الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    ملف الاستيطان

    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:26 pm

    هذا الملف سيكون مخصصا لارشفة كل ما يتعلق بالاستيطان الصهيوني في فلسطين.


    عدل سابقا من قبل أبو الوليد في 2008-03-21, 6:49 pm عدل 2 مرات
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:27 pm

    فكرة و فلسفة الاستيطان تحت عنوان"الخطأ والسذاجة والتلون" كتب عضو الكنيست الإسرائيلي السابق يشعياهو بن فورت في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بتاريخ 1972.7.14. "إن الحقيقة هي لا صهيونية بدون استيطان، ولا دولة يهودية بدون إخلاء العرب ومصادرة أراضي وتسييجها"[1]. تماماً فالاستيطان الإسرائيلي هو التطبيق العملي للفكر الاستراتيجي الصهيوني الذي انتهج فلسفة أساسها الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، بعد طرد سكانها الفلسطينيين بشتى الوسائل بحجج ودعاوي دينية وتاريخية باطلة، وترويج مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وجلب أعداداً، كبيرة من شتات اليهود من مختلف أنحاء العالم، وإحلالهم بدلاً من العرب الفلسطينيين، بهدف إقامة دولة على المنطقة العربية، لما تلعبه فلسطين من أهمية استراتيجية في هذه البقعة من العالم. لقد بدأت فكرة الاستيطان في فلسطين، تلوح في الأفق، بعد ظهور حركة الإصلاح الديني على يد مارتن لوثر في أوروبا، حيث بدأ أصحاب المذهب البروتستانتي الجديد ترويج فكرة تقضي بأن اليهود ليسوا جزءاً من النسيج الحضاري الغربي، لهم ما لهم من الحقوق وعليهم ماعليـهم من الواجـبات، وإنما هم شعب الله المختار، وطنهم المقدس فلسطين، يجب أن يعودوا إليه[2]، وكانت أولى الدعوات لتحقيق هذه الفكرة ما قام به التاجر الدنماركي أوليغـربـولي Oliger poulli عام 1695 ،الذي أعد خطة لتوطين اليهود في فلسطين، وقام بتسليمها إلى ملوك أوروبا في ذلك الوقت[3]، وفي عام 1799 كان الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت أول زعيم دولة يقترح إنشاء دولة يهودية في فلسطين أثناء حملته الشهيرة على مصر وسوريا[4]. في القرن التاسع عشر، اشتدت حملة الدعوات للمشروع الاستيطاني اليهودي في فلسطين، وانطلقت هذه الدعوات من أوروبا مستغلة المناخ السياسي السائد حول الأطماع الاستعمارية الأوروبية في تقسيم ممتلكات الرجل المريض"الدولة العثمانية" والتي عرفت حينئذ بالمسألة الشرقية، وقد تولى أمر هذه الدعوات عدد من زعماء اليهود وغيرهم،أمثال:اللورد شاتسبوري shattesboury الذي دعا إلى حل المسالة الشرقيـة عن طريق استعمـار اليهـود لفلسطيـن[5]، بدعم من الدول العظمى ساعده في ذلك اللورد بالمرستون "1856-1784"palmerston ، الذي شغل عدة مناصب منها، وزير خارجية بريطانيا، ثم رئيس مجلس وزرائها حيث قام بتعيين أول قنصل بريطاني في القدس عام 1838وتكليفه بمنح الحماية الرسمية لليهود في فلسطين،كما طلب من السفير البريطاني في القسطنطينية بالتدخل لدى السلطان العثماني للسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين[6]. وبعد ظهور الحركة الصهيونية كحركة سياسية عملية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، سعت هذه الحركة إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية، وكان من أبرز نشطائها لورنس أوليفانت ( (lourence oliphent 1888-1820 والذي كان عضواً في البرلمان الإنجليزي، وعمل أيضاً في السلك الدبلوماسي الإنجليزي، اعتقد بضرورة تخليص اليهود من الحضارة الغربية بتوطينهم في فلسطين، وذلك بإدخالهم كعنصر لإنقاذ الدولة العثمانية من مشاكلها الاقتصادية، لما يتمتع به اليهود من ذكاء في الأعمال التجارية ومقدره على جمع الأموال، ومن أجل ذلك قام في عام 1880م بنشر كتاب بعنوان أرض جلعاد اقترح فيه إنشاء مستوطنة يهودية شرقي الأردن شمال البحر الميت، لتكون تحت السيادة العثمانية بحماية بريطانية، وكذلك شجع استعمار اليهود في فلسطين والمناطق المجاورة عن طريق إقامة مستعمرات جديدة ومساعدة القائم منها[7]. وبالإضافة إلى أوليفانت حاول العديد من زعماء اليهود في القرن التاسع عشر القيام بمشاريع لتوطين اليهود في فلسطين،ومن بين هؤلاء مونتفيوري (1784-1885) الذي حاول استئجار 200 قرية في الجليل لمدة 50 عاماً مقابل 10%-20% من إنتاجها، إلا أن هذه المحاولة فشلت أمام رفض الحكم المصري لبلاد الشام آنذاك،ثم نجح في الحصول على موافقة السلطان العثماني بشراء عدد من قطع الأراضي بالقرب من القدس ويافا،واسكن فيها مجموعة من العائلات اليهودية إلا أن هذه الخطوة أخفقت أيضاً تحت تحفظ السلطات العثمانية لمشاريع الاستيطان في فلسطين،كما بذل وليم هشلر جهوداً في جمع تبرعات مادية وإرسالها إلى الجمعيات الصهيونية لتشجيع الاستيطان في فلسطين تحت الحماية البريطانية[8]. وقام الاتحاد الإسرائيلي العالمي (الاليانس) الذي تأسس عام 1860 باستئجار 2600 دونم لمدة 99 عاماً،أقيمت عليها مدرسة زراعية بدعم من البارون روتشيلد لتدريب اليهود المهاجرين على الزراعة. في عام 1878 قامت مجموعة من اليهود بشراء 3375 دونم من أراضى قرية ملبس وتم تسجيلها باسم النمساوي سلومون، واستمرت المحاولات اليهودية للسيطرة على الأراضي الفلسطينية حتى عام 1881 الذي يعتبره المؤرخ اليهودي والترلاكور بداية التاريخ الرسمي للاستيطان اليهودي في فلسطين بعد أن وصل حوالي 3000 يهودي من أوروبا الشرقية، تمكنوا من إنشاء عدد من المستوطنات في الفترة من 1882-1884[9]وتوالت فيما بعد عمليات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بشتى الوسائل منها الشراء أو الاستئجار لمدة طويلة ، وقد لعبت المؤسسات اليهود التي أنشئت لهذا الغرض ومن بينها: منظمة بيكا التي أسسها روتشيلد، والوكالة اليهودية التي انبثقت من المؤتمر الصهيوني العالمي الأول عام 1897، والصندوق القومي اليهودي "الكيرن كايمت" وصندوق التأسيس اليهودي"الكيرن هايسود" والشركة الإنجليزية الفلسطينية. ونشطت هذه المؤسسات بعد الحرب العالمية الأولى خصوصاً بعد تمكن المنظمة الصهيونية العالمية من استصدار وعد بلفور الشهير عام 1917 الذي يقضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين،ثم وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني،حيث لعبت حكومة الانتداب دوراً كبيراً في تمكين اليهود من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية وذلك باتخاذها العديد من الإجراءات،منها فتح الأراضي الأميرية وجعلها أراضي ملكية وسن قانون أملاك الغائبين، تمكن اليهود بفضل هذه الإجراءات استملاك 2070000 دونم بعد قيـام دولة إسرائيل [10]وقد حرصت هذه المؤسسات على أن تكون هذه الأراضي في مناطق متباعدة من أجل توسيع رقعة الدولة اليهودية. ولم تظهر المستوطنات بشكل منتظم خلال القرن التاسع عشر إلا في عام 1878،عندما تمكن مجموعة من يهود القدس من تأسيس مستوطنة بتاح تكفا،وفي عام 1882 ثم إنشاء ثلاث مستوطنات[11]،هي مستوطنة ريشون ليتسيون وزخرون يعقوب وروش يبنا،ثم مستوطنتي يسود همعليه وعفرون عام 1883، ومستوطنة جديرا عام 1884 ،وفي عام 1890 أقيمت مستوطنات رحوبوت ومشمار هيارون وبعد انعقاد المؤتمر الصهيوني العالمي الثاني عام 1898 أقر قانون المنظمة الصهيونية العالمية التي أخذت على عاتقها كافة الشؤون المتعلقة بالاستيطان بعد أن وصل عدد المستوطنات الإسرائيلية الزراعية إلى 22 مستوطنة، سيطرت على 200 ألف دونم ارتفعت إلى 418 ألف دونم بعد الحرب العالمية الأولى،بعد هذا التاريخ انطلقت مرحلة جديدة من مراحل الاستيطان اليهودي في فلسطين، حيث عملت المؤتمرات الصهيونية العالمية بدءاً من المؤتمرالأول على تنفيذ برامجها التي تمحورت حول برنامج المؤتمر الأول عام 1897 ويدعو هذا البرنامج إلى[12]: - العمل على استعمار فلسطين بواسطة العمال الزراعيين والصناعيين اليهود وفق أسس مناسبة. - تغذية وتقوية المشاعر اليهودية والوعي القومي اليهودي. - اتخاذ الخطوات التمهيدية للحصول على الموافقة الضرورية لتحقيق غاية الصهيونية.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:28 pm

    لقد كانت السيطرة على الأرض الفلسطينية جوهر الفلسفة التي انتهجتها الصهيونية العالمية منذ نشوء الفكرة الأولى لتوطين اليهود في فلسطين وتابعتها إسرائيل بعد قيامها حتى الآن، وقد رافق عمليات الاستيلاء على الأراضي عملية تغيير ديموغرافي، ففي جميع حالات الاستيلاء كانت تجلب أعداداً من اليهود من مختلف أنحاء العالم ، ليحلوا مكان السكان العرب الفلسطينيين، فقد تعرضت الأراضي الفلسطينية لخمس موجات متتالية من الهجرات اليهودية[13]، وذلك في أعقاب الأزمات السياسية المتعاقبة والتي حدثت منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية الثانية وذلك في المناطق التي تواجد فيها اليهود.

    وقد حدثت الموجة الأولى ما بين عامي 1882-1903، إذ هاجر نحو عشرة آلاف يهودي من روسيا في أعقاب حادثة اغتيال قيصر روسيا وما تبعتها من عمليات اضطهاد لليهود هناك ، و بين عامي 1904-1918 حدثت الموجه الثانية، وصل عدد المهاجرين إلى 85 ألف مهاجر، ثم حدثت الموجة الثالثة ما بين عامي 1919-1923 بعد حدوث الثورة البلشفية في روسيا، وبلغ عدد المهاجرين في هذه الموجة نحو 35 ألف مهاجر وتمت الموجة الرابعة ما بين عام 1924-1932،حيث هاجر نحو 62 ألف مهاجر بسبب قيام الولايات المتحدة الأمريكية بسن قوانين حدت من الهجرة إليها، أما الموجة الخامسة فكانت بين عامي 1933-1938، حيث بلغ عدد المهاجرين في هذه المرحلة حوالي 164000 مهاجر بسبب التشريد الذي حل بالمخيمات اليهودية في مناطق الاحتلال النازي،وإلى جانب هذه الموجات كانت هناك هجرات سرية قام بها اليهود الشرقيين (السفارديم) من جهات مختلفة من اليمن والحبشة وأفريقيا الشمالية وتركيا وايران وذلك في فترة الأربعينات، وذلك بسبب قيام سلطات الانتداب البريطاني بفرض قيود على الهجرة اليهودية تقرباً للعرب للوقوف بجانبها في الحرب العالمية الثانية. وقد بلغت حصيلة الهجرة اليهودية إلى فلسطين حتى عام 1948حوالي 650 ألف مهاجر يهودي، وبعد قيام دولة إسرائيل قامت بتشجيع الهجرة اليهودية وذلك بسن العديد من القوانين مثل قانون العودة عام 1950 ، وقانون الجنسية الإسرائيلي عام 1952، فازداد عدد المهاجرين، حيث بلغ في الفترة من 1948-1967 (12.0075)مهاجراً[14].

    مما سبق يتضح لنا أن الاستيطان اليهودي قد مر بأربع مراحل، ونحن نضيف أننا نمر بالمرحلة الخامسة والأخيرة من مراحل الاستيطان[15] .



    فالمرحلة الأولى: بدأت منذ انعقاد مؤتمر لندن عام 1840 بعد هزيمة محمد علي، واستمرت حتى عام 1882، وكانت هذه المرحلة البدايات الأولى للنشاط الاستيطاني اليهودي، إلا أن مشاريع هذه المرحلة لم تلق النجاح المطلوب بسبب عزوف اليهود أنفسهم عن الهجرة إلى فلسطين ، والتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو الانخراط في مجتمعاتهم ، ومن أبرز نشطاء هذه المرحلة اللورد شافتسبوري ، واللورد بالمرستون، ومونتفيوري .

    المرحلة الثانية: بدأت عام 1882 واستمرت حتى بداية الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1920، وفي هذه المرحلة بدأ الاستيطان الفعلي في فلسطين ، وشهدت الموجات الأولى والثانية من الهجرة اليهودية إلى فلسطين خصوصاً من أوروبا الشرقية وروسيا، ومن أبرز نشطاء هذه المرحلة لورنس أوليفانت، وروتشليد، وهرتزل، وفي هذه المرحلة بدأت المؤتمرات الصهيونية العالمية وأسست المنظمة الصهيونية العالمية.

    المرحلة الثالثة: وهي مرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين، وفي هذه المرحلة تم تكثيف عمليات استملاك اليهود للأراضي الفلسطينية، وتدفق الهجرة اليهودية ، حيث شهدت هذه المرحلة الموجات الثالثة والرابعة والخامسة.

    المرحلة الرابعة: وبدأت منذ إعلان قيام دولة إسرائيل وحتى عام 1967، وفيها تمكنت إسرائيل من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتوافد المهاجرين اليهود.

    لقد تكللت جهود الصهيونية ومن ورائها القوى الاستعمارية بالنجاح عندما تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل عام 1948 على 77% من مساحة فلسطين التاريخية، وتمكنت إسرائيل من طرد معظم السكان الفلسطينيين بعد أن ارتكبت العديد من المذابح والمجازر وتدمير القرى والمدن الفلسطينية، وأصبح الفلسطينيون يعيشون مشردين لاجئين في البلاد العربية المجاورة في مخيمات بائسة، وما زالوا إلى الآن رغم صدور العديد من القرارات الدولية تقضي بضرورة عودتهم إلى أراضيهم، وفي المقابل فتحت أبواب الهجرة اليهودية على مصراعيها ليتدفق الكثير من اليهود من مختلف أنحاء العالم، واستمر هذا الوضع حتى حرب الخامس من حزيران عام 1967، والتي كانت من أهم نتائجها استكمال سيطرة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بعد احتلالها للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، وبذلك تكون فرصة جديدة سنحت لإسرائيل لمتابعة مخططات الصهيونية لتهويد فلسطين، والتي بدأت في القرن التاسع عشر، ونعتقد أنها بداية مرحلة خامسة من مراحل الاستيطان اليهودي في فلسطين ومازالت قائمة إلى يومنا هذا، كما نعتقد أنها المرحلة الأخيرة لأن إسرائيل أصبحت تحكم سيطرتها على كامل أراضي فلسطين التاريخية، وهذا ما سنتناوله في هذه الجزء التالي من هذه الدراسة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:29 pm

    الإجراءات الإسرائيلية من أجل إقامة المستعمرات

    لقد قامت إسرائيل بإجراءات عديدة من أجل تنفيذ مشروعها الاستيطاني على حساب الأراضي الفلسطينية وتمحورت هذه الإجراءات حول.

    - مصادرة الأراضي وتجريفها .

    - إقامة المواقع والحواجز العسكرية .

    - شق الطرق الالتفافية.

    وسوف نتناول هذه الممارسات لبيان الدور الذي لعبته في السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتقطيع أوصالها.

    لقد قامت إسرائيل بالسيطرة الكاملة وشبة الكاملة على 3452433 دونماً أي ما يعادل56.16% من جملة مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة موزعة كالتالي:

    2840000 دونم في الضفة الغربية سيطرت عليها قبل عام 1987 [1]

    46000 دونم في قطاع غزة سيطرت عليها قبل عام 1987 [2]

    526433 دونماً سيطرت عليها في الضفة الغربية وقطاع غزة من1988 – 1998 [3]

    40000 دونم سيطرت عليها في الضفة الغربية وغزة في النصف الأول من عام 1999[4]

    وقد صاحب عمليات المصادرات أعمال التجريف لمساحات كبيرة من هذه الأراضي تمهيداً لاقامة المستوطنات وشق الطرق الالتفافية، حيث قامت إسرائيل بتجريف 874901 دونماً لاقامة المباني السكنية للمستوطنات، كما قامت بتجريف 54200 دونم لشق الطرق الالتفافية.

    و نتيجة لأعمال التجريف قامت إسرائيل باقتلاع اكثر من نصف مليون شجرة من الأشجار المثمرة وغير المثمرة وأزالت ما يعادل 60.8% من جملة مساحات الغابات والأحراش .

    وقد زادت إسرائيل من وتيرة تجريفها للأراضي الفلسطينية أثناء فترة انتفاضة الأقصى التي اندلعت يوم 28/9/2000 ، حيث قامت بتجريف 7024 دونماً حتى منتصف شهر شباط عام 2001 .

    2.المواقع و الحواجز العسكرية:

    لقد خصصت إسرائيل 1177540 دونماً من الأراضي التي سيطرت عليها في الضفة الغربية و 1700 دونما في قطاع غزة وجعلتها مناطق عسكرية مغلقة أمام المواطنين الفلسطينيين وأقامت عليها 71 موقعاً عسكرياً في الضفة الغربية ارتفعت إلى 120 موقعاً مؤقتاً بعد اندلاع انتفاضة الأقصى بتاريخ 28/9/2000، وفي قطاع غزة أقيم 29 موقعاً مؤقتاً ازدادت إلى 40 موقعاً منذ انطلاق انتفاضة الأقصى.

    وقد نشرت هذه المواقع عند مداخل المستوطنات ومفترقات الطرق الرئيسية، حيث قسمت الضفة الغربية إلى 27 جزءاً وقطاع غزة إلى أربعة أجزاء، بالإضافة إلى مساهمتها في إحكام الإغلاق وحظر التجول الذي يمنع السكان الفلسطينيين من التنقل بين المدن الفلسطينية أو حتى داخلها .

    1. الطرق الالتفافية:

    قامت إسرائيل بشق 58 طريقاً التفافية لخدمة مستوطناتها في الضفة الغربية في الفترة من 1994 – 1999، حيث بلغت أطوالها 293.2 كيلو متر على مساحة 38071 دونما،ً بالإضافة إلى إقامة العديد من الطرق العرضية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مثل طريق عابر السامرة في الضفة الغربية وطريق غوش عتيصون، وكلا الطريقين يصلان خط الهدنة غرباً بالغور شرقاً.

    وفي قطاع غزة شقت إسرائيل 3 طرق عرضية تقطع القطاع من الشرق إلى الغرب لربط مستوطناتها في قطاع غزة وهي : طريق كارني- نتساريم

    طريق كيسوفيم- غوش قطيف
    طريق صوفا- غوش قطيف

    لقد تركت الممارسات الإسرائيلية من مصادرات للأراضي و إقامة المواقع والحواجز العسكرية وشق الطرق الالتفافية آثارها السلبية على الفلسطينيين تمثلت في :

    أول:اً تقطيع وتجزئة الأراضي الفلسطينية.

    ثانياً: إعاقة التواصل الجغرافي بين التجمعات السكانية الفلسطينية.

    ثالثاً: إعاقة قيام الدولة الفلسطينية .

    ويشير الجدول التالي إلى الطرق الالتفافية التي أقامتها إسرائيل عامي 1994- 1999 في الأراضي.
    مرفق
    الطرق الالتفافية المنشأة في الضفة الغربية خلال الفترة 1994- 1999 حسب بعض المؤشرات المختارة
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:30 pm

    سياسة الاستيطان وتهويد المكان في النقب


    الإدعاء المركزي الذي يتبناه هذا المقال هو أن سياسة الاستيطان اليهودي و"تهويد الحيز"، ما زالت تهيمن في صفوف صناع القرار ومؤسسات التخطيط والأراضي. وعلى الرغم من أن مصطلح "تهويد الحيز" قد اختفى من الخطاب التخطيطي المعلن، لتحل محله مصطلحات أخرى مثل "اجتذاب السكان" و" تحسين مستوى المعيشة"، إلا انه -من حيث الجوهر- ما زال حيا يرزق، على المستوى التخطيطي الفعلي. يفحص هذا المقال سياسة الاستيطان التي ترمي إلى تهويد الحيز، من خلال التطرق لقرارين حكوميين: أولهما القرار بإقامة 14 بلدة جديدة في الجليل والنقب، وثانيهما الخطة المعدة لـ " الوسط البدوي في النقب"، والمعروفة باسم " خطة شارون". وسأطرح في النهاية دراسة حالة عينية لقريتين غير معترف بهما في النقب، هما أم الحيران وعتير.

    الارض والسكان العرب البدو في النقب
    هُجّر معظم العرب البدو (80%-85%) أو فرّوا خلال أو بعيد حرب 48 إلى ما وراء الحدود، وبقي منهم داخل البلاد حوالي 11 ألفا، تم تجميعهم في منطقة تدعى "السياج" في شمال النقب. وخضع العرب، بمن فيهم البدو، للحكم العسكري حتى العام 1966، ونقلت معظم الأراضي التي كانت بملكيتهم للمدن والقرى اليهودية. يعيش اليوم في النقب حوالي 136.5 ألفا من العرب البدو ، ويقطن حوالي نصفهم في قرى غير معترف بها. في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، أقيمت سبع بلدات في منطقة السياج بهدف تجميع السكان البدو في النقب على حد أدنى من الأرض، وانطلاقا من الهدف المحدد لتهويد النقب، ومن خلال تجاهل مطلق لنمط حياة السكان العرب واحتياجاتهم.
    تصل نسبة السكان العرب في لواء الجنوب حوالي 14% من مجموع السكان هناك، لكن نسبة المدن والقرى العربية لا تتعدى 3.1 فقط من المجموع الكلي للمدن والقرى في الجنوب (7 من اصل 225). يعكس هذا الأمر حالة عبثية، خصوصا إذا ما عرفنا أن الدولة لم تعترف بعد بحوالي 40 قرية عربية بدوية ، تواجد بعضها حتى قبل قيام الدولة، وأقيم بعضها الآخر بأوامر من الحاكم العسكري. يزيد إغلاق الباب أمام دخول العرب لحوالي 89% من أصل 200 من البلدات القروية اليهودية (التعاونيات، والكيبوتسات، والبلدات الجماهيرية) من حدة العبثية والتمييز. ويتم تنظيم الانضمام إلى هذه البلدات من خلال لجان القبول التي تشكل الوكالة اليهودية أحد مركباتها الأساسية.الهدف المعلن لهذه اللجان هو فحص مدى ملائمة المرشحين للأيديولوجية التعاونية، لكن النتيجة الفعلية هي إقصاء المواطنين العرب. وعلى الرغم أن قرار المحكمة العليا في قضية قعدان ضد كتسير (قرار العليا 95/6698) يحظر على دولة إسرائيل تخصيص الأرض للوكالة اليهودية على نحو يميز بين اليهود وغير اليهود، إلا أن تداخل الوكالة اليهودية ما زال يشكل أداة فعالة لمنع العرب "بشكل قانوني" من استئجار الأرض في هذه البلدات. فعليا لم يغير قرار المحكمة العليا في قضية قعدان كثيرا من الممارسات المعمول بها على الارض.

    إقامة بلدات جديدة
    في العام 2001 نشر تقرير أعدته دائرة أراضي إسرائيل، وتم تقديمه للطاقم الوزاري المشترك برئاسة مكتب رئيس الحكومة. واشتمل هذا التقرير على استعراض للبلدات الجديدة التي بادرت لها أجسام مثل: دائرة أراضي إسرائيل،وزارة البنى التحتية القومية، وزارة البناء والإسكان، وزارة الداخلية، وزارة الدفاع، الوكالة اليهودية ، المجالس الإقليمية، ومبادرون من القطاع الخاص وغيرهم.وكشف التقرير عن وجود 68 بلدة في مراحل مختلفة من الإقامة، وتقع 40 منها في النقب. وضمت هذه القائمة 7 بلدات عربية، تهدف إقامتها الى تجميع السكان العرب من القرى غير المعترف بها في مساحات ضيقة. يشكل هذا التقرير- وهو الاول من نوعه من حيث النشر العلني- وثيقة أساسية وأداة إرشادية وتوجيهية بكل ما يتعلق بإقامة البلدات الجديدة.

    قرار حكومي رقم 2265
    في تاريخ 21.7.2002 قررت الحكومة (قرار رقم 2265) إقامة 14 بلدة جديدة، 6 منها في النقب. وكتب في القرار: "أ.اعتمادا على سياسة الحكومة بالعمل على تطوير النقب والجليل، وتعزيز مناطق الأطراف، وبالرجوع إلى توصيات اللجنة المشتركة للوزارات المختلفة بإقامة البلدات الجديدة والمتجددة، [تقرر] المصادقة على إقامة البلدات التالية": حيران، وعيرا، ومشمار هنيغيف ب، وكركور في النقب الشمالي، وفي منطقة المجلس الإقليمي رمات هنيغيف روح بمدبار وفاران ب في منطقة المجلس الإقليمي العرباه الوسطى.
    تقع جميع القرى التي شملها القرار تحت تصنيف "القرى الجماهيرية". ويشكل هذا التصنيف أحد الطرق الأساسية لغربلة السكان، ويمكّن من توطينها باليهود فقط، من خلال استخدام لجان القبول. إضافة إلى ذلك، يضع القرار مسؤولية إقامة 4 من أصل 6 من هذه البلدات -عيرا، ومشمار هنيغيف، وروح بمدبار، وفاران ب- على الأجسام التالية: وزارة البناء والإسكان بالتنسيق مع الوزارات الحكومية، المجالس الإقليمية والوكالة اليهودية. يمكّن منح المسؤولية على إقامة البلدة للوكالة اليهودية من القيام بعملية الغربلة، ويشكل إقصاء أوتوماتيكيا للسكان العرب. وادعى اريئيل شارون رئيس الحكومة في جلسة الحكومة(بتاريخ 21.7.2002) أن الحديث يدور عن "ضرورة قومية"، وان الهدف من إقامة البلدات هو ضمان فائض من الأرض للأجيال القادمة.:" إذا لم نستوطن في الأرض، سيقوم غيرنا بذلك".
    إضافة إلى ذلك، يقود مكتب رئيس الحكومة في السنتين الأخيرتين مبادرة لإقامة 30 بلدة جديدة في النقب والجليل. وحسب ما نشر في هذا الموضوع " يفترض بهذه البلدات أن تساعد على توزيع السكان، وتحافظ على أراضي الدولة وتساهم في الدفاع عن الحدود". ويتضح من تصريح أدلى به عوزي كيرن، مستشار رئيس الحكومة لشؤون الاستيطان، للمحطة الإذاعية الثانية(ريشيت بيت)، يتضح بشكل قاطع أن هذه البلدات معدة للسكان اليهود فقط، وان الهدف من إقامتها هو تهويد الحيز. ويقول عوزي كيرن بخصوص جمهور الهدف لهذه البلدات:
    "... الأمر الآخر هو أن الموضوع المركزي في إقامة هذه البلدات هو إغلاق الثغرات، أو إقامة البلدات- من الناحية السياسية- في مناطق، تُعنى الدولة بتواجد استيطان يهودي فيها...الأمر ببساطة هو تعزيز الاستيطان اليهودي في مناطق فقيرة بالسكان اليهود. (التشديد ليس بالأصل).
    قرارات ومبادرات كهذه تمس بالحقوق الأساسية للسكان العرب البدو، كحق المسكن، وحق الملكية، وحق الحياة الكريمة، والحق في المساواة والعدل.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:30 pm

    خطة شارون في العقد الأخير، طوّرت الدولة ومؤسساتها استراتيجيات وأدوات جديدة، تتميز بتكثيف النشاط تجاه المدن والقرى العربية،مقابل إقامة البلدات للجمهور اليهودي، وتوسيع البلدات القائمة. في تاريخ 4.9.2003 صادقت "لجنة وزارية لشؤون الوسط غير اليهودي" على خطة لـ"معالجة الوسط البدوي في النقب" والمعروفة باسم "خطة شارون". رصد لهذه الخطة ميزانية 1.175 مليارد شاقل جديد لفترة خمس سنوات. وعلى الرغم من الإعلان بأن الخطة ترمي إلى "تغيير وتحسين وضع السكان البدو"، يوضح الفحص الدقيق، أن الغرض منها هو السيطرة على أراضي العرب في النقب، وتهجير السكان وتجميعهم في سبع بلدات، وتصفية القرى غير المعترف بها. وتشتمل خطة شارون على أربعة بنود مركزية وهي: 1. ادعاءات الملكية وتسويات الأراضي: تسرع هذه الخطة من عملية تنظيم تسجيل الأراضي في منطقة النقب، التي بدأ العمل بها في سنوات السبعين.وبالاعتماد معطيات دائرة أراضي إسرائيل، قام السكان العرب البدو في النقب بتقديم دعاوى ملكية على حوالي مليون دونم في منطقة النقب. اليوم، وبعد مضي 30 عاما قررت الحكومة تكثيف مسار التسويات، بهدف تعجيل "تهجير" السكان العرب من القرى غير المعترف بها، إلى التجمعات التي تقوم الدولة بالتخطيط لإقامتها. وخصصت الخطة، لهذا الغرض، مبلغ 48.85 مليون شاقل جديد، للفترة الواقعة بين الأعوام 2003-2007. رصد هذا المبلغ لدعم الأجسام التي تقوم بمعالجة وتنظيم الحقوق في الأراضي، ولتعزيز الجهاز القضائي. نذكر هنا ان التعويضات (بالمال والأرض) التي حددتها دائرة أراضي إسرائيل في القرار رقم 932 من تاريخ 24.6.02، مقابل تنازل أصحاب الأرض عن دعاوى الملكية، من غير أن تدعو الحاجة للحسم بشكل نهائي في هذه القضية المهمة، هي رمزية، ولا تعوض أصحاب الأراضي عن القيمة الحقيقية لأراضيهم. 2. ممارسة حقوق الدولة على الأراضي وفرض قوانين التخطيط والبناء: يهدف هذا البند كما تكشف الخطة، إلى "تطبيق كامل لقرار الحكومة رقم 2425 من تاريخ 4.8.2002 بخصوص تعزيز فرض قوانين التخطيط والبناء وقضايا الأراضي"، أي تكثيف جهود السلطات لهدم البيوت وإخلائها لتطبيق طرد السكان البدو وتهجيرهم. ولهذا الغرض، ستعمل وزارات الحكومة المختلفة على فرض حقوق الدولة وقوانين التنظيم والبناء. 3. استكمال تطوير وإقامة البنى التحتية للبلدات القائمة: كما هو معروف، تعاني هذه القرى، من مشاكل اجتماعية واقتصادية وبيئية، بسبب تجاهل مؤسسات التخطيط لاحتياجات السكان، وتجاهل أسلوب الحياة المغاير للسكان العرب في النقب. تبعد المبالغ المخصصة لهذا الغرض كل البعد عن تلبية حاجة تطوير البلدات القائمة، والارتقاء يها الى المستويات المقبولة في المجالات المختلفة، كالبنى التحتية وجهاز التربية، وجهاز الصحة، والمناطق الصناعية والتشغيلية وغيرها. 4. تخطيط البلدات الجديدة: الميزانية مخصصة ايضا لتخطيط سبع بلدات عربية في النقب، اعترفت بهم الدولة في الآونة الأخيرة. المبلغ المخصص لهذا البند هو بعيد كل البعد عن امكانية تخطيط هذه البلدات . ترمي إقامة البلدات اليهودية الجديدة إلى الحد من عملية تطور البلدات غير المعترف بها، ومن تطوير وتوسيع البلدات المعترف بها، والسيطرة على الأرض، ومنع العرب من استخدامها. تجسدت جميع هذه الأمور في أقوال الوزير يتسحاق ليفي(في جلسة الحكومة من تاريخ 21.7.200):" تهدف هذه البلدات إلى الحد من انتشار الاستيطان العربي غير القانوني". دراسة حالة: أم الحيران وعتير مقابل حيران تعكس الخارطة الهيكلية اللوائية لإقامة القرية اليهودية "حيران"(ت/م/م/ 4-14 تعديل رقم 27) بشكل واضح سياسة " تهويد الحيز". تمت المصادقة على هذا المخطط في أيلول 2002، وتم اتخاذ القرار بإقامة القرية من خلال القرار الحكومي رقم 2265 الذي اتخذ في شهر حزيران 2002. وحسب الخارطة، ستقام هذه القرية على مقربة من قريتي أم الحيران وعتير غير المعترف بهما. يتجاهل هذا المخطط وجود القريتين، ولا يتم التطرق إليهما في تعليمات المخطط، وفي الخارطة نفسها. وقامت الدولة ومؤسساتها، على ضوء تخطيط البلدة اليهودية "حيران"، بجانب القريتين، اللتان عُرّفتا بتقرير الدائرة كـ"مشكلة خاصة"، قامت بتكثيف نشاطاتها تجاههما بهدف التسبب في ترحيل سكانها. ينتمي سكان قريتي أم الحيران وعتير لعائلة أبو القيعان التي تم ترحيلها بالقوة إلى موقعها الحالي، بأمر من الحكم العسكري. قبل ترحيلهم، سكن سكان القريتين، الذين يعدون أكثر من ألف نسمة، في منطقة "وادي الزبالة" التي تقع اليوم ضمن منطقة نفوذ كيبوتس شوفال. وحسب أقوال السكان هناك، وفّرت لهم الدولة أرضا مساحتها 3000 دونم للمسكن والزراعة. ومنذ ذلك الوقت لم يستلم سكان المنطقة أية إنذارات أو أوامر إخلاء أو هدم، حتى تاريخ 1.7.2003، عندما بدأت تصلهم الإنذارات. في نيسان 2004 استلم المواطنون أوامر بالإخلاء، بحجة أنهم يسكنون بصورة غير قانونية على أرض تعود ملكيتها للدولة، واستلم بعضهم أوامر الهدم، بحجة البناء "غير المرخص". وليس من قبيل الصدفة أن تُصدر هذه الأوامر في هذه الفترة بالذات، وبعد 50 عاما من إقامة هاتين القريتين. جاءت عملية التهجير المجددة للقريتين نتيجة للسياسة الحكومية والتخطيطية التي تتميز بالسيطرة على الأرض وإقصاء الأقلية العربية، مقابل نشر السكان اليهود وإقامة المستوطنات من اجلهم. إضافة إلى ذلك، تتواجد على مقربة من قريتي أم الحيران وعتير 3 استيطانات فردية، تم توصيلها بالبنى التحتية المختلفة، وتسكن في كل منها عائلة واحدة . هذه الاستيطانات هي: مزرعة يهودا التي تمتد على مساحة 1995 دونم، ومزرعة تسون يتير التي تمتد على مساحة 1459 دونما ؛ ومزرعة شوهام التي تمتد على مساحة 2005 دونمات. الاستيطانات الفردية هو اداه جديدة لتهويد الحيز وتوزيع السكان اليهود، وإقصاء الجمهور العربي عن الحيز الجغرافي، وحصره داخل حيز محدد وضيق. تلخيص يشكل الاستيطان وإقامة البلدات اليهودية أدوات مركزية تقوم الدولة ومؤسساتها بتوظيفها من اجل تكريس سياسة السيطرة على الأراضي وتهويد الحيز. منذ إقامة الدولة وحتى أيامنا هذه، عملت الدولة بكد ونشاط على إقامة البلدات اليهودية الجديدة في جميع أنحاء البلاد. طُوّرت في العقد الأخير استراتيجيات وأدوات جديدة تتميز بتكثيف النشاط تجاه القرى العربية البدوية، بهدف إقامة القرى للسكان اليهود وتطويرها. تنعكس هذه النشاطات من خلال قرارات الحكومة بإقامة البلدات اليهودية الجديدة، والمخططات التي تضمن استعمالا حصريا للأرض من قبل اليهود، ومن خلال خلق أشكال جديدة من الاستيطان. وفي المقابل يتم إرسال الإنذارات وأوامر الإخلاء والهدم للسكان العرب البدو. يفترض بالتخطيط أن يضمن ويطبق مبادئ المساواة الاجتماعية والحيّزية، ويضمن المساواة والعدل التخطيطي بين المجموعات المختلفة، ويفترض به كذلك أن يشكل رافعة للتطوير الاجتماعي والاقتصادي للمجموعات السكانية المختلفة. على الرغم من ذلك، يستخدم التخطيط في اسرائيل، كأداة لتنفيذ سياسة التخطيط غير العادلة والتي تميز ضد السكان العرب. مثال على ما ذكر، هي الخارطة الهيكلية رقم ت/م/م/ 4-14 (تعديل رقم 27) لإقامة قرية حيران اليهودية، في الوقت الذي يتم فيه إجلاء سكان قريتي أم الحيران وعتير للمرة الثانية.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:31 pm

    خلال العام الأول من الانتفاضة البؤر الاستيطانية الجديدة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اعتلى شارون السلطة في الدولة العبرية في ظل أوضاع أمنية متردية ومتفجرة، في الوقت الذي يخوض الشعب معركة الاستقلال والحرية، واعداً ناخبيه وفي مقدمتهم المستوطنين الذين فقدوا عنصر الأمن والأمان في المناطق الفلسطينية، بأن يوقف الانتفاضة خلال فترة قصيرة جداً، في الوقت الذي فشل سلفه باراك في إيقاف المد الجماهيري الفلسطيني الزاحف نحو النصر في نهاية الأمر. إن أحد الأسباب الرئيسة التي فجرت الانتفاضة في ظل حكومة باراك هو إقدام شارون على زيارة الحرم الشريف في ظل حراسة مشددة، دفعت الجماهير الفلسطينية للدفاع عن الأقصى في القدس المحتلة قدم خلالها الشعب الفلسطيني عشرات الشهداء. إن حكومة شارون بتمسكها بالخيار العسكري لإخماد الانتفاضة، إنما تزيد من اشتعال غضب الشعب الفلسطيني الذي عبر بانتفاضته عن رسالة واضحة لكل الحكومات الإسرائيلية المتغطرسة، أنه لابد من وضع اليد على الأسباب الرئيسة لتلك الانتفاضة وعدم التلاعب بأي من القضايا الرئيسة المقدسة، ولا تنازل عنها، القدس، الحدود، المستوطنات، اللاجئين، المياه. ما سنتناوله في هذه الدراسة، هو عملية التوسع العدواني الاستيطاني الذي يعتبر من أخطر أشكال التدمير للأرض الفلسطينية واعتباره مساً للثوابت الفلسطينية. كاتب فلسطيني إن الاستيطان بكافة أشكاله التي تمارسها قوات الاحتلال من بناء الوحدات السكنية وشق الطرق، واقتلاع الأشجار وتدمير المزروعات، والمنشآت العامة، وهدم المنازل، وعمليات المصادرة والتجريف للأراضي، وعمليات الإرهاب الاستيطاني تجاه المواطنين والإغلاق والحواجز والخنادق الترابية لمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، إضافة إلى إقامة النقاط العسكرية والبؤر الاستيطانية التي تشكل أخطر الأشكال الاستيطانية وخرقاً فاضحاً للاتفاقيات الدولية التي بدأت تطالب بوقف الاستيطان بما فيها النمو الطبيعي للسكان الذين تدعي إسرائيل أن عمليات البناء والتوسع إنما يأتي على خلفية الادعاء بذلك النمو الطبيعي، وجاءت خطة ميتشيل لتدحض هذا الادعاء وتطالب بوقف الاستيطان، فيما تشير استطلاعات الرأي الإسرائيلية إلى أن نصف الشعب الإسرائيلي يطالب بوقف الاستيطان وتفكيك المستعمرات خاصة وأنها تكشف زيف الادعاء الإسرائيلي بأنها تشكل الخندق الأول لحماية الدولة العبرية. وفي ظل حكومة شارون فإن سياسته الثابتة لم تتغير تجاه الأراضي الفلسطينية، فحسب خارطته الأمنية التي يشرحها دائماً، فإن المنطقة الإسرائيلية التي يطالب بها تتكون من حزامين أمنيين طويلين: 1- الحزام الأمني الغربي على طول الخط الأخضر. 2- الحزام الأمني الشرقي ويتضمن غور الأردن بعرض 15-20 كم حتى شارع ألون يتصل بعابر السامرة غرباً ويخترق سلفيت ويمتد من مفرق زعترة حتى الأغوار الشمالية. وحسب الخارطة يريد شارون إقامة خمسة أحزمة عرضية وشريط بين الحزامين الطويلين العريضين. ـ ممر من الشارع الملتف حول طولكرم عبر عنابا وشافي شمرون ويلتف حول نابلس من الغرب (شارع قدوميم ـ يتسهار) وعبر مفرق زعترة (تفوح) وممر إلى غور الأردن مع تشعب آخر في شارع نابلس ـ قلقيلية. ـ ممر على طول الشارع القاطع لشمال الضفة الغربية القائم من رأس العين باتجاه آريئيل (يخترق سلفيت) حتى فصايل بأريحا، بما في ذلك تشعب جنوبي نحو هذا الشارع من مستعمرة آريئيل بسلفيت حتى مستعمرة شيلو ليمر من بلدات ياسوف، يتما، قبلان، الساوية، واللبن الشرقي مع تخريب أجزاء من أراض فريوت وترمسعيا والقرى المجاورة. كذلك شارع "ديرخ هشالوم" أو شارع السلام الذي يتجه من تل أبيب عبر مستعمرة بيت حورون غرب رام الله إلى شمال القدس المحتلة والأغوار في أريحا. تهدف خارطة شارون إلى إيجاد أربع كتل فلسطينية متباعدة بدون روابط ولا امتدادات، على أن ترتبط هذه الامتدادات بشوارع مزدوجة، بعضها خاص بالفلسطينيين والبعض الآخر خاص باليهود، مع حصول الفلسطينيين على ممرات آمنة شمال الضفة الغربية وجنوبها، وبين الضفة الغربية وقطاع غزة على شكل تحويلات أو أنفاق ستحتفظ إسرائيل بالسيطرة عليها، وعلى المناطق الأمنية الحيوية بدون تفكيك أي مستوطنة. وقد أطلق شارون على مخططه اسم "مخطط الشبكة" لتوفر لشارون وحكومته إمكانية السيطرة الدائمة على الشوارع الفلسطينية وعلى الفلسطينيين أنفسهم، وقد نفذ أجزاء كبيرة من هذا المخطط. مخطط آخر أطلقه شارون في عهد حكومة نتنياهو حين أعلن وطالب المستوطنين باحتلال قمم الجبال على قاعدة مقولته الشهيرة بأن ما يحتله المستوطنون فهو لهم، وما لم يتم احتلاله فهو للفلسطينيين، الأمر الذي جعل المستوطنين يقيمون نحو 42 بؤرة استيطانية في الأراضي الفلسطينية ورثتها حكومة باراك من عهد نتنياهو في أواخر التسعينات 1996-1999، وادعى باراك في حينها أنه أصدر قراراً بإزالة 15 بؤرة استيطانية، والاحتفاظ بـ 27 بؤرة من مجموع هذه المواقع، إلا أن القرار سرعان ما تغير بعد أسبوعين فقط من 15 بؤرة إلى 12 بؤرة، وذلك تحت ضغط أحزاب المستوطنين ومجلس "ييشع" الاستيطاني ومع سقوط وهزيمة باراك الذي حل حكومته بنفسه وانتصار حكومة شارون بقيت تلك البؤر على حالها، استعمل الجزء الأكبر منها كمواقع عسكرية لجيش الاحتلال مع إعادة الجزء المتبقي للمستوطنين والتي تصل إلى 8 مواقع استيطانية، أعاد المستوطنون احتلالها مرة أخرى في ظل الانتفاضة، مع إضافة خزانات الماء وأعمدة الكهرباء وتثبيت منازل نقالة فيها.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:31 pm

    وفي غمرة الانتفاضة استطاع المستوطنون تحت حراسة وحماية جيش الاحتلال التوسع ثانية في إقامة بؤر استيطانية جديدة على الأرض الفلسطينية بحيث وصل عدد هذه البؤر إلى 30 بؤرة استيطانية جديدة خلال انتفاضة الأقصى حسب المصادر الإسرائيلية، دون التطرق إلى المواقع العسكرية التي تشكل هي الأخرى بؤراً جديدة، ولا حتى عن المناطق الأمنية والمناطق العسكرية المغلقة التي أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية كمناطق عازلة والتي تصل بحد ذاتها إلى مئات الآلاف من الدونمات.

    وقد اعترفت مصادر إسرائيلية أن المستوطنين أقاموا خلال الستة شهور الأولى نوعين من المواقع الاستيطانية، مواقع ثابتة قريبة من المستعمرات، ومواقع أقيمت رداً على عمليات إطلاق نار عليهم، وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عدد هذه المواقع يصل إلى 30 بؤرة استيطانية، حسب الإحصائيات الإسرائيلية في حين أن عدد البؤر الاستيطانية يفوق ذلك بكثير، قسم منها أقيم في عهد حكومة باراك السابقة، والقسم الآخر أقيم في ظل حكومة شارون الاستيطانية، فقد وصل عدد البؤر الاستيطانية إلى 45 بؤرة جديدة دون تصنيف قربها أو بعدها عن المستعمرة الأم، خاصة وأن معظم البؤر التي أقيمت حديثاً يتم تغذيتها بشكل مستقل وتبدو أن لا علاقة لها بالمستعمرات القريبة أو المجاورة يقوم على حراستها جنود الاحتلال والمستوطنون مزودة بخزانات المياه والكهرباء والطرق الفرعية المتصلة بالشوارع الالتفافية، والمنازل النقالة وإن كان معظمها فارغ من السكان بسبب المقاومة الوطنية الفلسطينية التي تحرم المستوطن من سرقة الأرض الفلسطينية، ونهب خيراتها.

    فيما يلي أسماء البؤر الاستيطانية التي أقيمت في الثلاثة شهور الأخيرة من عهد حكومة باراك التي سبقت الحكومة الحالية برئاسة شارون:

    1- بؤرة استيطانية قرب مفرق بيت دجن شرق نابلس.

    2- بؤرة استيطانية قرب مستعمرة "عوفرا" جنوباً، انتقاماً لمقتل مستوطن على أراضي عين يبرود في رام الله.

    3-بؤرة استيطانية غرب المواقع العسكرية لمستعمرة "كوسافيم" شمال خانيونس.

    4- نواة استيطانية قرب مستعمرة "براخان" عبارة عن 10 خيم أقيمت على أراضي المواطنين جنوب نابلس.

    5- بؤرة استيطانية على مساحة 8 دونمات عبر تثبيت برج هوائي في أراضي الخضر ببيت لحم.

    أما ما أقيم من بؤر استيطانية في عهد حكومة شارون الحالية فبلغ عددها 40 بؤرة وذلك على النحو التالي:

    1- بؤرة استيطانية على أراضي واد السلقا في دير البلح.

    2- بؤرة استيطانية قرب مستعمرتي "معاليه شومرون" و"جينات شومرون" على أراضي كفر ثلث بقليلية.

    3- بؤرة استيطانية قرب مستعمرة "عوفرا" أثر مقتل المستوطن كهانا الابن على أراضي عين يبرود.

    4- بؤرة استيطانية على جبل الرأس في بلدة عطارة في رام الله.

    5- بؤرة استيطانية على أراضي قرية عسلة في قلقيلية قرب مستعمرة "الفي منشه" مع إنشاء خط مياه بطول 3 كم.

    6- بؤرة استيطانية على أراض مساحتها 300 دونم قرب مستعمرة "كرمي تسور" من أراضي حلحول في الخليل.

    7- إعادة احتلال البؤرة الاستيطانية "مافات ماعون" التي أغلقها باراك جنوب شرق الخليل.

    8- وضع أسلاك شائكة على الأراضي المصادرة في شمال مواصي خانيونس تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية.

    9- بؤرة استيطانية جنوب كفر قليل في نابلس، وتمت أنارتها بالكهرباء.

    10- بؤرة استيطانية على أراضي بيتا في نابلس، حيث تم تجريف وإضافة منازل متنقلة قرب الشارع الاستيطاني.

    11- بؤرة استيطانية على أراضي يعبد في جنين، وتثبيت 6 منازل متنقلة في جبل الأقرع قرب مستعمرة "مابو دوتان".

    12- بؤرة استيطانية بحماية عسكرية كاملة على قمة جبل جرزيم من خلال تجريف الأرض، ونصب منازل متنقلة وأبراج عسكرية.

    13- بؤرة استيطانية في أراضي في الخليل ومصادرة 200 دونم قرب الشارع الالتفافي، وإقامة خيم على الأرض المصادرة.

    14- بؤرة استيطانية على أراضي مخماس في رام الله قرب مستعمرة "كوخاف يعقوب" على تلة الكرمة.

    15- بؤرة استيطانية عسكرية (معسكر) على أراضي برقا في رام الله من خلال وضع منازل جاهزة وخيم، لإغلاق مدخل رام الله.

    16- بؤرة استيطانية على أراضي دير استيا في سلفيت من خلال إقامة 10 منازل متنقلة على تلة.

    17- بؤرة استيطانية على النبي صالح شمال غرب رام الله.

    18- بؤرة استيطانية على أراضي سلواد في رام الله من خلال تحويل المعسكر إلى بؤرة وفيها 6 منازل.

    19- بؤرة استيطانية على أراضي فراسين شرق قفين ويعبد من خلال نصب وحدات استيطانية على تلة بحجة قتل مستوطن يدعى "تسفيكا".

    20- بؤرة استيطانية على أراضي الخضر في بيت لحم، ونصب 4 وحدات استيطانية على تلة تدعى "خلة العين".

    21-بؤرة استيطانية قرب مفرق الجيت الواقع في أراضي نابلس على الطريق الملتف حول نابلس بحجة مقتل مستوطن وهي بحماية عسكرية كاملة.

    22- بؤرة استيطانية على أراضي صوريف في الخليل تبعد 2 كم غرب مستعمرة كفار عتصيون بمساحة 500 دونم، حيث تم نصب شبكات مياه وكهرباء وشق طرق لتلك البؤرة.

    23- بؤرة استيطانية على أراضي بلدتي الجانية ورأس كركر برام الله في منطقة تدعى "المقطوع" مع نصب منازل متنقلة فيها.

    24- بؤرة استيطانية على أراضي دورا الخليل مكونة من 6 منازل متنقلة قرب دير سامت، مع شبكة مياه وصرف صحي (سبق أن تم الاستيلاء عليها في الثمانينات وأقيمت عليها مستعمرة وتم تفكيكها عام 1992).

    25- بؤرة استيطانية على أراضي سفارين شرق طولكرم في منطقة تدعى "خربة سمارة" محاذية للشارع الالتفافي.

    26- بؤرة استيطانية على أراضي عابود في رام الله، وقد اقتلع المستوطنون الأشجار بطول 2 كم لإقامة البؤرة وتدعى "نافيه نير".

    27- بؤرة جديدة على أراضي البقعة في الخليل، وقد تم نصب خيم ومصادرة عدة دونمات قرب الشارع رقم "60" لإقامة البؤرة.

    28- بؤرة استيطانية على أراضي يانون في نابلس، وقد تم تجريف الأراضي المخصصة للبؤرة.

    29- بؤرة استيطانية على أراضي روجيب وبيت فوريك في نابلس على تلة بين البلدتين، وقد جرت أعمال تجريف واسعة.

    30- بؤرة استيطانية على أراضي دير البلح في منطقة تدعى المزرعة، وقد تم وضع منازل نقالة وإحاطتها بقواعد أسمنتية مسلحة بالباطون.

    31- بؤرة استيطانية على أراضي يطا في الخليل، وقد أقام المستوطنون قواعد خرسانية بين مستعمرتي "ماعون" و"سوسيا" في منطقة تدعى "المقفرة" على أرض مساحتها 300 دونم مع إقامة برج وخزان مياه.

    32- بؤرة استيطانية على أراضي قرية جتاتة في بيت لحم، أقام المستوطنون خيماً في موقع يدعى "سجح" من أراضي المواطنين.

    33- بؤرة استيطانية في منطقة "أبو الناطور" في بيت لحم، حيث تم وضع عدد من المنازل المتنقلة في منطقة الفريديس.

    34- بؤرة استيطانية على أراضي كفر ثلث في قلقيلية تم وضع 4 منازل نقالة في منطقة تدعى "العيون".

    35- بؤرة استيطانية على أراضي الجيت وكفر قدوم في قلقيلية، وقد صادق شارون على إقامتها وتدعى "هار أفايم" و قام بتدشينها.

    36- بؤرة استيطانية على أراضي يطا بالخليل قرب مستعمرة "بيت حجاي" وقد صادق عليها رئيس الوزراء شارون وقام بتدشينها.

    37- بؤرة استيطانية على أراضي رفح في غزة، صادق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون، تتسع لستين عائلة.

    38- بؤرة استيطانية على أراضي الخضر في بيت لحم وتدعى "جبعات هتما" صادق عليها شارون.

    39- بؤرة استيطانية على أراضي المالح في طوباس، قام المستوطنون بوضع منازل نقالة، وأعمال تجريف لتلك الأراضي.

    40- بؤرة استيطانية على أراضي عين البيضاء في طوباس تم انتقال عدد من العائلات إليها، وهي عبارة عن منازل متنقلة.

    إن الامتيازات الضخمة التي قدمها شارون للمستوطنين، والتي هي جزء من سياسته لدعم الاستيطان والمستوطنين، وتقديم الميزانيات الضخمة قد فاقت كل الأعوام السابقة، فقد كشفت حركة السلام الإسرائيلية عن قيام حكومة شارون بتخصيص ميزانية عام 2002 لتتضمن ارتفاعاً بنسبة 12% عن الأعوام السابقة، إذ سيتم تحويل مبلغ 5,965 مليون شيكل إلى دائرة أراضي إسرائيل التي ستخصصها لتمويل مصادرة الأراضي في جبل أبو غنيم، إضافة إلى 338 مليون شيكل لشق الشوارع الاستيطانية، وتخصيص مبلغ 25 مليون شيكل لدعم التعليم المجاني، مع إعفاء المستعمرات من ضريبة الدخل بقيمة 7%، وهو الأمر الذي يشجع المستوطنين في المضي في سياسة التوسع العدواني الاستيطاني المرفوض دولياً وعربياً وفلسطينياً مع التأكيد على البند الوارد في تقرير ميتشيل بوقف أو تجميد الاستيطان بما فيه النمو والتكاثر الطبيعي الذي تدعيه إسرائيل في كل الأوقات، ووافقت حكومة شارون على تقرير ميتشيل، دون أن تلتزم به.

    فقد صادق شارون على بناء آلاف الوحدات السكنية في الأراضي الفلسطينية، في الوقت الذي تخلو المستعمرات القائمة من سكانها أصلاً، قبل بدء الانتفاضة، ومع تصاعد المقاومة الفلسطينية، ازدادت حركة التنقل وإخلاء المستعمرات هرباً إلى داخل الخط الأخضر، رغم محاولات التشجيع عبر تقديم التسهيلات والقروض البنكية الميسرة، وقد كشفت الصحافة الإسرائيلية وطاقم حركة السلام مثل هذه الظاهرة التي تزداد مع تصاعد الانتفاضة الفلسطينية المباركة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:32 pm

    كيف ينظر المثقف الإسرائيلي للاستيطان؟




    أعادت الانتخابات الإسرائيلية في حزيران من عام 1992 حزب العمل إلى السلطة، ويعود ذلك جزئياً إلى الوعود التي قطعها الحزب بالتوصل إلى اتفاقية مع منظمة التحرير الفلسطينية والتعهد بتجميد الاستيطان. بعد أكثر من عام بقليل أي في 13 أيلول 1993، وقعت كل من منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل اتفاقية إعلان المبادئ التي نصت على فترة انتقالية مدتها خمس سنوات وتأجيل القضايا الأساسية واحتفاظ إسرائيل بمسؤوليات أمنية كاملة على كامل المنطقة. ومع توقيع الاتفاقيات الانتقالية وافق الجانب الفلسطيني على تأجيل قضية المستوطنات إلى مرحلة لاحقة مقابل التزام إسرائيل بالتوقف عن الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة والحفاظ على التواصل الجغرافي.(1)

    ــــــــــــــــــــــــــــ

    * أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ـ جامعة القدس



    إلا أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية استمرت بشكل متزايد رغم الإدانة الدولية الواضحة لها، معززة بالوجود والسيطرة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية وخلق وقائع جديدة على الأرض قبل التوصل إلى أية ترتيبات نهائية مع الشعب الفلسطيني.

    تتضمن الاتفاقيات الفلسطينية ـ الإسرائيلية مجموعة واسعة من الإجراءات الوقائية الرامية إلى حماية المستوطنات والمستوطنين، حيث تم استثناء المستوطنات والمستوطنين من ولاية السلطة الفلسطينية، وفرض قيود شاملة على استخدام الأراضي الفلسطينية المحاذية للمستوطنات جنباً إلى جنب مع سيطرة إسرائيل على تسجيل الأراضي، كما تم ربط المستوطنات بعضها ببعض بواسطة الطرق الالتفافية وتم ربطها بإسرائيل نفسها.(2)

    تجاهل الموقف الإسرائيلي القانون الدولي وأصر على ضم مزيد من الأراضي من الضفة الغربية مساحتها 45% من الأراضي العربية المحتلة.

    من ناحيته أكد ميثاق الأمم المتحدة بأن الحصول على أراضٍ من خلال الحرب غير قانوني حتى ولو تم الحصول عليها أثناء الدفاع عن النفس، إذ يجب على الدولة الانسحاب فور استطاعتها درء الخطر على نفسها. إن أقرب بنود اتفاقية جنيف الرابعة وقرارات الأمم المتحدة في هذا السياق ما يلي:

    1- مادة رقم 47: لا يحرم الأشخاص المحميون الذين يوجدون في أي إقليم محتل بأي حال ولا بأية كيفية من الانتفاع بهذه الاتفاقية، سواء بسبب أي تغيير يطرأ نتيجة الاحتلال للأراضي على مؤسسات الإقليم المذكور أو حكومته، أو بسبب أي اتفاق يعقد بين سلطات الإقليم المحتل ودولة الاحتلال، أو كذلك بسبب قيام هذه الدولة بضم كل أو جزء من الأراضي المحتلة.

    2- مادة 49: يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى، محتلة أو غير محتلة مهما كانت الدوافع.

    3- القرار 242 (22/11/1967): يؤكد عدم جواز الاستيلاء على أراضي بواسطة الحرب، ويدعو إلى انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في النزاع الأخير.

    4- قرار 446 (22/3/1979): يقرر أن سياسة إسرائيل وممارساتها بإقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1967، ليس لها أي سند قانوني، ويدعو إسرائيل إلى أن تتراجع عن ترتيباتها السابقة، وأن تمتنع من اتخاذ أي عمل قد يؤدي إلى تغيير الوضع القانوني والطابع الجغرافي، أو أي عمل قد يؤدي إلى التأثير الملموس في التركيبة السكانية للأراضي العربية المحتلة منذ سنة 1967، بما فيها القدس، وأن تمتنع بشكل خاص من نقل مجموعات من سكانها المدنيين إلى الأراضي العربية المحتلة.(3)

    5- القرار 452 (20/7/1979): يدعو حكومة وشعب إسرائيل إلى التوقف وبصورة عاجلة عن تأسيس وبناء والتخطيط لبناء مستوطنات في الأراضي العربية المحتلة منذ سنة 1967 بما فيها القدس.

    6- قرار 465 (1/3/1980): يقرر أن جميع التدابير التي اتخذتها إسرائيل لتغيير الطابع المادي والتركيبة السكانية والبنية المؤسساتية أو الوضع القانوني في الأراضي الفلسطينية وغيرها من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، أو أي جزء فيها ليس لها أي سند قانوني. ويدعو حكومتها وشعبها إلى إلغاء هذه الإجراءات وتفكيك المستوطنات القائمة كما يدعو بصورة خاصة إلى التوقف فوراً عن إنشاء المستوطنات وبنائها والتخطيط لها في الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس.(4)

    في هذا البحث نتطرق إلى الجدال الدائر حالياً في إسرائيل بشأن المستوطنات والمستوطنين، بحيث نحلل كيف يدرك المثقف الإسرائيلي قضية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فقد نظر المثقفون الإسرائيليون إلى الاستيطان باعتباره:



    أولاً: الخطيئة الأولى:

    يعتبر بعض المثقفين الإسرائيليين أن الاستيطان ما هو إلا الخطيئة الأولى في العمل السياسي الإسرائيلي، ففي ملحق "يديعوت أحرونوت" كتب يوسي سريد، زعيم حزب ميرتس مقالاً بعنوان "ليس جيداً أن نموت من أجل المستوطنات" قال فيها: "إن الخطيئة الأولى هي العمل الاستيطاني. كان يجب أن يكون واضحاً منذ البداية أن ليس ثمة أي مبرر لإقامة إسرائيل في منطقة محتلة"(5) ويضيف السيد سريد: "لقد أخطأت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في العمل الاستيطاني، ولا يكاد يوجد أي سياسي في إسرائيل لم يكن له يد في ذلك في فترة أو أخرى".

    ومن جهة أخرى يرى بعض المثقفين أن هذه الخطيئة الاستيطانية أوقعت الشعب والحكومة الإسرائيلية في الوحل، فكتب يعقوب أغمون مدير عام هبيما. (6)

    "من أجل الخروج من الوحل يجب استخدام العقل. قبل تجسيد رأي سياسي اقترح استخدام الأدوات الأساسية التي منحنا إياها الخالق. أنا لا أنجح في تشخيص خطة سياسية للحكومة، أو قرارات عقلانية، ببساطة لا يستخدمون العقل. نتيجة لذلك فقدنا الاتزان والعقلانية. لا أجد ما هو عقلاني وراء عملية اتخاذ القرارات لدينا. باستثناء ذلك ليس لي خطة مفصلة للخروج من الوحل".(7)

    وكتبت الكاتبة الإسرائيلية يهوديت هنديل عن الوحل الاستيطاني فقالت: "على الحكومة أن تفعل بالضبط عكس ما تفعله، يجب أن تنسحب من المناطق وتبدأ في الحوار حول دولة فلسطينية في كل المناطق، يجب إخلاء المستوطنات".(Cool

    ثم تضيف: "لقد دخلنا في الوحل، وإذا لم ننسحب فأنا خائفة مما قد يحدث هنا. أخاف من نشوب الحرب، مثل حرب لبنان، لا نستطيع الخروج منها. لن نجد إنساناً شجاعاً مثل أيهود باراك ليخرجنا وقبل فوات الأوان. هنا الأمر أكثر تعقيداً".(9)

    أحد موقعي وثيقة الاستقلال يدعي مائير فيلتر كتب: "أنا قلق على وجود دولة إسرائيل التي كنت من مؤسسيها. أريد بقاءها لذلك أعتقد أن على الحكومة أن تعلن فوراً عن استعدادها للانسحاب من كل المناطق التي احتلت عام 1967. وستكون القدس عاصمة إسرائيل في الغرب وعاصمة الدولة الفلسطينية في الشرق".(10)

    ويرى بعض المثقفين الإسرائيليين أن ما يحدث هو جنون بحد ذاته فنرى "أ.ب يهوشوع" الكاتب الروائي يقول: "يجب الخروج من هذا الجنون الذي لا تعرف فيه إذا كان ينتظرك في إحدى زوايا الشارع انتحاري لقتلك... أنا أتحدث عن انسحاب أحادي الجانب من أجزاء كبيرة جداً من المناطق وإزالة المستوطنات الصغيرة وبناء حدود قابلة للدفاع".(11)

    في هآرتس كتب عوزي بنزيمان مقالاً قال فيه "المواجهة المسلحة مع الفلسطينيين لا تظهر في الأذهان كحرب بقاء تخوضها دولة إسرائيل، وإنما ينظر إليها على أنها ورطة بائسة تعود جذورها إلى قرار إنشاء مستوطنات في المناطق التي احتلت عام 1967، السيطرة على المناطق تعتبر في العمل الوطني وضعاً مؤقتاً يتوجب تقليص عدد الضحايا الذين يسقطون من أجله قدر المستطاع".(12)
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:32 pm

    ثانياً: عدم الاستعداد للتضحية ودفع الثمن من أجل المستوطنات: حول هذه القضية كتب عوزي بنزيمان في صحيفة هآرتس: "الشعور بأن لا خيار، وأن الضحايا هم ثمن لا مناص منه في إطار الكفاح حول ضمان الوجود لم يعد مسألة بديهية، وهي لا تلقى الإجماع من كل قطاعات الجمهور في كل الأحوال، لذلك لا توجد استجابة لتوقع اليمين المتطرف".(13) أما زعيم كتلة السلام أوري أفنيري فقد كتب مقالاً بعنوان "قطار السلام في طريقه إلى المحطة"، فقال: "الآن أنا أسمع اقتراب موجة كبيرة من الاحتجاج على الحرب الدموية ضد الفلسطينيين (حرب سلامة المستوطنات)، وتمرد رافضي الخدمة في المناطق الفلسطينية هو مؤشر واحد من بين مؤشرات كثيرة".(14) الكاتب الرئيس في هآرتس عوزي بنزيمان يعلق حول عدم الاستعداد لدفع الثمن: "وربما بشكل أساسي لأن الحرب كاملة المقاييس قد تلحق بنا مئات الضحايا من جنود الجيش، والمجتمع الإسرائيلي ليس مستعداً لدفع هذا الثمن".(15) ويؤكد بنزيمان "أن النواة الصلبة من المستوطنين وحدها التي تبدي استعدادية لدفع ضريبة الدم المرتبطة باستمرار الاحتلال".(16) ويرى بنزيمان أنه في حالة تطور العمل السياسي والدبلوماسي بين الطرفين فإن الاستعداد الإسرائيلي للتنازل عن المناطق سيندفع إلى مقدمة المنصة. "وإذا قبل الفلسطينيون الشرط الإسرائيلي ـ أي اعتبار إقامة دولتهم حلاً لمشكلة اللاجئين ـ فإن الاستعداد الإسرائيلي للتنازل عن المناطق سيندفع إلى مقدمة المنصة".(17) أما يوسي سريد زعيم حزب ميرتس فكتب يقول: "ليس جيداً أن نموت من أجل المستوطنات".(18) وكتب مئير شتغليتش في يديعوت يهزأ من سياسة شارون الاستيطانية بقوله: "حرب حتى الموت في سبيل يهودية كاملة في أرض إسرائيل الكاملة، هذه هي خلاصة الخطة العظمى لشارون وحكومته".(19) وفي لقاء خاص أجرته صحيفة معاريف مع وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز سئل فيه: "هل كنت ستخلي المستوطنات الآن؟ أجاب: أجل وأنا لا أسدي معروفاً للفلسطينيين، هناك عدة مستوطنات تجتذب النيران وليس لها مستقبل".(20) ويضيف: "أنا مستعد للتوجه نحو تنازلات مغايرة لتلك التي توجد لشارون... أنا مع تقسيم البلاد لصالح إسرائيل... أنا أعتقد أن خارطة المستوطنات ثقل على إسرائيل وتحول دون بلورة خارطة أمنية وخارطة سلام".(21) أما عوزي بنزيمان فيؤكد أن "الإسرائيليون يرفضون تقديم أرواحهم على طبق من فضة لمواصلة السيطرة على المناطق الفلسطينية".(22) وترى عضو الكنيست نعومي حزان، من ميرتس، أن المشكلة تكمن في وجود الجيش الإسرائيلي عند نقاط الاحتكاك، وتسأل "كم جنديا لا يزال عليه أن يموت أو يصاب، من أجل الدفاع عن حفنة من المستوطنين في نتساريم أو بسغوت أو قلب الخليل".(23) ثالثاً: إعصار في غابة السلام: عندما بدأ عهد السلام سنة 1977، كان عدد المستوطنين في المناطق المحتلة 20,000، وهو الآن يقارب 200,000 إن لم يكن أكثر. وعندما انتخب اسحق رابين رئيساً للحكومة سنة 1992، كان عدد المستوطنين قد وصل إلى 96,000، وفي وقت توقيع اتفاقيات أوسلو كان عددهم 110,000 وفي العام الأول من ولاية حكومة باراك، أضيف 14,000 مستوطن آخر، وصدرت عطاءات لبناء 4000 وحدة سكنية إضافية (في مقابل 3000 وحدة في كل عام من أعوام ولاية بنيامين نتنياهو). وشهدت سنة 2000 زيادة قيمتها 96% من أعمال بدء البناء في المستوطنات قياساً بسنة 1999. وفي مدينة القدس زادت الحساسية السياسية والدينية للعالم، تم بناء 800 منزل جديد في مستوطنة جبل أبو غنيم في عهد باراك.(24) ففي مقابلة مع وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز قال: "المستوطنات تثقل على إسرائيل وتحول دون بلورة خارطة السلام".(25) أما يهود أليكافي فكتب في جريدة يديعوت يقول: "أمام ائتلاف الولايات المتحدة ودول أوروبا وأمام الضغط الدائم للتنازلات سنضطر إلى البدء بالنقاش الحقيقي من أجل إزالة كل المستوطنات أو معظمها، فقط آنذاك سنفهم جميعاً ما هو حجم الثمن ـ السياسي والاقتصادي والإنساني ـ الذي دفعناه مقابل فكرة الهوس هذه [المستوطنات]".(26) وعن جشع الاستيطان كتب عاموس عوز في يديعوت فقال: "يجب عدم تشويش الخط بين الإسرائيليين الذين يريدون العيش كشعب حر في دولة إسرائيل إلى جانب فلسطين وليس مكانها، وبين هؤلاء الذين يواصلون قمع شعب آخر واستعباده في إطار مقولة "أرض الآباء" وبغريزة جشع الاستيطان".(27) صحيفة هآرتس نشرت مقالاً لعكيف الدار جاء فيها: "استمرار تطوير المستوطنات وشق الطرق في المناطق في ظل المسيرة السلمية تضعضع ثقة الفلسطينيين بنوايا إسرائيل في وضع حد للاحتلال".(28) ومن ناحية أخرى كتب الوف بن المحلل الرئيس في صحيفة هآرتس يقول: "لا مناص من الحوار والحل مع الفلسطينيين".(29) أوري أفنيري رئيس "غوش شلوم" (كتلة السلام) كتب مقالاً في معاريف بعنوان "إعصار في غابة السلام" قال فيها: "عندما يضرب إعصار الغابة، تواجه كل شجرة اختياراً. الأشجار المتفسخة تقتلع وتطير في كل اتجاه. أما الأشجار القوية، المتجذرة جيداً في أرضها، فإنها تبقى صامدة... إن إقامة المستوطنات وتوسيعها، ومصادرة الأراضي، وهدم البيوت، وبناء الطرق الالتفافية في كل أنحاء الضفة، تؤدي إلى ولادة غضب فظيع في المدن والقرى".(30) ويضيف "إن الجدال بشأن مستقبل أرض إسرائيل لم يعد مواجهة بيننا وبين الفلسطينيين، وإنما أصبح جدالاً إسرائيلياً داخلياً".(31) يوسي سريد زعيم حزب ميرتس علق على الاستيطان بقوله: "كان واضحاً أيضاً أن المستوطنات ستحبط في المستقبل فرصة التوصل إلى اتفاق معقول مع الفلسطينيين، ينسجم والمصالح الأمنية الحقيقية لإسرائيل".(32) في جلسة إدارة مجلس السلام والأمن الأخيرة في الأسبوع الماضي (19/2/2002)، إذ شارك أيضاً جنرالات الاحتياط نفي شارون، وعامي أيالون، دعا أعضاء الإدارة من دون صلة بخطة الانفصال إلى مواصلة المفاوضات الفورية حتى في ظل إطلاق النار وإلى إخلاء مستوطنات على الفور".(33) رابعاً: تكاليف الاستيطان: كتب شامر غينوسار ويوفال كرني في صحيفة يديعوت أحرونوت(34) حول تكاليف الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة فأورد أن معظم المستوطنين يعتاش من مخصصات عامة "بحسب معطيات المكتب المركزي للإحصاء لسنة 1998، لم يعد في البلد مجموعة سكانية تعيش نسبة كبيرة من أفرادها إلى هذا الحد من مخصصات عامة، فنسبة العاملين فيما يعتبر "إدارة عامة" في يهودا والسامرة وغزة أكبر مرتين ونصف مرة مما هي عليه في أي قطاع آخر ويضيف "نحو 9000 عائلة تعتاش من الإدارة العامة" 13.9% من السكان قياساً بـ 5.5% كمتوسط لجميع السكان في إسرائيل".(35) أما فيما يتعلق بالامتيازات فيؤكدون أن الإعفاءات في ضريبة الدخل تقدر بـ 250 مليون شيكل في السنة "تحظى أكثرية المستوطنات في المناطق المحتلة بتسهيلات وامتيازات سخية من الحكومة، بسبب إدراجها في خريطة ترتيبات الأولويات القومية إعفاء بنسبة 7% من ضريبة الدخل، رهون عقارية مدعومة مالياً، تعليم مجاني منذ عمر 3 أعوام وغيرها من الامتيازات في التعليم والسكن والصناعة والزراعة والسياحة".(36) أما ما يتعلق بالحماية والحفاظ على الجنود فأكدوا "وقدرت تكلفة جنود حماية المستوطنات (حرس حدود ونقاط مراقبة) بـ 75 مليون شيكل في السنة وكشف عن هذا الرقم مستشار وزير الدفاع في شؤون الاستيطان، يوسي فردي، بناءً على طلب عضو الكنيست موسى راز، أثناء نقاش جرى في لجنة مراقبة الدولة في أوائل آذار 2001، أما الطرق الالتفافية والتي عملت على أمل الحيلولة دون اللقاء مع السكان الفلسطينيين أفاد الناطق باسم وزارة المالية في 4/12/2000، "أن تكلفة شق هذه الطرق تبلغ نحو مليار شيكل".(38) أما الباصات التي تنقل المستوطنين فإن تصفيحها يكلف 13 مليون شيكل(39). تسير شركة باصات "إيغد" 40 باصاً مصفحاً على 34 خطاً. وتسير في قطاع غزة 3 باصات أخرى. وتبلغ تكلفة تصفيح الباص الواحد 320.000 شيكل. وتسير الباصات في الضفة وغزة بناءً على موافقة من الجيش الإسرائيلي، وغالباً بمواكبة سيارات عسكرية من أمامها وورائها.(40) أما المظلمة التي تنجم عن خريطة الأولويات بين المستوطنات الغنية والتجمعات السكانية الفقيرة داخل الخط الأخضر، فنشرت حركة السلام الآن مقارنة بين المستوطنات مثل إلكاناه حيث يبلغ متوسط دخل المستوطن الشهري 17.065، وألف فيشة 14.711 شيكل، وبيت أرييه 14.228، وافرات 13.340 شيكل، وهذه امتيازات مبالغ فيها لا تحظى بها تجمعات زيادة داخل الخط الأخضر. من جهة أخرى فإن متوسط الدخل الشهري للعائلة منخفض بصورة خاصة، مثل بني براك 6983 شيكل وأور عكيف 6294 شيكل وريخسيم 6288 شيكل وتل شيفع 4137 شيكل وكفر مندا 3831 شيكل.(41) خلاصة القول في قضية كبيرة ومعقدة للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي بشكل عام وملفاته المعقدة كالاستيطان الأمر بحاجة دائماً إلى أقلية صغيرة من المهووسين بالشيء. هؤلاء يرفعون صوتهم الشحيح، ووسائل الإعلام تتجاهلهم والسياسيون ربما يضحكون ويسخرون منهم ويسمونهم مجموعة هامشية ذات ضجيج، وربما الأحزاب والتنظيمات تعبر عن عدم رضاها وتتحفظ من هذه الشعارات الراديكالية. ولكن رويداً رويداً يبدأ الأمر بالتأثير، والمسألة تطل برأسها في المؤتمرات والاجتماعات وتحدث مناقشات، هذا يجبر قادة الأحزاب على رفع صوتهم وركوب ظهر الموجة. الأمر ينتشر بشكل واضح في معركة الانتخابات ويقوم السياسيون الراغبون في أن يعاد انتخابهم بتبني الشعارات الجديدة. الآن أنا أسمع اقتراب موجة كبيرة من الاحتجاج على المستوطنات.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:33 pm

    انتفاضة الأقصى وقضية الاستيطان


    مما لا شك فيه بأن انتفاضة الحرم التي انطلقت في الثامن والعشرين من أيلول عام 2000 قد اكتسبت أهمية بالغة في مختلف الساحات الفلسطينية والعربية والدولية وخصوصاً الإسرائيلية من حيث التأثير على مجريات الأحداث العالمية، كونها شكلت عنصراً مهماً من العناصر المتفاعلة على المسرح الدولي بحيث تزداد هذه الأهمية فاعلية عند الحديث عن التأثيرات التي أحدثتها هذه الانتفاضة في مكونات السياسة الفلسطينية، وكذلك ما أحدثته من انعكاسات هائلة على مجرى التفكير السياسي الإسرائيلي من حيث النظرية والتطبيق، بل أن الحديث يجري عن التأثيرات الحادة التي فرضتها انتفاضة الأقصى على الواقع السياسي الإسرائيلي من مختلف النواحي وعلى كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وغيرها. ومن اللافت للنظر بأن الانتفاضة قد ألقت بظلالها على الاستيطان الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والذي يعد الأساس العملي الذي يقوم عليه البرنامج الأيديولوجي الصهيوني الهادف إلى ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

    ـــــــ

    باحث فلسطين

    ومن المؤكد أن الإسقاطات السياسية التي خلقتها انتفاضة الأقصى كانت بمثابة نقلة نوعية اختلفت في عناصرها ومقوماتها عن سابقاتها من الثورات والانتفاضات الفلسطينية السابقة في كل ما أفرزته من وقائع جديدة على الأرض.

    ولابد هنا من القول بأن موضوع انتفاضة الأقصى وتأثيراتها على الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة لم يتم التوسع في تناوله بشكل شمولي مفصل في مؤلفات تدخل ضمن المصنفات الخاصة بهذا الموضوع لحداثة طرحه أو نضوج التخيمنات التحليلية التي تدور في فلكه من حيث النقاش الدائر سياسياً وأمنياً على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ولهذا وجدنا أن محور الاهتمام في هذا الموضوع قد تركز في المقالات التي تم نشرها في العديد من الصحف والدوريات والمجلات العربية أو تلك التي تصدر باللغة العبرية وكانت قد ترجمت إلى اللغة العربية وما يتبع ذلك من لقاءات صحفية تتحدث عن هذا الموضوع.

    التعريف بالاستيطان
    أصبح الحديث عن موضوع الاستيطان الصهيوني في المناطق الفلسطينية مسألة مألوفة كغيرها من القضايا الكثيرة والمتنوعة التي تتداخل في تعقيداتها الاحتلالية القاسية والوحشية مع النهج السياسي العملي المفروض على الشعب الفلسطيني من خلال الممارسات القمعية التي تنتجها حكومة الاحتلال وسلطاتها العسكرية، ومن أخطر هذه الممارسات والسياسات على الإطلاق هي سياسة الاستيطان الاستعماري الاحتلالي التوسعي على الأرض الفلسطينية داخل حدود 67، وللدخول إلى صلب هذا الموضوع داخل الأراضي الفلسطينية حيث تخلص إلى تعريفه على أنه (إحلال مواطني دولة الاحتلال ـ مدنيين وعسكريين ـ وإسكانهم في الأراضي التي تم احتلالها وذلك باستخدام القوة العسكرية في مصادرة تلك الأراضي جبراً وقهراً. حيث يأخذ ذلك عدة أشكال منها الاقتصادي والعسكري أو الإسكان المدني).

    وبناءً على ما تقدم نجد أن مفهوم الاستيطان يقوم أساساً على تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وإحلال السكان الذين ينتمون لدولة الاحتلال مكانهم عبر الوسائل التعسفية والقهرية وما يرافق ذلك من مصادرة للأراضي العامة والخاصة دون مراعاة لأي اعتبارات إنسانية أو سياسية أو غيرها، "والتي تهدف إلى تقويض ركائز الوجود العربي الفلسطيني الاقتصادية والسياسية والثقافية وليس غير تصفية الوجود العربي في فلسطين هي المحطة التي ستتوقف عنها عملية التهويد التدريجي المثابر للأرض الفلسطينية والتي تواترت منذ احتلال الضفة والقطاع بل منذ بداية النشاط الصهيوني في فلسطين. الاستيطان عدوان متواصل أداته إرهاب الدولة وغايته تهويد كامل فلسطين".(1)

    أهمية الاستيطان إسرائيلياً

    لقد دأب الإسرائيليون وبشكل دائم على تعزيز الاستيطان والتوسع فيه دون الالتفات إلى ما يعنيه ذلك من نهب لخيرات الفلسطينيين وتجاوز لحقوقهم التي كفلها القانون الدولي المحرم للاستيطان في الأراضي المحتلة لما فيه من خرق لأبسط القواعد الواجب الحفاظ عليها بالنسبة للشعب الواقع تحت الاحتلال حيث "تنبع الأهمية الاستراتيجية للاستيطان الصهيوني في فلسطين من خلال كون هذا الاستيطان يشكل العمود الفقري والتطبيق العملي للصهيونية واللبنة الأولى لإنشاء الكيان الإسرائيلي في فلسطين، فإسرائيل (كدولة) ما هي في الحقيقة إلا مستوطنة كبيرة قامت على أساس غزو الأرض وطرد سكانها العرب وإنشاء كيان غريب عن المنطقة العربية من خلال جلب المهاجرين اليهود من جميع أنحاء العالم واستيطانهم فيها، ويرى الزعماء الإسرائيليون في الهجرة اليهودية والاستيطان حلاً لجميع مشاكل (إسرائيل) الأمنية من خلال خلق مؤسسة عسكرية قوية مزودة بالعناصر البشرية، والاقتصادية من خلال توفير الأيدي العاملة والأراضي اللازمة لإقامة المنشآت الاقتصادية والسياسية من خلال ضمان الاعتراف والإقرار بشرعية الأمر الواقع الذي يجسده الاستيطان في المناطق المحتلة".(2)

    من هنا نرى أن الاستيطان يتصدر الأولويات الإسرائيلية كأداة هامة وممارسة عملية للنهج الفكري الذي تقوم عليه النظرية الصهيونية مدعمة بكل الوسائل التي من شأنها تغيير الواقع من خلال التصرفات المكرسة بأعمال البناء والإنشاءات واستقدام المهاجرين اليهود، ليكون لهم الغلبة الديموغرافية على المساحة الجغرافية التي يقيمون عليها "فما كان لإسرائيل أن تظهر إلى حيز الوجود لولا التحويلات الجوهرية لسكان فلسطين وأهلها. فتغيير الطابع العربي للأرض يتابع حالياً في الضفة الغربية وغزة رغماً عن أهلها الأصليين. أما الوسائل المتبعة في ذلك، فتتمثل في إنشاء شبكات رئيسة لمستعمرات يهودية".(3)

    "وقد عملت كل حكومات إسرائيل منذ قيامها على تهجير اليهود من الدول إلى فلسطين وبذلت جهوداً كثيرة لذلك، وقدمت تسهيلات لاستقدامهم، ووصل الأمر إلى تقديم مساعدات للدول مقابل ترحيل اليهود، باعتبار أن تواجد العدد الأكبر منهم في فلسطين سيعطي شرعية للكيان الذي أقيم، في مقابل كسر التوازن أمام من تبقى في فلسطين".(4)

    "وتاريخياً، كانت المستعمرات تمثل التعبير العملي عن مجهود قومي إسرائيلي يرمي إلى الحؤول دون تقرير الفلسطينيين لمصيرهم غربي نهر الأردن. فالمستعمرات، أكثر من أي تعبير آخر عن السياسة الإسرائيلية، وهي الدليل الأساسي على نيات إسرائيل في المناطق".(5) وعليه، نجد أن المستوطنات الإسرائيلية تعتبر من الوسائل الاستراتيجية الهامة لتحقيق الأهداف الإسرائيلية المستقبلية في إدامة عمر الاحتلال وتكريس وقائعه الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية التي تعطي للحكومات الإسرائيلية أوراقاً جديدة ذات أبعاد مهمة كما أسلفنا، مضافاً إلى ذلك ما يبرره الإسرائيليون من أبعاد دينية ودفاعية استراتيجية.

    مدخل عام
    تعد قضية مستقبل المستوطنات في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة واحدة من أهم القضايا الأساسية المتعلقة بالتسوية النهائية بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي تشغل بال الجمهور الإسرائيلي بصورة كبيرة جداً، حيث أن الخلاف شديد في أوساط الجمهور الإسرائيلي حول مستقبل مستوطنات المناطق في التسوية النهائية، والواضح أن مستقبل المستوطنات سيثير نقاشاً حاداً ليس فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل بين الإسرائيليين أنفسهم أيضاً، فمن المتوقع أن إسرائيل ستشهد أزمة داخلية عنيفة جداً إلى أن يتبلور في أوساطها السياسية والشعبية دعماً كافياً للتوصل إلى أي من الحلول الممكن طرحها مستقبلاً.

    "ورغم غياب السياسة الواضحة في هذا الموضوع إلا أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق اسحق رابين قد أثارت المستوطنين ومؤيديهم، وتتلخص هذه التصريحات، بأن المستوطنات خطأ تاريخي استنفذ موارد الدولة في أمور سلبية، إن مؤسسي هذه المستوطنات يلزمونا بحكم شعب لا يرغب بنا، إن بقاء السيطرة على المناطق سيؤدي إلى دولة ثنائية القومية".(6)

    "ويسود الاعتقاد أن أغلب المستوطنين لا يرغبون في العيش بصورة دائمة داخل الكيان الفلسطيني، وهي رغبة يتوجب علينا تفهم أسبابها وتقديرها لأنهم لم يقطنوا في يهودا والسامرة وقطاع غزة بهدف العيش في كيان سياسي عربي، وإنما هدفهم ضم الأراضي التي يقطنون فيها إلى دولة إسرائيل".(7)

    ولابد هنا من القول أن هذه الآراء أو لنقل هذه التحولات إنما تولدت بعد اتفاقيات السلام الفلسطينية الإسرائيلية بعد عام 1993، علماً أنها كانت من المحرمات التي يمنع الحديث فيها أو النقاش حولها كموضوع قابل للتفاوض بين العرب والإسرائيليين لدى معظم قادة الرأي السياسي في إسرائيل باستثناء القلة القليلة من قيادات كتلة السلام وغيرها من الأحزاب اليسارية، وتأكيداً لهذا يقول نتنياهو حول هذه المسألة: "ولهذا، عندما طلبت الولايات المتحدة تجميداً مطلقاً للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية وغزة، وضعت إسرائيل أمام الاختيار بين استيعاب المهاجرين دون أموال الضمانات، وبين الشروع في العودة إلى الحدود الخطيرة، حدود عام 1967. بعبارة أخرى الاختيار بين خنق ديمغرافي، وخنق جغرافي. وفي هذه الحالة، لم يكن أمام إسرائيل خيار حقيقي، إذ ليس بمقدورها الحياة ضمن حدود ضيقة إلى هذه الدرجة. مثلما ليس بمقدورها التنازل عن استيعاب أعداد جديدة من المهاجرين. وبالطبع، رفضت إسرائيل هذا الاختيار".(Cool
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:34 pm

    وفي هذا وضوح تام بأن الإسرائيليين يقفون في موضوع المستوطنات موقفاً متناقضاً كما تم عرضه من قبل قادة الرأي السياسي وصناع القرار الإسرائيلي، وليس هذا بمستغرب في هذا المجال، إذ أن هذه المسألة شكلت ولا زالت خلافاً حاداً إلى هذه اللحظة مع بعض التعديلات الطفيفة التي طرأت على مواقف حزب العمل وتحديداً في المفاوضات التي جرت في كامب ديفيد 2 عام 2000 وبقيادة رئيس حزب العمل آنذاك أيهود باراك الذي طرح حلولاً تعتبر في الوعي السياسي التفاوضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حلولاً متقدمة وقابلة للتطور من خلال عوامل الرفع والدفع المساعدة على خلق الأجواء السياسية والشعبية لبلورة الموقف الإسرائيلي الذي من شأنه أن يخلق اسقاطات سياسية منتجة في النقاش والجدل الدائر حول مستقبل المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يقودنا إلى القول: بأن انتفاضة الحرم المباركة المندلعة في أواخر شهر أيلول من العام 2000 ستشكل عاملاً حاسماً في هذا الأمر لما صنعت من حقائق واقعية ستعمل قطعاً على تحسين شروط المفاوضات النهائية والتي تتضمن قضية الاستيطان خصوصاً.

    وفي المجمل فإن في تأكيد هذه الحقائق وتركيزها نهجاً راسخاً في السياسة الفلسطينية الشعبية منها والرسمية، فوائد هامة، "فعندما تحمل إسرائيل على وقف الاستيطان فذلك إقرار قسري بأنها دولة محتلة. هذا أولاً. وثانياً، إن قضية الاستيطان تشكل القضية الحارة والمستقطبة للاهتمام الدولي، باعتبارها العقبة في وجه التسوية السلمية والتركيز عليها في الخطاب السياسي الفلسطيني يستقطب الدعم والمساندة. وثالثاً، يمكن، من خلال التركيز على الاستيطان والمستوطنين، عزل هذه الشريحة عن بقية المجتمع الإسرائيلي والاستحواذ على دعم التيار الرئيس داخل المجتمع الإسرائيلي".(9)

    لمحة تاريخية عن الاستيطان من 1967-1992

    وبالطبع يقودنا المدخل العام والمختصر في هذا الموضوع للحديث عن لمحة تاريخية موجزة حول بعض الأجزاء الهامة في المرحلة التاريخية التي تتناول الاستيطان وآفاقه، إذ أن اكتمال حدود هذا الموضوع لا يتم الإحاطة بها ما لم يتم التطرق إلى تسلسل تاريخي مبسط نحرص من خلاله أن يكون مقدمة تاريخية عامة عن الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة محصورة في الفترة التاريخية الواقعة بين عام 1967 وحتى عام 1992، مع العلم أن المراجع في ذلك كانت متوفرة وكثيرة، إلا أننا قد ارتأينا الأخذ بذلك التقسيم الذي توفر لنا من الكتاب الصادر عن المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" خلال مؤتمر الخبراء الفلسطينيين حول قضايا الحل الدائم بتاريخ 16-18/9/1999، ونتيجة للاختصار الواضح والمفيد الذي تم تناوله من قبل الخبراء عن المراحل التاريخية فإننا نعرضها كاملة وعلى النحو التالي:

    الاستيطان الإسرائيلي بين عامي 1967-1992: بدأت الجرافات الإسرائيلية وقبل وقف إطلاق النار بتهجير سكان القرى العربية (يالو، عمواس، بيت نوبا) وتدميرها بالإضافة إلى تدمير جزء من مدينة قلقيلية وبيت عوا. ولكن التدمير الذي أصاب القرى الثلاث كان كبيراً بحيث تم مسحها عن الأرض من أجل السيطرة على ما يزيد عن 58كم2 من الأراضي، وتم إقامة مستعمرة جديدة على هذه الأراضي واستغلالها للزراعة لتبدأ في نفي الوقت عملية هدم حي الشرف في مدينة القدس لإقامة الحي اليهودي. في ضوء السياسة الإسرائيلية آنذاك والتي كانت ترغب بتعديل حدودي مع ضم جزء من الأراضي إلى إسرائيل (القدس، اللطرون، منطقة غوش عتصيون) واعتبار إسرائيل منطقة الغور منطقة آمنة.

    الاستيطان الإسرائيلي بين عامي 1967-1974: كانت حكومة حزب العمل آنذاك برئاسة ليفي اشكول، وبعدها غولدامئير قد أقامت تسع مستعمرات في غوش عتصيون وغور الأردن وهي تعادل 82% من المستعمرات التي أقيمت آنذاك وعددها إحدى عشرة مستعمرة وتشكل 8% من مجموع المستعمرات اليوم، ومستعمرة واحدة على أراضي القرى العربية المدمرة (يالو، بيت نوبا، اللطرون)، في حين لم يتم إقامة أي مستعمرة في الضفة الغربية وقطاع غزة في تلك الفترة.

    الاستيطان الإسرائيلي بين عامي 74-1977: في هذه الفترة كانت الحكومة العمالية برئاسة رابين قد استثمرت نتائج حرب تشرين في تصعيد السياسة الاستيطانية فأقامت تسع مستعمرات جديدة وهي تشكل 6.5% من مجموع المستعمرات اليوم. وارتفع عدد المستوطنين إلى 2876 مستوطن 0.3% من مجموع السكان في الضفة الغربية. وقد تركز الاستيطان في غوش عتصيون وغور الأردن 6 مستعمرات وهي تعادل 66%، كما أقيمت مستعمرات في منطقة القدس الكبرى ومستعمرة في منطقة الضفة الغربية. ولا ننسى في هذه الفترة بأن الاستيطان في مدينة القدس قد تركز بإقامة الحي اليهودي ومستعمرة التلة الفرنسية، نفي يعقوب، وتل بيوت الشرقية، جيلو، راموت، ورامات اشكول، ومعلوت دفنا.

    الاستيطان الإسرائيلي بين عامي 1977-1986: شهدت هذه الفترة تحركاً يمينياً قاده عتاة الليكود ممثلين ببيغن وشامير. فأقيمت ثلاث وأربعون مستعمرة شكلت 31% من مجموع مستعمرات اليوم وارتفع عدد المستوطنين إلى 28400 مستوطن بزيادة بلغت 115% (15176 عدد المستوطنين). وشكل المستوطنون ما نسبته 2.2% من مجموع عدد سكان العرب البالغ آنذاك (1294700)، وقد أقيم 53% من هذه المستعمرات في مناطق مكتظة بالسكان في منطقة نابلس ورام الله و32.5% من هذه المستعمرات أقيم في قطاع غزة وجبل الخليل و14% في غور الأردن ومستعمرة واحدة أقيمت في منطقة غوش عتصيون الموسعة.

    الاستيطان الإسرائيلي بين عامي 86-1988: في هذه الفترة ونتيجة للأزمة السياسية في إسرائيل قد تشكلت حكومة ائتلافية من الحزبين الكبيرين حيث تم إقامة سبع وعشرين مستعمرة تشكل 20% من مجموع المستعمرات اليوم وارتفع عدد المستوطنين إلى 69500 مستوطن بزيادة 14% وارتفع عدد المستوطنين إلى 4.4% من مجموع السكان العرب أما منطقة القدس فقد شهدت إقامة مستعمرات جديدة أهمها (بسغات زئيف الشمالية، والجنوبية). أما في منطقة الضفة الغربية فقد أقيم 59% من هذه المستعمرات في منطقة نابلس ورام الله بالقرب من المناطق العربية الكثيفة السكان، 29.6% في قطاع غزة وجبل الخليل.

    الاستيطان الإسرائيلي بين عامي 88-1990: استمرت الحكومة الائتلافية الوطنية الإسرائيلية في سياسة الاستيطان فأقيم في هذه الفترة خمس مستعمرات شكلت 3.6% من مجموع المستعمرات وارتفع عدد المستوطنين إلى 81200 نسمة وبلغت نسبة المستوطنين 2% من المجمع العام للسكان بالضفة الغربية.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:35 pm

    وقد توزع بناء المستعمرات في هذه الفترة إلى ثلاث مستعمرات في منطقة رام الله ومستعمرة في جبل الخليل ومستعمرة في غوش عتصيون.

    الاستيطان الإسرائيلي بين عامي 90-92: اشتدت الحركة الاستيطانية في فترة رئيس الحكومة الليكودي اسحق شامير الذي كان يجسد الفكر الصهيوني الاستيطاني. ففي هذه الفترة تم إقامة سبع مستعمرات شكلت 5% من مجموع المستعمرات اليوم وارتفع عدد المستوطنين إلى 107,000 مستوطن وبلغ عدد المستوطنين 5.3% من المجموع العام لسكان الضفة الغربية. وقد توزعت إقامة المستعمرات في جميع أرجاء الضفة الغربية ما عدا منطقة رام الله، وغور الأردن".(10)

    وإكمالاً للسرد التاريخي الذي قسم الاستيطان على عدة مراحل محصورة ما بين عامي 1967-1992 فإننا نورد بعض التقديرات الإسرائيلية التي جاءت عقب عام 1992 حيث "قدرت مصادر الجيش الإسرائيلي عدد المستوطنين في عام 1993
    بـ 140 ألف مستوطن منهم 120 ألف مستوطن مؤقت (مثل الطلاب وما شابه ذلك). فيما قال أحد زعماء المستوطنين أن عددهم يصل إلى 130 ألف مستوطن، وفي وثيقة رسمية صادرة عن مجلس المستوطنات قدر عددهم بـ 415,136 مستوطن حتى بداية عام 1994 موزعين على 145 مستوطنة. أما مركز الإحصاءات الإسرائيلي (نشرة إسرائيلية رسمية) فقد ذكر أن عدد المستوطنين بلغ 104,800 مستوطناً يهودياً حتى نهاية عام 1992 منتشرين في 120 مستوطنة في يهودا والسامرة. أما قطاع غزة فقد بلغ عدد المستوطنين فيه 4300 مستوطن موزعين على 14 مستوطنة. ولأن بحثنا لا يتحدث عن أعداد دقيقة فإننا نكتفي بتقدير عددهم بـ 120 ألف مستوطن يهودي في الضفة الغربية وقطاع غزة مشكلين 6.7% من مجموع السكان (1.8 مليون عربي) و2.3% من مجموع سكان إسرائيل".(11)

    ومع ذلك لم يتوقف الاستيطان ولم تتوقف الممارسات الاستيطانية التوسعية إلى يومنا هذا، "وفي ظل انتفاضة الأقصى المجيدة المتواصلة التي فتحت النقاش واسعاً حول الاستيطان والمستوطنين وممارساتهم الإرهابية ضد شعبنا، وهو نقاش امتد ليشمل كل الأوساط السياسية والإعلامية والحزبية في إسرائيل نفسها ـ ربما لأول مرة على هذا المستوى من الانفتاح ـ الأمر الذي يدل بما لا يدع مجالاً للشك أن معركة الدفاع عن الأرض في وجه الاستيطان يجب أن تتواصل حتى كنس الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 بما في ذلك القدس الشرقية وتدمير وإزالة البنية الاستيطانية من هذه الأراضي تحقيقاً لقيام دولة فلسطينية مستقلة سيادية عليها خالية تماماً من أي مستوطنة أو مستوطن".(12)

    انتفاضة الأقصى

    مما لاشك فيه بأن أهم الصور التي كانت توصف على أنها الأبشع، بل على أنها من أهم الأسباب التي ساهمت بشكل كبير في تفجر انتفاضة الأقصى وإلهاب الحماسة الجماهيرية لدى أبناء الشعب الفلسطيني والعربي هو وجود الاستيطان، ولذا "فإن مراجعة مدققة، لتاريخ هذا الصراع ومجرياته، تبين أن الطرفين وعيا، ومنذ البدايات الأولى، الأهمية الحاسمة لمسألة امتلاك الأرض. فلقد كان امتلاك الأرض وما زال يعني امتلاك الوطن، وخسارة الأرض تعني خسارة الوطن، وخسارة حق تقرير المصير والحرية والاستقلال".(13)

    "وإحدى سمات الاحتلال التي يستاء منها بنوع الخصوص سكان الضفة الغربية هي إقامة مستوطنات يهودية على أرضهم. ويبرر الإسرائيليون هذه المستعمرات إما بالإشارة إلى أن يهودا والسامرة كان يسكنها اليهود أيام داود وسليمان أو بالقول أنها ضرورية (لاعتبارات أمنية) لكنهم لا يوضحون أبداً كيف يمكن لمستوطنات مدنية في أرض (العدو) أن تكون أمنية سواء في الحرب أو في السلم".(14)

    "لكن الرأي العام العالمي لم تخدعه هذه الأباطيل: إذ لا يؤيد أي بلد في العالم سياسة إسرائيل الاستيطانية فضلاً عن أنها محظورة بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، (التي وقعت إسرائيل عليها) والتي تنص على أن المحتل (لا يجوز له نقل أجزاء من سكانه إلى الأرض التي يحتلها).(15) وفي وصف الحالة المتغطرسة التي يمارسها الاحتلال على الشعب الفلسطيني تقول شولاميت ألوني "وزيرة سابقة في الحكومة الإسرائيلية": "الجميع يقول إنه يجب إخلاء المستوطنات، وعندما كنت وزيرة في حكومة رابين أيدت الأكثرية إخلاء مستوطنتي نتساريم وكفار داروم في قطاع غزة فماذا فعلوا اليوم بذلك؟ لقد ضيقوا أكثر على غزة، لا يمكن أن نطلب من الفلسطينيين وقف أعمال العنف والإرهاب بينما نتعامل معهم بوحشية كولونيالية، نتجاهل المواطنين ونعاقبهم جماعياً ولا نبدي أي حسن نية، وفي الخلفية تسمع أصوات اليمين، التي تقول إننا حتى الآن لم نكمل حرب الاستقلال، ماذا يعني هذا القول؟ انه يعني أننا لم نكمل احتلال كل البلاد".(16)

    لا شك بأن هناك العديد من الأصوات المنادية بما تقوله شولاميت ألوني والتي تعزو ردة الفعل التي تطورت إلى انتفاضة شعبية عارمة، بل وتحولها إلى حركة مقاومة فاعلة ومستعرة بكل الوسائل والأدوات المتاحة أمام الشعب الفلسطيني وقواه الحية والعاملة في الساحة الفلسطينية، إلى الشراهة الاستعمارية التي فاقمت الحقد والضغائن ضد المحتل ومستوطنيه، وفي هذا أيضاً ننقل حديث شولاميت ألوني التي تقول: "اللاجئون خرجوا في أثناء الحرب على أمل أن يعودوا إلى بيوتهم، أما المستوطنون فقد ذهبوا إلى مكان هم يعرفون أنه ليس لهم، وفي ظل حكم عسكري لدولة ساعدتهم على ذلك، وعليها أن تمنحهم التعويضات. إنهم يبدلون بيتاً ببيت وليس في ذلك خطيئة، وقد فعلوا ذلك من قبل.. ولا أقبل ادعاءهم أنهم ولدوا هناك. هؤلاء استولوا على أراضي الغير، وهم يقتلعون الأشجار، ويهدمون كل ما هو ليس لهم".(17) فقد "باتت المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة من أبرز مظاهر التدمير والتشويه للبيئة الفلسطينية، بل أخطرها على الإطلاق، فالاستيطان يعني السيطرة على الأرض والموارد وهو بهذا يشكل ذروة الاحتلال وجوهر الفلسفة التي قامت عليها دولة إسرائيل. أقامت إسرائيل عدداً كبيراً من المستوطنات انتشرت في مختلف أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزة مع تركيزها في مناطق معينة يمكنها بسهولة من تجزئة الأراضي الفلسطينية إلى أجزاء يصعب معها التواصل الجغرافي بين التجمعات السكانية الفلسطينية تحت أي ظرف من الظروف، كما يحدث هذه الأيام".(18) ومع الأيام نجد أن الرأي العام الإسرائيلي والعالمي يؤكد على أن الاستيطان إنما هو عقبة كأداء في طريق السلام، وفي هذا يقول أحد مستشاري الحكومة الإسرائيلية القضائيين: "مع السنين بدأت تخفق في وسطنا أرواح عبث مسيحانية، اعتمدت على حراب جيش الدفاع، أصبحنا مجتمعاً كولونيالياً متحمساً للاحتفاظ بالمناطق المحتلة وتجاهلنا المواثيق الدولية، وصادرنا أراضٍ ليست لنا، ونقلنا مستوطنين يهوداً من إسرائيل للمناطق المحتلة، وعملنا في النهب وأوجدنا لذلك تبريرات قانونية".(19) ولا يبتعد رأي المجتمع الدولي عن هذا إطلاقاً، بل على العكس من ذلك فإنه يعمل على إعادة إنتاجه بشكل أكثر تأكيداً ووضوحاً يدل دلالة لا ريب فيها بأن الاستيطان وإزالته هو جوهر إثارة الشعب الفلسطيني بل وأحد أهم الأهداف التي يسعى الفلسطينيون إلى تحقيقها مهما كان الثمن، وعلى ذلك فإننا نورد نص تقرير ميتشل الصادر عن لجنة شرم الشيخ لتقصي الحقائق في نيسان 2001 الذي تناول موضوع الاستيطان وإثارة وجوده كسبب لتعاظم العنف واذكاء جذوته، لما في ذلك من توضيح جلي للموقف الدولي إزاء الاستيطان كمسبب للمقدمات الرئيسة لانتفاضة الأقصى وهو على النحو التالي:

    المستوطنات: يقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية المساهمة في إعادة بناء الثقة من خلال تجميد بناء المستوطنات، إذ من الصعب جداً وقف العنف الإسرائيلي الفلسطيني إن لم يتحقق ذلك، كما يجب على الحكومة أن تأخذ في الاعتبار قضية المستوطنات وتحدد إن كانت ستستخدمها في المستقبل كورقة مقايضة جوهرية أم أداة استفزاز حقيقية تعوق أي محادثات مستقبلية مثمرة.

    لاشك في أن القضية خلافية، سيعتبر الكثير من الإسرائيليين توصياتنا مجرد بيان يصف أموراً واضحة ليست بحاجة للتوضيح، وسيدعمونها، وسيعارضها الكثيرون، لكن الأنشطة الاستيطانية يجب ألا يسمح لها بتقويض عودة الهدوء واستئناف المفاوضات. لقد حصلت إسرائيل على دعم الولايات المتحدة خلال نصف قرن من وجودها، وقد أدلت واشنطن بصوتها في المحافل الدولية لمصلحة إسرائيل مرات كثيرة، لكن حتى في علاقات وثيقة كهذه ثمة خلافات، أبرزها معارضة واشنطن لسياسات الحكومة الإسرائيلية الاستيطانية، وعلق وزير الخارجية الأمريكي، جايمس بيكر في 22 أيار 1991 في الكونغرس: كل مرة أذهب فيها إلى إسرائيل للبحث في عملية السلام يواجهني الإعلان عن بناء مستوطنات جديدة، هذا يخالف سياسة الولايات المتحدة، وهذه القضية الأولى التي يثيرها العرب والحكومات العربية والفلسطينيون في الأراضي (المحتلة) حين نتحدث إليهم، ولا أعتقد أن هناك عقبة أكبر من الأنشطة الاستيطانية والتي لا تفتر، بل تستمر في وتيرة حثيثة.

    يذكر أن السياسة التي وضعها بيكر، بالنيابة عن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، كانت السياسة المتبعة لكل إدارة أمريكية لربع قرن مضى، كما انتقدت معظم البلدان، مثل تركيا والنرويج وبلدان الاتحاد الأوروبي، الأنشطة الاستيطانية، واعتبرت أنها غير مشروعة، وفقاً للقانون الدولي، وأنها تنتهك الاتفاقات السابقة.

    ـ في كل من الزيارتين اللتين قمنا بهما إلى المنطقة كانت هناك إعلانات إسرائيلية تتعلق بتوسيع المستوطنات، وكان هذا دائماً الموضوع الأول الذي يثيره معنا الفلسطينيون الذين نلتقي بهم، في زيارتنا الأخيرة لاحظنا أثر 640 مستوطن على 40 ألف فلسطيني في الخليل، و6500 مستوطن على أكثر من مليون و100 ألف فلسطيني في قطاع غزة. الحكومة الإسرائيلية تقول إنها تمنع المستوطنات الجديدة، ولكنها تسمح بتوسعة المستوطنات القائمة لتلبية (النمو الطبيعي) أما الفلسطينيون فيحتجون بأنه ليس هناك فرق بين مستوطنات (جديدة) و(موسعة) وأنه باستثناء حكومة اسحق رابين، استمرت الجهود الشرسة من قبل إسرائيل لزيادة عدد المستوطنات وحجمها.

    ـ جرى نقاش هذا الموضوع بشكل واسع داخل إسرائيل، وجاء في صحيفة هآرتس، بنسختها الإنجليزية في 10 نيسان 2001 "إن حكومة تقول أن هدفها هو التوصل إلى حل للنزاع مع الفلسطينيين بالوسائل السلمية، وإنها تحاول حالياً وضع حد للعنف والإرهاب، عليها أن تعلن نهاية البناء في المستوطنات".

    ـ الظروف في المنطقة الآن مختلفة جداً عن تلك التي كانت قائمة منذ 20 سنة. ومع ذلك تبقى كلمات الرئيس ريغان صالحة للاستخدام: "إن تبني إسرائيل لتجميد فوري للمستوطنات، وأكثر من أي أمر آخر، قد يخلق الثقة الضرورية الآن".

    ـ إضافة إلى ما يتصف به وقف الاستيطان من قدرة على بناء الثقة، نشير إلى أن العديد من المواجهات التي حدثت خلال هذا الصراع جرت عند نقاط يلتقي فيها الفلسطينيون بالمستوطنين وبالقوات الإسرائيلية التي تحمي هؤلاء المستوطنين، سيكون من الصعب جداً الاحتفاظ في آن معا بالسلام وبنقاط التماس هذه.(20)

    ليس عبثاً كما هو واضح من النص السابق بأن يعمد القائمون على إخراج هذا التقرير بالإشارة الدائمة إلى المواقف الدولية الخاصة بالاستيطان، وخصوصاً الموقف الأمريكي، لما يحمل في طياته من تأكيد مطلق للحساسية المفرطة التي يخلقها وجود الاستيطان والمستوطنين على الأراضي الفلسطينية فقد "أصبح المستوطنون، الذين يراهم قسم ليس قليلاً من الرأي العام الإسرائيلي، عقبة حقيقية في الطريق إلى السلام، وعنصراً مقيتاً مع السنين، في استطلاع للرأي العام جرى قبل انتفاضة الأقصى بين طلاب المدارس الثانوية احتل المستوطنون رأس قائمة العناصر الممقوتة في المجتمع الإسرائيلي 51%،(21) ويقول د. أمنون كابليوك في نفس السياق: "من المهم أن نقرأ تحليل المحلل العسكري المقرب من المؤسسة زئيف شيف في هآرتس لأسباب انهيار أوسلو "الأمريكان مذنبون بأنهم لم يحرصوا على منع خروقات الطرفين للاتفاق، وما هي هذه الخروقات؟ لم يجمع الفلسطينيون السلاح غير القانوني وزادوا عدد أفراد قوات الشرطة لديهم.. أما خروقات الإسرائيليين فتخص بالمقابل جذور الاتفاقية وجوهرها، عطلوا مرة تلو الأخرى انسحابهم من الضفة الغربية ولا يقل عن ذلك أهمية استمرار توسيعهم للمستوطنات وإقامة أخرى جديدة ومصادرة الأراضي لهذه الغاية، كما لعبت المستوطنات أيضاً دوراً في اندلاع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية".(22)
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:35 pm

    لحظة الانفجار

    جاءت الزيارة الاستفزازية للأقصى الشريف من قبل المجرم شارون الزعيم المتطرف لحزب الليكود الإسرائيلي آنذاك، جاءت هذه الزيارة دون مبرر سوى استفزاز الفلسطينيين والاعتداء على مشاعرهم الدينية والوطنية، لتفجر موجة غير مسبوقة من الثورة للدفاع عن المقدسات وللتعبير عن الغضب العارم من السياسة الإسرائيلية الإرهابية ضد أبناء الشعب الفلسطيني على مدى سنوات الاحتلال.

    نعم لقد جاءت ردة فعل الجماهير الفلسطينية على أثر تلك اللحظة المشؤومة التي دنست فيه أقدام زعيم الإرهاب الصهيوني باحات الأقصى الشريف مدعوماً بكل قوى الشر والطغيان من رجال الجيش والشرطة الإسرائيلية.. كانت هذه هي لحظة الحقيقة التي أزفت بالنسبة للشعب الفلسطيني لينهي بها سبع سنوات طوال من المقت والمماطلة الإسرائيلية التي قادتها الحكومات الصهيونية المتعاقبة منذ توقيع السلام بين إسرائيل وم.ت.ف. عام 93، وما إن تواترت أحداث الانتفاضة بزخمها الشعبي المعروف على الصعيدين المحلي والعربي على حد سواء حتى بدا الحديث عن التطورات الميدانية التي فرضتها طبيعة المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في مواجهته أبشع هجمة احتلالية شرسة، ولكن هذه المرة بوجود أول سلطة وطنية على بعض الأراضي الفلسطينية التي شملها انسحاب جيش الاحتلال بموجب اتفاقيات السلام والتي كان لها بعض المميزات عن سابقاتها من الثورات والانتفاضات الشعبية التي سبق وأن انفجرت على هذه الأرض.

    وانسجاماً مع ما تقدم فإن الرؤية الحقيقية للانتفاضة في هذا الوقت الذي أصبح عنوانه الأبرز مزيداً من التصلب الإسرائيلي القمعي الموجه ضد كل ما هو فلسطيني حي، دون تمييز أو استثناء، فالانتفاضة لا زالت تعبر وبشكل واضح على المضي قدماً في مشروع الصمود رغم قسوته لتحقيق الاستقلال الوطني بكل متطلباته وشروطه الوطنية التي تلاقي الإجماع الوطني والتلاحم العضوي بين كافة الشرائح والمؤسسات التي يتكون منها الكيان الفلسطيني في الوطن والشتات متسقاً في ذلك مع الحالة المعنوية والنضالية التي يعيشها أبناء شعبنا والتي تزداد وتيرتها مع تقديم المزيد من الشهداء والتضحيات دون ظهور علامات الإعياء أو التعب أو حتى مجرد التفكير بالتخلي عن أي جزء من المشروع الوطني الفلسطيني الذي ترفده انهار الدم النازفة من أجساد الشهداء والجرحى دون أن تثخنهم هذه الجراح أو تجعل لليأس والإحباط إليهم سبيل، وعلى العكس من ذلك فقد بدأت الانتفاضة بذاتها تصنع برنامجها في النضال والمقاومة والذي ركز بالدرجة الأولى على ضرب المستوطنين أينما كانوا، في الشوارع، في المستوطنات، في المصانع، وفي كل مكان تطالهم فيه يد المقاومة، وقد تجلت هذه الصورة من خلال كافة البيانات التي أصدرتها القوى الوطنية والإسلامية ضمن برنامجها الخاص بقيادة الانتفاضة سياسياً وما ترافق مع ذلك من بيانات أصدرتها الأجنحة العسكرية التابعة لهذه القوى.

    نقطة التحول
    إن وجود المستوطنين على الأرض الفلسطينية سبب كما قلنا حالة من النقمة الدائمة عليهم، إذ ارتبطت عملية المواجهات مع الجيش الإسرائيلي في أحيان كثيرة نتيجة وجود هذا الجيش لحراسة المستوطنين والحفاظ على أمنهم، "الأمر الذي دفع بالانتفاضة الفلسطينية الانتقال إلى مرحلة جديدة، حيث تمكنت مجموعاتها الصغيرة، من السيطرة على الطرق الالتفافية بين المستوطنات الإسرائيلية عن بعد والحد من حرية حركة المستوطنين والقوات الإسرائيلية، وعوضاً من أن تسهل هذه الطرق حرية الحركة للمستوطنين باتت مقتلاً وفخاً لهم. مما دفع بالمستوى الأمني العسكري الإسرائيلي إلى منح المستوطنين تسهيلات معلنة، لمهاجمة الفلسطينيين، بعد أن كانت القوات الإسرائيلية تظهر نفسها وكأنها تمنع المستوطنين من أن يأخذوا القانون بأيديهم، رغم ذلك، أثبت المستوطنون كفاءة محدودة للغاية في هذه المواجهات ولم تنفع كافة وسائل الدعم العسكري (القانوني) في قدرتهم على المواجهة".(23)

    "وفي هذه الأثناء، وكما تمت الإشارة إليه آنفاً، بدأ يظهر تحول خلال الشهر الثاني للانتفاضة بعيداً عن الحصيلة اليومية من المتظاهرين الشباب عند محاور الاتصال بين المنطقة أ و المنطقة ب (وهي في معظم الأحيان، حدود المراكز المدنية ومشارف مراكز الجيش الإسرائيلي) إلى عمليات ضاربة ضد المستعمرات والمستوطنين، أما الحصيلة الصافية لهذا التحول فكانت ازدياد في عدد الإصابات والوفيات الإسرائيلية، وتغيراً نوعياً في نسبة الوفيات الإسرائيلية إلى نسبة الوفيات الفلسطينية، وهكذا فإن الهبة التي بدأت انتفاضة من أجل الأقصى وسيادة الفلسطينيين على القدس بدأت تتحول بالتدرج إلى معركة من أجل المستعمرات، ومن الواضح أن الخطاب الفلسطيني قد تصلب حيال إخلاء المستعمرات كلياً".(24)

    استهداف المستوطنين

    تحت عنوان: اقتلوا أكبر عدد من المستوطنين كتبت صحيفة معاريف الإسرائيلية خبراً تقول فيه: "أمر ياسر عرفات رجاله بأن (يقتلوا مستوطناً كل يوم) وطلب منهم (إطلاق النار على المستوطنين كل يوم). وحسب تقارير وصلت أصحاب القرار في الحكومة الإسرائيلية أمر عرفات مؤخراً رجاله تكثيف هجماتهم ضد المستوطنين وقال لهم (يا ويلكم إن تركتموهم يصلون إلى بيوتهم بسلام أو السفر في الطرق بسلام). مع ذلك أمر عرفات عدم إطلاق النار من مناطق أ والخاضعة لسيطرته المطلقة وعدم المبادرة بعمليات داخل إسرائيل (أريد أن تقتلوا أكبر عدد من المستوطنين".(25)

    وسواء كان ما نشر في هذه الصحيفة صحيحاً أم غير ذلك فهذا يعني أن الإسرائيليين قد أدركوا ذلك التحول الذي بدأت انتفاضة الأقصى تكتسي به وهو استهداف المستوطنين والمستوطنات من قبل رجال المقاومة الفلسطينية وذلك من خلال إبراز ذلك في الصحف الإسرائيلية إذ تؤكد نفس الصحيفة على ذلك بقولها: "وأضافت المصادر أن زلوم ـ مسؤول فتح في الخليل ـ أصدر تعليمات واضحة لرجاله بـ "اصطياد المستوطنين"، وفي نفس السياق تضيف صحيفة يديعوت الإسرائيلية قائلة: "المخربون سيهاجمون داخل المستوطنات.. وتستطرد مفصلة: ثمة خوف من موجة عمليات داخل المستوطنات في المناطق: في الآونة الأخيرة وصلت إلى جهاز الأمن تحذيرات عن إمكانية أن يحاول الفلسطينيون تنفيذ عمليات في المستوطنات نفسها ولن يكتفوا بمحاولة المس بالمواطنين والجنود على محاور الحركة في المناطق".(26)

    ومن المعروف أن المقاومة قد سددت العديد من الضربات الموجعة للمستوطنين داخل المستوطنات في قطاع غزة والضفة الغربية وعلى محاور الطرق الالتفافية وغيرها من الأماكن التي يظهر فيها المستوطنون، ومن الجدير ذكره بأن الإسرائيليين بقيادتهم العسكرية والسياسية قد أدركوا هذا التحول المنهجي في طرق عمل المقاومة وأساليبها التي جعلت من المستوطنين هدفاً دائماً ومحدداً. خصوصاً في ظل وجود النقاش الدولي الساخن حول هذا الموضوع الذي تناوله وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر عندما قال: "الفلسطينيون يسألون نفس السؤال، ومن وجهة نظرهم ترتبط مسألة الثقة الأساسية بضمان عدم حدوث أية تغييرات على الأرض في كل ما يتعلق بالمستوطنات، أي أن الأمن من جهة والمستوطنات من الجهة الأخرى. ليس الأمران متوازيان، ولكنني اعتقد أنه عندما نتحدث عن إعادة بناء الثقة فإن لهاتين المسألتين أهمية كبيرة".(27)

    "إن تفهم حكومات العالم وشعوبه لخطورة الاستيطان، أوجب على السلطة الفلسطينية أن تضع وقف الاستيطان شرطاً مسبقاً لأي مفاوضات يستحيل تجاوزه، ثم الضغط لتفكيك المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة. أوجب هذا على الفصائل السياسية أن تضع قضية الاستيطان وتصفية المستوطنات اليهودية في صلب النشاط اليومي في أوساط الجماهير".(28) وفي الحث الدائم على رفض الاستيطان حتى من قبل الأوساط الإسرائيلية، يقول د. أمنون كابيلوك: "الشعب الفلسطيني جدير بدولة مستقلة ستقوم إن عاجلاً أم آجلاً، لكن لا يجب أن نتوقع أنه سيسلم بدولة ليس فقط تفتقد تواصلاً جغرافياً بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بل تكون محاطة بمستوطنات يهودية ومناطق عسكرية غريبة مغروزة كالأشواك في داخلها".(29) يضاف إلى ذلك أن "العمليات المسلحة ضد المستعمرات ستبعث برسالة إلى المستوطنين فحواها أنه لن يكون في إمكانهم البقاء بسلام داخل الأراضي الفلسطينية، وبرسالة إلى إسرائيل أن ثمن الحفاظ عليهم حيث هم سيكون باهظاً مالياً وعسكرياً".(30)

    وتقول الكاتبة اليمينية أمونه ألون في مقال لها عن اليسار الإسرائيلي: "يؤلمهم أن يقتل مستوطن في الطريق إلى بيته، ولكن يبدو أنهم يأملون بأن يأتي اليوم الذي يهرب فيه المستوطنين، خوفاً من القتل، إلى داخل الخط الأخضر، وبذلك يصلون إلى الخلاص والفصل والهدوء".(31) وفي هذا المضمار، قال موفاز: "إذا اشتدت المواجهة يتوقع موفاز محاولات فلسطينية للمس بالمستوطنات وقال (إن نتساريم، موراغ، كفار داروم) هذه أماكن تحولت من ناحيتهم إلى رمز، هذه المستوطنات هي بؤر جذب للمخربين أثناء تصعيد الوضع، وسيبذلون كل جهدهم للمس بها، بما في ذلك محاولة احتلال مستوطنة أو المس بالمستوطنين في بيوتهم"،(32) وكل متتبع لمجريات الأحداث في انتفاضة الأقصى يرى أن هذه التخمينات قد جاءت في مكانها، حيث حصلت العديد من المحاولات التي نجح بعضها وفشل البعض الآخر.

    نستنتج من ذلك أن الاستيطان أصبح يشكل أرقاً دائماً وقلقاً مستمراً للإسرائيليين بعد استهداف المشروع الاستيطاني من قبل المقاومة الفلسطينية مع اندلاع انتفاضة الأقصى، حيث سنرى أن الانتفاضة قد حققت العديد من الإنجازات المتقدمة ضد الاستيطان من خلال إحداث العديد من التأثيرات.

    انتفاضة الأقصى تعصف بالاستيطان

    من الواجب الإشارة إلى أن المصدر الأساسي للمعلومات الواردة تحت هذا العنوان مرتكزة أساساً على المزج بين مجموعة الأخبار والمقالات التي تم نشرها في الصحف العبرية كتعبير عن الآراء ووجهات النظر المتداولة في الشارع الإسرائيلي مع الاستناد في مرات أخرى على مجموعة الدوريات العربية التي سبق وأن استندنا إليها في الفصول الأخرى من البحث.

    ومن هنا فإنني سأقوم بنقل بعض الصور التي يحياها المستوطنون في ظل الانتفاضة ليكون ذلك بمثابة القاعدة التي سنرتكز عليها لاحقاً في معالجتنا لموضوعات النظرة الإسرائيلية للاستيطان ومستقبله في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث نجد أنه "على الرغم من كل الدلال الذي يحظى به المستوطنون اليهود في الضفة الغربية وقطاع غزة، والدعم المالي الكبير والحراسات المشددة من الجيش والشرطة، فانهم يعيشون في حصار دائم منذ تشرين الأول 2000، لا يشعرون بالاطمئنان على حياتهم للحظة واحدة، وأوضاعهم الاقتصادية في حالة شلل"،(33) وتطورت الوسائل التي تقض مضاجع المستوطنين وتجبرهم مرات ومرات للتفكير مليا بالرحيل عن أرض ليست أرضهم ولن تكون "ففي الواقع جاء استخدام الهاون كقرار استراتيجي ليسلب الأمن من حياة المستوطنين ويشكل في الوقت نفسه، كما العمليات الاستشهادية، ضربة قاتلة لنظرية الأمن الشارونية، فالعدو عاجز عن حماية كل منزل في المستوطنات، والقذيفة الواحدة كفيلة بإخلاء حي بأكمله من السكان، ما جعل المستوطنين يزيدون من احتجاجاتهم ضد الحكومة وتحميل شارون مسؤولية عدم الوفاء بوعده".(34) وفي هذا يقول يوسي سريد: "هكذا علقنا نحن في حلق الفلسطينيين وهكذا علقوا هم في حلوقنا، وبدل أن ندع المناطق المحتلة تحدد مصيرها ورطنا أنفسنا في ورطة ستكلفنا الآن غالياً".(35) ويوماً إثر يوم ترسخ القناعات لدى الإسرائيليين بأن وجود المستوطنين هو السبب المباشر وراء الهجمات الفلسطينية المتتالية في المناطق الفلسطينية "ولأن جيش الدفاع موجود في المناطق بسبب المستوطنين ـ يقول الفلسطينيون ـ كان ذلك سبب بروز فكرة الهجمات على الطرقات، يطلقون النار على العدو المزدوج، المستوطنين والجيش، الهدف المفضل لإطلاق النار هو بالمناسبة الباصات الإسرائيلية إذ يسهل تشخيصها عن بعد وإصابتها بدقة".(36) ويستطرد قائلاً: "في هذا الأسبوع صعدت مستوطنة كرميه تصور درجة أخرى وانضمت لقائمة طويلة من المستوطنات، بسغوت، الخليل، فيرد يريحو، كاديم، وبيت إيل، التي تطلق النار باتجاهها".(37)

    لقد أحدث هذا الأمر ضغطاً هائلاً على القيادة العسكرية الإسرائيلية لصعوبة التعامل مع هذه القضية ميدانياً حيث أنه "كلما طالت المرحلة الحالية للمواجهة في المناطق كلما اتضح أن الإرهاب في شوارع الضفة هو المشكلة رقم واحد التي يواجهها الجيش الآن، حيث أن إطلاق النار على المواقع العسكرية والمستوطنات غير فعال عموماً، والعمليات داخل الخط الأخضر قلت إلى درجة كبيرة عقب الاستجابة الجزئية، على الأقل، من قبل حماس لتعليمات رئيس السلطة الفلسطينية، ولكن السلطة ترى في المستوطنين في الشوارع هدفاً شرعياً وناجعاً، وهذه بقيت نقطة الضعف: الطرق طويلة ومتعرجة، تتحرك فيها فريسة سهلة، سيارات مدنية غير محصنة، والمسافرون فيها غير مستعدين للرد بإطلاق النار بصورة مؤثرة".(38)

    لابد أن كل المؤشرات تدل على القصور الشديد الذي تعاني منه الآلة العسكرية الإسرائيلية في الدفاع عن المستوطنين وأمنهم أمام الحرب المستمرة التي تشنها المقاومة الفلسطينية بشتى الطرق والوسائل في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يساهم في رسم الصورة الحقيقية لما يعانيه المشروع الاستيطاني من ضعف تحت وطأة الانتفاضة وسطوتها، فكثيراً ما تطالعنا نشرات الأخبار التي تبثها القنوات الإسرائيلية المسموعة والمرئية بمعلومات مفادها احتجاجات المستوطنين من تردي الأوضاع الأمنية التي يعيشونها في المناطق الفلسطينية جراء الحالة المستمرة من التهديدات المباشرة التي فرضت عليهم من رجال الانتفاضة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:36 pm

    التدهور الأمني جاء في صحيفة معاريف أن: "اقتراح القانون الذي سيطرح للتصويت بالقراءة التمهيدية بادرت إليه النائبة عينات ميئور من ميرتس وقالت: "إنه بسبب الوضع الأمني المتدهور ثمة اليوم عائلات كاملة معنية بالإخلاء طوعاً مقابل تسوية بديلة ملائمة داخل الخط الأخضر. والموافقة على القانون يمكنها من تحسين أمنها والمساعدة في دفع المسيرة السلمية".(39) وعلى الرغم من الوصف السابق والمحاولات الجادة لتوضيحه من قبل العديد من الإسرائيليين بل والحديث الجاد الذي ينم عن فشل الجيش الإسرائيلي في فعل أي شيء للإبقاء على الشعور الأمني لدى المستوطنين فنجد أن "إجراءات أمنية عديدة اتخذها الجيش الإسرائيلي لحماية المستوطنين، لم تفلح الحكومة حتى في تخفيض نسبة القتل بينهم، فقد عزز الجيش قواته بكثافة حول المستوطنات، وحول بعضها إلى ثكنات عسكرية وتم تسليح المستوطنين للدفاع الذاتي، واستئجار شركات الحراسة، ومنعهم من التحرك في طرق معينة، بعد أن تحولت الطرق الالتفافية إلى مصائد للمستوطنين ومنع الفلسطينيون من المرور من بعض الطرق، إلا أن كل ذلك لم ينجح في تحقيق الأمن للمستوطنين، وتحولت المستوطنات إلى نقطة ضعف كبيرة في جسد الدولة".(40) الصورة الواضحة الآن هي الرعب المتواصل والحالة النفسية الصعبة التي يعيشها المستوطنون والتي لا تكاد تخفى الآن على أحد إذ "أن المستوطنين، أعيننا الناظرة يتظاهرون كما لو أنهم يتميزون بثقة عالية بالنفس. إنهم يرضعون من الدولة ويركلونها، كما لو كان لهم حياة بدونها. ولكن الحقيقة هي أنه من تحت قناعهم الابتزازي يختفي رعب مخيف وأحياناً يصل إلى حد الهستيريا، رعب الموت الذي يميز الأشخاص الذين يعيشون في وقت بدل الضائع"،(41) وبدون تردد نستطيع القول حول كل ما سبق: إن شعور المستوطنين بانعدام الاستقرار الأمني وقناعتهم المتزايدة يوماً إثر يوم بعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على حمايتهم مهما بذل من قوة في سبيل ذلك، دفعت الكثير من الأصوات لتشق طريقها بين ثنايا المجتمع الإسرائيلي على مختلف الأصعدة مطالبة بالرحيل والجلاء من المستوطنات، وسنرى ذلك من خلال الرصد المباشر لوجهات النظر حول هذا الموضوع فمنهم من قال: "المواطنون الذين يعيشون في خطر يستحقون حماية دولتهم، ولا يوجد لإسرائيل ولن يكون أي جواب حقيقي على الخطر الذي يحدق بحياتهم باستثناء إجلائهم من هناك"،(42) ونجد أن الحديث في نفس السياق يتكرر بالقول: "الآن بدأت الأصوات تسمع بشكل أكثر وضوحاً وصراحة. ففي الأشهر الأخيرة وردت مثل هذه الأفكار بالمغادرة من خلال صحيفة هآرتس عن مستوطنين في غوش قطيف ومستوطنة حومش في جنين، الدراسة التي أجرتها في شهر آذار الأخصائية النفسية الدكتورة نيتسا كاليش كشفت النقاب عن حقيقة أن ثلث الشبيبة في المستوطنات ترغب بمغادرة يشع (أي يهودا والسامرة وغزة)".(43) نتائج على الأرض بل إن الأمور أبعد من ذلك بكثير، حيث وصلت إلى حد وصف الخطورة الأمنية في المناطق الفلسطينية وعدم القدرة على درء آثارها "بالعجز الأمني" الذي جاء على لسان غيء باخور الذي يقول: "ولكننا لا يمكن أن نستمر في ظل العجز الأمني السائد اليوم لذلك آن الأوان لشيء جديد، آن الأوان لحلول أحادية الجانب بإمكان إسرائيل اتخاذها".(44) واستمرت الانتفاضة واستمر معها رحيل المستوطنين عن الأرض الفلسطينية ومن أكثر من منطقة، حيث نشرت الأخبار المتلاحقة التي تشير إلى موجة الهجرة من قبل المستوطنين من المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية "فمنذ بداية الانتفاضة رحلت عشرات العائلات من المستوطنات في غور الأردن والوضع الاقتصادي للسكان الباقين آخذ بالتفاقم. منذ بداية الأحداث الأمنية اضطر سكان الغور لمواجهة مشاكل أمنية صعبة وبالمقابل تضرر فرع الزراعة بصورة جسيمة، أعلن الكثير من السكان إفلاسهم.. ويبدو أن الوضع صعب جداً خاصة في المستوطنة العمالية غاتيت الواقعة في السفوح الجبلية الوسطى، حيث جاء في القناة الثانية أمس أن 22 عائلة ـ أي أكثر من نصف العائلات في المستوطنات ـ تركت بيوتها وانتقلت إلى داخل الخط الأخضر، وحذر رئيس مجلس غور الأردن دافيد ليفي في الأشهر الأخيرة أن مستوطنات الغور على وشك الإفلاس وأنه بدون مساعدة من وزارات الحكومة المختلفة سينتهي الاستيطان في الغور، فقط قبل أسبوع تلقى رئيس المجلس نبأ مفاده أن صندوق المرضى ليئوميت معني بإغلاق عدة فروع مستوطنات غور الأردن بسبب الوضع الأمني والخوف على الطواقم الطبية الذين يصلون إلى الغور على متن سيارات محصنة".(45) يتضح مما سبق أن جهود الحكومة الإسرائيلية ووزارة دفاعها العاملة على اتخاذ الإجراءات الأمنية حتى لو كان ذلك من قبل مقدمي الخدمات لم ينجح في إبقاء المستوطنين في مستوطناتهم أو حتى المساهمة في التخفيف من حدة الهجرة والرحيل عنها، "فمعظم سكان مستوطنة سانور ـ 28 من بين 35 عائلة ـ غادرت المستوطنة وذلك بعد أن أغلق الشارع الذي يربط سانور وحومش بسبب الوضع الأمني، وإغلاق الشارع أدى إلى وقف زيارة الطبيب الذي اعتاد الوصول مرتين في الأسبوع إلى سانور وكذلك تم إغلاق فرع البريد، والبقالة في حومش وشركة الكهرباء لا تصل إلى المستوطنة لإجراء الإصلاحات اللازمة، وكذلك المواصلات العامة إلى سانور توقفت عن العمل".(46) علماً أن الصحيفة قد أشارت في هذا الخبر إلى أن السفر لا يتم بدون ارتداء الخوذة والسترة الواقية وأنه لا يمكن العيش في المستوطنة بدون مواصلات أو بريد أو طبيب أو غذاء، وفي نفس الإطار "ادعى كبار الضباط في الجيش أنه على ضوء تكاثر عمليات إطلاق النار في شوارع الضفة الغربية لا يستطيع الجيش أن يضمن أمن المستوطنات وان يواصل إدارة حياة طبيعية، وقال مصدر كبير في القيادة الوسطى (إما أن يقولوا للمستوطنين أنكم محاصرون أو أن يقدموا لهم حلاً، وبالوسائل التي أملكها الآن لا أستطيع أن أقدم لهم حلاً)، والجيش قلق من أن بعض مزودي السلع والخدمات مثل تنوفا، بيزك، شركة الكهرباء، البريد، وآخرين يرفضون إدخال سيارات غير محصنة إلى المناطق، ويعاني الجيش أيضاً من رفض المدنيين الدخول إلى المناطق: في الآونة الأخيرة اضطر قسم التكنولوجيا والنقل استئجار جرافات من شركات مدنية للقيام بأعمال الحفريات والبنى التحتية بعد أن رفض أصحابها العمل في المناطق".(47) ولعل الأصوات الإسرائيلية تتزايد في حث حكومة إسرائيل على ترك المستوطنات وإهمالها بعد النتائج التي حققتها المقاومة في ضرب معاقل المستوطنين، وذلك لتفادي الإنهاك الذي يحصل للجيش جراء ذلك فنجد أحدهم يقول في ذلك: "ليس على حكومة إسرائيل أن تخوض حرباً اعتبارية حول المستوطنات وأن تترك جنود جيش الدفاع يجسدون الأحلام التي ينسبها المستوطنون إليهم، فعلى إسرائيل أن تدافع عن مواطنيها على أرض دولة إسرائيل لأنها أقيمت من أجل هذا الغرض، ومن يريد السكن في عوفرة أو في لوس أنجلوس فهو يقوم بذلك على مسؤوليته".(48)
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:37 pm

    هزات ملحوظة في المشروع الاستيطاني

    في مقال للصحفي جدعون ليفي يقول في مضمونه: "الانتفاضة الفلسطينية تترك آثارها في المشروع الاستيطاني، وأصوات متزايدة من المستوطنين بدأت تتعالى مطالبة بمساعدتها في الرحيل، وعلى حكومة شارون التي اعتبرتهم أبطال الأمس أن تقدم لهم المساعدة من الآن لأنهم سيرحلون إن عاجلاً أم آجلاً".(49) فلو طالعنا الإحصاءات التي تنقلها لنا الصحف الإسرائيلية لوجدنا الأزمة العميقة التي يمر بها المشروع الاستيطاني في المناطق الفلسطينية وذلك للانخفاض الحاد في شراء الشقق في المستوطنات من قبل المستوطنين الجدد، إن لم نقل أن هناك اتجاهاً بارزاً لدى المستوطنين في بيع ما يملكونه من شقق في مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة كنتيجة حتمية لما يصفونه بالتدهور الأمني الذي بات يهدد قطاعاً كبيراً من المستوطنين، ولهذا نرى الحكومة الإسرائيلية تهرول لحل هذه الأزمة من خلال العديد من المبادرات حيث "جرى عرض للسيارات المحصنة ضد الرصاص في القيادة الوسطى في القدس ودعي إليها أيضاً مندوبون عن المستوطنين، وعرض في المعرض وسائل حماية طورت بمبادرة من مستوطنة ألون موريه المجاورة لنابلس بتكلفة أقل، كما تقرر في نقاش جرى في مكتب رئيس الحكومة تخصيص ميزانية 200 مليون شيكل لمشروع تحصين السيارات في الضفة".(50) طبعاً هذا المبلغ ضئيل جداً إذا ما قورن بتلك الميزانيات التي تم إقرارها لحماية المستوطنين وتوفير الأسلحة اللازمة لضمان أمنهم، "فعلى الرغم من كل الدلال الذي يحظى به المستوطنون اليهود في الضفة الغربية وقطاع غزة، والدعم المالي الكبير والحراسات المشددة من الجيش والشرطة، فانهم يعيشون في حصار دائم، لا يشعرون بالاطمئنان على حياتهم حتى ولو للحظة واحدة، وأوضاعهم الاقتصادية في حالة شلل.. خلال غالبية أيام المواجهات لا يستطيع المستوطنون مغادرة بيوتهم، فكل تنقل يحمل المخاطر: (عملية شراء الخبز والحليب كل يوم تثير نقاشاً داخل البيت، قد يتطور بسهولة إلى شجار وصدام، ما بالك عندما يجري الحديث عن الخروج لشراء حذاء، فالكثير من ضرورات الحياة باتت كماليات)، وفي بعض الأحيان لا يكون في البيت ولا في الحانوت ولا في داخل المستوطنة حليباً أو خبزاً، فالمزودون القادمون من المصانع الإسرائيلية ليسوا مستعدين للوصول إلى المستوطنات في كل وقت، هم أيضاً يخشون على حياتهم، مثل هذا الأمر يمكن أن يحدث مرة، أن يستمر أسبوعاً أو شهراً ويكون محتملاً، لكن أن يستمر عدة أشهر وعدة سنوات فلا يمكن احتماله".(51)

    "أما داخل إسرائيل، فقد بدأت أصوات مهمة، وفي طليعتها عدة تصريحات لحركة السلام الآن، تدعو إلى الانسحاب من المستعمرات، وفي جملة ذلك تفكيك مستعمرات غزة. وقد أظهرت دراسة أجرتها "داحف"، في 5 كانون الأول 2000، أن 63% من الجمهور اليهودي كانوا يؤيدون إخلاء مستعمرات الأراضي المحتلة إخلاءً كلياً أو جزئياً".(52)، "ولم نتحدث بعد عن الجنود الذين يتم إرسالهم إلى المستوطنات المغروزة في قلب التجمعات السكانية الفلسطينية، للمحافظة على سلامة المستوطنين من خلال تعريض حياتهم ـ أي الجنود للخطر ـ، وكان هناك جنود لم يخشوا القول أنهم لا يريدون الخدمة في هذه الأماكن وكان بينهم من رفض الخدمة فزج بهم في السجون".(53)

    وإكمالاً لما بدأناه فإننا نرى أن انتفاضة الأقصى قد قلبت كل الموازين الإسرائيلية المتعلقة بالاستيطان، وعملت على تغيير الكثير من المفاهيم التي سبق وأن تجاهلت كل الحقائق السياسية والإنسانية التي استند الشعب العربي الفلسطيني عليها طيلة سنين نضاله الطويل في مقاومة الاحتلال ومستوطنيه، لنلاحظ أنها قد قامت بفتح ملف الاستيطان على مصراعيه على كل المستويات المحلية والعربية والدولية، وعملت على إحياء الجدل في أوساط المجتمع الإسرائيلي حول هذه القضية التي أصبحت تتصدر كافة الموضوعات الشائكة والحساسة وتحديداً تلك التي تم إحالتها إلى مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن هذه المرة بطابعها الإيجابي الذي يعزز الصيغة الفلسطينية في الحل، من باب التوجهات التي تكونت في الشارع الإسرائيلي خلال هذه الانتفاضة والقاضية بإنهاء موضوع الاستيطان على أرضية إخلاء وترحيل المستوطنين من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، "فمع اندلاع الانتفاضة الثانية بدأت حملة جماهيرية إسرائيلية لوضع حد للاستعمار الإسرائيلي للمناطق، هذا الاستعمار الذي بدأت نهايته مع الانتفاضة الأولى، والمطلوب الآن التفاوض مع الفلسطينيين من موقع المساواة حول حدود 1967 وإعادة المستوطنين إلى بلادهم".(54)

    وعلى الرغم من ذلك فإن "المستوطنين سيواصلون محاولة إقناع الجمهور بأن المناطق هي إسرائيل وبالعكس، ولكن تأثيرهم سيضعف كلما فهم الإسرائيليون الثمن الذي يتوجب دفعه مقابل نبوءة وحلم الاستيطان"،(55) "ومن يريد فحص ما يجري الآن للمستوطنين الأصوليين يستطيع أن يفحص كم شقة تم شراؤها في الأيام الأخيرة لدى المقاولين الذين يبنون المشاريع الكبيرة للأصوليين في كوخاف يعقوب وجبل أبو غنيم المجاور لبيت ساحور (الجواب: ولا شقة تقريباً)". (56)

    "في الآونة الأخيرة جمعت معطيات سرية عن "التسرب" المتزايد من سكان مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة إلى داخل الأخضر في أعقاب الوضع الأمني المتدهور، مئات من العائلات رحلت وتفرقت وآلاف العائلات الأخرى تفكر بالعودة إلى الخط الأخضر ولكن معظمها محدودة الدخل أو لا تستطيع الاحتفاظ بمنزل مع قرض إسكان إضافة إلى شقة مستأجرة".(57) وها هو الاتحاد الأوروبي ينشر تقريراً تحت عنوان "المستوطنون مستعدون لإخلاء المستوطنات" وقد جاء في التقرير الذي وصف بأنه سري: "يوافق معظم المستوطنين على مغادرة بيوتهم والعودة إلى الخط الأخضر بسبب التدهور الأمني، وكان التقرير قد أعد من قبل موظفي مفوضية الاتحاد الأوروبي الذين زاروا عدة مستوطنات من بينها معاليه أدوميم، اريئيل، الحي اليهودي في الخليل، بسغوت، غوش عتصيون وغوش قطيف".(58)

    في النهاية لابد من الإشارة إلى بعض الأرقام والإحصاءات الخاصة بالاستيطان كدلالة هامة على تأثر مؤشرات الرأي العام الإسرائيلي بانتفاضة الأقصى بما يتضمن تراجعاً ملحوظاً لتأييد الإسرائيليين للاستيطان في المناطق الفلسطينية. فقد جاء في استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجراه معهد غالوب بالتعاون مع صحيفة معاريف الإسرائيلية عدة أسئلة حول الاستيطان كانت على النحو التالي:

    ـ على فرض أنه تحقق وقف النار كما تطالب إسرائيل فهل برأيك ينبغي لإسرائيل أن تجمد الاستيطان وفقاً لتقرير ميتشل؟ أجاب 56% بنعم وقال لا 37% ولا أدري 7% ـ عندما نتطرق لأمن الدولة برمتها، هل المستوطنات في المناطق تساهم اليوم في أمن الدولة أم تمس بأمنها؟ تساهم 41%، لا تساهم: 44%، لا أدري: 15%

    ـ هل تؤيد أم تعارض الجلاء من طرف واحد لجزء من المستوطنات بحيث يمكن خلق مجال فصل ما بين إسرائيل والمستوطنين؟ أؤيد 51%، أعارض 38%، لا أدري 11%

    هذا الاستطلاع نشر في صحيفة معاريف في عددها الصادر بتاريخ 7/7/2001.

    ليس من المستغرب أن يكون هناك مثل هذه النتائج التي ما كانت لتوجد لولا الضغط المتواصل والضرب الدائم للاستيطان ومصالحه من قبل المقاومة الفلسطينية في هذه الانتفاضة، والذي جعل من الرأي العام الإسرائيلي يرزح تحت الوقائع المفروضة على الأرض والتي أحدثت توجهاً إسرائيلياً أوسع من ذي قبل عنوانه الأبرز والأوضح هو التخلص من الاستيطان وأزماته للإفلات من وطأة المقاومة التي اشتعلت جذوتها كنتيجة حتمية لممارسات الاحتلال ومستوطنيه التي جعلت من المجتمع الدولي أيضاً يجدد معارضته الدائمة للمستوطنات كما جاء في تقرير لجنة ميتشل الذي يقول: "يجب على حكومة إسرائيل أن تجمد كافة نشاطات الاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات القائمة. لا يمكن لنوع التعاون الأمني الذي تريده حكومة إسرائيل أن يتعايش طويلاً مع النشاط الاستيطاني، الذي وصفه الاتحاد الأوروبي مؤخراً بأنه يسبب (قلقاً عظيماً)، والذي وصفته الولايات المتحدة الأمريكية بأنه استفزازي".(59)

    واللافت للنظر أن آخر الإحصائيات تشير إلى أن نسبة أعداد المستوطنين قد طرأ عليها انخفاض ملحوظ في المستوطنات الواقعة في الأراضي الفلسطينية قياساً لما كان عليه الوضع في العام 2000، وفيما يلي جدولاً يبين نسبة زيادة عدد المستوطنين في بعض المستوطنات (يبين الرقم الأول نسبة الزيادة عام 2000 فيما يبين الرقم الثاني نسبة الزيادة عام 2001 وذلك حسب معايير سنوية):

    المستوطنة
    عام 2000
    عام 2001

    معاليه أدوميم
    47%
    2.8%

    جبعات زئيف
    6.2%
    1.9%

    ارئيل
    3.5%
    2.1%

    أورنيت
    6%
    1.5%

    افرات
    3.2%
    1.5%

    ألون شابوت
    20%
    7%

    بيت ايل
    8.3%
    5.6%

    كرني شومرون
    5.5%
    2.2% (60)


    الخاتمة والاستخلاصات

    إن السرد المتواصل لما سبق من وقائع وأرقام ونتائج لا يقف عند هذا الحد من الاهتزازات التي تم عرضها، وإنما يتعدى ذلك إلى أن يصل حد تسميته بالزلزال السياسي الذي أصاب عصب الحياة الإسرائيلية بكل مكوناتها واعتباراتها، والتي تقف على رأسها الاعتبارات الأمنية والعسكرية، وما يدور في فلكها من تأثيرات اقتصادية واجتماعية تكون في مجموعها الشكل العام للسياسة الإسرائيلية، والمقصود هنا أن ما تم تناوله من أحداث ووقائع وأرقام هي في واقع الأمر لا تعدو عن كونها وضعاً للنقاط على الحروف في مسألة تحتل مكانة متقدمة في السياسة الإسرائيلية وما يقابلها في السياسة الفلسطينية وتحديداً في ملف المفاوضات النهائية الذي يبدو أنه مهما ابتعد في الوقت والفترة الزمنية المستقبلية إلا أنه حاضر بصورة دائمة في الأجندة السياسية والشعبية لكلا الجانبين.

    وفي هذا المقام لابد من التأكيد على أن السياسة الإسرائيلية الرسمية لا زالت على موقفها الرافض لأي أفكار تتعلق بالتراجع عن سياسة الاستيطان التوسعية بالرغم من الدعوات الصادرة حثيثاً من قبل المجتمع الدولي وخصوصاً مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، من خلال آخر توصية تصدر عن الجمعية العامة، نقول: على الرغم من ذلك نجد أن التشدد والصلف الإسرائيلي وتحديداً في ظل حكومة اليمين المتطرف بزعامة شارون قد زاد تصلباً وتشدداً.

    إن الخوف والرعب الذي عاش المستوطنون تحت وطأته في ظل انتفاضة الأقصى المباركة كانت هي الموجه الأساسي لرأي الشارع الإسرائيلي بمن فيهم سياسيي اليمين المتطرف الذين قال عنهم وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريس في إحدى مقابلاته الصحفية خلال الانتفاضة: "في محادثاتي مع أطراف اليمين فوجئت عندما اكتشفت أن عدداً غير قليل منهم مستعدون لإزالة المستوطنات". (تم نشر هذا الجزء من خلال مقابلة تم إجراؤها مع شمعون بيريس من قبل صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في 17/8/2001)، طبعاً أشرنا إلى هذا للتدليل على أن التركيز على الاستيطان من قبل المقاومة ميدانياً وإعلامياً قد أعطى ثماره تحديداً في المجتمع الإسرائيلي، مما يدعوني للاستنتاج إلى أنه: إذا ما قدر لانتفاضة الأقصى أن تتواصل وتستمر فإن عليها أن توجه جل جهدها ومقاومتها ضد الاستيطان والمستوطنين ليرسخ في أذهان المستوطنين أولاً وذهن الحكومة الإسرائيلية ثانياً بأن المقاومة مستمرة ما دام الاستيطان جاثماً على الأرض الفلسطينية، وبأن الجيش الذي يحمي هذا المشروع لابد أن يتعرض للخسارة الدائمة والمؤلمة ما دام موجوداً داخل الأراضي الفلسطينية لتوفير الأمن والحماية للمستوطنين وأبنائهم.

    واستناداً إلى كل ما تم الحديث عنه والتطرق إليه، نخلص إلى نتيجة حتمية مفادها أن الاستيطان الإسرائيلي لابد أن يزول ما دامت المقاومة تضرب جيوبه والقائمين عليه من مؤسسات عسكرية واقتصادية وغيرها وأنه لابد أن يتعمق هذا المفهوم (إزالة المستوطنات أو إخلاؤها) كشرط لا تنازل عنه ولا مساومة فيه في أي عودة وشيكة أو بعيدة المدى إلى طاولة التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:37 pm

    جوهر نهج العدوان وإرهاب الدولة




    وقف الاستيطان أولاً
    تكشف الوتائر العالية للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي، كما تنشرها الهيئات الفلسطينية والدولية المختصة، فداحة الخطر المحدق بالقضية الوطنية للشعب الفلسطيني. فالحركة التي تمضي مع مطلع كل شمس تقوض ركائز الوجود العربي الفلسطيني الاقتصادية والسياسية والثقافية. وليس غير تصفية الوجود العربي في فلسطين هي المحطة التي ستتوقف عندها عملية التهويد التدريجي المثابر للأرض الفلسطينية. والتي تواترت منذ احتلال الضفة والقطاع، بل منذ بداية النشاط الصهيوني في فلسطين. هذا إذا بقيت قضية الاستيطان على هامش المسار الرئيس للخطاب السياسي الفلسطيني. الاستيطان عدوان متواصل أداته إرهاب الدولة، وغايته تهويد كامل فلسطين. وحيال المصير الكارثي القابع في طيات الممارسات الإسرائيلية فإن التركيز على العناوين الكبيرة مثل تحرير كامل التراب الفلسطيني واستمرار المزاودة في هذا المجال إنما تلهي عن المهمة الأساس، أو الحلقة المركزية كما يقول علم السياسة، والمتمثلة في وقف الاستيطان. إن إيقاف الاستيطان يشكل الحلقة المركزية التي يسهل حلها حل بقية السلسلة المتمثلة في الاحتلال.










    ـــــ
    كاتب فلسطيني

    فإسرائيل تنكر قيامها باحتلال أراضي الغير وتزعم أنها تتصرف بأرض إسرائيل التاريخية. وعندما تحمل على وقف عملية الاستيطان فذلك إقرار قسري بأنها دولة محتلة. هذا أولاً. وثانياً إن قضية الاستيطان تشكل القضية الحارة والمستقطبة للاهتمام الدولي، باعتبارها العقبة بوجه التسوية السلمية. والتركيز عليها في الخطاب السياسي الفلسطيني يستقطب الدعم والمساندة. وثالثاً، يمكن، من خلال التركيز على الاستيطان والمستوطنين، عزل هذه الشريحة عن بقية المجتمع الإسرائيلي والاستحواذ على دعم التيار الرئيس داخل المجتمع الإسرائيلي. وهذه القضية، التي ينظر إليها البعض باستخفاف، ينبغي أن تكون إحدى ركائز العمل السياسي والإعلامي للفلسطينيين. ورابعاً، إن حشر الذات داخل قفص التحرير الشامل، وهي مهمة لم تنضج شروط إنجازها، إنما تجعل النضال الراهن جهداً عبثياً. فالمهمات الملموسة تنجز وفق الملابسات والظروف الملموسة المتشكلة في حينه.

    انشغل العمل السياسي الفلسطيني في بواكيره بقضايا عامة ومواقف جذرية، حسب تعبير أصحابها، وتمترس عندها. استثمرت الدولة العبرية هذه المواقف لتبرير حروبها العدوانية وتشريد عرب فلسطين من ديارهم واحتلال قراهم ومدنهم فزادت من تعقيد قضيتهم. ورغم ذلك ألصقت المحافظة الثقافية والسياسية تهمة الخيانة بكل مراجعة نقدية لهذه المواقف الأعباء على النضال الوطني. وبات الهدف السياسي الاستراتيجي في هذه المتاهة مغلفاً بضباب أساطير الخلاص المنتظر، نقعد ونكتف الأيدي بانتظار قدوم التحرير بمعجزة خارقة. أسفرت المتاهة عن فك ارتباط التكتيك بالاستراتيجية، وغيب تقليد اختبار الطروحات والأفكار السياسية في الممارسة العملية، وتم نبذ مبدأ محاسبة الخطط السياسية طبقاً للمردود دون هالة القداسة المزيفة. ورغم النكسات المتواترة ظل معيار سلامة النهج السياسي يكمن في خطابه البلاغي وليس بمدى مطابقته لموازين القوى.

    في ظل العمل المسلح ثم الانتفاضة ومفاوضات التسوية السلمية ثم الانتفاضة الثانية مضى الاستيطان دون توقف. كان عملية غير مشروعة في العرف الدبلوماسي وهبطت مكانته الاعتبارية إلى مجرد "عقبة في طريق السلام!!"، عقبة يمكن تخطيها ولا تتعارض مع التسوية السلمية، كما تبين بصورة عملية في مجرى المفاوضات. وهذا أخطر منزلق وقع فيه العمل السياسي الفلسطيني. تم الانزلاق بموازاة استقالة الفصائل السياسية وكوادرها وجمهورها من مسؤولية الدفاع عن الأرض وإسناد المسؤولية إلى جمعيات أبحاث ودراسات تصدر التقارير الدورية كي تحفظ على الأرفف وتتوارى تحت الأغبرة. وترافقت عمليات النهب والبناء الاستيطاني فوق الأرض الفلسطينية مع ممارسة العنف والإرهاب من جانب المستوطنين المدججين بالأسلحة ومن الجيش. تواصل العنف والإرهاب طوال سنوات المفاوضات، مما ولد حالة إحباط لدى الجماهير الفلسطينية وحال دون توليد مناخ الثقة والأمل في نتيجة إيجابية لعملية التفاوض. تعمدت إسرائيل شق الطرق الالتفافية ومصادرة الأراضي إثر توقيع الاتفاقات، ناشرة بذلك التشكيك في السلطة الوطنية، كون هذه الإجراءات متضمنة في بنود سرية. وفي مذكرة وجهتها اللجنة العامة للدفاع عن الأرض في 29/7/1995 طالبت السلطة الوطنية "الإعلان بأن الطرق الالتفافية تتم بدون علمها وموافقتها ومطالبة راعي عملية السلام بوقف العمل فيها لأنها تنسف السلام نفسه". وناشد المؤتمر الوطني الثالث للدفاع عن الأراضي "الخليل 30 تشرين ثاني 1995" السلطة الوطنية دعم النشاطات المناهضة للاستيطان والطرق الاستيطانية من أجل وقف عمليات نزع أراضي المزارعين الفلسطينيين بالقوة المسلحة، أضيف لهذه التداعيات السياسية المخلة تطور مناخ اقتصادي وثقافي نشأ في ظل الاحتلال وكنتيجة لنهجه المتبع طوال عقود، كان من شأنه الهبوط بنصيب الأرض والعمل الزراعي في الدخل الأسري والاجتماعي، مما جرد عمليات نهب الأرض من قيمتها الاقتصادية في نظر المزارعين. وبتنا نشاهد التضحيات الهائلة والعمليات الاستشهادية والاستعراضات الإعلامية المصورة تتوجه لغير هدف وقف نهب الأراضي وتصفية المستوطنات فوق الأرض الفلسطينية المحتلة.

    إحصائيات ودلالات

    في تقرير أصدره بمناسبة يوم الأرض هذا العام مكتب الدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان "الحياة الجديدة، 30 آذار 2001، ص 7" كشف النقاب عن تواصل عملية نهب الأرض وتوسيع المستوطنات وبناء مستوطنات جديدة في عهود حكومات الليكود والعمل خلال مفاوضات التسوية السلمية. حدث هذا رغم نص اتفاق أوسلو على "الامتناع عن الإجراءات أحادية الجانب التي تؤثر أو تجحف بالاتفاق النهائي على الوضع النهائي للضفة والقطاع". ارتفع حجم النشاط الاستيطاني منذ توقيع اتفاق أوسلو بمعدل 52% وعدد المستوطنين بنسبة 63%. إنفضح زيف التوجه إلى السلام بالحفاظ على الميزانية العسكرية وميزانية الإسكان على رأس قائمة النفقات الرسمية في إسرائيل. وتقديم المعونات المالية وأشكال الدعم المعنوي إلى اليهود لإغرائهم بالانتقال إلى المستوطنات والإقامة فيها. ومنذ أوسلو تم بناء ثلاث مستوطنات جديدة هي لبيد، كريات سيفر ومنورا، كما أورد التقرير. وأورد المؤتمر الثالث لمواجهة الاستيطان "30 أيار 1999" في بيانه الختامي "من المفارقات العجيبة أن يستشري الاستيطان في عهد السلام، فمنذ اتفاق أوسلو وحتى الآن تمت مصادرة 222 ألف دونم منها 170 ألف دونم منذ تولي بنيامين نتنياهو الحكم في إسرائيل "أيار 1996" ونحو 31 ألف دونم تمت مصادرتها منذ توقيع مذكرة واي ريفر في 23/10/1998، ومضى البيان ليقول، "وتم بناء 65 ألف وحدة سكنية للمستوطنين منذ عام 1993، وخلال نفس الفترة تم هدم 578 منزلاً فلسطينياً فيما تم قطع 83 ألف شجرة مثمرة منذ توقيع اتفاق أوسلو، وشق 34 طريقاً التفافياً بطول 180 كم من أجل ربط المستوطنات اليهودية ببعضها البعض وتحويل المناطق الفلسطينية إلى جزر معزولة".

    وبالنتيجة عزلت مواقع الفلسطينيين بين المستوطنات وتشظت وباتت في حالات الحصار تخضع لأوامر جيش الاحتلال في شؤون الحياة كافة. لم يعد خافياً اندماج مخططات الاستيطان وسيرورته باستراتيجية تمدد الدولة العبرية. وطبيعي أن يخضع ذلك لتوجهات الصراع المنتظر مع الشعب الفلسطيني وطابع هذا الصراع. فالعلاقة تفاعلية بين الاستيطان وبناء القدرة العدوانية للكيان العبري في فلسطين. وهذا ما أوضحه بجلاء ييغئال ألون، الشخصية العسكرية والسياسية الإسرائيلية البارزة في كتابه "بناء الجيش الإسرائيلي".

    وأصدرت المجموعة الفلسطينية لمراقبة حقوق الإنسان تقريراً شاملاً موثقاً حول الاستيطان والمستوطنين قدر عدد المستوطنين في الأراضي المحتلة بأربعمائة ألف نصفهم في القدس الشرقية. وهم متعصبون يدعمون الأحزاب الدينية واليمين ويمارسون الضغوط على الحكومات الإسرائيلية وبث الكراهية للعرب داخل المجتمع الإسرائيلي. والتوجه البارز لحركة الاستيطان يمضي عبر محاور تهويد القدس الشرقية والتمركز بجانب الخط الأخضر بهدف إلغائه وبناء جدار من المستوطنات في الأغوار. ونقل التقرير عن افتتاحية هآرتس 27/2/2001 دعوة الحاخام المتطرف زالمان ميلاميد، رئيس مجلس يشع "مجلس المستوطنات" إلى استخدام كل الوسائل القانونية وغير القانونية لإفشال عملية السلام والمفاوضات. وينقل التقرير عن جاليا جولان من حركة السلام الآن، لقد كان توسيع المستوطنات عنصراً أساسياً في فشل إسرائيل في تحقيق الحد الأدنى من المصداقية بين الفلسطينيين، وسبباً دائماً في تصعيد النزاع معهم، وتتجلى جدلية المستوطنات والنزعة العدوانية الإسرائيلية في الدور الذي تقوم به المستوطنات والمستوطنون كقوة مواجهة مندمجة في الاستراتيجية العربية العامة، بموجبها تسند للمستوطنين مهمات شبه عسكرية.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:38 pm

    قوة ضاربة إرهابية

    يقول البرفيسور إسرائيل شاحاك، رئيس لجنة حقوق الإنسان في إسرائيل، "يجب اعتبار المستوطنين جزءاً حيوياً من النظام الأمني الإسرائيلي، أسوة بالجيش والشاباك". (واشنطون ريبورت، عدد شباط/ آذار 94).

    توفرت الشروط للقيام بالدور من خلال نصوص قانونية اتبعها النظام القضائي في إسرائيل. نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية (15 آذار 1993) أن تعديلاً أدخل على قانون العقوبات في إسرائيل يوم 17 ديسمبر 1992 "لإعفاء الرعايا الإسرائيليين من مسؤولية أفعال يقترفونها بوجه أخطار تهدد الحياة أو الجسم أو الشرف أو الملكية". ولدى الجنود أوامر "بعدم إطلاق النار في أي ظرف كان ضد فرد يهودي" (هآرتس 9/1/1994). وبهذا أطلقت أيدي المستوطنين لممارسة أعمال الشقاوة ضد العرب. وفرضت إسرائيل داخل الأراضي المحتلة نظامين حقوقيين وقضائيين يميزان ضد العرب من حيث الحقوق الأساسية للإنسان وأثناء الاعتقال والتحقيق والمحاكمة والسجن. ومع توقيع اتفاق أوسلو قام المستوطنون بتصعيد الهجمات البشعة ضد الفلسطينيين على نطاق واسع، بموجب خطط مدبرة سلفاً شملت أعمال القتل والضرب والنهب ومحاولات الخطف وحرق وتدمير البيوت والمحلات التجارية وإغلاق الطرق وقذف السيارات بالحجارة. ونظراً لعدم إخضاعهم لنظام المساءلة والتحقيق العسكري كانوا في أغلب الحالات المبادرين لتنفيذ العمليات الإرهابية بصد ترويع المواطنين الفلسطينيين ومنع احتجاجاتهم. كما يبادرون بنهب الأراضي وإقامة البيوت عليها. وتماطل الشرطة الإسرائيلية في قبول الشكوى بصدد ممارسات المستوطنين العدوانية. وبينما تعتقل قوى الأمن العرب بموجب الشبهة وتخضعهم للتعذيب بقصد انتزاع الاعترافات فإن الشرطة الإسرائيلية تكتفي بتسجيل جرائم المستوطنين ضد مجهول. وحفلت التقارير بعدد وفير من الشواهد. وكثيراً ما شوهد المستوطنون يوجهون الأوامر إلى الجنود بجلب الجرافات وقطع الأشجار وتدمير المزارع والحقول. وفي تقرير المجموعة الفلسطينية لمراقبة حقوق الإنسان إحصائية باعتداءات المستوطنين شملت حتى تاريخ نشر التقرير (أول نيسان 2001) 7 شهداء و67 جريحاً و47 حادثة إلقاء حجارة و23 حادثة ضرب مبرح و48 حادثة تخريب ممتلكات. ويخلص التقرير لدى تحليل المعطيات التي توصلت إليها التحقيقات الميدانية للمجموعة، هجمات واعتداءات المستوطنين تلقى دعماً وتشجيعاً من المستويين السياسي والأمني في إسرائيل.

    تلتزم المحاكم المدنية في إسرائيل، شأن المحاكم العسكرية، بالقوانين والأوامر الصادرة عن جيش الاحتلال رغم تعارضها مع القوانين والقرارات الدولية، وهذا ما دفع بعض الهيئات الحقوقية الفلسطينية والمنظمات الصديقة بالتفكير بالدعوة لعقد مؤتمر دولي يناقش الخلل في نظام العدالة الإسرائيلي. في ضوء التنسيق بين الاحتلال والمؤسسة الحقوقية تراعى إجراءات نهب الأراضي وتوسيع الاستيطان "التقيد بالقوانين". تصدر قرارات عسكرية بإغلاق المناطق أو مصادرتها وتنشر في الصحف مقرونة بالدعوة للاعتراض، وقد تعلق على لوحة في بيت إيل، أو يخطر المالك بورقة تعلق على شجرة أو سلك. قد يلتقط أحد عناصر الدفاع عن الأراضي الإعلان الإنذار، ويبلغ المالك كي يتقدم باعتراضه، دون أن يضمن نجاح الاعتراض. فأسباب المصادرة عديدة وبالدزينات. وقد يبقى الإنذار طي الكتمان ليفاجأ المالك بفرق المساحة أو ورشة البناء تشرع بالعمل. هكذا يتم الالتزام بالقانون!

    وما أكثر الأساليب الملتوية والمخاتلة التي يعتمدها المستوطنون لتوسيع رقعة الأرض التابعة للمستوطنة! فمستوطنة كرمي تسور أقيمت على حوالي العشرين دونماً، والآن تتمدد على ما يقرب السبعين دونماً. وفي إحدى مراحل التمدد اعترض مالكون على شق طريق عبر أراضيهم، واستجاب كل من الحاكم العسكري ومسؤول الشرطة ومسؤول الأراضي للاعتراض، وحضروا للإشراف على تجريف الطريق. وخلال نصف ساعة تمكن المستوطنون من إجراء اتصالاتهم التي نجحت في توجيه الأوامر بوقف عمل الجرافة.

    ما العمل

    تعمل لجان الدفاع عن الأراضي ومقاومة الاستيطان بإمكانية هزيلة. وتقتصر جهودها على مراقبة أوامر المصادرة وحث أصحاب الشأن على التحرك وإجراء عمليات المسح وإخراج القيد وتقديم الاعتراض والتوجه إلى المحكمة وطلب مساعدة المحامي. وتقدم اللجان المساعدة في هذه الأمور حسب إمكانياتها المحدودة. فقد فقدت عملية الدفاع عن الأرض طابعها الجماهيري بعد الشروع في تطبيق المبادئ العامة لاتفاق أوسلو. أدركت الجماهير حجم الانهيار في عائد تضحياتها الجمة عبر العقود، إذ كشفت اتفاقات القاهرة وطابا والخليل أن الجانب الفلسطيني يبدأ من الصفر ويفاوض بلا رصيد. وفي ظروف الإحباط وخيبات الأمل قد يسقط الفرد العادي في الشراك وينزلق مع إغراء المال. وقد يتخلف بسبب اليأس، وتختلط الأمور وتضيع الطاسة.

    الاختلالات من هذا القبيل لا تعالج من خلال الأجهزة الأمنية وحدها، رغم أنها في مستوى الخيانة. فعندما تشيع الاختلالات الاجتماعية وعمليات الفساد والإفساد فذلك نذير بخلل جوهري في النهج العام ينبغي التصدي له وإجراء مراجعة جذرية، من شأنها إحلال الطمأنينة والثقة والتفاؤل لدى الجماهير.

    إن مواصلة العدوان بوتائر متصاعدة في ظل ما سمي المسيرة السلمية حمل مفارقة محيرة. وأثناء الحملات الجماهيرية دفاعاً عن الأرض أو التصدي لممارسات المستوطنين التخريبية كانت الوحدات العسكرية تحضر على الفور وتبادر بإصدار أمر التفرق خلال دقائق. ولا تتم أعمال المصادرة بدون عنف وإرهاب يمارسه المستوطنون والجيش. ولم تتوقف الدعايات من جانب سلطات الاحتلال المشككة بمواقف السلطة الوطنية في هذا الشأن. وانتهجت سلطات الاحتلال سياسة تضييق اقتصادي على الأراضي الفلسطينية فتردت الأوضاع المعيشية والأمنية للمواطن الفلسطيني بصورة ملحوظة في مناطق الحكم الذاتي. وجاء مردود جهود مقاومة الاستيطان هزيلاً عبر السنين والعقود، حيث أن الأغلبية الساحقة من عمليات المصادرة وهدم البيوت تمت بمقتضى أوامر عسكرية. ولم تكن المحاكم والمحكمة العليا في إسرائيل نزيهة ومحايدة.

    هذه الوقائع، مضافاً إليها تفهم حكومات العالم وشعوبه لخطورة الاستيطان، يوجب على السلطة الوطنية أن تضع وقف الاستيطان شرطاً مسبقاً لأي مفاوضات يستحيل تجاوزه ثم الضغط لتفكيك المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة. ويوجب هذا على الفصائل السياسية أن تضع قضية مقاومة الاستيطان وتصفية المستوطنات اليهودية في صلب النشاط اليومي في أوساط الجماهير. فالتجربة تعلم أن التوجه إلى الجماهير بمهمات يومية تتعلق بالمشاكل والهموم التي تؤرقها والعمل في أوساطها من أجل إنجاز المهمات شرط لا بد منه للإبقاء على العلاقة معها وتطويرها لإنجاز مهمات التغيير التقدمي والتحرر. أما قصر الصلة على توجيه البيانات فموقف نخبوي مترفع يثير غثيان الجماهير ونفورها، ويقيم سداً من العزلة بين الجماهير والفصائل السياسية يكون الطرفان فيها خاسرين. وتخسر أيضاً قضية التغيير والتحرر
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:39 pm

    الاستيطان الجغرافي والديمغرافي وأخطاره في قضية القدس
    ــــــــــــــ


    مقدمه تاريخية

    نشأت النواة الأولى(1) لمدينة القدس على (تل أوفيل) المطل على قرية سلوان، حيث اختير هذا الموقع لأسباب أمنية، وساعدت عين سلوان في توفير المياه للسكان، وهجرت هذه النواة إلى مكان آخر هو (جبل بزيتا) ومرتفع موريا الذي تقع عليه قبة الصخرة المشرفة. وأحيطت المدينة بالأسوار، ثم بدأت بالتقلص حتى بنى السلطان العثماني (سليمان القانوني) السور الحالي محدداً حدود القدس القديمة جغرافيا بعد أن كان سورها يمتد شمالاً حتى وصل في مرحلة من المراحل إلى منطقة المسجد المعروف (مسجد سعد وسعيد). وفي عام 1863 تأسست أول بلدية للقدس. وفي منتصف القرن التاسع عشر بدأت الأحياء اليهودية تظهر طابع هذه الحدود، لتبدأ في رسم الحدود السياسية لمدينة القدس، ومن أجل هدف إيديولوجي أقيم حي (يمين موشيه) عام 1850 في منطقة جورة العناب ليكون نواة لأحياء يهودية تقام خارج الأسوار باتجاه الجنوب الغربي والشمال الغربي والغرب. ثم أقيم حي (مئة شعاريم) في منطقة المصرارة، و(ماقور حاييم) المسكوبية في عام 1858.

    ونتيجة لنشوء الضواحي الاستيطانية في المنطقة الغربية، ونتيجة للزعم الصهيوني بأن القدس كانت دائماً ذات أغلبية يهودية، علماً بأن مساحة الحي اليهودي في البلدة القديمة في مدينة القدس لم تتجاوز 5 دونم وعدد سكانه لم يتجاوز التسعين أسرة، فإن حكومة الانتداب البريطاني وقادة الصهيونية اتفقوا على رسم حدود البلدية بطريقة ترتبط بالوجود اليهودي، حيث امتد الخط من الجهة الغربية عدة كيلومترات (جبعات شاؤول، سكنات مونتفيوري، بيت هاكيرم، شكنات هبوعليم، بيت فجان) التي تبعد 7 كم عن أسوار المدينة، بينما اقتصر الامتداد من الجوانب الجنوبية والشرقية على بضع مئات من الأمتار، وقفت حدود البلدية أمام مداخل القرى العربية المجاورة للمدينة ومنها قرى عربية كبيرة، خارج الحدود (الطور، شعفاط، لفتا، دير ياسين، سلوان، العيسوية، عين كارم، المالحة، بيت صفافا) رغم أن هذه القرى تتاخم المدينة حتى تكاد تكون كل منها ضاحية من ضواحيها.

    ثم جرى ترسيم الحدود البلدية عام 1921 حيث ضمت حدود البلدة القديمة وقطاعاً عرضياً بعرض 400 على طول الجانب الشرقي لسور المدينة بالإضافة إلى أحياء (باب الساهرة، وادي الجوز، الشيخ جراح) من الناحية الشمالية، ومن الناحية الجنوبية انتهى خط الحدود إلى سور المدينة فقط، أما الناحية الغربية والتي تعادل مساحتها أضعاف القسم الشرقي، فقد شملتها الحدود لاحتوائها تجمعات يهودية كبيرة بالإضافة إلى بعض التجمعات العربية (القطمون، البقعة الفوقا والتحتا، الطالبية، الوعرية، الشيخ بدر).


    الضواحي العربية المقدسية خارج سور القدس
    بداية العمران العربي الفلسطيني المقدسي خارج السور

    ابتدأ البناء والعمران العربي بالتبلور بشكل ضواحي منذ سنوات السبعينيات من القرن التاسع عشر (1870) حيث أثرت اتجاهات التطوير العثماني العمرانية في هذا التبلور وتحسن الأحوال الأمنية خارج السور وهذان العاملان خلقا رغبة لدى أهالي القدس القادرين مادياً في السكن خارج السور، وهم من أعيان القدس ورجال الدين والسياسة، والطبقة الأرستقراطية المقدسية(2) حيث قامت الجريدة العبرية (هالفانون halvanon) بنشر تقرير نصه كالآتي(3):

    لعدة سنوات خلت من الآن استتب الأمن وشاعت روح الحرية ما بين سكان القدس، حيث ابتدأ البعض منهم بشراء قطع من الأراضي من الكروم والحقول المتناثرة لبناء البيوت عليها وزرع الحدائق حولها. وتحت ضغط أحوال تركيا وحروبها وتحالفاتها في أوروبا وقيامها بمنح مساحات واسعة من الأراضي الأميرية في القدس لبعض البعثات التبشيرية الأوربية اتجه كل هؤلاء إلى البناء والعمران خارج السور.

    الأحياء العربية:
    حي المسعودية

    ويقع إلى الشمال من باب العامود وعلى مقربة منه، وكانت نواة هذا الحي مبنىً إدارياً عثمانياً يقال له المسعودية، ولغايات إحصائية عثمانية سميت تلك المنطقة باسم (حي سعد وسعيد) وتجمعت البيوت بجانب الجامع المقام هناك، ومنذ البدايات المبكرة لعام 1870 حتى منتصف 1890 بنيت بيوت عربية مقدسية متناثرة بمحاذاة ما يسمى (شارع الأنبياء) في يومنا هذا وبمحاذاة طريق نابلس.

    أما في المرحلة الثانية لبناء الحي والتي تنحصر ما بين 1895 - 1918 فقد لحقت بها عائلات مقدسية أخرى وأقامت أبنيتها هناك، ولقد بين الإحصاء العثماني لعام 1905 وجود 119 عائلة مقدسية ذات جنسية عثمانية (تابعية عثمانية تسكن ومقيمة) هناك، وتخلل الحي بناء بعض المعاهد والكنائس للمؤسسات المسيحية المقدسية التي آلت لها الأرض إما بالشراء أو بالهبات السلطانية العثمانية من أراضي الدولة (الميري) المتوفرة.

    حي باب الساهرة

    ويقع إلى الشمال من باب الساهرة وعلى مقربة منه. كان يتبع لمنطقة حي الشيخ جراح إدارياً حتى منتصف 1890، وحتى تلك الفترة جرى بناء أربعة بيوت فقط من قبل العائلات المقدسية. وهذه البيوت لم تبن محاذية للسور المقدسي الشمالي ولكنها ابتعدت عنه وبشكل عفوي عدة مئات من الأمتار ثم بدأ بناء البيوت في الازدياد من قبل أفراد العائلات المقدسية حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى حيث أن هذه الفترة تشكل المرحلة الثانية في البناء).

    حي وادي الجوز

    يقع إلى الشمال من الزاوية الشمالية الشرقية لسور القدس والمحاذي لطريق أريحا القدس وعلى طريق شعفاط.

    حي آل الحسيني

    إلى الشرق من شارع صلاح الدين وإلى الشرق من طريق نابلس وإلى الجنوب من حي الشيخ جراح. ويعتبر حي ومجمعات بيوت آل الحسيني من أكبر التجمعات العربية وبداية نواة البناء العربي خارج السور. وكانت هذه النواة بؤرة جذب لباقي أفراد العائلة بالقيام بالبناء. وأصبح هناك مجمع يسمى (المجمع السكني لآل الحسيني) حيث ظهر بهذا الاسم في السجلات البلدية لمنح رخص البناء، وعلى حواف هذا المجمع هناك تجمعين سكنيين واحد في الغرب من طريق نابلس، والآخر في نهاية الطرف الجنوبي لطريق نابلس، فقد قامت عائلة نسيبة المقدسية ببناء عدد من البيوت فيه وانضم إليهم أفراد من عائلة العفيفي وعائلة صبحة وعائلة البديري.

    حي الشيخ جراح

    يقع هذا الحي حول منعطف الطريق الذاهبة إلى نابلس والطريق المؤدية إلى جبل المشارف (سكوبس). ويوصف حي الشيخ جراح بأنه "حي الفيلات الضخمة لعائلة الحسيني، والذي أقيم وفق أسلوب أوربي حديث وعلى غرار البناء التركي المرفه، إلى الشمال الشرقي من المدينة المسورة ولقد شجعت الحركة العمرانية الأوساط الأرستقراطية والعائلات المتنافسة بوجه خاص على تقليده ومنافسته.

    حي أبو ثور (الثوري)

    ويقع هذا الحي على رابية مرتفعة تسمى جبل أبو ثور على مقربة من الطريق التي تؤدي إلى بيت لحم ويتبع هذا الجبل أرض القمرة الشرقية والغربية وأرض بيت سمرة على مقربة منه، وقد بدأ الاستيطان في الحي في مطلع القرن العشرين بدءاً برأس الجبل الذي أقيم عليه مستشفى إنجليزي لأمراض العيون، وإلى منحدرات (وادي ياصول) بعكس الأحياء المقدسية العربية الإسلامية التي قامت في المواقع القائمة إلى الشمال الشرقي والشمال الغربي من السور القدسي والتي أقامتها عائلات مقدسية إسلامية تنتمي إلى طبقه اجتماعية واحدة موسرة، فقد أقيمت المساكن والأبنية في حي أبو ثور من قبل أفراد مقدسيين ينتمون إلى طبقات اجتماعية مختلفة، وأقام في الحي بشكل منفرد علماء وتجار وأغنياء ومزارعون وعمال وبدو ووافدون من الخليل ومزارعون من قرية سلوان وبدو ينتمون إلى عشيرتين من السواحرة.

    الأحياء العربية وتطورها في منطقة جنوب غرب القدس

    إن الأراضي الواقعة هجينة وافدة ذات مفهوم معين في البناء والعمران، وانتهت بإقامة عشرين حياً يهودياً موزعة ومتناثرة على الأراضي المحيطة بالشمال الغربي للسور المقدسي والتي كان يملكها أهالي قرية لفتا، وإلى الغرب وجنوب الغرب من السور المملوكة في معظمها للكنيسة الأرثوذكسية، وإلى الجنوب الغربي من السور المملوكة لأهالي قرية المالحة، وتخلل هذه الأحياء، مستوطنات أوروبية غربية في أسلوب البناء وتخطيطه، وهي التي عرفت فيما بعد باسم الكلونيات مثل الكالونية الألمانية والكالونية اليونانية...الخ

    الأحياء العربية في القدس الغربية
    البقعة الفوقا، البقعة التحتا، القطمون، الطالبية، الوعرية، الكالونية الألمانية، الكالونية اليونانية، حي النمامرة، الشيخ بدر الراتزبون، مأمن الله، المصرارة، النبي داؤد.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:40 pm

    المدينة المقسمة منذ عام 1948 وحتى عام 1967
    مهدت اتفاقية وقف النار في 30/11/1948 بين إسرائيل والأردن الطريق أمام الدولتين لتثبيت سلطتهما كل على الجزء الذي تسيطر عليه من القدس. ووقع العقيد موشيه ديان والعقيد عبد الله التل اتفاق وقف إطلاق النار في المدينة وألحق بالاتفاق خارطة رسم فيها بالحبر الخفيف توضيح فيه المواقع الإسرائيلية والمواقع الأردنية. وأصبحت هذه الخارطة الوثيقة الوحيدة الملزمة لحدود مدينة القدس على مدار 19 عاماً. وقد قام عبد الله التل القائد الأردني العسكري في القدس بتعين مجلس (لجنة بلدية) برئاسة أنور الخطيب وباشر هذا المجلس أعماله حتى عام 1950 بعدها استلم عارف العارف. وفي عام 1951 أجريت أول انتخابات بلدية وفي القدس العربية، في فترة عمر الوعري أولت البلدية اهتماماً خاصاً لتعيين وتوسيع حدود البلدية وذلك لازدياد عدد السكان الذين بلغ عددهم حوالي 45,000 واستفحال الضائقة السكنية وصودق على أول مخطط يبين حدود بلدية (القدس الشرقية) في 1/4/1952 وذلك بموجب قانون البلديات لسنة 1951. وقد ضمت المناطق التالية إلى منطقة نفوذ البلدية (سلوان، راس العمود، الصوانة، أرض السمار والجزء الجنوبي من قرية شعفاط). وأصبحت المساحة الواقعة تحت نفوذ البلدية 6.5 كم2 في حين لم تزد مساحة الجزء المبني أكثر من 3كم2. ويرجع ذلك إلى التقييدات التي وضعها كاندل الذي منع البناء في مناطق مثل جبل الزيتون والحواف القريبة لجبل المشارف بالإضافة إلى وجود مشاكل أخرى مثل أن غالبية الأراضي في منطقة الشيخ جراح وشعفاط أراضٍ مشاع، وامتلاك الأديرة والكنائس مساحة واسعة من الأرض. وبقيت مسألة توسيع حدود البلدية أحد مواضيع الرئيسة التي أولاها المجلس البلدي المنتخب عام 1957 اهتمامه. وهكذا تم وضع مخطط هيكلي رئيس للمدينة بلغت مساحته 135كم2 لتشمل المنطقة الممتدة من مطار قلنديا في الشمال وحتى حدود بلدية بيت لحم في الجنوب. ولكن حتى عام 1967 ونشوب حرب حزيران لم تنفذ هذه التوصية وبقيت حدود البلدية كما كانت عليه في سنوات الخمسين الأولى.

    حدود بلدية القدس الغربية:

    بعد اتفاقية الهدنة اهتمت السلطات الإسرائيلية بترسيم حدود بلدية القدس الإسرائيلية وتوسيع حدودها 1950 - 1952 في هذا العام تم إضافة مناطق كريات يوفيل خربة بيت مزميل، وعين كارم لإسكان المهاجرين الجدد 1952-1956، أدت الصعوبات المالية والخلافات الائتلافية في بلدية القدس منذ بداية الخمسينات إلى صعوبة تقديم الخدمات البلدية إلى المناطق الجديدة التي ضمت إلى البلدية وتم إخراج عين كارم وبيت مزميل، وقد عانت القدس الغربية في الفترة ما بين 1948-1967 من أوضاع اقتصادية صعبه لاعتمادها على الخدمات كمصدر دخل ولانعدام وجود صناعات تتعدى الورش الصغيرة، وقد أولت السلطات الإسرائيلية القدس مكانة خاصة حيث زاد عدد السكان من 100 ألف عام 1948 إلى 196,00 عام 1967 وقد تبع الازدياد السكاني نشاط عمراني أدى إلى اتساع رقعة المدينة خصوصاً في اتجاه الجنوب والجنوب الغربي، حيث تم بناء أحياء جديدة (كريات يوفيل، وكريات مناحم، عير غانم) إضافة إلى ضم قرى عين كارم بيت صفافا، دير ياسين لفتا المالحة إلى مسطح المدينة، أزيلت قرية الشيخ بدر، أقيم مكانها مكاتب وزارة الخارجية وفنادق ومباني الحكومة، الكنيست والبنك المركزي. وكانت البلدية قد شرعت بإعداد مخطط هيكلي للمدينة في عام 1964 ثم أعيد تصميمه عام 1969 وصودق عليه في أوائل السبعينيات بعد أن أصبح شطرا المدينة من وجهة نظر إسرائيلية مدينة واحدة إثر قيام إسرائيل بضم القدس الشرقية فعلياً في حزيران 1967.

    الاحتلال الإسرائيلي للقدس العربية
    حرب حزيران وتوحيد المدينة
    أدت حرب حزيران إلى إحداث أهم التغييرات الدراماتيكية في ترسيم حدود بلدية القدس، حيث أضيف إلى حدودها 70 ألف دونم. غير أن هذا الإجراء لم يتم عبر الطرق القانونية المتبعة مثل تشكيل لجنة تحقيق للبحث في الموضوع، بل عملت حكومة إسرائيل والكنيست على ضمها من خلال إجراءات قانونية سريعة تم الانتهاء منها بعد سبعة عشر يوما من انتهاء الحرب.

    واحتارت الحكومة في الطريقة القانونية الواجب اتباعها لضم القدس آخذة بعين الاعتبار الخوف من رد فعل شديد من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وفي نهاية الأمر أقرت الحكومة موقف وزير العدل الذي طالب بضم القدس بواسطة قانون قائم، وأن يتم الضم من دون ذكر اسم المدينة، وفي هذا الإطار قدمت للحكومة والكنيست الاقتراحات التالية:

    1ـ قانون مساحة الأراضي والصلاحيات الصادر في عام 1948 الذي يسمح بتطبيق القانون الإسرائيلي على جزء من أرض إسرائيل يعتبرها وزير الدفاع مدارة من قبل الجيش الإسرائيلي, وحسب هذا الأمر تم ضم القدس الغربية ويافا والناصرة..الخ. لكن هذا الاقتراح رفض لأن الحديث يدور عن توحيد مدينة القدس.

    2ـ قانون الأراضي المهجورة الذي يمنح الحكومة صلاحية الإعلان عن الأراضي التي احتلت، أو استلمت أو هجرت، كأرض مهجورة. وهذه الطريقة تم رفضها أيضا.

    3ـ قانون ترتيب السلطة والقانون حيث اعتبر هذا القانون أفضل طريقة لضم القدس ـ حسب رأي وزير الداخلية ـ وتمنح الخطوات المتبعة مكانة شرعية إذا تم الضم من خلال إدخال تعديلات على قانون أمر ترتيب السلطة والقانون الذي صدر في 26 أيلول 1948، وصيغة التعديل الجديد ـ 11ب ـ أقرتها الكنيست في 27حزيران 1967 وكانت كالتالي "القانون والقضاء وإدارة الدولة تسري على أية مساحة من أرض إسرائيل تقررها الحكومة".

    وفي صبيحة اليوم التالي نشرت سكرتارية الحكومة أمراً تلحق بموجبه البلدة القديمة ومساحات واسعة أخرى ـ خصوصا من شمال وجنوب المدينة ـ إلى دولة إسرائيل، وبالإضافة إلى الأمر السابق فصلت حدود الأرض المشمولة بالضم، ولم يتم ترسيم الحدود على خرائط بل تم الإشارة إليها بخطوط وهمية. وبهذه الطريقة تم ضم مدينة القدس من دون ذكرها لرغبة الحكومة في تمويه الأمر خشية رد فعل عالمي شديد. وبالإضافة إلى سن القانون وإصدار الأمر تم استخدام تشريع ثالث لإكمال الضم هو قانون البلديات بند 18أ الذي يخول وزير الداخلية توسيع حدود البلدية من خلال إعلان دون الرجوع إلى قرارات لجنة تحقيق. وبهذه الطريقة ضمت كل الأراضي التي شملها البند (1) من قانون السلطة والقانون، واعتماداً على ذلك وقع وزير الداخلية في 28 حزيران 1967 أمراً يسمح بموجبه توسيع حدود بلدية القدس.

    وخلافاً للإعلانات السابقة لم يلحق بالإعلان أية خارطة بل وضعت علامات وهمية ـ مثل الأمر الذي أصدرته الحكومة ـ ويبدو أن هذا الأمر تم من أجل تجاوز أي نقاش حول "عرض الخط" الذي ميز حدود البلدية من 1948-1967. وعليه، كيف رسمت حدود بلدية القدس؟. لقد اشتغل في ترسيم حدود المدينة عدة مستويات هي: الحكم العسكري في القدس، قيادة المنطقة الوسطى، هيئة الأركان العامة، ولجنة الوزراء التي تبحث في طرق الضم، وبالإضافة إلى ذلك قدمت السلطات الإسرائيلية المختلفة اقتراحات كانت تبحث باستمرار ـ تركزت المباحثات في اللجنة الفرعية المتفرعة عن لجنة وزراء توحيد القدس، وشارك في اجتماعات اللجنة موظفي قسم التخطيط في وزارة الداخلية ومجموعة من كبار ضباط الجيش أبرزهم مساعد رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان (رحبعام زئيفي ـ غاندي), ولم تعين اللجنة بطريقة رسمية ولم يحدد طابع عملها.

    وبحثت اللجنة في اقتراح "الحد الأعلى" الذي طالب بضم 200 ألف دونم تبدأ من قلنديا في الشمال وحتى بيت لحم في الجنوب، ومن معاليه أدوميم في الشرق وحتى معاليه هحميشاه في الغرب، وتضم المنطقة المقترحة 22 قرية يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة. كما بحثت اللجنة في اقتراح "الحد الأدنى" الذي يدعو إلى ضم منطقة أقل من الاقتراح الأول ـ تتكون في الأساس من حدود البلدية الأردنية ـ وبحثت اللجنة ساعات طويلة في مسألة الحدود الجديدة وهل يضم مطار قلنديا أم لا، وكيف يمكن شق شارع التفافي يربط شمال الضفة مع جنوبها من دون أن يمر بحدود بلدية القدس. وكان النقاش داخل اللجنة شديداً لإدراك أعضائها أن الحدود التي سيقرونها ستكون حدود الدولة في المستقبل القريب. وفي النهاية قدمت اللجنة توصياتها إلى لجنة الوزراء التي يرأسها وزير الدفاع (موشيه ديان) الذي قام على ما يبدو بتقليص مساحات الضم إلى اقتراح "الحد الأدنى".

    إذا ما هي المبادئ الأساسية التي أدت إلى ترسيم حدود المدينة؟.

    أولاً: هدفت عملية الضم إلى توفير أراضي واسعة لضمان توسيع المدينة وتطويرها، وفي نفس الوقت الامتناع عن ضم مخيمات اللاجئين والقرى العربية المكتظة بالسكان، وهدف الضم إلى بناء ضواحي يهودية جديدة تفشل في المستقبل أية محاولة لتقسيم المدينة من جديد.

    ثانياً: كان الهدف من عملية الضم هو الفصل بين اقتصاد القدس وبين اقتصاد الضفة الغربية، وعليه أبقت اللجنة مصنع السجائر في شارع أريحا ومصنع العرق في رام الله خارج حدود المدينة.

    ثالثاً: ضم من الناحية الاستراتيجية والأمنية، حيث طرح الضباط الذين شاركوا في اللجنة أفكاراً حول حدود من السهل الدفاع عنها، وعليه اقترح الضباط ضم جزء كبير من قمم الجبال التي تحيط بمدينة القدس (ومن غير الواضح لماذا لم يشمل ترسيم الحدود حينها جبال غيلو والنبي صمويل ومرتفعات معالية أدوميم).

    رابعـــاً: ضرورة وجود إنشاءات مهمة مثل مطار قلنديا والمذبح في شعفاط ضمن حدود بلدية القدس.

    خامساً: اهتم هذا البند بملكية الأراضي والترتيبات السابقة فيها. حيث تم ضم الأراضي اليهودية في منطقة النبي يعقوب، أما قبر رحيل فقد ضم إلى حدود بلدية بيت لحم ولم يضم إلى بلدية القدس على الرغم من طلب رئيس الحكومة (ليفي أشكول).

    ومن خلال تحليل المعطيات التي أدت إلى الضم يتبين أن الاعتبارات التخطيطية والحضرية لم تأخذ بعين الاعتبار بصورة كبيرة، وعليه فإن اللجنة التي عينت لرسم خارطة القدس عام 1967 أوصت "بترسيم حدود جديدة للمدينة بواسطة مد حدود المدينة من (4ـ6) كم إلى الشرق وإضافة أراضٍ أخرى من الغرب.

    ووصلت مساحة الأراضي التي شملها الضم ما يقارب 70.5 ألف دونم منها 6.5آلاف دونم من حدود البلدية الأردنية، أما بقية الأراضي فقد تم اقتطاعها من 28 قرية وتم ضم بعض القرى بأكملها أو جزء منها إلى حدود بلدية القدس، وكانت جزءاً من الأراضي المضمومة مقتطعة من حدود بيت لحم وبيت جالا.

    وأدت عملية الضم إلى حل مؤقت لبعض المشاكل التي تطارد البلدية مثل أراضٍ واسعة لبناء ضواحي جديدة ومقبرة جبل الزيتون التي ساعدت على سد النقص في الأراضي المخصصة للدفن في هارهنموحاه والمذبح الذي عاد لخدمة شقي المدينة والمزبلة الجديدة التي خطط لوضعها في التلة الفرنسية، ونتيجة لضم مطار قلنديا تخلت البلدية عن إقامة مطار في بيت هكارم, ولكن على المدى البعيد بقيت مشكلة نقص الأراضي المعدة للبناء والصناعة وما شابه ذلك في القدس كما هي. وعلى أية حال فإن ترسيم حدود بلدية القدس تم في هذه المرة بعد حرب كما حدث في عام 1948.

    ومنذ الساعات الأولى للاحتلال بدأت السياسة الإسرائيلية والجرافات برسم المعالم لتهويد القدس، من أجل فرض الأمر الواقع وإيجاد أوضاع جيوسياسية يصعب على السياسي أو الجغرافي إعادة تقسيمها مرة أخرى. وشرع في وضع أساسات الأحياء اليهودية في القدس الشرقية لتقام عليها سلسلة من المستوطنات تحيط بالقدس من جميع الجهات، وإسكان مستوطنين فيها لإقامة واقع جغرافي وديمغرافي وإحداث خلخلة سكانية في القدس العربية، وبعد أن كان السكان الفلسطينيون يشكلون أغلبية في سنة 1967 أصبحوا بعد عمليات المصادرة وبعد إقامة المشاريع الاستيطانية وفتح الطرق والبناء ضمن الأحياء العربية يسيطرون على 14% من الأراضي. وبعد ذلك أتت مرحلة أخرى من مراحل التهويد ورسم الحدود، وهي رسم ما يسمى حدود القدس الكبرى (المتروبوليتان ) تشمل أراضٍ تبلغ مساحتها 840 كم2 أو ما يعادل 10% من مساحة الضفة الغربية. لتبدأ حلقة أخرى من إقامة مستوطنات خارج حدود البلدية لكن هدفها هو التواصل الإقليمي والجغرافي بين المستوطنات الواقعة في الضفة الغربية وخارج حدود البلدية بالإضافة إلى إقامة شبكة من الطرق بين هذه المستوطنات. وهكذا فإن خارطة الحكومة الإسرائيلية للاستيطان في منطقة القدس الكبرى تشمل (غوش عتصيون، إفرات، معاليه أدوميم، جبعات زئيف) ويجري فيها البناء بطاقة كاملة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:44 pm

    مشروع شارون والبوابات الـ 26:

    الارتباط ما بين القرى خارج حدود البلدية وامتدادها داخلها جعل الحدود الوهمية المفروضة صعبة الإغلاق والتهويد، بالإضافة لوجود الأبنية العربية والكثافة السكانية العالية المحاذية تماماً لحدود البلدية. ومن هنا أصبحت هذه المناطق هدفاً للمشاريع الاستيطانية وزرع الوحدات اليهودية داخل هذه التجمعات، بهدف السيطرة والتهويد المنظم. وقد جاء مشروع شارون والبوابات الـ 26 لتحقيق هذا الهدف. والمشروع المذكور مكون من عدة مشاريع:

    ـ المشاريع الكبرى وأهمها مشروعا البوابة الشرقية وجبل أبو غنيم.

    ـ المشاريع الصغرى: وهي 26 موقعاً في الأحياء العربية بهدف التفتيت والعزل.

    أ. جبل أبو غنيم (هارحوما): يقع المشروع في الجزء الجنوبي الشرقي من القدس ويهدف لبناء 6500 وحدة سكنية كمرحلة أولى، ومرحلة نهائية 17500 وحدة سكنية، وفي حال تنفيذ هذا المشروع تكون إسرائيل قد أغلقت الجزء الجنوبي الشرقي من القدس وربطت مستعمرة جيلو الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي وبالتالي السيطرة الأمنية والديموغرافية على مداخل ومخارج السكان القادمين والمغادرين باتجاه الجنوب (بيت لحم، الخليل)، وسيكون دخول المواطنين للقدس في أيدي إسرائيلية وتحت سيطرتها.

    ب. مشروع البوابة الشرقية: بدأت فكرة إغلاق المنطقة الشمالية الشرقية من القدس بعد عام 1967 مباشرة، حيث تمت مصادرة 470 دونماً من أراضي بيت حنينا، وأقيمت عليها أولى المستعمرات في منطقة (نفي يعقوب)، بعد ذلك جاءت المصادرة الثانية عام 1980 لحوالي 4400 دونم من أراضي قرى (حزما، شعفاط، بيت حنينا)، وأقيمت عليها أكبر المستعمرات الشمالية الشرقية (بسكات زئيف، بسكات عومر)، ثم شقت الشوارع لتصل ما بين المناطق الشمالية الشرقية وحتى المناطق الغربية، ثم وضع مخطط لشارع جديد بهدف القضاء على أجزاء واسعة من الأراضي العربية (مصادرة 380 دونماً)، وهدم 17 بيتاً للقضاء على الشارع الرئيسي والمناطق التجارية العربية في بيت حنينا وشعفاط.

    ولأن أجزاء من الأراضي العربية بقيت خالية من السكان، لأن السلطات منعت استعمالها بطرق شتى، فقد بدأت الخطة الجديدة في ملء الفراغ بالأحياء السكنية الإسرائيلية لتحقيق التواصل الإقليمي بين المستعمرات الشمالية الشرقية، وبين مستعمرات الوسط، وفصل المناطق العربية بعضها عن بعض ووضعها تحت السيطرة الإسرائيلية. وكذلك لتحديد الحدود الشرقية وتوسيعها بقرار سياسي بعد أن يتم فرض الأمر الواقع (معاليه أدوميم، جبعات زئيف) خارج حدود البلدية مع (التلة الفرنسية، بسكات عومر، بسكات زئيف) داخل حدود البلدية، ليتم بناء السدود الاستيطانية، وبعد الانتهاء من إعداد المخططات لبناء آلاف الوحدات السكنية، التي ستخرج إلى حيز التنفيذ خلال العامين القادمين لإغلاق المناطق الجنوبية الغربية، التي ستقام خلالها المستعمرات على أراضي قرية الولجة بعد مصادرة أراضيها، وجبل أبو غنيم في المنطقة الجنوبية الشرقية، مع امتداد استيطاني على أراضي بيت صفافا، وجبعات هماتوس، وأراضي دير مار الياس (جبعات هاربعا) بعد ذلك سيخرج مخطط جديد إلى النور وهو مخطط بلدية القدس بإقامة مستعمرة جديدة، وأطلق عليه "مخطط شمال شرق القدس" (البوابة الشرقية).

    الموقع الطوبوغرافي والجغراف:

    يقع هذا المشروع في نقطة تقسيم المياه ما بين السهل الساحلي وغور الأردن، ويحتل موقعاً استراتيجياً في نقطة تقاطع الطرق الرئيسة الداخلية والخارجية، حيث يمر الشارع رقم 9 الواصل بين مستعمرة راموت إلى معاليه ادوميم جنوباً بعد أن يكون قد مر جنوبي قرية شعفاط قاطعاً شارع رام الله الرئيس، كذلك الشارع رقم 13 الواصل إلى النفي يعقوب والتلة الفرنسية، بالإضافة إلى شارع الطوق الذي يصل إلى المنطقة الغربية (اللطرون)، ويقع جزء من المخطط على رأس خميس على ارتفاع 800م وكذلك راس شحادة على ارتفاع 81م. ونلاحظ أن الأهداف الإسرائيلية من هذا المشروع تندرج تحت بندين:

    1ـ هدف ديموغرافي لا سيما أن هنالك صراعاً عنيفاً تخوضه إسرائيل منذ عام 1967 لجعل الأغلبية العربية في القدس الشرقية أقلية، وهذا ما حدث منذ بضع سنوات بالإضافة إلى خنق التجمعات العربية في المنطقة وحصرها وتفريغها من سكانها عن طريق منع البناء وبالتالي الهجرة إلى خارج حدود البلدية.

    2ـ خلق واقع جغرافي ذي بعد جيوسياسي يهدف إلى ربط المستعمرات بعضها ببعض وخصوصاً الشمالية الشرقية مع الجنوبية الشرقية، وإيجاد فرص عمل للسكان في المنطقة عن طريق إقامة منطقة صناعية في المنطقة تهدف إلى إيجاد تواصل سكاني وخلق واقع لا يمكن تجاهله في المستقبل، وخصوصا إذا علمنا أن هنالك مخططاً واسعاً لتوسيع حدود بلدية القدس يجعلها قدسا كبرى، أما التجمعات العربية في المنطقة فقد بقي مصيرها مجهولاً.

    المشاريع الصغرى

    في المناطق التي لم تستطع إسرائيل أن تقوم بإغلاقها والبناء فيها نتيجة لوجود كثافات سكانية أو نتيجة للوضع الطوبوغرافي الصعب، فقد خرجت بمشروع لإنشاء طرق تحيط بالمنطقة فكان مشروع شارع الطوق، الذي صودر لصالحة 1070 دونماً، والذي يهدف إلى فصل الضفة الغربية عن حدود بلدية القدس. كذلك الفصل ما بين القرى (صور باهر، تلبيوت الشرقية )، وإحاطة القرى الفلسطينية بالمستعمرات الشمالية والجنوبية. أما في منطقة (وادي الجوز) أو ما يطلق عليه الحزام الأول، فقد كانت منطقة خالية من السكان نتيجة لوضعها، مناطق خضراء، ورغبة في ملء الفراغ، فقد ظهر مشروع رقم 4351 لمنطقة التلة الفرنسية على مساحة 72 دونماً لبناء 622 وحدة سكنية بارتفاع سبعة طوابق حيث تغلق المنطقة، كما أنها تضيع قرية العيسوية المجاورة والتي أصبحت محاطة بالطرق والمستعمرات من جميع الجهات. أما في منطقة (كرم المفتي) والذي يهدف لبناء 200 وحدة سكنية فهو يهدف إلى تطويق منطقة وادي الجوز من الناحية الغربية بعد أن تم تطويقها من الناحية الشمالية.

    أما في منطقة راس العمود، فقد تمت المصادقة على مشروع لبناء 132 وحدة سكنية لليهود، داخل الحي العربي، بغية خلق تواجد يهودي، داخل الأحياء العربية والسيطرة على الشارع الرئيس الواصل ما بين القدس والأحياء العربية خارجه وفي بداية عام 1998 تمت المصادقة وبدأت أعمال البناء. كذلك سيكون هناك مشروع آخر في جبل المكبر بغية زرع جسم غريب بهدف التهويد والعزل.

    في الإطار الثاني من الأطواق الاستيطانية يلاحظ بأن هنالك مشاريع إسرائيلية تهدف إلى ملء الفراغ بين ما تم بناؤه وما بقي دون بناء. وهذا ما حدث في المناطق الشمالية الشرقية حيث يجري الآن بناء مجموعة كبيرة من الوحدات السكنية بين الشارع رقم (1) والشارع رقم (13). والمناطق التي لم تستطيع إسرائيل البناء داخلها تمت إحاطتها بالشوارع أو تقسيمها إلى أجزاء مبعثرة يسهل السيطرة عليها كانت الأولى شعفاط، والثانية بيت صفافا. وهكذا نلاحظ أن السياسة الاستيطانية الإسرائيلية تهدف إلى خلق الوقائع الجغرافية على الأرض بالإضافة إلى قلب الميزان الديموغرافي، وجعل جميع القرى العربية عبارة عن جزر داخل الأحياء اليهودية بغية بلعها وتهويدها تدريجياً.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:44 pm

    السكان والمساحة:

    السكان:

    تشكل زيادة عدد السكان اليهود داخل وحول القدس جزءًا أساسياً، من الاستراتيجية الإسرائيلية لضمان سيادتها المستمرة. وقد وزع السكان اليهود في كل مكان من القدس الشرقية التي ضمت عن طريق بناء أحياء جديدة قريبة ذات كثافة سكانية عالية. وقد تركزت معظم هذه الزيادة في عدد السكان اليهود في هذه المستعمرات، وكانت نتيجة ذلك أن حققت إسرائيل أغلبية يهودية على الفلسطينيين في القدس الشرقية ( 165 ألفا مقابل 160.9 ألف فلسطيني) وبلغ عدد اليهود في القدس (الشرقية والغربية) حوالي 406.8 ألف نسمة أو ما يعادل 71.7%. وحينما يتم إشغال آلاف المنازل التي يجري التخطيط لها، والتي في طور البناء في المستعمرات، فإن عدد السكان الإسرائيليين في القدس الشرقية سوف يفوق عدد الفلسطينيين لتصل النسبة 1:3، ولتصل نسبة الفلسطينيين إلى 22% من المجموع العام. (يبلغون اليوم 35% من المجموع العام لسكان القدس).

    المقارنة بين البناء العربي واليهودي داخل حدود بلدية القدس:

    صودر 24 كم2، أو ما يعادل 35% من مساحة القدس الموسعة البالغة 70.5كم2 وخلال ذلك تم بناء 64,867 وحدة سكنية داخل حدود البلدية، تمت إقامتها من قبل الحكومة أو ما يعادل 88%، أما في الجانب الفلسطيني فتمت إقامة 8890 وحدة سكنية. وهي أبنية أقيمت بمبادرات خاصة أو ما يعادل 12%. أما الوحدات السكنية اليهودية التي أقيمت في القدس الشرقية على الأراضي المصادرة من أصحابها العرب فبلغت 38,534 وحدة سكنية أو ما يعادل 59.4% من الوحدات السكنية التي بنيت للإسرائيليين داخل حدود البلدية.

    فبين عامي 1990 و1993 تم بناء 9,070 وحدة سكنية، منها 463 وحدة سكنية للعرب، وهي تشكل 5.1% من مجمل الشقق. في 1993 تم الانتهاء من بناء 2720 وحدة سكنية، منها 103 وحدات للعرب وتشكل 3.8%.

    ونتيجة لذلك فإنه يتم تقليص المساحة التي يعيش فيها الفلسطينيون بشكل مبرمج من خلال قوانين التخطيط والقيود على رخص البناء، ومصادرة الأراضي، بالإضافة إلى (البروتوكولات) التي تعتبر نموذجا متطوراً في منع البناء العربي. ففي المناطق العربية يمنع البناء بأكثر من 3 طوابق كأقصى حد، بينما في المناطق اليهودية تكون نسبة البناء عالية جداً تصل إلى 8 طوابق. ولهذه الأسباب، ونتيجة للزيادة السكانية الفلسطينية، فإن الفلسطينيين يجبرون على مغادرة الأحياء العربية المركزية إلى الأحياء خارج حدود بلدية القدس أو إلى الضفة الغربية حيث تكون قوانين التخطيط والبناء أقل صرامة، وأسعار الأراضي رخيصة مقارنة بما هو موجود ضمن حدود بلدية القدس. وفي مقابل ذلك فإنه يتم ضمان البناء السريع للمستعمرات الإسرائيلية من خلال الحوافز الحكومية للمتعهدين الخاصين. وفيما تقام ألوف الوحدات السكنية اليهودية، تتقلص المناطق العربية، وبينما تشق الشوارع الإسرائيلية الجديدة للمستعمرات لربطها بعضها ببعض، تقسم هذه الشوارع المناطق والقرى العربية وتعزلها عن بعضها البعض.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:45 pm

    ابتلع فلسطين التاريخية منذ 1948 و6 جنود لحماية مستعمر واحد . الجدار العازل طرحه شارون في سيرته الذاتية عام 1977 . بقلم : وائل الخطيب / القدس المحتلة بعد إسقاط السلطان العثماني عبد الحميد عام 1909 سيطر اليهود على سياسة محمد الخامس بينهم ايمانويل قره صو واسعد طوتباشي وحسين جاهد وغيرهم وأداروا التيار الاتحادي ووجهوا عام 1911 دعوة إلى سرية إلى كل من دافيد بن غوريون واسحق زيفي لزيارة تركيا ، وكان اللقاء حاسما بشأن دفع الهجرات اليهودية إلى فلسطين وشراء الأراضي هناك واقترح جاويد بك اليهودي إنشاء شركات لشراء الأراضي أبرزها : " انجلو ليفانتين ، ارض إسرائيل ، الصندوق الثقافي اليهودي " ، وتمكن اليهوديان نسيم مازلياخ ونسيم روسو من إلغاء الجواز الأحمر الذي يعيق تدفق المهاجرين اليهود إلى فلسطين وتم ذلك مع وصول طلعت باشا إلى رئاسة الوزراء عام 1918، ومنذ 1908 والوعي الفلسطيني يتسع لحجم المشكلة ولانهار المال التي جرت في سبيل جرفهم من ديارهم . وأول ردة فعل عربية ضد الهجرة اليهودية ظهرت سنة 1908 أثناء انعقاد البرلمان العثماني في فلسطين والقسطنطينية ، وفي نيسان – أبريل عام 1920 انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاستعمار اليهودي في القدس ودامت أربعة أيام قتل خلالها 14 مناضلا ، وبعد شهر واحد من العام نفسه اشتعلت انتفاضة ثانية دامت 15 يوما في حيفا وقتل خلالها 147 رجلا وجرح 705 ، وفي المسافة الممتدة من 4 نيسان – أبريل 1920 إلى 30 تشرين ثاني – نوفمبر 1947 أي قبل نكبة 1948 ببضعة اشهر قتل 7700 وجرح 11650 وسجن 5 آلاف واعدم 115 ، وفي انتفاضة أيلول – سبتمبر وكانون الأول – ديسمبر من 1937 سقط اكثر من 4 آلاف ، الأمر الذي يعني أن الذين واكبوا الهجرات اليهودية في فلسطين هيأوا لشعبها الأصيل كل أنواع المجازر ، وهو شعب اضطهد واقتلع وسلخ عن أرضه بالقوة . وفتت هذا الشعب بعد اتفاقية أوسلو سياسيا وجغرافيا وقانونيا واصبح قسم منه تابعا لعرب 1948 وآخر قابعا في المخيمات حول فلسطين وثالث معذبا بين الضفة الغربية المزروعة بالمستوطنات وقطاع غزة المحوط بالنار ولكل قسم مأساته الخاصة به ، من اختناق الذين يعايشون إسرائيل إلى مصير التشرد والبؤس لدى جماعة المخيمات إلى انتفاضتي الضفة والقطاع وجميع هؤلاء يعيشون حال يأس من العودة وحق العودة وقد عبر عن ذلك جدعون ساعر في " معاريف " قال : " بالنسبة إلى الإسرائيليين فان حق العودة هو أمر نظري وهمي ، أما بنظر الفلسطينيين ولاسيما الذين نشأوا في المخيمات فحق العودة حلم وردي 00" وكتب نتنياهو عن الموضوع عينه، قال مناقضا ما اقترحه " حزب العمل " اليوم : " تحظر علينا العودة إلى حدود 1967 أو إلى أية حدود قريبة منها ، كذلك علينا أن نرفض جملة وتفصيلا مطلب البحث في حق العودة أو التوقيع على اتفاق يعيد ولو لاجئا واحدا " أضاف في " يديعوت أحرونوت : " إن الرفض المطلق لأي تعبير عن حق العودة يجب أن يكون الشرط الأساسي في كل اتفاق سياسي سواء أكان جزئيا أو تسوية دائمة واعتبر أن " مجرد الإيحاء بالعودة الفلسطينية إلى ارض إسرائيل جريمة بحق الكيان الصهيوني ، لا يجب التراخي إزاءه" . ومن البديهي أن يكون الاستيطان ردا مباشرا على القول الفلسطيني بحق العودة فبعد إلغاء إمكانية قيام دولة على الأراضي المحتلة عام 1967 أو على مناطق من 1948 وبعد إهمال القرارات الدولية المتحدثة عن حق العودة " 149 " من قبل إسرائيل تحاول الدولة العبرية الآن من خلال جرف الأراضي وزرع المستوطنات وإقامة الجدار الفاصل أن تمحو من الأذهان فكرة الدولة الفلسطينية من هنا عدم جدوى الحوارات والمفاوضات الجانبية لأن ما يجري على الأرض يناقض أي مسعى إلى تفاهم أو توافق أو اتفاق سلام ، ومبدأ بن غوريون واضح في هذا المجال : " ما لم توسع رقعة الاستيطان اليهودية للأرض فان مساعينا ستنتهي إلى لا شيء " . وأضاف وهو يتكلم عن " الوطن الصهيوني الأكبر " : " انه عن طريق ترحيل السكان العرب من البلاد بالحسنى أو بالإكراه يمكن توسيع رقعة الاستيطان اليهودي في المستقبل " . ومع أن الأراضي المخصصة باليهود في قرار التقسيم رقم 181 كانت 56% فإنها بلغت عام 1949 77% بعد السيطرة على 20 مليون دونم من الأراضي ، وهذه النسبة زادت باضطراد من خلال حركة الاقتلاع والاستيطان من 1949 إلى 1967 إلى السبعينات والتسعينات ، ولارئيل شارون دور أساسي في عمليات التشريد نذكر منها انه 1956 وبينما العدوان الثلاثي قائم على مصر أنزلت الوحدة 101 إلى أراضي " البقارة " و " الغنامة " وهما قريبتان على بعد 3كلم من الحدود السورية – الفلسطينية فطوق شارون المنازل واقتحمها وانتزع سكانها بالقوة واصعد من بقي حيا في شاحنات ورماهم في العراء على الحدود وكانت أوامر بن غوريون :" يجب مسح هاتين القريتين " فمسحتا ووضعت اليد الصهيونية على آلاف الدونمات من الأراضي ، أما بالسرقة أو بالقوانين المصنعة أو بقرارات المحكمة العليا ، وكانت غزة من اكثر المناطق التي تعرضت أواخر القرن الماضي وبداية هذا القرن للسرقة المنظمة فبلغت المساحات المسلوبة 112605 دونمات . ووصلت العنصرية باليهود إلى حد تكليف ستة من جنود الاحتياط بحراسة مستوطن واحد ، اسمه يوسي ايالون يقيم في موقع استيطاني قريب من مستوطنة " مافودوتان " في الضفة الغربية وقد اقترحوا عليه الإقامة في فندق على حسابهم لمدة أسبوع فرفض لأنه يستمتع بالمكان ولا يبحث عن غيره ، وثمة مواقع استيطانية كثيرة يكثر حراسها ويقل ساكنوها ، ويكفي التذكر بأن المشروع الاستيطاني في جبل المكبر في القدس يضم 550 وحدة استيطانية فيما جدار الفصل العنصري يستنزف ثلث أراضي قلقيلية ، مع استمرار تهويد مناطق 1948 بتحويل مقبرة إسلامية إلى موقف سيارات وجذب الألوف إلى أراضي حول القدس وداخلها ويملك الكثير منها يهودا ليفي ومئير شامير . وكشفت صحيفة " هآرتس " أن جدار العزل العنصري يتطابق مع أفكار رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون وطروحاته التي نشرها عام 1977 مع انتصار حزب الليكود في الانتخابات وتسلمه السلطة في إسرائيل للمرة الأولى والغاية من الجدار هي السيطرة على مناطق تتحكم بالضفة الغربية ومنع إقامة دولة فلسطينية في المستقبل . وتحدى شارون الرأي العام الدولي واقنع أمريكا بضرورة الاستمرار في أعمال البناء فأوقفت واشنطن تحفظها ، وكان شارون تحدث مع المسؤولين الروس عن " حق إسرائيل في السيطرة على أجزاء ارض إسرائيل ( فلسطين التاريخية ) " وعنى الخليل وبيت لحم والقدس الموحدة وقال افيغدور ليبرمان أن شارون لمس تفهما كبيرا وأكد بوتين انه " صديق إسرائيل " وسمع رئيس وزراء إسرائيل يؤكد أن خريطة الطريق " إذا تحولت إلى قرار دولي ملزم ستعرقل عملية السلام " ووصلت طموحات شارون إلى حد زرع أربعمائة ألف مستوطن في القدس الشرقية والضفة والقطاع . واليوم ومع المواقف الجديدة لحزب العمل والتي يدعو فيها إلى دولتين وفقا لحدود 1967 على أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح والقدس مشتركة ، فان تجارب رابين وبيريز وبعض اللذين صنفوا أنفسهم معتدلين خارج صقورية المتطرفين لم تؤد إلى نتيجة عملية على صعيد سلام الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية وقد لحظ جيمس بيكر في عهد بوش الأب كيف أن إسرائيل تعيش النفاق الحقيقي إذ تشارك في مفاوضات السلام وتقوم في المرحلة عينها بمصادرة أراض فلسطينية ومياه فلسطينية وببناء المستوطنات واحتلال الأراضي ، وحاول بيكر أن يوقف الملايين التي تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل لكن جماعات الضغط الصهيوني ظلت بالمرصاد وردت بدعم كلنتون في انتخابات 1992، من هنا تجاهل الرئيس بوش الابن الجدار والمستوطنات وكل ما ترتكب إسرائيل من فظاعات ! ولم يكتف الأمريكيون بذلك بل قدمت عضو مجلس النواب الجمهوري عن فلوريدا اليانا روس لتنن وهي راعية مشروع " قانون محاسبة سوريا " مشروع قرار أخر إلى المجلس يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف ب " الوضع الصعب " الذي واجهه اللاجئون اليهود وهم في الدول العربية ويحض وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين " الاونروا " على إعداد برنامج لتوطين الفلسطينيين في أماكن وجودهم حيث كانوا ، وقد عمل المشروع رقم 311 ودعمه النائبان الديموقراطيان فرانك بالوني وهيرولد تالر ويتم السعي لضمان تأييد اكبر له من قبل النواب وثمة حملة أطلقها " التحالف الوطني من اجل إسرائيل " ويضم جماعات متصهينة من اجل جعل توطين الفلسطينيين خارج أرضهم التاريخية ولا سيما في الأردن ولبنان وسوريا والعراق وغيرها ، ونسي هؤلاء أن اليهود تركوا بملء إرادتهم أواخر الأربعينات وباعوا أملاكهم ولم يقتلعوا من بيوتهم شأن الذي يجري في فلسطين المحتلة .
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:46 pm

    المسار التاريخي لتمزق مجتمع الاستيطان اليهودي في فلسطين لا يكفي توصيف المجتمع اليهودي في فلسطين بمجتمع ممزق ومشتت يلم جماعات شتى في دولة مغروزة في محيط رافض لها... إذ يتوجب على الباحث، بالرغم من صوابية وكفاية هذا التوصيف، أن يبحث عن أدوات ودلائل تشرح انقسام المجتمع الإسرائيلي وتدلل على التشتت الذي ينخره. خاصة أن بعض الأبواق الغربية بدافع صهيوني ويهودي (وللأسف تجد تعبيراً لها في بعض الأبواق البحثية العربية التي تتسلل إلى الرواية العربية فيما خص فلسطين والقضية الفلسطينية) ترى أن ما يزيد عن خمسين سنة من عمر الكيان الصهيوني كانت كفيلة، أن تبلور معياراً جاذباً للشرائح المختلفة والمتضاربة من اليهود باتجاه الأسرلة (نسبة إلى إسرائيل) واندماجها في بوتقة صهر واحدة... الإجابة على هذه الأبواق تُحتم إعادة صياغة الخطاب البحثي العربي المتعلق بالكيان الصهيوني، بحيث يُبنى على المعطيات المستجدة والمتبلورة في الفترة الأخيرة، التي تشرح الواقع المجتمعي الإسرائيلي وتناقضاته التي ثبتت وتشعبت بل وبلورت شرائح جديدة يتوجب الوصول إليها وإطلاقها أمام الرأي العام العربي والإسلامي... وهي مهمة تجد أهميتها من كونها لازمة لفهم العدو ولتحقيق النصر المنشود. إن واقع المجتمع الإسرائيلي الحالي، أو بالأحرى مجتمع المجتمعات الإسرائيلية، يتركب من جماعات متفرقة تعبر عن التمزق والشروخ الكامنة فيه، وهي شروخ لم تعد تقتصر على الحالة التي رُصدت في الكيان حين قيام الدولة العبرية، بل إن السنوات الماضية شهدت ازدياداً في حدتها من جهة ومن جهة أخرى شهدت نمو شروخ جديدة مبنية أساساً من واقع التطورات الاجتماعية والسياسية التي تضغط على إسرائيل والمنطقة، ومنها تطورات داخلية ذاتية متأتية من ماهية المجتمع الإسرائيلي المصطنع غير القادر على الانصهار في بوتقة واحدة كما شاءت الرؤية الصهيونية ابتداءً. يتوافق البحث الأكاديمي في الكيان الصهيوني على تشريح تاريخ الاستيطان اليهودي لفسطين منذ بداياته القوية في العشرينات من القرن الماضي إلى الآن باتجاه ثلاث فترات أساسية، وفي كل فترة من هذه الفترات كان الواقع المجتمعي الإسرائيلي يعكس تمثيلاً حزبياً وسلطة حاكمة تعبر عن وحدة مصطنعة أو عن تشتت واضح، وهذه الفترات هي: 1- عهد الحزب المسيطر الواحد وهو عهد حزب مباي (حزب العمل لاحقاً) من الثلاثينيات حتى العام 1977. 2- عهد الخيارات الحزبية البديلة (العمل - الليكود) من العام 1977 وحتى العام 1996. 3- عهد البلقنة (تحالف مصالح الشروخ الاجتماعية) من العام 1996 وحتى الآن. الفترة الأولى، والمعبر عنها في الأكاديمية الإسرائيلية بعهد الحزب المسيطر، كانت تتميز في شكل خارجي يظهر فيه الاستيطان اليهودي في فلسطين كصاحب هوية واحدة، أي المستوطن الأوروبي الأشكنازي الذي لا يهاب الصعاب وصاحب المشروع الطموح في بلورة مجتمع متماسك ودولة عصرية على أنقاض تجمعات عربية متخلفة دون هوية واضحة... وكان المظهر الخارجي للاستيطان اليهودي وللدولة لاحقاً ممسوكاً من قبل الحزب الواحد، الحزب الذي يقرر كل شي‏ء في الكيان، بدءاً من الثقافة والتعبير وانتهاءً بالحرب والسلم... علماً أن الجماعات المختلَفة والمختلِفة في الكيان الصهيوني كانت إما مقهورة غير قادرة على التعبير عن ذاتها وهويتها وإما منقادة بشكل مباشر أو غير مباشر نتيجة عقدة قصور ودونية زُرعت بها أساساً منذ قدومها إلى الكيان. في الفترة الثانية، وهي الفترة التي بدأت هذه الشرائح تعبر عن نفسها، وجدت في اليمين الإسرائيلي وتحديداً حزب الليكود منفذاً لهذا التعبير، فنشأت الفترة أو الحقبة الثانية من تاريخ الكيان السياسي، والمعبر عنها بفترة الخيار البديل، مما سمح بظهور الخلافات والانشقاقات إلى سطح المجتمع الإسرائيلي وانعكس تحديداً بشكل سياسي عن طريق الانتخابات والانقلاب الكبير في العام 1977 الذي أوصل فيه السفارديم، أو يهود الدول العربية والإسلامية، حزب الليكود إلى السلطة... الفترة الثالثة، وهي فترة البلقنة والتشتت التي ما زال المجتمع الإسرائيلي إلى الآن وحتى إلى المستقبل المنظور يعبر عن نفسه من خلالها، تتميز بالانقسام وتعدد الرؤى والمصالح الضيقة، وهي انقسامات وليدة لجنين سابق، بل خروج لحالة كانت أساساً في الأسر في الفترات السابقة وسمحت لها التطورات المختلفة بالظهور، إن لجهة التطورات الداخلية في الكيان الإسرائيلي أو لجهة التطورات الخارجية عنه والضاغطة عليه... يتكون المجتمع الإسرائيلي الحالي، من شرائح مختلفة تعبر عن نفسها في الانتخابات المتلاحقة وفي الأداء المطلبي والسياسي للأحزاب المنتخبة، التي تشكل انعكاساً واضحاً لهذه الشرائح والانقسامات، ومنها: 1- القطاع الحريدي: الذي يجهد منذ قيام الدولة للمحافظة على الاتفاق الذي بُلورت بنوده بينه وبين دايفيد بن غوريون وهو اتفاق ينص على مكتسبات للمتدينين اليهود إلا أنه في الفترة الأخيرة ونتيجة لاتساع قاعدته الجماهيرية توسعت معها مطالبه على شكل ابتزازات مالية للسلطة. ويشكل هذا القطاع 700,000 نسمة لأكثر من 100,000 عائلة، وهو قطاع غير موحد ومشتت بدوره، والبعض منه يُكفِّر البعض الآخر ويخرجه عن الدين، إذ يمكن للمتابع أن يرصد عدة اتجاهات داخل هذا القطاع، كالاتجاه الحسيدي (المتصوفون اليهود) الذي يشكل 31 بالمائة من الحريديم، أو الاتجاه اللتواني (المعادي للمتصوفين) الذي يشكل 28 بالمائة منهم، أو الاتجاه السفاردي الشرقي الذي يشكل 20 بالمائة منهم، إضافة إلى اتجاهات أخرى متعددة بتعدد المعاهد والمدارس الدينية والمراجع الفقهية. الصهيونية الدينية: وهو القطاع الذي استطاع التوليف بين الصهيونية العلمانية والعقيدة التوراتية التلمودية التي توجب انتظار قدوم المسيح المخلص لقيام الدولة اليهودية المنشودة، إذ رأت أن الدولة اليهودية وإن كانت مبلورة بأيدي علمانية فإنها مقدمة للخلاص يتوجب مؤازرتها والعمل لإنجاحها... وفي الفترة الأخيرة وتحديداً منذ العام 1967 شهد الواقع السياسي الإسرائيلي انفصاماً بين الحزب المسيطر (حزب العمل) وبين هذا القطاع لصالح التمسك بما يُسمى بأرض إسرائيل الكاملة الخاصة منها الضفة الغربية وقطاع غزة. القطاع الأشكنازي: الذي يشكل القطاع الأكثر حضوراً وقوة في المجتمع الإسرائيلي، وهم الجماعات اليهودية القادمة من البلدان الغربية والتي أحضرت معها نمط الثقافة الأوروبية والتعليم الغربي والثقافة ونمط البناء واللباس الغربي... وهي حالياً تعبر عن الاتجاه الجديد الذي برز في الحقبة الماضية ويتمثل في الاتجاه الرأسمالي المسيطر على القطاعات الاقتصادية التي أوجدت تنظيراً لعملية أوسلو وفوائدها الواسعة وضرورتها للكيان الإسرائيلي. ويقدر حجمهم حالياً 2,126 مليون نسمة من بينهم 725 من مواليد فلسطين. القطاع السفاردي: أو قطاع يهود البلاد العربة والإسلامية، الذي يمتاز بخصائص خاصة تجعل أبناءه أقرب إلى كونهم تقليديين مرتبطين بالدين اليهودي بشكل أو بآخر، وبالتالي يعبرون عن مصالح وحضور مختلف عن القطاع الأشكنازي في ميلهم الكبير باتجاه اليمين واليمينية... ويقدر عدد السفارديم في الكيان الإسرائيلي 1,570 مليون نسمة من بينهم 555 ألف مهاجر من غير مواليد فلسطين المحتلة. يعرض البروفيسور أوري رام الأستاذ المحاضر في جامعة بن غوريون قسم العلوم السياسية لهذا الواقع الذي تحدثنا بإيجاز عنه، وهي شهادة تفيد في معرفة الكيان الإسرائيلي ومسار تطور الانشقاقات فيه: شهد المجتمع الإسرائيلي في سنوات التعسينيات من القرن العشرين تحولاً منهجياً كبيراً، إذ بدأ القالب الأيديولوجي المهيمن على الدولة القومية كما يعرف عنها كدولة «يهودية - ديمقراطية» بالتقوض والانحلال. ومع هذا التقوض في سياسة الدولة القومية، كان العقد المذكور يشهد على صراع شديد بين تعريفين متنافسين بما خص تعريف هوية المجتمع الإسرائيلي، ما بين تعريف يتكون من مركبات إثنية دينية وطائفية، وبين تعريف يتركب بدافع المصالح الاقتصادية والطبقية. ولكل من التعريفين سياسات خاصة وانعكاسات عملية، إضافة إلى صيغ غير ديمقراطية... إذ نتج عن التعريف الأول الإثني سياسة الصهيونية الدينية القومية الجديدة، ونتج عن تعريف المصالح الاقتصادية ما عرف فيما بعد بالصهيونية.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ملف الاستيطان Empty رد: ملف الاستيطان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 10:47 pm

    بعبارة أخرى، يظهر المجتمع الإسرائيلي كمجتمع متعدد الوجوه، فهناك على خلفية إثنية ظهور لجماعات تمثل تعددية ثقافية منطوية على نفسها، كما هو الحال في حزب شاس والجماعة التي يمثلها، أي يهود الدول العربية والإسلامية، بينما هناك في المقابل تظهر المواطنة كليبرالية مدنية وأبرز تمظهراتها هي في محكمة العدل العليا، يضاف إلى ذلك سلطة رأس المال الاقتصادي المتمثلة في الشركات الصناعية الخمس الكبرى في إسرائيل ومالكي وسائل الإعلام المكتوبة الثلاث أي صحيفة هآرتس ومعاريف ويديعوت أحرونوت. المشكلة التي تهدد الصيغة الديمقراطية في إسرائيل أنها تتشكل من مؤسسات تملك قيادة من دون أتباع حقيقيين، وهذه المؤسسات التي يراد منها أن تمارس وتفرض الديموقراطية، عليها أن تحسم مسار الأمور بين مصالح متضاربة، بين الشرائح الاجتماعية المنقادة من قبل القيادات الدينية وبين المصالح الاقتصادية التي تعبر عنها الشركات الاقتصادية والإعلامية، أي أن تسلِّك الأمور بين القبيلة والسوق. قادت الأحزاب العمالية الصهيونية منذ العشرينيات حركة الاستيطان اليهودي في أرض إسرائيل، وواصلت هذه الأحزاب قيادة الواقع اليهودي بعد قيام الدولة في العام 1948 ولغاية العام 1967، وهي الفترة التي عرفت بالنظام القديم الذي يعبر عنه بالدولة القومية المتماسكة اجتماعياً. فالبنية القديمة في تلك الفترة للمجتمع اليهودي كانت تتكون من شعب مستوطن مجند ومقاتل، تقوده الأحزاب العمالية التي رسمت مسار النهضة بشكل ناجح جداً. ثمن هذا النجاح كان بأن دفع الآخرون ثمناً مؤلماً، حتى من بين اليهود... إذ إن نجاح ما يسمى بالحالة الإسرائيلية أضر ولم يلائم المتدينين الحريديم من اليهود، كما أنه سلب من اليهود الشرقيين هويتهم الثقافية فانضموا قسراً وبصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى ثقافة غربة أشكنازية، في حين أن هناك فئة أخرى هي الفلسطينيون العرب الذين تم إخراجهم بالقوة ورميهم خارج الدولة... كل هؤلاء كانوا ضحايا للمشروع الصهيوني وللدولة الإسرائيلية. وبالرغم من ذلك واختلاف طبيعة الثمن الذي دفعته كل فئة من هذه الفئات إلا أنها جلبت أثماناً. وفيما يتعلق بالمتدينين اليهود ويهود الدول العربية والإسلامية كان هناك فوائد جبوها من الدولة بالرغم من الأضرار التي سببتها لهم، إلا أنه بالنسبة للفلسطينيين فقد كانوا ضحية مطلقة للمشروع الصهيوني من دون أية فائدة تذكر... إلى ذلك الحين كانت الدولة تعبر عن واقع يعكس مجتمعاً متماسكاً يتمحور حول التفاني والريادة والخلاص والروح الصهيونية الجماعية... إلا أنه مع تغير وجه الدولة وتراجع الصهيونية في المجتمع الإسرائيلي، بدأت كل الأطراف المختلفة الصراع على مكان لها يؤمن لها حجماً ودوراً في قيادة المجتمع والتمتع من فوائده، وأضيف إلى هذه الأطراف مجموعتان جديدتان برزتا في المجتمع الإسرائيلي نتيجة لهذا التغيير: الصهيونية الدينية التي جعلت من مشروع الاستيطان في أراضي العام 1967 هدفاً لها ودمجت بين الأصولية الدينية وبين الإثنية اليهودية المغلفة بطابع استعماري صهيوني... إضافة إلى مجموعة أخرى تمثلت في الطبقة البورجوازية الغنية التي بدأت بالعمل على ضرب المنظومة المؤسساتية للدولة القديمة والنظام الجمعي وتحويله إلى نظام مجتمع السوق والاستهلاك. في العام 1977 ترجم الواقع الجديد بالائتلاف الاجتماعي الذي اقتلع حزب العمل من السلطة، وشمل هذا الائتلاف كلاً من الصهيونية الدينية )المتمثل في حزل المفدال(، الطبقة الوسطى القديمة والتي كانت في حينه متداخلة مع حزب الليكود، إضافة إلى يهود الدول العربية والإسلامية المعروفين بالشرقيين الذين صوتوا لليكود انتقاماً من حزب العمل والظلم الذي طالهم منه... ومع هؤلاء النخبة الاقتصادية المهنية الجديدة من الجنرالات والمدراء العامين، التي نمت داخل حزب العمل بدءاً من نشوء الدولة كحركة داش ورافي. وكان للتحول الذي طرأ على المؤسسة السياسية الإسرائيلية أن أفرز ما يشبه التوازن بين كتلة اليمين وكتلة اليسار، حيث قاد اليمين حزب الليكود، بينما قاد اليسار حزب العمل. وكانت الكتلة العربية تجنح إلى إعطاء دعمها لكتلة اليسار في إسرائيل، إلا أنه مع توجه حزب العمل في أواخر التسعينيات باتجاه خطاب اليمين إضافة إلى تعاطف العرب عامة مع القضية الفلسطينية بدأت الأقلية العربية في تشخيص حسابات منفعة مغايرة أدى إلى تراجع في تأييد العمل واليسار عموماً... منذ الثمانينات يبرز في إسرائيل ما يعرف بالأحزاب القطاعية، أي الأحزاب التي تعبر عن جماعة أو جماعات ترتبط فيما بينها بمعيار محوري يجمعها، كما هو الحال لدى الحريديم عامة الذين شكلوا أحزاباً تمثيلية دخلت إلى الكنيست، لكنها بشكل عام قطاع اجتماعي منعزل. والبارز هنا هو حزب شاس (حراس التوراة السفارديم) الذي تشكل وتعزز منذ سنوات الثمانينات، والذي يمثل إضافة لكونه حزباً، حركة اجتماعية وثقافية للطبقات الدونية الفقيرة من يهود الدول العربية والإسلامية وخاصة يهود المغرب، وهم الأغلبية الساحقة من التقليديين في إسرائيل... الجماعات الحريدية، والمعبر عنها انتخابياً من قبل شاس والأحزاب الحريدية الأخرى هي منافس حقيقي لليمين الإسرائيلي وتحديداً لحزب الليكود، بالرغم من أن شاس والأحزاب الدينية تعمل ضمن مجموعة عوامل وظروف مختلفة خاصة أنها تهدف إلى المنفعة، إلا أنه لا يمكن تجاهل الميول التي تجمعها والتي تضعها طواعية في طرف اليمين لجهة التركيبة السياسية. تطور آخر طرأ على الحياة السياسية في إسرائيل، فبدءاً من منتصف التسعينيات، اعتمد في إسرائيل أسلوب انتخابات جديد يتمثل في قيام الناخب بإدلاء صوته بـ«ورقتين»، واحدة لانتخاب رئيس الحكومة وآخر لانتخاب أعضاء الكنيست، وهو قانون ساهم مساهمة حاسمة وفاعلة في تنامي «الأحزاب القطاعية» وإضعاف الحياة السياسية الجامعة في الدولة كدولة موحدة. وكان للقانون الجديد أن زاد من مساحة المناورة السياسية الداخلية لصالح الشتت »والانقسام المقيت«. نتيجة لذلك، اتسمت سنوات التسعينات بائتلاف الأقليات اليهودية الدينية مع بنيامين نتنياهو، وبمجابهة بين النخب الجديدة مع النخب القديمة... أي إنها اتسمت بصراع المواطنة والمواطنين الإسرائيليين كما أريد للمواطنة أن تكون بداية نشوء الدولة وبين النخب الممثلة للتيارات الجديدة التي تبلورت حديثاً. إلا أنه أيضاً في التسعينات برز أمل جديد في حصول تغيير أساسي، بدأ به إسحاق رابين، وأنهاه إيهود باراك ولم يكتب له النجاح. والحصيلة كانت أن تراجعت النخبة القديمة وبشكل ملموس، تراجع حزب العمل ومن يدور في فلكه إلى درجة قربته من كونه أقلية برلمانية لا يمكنها إطلاقاً أن تتولى سدة الحكم من دون دعم الآخرين. برز أيضاً في السنوات الماضية نوع من التمثيل الحزبي وبالتالي البرلماني الذي يعبر ويمثل شرائح من المجتمع الإسرائيلي، وكل شريحة من هذه الشرائح تبحث وتريد أن تفرض لونها على الدولة وعلى المجتمع، وبالتالي تشعب المسيطرون على الثقافة والاجتماع والمال والاقتصاد، بين نخب تحاول المحافظة على الرؤية الإسرائيلية القديمة، وبين نخب (وهي الأكثر) تحاول أن تحدد شكلاً وهوية جديدة للبنية النظامية والاجتماعية في إسرائيل. كما طرأ أيضاً في إسرائيل تجند كل القوى والنخب، اليسارية منها واليمينية، بل أيضاً النشطاء من الوسط المتدين كحزب شاس، باتجاه خصخصة القطاع العام وثروات المجتمع الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى تصفية الاتحاد العمالي العام (الهستدروت) ودوره الكبير الذي لعبه سابقاً، وانتزعت منه المسؤوليات الكبيرة التي اضطلع بها... وكانت عملية الخصخصة وأولوياتها تتحدد لدى النخب الممثلة للقطاعات المجتمعية بحسب المصالح الضيقة، فسعى السياسيون لكسب ود مصوتيهم وانتزاع معونات خاصة وترميم شكلي للفجوات الاجتماعية، بينما بقيت هذه الفجوات، والإهمال الثقافي والفقر وتدهور الخدمات الاجتماعية على حالها، بل إنها تتمدد وتستنسخ نفسها حتى للأجيال القادمة.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 1:21 am