الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    تأملات في أدب المقاومة

    Anonymous
    زائر
    زائر


    تأملات في أدب المقاومة Empty تأملات في أدب المقاومة

    مُساهمة من طرف زائر 2008-05-30, 2:16 am

    تأملات في أدب المقاومة

    شاع مصطلح "أدب المقاومة" في الحياة الثقافية خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وتحديدًا بعد معارك 1967 بين العرب وإسرائيل. فكانت الأشعار التي تسربت من الأرض المحتلة بفلسطين إلى عواصم الدول العربية بأقلام محمود درويش وسميح القاسم وغيرهما، ولقّبوا في حينه بـ"شعراء المقاومة"، ولما تعدّدت الكتابات الإبداعية في أجناس الأدب المختلفة في إطار النمط المقاومي.. كان "أدب المقاومة" مصطلحًا جديدًا.

    بعد مضيِّ كل تلك السنوات.. ربما يمكن تقديم محاولة لتعريف أدب المقاومة، الذي هو: "الأدب المعبِّر عن الذات (الواعية بهويتها) و(المتطلعة إلى الحرية).. في مواجهة الآخر المعتدي. على أن يضع الكاتب نصب عينيه.. جماعته/ أمته، محافظًا على كل ما تحفظه من قيم عليا".

    لا تعني "الحرية" هنا معنى الخلاص الفردي ، وفي هذا التحديد ما يميِّز أدب المقاومة عن غيره، حيث يقول البعض: إن كل أدب يدعو إلى المقاومة بمعنى ما، بينما أدب المقاومة هو الأدب المعبر عن الذات الجمعية.

    التجربة الحربية أدب المقاومة

    تعدّ "التجربة الحربية" من أهم محاور أدب المقاومة. إن عمر الحرب يكاد يناهز عمر الإنسان على الأرض. منذ معركة قابيل وهابيل والصراع قائم، ولا يبدو زواله، ذلك الصراع الذي غالبًا ينتهي بالحرب.

    إن تجربة الحرب ليس لها مثيل، ربما لأن الرجال يشعرون أنهم تخطَّوا حاجز الموت.. على الرغم من كل التناقضات التي عاشوها.. ففي تلك التجربة يصبح الفرد وجهًا لوجه أمام الموت والحياة، الشراسة والشفقة، الدفاع عن الحياة في مقابل الهلاك. يخوضها المحارب مدفوعًا من الجماعة، والتي تبارك موته، بينما جبلت النفس البشرية على حب الحياة. ومع ذلك مهما كانت التجربة كريهة فإنها تكشف عن الأصيل في حياة الفرد والجماعة مثل الشجاعة والإخلاص والفداء والإيثار وغيرها، في مقابل الخلاص من الأنانية والغرور والباطل والظلم.

    والآن تُرى ما هي أهم خصائص أدب المقاومة؟

    التعبير عن الذات الجمعية والهوية

    إنه أدب الوعي والحث على تجاوز الأزمات الشعبية والحروب والاضطهاد والقهر. الوعي بالآخر العدواني وكشف أخطائه وأخطاره، من أجل المزيد من الوعي بالذات والهوية.

    إنه أدب إنساني من حيث هو دعوة لتقوية الذات في مواجهة الآخر، وليس دعوة للعدوان.

    تتنوع موضوعات التعبير في أدب المقاومة في التناولات المختلفة؛ منها: تناول موضوعات البطولة في مواجهة الآخر العدواني في الحرب أو في مقابل الظلم أو الاحتلال– تناول يتبنى مبدأ الدفاع عن الحياة الفاضلة.. وغيره.

    وفي إطلالة سريعة على معطيات الأدب العربي.. تتجسد المحاور المقاومية؛ سواء في الشعر العربي القديم المسمَّى بالشعر الجاهلي وحتى الآن، سنتخيَّر بعضًا منها.

    إن القارئ الواعي والمسلَّح بالفهم النقدي الجديد سوف يتأكد من مقولة مفادها: أن الشعر العربي القديم لم يكن وصفيًا ولا مصدرًا لرزق، كما لم يكن على هذه الدرجة من الحدة والانفعالية إلى حد الدعوة للحرب. فلم تكن البيئة وبكل عناصرها إلا عناصر شيَّد بها الشاعر بذكائه الفطري بناء قصيدته المتأملة المعبرة، ولم تخل من القضايا الكونية التي بدت في الأسئلة التي طرحها، ولا من قضايا قبيلته الأيديولوجية.

    لعل قصيدة "زهير بن أبي سلمى" الميمية ومعلقته الشهيرة من النماذج التي تكشف عن ذلك الأدب الذي يشارك في هموم قبيلته وأهله مع الحفاظ على القيم العليا. تقع القصيدة في ثلاثة وستين بيتًا، هذه الأبيات التي يخاطب فيها المترددين في نبذ الحرب بين قبيلتين من العرب "عبس" و "ذبيان" وقد طالت لسنوات وسنوات فيقول:

    فـلا تكتمن الله مـا في نفوسكم

    ليخـفى، ومهما يُكتم الله يعلم

    يؤخر، فيوضع في كتاب، فيدخر

    ليوم الحساب، أو يعجل، فينقم

    وما الحرب إلا مـا علمتم وذقتم

    وما هو عنها بالحديث المرجم

    أدب المقاومة وإشكالية العنف

    وعلى الرغم من تعدد صور أدب المقاومة في الشعر العربي، من إذكاء الثقة بالنفس في حالة الحرب أو الاستعداد لها أو الدعوة إلى الانتماء والتمسك بالهوية أو الافتخار بأيام الانتصارات الكبرى أو الإعلاء من شأن القوة وغيرها.. إلا أن قيمة نموذج قصيدة "زهير" تشير إلى أن أدب المقاومة لا يعني العنف والصوت الزاعق لأنه أدب إنساني في المقام الأول.

    وقد خاض الأدب العربي تجارب شديدة الوطأة أثناء معارك الصليبيين والمغول منذ القرن الخامس الهجري ولمدة حوالي أربعة قرون.

    فكانت قصائد الدعوة للجهاد، والتغني بما يتحقق من انتصارات، ولا تخلو الأعمال من المراثي تعبيرًا عن حزنهم على أبطالهم الذين فقدوا على أرض المعركة، وهناك ما يمكن أن نطلق عليه "القدسيات" تلك الأعمال التي ظلت تتغنى بالقدس.

    ربما من المجدي التوقف قليلاً أمام تلك النماذج التي كتبت في أدب المقاومة أثناء هجمة المغول الشرسة. فلم تكن كل تلك القصائد معنية بالحماسة والقتال فحسب، هناك الأعمال التي ناقشت جوانب فكرية. فكانت القصائد التي تبحث في طبيعة الصراع بين المسلمين والمغول. فهو في جانب منه صراع بين الإيمان والفكر. عبّر الشاعر عن ذلك بعد انتصار "عين جالوت" في 658 هجرية وقال:

    هلك الفكر في الشام جميعًا

    واستجد الإسلام بعد دحوضه

    وفي رؤية لشاعر آخر.. ترجع قوة الغدر القادمة من الشرق إلى ضعف ألمّ بخلافة المسلمين.

    وقد عبر الشاعر في ذلك قائلاً:

    والله يعـلم أن الـقوم أغفلهم مـا كـان من نعم فيهن إكثار

    فأهملوا جـانبًا إذ غفــلوا

    فجـاءهم من جنود الكفر جبار

    يا للرجال لا حـديثًا تحدثـنا

    بما عـدا فيـه إعـذار وإنذار

    واضح ما يعنيه الشاعر من أن الترف والملذات أدّت إلى غفلة الناس عن حقوق الله، فكان انتقام الله على يد المغول.

    وفي جانب ثالث يرى الشاعر أن سبب ما حدث من كارثة هو أن فقد العرب العون فيما بينهم فحلت المصائب. قال "أبو شامة المقدسي" في ختام قصيدته قائلاً:

    لم يُعن أهلها وللكفر أعوان عليهم يا ضيعة الإسلام

    وانقضت دولة الخلافة فيها صار مستعصم بغير اعتصام

    أدب المقاومة إذن هو الكلمة المتأملة النقادة التي تبحث عن الأسباب ولا تبرر الخطأ بل تدعو إلى تعضيد الذات في مواجهة الآخر العدواني.

    نذكر الأمثلة، وتتعدد الآراء ووجهات النظر. ويبقى أدب المقاومة دومًا تعبيرًا عن محاولة الإنسان منذ قديم الزمان وحتى الآن.. يبقى صوت الحق في مواجهة الباطل، ليس بتعزيز القدرة على مواجهة الآخر فقط، ولكن بتعزيز الذات (الجمعية) وتعظيم عناصر قوتها.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 3:17 am