الانشقاق بل جعلته أكذوبة سورية مكشوفة . . اصبح لديهم تكتيك جديد بدا وضحاً بأنهم سوف يحاصرون قوات العاصفة وبعد جعلها جزراً متقطعة الأوصال يبدأون الحوار مع قيادتها وكوادرها ثم يقومون بدعوتهم للانشقاق والالتحاق بما يسمى بانتفاضة على عرفات، وقد نجحت سياستهم في بعض المواقع، وأمام هذا الوضع وضرورة التصدي لهذا الهدف وحرمانهم من تحقيقه تم استدعاء عدد من الكوادر اللبنانية المتميزة أمثال سامي ع، وصلاح ب ، وكان اللواء نصر يوسف دون أن يُعلم أحد، يضع معهم خطة الانتقال بكامل القوات المتواجدة في القاطع الشرقي إلى القاطع الغربي حتى يحرم السوريين من الاستفراد بها، وخصوصاً أنها تقع وسط مواقع اللواء المدرعة الثالث ت 72 السوري ، وقد ذهب الأخ "صلاح ب" عدة مرات إلى القاطع الغربي وإلى طرابلس، وفي نهاية المطاف تم الموافقة على خطة الأخ اللواء / نصر يوسف من قبل القيادة في طرابلس، في وقت لم نعد نثق فيه بمن حولنا على الرغم أننا نرى بعضنا البعض وأصبح عنصر الشك يصيب الكثيرين، والذي ساعد على ذلك انشقاق البعض والتحاقهم في مواقع الانشقاق وهم في طريقهم إلى إجازاتهم فقد يكون تم إغرائهم أو اعتقالهم . . وجاءت موافقة القيادة على خطة نصر يوسف في وقتها الملائم، وقد ابلغني الأخ / أبو يوسف انه سوف يذهب في مهمة استطلاع الطريق وسوف يجتمع إلى القيادة في القاطع الغربي .. وتحرك فعلاً واصطحب معه اثنين، وقد وصل واجتمع إلى الأخ / زياد الأطرش وإلى إخوانه المتواجدين معه وعاد، وبعودته تنفست الصعداء لأن المهمة التي ذهب فيها على درجة عالية جداً من الخطورة وسوف يمر من وسط عدة مواقع تسيطر عليها الوحدات الخاصة السورية ومواقع القيادة العامة " احمد جبريل" وموقع آخر للانشقاق . . ولكن الله لطف، وبعد عدة أيام من إظهار المودة مع القيادات السورية المحلية لتطمينهم ان خططهم تسير في الاتجاه الذي يريدون، قد انتدب الأخ اللواء/ نصر الأخ العقيد /عبد الله خليل للتنسيق معهم وإقامة علاقة خاصة مع ضباطهم، وقد دفع ثمن تماديه في ذلك بأن اعتقل مع ضابط سوري في سيارته وأمضى عدة اشهر في سجن الصويري، ولم يغادر إلا ونحن في طرابلس، وفجأة وأمام التهديدات والمحاولات لتصفيتي من قبل الانشقاق وحديثهم عن ذلك على الأجهزة وإرسالهم رسائل واضحة، فقد اتخذت قراراً شخصياً بأن أجري احتياطات أمنية شخصية فقررت عدم حمل بندقية أو مسدس، واستبدال ذلك بقنبلتين ملز جاهزتين دائماً، وقمت فجأة بحلق شواربي وعندما وقفت أمام المرآة لم أتعرف على نفسي .. واستمر ذلك عدة أيام وكان شعري لم يمسه مقص طيلة مرحلة الانشقاق وهذا أفادني كثيراً إلى درجة ان زوجتي قد حضرت في مغامرة ووصلت إلى منطقة كوسايا ولم تتعرف عليّ إلا من صوتي، وشرحت معاناتها مع المنشقين والحرب النفسية التي كانوا يمارسونها عليها وعلى الأخوات مثلها ممن لازال أزواجهن في وضع مقاومة المخططات السورية والانشقاق، وفجأة يطلبني الأخ / نصر يوسف ليبلغني بالجزء الخاص بي في الخطة ألا وهو الذهاب إلى القاطع الغربي لتأمين التدخل والاستعداد مع القوات لمعركة كبرى إذا تعرضت القوات القادمة من القاطع الشرقي أثناء انسحابها إلى كمين، وفتحت عليها النار، أو جرت معركة بينها وبين المواقع التي ستمر من وسطها. فقلت له لنتوكل على الله، وفعلاً تحركت وقنابلي في جيوب الفلد الذي يحمل رائحة تلك الأيام الصعبة وركبت إلى جوار الشيخ (كريّم)، وهو شيخ قبيلة لبنانية أصيلة وقد دفع ثمناً غالياً لمواقفه إلى جانبنا، ووصلنا لقائد كتيبة سورية وهناك ساورني القلق الشديد إلى درجة ان أصابعي بدأت تعبث في مسامر أمان إحدى القنابل . . وفي النهاية سمح قائد الكتيبة بمرورنا وزودنا بسيارته التي مرت بي على جميع مواقع المنشقين الذين كانوا ينظرون اليّ واعرفهم واحداً واحداً دون ان يتوقعوا ان من هو أمامهم المطلوب لهم. إلى أن وصلت بحمد الله ورعايته إلى موقع سليب كومفورت على طريق شتورا وسرت على الأقدام إلى وسط ثعلبايا إلى ان وصلت إلى قيادة القوات وجلست معهم مثل أي مواطن يقوم بزيارتهم دون ان انطق بكلمة واحدة إلى أن استمعت إلى الأخ / زياد الأطرش والأخ / مروان والأخ / لؤي المليشيا والأخ/ أبو علي تركي والاخ أبو الفتح يتحدثون ان أبو يوسف قلق لعدم وصول الأخ / مازن عز الدين وانه مضى على مغادرته عدة ساعات، وبدأت التكهنات بانهم اعتقلوه .. أو قتلوه .. والبعض قال لننتظر لعله على الطريق وهنا أطلقت ضحكة من قلبي ممزوجة بدموع فرحي بوصولي لهم ولم يكن ليعرفوني لولا معرفتهم لصوتي .. ان قوة الاختفاء والتنكر والتمويه يمكن ان تفيد كثيراً في مثل تلك الحالات.
    ووضعتهم في خطة الانتقال في الجزء الذي أعرفه منها ألا وهو الاستعداد الكامل على طرف الليطاني وإبلاغ المواقع حتى لا يساورهم الشكوك أو يكون منهم من ينقل الأخبار بان الاستنفار للقوات جاء لوصول قوات وأفراد من المنشقين سيلتحقون بمواقعنا وتحسباً لذلك علينا الاستعداد والدخول في معركة دفاعاً عنهم .. ووضعت القوات في القاطع الغربي بكاملها في الجاهزية، وقيل للبعض في المحاور الداخلية ان هجوماً محتملاً أن يحدث، وحتى لا نؤخذ على حين غرة علينا الاستعداد .. وأُبلغ الأخ / نصر يوسف بوصولي وإن كل شئ على خير ما يرام. وبدأ اللواء / نصر ينفذ خطة الهروب الكبير من محور كوسايا عرب الفاعور. والتي بدأت بإيهام القوات السورية أن أجواء الحذر والهدوء تسمح له بإجراء صيانة لسيارات وحداته فطلب إليها أذن مرور ذهاباً وإياباً من مواقعها ووافقت القيادة المحلية السورية على ذلك وهذا جعله يشرف بنفسه على باقي التفاصيل دون إعطاء أحد أي معلومة عما يحدث، وكان يرسل السيارات على دفعات ويعيد إحداها ثم يعيدها مرة أخرى حتى قام بحشد القوات في نقطة واحدة.. وهنا تساءل قادة الوحدات عن وجود الأخ / مازن واختفائه .. ولم يستطع الإفصاح لهم عن ذلك وعندما اكتمل حشد قواته التي حرص أن تكون في منطقة تسمح بعدم رؤية حشدها، وقد امسى ما بعد الغروب دون أن تثير لدى السوريين أي تساؤل وكان يعتمد في خطته الحركة على ضوء القمر دون إضاءة مع فصل التيار الكهربائي عن جميع المصابيح في كل السيارات مع الحفاظ على مسافات محددة وفي وضع الجاهزية القتالية. وأبلغ الجميع في اللحظة الأخيرة عند الانطلاق. وحمل كل فرد مسؤوليته وبدأ بالحركة وسط استغراب الجميع معتمداً على الله أولاً ثم على إيمان من تبقى معنا من المخلصين، وعلى رأس القوة دليل محترم ومخلص من الحركة الوطنية اللبنانية من أشقائنا المسيحيين من الحزب السوري القومي الاجتماعي .. ومرت القوة من وسط المواقع السورية التي فوجئت ولم تبدِ أي تحرك لأن القوة كبيرة جداً ولديها قدرة نيران هائلة، ويمكن لها أن تخوض معركة من خلال المسير وهي في الجاهزية الكاملة لذلك .. واخترقت طريق بعلبك ودير زنون شتورة باتجاه مطار رياق غرباً ثم انحرفت جنوباً باتجاه زحلة ووصلت الى مثلث ثعلبايا، بر الياس، زحلة، وعلى هذا المثلث تقف وجهاً لوجه ثلاث قوى ( الإنعزاليون من الكتائب اللبنانية، موقع للقيادة العامة أحمد جبريل وموقع للمنشقين .. ) ووصلت القوات وطلائعها وكان الأخ / إسماعيل خميس مدير قلم القوات والأخ الرائد/ ربحي البرغوثي مسؤول مالية القوات .. وبعدها الأخ اللواء / نصر يوسف .. وقد بادرني بان آخر برقية تم استقبالها قبل الرحيل ترقيتكم إلى رتبة المقدم وتعيينكم نائباً للأخ/ الطيب عبد الرحيم الذي شغل موقع المفوض السياسي العام، وهنأوني بذلك وكنت أعتقد أن التهنئة بسلامة وصولهم حيث لم يكن في ذلك الوقت أي تفكير في البحث عن الذات، وتلك اللحظات لا تحتمل إلا الصدق بكل معانيه، واستمر تدفق القوات وسط انعكاس رشاشاتها وتلاحق آلياتها وكأنها مع ضوء القمر تسير وسط بحيرة صافية تحتاج إلى فنان قدير يرسم تلك اللوحة الجميلة وكان بوصولها تدفق معنوي شمل القاطع الغربي وجعل الوضع بكامله في دائرة الطمأنينة بأننا قوة يصعب المساس بها. وقد بقي اللواء / نصر يوسف في مؤخرة قيادة قوات اليرموك التي تواجد فيها العقيد / زكي محارب، والنقيب / حسن أبو ناموس وقد ترك انسحاب قوات اليرموك أثاراً سيئة على جميع ضباط اللواء المدرع الثالث وأربك القيادة السورية. مما جعل الموقف أكثر تعقيداً.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:03 pm

    وجهــاً لوجــه !!

    بعد نجاحنا في التصدي المباشر في معركتي جديثا في القاطع الغربي ومعركة عرب الفاعور كوسايا في القاطع الشرقي، وبالتدقيق في أوراق ووثائق الذين وقعوا في الأسر حصلت القيادة على أهم معلومة في الصراع والتي تفيد بأن القيادة السورية قد اتخذت قراراً بتمزيق قوات العاصفة في البقاع، وهزيمتها وإلحاق من يتبقى منها بالانشقاق، وذلك لحرمان القائد العام أبو عمار ومعه القيادة العامة لقوات العاصفة من قواتهم في البقاع، وبذلك يسهل قتالهم في طرابلس لضعف قوتهم وبالتالي إخراجهم في احسن الحالات، مهزومين ولوحدهم من طرابلس، في حالة يصعب وصفها على كل الأصعدة، وعلى رأسها المكانة السياسية للأخ/ أبو عمار. وقد كانت تلك المعلومات مدونة مع أحد الأسرى في حديث جرى معهم قبل المعركة تحدث فيه الرائد المنشق/ أبو جليل حول تلك المعلومات.
    وبتحليل ومتابعة ذلك على الأرض، يتبين صحة هذه المعلومات وخصوصاً أن السوريين حالوا دون إغلاق الثغرة التي حاولنا وصلها بين قواتنا في القاطعين الشرقي والغربي في البقاع بالتدخل المباشر بعد هزيمة المنشقين في المعركة، ولحرمان السوريين من تنفيذ نواياهم لعزل القيادة في الشمال عن قواتها الأساسية في البقاع، فقد نفذ الأخ/ نصر يوسف الهروب الكبير بقواته، وقد قام العميد/ غازي كنعان باعتقاله أثناء تحرك القافلة الثانية من قوات العاصفة إلى طرابلس والتي قادها الأخ الشهيد اللواء/ زياد الأطرش. وكانت أسباب اعتقاله تكمن في نقطتين أساسيتين وهما :
    أولاً :هروبه بقوات اليرموك إلى القاطع الغربي، وتشكيله معها قوة يصعب هزيمتها من قبل المنشقين ومن معهم.
    ثانياً : أنه يقف وراء تجميع تلك القوات التي بدأت تفرض إرادتها للتحرك إما باتجاه بيروت، وهذا يرفضه السوريون رفضاً قاطعاً لأنه يعيد المقاومة الفلسطينية إلى وضع مرفوض في المعادلة الإقليمية والدولية، من جانب النظام السوري واللبناني .. أو خيار التوجه إلى طرابلس بكامل القوات وسلاحها. واعتقل معه الأخ/ إسماعيل عنبه الذي كان باستطاعته أن ينجو بنفسه لكنه رفض، إلا أن يكون مع أخيه نصر يوسف في المعتقل على الرغم من أن الكثيرين كانوا يراهنون على أنه سيكون إلى جانب السوريين، فكان مبدئياً أكثر منهم ودفع ثمناً باهظاً. وعلى ضوء التطورات المتلاحقة على رقعة الشطرنج في البقاع قامت القيادة السورية بإجراءات كبيرة، وأدى الهروب الكبير الذي فاجأهم بانتقال قوات اليرموك بكاملها وبكل تجهيزاتها القتالية إلى اعتقال ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين ضابطاً من كبار ضباطهم والتحقيق معهم إلى ارتباك القيادة السورية في البقاع، وتحديداً قيادة اللواء المدرع الثالث الذي كانت قوات اليرموك متداخلة مع وحداته، والذي ظن أنه بالحوار الهادئ يمكن تقديمها كهدية إلى الانشقاق. ولكنهم خسروا وكانت تقديراتهم خاطئة وأشد ما أربكهم هو عدم معرفتهم في البداية إلى أين كانت حركة قوات اليرموك وكان جزء من تقديراتهم أنها عبرت إلى الأراضي السورية واتخذوا أخطر تغيير في قيادة جهازهم الأمني حيث تم استبعاد الأخ العميد/ محمد غانم ووضع بدلاً عنه العميد/ غازي كنعان على رأس القوات السورية في لبنان، وكان ذلك كنتيجة مباشرة لانتصارنا في معركة جديثا في القاطع الغربي، وكذلك معركة عرب الفاعور في القاطع الشرقي ولنجاح قوات اليرموك في الإفلات من قبضتهم والهروب من سيطرتهم، واتخذ مقراً له في بلدة شتورا، وفي اليوم التالي لوصول قوات اليرموك إلى القاطع الغربي في سعد نايل ثعلبايا شتورا وتشكلت مع القوات الأساسية المتواجدة في ذلك المحور قبضة قوية في مواجهة الانشقاق، حيث أصبح أمراً مستحيلاً المساس بقوتها أو الاستفراد بمواقعها وبذلك لم يعد أمام القيادة العربية السورية في البقاع سوى التحرك المباشر في مواجهة استراتيجية القيادة العرفاتية في البقاع بجسمها القوي، والذي بدأ يتشكل حوله بؤر مؤيدة له في الامتداد اللبناني والفلسطيني المعادي للسياسة السورية في لبنان. وكان أول إجراء قام به العميد/ غازي كنعان هو حرمان قواتنا من المشاركة في المواجهات التي كانت تدور في الجبل والشوف في مطاردة القوات الإسرائيلية والانعزالية، ودورنا القوي فيها حيث فرضنا تدخلنا فيها فرضاً عن طريق فتح ثغرة في حقل الألغام الذي كانت قد زرعته القوات الإسرائيلية على امتداد السفوح الشرقية لجبل الباروك من اتجاه بلدة كفريا واستفدنا من هذا الحقل في زراعة العديد من الألغام المنزوعة منه ضد الإسرائيليين أنفسهم. وقد تفاجأت قوات الحركة الوطنية اللبنانية والقوات السورية بوصول قواتنا إلى الشوف والجبل وعالية والتي كان عمادها خيرة المقاتلين الملتزمين من كتيبة الجرمق، وأبو يوسف النجار، وشهداء أيلول، والمليشيا والتنظيم من الذين يعتمد عليهم في قوة عزيمتهم وإيمانهم وقدرتهم على إدارة الحوارات التي كانت تفرضها عليهم الحركة الوطنية اللبنانية، حيث كانت في غالبيتها مكبلة بالموقف السوري، ولم يكن لديها القدرة على الإفصاح عن مواقفها المؤيدة لنا فكان لها ازدواجية في ذلك فهي معنا بمشاعرها وضدنا في مواقفها العلنية، وفي هذا الموضوع يمكن أن يسأل الأخوة سميح نصر ، معين الطاهر ، محمود القاروط ، أبو الفتح، إسماعيل عنبة وغيرهم ممن يعرفون أسرار تلك المشاركة.. ولكن مشاركتنا رغم اعتراض السوريين، خلخلت الوضع ضد قوات الانشقاق وجعلتهم يتفسخون بل التحق جزء منهم بالشرعية، فكان أول إجراء قام به العميد/ غازي كنعان قائد القوات السورية في لبنان، هو حرماننا من المشاركة في تلك الحرب بعد أن نجحت قواتنا في الوصول مخترقة الجبل إلى الشوف متقدمة لتصل إلى ساحل الدامور. وهذا يسجل انتصاراً لقوات العاصفة يضاف لرصيدها في تاريخ الصراع والتصدي للقوات الإسرائيلية المدعومة بالمدمرة الأمريكية نيو جرسي، والتي استخدمت أخطر القذائف المدفعية في قصفها وتحديداً في محيط بلدة سوق الغرب، وقد ساهمت قواتنا مساهمة هامة في معارك بحمدون، وقبر شمون، وخلدة وبشامون، وفرضنا وجودنا فرضاً ودفعنا بخيرة الكوادر لتلك المنطقة وعلى رأسهم الأخ الشهيد/ مروان كيالي الذي أصيب في المعركة وعلى ضوء قرار غازي كنعان بدأنا في سحب تلك القوات، وإعادتها للبقاع وإلى محور ثعلبايا شتورا سعد نايل ومن بين أسرار تلك المرحلة الهامة من تاريخ قواتنا أننا قد نجحنا في استغلال تصريح المرور الذي كان يزوده العميد/ غازي كنعان للحركة الوطنية اللبنانية، والذي يسمح بموجبه لسيارات الكبيرة بنقل العتاد والذخائر، بكل أنواعها إلى منطقة الجبل ودون تحديد المكان وخط السير .. كان على الأخ الشهيد الشجاع/ علي ابو طوق أن يقوم بتزوير بعضها لتقوم السيارات بنقل ذخائرنا من المستودعات التي كانت بحوزة قوات اليرموك، في قاطع عرب الفاعور وكوسايا وقد نجحنا إلى حد كبير في ذلك .. ولكن كانت المفاجأة لنا أن إحدى أهم السيارات قد كُشفت بطريق الصدفة وبها الذخائر الخفيفة الخاصة بالبنادق من نوع كلاشنكوف وأر.بي. جي... وهي أهم ما نحتاج إليه ولكن ذلك هو واقع الصراع .
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:04 pm

    غلطة الشاطر



    بعد تعيين العميد/غازي كنعان فكرت قيادتنا في البقاع الغربي بالقيام تحت عنوان تهنئته بمهام موقعه الجديد، ولكن الهدف منها هو تشكيل رأي جماعي حول طريقة تفكيره ومعرفة شخصيته مباشرة، وفي نفس الوقت توصيل رسالة له، إننا قوة لا يستهان بها .. وفعلاً ذهب عدد من أعضاء المجلس العسكري في البقاع بقيادة الشهيد اللواء/ زياد الأطرش، وشاركه في هذه الزيارة كل من الأخ/ معين الطاهر والذي كان قد عاد للبقاع بعد رحلة للعلاج في فرنسا إثر إصابته في معارك بيروت، الأخوة سميح نصر، والشهيد/ علي أبو طوق والشهيد/ مروان كيالي، والأخ/ ماجد الصغير، والأخ/ إسماعيل عنبة والأخ الشهيد/ حسين الهيبة (أبو حسن).
    لقد ذهبوا دفعة واحدة دون أن يدركوا أنه لو أخذ غازي كنعان قراراً باعتقالهم لأنهى معركة البقاع .. ولكن الله لطف، فكانت غلطة الشاطر منهم ، وفعلاً استقبلهم متحدثاًَ بلهجة خطابية حازمة عن الثوابت السورية قائلاً لهم: إما ان تكون مع سوريا فأنت وطني وإلا فأنت لست وطني .. وفهم الاخوة الرسالة، وعاد كل واحد منهم إلى موقعه ليقيموا نتائج اللقاء وفهموا أن المرحلة الجديدة تنذر بالمواجهة وجهاً لوجه مع السوريين …

    الإنذار الأول:
    لقد وصلت قوات اليرموك ولم تكد تأخذ قسطاً من الراحة، ولم تتعرف بعد على المحاور والمكان في القاطع الغربي. وإذ بالعميد/ غازي كنعان يبعث برسالة مع قائد كتيبة الدبابات السورية في محور قب الياس شتورا والذي يتواجد فيه العميد/ سميح نصر على رأس قوة من كتيبة شهداء أيلول، وقوة من كتيبة أبو يوسف النجار، ومن الأمن المركزي ومن الغربي، وكذلك من تبقى من قوة بدر والتي تواجد معها الأخ العميد/ نصر ابو شاور.. واستلم الأخ/ سميح نصر الرسالة التي تلقاها من قائد الكتيبة المدرعة السورية والتي تتلخص في ضرورة رحيل قواتكم بكاملها من يسار الطريق الدولي (بيروت دمشق) إلى داخل المربع التي تتواجد فيه قواتكم يمين الطريق، ورد عليه العميد/ سميح نصر: إن ذلك يحتاج مني إلى أن ابلغ قيادتي بذلك .. فقال له قائد الكتيبة : معك حتى العاشرة صباحاً للتنفيذ. وفعلاً نقل الأخ العميد/ سميح نصر الرسالة للأخ الشهيد اللواء/ زياد الأطرش قائد القوات حيث أجرى اتصالات مع العميد/ غازي كنعان مفادها رفض ذلك الطلب ..
    الإنذار الثاني
    يبدو أن القيادة السورية قد طورت من موقفها، عادت لأفكارها السابقة، والتي مفادها ضرورة إنهاء تواجدنا على الطريق الدولي نهائياً فطورت مطلبها الذي تضمنه الإنذار الأول الذي أُبلغ الأخ/ سميح نصر بالإنذار الثاني الذي تلقيناه عن طريق ثلاثة من الضباط السوريين أرسلهم كنعان في نفس اللحظة التي اعتقل فيها الاخوة الشهيد اللواء/ زياد الأطرش، الشهيد العميد/ مروان كيالي، العميد/ إسماعيل عنبه، حيث ذهبوا ليحاوروه ويجعلوه يتخلى عن لغة التهديد، وقد التقيت " أنا " والأخ/ أبو علي تركي صادق مع هؤلاء الضباط بمحض الصدفة في مقر العمليات المركزية الذي كان مقراً للأخ اللواء/ أحمد عفانة (أبو المعتصم) حيث أبلغونا بان إخوانكم بطرف العميد/ كنعان يأمرونكم بالرحيل الفوري عن جميع المنطقة إلى الشمال وكان حديثهم ملوث الكلمات، وعلى الفور بادلناهم بالرد قولوا لعميدكم أن إخواننا الذين بطرفه في وضع لا يسمح لهم بإصدار الأوامر، والآن لا قرار لهم إلا بعد الإفراج عنهم، .. وقولوا له أيضاً سنزرع باتجاه كل حفرة دبابة سورية في البقاع لغماً ولن نتفاهم معكم إلا بعد عودتهم إلينا وتم طردهم بقسوة، وتم البحث على الفور عن الأخوة الذين علمنا انهم خارج دائرة الاعتقال، فوجدنا اللواء/ نصر يوسف ذاهباً للصلاة ووجدنا الأخ الشهيد/ علي أبو طوق، وأخذنا قراراً فورياً بإحضار الجرافات وسيارات النقل لنضع الحواجز الترابية في مواجهة المواقع السورية، وأبلغ اللواء/ نصر الجميع في كل محاور القتال بالاستعداد والجاهزية التامة، وبسرعة فائقة تم بناء المتاريس من أكياس الرمل التي احترفنا في بنائها بمعاونة الجماهير اللبنانية التي تعشق فتح وقواتها العاصفة.. وتحركت الدبابات السورية وأصبحت المواجهة محتملة أمام أي خطأ من أي طرف من أطراف الصراع، فكانت تلك اللحظات من أصعب اللحظات النفسية علينا وعلى الجنود والضباط السوريين على حد سواء فنحن اخوة خندق واحد إلى جانب أننا لم نعتاد على مواجهة بعضنا بعضاً بهذه القسوة.. فوجد الضابط والجندي السوري قاذفات ال آر بي جي على بعد أمتار من دبابته ووجد الألغام تزرع في طريقها، وكذلك المقاتل الفلسطيني يرى الدبابة وجنازيرها على بعد أمتار في أي حركة قد يكون جسده طعماً لها. إنه وضع صعب ويصعب وصفه.. وأمام الاستعداد الواضح للقتال من طرفنا أدار الأخ اللواء/ نصر يوسف حواراً مع السوريين عبر الأجهزة وخط الهاتف لإطلاق سراح الاخوة المعتقلين .. وتم الاتفاق على الإفراج عنهم .. ولكن دون أن يعلم الكثيرون ممن في البقاع بالتفاصيل، وإن كانوا قد شاركوا لاحقاً في تنفيذ تلك التفاصيل، لقد توصل الأخوة إلى اتفاق مع الجانب السوري بضرورة إخلاء المنطقة بكاملها من قواتنا وذلك لضرورة تفادي معركة كبرى قد تؤدي إلى هزيمة لنا في مواجهة قوة الحشد السوري .. وإن حدث ذلك فلن تكون الهزيمة لقواتنا في البقاع، بل قد يتم استثمارها بالهجوم على القيادة في طرابلس، وبذلك بدأنا نتحاور مع بعضنا البعض بصوت مرتفع، ولكن فجأة وصلت الأمور إلى وضع معقد جداً وأصبحت المعادلة أمامنا واضحة، إما أن نخوض المعركة في البقاع غير مضمونة النتائج وقد يعقبها كما أشرنا سابقاً هجوم شامل على طرابلس، يؤدي إلى نهاية الوضع أو نغادر البقاع وتم إبلاغ القيادة بالوضع ووافقت على تقديرات موقفنا، وبهذه الموافقة أصبح لدى القيادة العُليا وعلى رأسها الأخ القائد العام/ أبو عمار قرار أن تكون معركة النهاية بطرفها وبإشرافها المباشر وبكامل قواتها في طرابلس، وبذلك يكون قد قام بحشد للقوة يمكنه من إدارة الصراع بشكل أفضل ويكسبه المزيد من الوقت لتحريك الوضع العربي والدولي ضد النظام السوري.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:04 pm

    قوات العاصفة تغادر البقاع



    القافلة الأولى بقيادة سميح نصر

    لقد توصلنا إلى اتفاق واضح يقضي بان تغادر قواتنا إلى طرابلس بكامل أسلحتها دون أي عوائق على الطرقات .. وتنفيذاً لذلك فقد ارتأت القيادة في البقاع ان تبدأ بالمحور الذي يقوده الأخ العميد/ سميح نصر والذي يضم قوات كبيرة من تشكيلات عدة تضم إلى جانب كتيبة شهداء أيلول التي يقودها وجزء من كتيبة أبو يوسف النجار التي يقودها الأخ/ ماجد الصغير، وجزء من قوات ال17 التي يقودها الأخ/ حسين الهيبة، ولكنها تتحرك بقيادة الشهيد مفيد المصري، وقوة من الأمن المركزي يقودها الأخ العقيد/ صالح مصلح، وقوة من القطاع الغربي وغيرهم، وتشكل بذلك قافلة من عشرات السيارات المقطورة المدنية التي حملت بالذخائر والتموين والأسلحة، إلى جانب العديد من السيارات المحملة بصواريخ من الكتيوشا، والجراد، والرشاشات الثنائية والرباعية .. الخ وتمت الحركة في حدود الساعة الحادية عشر ليلاً من موقع سليب كيمفورت في اتجاه طرابلس، وكانت سيارة العميد/ سميح نصر في مقدمة القافلة.
    وما بين دير زنون وعرب الفاعور على طريق بعلبك وإذ بالقوات السورية تضع القوات الخاصة في وضع مريب، وفجأة يتدخل أحد الضباط السوريين في سير القافلة وكان برتبة مقدم محاولاً وقف السيارات المحملة بالأسلحة الثقيلة جانباً، فقام العميد/ سميح نصر بفتح جهازه اللاسلكي على مسمع من ذلك الضابط والحديث مع القيادة حيث أبلغهم أن السوريين يحاولون تجريد قواته من أسلحتها الثقيلة، وأنه سيتخذ أجراء دفاعياً وسوف يقاتل، وعلى الجميع أن يتنبه لمحاولات الغدر والخديعة مما دفع الضابط السوري للتراجع، وتابعت القافلة مسيرها بحذر و هي على أهبة الاستعداد للقتال، وقد مرت القوات من وسط الوحدات الخاصة السورية التي كانت منتشرة على امتداد الطريق إلى أن وصلت إلى الهرمل التي كان على مداخلها حاجز سوري معزز بالدبابات أرغم القافلة بالتوجه إلى اليسار وتعقد بذلك الموقف، فتوقفت القافلة وكادت تحدث المجزرة ولكن الله معنا، فقد كان خلف القافلة خمس دبابات ت55، ولكن الحذر الشديد الذي سار به العميد/ سميح نصر ومعه عدد من القيادات والكوادر الشجاعة التي تمتلك خبرة قوات العاصفة الطويلة .. ساعد في سرعة الانتشار فور تلقيهم الأمر بذلك، وأخذوا مواقع قتالية .. ولكنهم أي السوريين لم يسمحوا لهم بالتحرك في الاتجاه المباشر لطرابلس وأشاروا عليهم أن يسلكوا طريقًا آخر لطرابلس في الاتجاه الذي يشيرون إليه وساروا إلى حفرة جباب الحمر، وهي حفرة بحدود مائة إلى مائة وخمسين دونم محاطة بالجبال العالية، وفور وصول القوات إليها أرسل العميد/ سميح نصر على الفور الأخ ( أبو الفهم) وهو فعلاً يستحق اسمه كان يعرف الطريق إلى طرابلس حيث أشار إلى قدرته في الوصول لطرابلس عبر طريق وعر يعرفه فوافق الأخ/ سميح، وقد وصل فعلاً مع سيارة محملة بالذخيرة، وفي نفس الوقت أرسل دورية راجلة يقودها الأخ/ الشهيد حمزة البهلوان، وتمكنوا من الوصول والتقوا مع الأخ الشهيد القائد الرمز/ أبو جهاد الذي بالرد برسالة تؤكد له ضرورة التمسك والدفاع عن منجزات الثورة وسلاحها وبنادقها. وعدم الاستسلام للسوريين والقتال، وأرسل جهاز لاسلكي مع الشيفرة الخاصة بالاتصال وهذا نص الرسالة : يُرجى التشبث، بالنسبة للسلاح عدم التنازل مطلقاً، عدم السماح لهم بأي مكسب بعد أن نفذنا ما أتفق عليه في البقاع بالرحيل، ولكنهم خدعونا وأرادوا اعتقالنا واحتجاز قواتنا وتجريدها من السلاح، وهذا أمر مرفوض – هام جداً صمودنا في رفض طلبهم. وأن نعمل على جهدنا للمحافظة على السلاح، والعمل على السلاح، والعمل على تسريب ما يمكن تسريبه من سلاح وذخائر، وسيارات، ومرسل لكم جهاز لنكون على إتصال، وسنقيم محطة للأجهزة الصغيرة بجواركم.
    مع التحية والجميع يكون باستعداد لأي تطورات، وللدفاع عن الثورة وسلاحها وبندقيتها.
    توقيع ابو جهاد
    22/9/1983م.
    استطلع الأخ/ سميح ما حوله بسرعة وساعده أولئك الأبطال من الجنود المجهولين، قادة كتائب وسرايا وفصائل ومقاتلين، وبسرعة وجدوا طريقاً وحيداً يصل إلى القمة ومنه تتفرع قمة الجبل إلى عدة اتجاهات في طرق ترابية وعرة .. فأبقى جزء من معداته وأفراده للتمويه مع السيارات المقطورة في حفرة جباب الحمر، وتسلق الجبل بالسيارات الأخرى ونشر قواته التي أصبحت دون علم السوريين في وضع يمكنها من حماية نفسها. وأكد لإخوانه في البقاع على ضرورة تفادي ما حدث معه والحذر الشديد من الخديعة أثناء التحرك.

    القافلة الثانية/ بقيادة الأخ الشهيد اللواء زياد الأطرش
    لقد اتخذت القيادة في البقاع سياسة الحذر الشديد في التعامل مع القيادة السورية في البقاع، وحاولت التأخير في تنفيذ المغادرة ريثما يصل الأخ العميد/ سميح إلى طرابلس مع قواته بسلام.. وكانت تتذرع بعدم وجود وسائط نقل لمعداتها وسلاحها .. وعدم وجود إمكانيات لاستئجارها .. الخ، فأخذ العميد/ غازي كنعان قراراً باحتجاز جميع السيارات اللبنانية الضخمة في البقاع والتي تسحب معها مقطورة ووضعها في تجمع بإمرتنا، وقطع الطريق علينا وطالبنا بالتنفيذ … ومرة أخرى كان علينا أن نتفادى الاشتباك حتى لا يتم الاستفراد بقواتنا واحدة تلو الأخرى وخصوصاً اننا فقدنا قوة أساسية أصبحت محاصرة في مكان بعيد لا تعرفه، فحاول الاخوة تفادي ما وقع للقافلة الأولى وتوكلوا على الله .. وبدأوا في حشد قواهم وكانت القافلة يبدأ أولها من أطراف سعد نايل وتخترق شتورا إلى طرف دير زنون، ولا نبالغ إذا قلنا إن القافلة كانت تمتد لمسافة لا تقل على ثلاث كيلومترات وقد تم أخذ الحيطة والحذر في المسير تحديداً على طريق دير زنون بعلبك، فقررنا أن تكون القافلة وسياراتها متقاربة في طريق شتورا دير زنون لأنها طريق مبنية في غالبيتها، أما على طريق بعلبك فكان علينا ان نضع السيارات المدنية المقطورة في وضع متاريس لسيارتنا المقاتلة، وأن تكون السيارات المضادة للدروع من نوع 106مم و75مم، وحاملو الار.بي. جي. موزعين بشكل يؤمن الدفاع الدائري في حال الانتشار .. كذلك يؤمن لنا القتال من خلال المسير بسرعة الانتشار لأن المنطقة سهلية.
    وذهب الأخوة للقاء العميد غازي كنعان وعلى الطريق كنت مع الأخ اللواء/ نصر يوسف، والأخ/ إسماعيل عنبة على مدخل شتورا حيث طلبا مني أن أكون على رأس القافلة، فقلت لهم وأنتم، فقالوا لي سنذهب لمقابلة الأخ العميد/ غازي كنعان حتى يأتي لوداع القوات، وغادرت لواجبي، وفجأة وعند وصول القافلة إلى مثلث دير زنون طلب السوريون منا التوقف، وحاولوا منعنا وكان ذلك الاختبار الأول بمنعنا من مواصلة المسير، إلا بوضع سلاحنا الثقيل جانباً .. فساعدنا وجودنا وسط البنايات العالية التي صعدنا إليها وداخل أزقتها، فهددنا التواجد السوري الذي كان أضعف منا بكثير في تواجده أمام حشدنا .. واستمر الوضع ما يقارب النصف ساعة مرت بصعوبة حيث انتشرت إشاعة تفيد أن العميد/ غازي كنعان قد اعتقل القيادة العسكرية في البقاع، ولكن بعد ذلك مر الوقت الدقيقة فيه كأنها ساعات، وسمح لنا بالاستمرار في المسير إلى أن وصلنا إلى مثلث بعلبك عرب الفاعور، فحاولوا مرة اخرى ولكن هذه المرة بتواجد مكثف للوحدات الخاصة مع بعض الدبابات، والقانصات المحمولة، وفجأة لاحظ السوريون اننا نتوجه اليهم في وضع دائري، ونضع مقابل دباباتهم وقانصات الدروع الي تقف لمحاصرتنا مدافع مدافع ال (106) وال (75مم) ، وتشترك في حمايتها مجموعات من رماة الآر بي جي الشجاعة وأصبح الوضع على الحافة وأي ضغطة على الزناد من قبل أي جندي قد تفجر الوضع حتى وإن كانت بدون تعليمات نتيجة التوتر العصبي والخوف والقلق الذي سيطر على طرفي الصراع، ولف المنطقة والسهل بأكمله بحالة من السكون حيث بدى الموقف مؤلماً للجميع. ولا يمكن وصفه وأصيب الجميع (فلسطينيين وسوريين) بحالة من الذهول، فالاخوة ورفاق السلاح يوجهون السلاح لبعضهم البعض، وقوات الجيش الإسرائيلي على مقربة من المشهد الذي لم يكن متوقعاً في ظل الجملة القومية الأكثر ثورية، وفي هذا الوضع المتوتر بدأت تخترق الصمت مبادرات شجاعة من قبل الاخوة في القيادة الميدانية بالتحرك لمنع الانفجار، وتنفس الضباط السوريون الصعداء عندما سألناهم لماذا تحاصروننا، ولماذا هذا الوضع المريب في حشد الوحدات مع اننا رفاق درب، وإن تحركنا يأتي لتنفيذ اتفاق مع قيادتكم …؟
    وأبلغناهم اننا لن نقبل الخديعة والغدر، وسوف نقاتل دفاعاً عن أنفسنا وعن سلاحنا .. وقد أجابوا على الفور أعطونا فرصة للاتصال بالقيادة، وسوف نعالج الموضوع وكان علينا ان نشدد من صلابة موقفنا لأننا وجدنا إن الضباط السوريين وجنودهم مشاعرهم معنا ويحاولون جادين إيجاد السبيل للخروج من هذا الوضع الذي لا رغبه لهم فيه … وفرجت بعد أن مرت ثلاث ساعات لن ينساها كل من حضروا تلك الواقعة التي استقر فيها الوضع لصالحنا وسمحت القيادة السورية لنا بمواصلة المسير، وعلى مداخل بعلبك غيرنا اتجاه مسير قواتنا من أطرافها لنؤمن اتصالاً مع بعض مواقعنا من قوات الكرامة التي كانت لا تزال في المنطقة متشبثة بأماكنها، وكان على رأسها الأخ العميد/ علاء حسني والذي كان يبعث ببرقيات عن الموقف بطرفه تعزز المعنويات، وقد استغلت قوات الكرامة مرور مسيرة القوات إلى طرابلس بإطلاق الرصاص تحية لها … ووصلنا إلى أطراف بلدة الهرمل وهي بلدة لبنانية عربية أصيلة الغالبية من سكانها أعضاء في تنظيم حركة فتح، وخرجت تعبر عن تضامنها معنا، وعلى مدخلها تكرر المشهد الذي مر به العميد/ سميح نصر في القافلة الأولى … وفجأة نعود ونأخذ وضع الانتشار والحيطة والحذر الشديد لأن الدبابات السورية والوحدات الخاصة كبيرة وتموضعها يوحي بأن وضعاً تفاوضياً صعباً سينشأ … في هذه اللحظات الصعبة واعتقد البعض منا أننا سوف نستريح قليلاً في هذا المكان حيث انتشرت الوحدات في مساحة كبيرة ومتباعدة، وجلس البعض في ظلال السيارات، والبعض الآخر في نوبات حراسة مشددة، وأهل الهرمل يواصلون تدفقهم وهم يحملون الفواكه والماء والطعام ويعبرون عن استيائهم من تصرفات القوات السورية الشقيقة … وأمام إصرار القيادة السورية على التوجه إلى جباب الحمر وليس إلى طرابلس … فقد بدأت مفاوضات صعبة وعنيدة، وأثناء ذلك وصلت رسالة شفهية من الأخ العميد/ سميح نصر من موقعه في جباب الحمر يحملها شقيق الأخ/ طراد وهو الثاني من كوادر فتح في الهرمل يبلغنا فيها بعدم الحضور والبقاء في الهرمل وأخذ الاحتياطات اللازمة لأن كميناً أُعد لنا في جباب الحمر .. ولكن وبعد أخذ تأكيدات بالمرور إلى طرابلس من قبل الاخوة في تنظيم الهرمل من اننا سوف نخرج من تلك المنطقة وأن هناك طرقاً عديدة سوف يقومون بإرشادنا إليها ، بدأنا بالتحرك إلى جباب الحمر … وهي ذات طبيعة قاسية جداً في ظروف كظروفنا فهي جزيرة منخفضة تقع بين جبال وعرة جداً على سفوحها الشرقية تتمركز دبابات سورية… ووصلنا وعلى الفور أبلغنا العميد/ سميح نصر أنه نجح في إيجاد طريق وعرة لا تسلكها إلا السيارات المجهزة والقوية، وأنه نجح في تسلق التلال وأصبح في وضع دفاعي قوي، وفعلاً بدأنا نخرج قواتنا من تلك الحفرة وتتسلق المجموعات القتالية حسب خطة محكمة تستهدف فرض واقع جديد على القوات السورية المتواجدة يجعلها في خيار صعب يفرض عليها استبعاد لغة القوة ويبدو ان القوات السورية في المنطقة قد اطمأنت لوجودنا، ووضعنا المثقل بالهموم وتركونا وعادوا إلى مواقعهم، ويبدو أن عدد السيارات اللوري الكبيرة قد أوهم اننا لن نتخلى عنها، وحتماً سنبقى في الحفرة لعدة أيام نفاوضهم حتى ينتابنا الملل واليأس، فنقبل بشروطهم … وهذا الوهم ساعدنا كثيراً في العمل بسرعة على إخراج سياراتنا الخفيفة والمحمولة، والسيارات الألمانية القوية من نوع يونيماك والتي تحمل الرشاشات الثنائية من نوع 23مم التي تستخدم ضد الطائرات والزوارق والسيارات المصفحة … ونجحنا في وضع قواتنا جميعها خارج حفرة جباب الحمر، وكان ذلك قد استغرق طيلة ليلة وصولنا، وكانت مفاجأة لنا عندما وجدنا أن الأخ العميد/ سميح نصر كان قد اعتلى التلال الغربية في مواجهة القوات السورية، فأوجد لنا حماية محلية قوية، وزاد من مفاجأة أخرى لنا أننا وجدنا الأخ/ أبو جهاد قد قام بتأمين وصول قوات إضافية من قوات ال 17 يقودها عبد الرحمن ياسين، وقوات الدفاع الجوي بإمرة الأخ العميد/ أبو خالد هاشم وفي ظلال ذلك نجحنا في إخراج الجزء الرئيس من قواتنا والأساسيات إلى وضع أفضل يمنحنا الثقة في التصرف في الاتجاه اللاحق … وكانت أفضل مفاجأة لنا هي وصول الأخ القائد الرمز/ (ابو جهاد) خليل الوزير الذي لم نتقابل معه منذ أن غادر البقاع متوجهاً إلى طرابلس متخفياً بهوية مقاتل في صفوف الجبهة الديمقراطية وفي سيارة لاندروفر تابعة لهم، وهذه أعظم شهادة لوحدتنا الوطنية وقد كان لقاءنا معه وعناقنا يجسد شوق قوات العاصفة لفلسطين… وكان يرافق الأخ المناضل العميد/ محمود العالول والأخ/ ع.ل قبل ان يذهب للاتجاه المعاكس والأخ المناضل/ طراد حمادة وتحثنا معه بشوق لا حدود له وتم الاتفاق معه على الطرق التي سوف تسلكها القوات في طريقها إلى طرابلس وودعناه على أمل اللقاء في طرابلس بدأنا بتنفيذ خطتنا والتي كانت تتركز في محورين … الأول أن يتحرك الأخ العقيد/ راجح أبو لحية على رأس الكتيبة الثالثة باتجاه طرابلس على محور فنيدق العبدة بمحاذاة حركة القوات السورية بهدف التمويه من أجل حماية المسير على المحور الثاني والرئيس لقواتنا والذي سيمر للوصول إلى طرابلس من محور سير الضنينة.. ونجحت الكتيبة الثالثة في مهمتها بالتعاون مع جيش لبنان العربي، وكانت الكتيبة قد نجحت في الإفلات من حصار في منطقة فنيدق كانت القوات السورية قد أعدته لها… وقد لعب الأخ العميد/ راجي النجمي دوراً مهماً في إيصال الكثير إلى طرابلس بعد ان وضع بإمرتها بعض من يقوموا بإرشادها للطرق التي توصلهم لطرابلس، وللتمويه على السوريين أقامت الكتيبة ليلة بكاملها إلى جوار جيش لبنان العربي، ونجحت في الوصول إلى طرابلس مخترقة مواقع أساسية للجيش السوري وعند الحواجز السورية كان الحديث شكليا وسريعاً ومرت باعتبارها من وحدات جيش التحرير الفلسطيني التابع لسوريا.
    وقد كان على رأس سرايا فصائل الكتيبة الثالثة التي نفذت مهمة من أنجح المهام الصعبة اخوة مناضلون اكتسبوا خبرتهم من التاريخ العريق لقوات العاصفة وهم : عبد الله جرار، فوزي وشاح، محمد إسماعيل الشبل، محمد نمر، حسن صالح، خليل، محمود صبيح، والأخ الشهيد البطل عبد الكريم تركي أبو نضال الذي استشهد على تلة الصاعقة في المدخل الشمالي لمخيم البداوي والأخ الشهيد/ رسمي مصلح أبو مصلح الذي استشهد في المنية.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:05 pm

    الدخول إلى طرابلس



    بدأت القوات الرئيسة تتحرك بقيادة الأخ الشهيد اللواء/ زياد الأطرش بعد تحرك الكتيبة الثالثة بما يزيد عن ساعة من الزمن، باتجاه طرابلس عبر طريق وعر لا يصلح لسير العربات الصغيرة أو الكبيرة إلا بصعوبة فائقة، ولا يمكن السير عليه بسرعة تزيد عن 20 متراً في بعض المناطق، وكما هي رحلة البداية من البقاع إلى جباب الحمر تحفها المخاطر، حيث تحيط بها القوات السورية من كل اتجاه هذه المرة. وكانت تسير عبر طريق لم نكن نتوقع المسير فيه وكذلك القوات السورية تستبعد أن يسلكه أحد وبذلك كان إحتمال اللقاء مع الوحدات السورية عليه معدوماً، ولكن الحذر كان هو الصديق للجميع في هذه الرحلة، وللحق فإن الأخ الشهيد القائد الرمز " أبو جهاد "ومعه الأخوة من تنظيم فتح في منطقة الهرمل ( ط-ح الدور الأساسي في أن تسلك القوات هذا الطريق، وقد اتخذ الأخ الشهيد اللواء / زياد الأطرش قراراً من البداية بعدم التحدث على الأجهزة مطلقاً حتى نصل إلى منطقة قريبة من طرابلس، والوضع الطبيعي للوصول إليها من مكان انطلاقنا على طريق طبيعي قد يستغرق ثلاث ساعات، إلا أن هذا الطريق استغرق قطعه مدة تزيد عن أربع عشرة ساعة استرحنا فيها مدة ساعة تقريباً … وقد تركنا على الطريق العديد من العربات التي لم تستطع الصمود، وتم قطر وسحب البعض منها، وعند مراجعة خط سير تلك القافلة من الناحية العسكرية التي أشرفت على تنفيذها والتحرك بها وسط هذا الممر غير الصالح والمعقد جداً قيادة عسكرية ذات خبرة عالية في الجمع بين تجربة حرب العصابات والحرب الكلاسيكية، نجد أنه تم تنفيذ خطط الحركة بما يزيد عن لواءين وأقل من فرقة بالشروط العسكرية لاحتمالات خوض معركة من خلال المسير، فتم تحديد المسافات وتوزيع الأسلحة لاحتمال وقوع معركة تصادمية مفاجئة لنا… وفي نفس الوقت كانت القيادة تضع في الاعتبار احتمال الوقوع في كمائن محدودة، فكانت تزرع مجموعات استطلاع متقدمة على امتداد حركة القوات لتكون عيناً يقظة وقادرة في نفس الوقت على المشاغلة إلى أن تتمكن القوات من أخذ الوقت الكافي للدخول المتكافئ في معركة محتملة، وهكذا كنا نقترب شيئاً فشيئاً حتى وصلنا إلى طرابلس وسط جو لا يوصف من الانفعالات المتلاطمة كأمواج بحر في ليل عاصف … بعضها فرح في حده الأقصى وبعضها ملفوف بالكآبة والحزن، والبعض الآخر مزيج من كل ذلك إلى جانب القلق المتلهف لمعرفة الخطوة اللاحقة … وتم وضع القوات في معسكر الأشبال … وفي منطقة تربل، وهو أعلى جبل في منطقة طرابلس يطل على جميع القرى والمدن في شمال لبنان، والبعض الآخر حول مخيمي نهر البارد، والبداوي، ومنطقة المينا، وحول مصفاة طرابلس، ودير عمار، وبعد القليل من الراحة بدأنا نستفيق لأوضاعنا الصعبة فكان أول تساؤل هل وصلت القوة التي يقودها الأخ/ راجح أبو لحية ؟ فكانت الإجابة لم تصل ولكن أخذنا تطمينات من الأخ/ أبو جهاد انها ستصل قريباً وأنها في مأمن من السوريين … وفعلاً بدأت تصل إلى طرابلس وتمركزت في محور يمتد من منطقة المنيه غرباً وحتى السفوح الشمالية الشرقية لجبل تربل وسط غابات من الزيتون ، وتم استدعاء الكوادر القيادية للقاء مع الأخ/ الرئيس أبو عمار والأخ/ أبو جهاد في مقر قيادة الميليشيا وسط مخيم البداوي وكان اللقاء مهماً ولا يوصف كأننا لم نكن نرى بعضنا البعض منذ سنوات … نعم إن الشوق الذي نشق طريقه وسط الرعب والجرأة ونقف على حافة الانتماء أو اللا انتماء…. أذكر أن الأخ الرئيس هنأني والأخ أبو جهاد بكلمة الحمد لله على سلامتك مرتين، فاستغربت واستوضحت لماذا أنا مرتين والجميع مرة واحدة، فبادرني الأخ/ أبو جهاد بالقول المرة الأولى عندما نجوت من قرار تصفيتك الذي اتخذه أبو موسى وأبو خالد العملة ومحمود عيسى وزياد الصغير في حمارة عندما كنت بطرفهم مع الأخوة أبو إبراهيم عبود والأخ/ مروان كيالي … والذي أنقذك دون أن يعلمك بذلك هو الأخ (فؤاد عواد)، حيث تم اعتقاله من قبل إخوانك وأفرجنا عنه بسبب موقفه الأخلاقي والذي أدى إلى حمايتك وعدم تصفيتك، حيث قام بمرافقتك حتى عودتك لمواقعنا في سعد نايل، وعرفت مزيداً من التفاصيل لاحقاً عن ذلك الكمين الذي نصب لي على طريق الصويري كان على رأسه الرائد محمود عيسى ( أبو عيسى )، أما المرة الثانية فهي نجاتك من محاولة تصفيتك من قبل قائد اللواء الثالث الذي يعتبرك مشاركاً في خديعته مع الأخ اللواء/ نصر يوسف في إشارة لهروبنا الكبير بقوات اليرموك من قطاع قواته وهكذا نجوت مرتين فشكرتهم على التهنئة وعلى المعلومات التي لم اكن اعلم بتفاصيلها، ودار الحديث في هذا اللقاء عن المعركة تحددت ملامحها … وأن طرابلس هي معركة النهاية وعلينا الاستعداد لها … وقال الأخ / أبو عمار المعركة بدأت فعلاً … وقد قام إخوانكم على رأس قوة أساسية نجحت بعد هجوم قوي في تطهير المنطقة من قوة أحمد جبريل والتي كانت تتمركز في مواقع محصنة جداً وبها خنادق اتصال ومواقع دفاعية محصنة … وهذا سوف يجعلنا في وضع عسكري أفضل وسمح لنا جميعاً بالمناقشة قليلاً … فقلت للأخ الرئيس كلمات أكاد اذكرها حرفياً … أنكم تعلمون كم نحبكم … لذا نرجوكم وبعيداً عن لغة الابتزاز نرجوكم أن تقوموا بتطهير صفوفنا من بعض الذين لم يحددوا مواقفهم ومواقعهم معنا والذين ما زالوا يضعون أقدامهم وأجسادهم بطرفنا لكنهم بقلوبهم وسيوفهم مع الطرف الآخر وحددت ثلاثة أسماء هم (عمر+كمال+س) حتى نستطيع ان نرتب جبهاتنا ونشد العزم على المواجهة التي ستفرض علينا … وامتعض مني الأخ القائد العام أبو عمار لكنه شعر ان الجميع كان مرتاحاً لما قلته له، وحدثت في هذا اللقاء مداخلات غير معمقة وانتشرنا لترتيب أوضاعنا الشخصية والعامة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:06 pm

    الوضع داخل طرابلس…



    أولاً :_ الوضع اللبناني
    لقد أكرم الله الأخ القائد العام أبو عمار، ومن معه من رفاق دربه في اللجنة المركزية لفتح وهم أبو جهاد والأخ / (أبو الهول) هايل عبد الحميد والأخ /صخر حبش والأخ / أحمد عبد الرحمن والأخ /الطيب عبد الرحيم وباقي الاخوة بأن هيأ لهم وضعاً نموذجياً في مدينة عربية أصيلة تعشق الثورة الفلسطينية وترفض الهيمنة السورية ويسيطر عليها وضعاً إسلامياً مميزاً في علاقته مع حركة فتح وقيادتها، وقد كانت السيطرة السياسية والعسكرية في الإطار اللبناني لمدينة طرابلس محسومة لصالح حزب التوحيد الإسلامي الذي كان يقف على رأسه الشيخ المجاهد سعيد شعبان والشيخ الشهيد الدكتور عصمت وأخوة آخرون مؤمنون بعدالة قضية الثورة إلى جانب انهم يرون ان أبو عمار ومن معه يخدم مصالحهم المتعارضة مع السوريين الذين يدعمون احمد عيد زعيم العلويين في جبال طرابلس، فقالوا لنا مرحباً بكم في مدينة طرابلس الإسلامية وأضافوا أننا نرحب بكم ونستقبلكم كما استقبلت المدينة في فجر الإسلام طلائع المهاجرين، فكانت أول قاعدة ارتكازي نصرت الإسلام وعززت وجوده بالدفاع عن طلائعه المؤمنة وحمايتها … وكان حزب التوحيد قوياً في طرابلس وله السيطرة السياسية والعسكرية … وكان الصراع على أشده في المدينة بين جبل العلويين ومنطقة التبانة والجو مشحون ضد النظام السوري بشكل كبير … ولكن في نفس الوقت تتواجد داخل المدينة وعلى أطراف قوات سورية أساسية لا يستهان بها لكنها مجمدة وبفضل وجود قوة تحيط بها من كل جانب.
    فكانت طرابلس القاعدة الارتكازية الأخيرة للثورة الفلسطينية والتي قالت نتقاسم معكم الخبز والماء و الهواء والدم دفاعاً عن الثورة وأهلاً بكم.

    ثانياً : الوضع الفلسطيني
    لقد نجحت القيادة العليا بتوجيه ضربة حاسمة ضد قوات احمد جبريل الموالية لسوريا والتي كانت تتحصن في مواقع أسمنتية قوية مما جعل الوضع داخل مخيمي ( البارد والبداوي ) اكثر موالاة للثورة وحسمت حالة التأرجح الناتج عن الخوف المشروع أمام قوة الآلة العسكرية السورية.
    وأيضاً نجحت في حشد وإعادة تنظيم ما تبقى من قوات جيش التحرير الفلسطيني والتي انضمت للشرعية الفلسطينية وقامت بتعبئة شاملة في صفوف الميليشيا والتنظيم في منطقة الشمال وبوصول قوات العاصفة إلى منطقة طرابلس اكتمل الحشد العسكري الذي يمكنها من إدارة الصراع بشكل افضل بكثير من أي وقت مضى.



    أبو عمار يغادر دمشق


    وقد أعطى الأخ/ أبو عمار إشارة واضحة لدور قوات الكرامة، والتي لا زالت تحتل مواقعها في بعلبك والهرمل والتي عليها خَوْض معارك تأخير وإعاقة وإرباك مع قوات التحالف الانشقاقي المدعوم من القوات السورية، حتى تتمكن القيادة من الاستمرار في استثمار الوقت الكافي لرسم خططها الدفاعية، وتثبيت محاور القتال وتنظيم التعاون، وكذلك الشؤون الإدارية والتسليحية لمعركة طويلة بل يجب أن تكون طويلة في مدتها الزمنية حتى يتم تحريك الوضع المحلي مع الوضع العربي والدولي، لكشف المخطط السوري ضد الثورة الفلسطينية في آخر مواقعها في لبنان.
    ولقد أشرنا سابقاً إلى أن السوريين قد اتخذوا قرار المواجهة والاستيلاء على الورقة السياسية الفلسطينية بكل عناصر قوتها وكان ذلك ببدء الهجوم المركز على قواتنا في محور مجدل عنجر - المصنع والتي هي مدخل سوريا إلى لبنان على الحدود، حيث قدم العقيد السوري /علي حسن قائد الفوج المتواجد في المنطقة دعماً للانشقاق بقوة تقدر بفوج مجحفل، وقد حقق إنجازاً لنفسه وللانشقاق باختراق دفاعات الكتيبة الثالثة المعززة بسرية من قوات الـ 17، وقامت قواته بتجريد نسبة من عناصرنا من السلاح وتركتهم وعندما سئل الأخ العميد/ محمد غانم قائد القوات السورية في لبنان من قبل الأخ/نصر يوسف في حينها أكد أن اشتراك الوحدات السورية في القتال خاطئ، وأن قيادته أي القيادة السورية تسير في اتجاه غير مفهوم لديه، حيث أبدى عواطف فيها شئ من المجاملة التي لا تتناسب مع ما حدث .. والذي يهمنا في التذكير بذلك هو أن الهجوم ترافق مع وصول رسالة خاصة للأخ القائد العام أبو عمار في اجتماع المجلس الثوري الذي كانت جلساته صاخبة، وبها حالة من الاشتباك الحاد بين من ضللوا وخدعوا في حركة الانشقاق على اعتبار إنها إصلاحات، وبين من يعرفون الحقيقة على أرض الواقع وإن ما يتم هو محاولات سورية للاستيلاء على م.ت.ف، وسلب أرادتها. تلك الرسالة يقول الأخ/ أبو السعود من مكتب القائد العام ( أبو عمار ) إنها جاءت من جهات عربية خليجية يبلغه فيها بأن يغادر لأن السوريين قد قرروا اغتياله، ومهاجمة المجلس الثوري بمن فيه، وتأكدت المعلومات في نفس اللحظة بما كان قد أرسله الأخ/ نصر يوسف في برقيته حيث يخبره فيها ببدء الهجوم على قواتنا في مجدل عنجر، مما دفع الأخ/ فتحي البحرية والمرافقين الأبطال لأخذ الاستعدادات الكاملة حول المكان تخوفاً من اقتحام من قبل عملاء السوريين المنشقين وغيرهم،وعلى أثر ذلك أنهى الأخ/ أبو عمار الاجتماع وخرج ومعه الأخ/ صخر حبش والأخ/ احمد عبد الرحمن، والأخ/ الطيب عبد الرحيم، والأخ/ أبو الزعيم، والأخ/ فخري شقورة، والأخ/ عبد الرازق المجايدة، والأخ/ الحاج إسماعيل، والشهيد / منذر أبو غزاله، والأخ/ احمد مفرج ابوحميد، والأخ/ فؤاد الشوبكي، والأخ/ نبيل عمرو، والأخ/ فتحي البحرية وكان يومها كبير مرافقي الأخ/ أبو عمار وتحركوا على طريق دمشق حمص، وفجأة يغيّر أبو عمار خط السير ويقسّم موكبه إلى قسمين، أحدهما استمر على طريق دمشق حمص باتجاه طرابلس وهذا تعرض لكمين وسيارة متفجرة معدة لاغتياله، وأما هو فقد اختار طريق المصنع بعلبك الهرمل، وبهذا التغيير والذي يأتي بهداية من الله، ورعايته تجاه أبو عمار ومن معه فقد نجا من محاولة الاغتيال … وعندما يتذكر الطيب عبد الرحيم ذلك فإنه يرى مشهد المنطقة المحيطة ببعلبك حيث مزارع الحشيش والدخان المتصاعد في المنطقة، والتي هي منهمكة في إنتاج المخدرات… ويضيف : من شدة المطبات التي مررنا عليها في الطريق انفجرت اسطوانات الغاز في السيارة المصفحة مما جعل الرحلة مقيتة وشاقة وطويلة.
    ووصل أبو عمار إلى طرابلس ليعد قواته ويقوم بترتيبات إدارة الصراع لأطول مدة ممكنة لكسب الوقت الذي قد يؤدي إلى انفراج في الأزمة، واستمر الوضع في التصاعد، لكن الأخ أبو عمار ومعه الأخ/ أبو جهاد كانا قد نجحا في ترتيب الوضع داخل مدينة طرابلس بما يؤمن لهم وضعاً مريحاً نسبياً يمكنهم من الحركة السياسية والعسكرية بشكل افضل وقد كان الأخ/ أبو جهاد يحاول جاهداً فتح خط أو استثمار أي ثغرة مع السوريين، وقد أرسل لهم العديد من الرسائل ( ويمكن أن يوضح هذا الموضوع ويكشف كثيراً من تفاصيله الأخ/ محمد رشيد (خالد سلام) الذي كان قريباً جداً من الأخ/ أبو جهاد ولكن جميع المحاولات التي قام بها لم تنجح، واستمر النظام السوري في الضغط العسكري والسياسي على القيادة الشرعية الفلسطينية، وكان ذلك كله يجري في إطار تعزيز خطوتهم السابقة والتي أعلنوا فيها قرارهم لقواتهم في البقاع ولبنان بشكل عام، والذي يقضي بمنع تواجد الأخ/ أبو عمار والأخ/ أبو جهاد في الأراضي التي تتواجد عليها القوات السورية، والذي كانت مغادرة الأخ/ أبو جهاد على أثره من البقاع، وفجأة تظهر في الأفق بادرة من شقيق الرئيس الأسد ( رفعت الأسد ) الذي بعث برسالة للأخ القائد العام / أبو عمار يدعوه فيها لزيارة دمشق ... وقد تشاور الاخوة بشأنها، وكانت المواقف متعارضة، فقد اعتبرها الأخ/ أبو جهاد بادرة للتفاهم قد يكون الرئيس الأسد موافق عليها ... وقد دفع بثقله في اتجاه ذهاب الأخ/ أبو عمار لاستغلال هذه الثغرة لعلها تنجح في الوصول للانفراج، وقد اعتبرها الأخ/ الطيب عبد الرحيم استدراجاً للأخ/ أبو عمار لعمـل شئ ما ضده شخصياً، وكـان الأخ/ أبو عمار مع رأي الأخ/ أبو جهاد إلا انه وعلى الرغم من معارضة البعض فقد عزم وتوكل على الله حتى يسجل في تاريخه انه لم يترك فرصه لحقن الدم الفلسطيني والعربي، ولحماية العلاقة الفلسطينية السورية، إلا واستغلها وذهب لدمشق وقابل الأخ/ رفعت الأسد، ويبدو انه أبلغ الأخ/ أبو عمار أن الوضع بالنسبة له غير مريح في دمشق، وقام عدد من الأخوة القادة الفلسطينيين في دمشق بنقل رسائل سورية واضحة للأخ/ أبو عمار بأن عليه مغادرة دمشق، وعلى الفور أبلغ الأخ/ أبو عمار من معه الاستعداد للرحيل، وقام الأخ/ محمود الكيالي، والأخ الشهيد البطل/ مهندمديرمكتبه في دمشق بحجز التذاكر على الطائرة التونسية المغادرة إلى تونس، وفي المطار وبعيداً عن قواعد الأخلاق والبروتوكول، فقد أرسلت القيادة السورية أحد ضباطها لإبلاغ الأخ/ أبو عمار بقرار القيادة السورية وبأسلوب وقح، فتدخل الأخ/ فتحي البحرية طالباً منه عدم قراءة الرسالة لأن مضمونها معلوماً لديه، والمستغرب أن راديو دمشق أعلن أن أبو عمار سيغادر دمشق غير مرغوباً فيه على متن الطائرة التونسية... وهذا الإعلان يعني إشارة للإسرائيليين أن اسقطوا طائرته، أو اختطفوها وأنزلوها في أحد مطاراتكم .. وهناك سابقة مع السوريين أنفسهم، حيث أجبرت إحدى طائراتهم بالهبوط في إحدى مطارات شمال " إسرائيل "، وعليها القيادة العسكرية السورية، وعلى رأسهم عبد الله الأحمر... لماذا لا يفهم هذا الموقف السوري بهذا الاتجاه كان هذا رأي الأخ/ فتحي وفي مطار دمشق، وبعد إذاعة الخبر وصل لوداع الأخ/ أبو عمار كل من الأخ الدكتور/جورج حبش، والأخ/ خالد الفاهوم والأخ عضو اللجنةالمركزية/ أبو ماهر غنيم، وعدد من الشخصيات الفلسطينية وهنا ولمزيد من التوضيح قال لهم الأخ/ فتحي: من يرغب في المغادرة مع أبو عمار أهلاً به فالطائرة بها مقاعد ولم يغادر مع أبو عمار سوى الأخ/ عطا الله ( أبو الزعيم) عندما كان في موقع الشرعية، ولحسن حظ أبو عمار ومن معه أن الطائرة مدنية وعليها ركاب، والله أعلم ماذا كانت النوايا.
    وهكذا غادر أبو عمار دمشق وكان عدد كبير من إخواننا في اللجنة المركزية لفتح لم يحزموا أمرهم بعد، ولم يغادرا دمشق على أمل الإبقاء على خيط العنكبوت في العلاقات، إلا أن ذلك لم يكن مفيداً ولم يحقق أهدافه، مما دفعهم لاحقاً للمغادرة وفي نفس السياق كان الأخ/ هايل عبد الحميد ( أبو الهول ) عضو اللجنة المركزية ومن موقعه في دائرة المعلومات قد اتخذ إجراءات مسبقة بعد لقائه مع علي دوبا مدير المخابرات العامة السورية، ذلك اللقاء الهام والذي كان فيه الحديث منصباً بوقاحة عن الأخ/ أبو عمار الذي رفضه الأخ/ أبو الهول جملةً وتفصيلاً، وقد حضر اللقاء الأخ العميد/ طارق أبو رجب الذي أكد أن الأخ/ أبو الهول بعدها أصبح لديه قناعات ثابتة بأن قراره بالتواجد في طرابلس بعد معركة بيروت 1982م ونقل عدد كبير من كوادر الأمن المركزي إليها كان قراراً حكيماً، واستمر الأخ/ أبو الهول في إدامة خيط العنكبوت مع الأخوة السوريين، فبقي يتردد بين الحين والآخر من طرابلس إلى دمشق، وقد نجح في إدارة حوار مع بعض كوادر الحركة ممن ضللهم الانشقاق، وأعادهم إلى صفوف الحركة وهذا لم يكن يرضي دمشق وقيادة الانشقاق، إلى أن كان عائداً في محاولة منه لمواصلة مساعيه، إلا أن الأخوة في دمشق منعوه من دخول الأراضي السورية، فبقي في طرابلس يواصل مهامه ، حيث يسجل له انه أول من اختار أن تكون قيادته بعد عام 1982م في طرابلس، وقد كان معه في قيادة الأمن المركزي الأخوة / طارق أبو رجب، راجي النجمي، الشهيد الحاج/ أبو أنور، والشهيد / هاني زهدي، وصالح مصلح ومحمد منصور، والأخ/ أبو نضال العفيفي، أما مكتب دمشق فقد تم تسليمه للانشقاق، وتم اعتقال جميع الشباب، ويقول الأخ/ طارق أبو رجب: إن الأخ/ أبو اياد عضو اللجنة المركزية والأخ/ أمين الهندي قد أعطيا تعليمات للأمن الموحد بجميع كوادره بالالتحاق بالأمن المركزي في طرابلس الذي كان قد وضع لنفسه استراتيجية ترتكز على اختصاصه في الأمن وتسهيل التحاق المقاتلين إلى طرابلس حيث لعب الأخ/ هاني زهدي دوراً هاماً في ذلك، وتشجيع العمليات ضد إسرائيل، وقد نجحوا في 21/1/1983م بالتنسيق مع إخوانهم في إسقاط نظرية سلامة الجليل، ذلك الشعار الذي رفعته القوات الإسرائيلية عند اجتياحها للبنان عام 1982م بقصفهم مستعمرة زرعيت بصواريخ جراد.أما المهمة المستجدة عليهم فكانت المشاركة في القتال، وحشد القوى ضد الانشقاق .
    وبعلاقاتهم مع التنظيم في إقليم لبنان، ومع حركة التوحيد الإسلامي تحديداً مع أمينها المجاهد الكبير/ سعيد شعبان والأخ/ كنعان ناجي، وكذلك مع المقاومة الشعبية التي يقودها خليل عكاوي وكذلك مع الماويين السابقين والذين يقودهم د. عصمت... كانوا قد ساعدوا مع باقي كوادر الحركة في كل اختصاصاتهم في توثيق العلاقات التي أوجدت المناخ الإيجابي استعداداً لما هو آت.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:06 pm

    اللواء المجايدة يقيل طارق الخضرا دفاعاً عن القرار
    الفلسطيني المستقل



    جيش التحرير الفلسطيني هو حالة من حالات انعكاس الواقع القومي على الواقع الفلسطيني سلباً وإيجاباً، حيث يرى البعض إنها تعبير عن العجز العربي على المواجهة او القدرة على تحقيق الحد الأدنى من وحدة القوات المسلحة العربية في الرد على قدرات ( إسرائيل ) وتميزها بالإمكانيات، وكذلك بالدعم الدولي غير المحدود ... فجاءت خطوة تشكل جيش التحرير الفلسطيني بما يمكن اعتباره تعبيراً عن حالة الواقع العربي السيئة في ذلك التاريخ، وان كانت مرحلة التأسيس تنتمي إلى مرحلة العز القومي التي يتربع على عرشها الرئيس الراحل / جمال عبد الناصر مما يجعل الأمل مفتوحاً على مصراعيه لإدخال العنصر الفلسطيني في المعادلة، وللتعبير عن حالة من التحرك بما يتلاءم مع الواقع القومي. وبداية تشكل الجيش من ثلاثة ألوية إحداها في مصر وهو لواء عين جالوت والثاني في سوريا وهو لواء حطين والثالث في العراق وهو لواء القادسية، ولاحقاً تم تشكيل لواء في الأردن هو لواء بدر، وخصوصية الانتشار الفلسطيني في مخيمات الشتات وانعدام السماح بأي هامش من التوجيه الوطني في أوساطها ووجود التناقضات التناحرية الحادة في الموقف القومي قد انعكست جميعها على واقع قيادة جيش التحرير الفلسطيني، وتكرست بذلك معادلة صعبة في قيادة هذا الجيش الذي حمل اسم فلسطين وعاش جنوده وضباطه وبعض قياداته حالة انتماء عالية لوطنهم فلسطين وحاولوا قدر استطاعتهم ان يعبروا عن هذا فكتبوا بدمهم وشجاعتهم ترجمتهم لما تكتنزه صدورهم، وكان ذلك واضحاً في كل الحروب حيث لم يسجل على كل الجبهات في حرب حزيران 1967م، مثال حقيقي في القتال سوى ما قام به جيش التحرير الفلسطيني في قطاع غزة ... وبعد ذلك سجل هذا الجيش تمايزاً في حرب تشرين في اللحظات الأولى التي تم فيها زج قوات حطين وجزء أساسي من قوات القادسية لاحتلال التلال الرئيسية في جبل الشيخ والجولان، وقد وضعت لمسات معنوية تدلل على المشاركة بوضع وسام رفيع المستوى على العلم الفلسطيني من قبل الفريق احمد إسماعيل علي وزير الحربية المصري بحضور الرئيس / أبو عمار في قوات عين جالوت في مصر، وزينت بعض الأوسمة صدور الأبطال، كذلك الذي حمله العقيد الطيار / شكري ثابت الذي أسقط في تشرين ما يزيد عن ثلاث طائرات إسرائيلية والكثيرون حملوا أنواط الشجاعة والواجب.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:06 pm

    جيش التحرير الفلسطيني


    وعندما تعرضت الثورة الفلسطينية لحملات التصفية كان لوحدات جيش التحرير دور متباين في الدفاع عنها فجاءت وحدات هامة من عين جالوت والقادسية، وشاركت في القتال دفاعاً عن الوجود وفي مواجهة موجات التصفية، وتمركزت لفترات طويلة في سوريا ولبنان .. ثم عادت إلى مواطن تمركزها لاحقاً .. ولكن بين مرحلة ومرحلة كانت تعود لتشارك في معارك أساسية وهكذا إلى ان دخلت الثورة الفلسطينية في مفصل من أهم مفاصلها ... وكان على هذا الجيش ان يتمايز ويحسم في قراراته الخاصة بانتمائه الوطني بعيداً عن تلك الخصوصية الظالمة في بعض مفاصلها في العلاقة مع الأنظمة التي تواجدت على أراضيها وحدات الجيش الفلسطيني، وكان اصعب تلك المفاصل هو مفصل معركة الدفاع عن الثورة في مواجهة التدخل السوري في لبنان في العام 1976م والاجتياح السوري للبقاع والجبل والتقدم إلى بيروت بالتحالف مع القوات الانعزالية في لبنان المتحالفة مع إسرائيل في حينه.
    والمفصل الثاني الذي وضع فيه جيش التحرير الفلسطيني في موقف حرج فرض عليه ان يواجه فيه وضعاً صعباً عليه وان يعالج من خلاله صعوبة المعادلة في الوضع القومي، حيث يتعارض موقفه مع مواقف الدول المضيفه له، وكذلك يعالج وضعاً داخل البيت الفلسطيني فعليه ان يختار، ويحدد موقفه من التداخل الصعب في معالجة الوضعين .. ولكن أمام وضوح الرؤية لدى العديد من قياداته الميدانية .. جعلهم يعالجون بحكمة الاختيار الأول الذي تعرضوا له في عام 1976م، حيث التحقت نسبة أساسية من قوات القادسية إلى جانب قوات الثورة الفلسطينية وقاتلت إلى جانبها وشكلت قوات الشقيف والفوج المدرع وبعض بطاريات المدفعية، وتمايزت عين جالوت مستندة على التعارض في الموقف المصري مع الموقف السوري في لبنان ... واصبح لجيش التحرير الفلسطيني في لبنان وحدات كرست الانقسام داخل صفوف شرعية الجيش بالتحاقها بمواقع الثورة ... فهي من جانب قامت باعتقال العميد / مصباح البديري رئيس أركان الجيش في بيروت والذي كان ولاءه دائما للنظام السوري، وقام بحمايته القائد العام / أبو عمار ولكن تلك الحماية كانت مؤقتة، فلم يستثمرها مصباح البديري في إعطاء الولاء للثورة ولمنظمة التحرير الفلسطينية بل بقي على ولائه لسوريا ... وبذلك تقلص الهامش الذي كانت تحافظ علية اللجنة التنفيذية لـ م . ت . ف بأن تضفي شرعيتها، لتكون محكمة على قيادة الجيش، ولكن ذلك لم يعد قائماً فكل لواء يتبع رئاسة الأركان في الدولة المتواجد على أراضيها وينفذ تعليماتها اكثر من تعليمات اللجنة التنفيذية والقائد العام .. ولكن في عام 1976م وما بعد ذلك الوضع تغير، وأصبح للجيش وحدات مباشرة أعيد تشكيلها، وأصبح تواجدها في لبنان يعطيها وضعاً مميزاً عن تلك الوحدات التي حافظت على ولائها للأنظمة العربية المتواجدة على أراضيها... ولكن دور جيش التحرير الفلسطيني في عام 1976م وما بعد ذلك كان دوراً مميزاً في الدفاع عن شرعيته المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية ممثلة في قائدها الرمز / أبو عمار. وهذه المواقف للعديد من قيادات الجيش جعلت لهم هامشاً واضحاً في التمايز عن غيرهم، فقد اصبح لهم دور هام في قيادة أنفسهم وتحديد دور سياسي لهم، وهذا لم يكن مسموحاً به… فأصبح البعض منهم يسعى للعضوية في إطارات حركة فتح، والبعض الآخر في إطارات التنظيمات السياسية الفلسطينية الأخرى … وتوج ذلك في عضوية ومشاركة ثمانية وعشرين من كبار الضباط في المؤتمر العام الرابع لحركة فتح، والذي عقد في دمشق في عام 1980م، وقد أثار دخولهم حوارات ساخنة ومعارك داخلية كبيرة توجت بانتصارهم وانتصار التيار الذي تبنى دخولهم وعلى رأسهم الأخ / أبو جهاد والأخ / أبو عمار … لكن ذلك الوضع الذي تمايزوا فيه في المواجهة مع السوريين والقوات الانعزالية كان تجربة هامة ساعدت على تنامي الوعي التنظيمي لهم، وجعلتهم يعززون من دورهم في المعادلة الداخلية للثورة الفلسطينية، أما المعضلة الثانية التي كان عليهم ان يحددوا فيها موقفاً واضحاً هي دورهم في الانشقاق داخل حركة فتح … والانشقاق مدعوم من القوات السورية … لذا أصبح عليهم اتخاذ موقف من النظام السوري أولاً ثم عليهم ان يحددوا دورهم مما يتم داخل حركة فتح وخصوصاً انهم في حينه لم يكونوا قد اندمجوا أكثر في خصوصية الوضع الداخلي الفتحاوي، على الرغم من عضوية البعض منهم ومشاركته في المؤتمر العام الرابع للحركة… ولكن تربيتهم ودفاعهم عن الشرعية في عام 1976م واقترابهم من إخوانهم في بيروت وعلاقتهم المباشرة مع الأخ الشهيد / أبو جهاد والأخ/ أبو عمار أطال الله في عمره كان لها دور هام على العديد منهم تحديداً القيادة العليا للجيش ممن آمنوا بدور أساسي للجيش في الثورة، واقتربوا أكثر من حياتها السياسية بواقعها اليومي في بيروت وهم اللواء الركن/ عبد الرازق المجايدة واللواء / فخري شقورة والعميد / خالد سلطان والعميد/ احمد مفرج ( أبو حميد ) والعميد / صائب العاجز واللواء / مصطفى ديب خليل ( أبو طعان ) والعميد / أبو مرزوق والعميد / غازي مهنا الذي كان يتولى مسؤولية الملحقين العسكريين لدى الدول الشقيقة والصديقة والشهيد اللواء / مصباح الجملة الذي عمم اسمه على جميع الحواجز السورية والانشقاقية كمطلوب حياً أو ميتاً، لكنه نجى منهم وهرب من بين أياديهم وبعض الضباط من قوات بدر ممن نسجت معهم علاقة أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:07 pm

    الدفاع عن الشرعية نجحت قيادة الانشقاق في إدارة حواراً مباشراً مع البعض منهم ونجحت في البقاع في ان تجمع قاعدة الجيش بكاملها إلى جانب مشروعها في الانشقاق في اجتماع الروضة حيث ان العميد / خالد سلطان وجد نفسه وحيداً ومعه احمد عبد الكريم وثلاثة آخرون وقد حددت بعض قيادات الجيش في البقاع في بيان رسمي صدر في الروضة موقفاً ضد الثورة وقيادتها الشرعية، ولكن تمايز بعض الضباط الذين دافعوا بشرف عن الشرعية وجاءوا على راس فصائلهم وسراياهم من المعسكرات إلى طرابلس، وسوف نأتي على ذكرهم أثناء الحديث عن معركة طرابلس وتوجه ممن يؤمنون بالشرعية وبالأخ/ أبو عمار ومن يؤمنون أيضاً بأن ما يتم داخل فتح يستهدف منظمة التحرير الفلسطينية بكاملها، ويهدف في نهاية المطاف إلى إعادة الورقة الفلسطينية إلى سابق عهدها قبل عام 1967م، لكن الوضع في طرابلس مختلف عما سبق من المعارك فهي المعركة الفاصلة والمبدئية ومن يخوضها كمن حضر بدر والكرامة، وبإصرار وعناد نجح اللواء/ المجايدة بالاتصال بكبار ضباط الجيش ممن يثق بولائهم السياسي وأمرهم بالتوجه إلى طرابلس … وكان العميد / صائب العاجز في دورة بيوغسلافيا وعاد منها مشاركاً في الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل وحتى تكون إدارة الصراع من طرفها الفلسطيني في واقع افضل سياسياً … كان لا بد من الإشارة إلى ان لا شرعية لجيش التحرير الفلسطيني خارج طرابلس … فاستثمر اللواء المجايدة مهام موقعه الجديد، والذي اصبح من خلاله مساعداً لرئيس الأركان لشؤون الإدارة والمالية وهو الموقع الذي يميزه عن غيره من القادة حيث أصبحت الشرعية السياسية والعسكرية جزء من كيانه وشخصيته وهو يحظى باحترام لشجاعته الميدانية من قبل القيادة والقاعدة معاً فأعطى تعليمات واضحة لجميع ضباط وضباط صف وجنود الجيش ان يلتحقوا بطرابلس وقد استجاب الكثيرون منهم لتعليماته … مما جعل المنشقين في وضع صعب حيث راهنوا على الهيمنة على الجيش وبالتالي فانهم إلى جانب الهيمنة على أفراده كانوا يحلمون بتأميم قراره المالي حيث كان بعض القادة يوقعون على قرار المال الخاص بالجيش في الصندوق القومي فحرموا من ذلك لان من يملكون حق التوقيع التحقوا بالشرعية المتمثلة بالقيادة المتواجدة إلى جانب الأخ / أبو عمار في طرابلس. أما الخطوة التالية التي لعبت دوراً مميزاً في إدارة الصراع داخل الجيش بين ولائه لسوريا أم للشرعية الفلسطينية … فقد كان رد القيادة في طرابلس رداً هاماً، حيث شكلت إطاراً مميزاً لها إلى جانب قيادتها السياسية، وأصدرت بيانها الذي يتسم بمسؤولية وطنية راقية المستوى في الانتماء الوطني … وشكلت تحدياً واضحاً للقيادة السورية جعلها في وضع صعب ترددت من خلاله في زج كتائب قوات حطين في المعركة لفترة طويلة وزجت بالسجن بخيرة قيادة حطين وعلى رأسهم القائد الشجاع الذي يجب ان نصنع له تمثالاً وتكون له ولأبنائه من بعده مثالاً للوفاء الا وهو العقيد البطل/ عطية عوض الذي رفض الهجوم على طرابلس ودفع ثمناً باهظاً لذلك بوجوده داخل سجون سوريا حتى ان البعض غير متأكد من وجوده حياً يرزق داخل سجنه إلى اليوم هذا الوضع الذي أوجدته داخل طرابلس لعب دوراً معنوياً وسياسياً كبيراً ترك آثاره البعيدة المدى في كل الساحات، حيث تتواجد المعسكرات التي تحتضن قوات جيش التحرير الوطني الفلسطيني في تشكيلاته الجديدة الممثلة بقوات العاصفة، ومن غادر إليها من قوات جيش التحرير وبعض الفصائل والتي كان يتم فيها الجدل حول حقيقة ما يجري في طرابلس مما مكن قادة القوات في اليمن والجزائر والعراق والأردن وسوريا والسودان على ان يحسم العديد منهم موقفه المؤيد للشرعية في مواجهة السوريين والانشقاق، حيث كان قائدها مثالاً للانتماء الوطني. إقالة طارق الخضرا ت وج ذلك بان أعلن اللواء المجايدة الذي في طرابلس استناداً للصلاحيات والتعليمات الممنوحة له من رئيس اللجنة التنفيذية القائد العام للجيش والقوات المسلحة الفلسطينية الأخ / ياسر عرفات عن إقالة طارق الخضرا عن مهام موقعه في قوات حطين ورئاسة أركان جيش التحرير الفلسطيني، واعتباره فاراً من الخدمة، حيث جاء هذا الإعلان ليخلخل الوضع المعنوي لدى جميع الضباط ويعطي جرعة سياسية ومعنوية هامة للمترددين بان من لم يلتحق ويدافع عن شرعيته سوف ينال جزاءه ويعاقب، وقد اثر ذلك الموقف تأثيراً كبيراً على الضباط الذين يعملون في قوات الصاعقة السورية، حيث اعتقلت القيادة السورية عدداً منهم وتم تصفية البعض، وكذلك في قوات حطين مما ساعدنا أثناء زج كتيبة مدرعة للقتال ضدنا من قوات حطين، في طرابلس، حيث التحق عدد يزيد عن سرية من تلك الكتيبة بعناصرها وضباطها ودباباتها وقاتلت بشجاعة إلى جانب الأخ / أبو عمار في طرابلس اذكر منهم الرقيب عماد نهار والاخوة ............ وبذلك تكتمل حلقات الأداء الناجح لقيادة الجيش بإطاراتها الجديدة ودفاعها القوي عن نفسها وعن القرار الوطني المستقل مما يجعل قدرتها على المشاركة في معارك طرابلس واضحة وأساسية. جيش التحرير الوطني الفلسطيني ل قد جاءت خطوة الاسراع في تأسيس جيش التحرير الفلسطيني التي قام بها رئيس اول لجنة تنفيذية الاستاذ/ أحمد الشقيري تعكس حالة التناقض داخل النضال الاقليمي العربي، حيث تباينت المواقف بين مؤيد لاقامته ومعارض، ولكنها في نفس الوقت عبرت بوضوح عن رغبة الشعب الفلسطيني وترحيبه بإنشائه، حيث قاربت قوات عين جالوت على تشكيل الفرقة اللوائية مشاة إلى جانب لواء حرس وطني وتواجدت في قطاع غزة في البداية، وقاتلت بشكل مميز عن جميع الجيوش العربية في القطاع إبان حرب حزيران 1967م حيث فقد الجيش الإسرائيلي ما يزيد عن 26 دبابة مع أطقمها كاملة، وقد كانت المعارك ضارية على جبهة قطاع غزة، واستشهد العديد من ضباط الجيش في هذه الحرب. وإلى جانب عين جالوت تم انشاء تشكيلات لقوات اضافية هى : القادسية، وحطين، وبدر في كل من العراق وسوريا والاردن .شكلت قوة نظامية هامة للشعب الفلسطيني لكنها بقيت خاضعة لسلطان وسيطرة الانظمة مما فرض على ضباطها وجنودها معادلة صعبة اضطرت البعض منهم ان يختار الدفاع عن الثورة ويتمرد على النظام، وبعد عام 1976م في بدايات الحرب الاهلية اللبنانية والتدخل السوري في لبنان، ودخول قواته اليها شكل ذلك خطورة على وضع م - ت - ف وقيادة الثورة الفلسطينية وقواتها المقاتلة، ويقول اللواء المجايدة على ضوء تلك التطورات .. كان لا بد أن تكون رئاسة الأركان لجيش التحرير الفلسطيني بجوار القيادة الشرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثلة بقيادة الأخ القائد العام / أبو عمار واخوانه في قيادة الثورة في لبنان، وتنفيذاً لذلك اتخذ قرار بنقل رئاسة الأركان إلى بيروت، وكل من لا يلتحق وينفذ ذلك القرار يعتبر خارجاً عن الشرعية، وبالفعل تم إعادة تجميع القيادة الخاصة بجيش التحرير الفلسطيني في بيروت، وبهذه الخطوة أحكمت قيادة الثورة الفلسطينية سيطرتها على جزء هام من هذا الجيش. وهي النسبة التي بقيت ملتزمة في كل معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية، وقد يدقق البعض في وضع الجيش بعد معركة الروضة في البقاع ليسأل ماذا فعلوا بعد ذلك؟ والحقيقة أن الجيش لم يكن فيه انشقاق بمعنى الكلمة لأن الذين انضموا إلى دمشق، ( وهنا نثبت ما قاله اللواء/ المجايدة ) كانوا من ضعاف النفوس والشخصية، ولاسباب تواجد عائلاتهم في سوريا، وقد لاحظنا بعد وصولنا إلى طرابلس أن الذين تركوا مواقعهم في الروضة جميعهم وصلوا إلى قيادة الجيش في طرابلس بعد عدة ايام من تركهم لمواقعهم، وفي ما يتعلق بقوات حطين وهي القوات التي ترتهن ارادتها وقراراتها لدمشق كان لجنودها وضباطها دور أربك القيادة في دمشق، وأكد أن الولاء في هذه القوات ليس للنظام السوري، بل للقيادة الشرعية في طرابلس ولرمزية الثورة وما تمثله من مبادئ قومية غرست في عقولهم، لذلك رفض الضباط والجنود الانصياع لاوامر قائدهم طارق الخضرا، ورفض أكثرهم القتال في صفوف المنشقين. وفي معركة طرابلس انضم جزء كبير منهم للقوات المدافعة عن الشرعية وتحملوا نتيجة موقفهم الشجاع، وإذا تحدثنا عن أسلوب التحاقهم بقواتهم في طرابلس أو في كل معارك الدفاع عن الثورة، سنجد أنهم ركبوا الخطر وجاءوا عن طريق البحر وتعرضوا للاعتقال الإسرائيلي أثناء مرورهم وبذلك تجاوزوا مأزق البيان الخاطئ والموقف السيء للبعض في معركة الروضة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:07 pm

    دور الساحات الرئيسة في مواجهة الانشقاق


    جزيرة قبرص


    لقد جاء موقع الجزيرة وقربه من ساحل سوريا ولبنان مميزاً جداً، ويخدم إلى درجة كبيرة توجهات القيادة المركزية للثورة التي أصبحت تتمركز بثقلها العسكري والسياسي في طرابلس بشمال لبنان، ولأنها تجري التحضيرات الدفاعية فهي تحتاج إلى استكمال حشد القوى، ومن أجل ذلك فقد أوجدت نقطة عسكرية تتمركز في الجزيرة مستفيدة من العلاقات السياسية المميزة والإيجابية مع القبارصة، والتي سهر على تطويرها عدد من السفراء المبدعين أمثال زكريا عبد الرحيم، وفؤاد البيطار، والحاج طلال ( سمير ابو غزالة ) وغيرهم… وقد كان عدد من الكوادر القيادية المميزة قد تواجدت في الجزيرة، وأقامت علاقات مع الشركات المختصة بالملاحة البحرية، وكانت موقعاً مميزاً للاتصال مع لبنان والعالم أجمع، وفي كل الظروف الصعبة التي مرت فيها الثورة الفلسطينية في لبنان شكلت قبرص قاعدة ارتكازية آمنة وهامة وفرت الأمن والحرية الكافية لتلبية متطلبات التحرك الخارجي، وفي اتجاهات متنوعة لخدمة أغراض الثورة الفلسطينية ، وأهم من ذلك تأمين تحرك القادة والمقاتلين وإيصالهم إلى لبنان، وإعادة البعض منهم إلى الأقاليم، وقد تواجد في الجزيرة عدد من الكوادر المتخصصة مثل الأخ/ حسن صالح، ومعه كادر كبير من التوجيه السياسي والمعنوي وكانوا يصدرون مجلة ( وطني ) من نيقوسيا، وكذلك الأخ/ خالد سلام ومعه كادر إعلامي متخصص وكانوا يصدرون مجلة ( البلاد )، وكذلك الأخ / أبو إبراهيم ( محمد إبراهيم سليمان ) ومعه كادر إعلامي متخصص وكانوا يصدرون ( فلسطين الثورة )، وإلى جانب ذلك أيضا كان الإعلام العسكري متواجداً على الجزيرة حيث العديد من البيانات كانت تصدر من طرفهم، وكان على رأس الإعلام العسكري الأخ/ محمد محمود ( أبو صلاح ) والاخ ابو ناصر، والأخ/ حسان ششنية وعادل وكاسترو وغيرهم من مرافقي الأخ القائد العام حيث أقاموا مركز اتصالات لعب دوراً هاماً في تمكين القيادة والكوادر من الاتصال بالاقاليم والعالم، ومكنتنا الجزيرة من كشف ورصد حركة الموساد الاسرائيلي، وقد حدثت بعض العمليات من كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وسقـط قتلى من الـطرفين على أرض ومـياه الجزيرة مثل عملية لارنكا والذي نفذها الاخ الشهيد / أبو سليم، والاخ / ابو عبيده وأخ بريطاني الجنسية من قوات الـ17اسمه يان والاخ / اسامة , وعملية اغتيال احد قادة الغربي الاخ / أبو صفوت واغتيال القادة الثلاثة الشهداء مروان كيالي، وابو حسن قاسم، وحمدي سلطان.....وفي وضع مدينة طرابلس وخاصة القيادة والكوادر والجنود والاتصال مع العالم الخارجي، كانت الجزيرة الرئة التي تتنفس منها، فأقامت القيادة إلى جانب كل ما سبق نقطة عسكرية جديدة هدفها استقبال المقاتلين والقادة وتأمين إيصالهم إلى طرابلس في كل ظروف يصعب وصفها، وقد تواجد في تلك النقطة الأخ/ زكريا بعلوشة والأخ/ العقيد رضوان أبو القمصان وعدد آخر من ذوي الاختصاص، حيث كان لكل جهاز مندوبون لتنفيذ شؤونه.
    ويقول العميد/ صائب العاجز : إنني تلقيت برقية من الأخ القائد العام أبو عمار في منزلي بالإسكندرية تطلب مني التحرك إلى طرابلس، ولم يكن قد مضى على وصولي ثلاثة أيام من دورة في يوغسلافيا، وتوجهت فوراً إلى قبرص، وأبلغني الأخ/ زكريا بعلوشة، والأخ/ رضوان ابو القمصان بأن الحركة باتجاه طرابلس ستكون بعد يومين، وعندما ركبنا اليخت أنا والأخ/ أبو جهاد ( فتحي البحرية ) أبلغني الأخ/ زكريا أن خمسين من الاخوة قد وقعوا في أسر البحرية الإسرائيلية إلا أن ذلك لم يغير من تمسكنا بقرار التوجه إلى طرابلس، وقد لعب الأخ/ أبو جهاد ( فتحي البحرية ) دوراً هاماً جداً بتدخله في توجيه اليخت إلى المسار الصحيح من ليماسول إلى طرابلس وبصحبتنا عشرين من الكوادر. ويضيف الأخ/ أبو قصي: إنني أشهد لحكمة وشجاعة الأخ/ فتحي البحرية ( أبو جهاد) وادارته لخط السير مع القبطان حيث تم تفادي الزوارق الاسرائيلية بالاحتماء ببعض الجزر، وكدنا نقع بخطأ النزول على شاطئ شكا، ولكن مرة أخرى معرفة الأخ/ أبو جهاد بالأرض أنقذتنا، واستغرقت الرحلة إحدى عشرة ساعة في البحر.
    ويمضي قائلاً: عندما وصلنا إلى طرابلس وجدنا قوة من كتيبة مهلهلة وقيادة من خيمة واحدة، فأحسست أنني أتولى قيادة في مهب الريح بقوة غير موجودة، وبعد ان قابلت الأخوين/ أبو عمار والشهيد أبو جهاد الوزير أبلغوني بتعييني قائداً لقوات الشقيف التي بدأت في تجميعها من الوحدات التي تناثرت بعد معارك البقاع، وبدأت تصل مجموعات وفرادى إلى طرابلس، وأوجدت فيها الأجهزة الإدارية والانضباط، واستغرقت إعادة البناء لكتيبتي مشاة وكتيبة مدفعية مدة في حدود الشهرين والنصف من وصولي إلى طرابلس، وأصبح وضع قوات الجيش التي بإمرتي جيداً، وفي جاهزية معنوية وادارية وهندسية مع إعادة التدريب، وتم التوزيع لهذه القوة بما يتلاءم وتداخل محاور القتال مع باقي القوات والمواطنين، وهذا عزز المعنويات وساعدنا في إدارة المعركة لاحقاً.
    في طرابلس كنا نعلم أن هذه المعركة سوف تحسم أوضاعاً سياسية كبيرة ولكننا لم نكن نعلم ما هي؟ والى أين ستصل؟ ولكننا كنا أسرة واحدة رغم العديد من التناقضات الثانوية التي كانت تحدث بيننا، وأذكر أننا قمنا بزيارة للأخ الشهيد اللواء/ زياد الأطرش الذي كان يقود المحور الساحلي، وكنا يومها أنا العميد/ صائب، واللواء/ المجايدة، والعميد/ الحاج إسماعيل جبر، والعميد/ أبو هاجم ( غازي عطا الله )، وبعد أن تفقدنا المحور بصحبته وصلنا إلى نقطة مسيطر عليها برشاش للمنشقين، وتعتبر منطقة قنص، فتقدمنا وإذ بالأخ الشهيد/ زياد الأطرش يمسك بالأخ الحاج إسماعيل ويقول له تعال على جنب لا تذهب حتى لا يقنصوك، وفكرنا انه يمزح معه، وكنا نحن قد اوشكنا أن نقع في مرمى الرشاش فإذا به يصرخ بنا ( خليكم على جنب انتم في مرمى النيران ) وهكذا كانت طرقات طرابلس …… واستمرت التحضيرات.


    الساحة اليمنية ( صنعاء )


    الساحة اليمنية تحتضن قوات وأجهزة عديدة من أجهزة وقوات الثورة الفلسطينية، فعلى ساحل الحديدة تتواجد القوة البحرية الفلسطينية، وفي صنعاء العاصمة تتواجد الادارة المالية، والقوة الجوية، واللجنة العلمية، واللوازم العامة، والتوجيه السياسي والمعنوي، وعلى بعد حوالي 35 كم تحتضن جبال صنعاء معسكر قوات شهداء صبرا وشاتيلا، وهي أكبر قوة متواجدة في اليمن الشقيق.
    وما يتم في البقاع وطرابلس كان ينعكس بكل تفاعلاته على هذه الساحة الحيوية وتشتد فيها جلسات الحوار سخونة، وكل ذلك كان في إطار المشروعية للبحث عن المستقبل والعمل الدائم لتحسين الأوضاع الداخلية من خلال تعريضها للنقد البناء، ولكن في إطار التضخيم للأحداث وتطور وسائل الاتصالات والاذاعات كانت الأمور تصل مشوشة وغير واقعية ولكنها تصل..وتحدث ردود فعل مسموح بها.. ولكن هذه المرة الوضع أصبح مختلفاً عما مضى، وقد لاحظ الأشقاء اليمنيون ذلك وبدأوا يراقبون ما يحدث على أرضهم، ولكن دون تدخل. لقد كانت طريقة واسلوب الأخ السفير/ حكمت زيد تسمح بالتفكير بصوت مرتفع وتشجيع أكثر في إتجاه مناقشة ما يتم في البقاع وطرابلس بسخونة واضحة شجعت البعض على أن يمنح نفسه جرعة أكبر في اتجاه الوقوف العلني مع فكرة إصلاح الوضع الداخلي للثورة.. وخدعوا في الشعارات ولم يكونوا يعلمون حقيقة ما يتم في البقاع وطرابلس والبعض منهم فهم موقف السفير بشكل خاطئ، واعتقدوا انه مع المنشقين ولكن عندما رفض إرسال برقيتهم تغير الوضع، وقد تجمع عدد لا يقل عن خمسين من الكوادر من مختلف القوات والأجهزة وقف على رأسهم الرائد ( ك ) الغربي والرائد ( م ) الخطيب من الجوية، واثاروا ضجة في معسكر قوات شهداء صبرا.

    الحاج مطلق يحسم وضع الانشقاق في صنعاء
    ويقول العقيد / عبد الرؤوف الخليلي، والعقيد / حسن عبد الهادي والعقيد محمود رحمه ( أبو حسان ) أن الأخ اللواء / أحمد القدوة " الحاج مطلق " قد وصل إلى العاصمة صنعاء في ذروة الفوضى من قبل من تجمعوا وتوجهوا لمعسكر صبرا وبحكمته وشجاعته كان قد حسم الموقف باتجاهين، الأول كان امتصاص حالة الانفعال التي سادت المعسكر وتهدئة الوضع والسماح لمن يريد التعبير عن رأيه دون حساسية، وفي إطار واضح فعقد اجتماعاً في قوات شهداء صبرا ترأسه واستمع للجميع ... وابلغ الجميع انه سوف يرسل برقية للقائد العام يبلغه فيها بالموقف، ويشدد على ضرورة إصلاح وضع القوات والثورة بشكل عام, وقد أرسل البرقية فعلاً، ووصلت إلى البقاع وفهم منها بوضوح ان الموقف في العاصمة صنعاء يتفاعل بشكل سيئ، ولكن مسيطر عليه. واما الاتجاه الثاني فقد تم الاتفاق مع قيادة القوات وقيادة الساحة في اليمن على تجميع من يؤيدون الانشقاق وممن يرفضون تفهم الموقف، ووضعهم في معسكر شهداء صبرا والتحاور معهم بهدوء واذا اقتربوا من احداث فوضى تحذيرهم بحزم، وانتهى الموقف المتأزم في صنعاء بمغادرة الرائد (ك) مع اسرته بناء على طلبه في أحسن، وضع ولكنه عندما وصل رفاقة المنشقون كان قد شارك في مؤتمر صحفي قال فيه أشياء سيئة وكاذبة وعكس المعاملة الحسنة التي عومل بها وهو الآن موجود ويمكن ان يسال نفسه ويؤنب نفسه على ذلك، وتبع أيضاً الانشقاق وغادر لدمشق عدد من طلاب الكلية العسكرية ... ولكن التعبئة من قبل الكوادر الأكثر وعياً حسمت الوضع وفرضت الموقف الجماعي للقوات والأجهزة ضد الانشقاق بعد اتضاح الموقف السوري ومعرفة رموز الانشقاق وزيف أفكارهم، وأرسلوا البرقيات الداعمة للقيادة والتي تطلب المشاركة في الدفاع عن وجود الثورة وشرعيتها، وردت القيادة بالموافقة على مشاركة القوات والأجهزة في الدفاع والتحضير للحركة إلى طرابلس.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:08 pm

    دور البحرية الفلسطينية في الدفاع
    عن القرار الفلسطيني المستقل



    منذ بداية الانطلاقة للثورة الفلسطينية المسلحة وضعت القيادة العامة لقوات العاصفة في خططها العمل المكثف لتصعيد الكفاح المسلح انطلاقاً من جميع الحدود المحيطة بفلسطين، ومن كل الاتجاهات ومن بينها حدودنا البحرية التي تشترك مع لبنان ومصر بإطلالتها على البحر المتوسط بساحل بحري طويل يمتد من رأس الناقورة في الشمال إلى حدودنا مع مصر في الجنوب عند منطقة رفح، وكذلك تطل على البحر الأحمر من جنوبها على خليج العقبة بميناء أم الرشراش الذي تم احتلاله والذي أقيم عليه ميناء ايلات في دولة الاحتلال حالياً. إلى جانب وجود بحر تتميز به فلسطين وتشترك معها الأردن في حدوده وهو البحر الميت. وهذا الامتداد البحري الكبير جعل القيادة العامة لقوات العاصفة تفكر جدياً في العمل على الاستفادة من هذا الامتداد وخصوصاً لأن المدن الإسرائيلية الرئيسة تقع على امتداده وبها الكثافات العسكرية الإسرائيلية.
    وفي إطار تنفيذ مخططات الثورة لاختراق الحصار وتنفيذ العمليات العسكرية ضد الاحتلال، كان لا بد من النظر للبعد الإستراتيجي لاطلالة فلسطين على هذا الامتداد البحري الطويل.
    فبدأت الفكرة تتبلور في ذهن القيادة العامة لقوات العاصفة للاستفادة من ذلك، وفي الأعوام المبكرة من عمر الانطلاقة تم بلورة فكرة إنشاء وحدة متخصصة بالبحر وتستند إلى مساعدة القوات في إيجاد العلاقة وربط القطاعات العسكرية بامتدادها مع المجموعات والخلايا السرية في الوطن المحتل.

    سفينة زهرة الانتصار تنعش ذاكرة البحرية الفلسطينية
    وفي لقاء على متن السفينة الفلسطينية التي عادت لأرض الوطن، وقطعت آلاف الأميال البحرية من منشأها لتصل إلى ميناء الصيادين على شاطئ غزة والتي تحمل الاسم الذي أطلقه عليها الرئيس / أبو عمار وهو ( زهرة الانتصار ) تحدثنا مع العديد من ضباط البحرية الذين حالفهم الحظ بالمشاركة في العديد من المراحل التي مر بها تطور البحرية الفلسطينية .

    فكرة إنشاء البحرية الفلسطينية
    يؤكد الأخ المقدم / أبو أحمد ناجي ان الأخ الشهيد / أبو علي اياد الذي استشهد في معارك الدفاع عن وجود الثورة الفلسطينية وبقائها في أحراش جرش … كان أول من فكر في تأسيس نواة البحرية الفلسطينية، ودعم الفكرة الأخ الشهيد / أبو جهاد ( خليل الوزير )، وتابع في سوريا عن قرب مهام الإشراف عليها الأخ/ أبو ماهر غنيم عضو القيادة العامة لقوات العاصفة، ويضيف ان أول قائد لقطاع الساحل يعتبر الأخ / خالد القدسي ( خالد محمد طنطش ) الذي يؤكد أن الفكرة بدأت بحديث في القاهرة بين الاخوة منذر الدجاني ( أبو العز ) الذي هو الآن سفير فلسطين في الجزائر والأخ الدكتور / عمر سكيك الذي هو الآن عقيد في الخدمات الطبية العسكرية والأخ الشهيد / عمر العسولي والأخ / إبراهيم الطري وهو الآن مدير عام في إحدى مؤسسات السلطة والذين خرجوا من سينما روكسي بالقاهرة، حيث كانوا يحضرون فيلم عن البحرية .. جعلهم عند وصولهم إلى مكتب حركة فتح بالصدفة المحضة التي قابلوا فيها الأخوين أبو اللطف والشهيد / أبو اياد .. يتحدثون إليها ويقولون لها إننا نمتلك بحراً يصعب اغلاقه من جانب العدو، لذلك علينا ان نكمل النقص في هياكلنا القتالية، ونضيف إليها الاهتمام بالبحر والاستفادة منه في تصعيد كفاحنا المسلح في الوطن المحتل .. وبادر الأخوان أبو اللطف والشهيد/ أبو اياد انهما سوف يبلغان الاخوة في الشام بالفكرة عند ذهابهما إلى هناك ويقصدان بذلك ( الأخ/ أبو عمار والأخ/ أبو جهاد والأخ/ أبو علي اياد والأخ/ أبو صبري )، وأشارا إلى أن ذلك مطروح في تصور القيادة العامة ولكنها مسألة وقت.

    الفكرة تتحول إلى حقيقة
    ويقول الأخ المناضل العقيد / خالد محمد طنطش ( خالد القدسي ) إنه فوجئ بعد عودته لقاعدته في القطاع الأوسط في السلط بعدة أيام أن الأخ القائد العام أبو عمار يطلبه إلى مكتبه في (الـ 23) بدمشق وبحضور الاخوة الشهيد القائد الرمز / أبو جهاد والأخ / أبو ماهر غنيم عضوي القيادة العامة لقوات العاصفة ويبلغه بأن ما طلبه وإخوانه في القاهرة من الأخ / أبو اياد والأخ / أبو اللطف سوف يتحقق، وقال له ارجع إلى موقعك وابدأ في اختيار عدد (14) كادراً ممن تنطبق عليهم المواصفات للسفر إلى ألمانيا الشرقية وعدت إليه بعد عدة أيام في مكتب (الـ 36 ) في دمشق ووجدته متوعكاً وكان برفقتي أربعون مقاتلاً أدخلتهم بطريقة عسكرية لائقة ليسلموا عليه فتحدث لي قائلاً : إن شاء الله ترجعون من ألمانيا رجال بحر أكفاء وأشداء، وهنا تدخل الأخ / علي ظاظا من الاستخبارات العربية السورية قائلاً : هل ستذهبون في دورة إلى ألمانيا فقال الأخ / أبو عمار له نعم وهم نواة للبحرية الفلسطينية فقال له فوراً : إن لدينا دورة في اللاذقية ويدربها ضباط روس أكفاء، اقترح إرسالهم بطرفنا وهذا سيرفع نسبة المشاركين، وعلى الفور وافق الأخوة جميعاً الأخ / أبو عمار، والأخ / أبو جهاد، والأخ / أبو علي اياد، وتحركنا إلى اللاذقية، حيث وصل عدد أفراد الدورة إلى سبعين كادراً وكان ذلك في نهاية شهر نوفمبر 1968م.ومن أعضاء تلك الدورة الذين حالفهم الحظ وعادوا إلى ارض الوطن كل من الأخوة تيسير حسن منصور ( أبو العز) وهو الآن في شرطة رام الله والأخ المقدم / أحمد نمر ( جلال) وهو في الشرطة البحرية والأخ / عصام البليدي ( أبو عدنان) ويؤكد الأخوة في البحرية ومن عاشوا البدايات ان سوريا لعبت دوراً هاماً في تدريب وتطوير البحرية، ويضيف الأخ المقدم / ناجي أحمد يوسف للحق انها ساعدتنا في كل مرحلة التأسيس.

    قرار التشكيل
    ويضيف الأخ/ خالد طنطش : إن قرار تشكيل البحرية صدر في 1/11/1968م من قبل الأخ القائد العام / أبو عمار، وكانت نواة قواعد البحرية الفلسطينية قد بدأت تتشكل وبوضوح في برج سلام وجبله واللاذقية، وكان من أبرز أعمالها في ذلك التاريخ إيصال السلاح والمتفجرات والمال إلى الداخل ويضيف : أنه لا ينسى تلك الزيارة التي قام بها الأخ / أبو علي اياد إلى الدورة في اللاذقية في يناير 1969م، وتحدث فيها عن دور البحرية القادم، وما سيترتب عليه من تنشيط للكفاح المسلح، ودعم للثورة التي تتفجر تحت أقدام الغزاة. ويقول أيضاً إن الزيارة التي قام بها الأخ / أبو جهاد إلى البحرية في برج سلام والتقائه بالأخ / قاسم أبو خضرا الملقب بسندباد البحر، والأخ / عمر السيلاوي ونجاحهم في حمل السلاح إلى الأرض المحتلة عن طريق البحر، كان مؤشراً لدور البحرية القادم .. وجاء دورنا حيث كلفنا الأخ / أبو جهاد بعد أن طُلبنا للقائه في المزه بدمشق أن نعد أنفسنا لإيصال كمية من بنادق الكلاشنكوف مع ذخائرها، وسبعين كيلو جرام من مادة ( TNT ) مع أربعين ألف دولار، وتحركنا بزورق فلسطيني صغير طوله ستة أمتار وعرضه متران، وكنا مع قاسم نمر السيلاوي الذي استشهد في سجن صرفند، ونحن حكم علينا بالسجن المؤبد وأفرج عنا بعد ست عشرة سنة.
    وفي هذه الجزئية الهامة يؤكد الاخوة أعضاء تلك الدورة أن الأخ / خالد القدسي ( خالد طنطش ) قد كلف بالعملية أثناء انعقاد الدورة، حيث وقع في الأسر. ويؤكد الأخ المقدم ( أحمد نمر ) أن الدورة الأولى قد شارك فيها الأخ / غالب عويس، وقام بتدريبها والإشراف عليها الأخ النقيب العربي السوري / عصام حليحل، وأنها تخرجت من برج سلام في سوريا في يناير 1970م، أما الدورة الثانية فهي أيضاً في نفس المكان واستمرت ستة أشهر، وقد كان قائد التدريب النقيب العربي السوري / نديم الأسد، وقد قام بزيارتها الأخ الشهيد / أبو علي اياد عضو القيادة العامة لقوات العاصفة، وقد استقبلت البحرية في أولى تشكيلاتها الكابتن بحري / فاضل يونس الذي وقع في الأسر أيضاً.

    الانتشار وبناء القواعد البحرية
    بعد تخرج الدورتين أصبح للبحرية الفلسطينية قواعد رسمية على الساحل السوري في طرطوس، وبانياس، وجبله، وبرج سلام إلى جانب قيادة البحرية في اللاذقية، وبهذه القواعد أصبحت البحرية الفلسطينية حقيقة قائمة على أرض الواقع ينتظرها مستقبل واعد، وأضيف إلى قطاعات قوات العاصفة قطاع جديد بتسمية جديدة ألا وهو: قطاع الساحل.

    قطاع الساحل
    هو أول تسمية للقوة البحرية الفلسطينية، وقد مر على تطوره حتى أصبح قوة بحرية متميزة. العديد من القادة وهم الأخ / علي حجاج الذي يعتبر من المؤسسين للبحرية الفلسطينية، والذي قاد قوات البحرية في معارك الدفاع عن الثورة في شمال الأردن في فترة أحداث أيلول 1970م وما بعدها من أحداث. ثم ترك البحرية وعين في الباكستان كممثلٍ لحركة فتح، وعُين بعده مباشرة الأخ/ برهان نهاد جرار (رشاد الكاسر) عضو المجلس التشريعي والذي شارك في قيادة البحرية في معارك الدفاع عن الثورة على الساحة اللبنانية.
    وقد شاركت البحرية في هذه الفترة في حرب تشرين أكتوبر 1973م بدور أساسي مع البحرية السورية في قواعدها باللاذقية وطرطوس، وقد شهد لها الأشقاء في سوريا بهذا الدور، وكذلك شاركت في مدينة السويس وبور سعيد على الجبهة المصرية.
    ثم غادر ليتولى قيادتها الأخ الشهيد / عبد الله أمين الذي استشهد في إحدى قواعدنا البحرية في جنوب لبنان بعد فترة وجيزة من استلامه لمهام عمله، وكان عند لحظة استشهاده يعد لتحريك إحدى المجموعات القتالية إلى ساحل فلسطين وتعتبر مرحلة عبد الله أمين مرحلة إعداد البحرية لدورها الأساسي في الصراع مع العدو الإسرائيلي.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:08 pm

    قوات الـ 17 تتدفق باتجاه طرابلس دفاعاً عن القرار الفلسطيني المستقل



    قوات الـ17 قوة أساسية من قوات العاصفة بدأت حياتها العسكرية قوة صغيرة العدد تحمل مهمة محددة وهي حماية القائد العام وتنقلاته وتتحرك في أماكن تواجده، ولكنها تطورت لاحقاً لتصبح قوات رئيسة من تشكيلات قوات العاصفة "الكرامة ، القسطل، اليرموك، أجناد ين، الميليشيا"، والى جانب مهمتهما الأساسية في تأمين حماية القائد العام والقيادة العامة ومقراتها أصبح لها المهام الأخرى التي تشارك فيها كغيرها من القوات، ودلل على ذلك تشكيلاتها التي تطورت وبسرعة من قوة صغيرة إلى قوات معقدة نسجت حولها الروايات وتميز تاريخها بجدية الأداء، تجاوز اسمها حدود المكان ليتردد في اكثر من عاصمة وكان يكفي أن يقولوا تحركت الـ17 حتى يتم حسم الموقف لما يثيره ذلك من رعب في ساحات الصراع، وباعتقادي أن دولاً عديدة أخذت من تجربتها فشكلت ما يشبهها، وتجربة حرس الثورة في إيران بعد الثورة الإسلامية يستند ويشابه إلى حد كبير تجربتها، وقد بدأت تجربتها بما اتفق عليه بالعادة مكتب القائد العام، وكان من ركائزه الأخ الشهيد/ أبو حسن سلامة، والأخ/ أبو الطيب والأخ/ أحمد الأزهري، والأخت/ أم ناصر ( نجلاء ياسين ) والأخ/ فيصل أبو شرخ والأخ الدكتور/ رمزي خوري والأخ/ حسين أبو العلا والأخ/ أبو الشيخ وقد كان أول قائد لها هو الأخ الشهيد/ أبو حسن سلامة ثم عين الأخ/ محمود الناطور ( أبو الطيب )، ثم تولى قيادتها الأخ العميد/ فيصل أبو شرخ.
    وفي معسكر التدريب في قوات الـ17 في التوام، وعند الحديث عن تاريخ هذه القوات مع مجموعة ممن شاركوا في معاركها يتداخل الحديث وتختلط الأوراق ويصعب فرزها حيث من النادر أن تكون معركة في أي مكان ولا يكون لهذه القوات مشاركة واضحة فيها .. ولكن يطغى على الحديث دور هذه القوات في أهم المواجهات سخونة، وأكثرها حدة وهي معارك 1982م أثناء الاجتياح الإسرائيلي للجنوب والبقاع وحصار بيروت بل واحتلالها بعد مغادرة القوات الفلسطينية لها، ومعارك الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل في البقاع وطرابلس ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن دور قوات الـ17 في معارك 1982 وما فيها بل إننا نحصر الحديث عن دورها في الدفاع عن وجود الثورة واستمراريتها، وتسجيل كل ما له علاقة في الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل.
    قوات الـ17 في البقاع
    يقول الأخ المقدم/ أبو حلمي أنه تحرك على رأس قوة محمولة من الـ17 بتعليمات من الأخ العميد/ أبو الطيب لدعم الموقف في صيدا في ظل ظروف صعبة ومعقدة، حيث القصف كان من البر والجو والبوارج في البحر فاضطرت تلك القوة إلى تغيير خط سيرها بسبب وجود القوات الإسرائيلية في الجيّة، وأمام الإصرار الذي يتمتع به عناصرها نجحت القوة في الوصول إلى صيدا، حيث أثرت ايجابياً ورفعت المعنويات لأهلنا في المخيم الذي تقابلنا فيه مع الأخ المقدم/ يوسف الشرقاوي … ويضيف إلا أن هذه القوة عادت وانسحبت من صيدا إلى البقاع نظراً لعدم القدرة على مواجهة القوات الإسرائيلية في العدد والعدة.
    وتركزت قوات الـ17 في البقاع في مجدل عنجر، الصويري عنجر،ثعلبايا ، سعد نايل ، شتورة، قصر الغربي، قب الياس، الروضة، ويضيف الأخ/ أبو حلمي كنت مع القوة المتواجدة في سليب كمفورت، وقد استقبلنا الأخ العقيد/ سعيد موسى ( أبو موسى )

    قائد الانشقاق الذي كنا نحبه، لكنه بدأ يحرضنا ضد قيادتنا الشرعية، ويستخدم عبارات، أننا لن نحتكم للسلاح في نهايات حديثه، وعندما يواجه برد غير مريح من قبل الشباب يعيد تكرار تلك الجملة، لكننا فوجئنا بأنهم بدأوا المعركة بدعم من السوريين، وكان ذلك عندما بدأ نجل أبي موسى بإطلاق النار على مواقعنا، ويضيف انه قد تم اعتقاله من قبل المنشقين في نفس اللحظة التي تم فيها اعتقال اللواء/ نصر يوسف
    دور مميز في البقاع
    لقد لعبت قوات الـ 17 دوراً مميزاً في الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل في البقاع، حيث كان على رأس القوة المشاركة الأخ المناضل الشهيد/ حسين الهيبة، وأثناء الانشقاق في كتيبة شهداء أيلول قامت قوات الـ 17 بتنفيذ الاتفاق، وتأمين القوة التي انشقت مع سلاحها إلى الصويري وكان على رأس تلك القوة المنشقة النقيب أبو ناصر من كتيبة شهداء أيلول.
    ويقول الأخ الرائد/ جزار الغول: لقد قمنا باعتقال اثنين وعشرين عنصراً من الانشقاق بينهم أبو عماد مدير الزيوت، وأبو سمير موعد من اجل الضغط للإفراج عن الأخوة الذين قاموا باعتقالهم. ويضيف إن المعارك كانت في تلك المرحلة متقطعة…وكنا في البقاع أكثر تماسكاً ومحبةً، وقد شارك العديد من كوادر الـ 17 الأساسيين في تلك المعارك وأذكر منهم الأخ الشهيد المقدم/ حسني أبو سليم، والأخ الشهيد/ شلبية والأخ/ أبو سفيان، والأخ/ أبو علي تركي، والأخ/ الشهيد مفيد المصري والأخ/ عنتر سلامه، والأخ/ مفيد تلوى، ويضيف انه غادر البقاع إلى طرابلس عن طريق دير الأحمر بواسطة جواز سفر صحفي تونسي تنفيذا لتعليمات الأخ/ فيصل أبو شرخ.
    والحقيقة أن قوات الـ 17 في البقاع قد شاركت في جميع محاور القتال وعلى رأسها الأخ الشهيد/ حسين الهيبة ( أبو حسن ) حيث سقط ابنه حسن شهيدا في معركة قب الياس جديتا…والشهيد/ جمال في معركة مجدل عنجر وتميزت قواتها في التحكم في العديد من مفاصل الحركة كذلك الموقع المتميز على طريق شتورا ثعلبايا…قصر الغربي والذي كان يقوده الأخ الشهيد/ مفيد المصري…ولعبت دوراً هاماً في قيامها بدورها أثناء الانسحاب من البقاع إلى جباب الحمر…ولا يمكن أن ننسى تلك السرية التي جاءت مع الأخ الشهيد القائد الرمز أبو جهاد (خليل الوزير) إلى جباب الحمر، وتمركزت على التلال المحيطة ووضعت القوات السورية في تلك المنطقة في موقف صعب، وأمنت لنا القدرة على الانسحاب المنظم من منطقة جباب الحمر إلى طرابلس، وقد كانت تلك السرية بقيادة العقيد/ أبو عبد الله.
    من تونس إلى طرابلس
    بدأت قوات الـ17 في التحرك من أماكن تواجدها في الساحات الخارجية إلى طرابلس، وذلك عندما قام الأخ الرئيس القائد العام/ أبو عمار بزيارة إلى قوات عين الحلوة في وادي الزرقة من ولاية باجة، وأمر الكتيبة المشكلة من الفدائيين بالتحرك إلى طرابلس، وفي هذا يحدثنا الأخ العقيد/ عبد الفتاح أبو عمشة قائلاً: كان عددنا حوالي مئتي مقاتل بدأنا بالتحرك جواً إلى قبرص وعلى دفعات ومنها إلى طرابلس بحراً بوسائل مختلفة، وقد وصلنا في مدة قصيرة نسبياً وقام الأخ العميد/ غازي عطا الله ( أبو هاجم) بتوزيعنا على المواقع بالقرب من جبل تربل، وشرق نهر البارد، وحول مخيم البداوي، وكانت هذه القوة هي واحدة من قوات الـ17 التي تواصل تدفقها على طرابلس، حيث لحقت بها قوة أخرى من الـ 17 وهم ممن كانوا مكلفين بحماية مراكز القيادة في حمام الشط، ولحقت بها قوة ثالثة قادمة من اليمن الشقيق وسلكت في وصولها نفس الطريق، ولكن بتغيير طفيف في خطوط الطيران وصولاً إلى قبرص، وفي طرابلس يقول الأخ العقيد/ أبو علي حسن: إن سرية من قوات الـ 17 يقودها الأخ/ أبو عصام شقيق اللواء/ أبو طعان الذي لازال في الاعتقال لدى السوريين منذ ذلك التاريخ وكان موقعها في مخيم نهر البارد بإمرة الأخ قائد القوات المدافعة عن المخيم وهو العميد/ عبد المعطي السبعاوي، وكذلك سرية أخرى حول المخيم بقيادة الرائد/ أبو عبد الله، وسرية ثالثة في جبل تربل بقيادة الأخ/ ماجد، وتولى بعده القيادة لهذه السرية الأخ/ أبو حسن الكمالي ( عبد الرحمن ياسين )، ويضيف الأخ/ أبو علي حسن في تلك الفترة لم يكن القتال قد اشتد، وإنما مناوشات خفيفة وقد وصل إلى طرابلس في جولة تفقدية الأخ/ أبو الطيب ( محمود الناطور ) والأخ/ أبو السعود والأخ الشهيد/ أبو يوسف عبد الرحمن السل ( أبو عوض ) والأخ/ محمد حسين جمعة، وبعد فترة وقبل بدء المعركة الأساسية غادر عدد منهم ولم يستمروا في طرابلس، ومع وصول أعداد إضافية من الكوادر والمقاتلين من الساحات قام الأخ العميد/ فيصل أبو شرخ بإعادة تنظيم وتوزيع قوات الـ17 على ضوء التغيرات المتلاحقة في ساحة المعركة حيث فقدنا مواقع عديدة بعد سقوط مخيم نهر البارد، وأصبح لنا تواجد في منطقة الميناء وكان الشهيد حمدي الصديق مسؤولاً للموقع وهو لبناني الجنسية.
    معركة البداوي
    بعد سقوط جبل تربل كان واضحاً أن التقدم سيكون باتجاه المواقع التي تدافع عن مخيم البداوي، وقد كان ذلك فعلاً، وأمام الآلة العسكرية الكبيرة التي تم استخدامها، وحجم النيران الهائل الذي تم استخدامه من الدبابات والراجمات السورية نجحوا في احتلال المخيم ... وأصبح وجودنا في المدينة مهدداً، وقد طلب الأخ القائد العام/ أبو عمار في زياراته لمواقع الـ 17 وغيرها ان يجهزوا أنفسهم للهجوم المعاكس لاستعادة المخيم، وقال للجميع أنه سوف يصلي معهم الفجر في المخيم وقال أريد مقاتلين يذهبون برغبتهم، وصاح الجميع نحن معك يا أبو عمار … وقد شارك الجميع من قوات الـ 17 في هذه المعركة التي نجحت لفترة يقول عنها الأخ جزار الغول " لقد كان القتال شرساً ومريراً من شارع لشارع ومن منزل لمنزل لا تعرف هل هذه القذيفة منك أم عليك، والجميع يطلق النار والقذائف تتناثر بعيدة وقريبة، وقد بترت يد الأخ/ محمد العزة، وكان بجواري فقمت بإحضارها ونقلته إلى مكان آمن وكذلك أصيب الرائد/ كمال مدحت بجوار مبنى الهلال الأحمر، ونجحنا في تحرير البداوي، ويقول بانفعال شديد: إنه وقف يؤذن ويكبر في المسجد لأول مرة في حياته.
    ويتحدث الأخ/ خلدون حجو عن المزيد من المشاركة لقوات الـ 17 في طرابلس فيقول بعد وصولنا إلى طرابلس حيث كنا مجموعة من الكوادر ضمت الأخ العقيد/ أبو النور، والأخ/ رضوان الجاجه، والأخ/ أمين بسيسو، والأخ/ أبو صالح الطوباسي، والأخ/ أبو حديد. كلفنا الأخ العميد/ فيصل أبو شرخ بمهام الالتحاق بالقوة المحمولة على الشاطئ التي يقودها الأخ/ أبو عوض لحراسة الميناء، وكذلك القيام بمهام الدوريات على الساحل حيث كنا مزودين برشاشات ثقيلة محمولة، ومدافع عيار 106 محمولة، وفجأة وصلنا كمية من الصواريخ المضادة للدروع من نوع لاو 60 أمريكية الصنع، ولم يكن يعرف عليها سوى الأخ العميد/ أبو خالد هاشم قائد وحدات الدفاع الجوي، وتم استدعائي وتدربت عليها، لمدة ثلاث ساعات، ثم قمت بالمرور على المواقع والتدريب عليها، وقمنا بتجربتها مع الشهيد علي شلبيه على الشاطئ، وكذلك وصلت شحنة من الألغام وكان علينا توزيعها، وبنفس الطريقة كلفني الأخ/ فيصل أبو شرخ بتوزيعها، وخرجت ومعي الأخ الرائد نمر الذي يعمل الآن في مراسم السيد الرئيس، حيث تعرضنا لقصف من البر والبحر، والسبب أننا لم نتنبه إلى أن الطرق التي نمر عليها وعرة ولم نقم بفصل إضاءة كوابح السيارة…ويضيف إلا أننا أنجزنا عملنا.
    ومما تقدم نلاحظ أن قوات الـ 17 قاتلت بشجاعة على امتداد ساحة المعركة من البقاع إلى طرابلس، وساعدت في الحصول على السلاح وتوزيعه على الجميع. وإلى جانب مهمتها الأساسية في حماية مقرات القيادة قامت أيضاً بتوصيل واستقبال القادمين من البحر والتأكد من سلامة الطريق.
    فاستحقت كل تلك الثقة الممنوحة لها من قِبل الجميع، حيث أنها جسدت بمواقفها وشجاعة مقاتليها أروع آيات البطولة والتصدي للانشقاق ودافعت بشرف كغيرها من القوات عن القرار الفلسطيني المستقل.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:09 pm

    قوات الـ 17 تتدفق باتجاه طرابلس دفاعاً عن القرار الفلسطيني المستقل



    قوات الـ17 قوة أساسية من قوات العاصفة بدأت حياتها العسكرية قوة صغيرة العدد تحمل مهمة محددة وهي حماية القائد العام وتنقلاته وتتحرك في أماكن تواجده، ولكنها تطورت لاحقاً لتصبح قوات رئيسة من تشكيلات قوات العاصفة "الكرامة ، القسطل، اليرموك، أجناد ين، الميليشيا"، والى جانب مهمتهما الأساسية في تأمين حماية القائد العام والقيادة العامة ومقراتها أصبح لها المهام الأخرى التي تشارك فيها كغيرها من القوات، ودلل على ذلك تشكيلاتها التي تطورت وبسرعة من قوة صغيرة إلى قوات معقدة نسجت حولها الروايات وتميز تاريخها بجدية الأداء، تجاوز اسمها حدود المكان ليتردد في اكثر من عاصمة وكان يكفي أن يقولوا تحركت الـ17 حتى يتم حسم الموقف لما يثيره ذلك من رعب في ساحات الصراع، وباعتقادي أن دولاً عديدة أخذت من تجربتها فشكلت ما يشبهها، وتجربة حرس الثورة في إيران بعد الثورة الإسلامية يستند ويشابه إلى حد كبير تجربتها، وقد بدأت تجربتها بما اتفق عليه بالعادة مكتب القائد العام، وكان من ركائزه الأخ الشهيد/ أبو حسن سلامة، والأخ/ أبو الطيب والأخ/ أحمد الأزهري، والأخت/ أم ناصر ( نجلاء ياسين ) والأخ/ فيصل أبو شرخ والأخ الدكتور/ رمزي خوري والأخ/ حسين أبو العلا والأخ/ أبو الشيخ وقد كان أول قائد لها هو الأخ الشهيد/ أبو حسن سلامة ثم عين الأخ/ محمود الناطور ( أبو الطيب )، ثم تولى قيادتها الأخ العميد/ فيصل أبو شرخ.
    وفي معسكر التدريب في قوات الـ17 في التوام، وعند الحديث عن تاريخ هذه القوات مع مجموعة ممن شاركوا في معاركها يتداخل الحديث وتختلط الأوراق ويصعب فرزها حيث من النادر أن تكون معركة في أي مكان ولا يكون لهذه القوات مشاركة واضحة فيها .. ولكن يطغى على الحديث دور هذه القوات في أهم المواجهات سخونة، وأكثرها حدة وهي معارك 1982م أثناء الاجتياح الإسرائيلي للجنوب والبقاع وحصار بيروت بل واحتلالها بعد مغادرة القوات الفلسطينية لها، ومعارك الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل في البقاع وطرابلس ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن دور قوات الـ17 في معارك 1982 وما فيها بل إننا نحصر الحديث عن دورها في الدفاع عن وجود الثورة واستمراريتها، وتسجيل كل ما له علاقة في الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل.
    قوات الـ17 في البقاع
    يقول الأخ المقدم/ أبو حلمي أنه تحرك على رأس قوة محمولة من الـ17 بتعليمات من الأخ العميد/ أبو الطيب لدعم الموقف في صيدا في ظل ظروف صعبة ومعقدة، حيث القصف كان من البر والجو والبوارج في البحر فاضطرت تلك القوة إلى تغيير خط سيرها بسبب وجود القوات الإسرائيلية في الجيّة، وأمام الإصرار الذي يتمتع به عناصرها نجحت القوة في الوصول إلى صيدا، حيث أثرت ايجابياً ورفعت المعنويات لأهلنا في المخيم الذي تقابلنا فيه مع الأخ المقدم/ يوسف الشرقاوي … ويضيف إلا أن هذه القوة عادت وانسحبت من صيدا إلى البقاع نظراً لعدم القدرة على مواجهة القوات الإسرائيلية في العدد والعدة.
    وتركزت قوات الـ17 في البقاع في مجدل عنجر، الصويري عنجر،ثعلبايا ، سعد نايل ، شتورة، قصر الغربي، قب الياس، الروضة، ويضيف الأخ/ أبو حلمي كنت مع القوة المتواجدة في سليب كمفورت، وقد استقبلنا الأخ العقيد/ سعيد موسى ( أبو موسى )

    قائد الانشقاق الذي كنا نحبه، لكنه بدأ يحرضنا ضد قيادتنا الشرعية، ويستخدم عبارات، أننا لن نحتكم للسلاح في نهايات حديثه، وعندما يواجه برد غير مريح من قبل الشباب يعيد تكرار تلك الجملة، لكننا فوجئنا بأنهم بدأوا المعركة بدعم من السوريين، وكان ذلك عندما بدأ نجل أبي موسى بإطلاق النار على مواقعنا، ويضيف انه قد تم اعتقاله من قبل المنشقين في نفس اللحظة التي تم فيها اعتقال اللواء/ نصر يوسف
    دور مميز في البقاع
    لقد لعبت قوات الـ 17 دوراً مميزاً في الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل في البقاع، حيث كان على رأس القوة المشاركة الأخ المناضل الشهيد/ حسين الهيبة، وأثناء الانشقاق في كتيبة شهداء أيلول قامت قوات الـ 17 بتنفيذ الاتفاق، وتأمين القوة التي انشقت مع سلاحها إلى الصويري وكان على رأس تلك القوة المنشقة النقيب أبو ناصر من كتيبة شهداء أيلول.
    ويقول الأخ الرائد/ جزار الغول: لقد قمنا باعتقال اثنين وعشرين عنصراً من الانشقاق بينهم أبو عماد مدير الزيوت، وأبو سمير موعد من اجل الضغط للإفراج عن الأخوة الذين قاموا باعتقالهم. ويضيف إن المعارك كانت في تلك المرحلة متقطعة…وكنا في البقاع أكثر تماسكاً ومحبةً، وقد شارك العديد من كوادر الـ 17 الأساسيين في تلك المعارك وأذكر منهم الأخ الشهيد المقدم/ حسني أبو سليم، والأخ الشهيد/ شلبية والأخ/ أبو سفيان، والأخ/ أبو علي تركي، والأخ/ الشهيد مفيد المصري والأخ/ عنتر سلامه، والأخ/ مفيد تلوى، ويضيف انه غادر البقاع إلى طرابلس عن طريق دير الأحمر بواسطة جواز سفر صحفي تونسي تنفيذا لتعليمات الأخ/ فيصل أبو شرخ.
    والحقيقة أن قوات الـ 17 في البقاع قد شاركت في جميع محاور القتال وعلى رأسها الأخ الشهيد/ حسين الهيبة ( أبو حسن ) حيث سقط ابنه حسن شهيدا في معركة قب الياس جديتا…والشهيد/ جمال في معركة مجدل عنجر وتميزت قواتها في التحكم في العديد من مفاصل الحركة كذلك الموقع المتميز على طريق شتورا ثعلبايا…قصر الغربي والذي كان يقوده الأخ الشهيد/ مفيد المصري…ولعبت دوراً هاماً في قيامها بدورها أثناء الانسحاب من البقاع إلى جباب الحمر…ولا يمكن أن ننسى تلك السرية التي جاءت مع الأخ الشهيد القائد الرمز أبو جهاد (خليل الوزير) إلى جباب الحمر، وتمركزت على التلال المحيطة ووضعت القوات السورية في تلك المنطقة في موقف صعب، وأمنت لنا القدرة على الانسحاب المنظم من منطقة جباب الحمر إلى طرابلس، وقد كانت تلك السرية بقيادة العقيد/ أبو عبد الله.
    من تونس إلى طرابلس
    بدأت قوات الـ17 في التحرك من أماكن تواجدها في الساحات الخارجية إلى طرابلس، وذلك عندما قام الأخ الرئيس القائد العام/ أبو عمار بزيارة إلى قوات عين الحلوة في وادي الزرقة من ولاية باجة، وأمر الكتيبة المشكلة من الفدائيين بالتحرك إلى طرابلس، وفي هذا يحدثنا الأخ العقيد/ عبد الفتاح أبو عمشة قائلاً: كان عددنا حوالي مئتي مقاتل بدأنا بالتحرك جواً إلى قبرص وعلى دفعات ومنها إلى طرابلس بحراً بوسائل مختلفة، وقد وصلنا في مدة قصيرة نسبياً وقام الأخ العميد/ غازي عطا الله ( أبو هاجم) بتوزيعنا على المواقع بالقرب من جبل تربل، وشرق نهر البارد، وحول مخيم البداوي، وكانت هذه القوة هي واحدة من قوات الـ17 التي تواصل تدفقها على طرابلس، حيث لحقت بها قوة أخرى من الـ 17 وهم ممن كانوا مكلفين بحماية مراكز القيادة في حمام الشط، ولحقت بها قوة ثالثة قادمة من اليمن الشقيق وسلكت في وصولها نفس الطريق، ولكن بتغيير طفيف في خطوط الطيران وصولاً إلى قبرص، وفي طرابلس يقول الأخ العقيد/ أبو علي حسن: إن سرية من قوات الـ 17 يقودها الأخ/ أبو عصام شقيق اللواء/ أبو طعان الذي لازال في الاعتقال لدى السوريين منذ ذلك التاريخ وكان موقعها في مخيم نهر البارد بإمرة الأخ قائد القوات المدافعة عن المخيم وهو العميد/ عبد المعطي السبعاوي، وكذلك سرية أخرى حول المخيم بقيادة الرائد/ أبو عبد الله، وسرية ثالثة في جبل تربل بقيادة الأخ/ ماجد، وتولى بعده القيادة لهذه السرية الأخ/ أبو حسن الكمالي ( عبد الرحمن ياسين )، ويضيف الأخ/ أبو علي حسن في تلك الفترة لم يكن القتال قد اشتد، وإنما مناوشات خفيفة وقد وصل إلى طرابلس في جولة تفقدية الأخ/ أبو الطيب ( محمود الناطور ) والأخ/ أبو السعود والأخ الشهيد/ أبو يوسف عبد الرحمن السل ( أبو عوض ) والأخ/ محمد حسين جمعة، وبعد فترة وقبل بدء المعركة الأساسية غادر عدد منهم ولم يستمروا في طرابلس، ومع وصول أعداد إضافية من الكوادر والمقاتلين من الساحات قام الأخ العميد/ فيصل أبو شرخ بإعادة تنظيم وتوزيع قوات الـ17 على ضوء التغيرات المتلاحقة في ساحة المعركة حيث فقدنا مواقع عديدة بعد سقوط مخيم نهر البارد، وأصبح لنا تواجد في منطقة الميناء وكان الشهيد حمدي الصديق مسؤولاً للموقع وهو لبناني الجنسية.
    معركة البداوي
    بعد سقوط جبل تربل كان واضحاً أن التقدم سيكون باتجاه المواقع التي تدافع عن مخيم البداوي، وقد كان ذلك فعلاً، وأمام الآلة العسكرية الكبيرة التي تم استخدامها، وحجم النيران الهائل الذي تم استخدامه من الدبابات والراجمات السورية نجحوا في احتلال المخيم ... وأصبح وجودنا في المدينة مهدداً، وقد طلب الأخ القائد العام/ أبو عمار في زياراته لمواقع الـ 17 وغيرها ان يجهزوا أنفسهم للهجوم المعاكس لاستعادة المخيم، وقال للجميع أنه سوف يصلي معهم الفجر في المخيم وقال أريد مقاتلين يذهبون برغبتهم، وصاح الجميع نحن معك يا أبو عمار … وقد شارك الجميع من قوات الـ 17 في هذه المعركة التي نجحت لفترة يقول عنها الأخ جزار الغول " لقد كان القتال شرساً ومريراً من شارع لشارع ومن منزل لمنزل لا تعرف هل هذه القذيفة منك أم عليك، والجميع يطلق النار والقذائف تتناثر بعيدة وقريبة، وقد بترت يد الأخ/ محمد العزة، وكان بجواري فقمت بإحضارها ونقلته إلى مكان آمن وكذلك أصيب الرائد/ كمال مدحت بجوار مبنى الهلال الأحمر، ونجحنا في تحرير البداوي، ويقول بانفعال شديد: إنه وقف يؤذن ويكبر في المسجد لأول مرة في حياته.
    ويتحدث الأخ/ خلدون حجو عن المزيد من المشاركة لقوات الـ 17 في طرابلس فيقول بعد وصولنا إلى طرابلس حيث كنا مجموعة من الكوادر ضمت الأخ العقيد/ أبو النور، والأخ/ رضوان الجاجه، والأخ/ أمين بسيسو، والأخ/ أبو صالح الطوباسي، والأخ/ أبو حديد. كلفنا الأخ العميد/ فيصل أبو شرخ بمهام الالتحاق بالقوة المحمولة على الشاطئ التي يقودها الأخ/ أبو عوض لحراسة الميناء، وكذلك القيام بمهام الدوريات على الساحل حيث كنا مزودين برشاشات ثقيلة محمولة، ومدافع عيار 106 محمولة، وفجأة وصلنا كمية من الصواريخ المضادة للدروع من نوع لاو 60 أمريكية الصنع، ولم يكن يعرف عليها سوى الأخ العميد/ أبو خالد هاشم قائد وحدات الدفاع الجوي، وتم استدعائي وتدربت عليها، لمدة ثلاث ساعات، ثم قمت بالمرور على المواقع والتدريب عليها، وقمنا بتجربتها مع الشهيد علي شلبيه على الشاطئ، وكذلك وصلت شحنة من الألغام وكان علينا توزيعها، وبنفس الطريقة كلفني الأخ/ فيصل أبو شرخ بتوزيعها، وخرجت ومعي الأخ الرائد نمر الذي يعمل الآن في مراسم السيد الرئيس، حيث تعرضنا لقصف من البر والبحر، والسبب أننا لم نتنبه إلى أن الطرق التي نمر عليها وعرة ولم نقم بفصل إضاءة كوابح السيارة…ويضيف إلا أننا أنجزنا عملنا.
    ومما تقدم نلاحظ أن قوات الـ 17 قاتلت بشجاعة على امتداد ساحة المعركة من البقاع إلى طرابلس، وساعدت في الحصول على السلاح وتوزيعه على الجميع. وإلى جانب مهمتها الأساسية في حماية مقرات القيادة قامت أيضاً بتوصيل واستقبال القادمين من البحر والتأكد من سلامة الطريق.
    فاستحقت كل تلك الثقة الممنوحة لها من قِبل الجميع، حيث أنها جسدت بمواقفها وشجاعة مقاتليها أروع آيات البطولة والتصدي للانشقاق ودافعت بشرف كغيرها من القوات عن القرار الفلسطيني المستقل.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    الطـريـق إلـى طـرابـلـس Empty رد: الطـريـق إلـى طـرابـلـس

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-16, 9:10 pm

    المالية المركزية …. من الفكرة إلى الحقيقة والإبداع المميز



    كنا قد تحدثنا في الحلقة الخامسة عشرة ـ الجزء الأول عن الدور الحيوي الذي لعبته الأجهزة المركزية المساندة والتي أطلق عليها أجهزة الدعم المباشر، وهي توثق إحدى المحطات الهامة في تاريخ هذه الأجهزة ودورها في مواجهة الانشقاق والدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل ومن بينها المالية المركزية لحركتنا العملاقة فتح.

    النشأة والتطور
    لقد شارك في تأسيس وإنضاج تجربة المالية المركزية للثورة الفلسطينية أخوة مناضلون أعطوا وطنهم بلا حدود ودفعوا ثمناً باهظاً لانتمائهم ومنهم الأخ/ أبو أسامة محمد الذي كان مسؤولاً عن الصرف في بداية تأسيس هذا الجهاز الذي تولى رئاسته الأخ الشهيد/ أبو يوسف النجار عضو اللجنة المركزية بينما كان الأخ/ سليمان أبو كرش مسؤولاً عن الإيرادات والأخ/ عوني القيشاوي مسؤولاً عن التدقيق.
    في نهاية مايو 1969م عرف هذا الجهاز باسم المالية المركزية وكانت هموم الثورة كثيرة والإمكانيات المادية محدودة، وبحاجة ماسة إلى كل دعم مادي ولتلافي كل التعقيدات كان لزاماً تقنين النفقات وفق ما يصل من إيرادات.

    الأخ/ أبو أسامة محمد هو محمد سلامة جرادة، والذي يعمل حالياً وكيل وزارة المالية في السلطة الوطنية لمزيد من البحث هذه المعلومات موثقة بالصوت والصورة من خلال مقابلة، وذلك يوم الخميس الموافق 2 مايو 2002م في وزارة المالية بفلسطين.
    أما بعد معركة الكرامة وانخراط العدد الهائل من المتطوعين في صفوف الثورة الفلسطينية كان من الضروري البحث عن مصادر أخرى للحصول على المال خاصةً جمع التبرعات من أبناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وكان الإقبال شديداً على التبرع الجماهيري مما خلق نوع من الاحتكاك والتلاحم بين الجماهير العربية والثورة الفلسطينية مما عزز القدرة المالية وهذا ما أزعج بعض الحكام العرب الذين بدءوا في التحرك لحصار الثورة مالياً لاعتقاد البعض منهم أن المد الجماهيري لها يشكل خطراً على الأنظمة العربية وحكامها فاقترحوا تقديم موازنة سنوية من الدول العربية إلى م . ت . ف والثورة الفلسطينية بديلاً عن جمع التبرعات مما أفقد الثورة الفلسطينية الاتصال المباشر بالجماهير العربية وأصبح الاعتماد المالي مقتصراً على المخصصات الرسمية العربية وما يتم استقطاعه من الموظفين والعمال الفلسطينيين في تلك الدول.

    إبداع الجهاز المالي أثناء مجازر أيلول في الأردن
    قبل أحداث أيلول سبتمبر 1970م شكل الأردن حكومة عسكرية وكان في ذلك مؤشر خطير على حتمية المواجهة، فكان لزاماً على قيادة الثورة اتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات الضرورية، ومن موقع المسؤولية والحقيقة التاريخية ولمواجهة التطورات المتسارعة على الساحة الأردنية، فقد أستفسر الأخ/ أبو عمار من الأخ العميد / فؤاد الشوبكي الذي كان يشغل موقع أمين الصندوق عن الوضع المالي للحركة فأبلغه أنه لا يوجد سوى( 17000 ) سبعة عشر ألف دينار، وهذا أثار القلق لديه وعلى الفور تم استدعاء الأخ / أبو أسامة محمد وطلب منه التصرف لتوفير السيولة اللازمة للصمود وتوفير المال لإدارة الأزمة التي قد تطول وفعلاً تحرك الأخ/ أبو أسامة محمد لتحقيق هذا الغرض ووصل إلى منزل الأخ / خليل المصري وهو تاجر وصديق له، حيث فوجئ بوصوله في ظل ظروف لا يتحرك فيها أحد .. وقال له : ما الذي أتى بك في هذا الوضع المرعب فقال له: لا يوجد لدينا أموال وأريد منك أن تعطينا مبلغ نواجه به الظروف فقال الأخ / خليل المصري: الحمد لله أنك اتيت ويوجد لدي نصف مليون دينار أردني ووجودهم معكم أفضل من بقائهم في منزلي .. وعند العودة طلب من جارهم السفير الهندي أن يقوم بإيصال الأخ/ أبو أسامة محمد إلى مقر القيادة في جبل الحسين، ولكن السفير أعتذر بأدب شديد ودبلوماسية راقية المستوى وقال لهم خذوا السيارة والعلم الهندي مرفوع عليها وفعلاً وضع الأخ/ أبو أسامة محمد المبلغ وقاد السيارة ووصل إلى الأخ/ أبو عمار والأخ/ أبو اللطف، حيث أمر الأخ/ أبو عمار بوضع المبلغ بطرف الأخ/ أبو بشير الزميلي وقد كان لهذا المبلغ دور هام في دعم الثورة على الساحة الأردنية وقد كان للأخوة المرحوم/ طالب والأخ / أبو محمود جاد الله دور مميز في التصرف بحكمة في ذلك التاريخ.

    النهوض بعد الكبوة
    كانت الأمور المالية للثورة الفلسطينية تسير على ما يرام وحجم الإيرادات يزداد سنوياً إلى أن وقعت كارثة أيلول الأسود في الأردن، حيث كانت نهاية مأساوية بالخروج من الساحة الأردنية والتمركز في الساحة السورية واللبنانية، وانطلاق جهاز المالية من جديد في دمشق وبيروت، وبعد أن حصل إرباك في الوضع المالي أدى إلى حدوث تغييرات في بعض القيادات المالية، وهذا متوقع وإجراء حيوي بعد تلك الأحداث الدموية، حيث تولى الأخ/ أبو اسامة محمد موقع رئيس الجهاز المالي إلى جانب أنه نائباً للمفوض المالي للحركة والأخ / أبو معين أستمر في موقعه بالقاهرة. بينما تم نقل الأخ / سليمان أبو كرش والأخ / فؤاد الشوبكي إلى المالية العسكرية التي تتولى الأنفاق على قوات العاصفة. مع استمرار الأجهزة الرئيسية في العمل مثل التدقيق والإنفاق والإدارة.
    كانت الساحة اللبنانية بعد الخروج من الأردن مهيأة أكثر من الساحة السورية فأخذت قوات الثورة الفلسطينية تنمو وتترعرع في لبنان وتزداد قوة يوماً بعد يوم وأصبحت العمليات العسكرية تنطلق من لبنان بصورة مستمرة بينما تمنع سوريا القيام بعمليات عسكرية من أراضيها وأخذت التناقضات والخلافات مع الأخوة السوريين تتفاقم وتتزايد، وانعكس ذلك على العلاقات الفلسطينية-اللبنانية مما أدى إلى حدوث احتكاكات كثيرة بين قواتنا من جهة وقوات الجيش اللبناني وقوات حزبي الكتائب والأحرار من جهة أخرى، حيث كان بيار الجميل قائداً لقوات الكتائب وكميل شمعون رئيساً لحزب الأحرار اللبناني، وكان الصراع قد اخذ شكلاً طائفياً ودينياً رغم أننا أكدنا مراراً أننا لسنا طرفاً في أي صراع ديني، بل أننا ثوار نقاتل من اجل تحرير بلادنا فلسطين، وأشير هنا إلى انه بعد استشهاد القائد/ أبو يوسف النجار عام 1973م تولى الأخ/محمود عباس ( أبو مازن ) عضو اللجنة المركزية مسئولية الجهاز المالي.
    واستثماراً للصراع استغلت سوريا هذا الصدام الفلسطيني-اللبناني فبدأت تتحرك وتعمل على تحجيم الثورة الفلسطينية بل انحازت إلى جانب القوات اللبنانية واعتبرتنا دخلاء على لبنان، إلى أن تمكنت من السيطرة في النهاية على لبنان وفق قرار عربي عُرف بقوات الردع العربية، وبالتالي تقزمت الثورة الفلسطينية في لبنان وبدأت عملية التراجع في المد الثوري على الساحة اللبنانية إلا إننا استطعنا من جديد أن نخلق مداً ثورياً كبيراً في الساحة اللبنانية وأنشأنا قوات جديدة للتوازن مع القوات الانعزالية في لبنان وخاصة في مخيمي صبرا وشاتيلا ومنطقة الفكهاني والجنوب والبقاع والشمال من لبنان.
    الثبات على المبدأ
    ولقد تميزت مرحلة التواجد الفلسطيني على الساحة الأردنية بموقف قومي شجاع نفذته القيادة القومية والقطرية في سوريا، حيث أدخلت الفرقة المدرعة الخامسة إلى شمال الأردن وتوجهت إلى العمق الأردني في محاولة منها لفك الحصار عن الثورة الفلسطينية، وقد تم تهديد هذه القوات من قبل سلاح الجو الإسرائيلي بطلب من الإدارة الأمريكية بناء على نداء من الملك حسين يقضي بإنقاذ نظامه.
    وقد أدى هذا الموقف القومي الذي قام به الرئيس السوري/ نور الدين الأتاسي ورفاقه إلى تحولات جذرية في سوريا أدت إلى وصول الرئيس الأسد إلى السلطة، حيث قام بوضع جميع القيادة القومية في سوريا بالسجن وقد كانوا جميعاً من الأوفياء لفلسطين ولثورتها المعاصرة.
    ومن موقع الوفاء لدورهم الداعم لنا فقد أمر الأخ الرئيس القائد العام/ أبو عمار الأخ / أبو أسامة محمد أن يتولى مسؤولية متابعة الشؤون الحياتية لأسر أولئك الأخوة القادة الموجودين في السجون نتيجة لانقلاب الرئيس حافظ الأسد عليهم ومن بين هذه الأسر، أسرة الأخ الرئيس السوري/ نور الدين الأتاسي، والأخ وزير الداخلية / محمد رباح الطويل، والأخ / ضافي جميعان قائد قوات الصاعقة والأخ / محمد إبراهيم العلي وكذلك الأخ / رئيس الأركان السوري، حيث كانت رعاية أسرهم لفتة كريمة بها كل الوفاء من الأخ / أبو عمار ومن الثورة الفلسطينية،وهذا ما أزعج السلطات السورية التي أخذت تشدد الرقابة والتربص بتحركات الأخ / أبو أسامة محمد إلى أن جاء اليوم الذي طلبت فيه زوجة رئيس الأركان السوري السابق، منه مبلغاً من المال لإجراء عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني في الصدر خارج البلاد بعد رفض الحكومة السورية مساعدتها، هذا بالإضافة إلى تصوير المخابرات السورية مشهداً يجمعه بالأخ/ أبو بشير الزميلي وهو يسلمه شيكاً بمبلغ 100 ألف دولار لشراء منزل لحركة فتح في عمان، ولكن المخابرات السورية اعتبرت ذلك العمل مساهمة في دعم حركة الأخوان المسلمين المناهضة للحكم السوري، فأصدر الرئيس/ حافظ الأسد شخصياً قرار الاعتقال بحقه وتم ذلك بالفعل في نهاية عام 1980م.
    وقد مكث أبو أسامة محمد في السجن مدة سنة ونصف أيامها ولياليها عجاف ذاق خلالها كل أصناف العذاب اليومي، والذي لا يقوى على تحمله إلا المؤمنون والملتزمون بقضيتهم وثورتهم، ولم يترك الأخ / أبو أسامة محمد في سجنه يتحمل العذاب فقد تحركت القيادة والقوات بكاملها، حيث شكل موقف المؤتمر الرابع للحركة، نقطة تحول مركزية لصالحه، حيث طلبوا جميعاً من الرئيس الأسد الإفراج عنه، مستغلين لحظة استضافة الرئيس الأسد لأعضاء المؤتمر وإلى جانب ذلك فقد تدخل كل من الرئيس الشاذلي بن جديد والأخ / رفعت الأسد شخصياً لعلاقاته مع عدد من الأخوة القادة من فتح وعلاقته الشخصية بالاخ / ابو سامة محمد.
    واستجابة لهذا التحرك فقد أمر الرئيس الأسد بمحاكمة الأخ / أبو أسامة محمد، وعقدت المحكمة العُرفية وكانت المفاجأة، أن يكون القاضي هو الصديق الشخصي له، حيث وجد وثيقة تنصف الأخ / أبو أسامة محمد وتبرئه من تهمة العلاقة بالإخوان المسلمين وتؤكد على دوره الملتزم بقضيته، وتم الإفراج عنه تتويجاً لكل تلك الجهود وخرج من السجن بعد أن كان قد نقل إلى سجن تدمر، حتى يشهد ويستشهد مع من تم تصفيتهم، ولكن الله كان لطيفاً فقد وصل بعد وقوع المجزرة.
    وقد أمر الأخ / أبو ندى رئيس المحكمة العُرفية بعد تبرئته من التهم المنسوبة إليه بالإفراج عنه .. وليقوم الأخ / أبو ماهر غنيم عضو القيادة العامة لقوات العاصفة باستلامه من السجن السوري، ولم يستطع التعرف عليه من شدة التعذيب لولا الحديث معه.
    وبعد مكوثه في المستشفى لمدة شهر عاد من جديد ليواصل مشوار الثورة بنفس التصميم، وقد حدث تعاون وتنسيق مشترك بين مالية الحركة ومالية الصندوق القومي الذي كان معنياً بإطارات منظمة التحرير الفلسطينية، حيث كان على رأسه الأخ المرحوم/ درويش الأبيض الذي كان يتصرف وفقاً للنظام المالي والصرف، أما مالية الحركة فقد كان فيها النظام يجري حسب متطلبات الموقف الثوري في الميدان إلى جانب الثقة التي يفرضها الالتزام، حيث كانت الإيرادات تأتي من المملكة العربية السعودية وما يتم استقطاعه من رواتب الفلسطينيين العاملين على أراضيها والمتمثل في نسبة الـ 5% أما باقي الدول فقد كانت تمول م.ت. ف بواقع( 15 ) مليون دولار شهرياً تقريباً.

    الاعتماد على الذات في تعزيز القدرة المالية للثورة
    وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان وانتقال القيادة الفلسطينية إلى تونس، فقد تبقى من المتابعة المالية في الميدان جزء بدمشق وآخر في البقاع.. والمالية العسكرية جزء منها في اليمن وبقيت القرارات المالية لديها القدرة على الاستجابة لقرارات القيادة بما يخدم العمل الميداني وتطوراته المتسارعة، وقد لعبت الثورة منذ البداية دوراً أساسياً في الاعتماد على الذات الفلسطينية لتعزز من صمودها إزاء الحصار المالي الذي قد يفرض عليها لإضعاف قرارها السياسي، وتنفيذاً لذلك فقد أمرت عدداً من الأخوة من بينهم الأخ/ أبو أسامة محمد بشراء العقارات في كل من سوريا ولبنان لصالح الحركة وتوظيف الأموال في المشاريع الاستثمارية.
    القرار المالي هدف للانشقاق
    وأثناء التفكير في الانشقاق استمرت المحاولات بالاستيلاء على القرار المالي للحركة وبالتالي مصادرة القرار السياسي وحتى يحدث ذلك، فقد كلف المنشقون الأخ/ زياد صغير وهو صديق شخصي للأخ/ أبو أسامة محمد باستدراجه إلى الالتحاق بهم .. وإذا لم ينجح في ذلك استضافته والحوار معه وإن لم ينجح في ذلك أيضاً يتم اعتقاله وفعلاً .. تمت كل المحاولات مع الأخ/ أبو أسامة محمد وفشلت جميعها ولم ينجحوا لا بالترغيب ولا بالترهيب، ولكن الأخ/ أبو أسامة محمد وبما عرفه من الأخ/ زياد صغير من معلومات اضطرته للتوجه إلى تونس لإبلاغ الأخ/ أبو عمار بذلك مما ترتب عليه إصدار تعليماته للأخ/ أبو الزعيم ليعمم قرار التغيرات والتنقلات في القوات العسكرية لإرباك خطط المنشقين.
    وإزاء ذلك قررت قيادة الانشقاق وعلى رأسها الأخ/ أبو صالح اعتقال الأخ/ أبو أسامة محمد فور عودته لدمشق وقد حدث ذلك فعلاً عندما كان بصحبة زوجته وأحد أبنائه حيث تم وضعه في سجن المزه الذي يشرف عليه الأخ/ أبو علي مهدي الذي كان يشفق عليه ويحاول حمايته من أنياب المنشقين.
    وبدأت الضغوطات تشتد عليه حيث طلب منه الأخ/ أبو صالح عضو اللجنة المركزية مليار دولار، فأجابه الأخ/ أبو أسامة محمد إن الحركة لا تملك مثل هذا المبلغ فقام أبو صالح بتوبيخه مشيراً إلى أنه يعرف كيف يحصل على ذلك منه فأبلغه أبو أسامة محمد حتى لو كان هذا المبلغ موجود فهو بحاجة إلى توقيع آخر على الشيك من قِبل الأخ/ أبو عمار واستمرت المساومة على حياته مقابل التوقيع على ذلك، ولم تنجح محاولات الأخ/ أبو صالح، وكرر المحاولة في اليوم التالي الأخ العقيد/ موسى العملة مقترحاً أسلوب التعاون بدلاً من أسلوب التهديد، وأشار على الأخ/ أبو أسامة محمد القيام برحلة إلى الخليج لجمع الأموال للانشقاق. وفي نهاية اللقاء أوصى الاخ المرحوم/ أبو علي مهدي بالحفاظ على حياة أبو أسامة محمد، وبعد ذلك أمر الأخ أبو صالح بنقله إلى شتورة، وهذا يعني أن إمكانية تصفيته قد أصبحت واردة، ولكن الأخ العقيد/ سعيد موسى ( ابو موسى ) قد أحسن معاملته وطلب إليه أن ينظر إلى خارج المقر، وليشاهد الدبابات والوحدات الخاصة فسأله الأخ/ أبو أسامة محمد ماذا تعني من ذلك، فقال له: هذه الدبابات ليست حراسة لي، وهي قوة مشكلة من قِبل الليبيين، والقيادة العامة (احمد جبريل)، وبعض المنشقين وبإشراف مباشر من السوريين، وحقيقة مهمتهم هي منعي من التراجع، وإدامتي في مواصلة الانشقاق وإلا يتم تصفيتي، وأضاف هذه هي الحقيقة. ووعد بالحفاظ على حياة الأخ/ أبو أسامة محمد وأمر بإعادته إلى سجن المزه في دمشق. وفي سجن المزة سمح أبو علي مهدي للأخ/ أبو أسامة محمد بالحرية الكاملة في دائرة المكان مما ساعد على الاتصال بأسرته، وكذلك بزميل له وهو سوري الأصل كان في موقع قائد الجيش الشعبي السوري، وهو نفس الأخ الذي أجرى المحاكمة له وأنقذه سابقاً من حكم الإعدام بتبرئته عندما سجن بتهمة مساعدة الأخوان المسلمين. وقال له أبو أسامة محمد: يا أخي أبو ندى انني في وضع صعب قد يودي بحياتي فأبلغه أنه قادم لطرفه مع قوة سورية ووصل فعلاً بعد نصف ساعة، وقال للمتواجدين: ليس من حقكم وضع أحد في السجن والمفروض أن يكون أبو أسامة محمد سجين بطرفنا واصطحبه معه وكان أبو أسامة قد رتب مع الأخ/ وحيد مطير ( محمود محمد مطير ) التذاكر ووصلوا إلى مطار دمشق، وبعد وصوله إلى أبو ظبي قام بالاتصال مع الأخ/ أبو صالح وخاطبه بلهجة تتدفق منها المعنويات مما أثار أبو صالح الذي استمر في حدة تهديده بانه سوف يصفيه في اليوم التالي فأخبره أنه يتحدث معه من أبو ظبي .. فكان لذلك تأثير سلبي على صحة أبو صالح، حيث استمرت حالة السعال لديه تتصاعد حتى توفاه الله لاحقاً ليقوم الأخ/ أبو عمار برعاية أسرته ورعاية شقيقه أبو فراس أيضاً .. وهكذا باءت محاولات المنشقين في المساس بجزء من القرار المالي، لكن بعد مغادرتنا من البقاع وطرابلس استمروا في محاولاتهم في البحث والتدقيق والتزوير أيضاً للاستيلاء على ممتلكات الحركة وعقاراتها واستثماراتها التي وصلت إلى ما يزيد عن (800) مليون دولار حيث أفاد الأخ/ أبو أسامة محمد أنها سجلت باسمه وباسم أشخاص من بينهم الأخ/ أبو توفيق والأخ/ احسان صالحه وآخرين من الفلسطينيين والسوريين، وكادت بعض محاولاتهم أن تنجح لولا الصدفة المحضة قد كشفت ألاعيبهم لسرقة اموال الثورة، حيث قاموا بتزوير هوية باسم الأخ/ أبو أسامة محمد وأوراق لدى الشهر العقاري وكان الأخ/ رفعت الأسد، قد كشف دورهم الخبيث عندما اكتشف أن شخصاً يقوم بالبناء في إحدى قطع الأرض المملوكة من قِبل الأخ/ أبو أسامة محمد، وطلب من حراساته إحضار ذلك الشخص الذي أبلغه أنه اشتراها عن طريق التزوير، وأثيرت مشكلة كبيرة كلفت ما يقرب من (300) ألف دولار للمحامين، وعندما علم الرئيس حافظ الأسد بذلك أصدر قراره بعدم التصرف بأي من الممتلكات المسجلة للحركة، وقد لعب الأخ/ خالد الفاهوم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سابقاً دوراً هاماً في الحفاظ على ممتلكات الثورة من الضياع لأنها حق لأسر الشهداء ولا يحق لأي طرف التصرف بها، وهكذا تم حماية الممتلكات في سوريا.
    أما في لبنان فالحركة تمتلك عقارات وأراضي في صيدا والبقاع وصور وصبرا وشاتيلا وهي مسجلة ومشتراه من قِبل أبو علاء قريع وغيره، وحماية تلك الممتلكات والتدقيق عليها مسؤولية وطنية كبيرة، وهذا يتطلب إجراءات ضرورية يتولاها من يمتلكون أمانة وإيمان بحق الشعب والوطن.
    واستمرت رحلة ومسيرة العاملين في الجهاز المالي متواصلة مع مسيرة الثورة من ساحة إلى أخرى حتى عدنا إلى أرض الوطن، وبدأنا رحلة بناء سلطة الدولة وأصبح العديد من الاخوة الذين عملوا في هذا القطاع أو من تبقى منهم يشغلون المناصب في وزارة المالية مثل الأخ/ أبو أسامة محمد وكيل وزارة المالية والأخ/ أبو أسامة سعيد مدير عام الوزارة، والأخ العميد/ فؤاد الشوبكي مدير عام الإدارة المالية، والاخ العميد/ محمد البطراوي مدير عام الرقابة والتدقيق، والأخ/ وحيد مطير وكيل مساعد وزارة الشؤون الاجتماعية، والأخ/ سليمان أبو كرش وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة،والاخ العميد / زكي ابو حيه وكيل وزارة المالية وغيرهم الكثيرون ممن هم في موقع المسؤولية ويعرفون الكثير عن أسرار تلك الحقبة الهامة من تاريخنا.
    أتمنى أن يكتبوا كل التفاصيل عن جيل كان قابضاً على الجمر وأستمر ولازال يواصل رحلة البناء.

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 3:21 am