انتقدت صحيفة أردنية واسعة الانتشار السبت 7-6-2008 أثرياء الشعب الفلسطيني، واعتبرهم بعيدين عن معاناة شعبهم، وعن المخاطر التي تحيق بهم وبمقدساتهم بسبب عمليات التهويد والاستيطان المستمرة.
وقال ماهر أبو طير، وهو كاتب مقال يومي في صحيفة (الدستور)، إن "أثرياء فلسطين تحديدا بحاجة إلى من يوقظهم من غفلتهم.. فقبل أن ننتقد أثرياء العرب، على تقصيرهم الشديد تجاه القدس وعائلاتها، يجب نسأل أثرياء فلسطين" ماذا فعلوا؟".
وأشار أبو طير، إلى أن أثرياء فلسطين متواجدين في "أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية ودول الخليج العربي، وأوروبا.. وهم من أثرى أثرياء العرب، خصوصا، إذا تذكرنا أنهم ليسوا أبناء شعب نفطي". وأضاف يقول: "وعند القياس، نجدهم الأغنى عربيا، إذ تتكدس مئات المليارات في حساباتهم، وفي المقابل نجد فقراء فلسطين يزدادون في الداخل، وتسقط بيوتهم تحت وطأة عدم وجود مال لدفع غرامات البناء أو قيمة الرخصة في مدينة القدس".
وبالرغم من أن كاتب المقال، أشار إلى أن هناك تبرعات من أثرياء فلسطينيين لصالح أبناء القدس، إلا أنه وصفها بأنها "قليلة جدا مقارنة بإمكاناتهم وبما يتوجب أن يفعلوه"، وأشار أبو طير إلى بعض مبررات عدم تبرع الأثرياء التي يسوقونها، من بينها صعوبة تحويل الأموال، أو عدم الثقة بالجهات التي تقوم بتوزيعها.
ووصف الكاتب تلك المبررات بأنها "حجج واهية، وعلى هؤلاء واجب ديني وشرعي، لنصرة من يعيشون تحت الاحتلال، وتعليم أبنائهم، ومساعدتهم ماليا في مواجهة الضرائب الإسرائيلية، ودعمهم ماليا حتى لا يخرجوا من فلسطين بحثا عن فرص عمل، وعلى هؤلاء أيضا واجب كبير بإدامة وجود هؤلاء، فالمسجد الأقصى ليس بحاجة إلى من يبكي عليه" فقط.
وحذر أبو طير، من أن المسجد الأقصى "سيتحول إلى مجرد مسجد، وستتحول المدينة المحتلة إلى مجرد متحف بلا سكان، إذا استمر الحال هكذا، وأثرياء فلسطين، ممن يحملون جنسيات أجنبية، لديهم القدرة عبر وسائل عديدة، على مساعدة المقدسيين وأهل الضفة الغربية، حتى يعيشوا، وحتى يعالجوا المريض".
وأضاف يقول: "إذا كنا نلوم أثرياء العرب والمسلمين على تقصيرهم.. فإننا لا ننسى بشكل منطقي وموضوعي أثرياء فلسطين، الذين يتركون أيضا الفلسطينيين في مخيمات لبنان وسوريا والعراق، يعيشون أسوأ ظروف يعرفها الإنسان في حياته".
وشدد بالقول على أن "القدس في ذكرى سقوطها، ليست بحاجة إلى قصائد ودموع ومشاعر كاذبة، هي بحاجة إلى وقفة حقيقية ولا تكون إلا بدعم أهلها.. وعلى أثرياء فلسطين أن يصحو من غفلتهم وأن يتذكروا أن عليهم واجبا قبل غيرهم.. ومن أراد فعل الخير لن تعدمه الوسيلة، حتى لو أرسل المال إلى أقاربه، وقاموا هم بتوزيعه بشكل مدروس".
وختم الكاتب الأردني مقاله بالتذكير أن جمعية أردنية واحدة، تكفل حاليا 14 ألف يتيم فلسطيني "وغالبية الذين يكفلون هؤلاء هم من أصحاب الدخل المتوسط والفقراء أيضا".