الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    في الادب الصهيوني

    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    في الادب الصهيوني Empty في الادب الصهيوني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-04-21, 12:30 am

    كان الأدب العبري حتى بداية القرن العشرين محصورا في شرق أوروبا, فيما كان عدد اليهود في فلسطين حتى 1855م لم يزد عن عشرة آلاف وخمسمائة نسمة.
    في عام 1882م بدأت الهجرة الأولى, حتى بلغ عددهم خمسين إلفا في عام 1989م. في عام 1907م بدأت الهجرة الثانية التي أضافت حوالي خمسين ألفا أخرى, بينما بدأت الهجرة الثالثة في 1922م, وبلغ عددهم مائة وخمسة وستين ألفا عام 1930م.

    منذ التاريخ الأخير بدأ يتبلور اتجاه ثقافي عبري, مواز إلى الاتجاه النشط في الاتحاد السوفيتي, أو الذي كان كذلك قبل الثورة البلشفية.. وقد استمر حتى بداية الحرب العالمية الثانية.
    لم يكن الأديب العبري خلال الفترة المشار إليها متعايشا مع الواقع الجديد في فلسطين, وهو ما عبر عنه الناقد اليهودي "شاكيد جرشون" بقوله: "لقد مضى على وجود جسدي في فلسطين عشر سنوات, ولكن روحي مازالت هائمة في المنفى. إننى لم آت بعد لفلسطين, بل مازلت في الطريق إليها", وهو المسجل في كتاب "في فلسطين والشتات- الجزء الثاني- عام 1983 ص28)
    وظل أدب تلك الفترة خاضعا لأدب المرحلة السابقة أو "أدب الهسكالاه" أو "أدب عصر التنوير اليهودي في شرق أوروبا".. أطلقوا عليه "الأدب العبري الفلسطيني". وهو ما تميز بالخصائص التالية:
    - وصف الطبيعة وأنماط البشر, والفلسطيني منها, انحصر وصف الفلسطيني على أنه البدوي أو الفلاح, من أدباء المرحلة "موشيه سميلانسكى" أو "الخواجة موسى" (1874-1953)
    - الأدب الطليعي, وهو المتهم بوصف الصراع بين المستوطنين والفلسطينيين أصحاب الأرض, أطلق عليهم لقب الرواد, منهم "يهودا بورلا (1886- 1968)
    - القصص الريبورتاجية, وهى التي ركنت إلى وصف الصراع ورصده, مع الطبيعة والعربي. كما رصدت بداية الإحساس بالغربة, مع قص الأساطير ذات الطابع الديني والرومانسي, منهم "يوسف حييم" (18881- 1921), و"يوسف عجنون" (1970).

    فلما كانت الهجرة الثالثة وما بعدها (خصوصا من المانيا منذ 1929م), انشغل الأدباء برؤية الواقع الفلسطينى الجديد الناشئ عن الصراع بين الصهاينة والعرب في الفترة (1920-1921م).. النزاع حول حائط المبكى في 1929م.. ثم أحداث ثورة 1936حتى 1939م.

    خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات, عبر جيل "البالماخ" أو "جيل سرايا الصاعقة", حيث شارك عدد من الأدباء في أعمال عسكرية.. ليأتي بعدهم "جيل الدولة" أو "الموجة الجديد".. وهم أدباء التعبير العبري بعد إعلان دولتهم في 1948م.

    وهناك رؤية أخرى في دراسة وقسمة الأدب العبري المعاصر.. بالنظر بداية إلى الإنتاج الأدبي لمواليد فلسطين من الأدباء أبناء المهاجرين إلى فلسطين.
    بظهور "يزهار سميلانسكي" أو "ساميخ يزهار" وهو أيضا "س. يزهار" الذي ولد في فلسطين عام 1916م, عن أبوين يهود هاجرا إلى فلسطين من قبل. تميز أدب "س. يزهار" وقد قالوا عنه أنه صاحب إعجاز لغوي غير عادي في التعبير باللغة العبرية.
    لعل مجمل ملامح هذا الجيل من الأدباء العبريين:
    أنهم البناء الأول للهيكل الثقافي الجديد.. منهم "س. يزهار", "يجال موسينسون", و "موشيه شامير".. عاصر هؤلاء فترات الصدام المباشر مع الفلسطينيين أعوام 1921و 1929 و 1936 حتى 1939, ثم الصدام مع قوات الانتداب البريطاني.. بينما أبناء جيل الهجرات الأولى تعلم بواسطة "الحيدر" أو ما يشبه الكتاب في القرية المصرية قديما, تعلم مواليد فلسطين بمدارس علمانية بالإضافة إلى التعليم الديني.. رواد التهجير يمثلهم (جالوت) أو يهودي الشتات التقليدي, بينما هؤلاء يمثلهم شخصية (الإسرائيلي), وهو نمط للشخصية اليهودية جديد.. منهم تشكلت شخصية (الصبار) الذي شارك في معارك عسكرية, وهو ما أضاف خبرات خاصة ليهودي فلسطين.
    أهم ملامحه الأدبية هو إفراز "الأدب المجند" المعبأ بالمفاهيم والقيم الصهيونية المتعالية المثالية, والعنصرية المتعصبة.
    أما وقد أعلنت دولتهم في عام 1948م, فشعر الأديب العبري بالورطة النفسية.. حيث الحديث بلغة الـ "نحن" وغلبة العام على الخاص, وبالمصالح العامة قبل الخاصة.. وإلى هدف تم تحقيقه.. فكانت مشاعر الغربة والاغتراب, ونمط أدبي جديد.


    ملامح عامة..
    لقد عبرت الأيديولوجية الصهيونية عن جملة أفكار مترابطة ونابعة من جملة معتقدات وأساطير وأحداث تاريخية , بحيث أصبح وعي الملايين من العامة أو الخاصة, من اليهود ومن غير اليهود عاجزون عن التميز بين الحقيقي والخيالي, بين ما هو صحيح وما هو مزيف تاريخيا (1).
    كما أن "الصهيونية " تدعي أنها تعبر عن يهود العالم, وبالتالي يدين لها بالولاء كل يهودي, ومن يرفض التفسيرات القومية للديانة اليهودية (باعتبار اليهودية ذات مفهوم قومي), يتهم بالخيانة. وهو ما كان مع "المجلس الأمريكي لليهود" الذي اتهم من قبل الحركة الصهيونية بالتنكر للدين اليهودي, وخيانة أصولها ومحاباة العرب وتأييد قضاياهم (2)
    تنحصر الأفكار الرئيسية للصهيونية في عدد من المقولات: اليهود هم شعب الله المختار – اليهود هم شعب ذو مصير تاريخي وسمات خاصة لا تتصف بها الشعوب الأخرى – كل يهودي ينتمي إلى الأمة اليهودية ويجب على اليهود أن يطمحوا للعودة إلى موطنهم القديم فلسطين.
    وضح تداخل الفكر الصهيوني مع الدين اليهودي, وقد رفع "هرتزل" الراية بمقولة شهيرة له, أن الغاية تبرر الوسيلة.

    انتبه الساسة وأصحاب الرأي منذ بدايات الدعوة الصهيونية, إلى أهمية توظيف الأدب (الأدب العبري) من أجل تحقيق جملة الأهداف السياسية, ثم بات الأدب وسيلة تحت قبضة السلطة الحاكمة بعد إعلان دولتهم في 1948م. تلك العلاقة المتداخلة بين الصهيونية والأدب, وبين السلطة والكاتب (الأديب), عبرت عن نفسها في الآتي: (3)
    1- الأدب العبري في إسرائيل يواكب أهداف السلطة, وهو أداة في يدها لتحريك الجماهير اليهودية, وهو أدب يحمل سمات الصنعة (أحيانا), بحيث أصبح الأدباء العبريون أبواق للسلطة الحاكمة, ولما تمليه الصهيونية, وأن العرب لا يفهمون إلا لغة القوة. (4)
    2- الأدب يخدم ما يسمى "بالقومية اليهودية", وارتباطها بفلسطين أرضا وتاريخا. وفقا للمبادئ التي قام قادة الحركة الصهيونية يخوضون على أساسها حملاتهم السياسية لتحقيق الأهداف الصهيونية.(5)

    لقد أثمرت توجهات الصهيونية تلك في الأدب العبري, بتلك النظرة المتعالية نحو "الآخر" عامة, و "العربي" خاصة:
    تقول الشاعرة "أنا جرينو" في إحدى القصائد التي تتعالى فيها على "الآخر":
    "قالت لي أمي بأني
    ابنة لشعب غنى بالأسفار.. والأغيار جهلة
    حدثتني أن أكون بالمقدمة
    لأني يهودية
    قالت أمي "اننى ابنة شعب لا يقبل الضياع
    واجبي مواصلة الدرب.. درب أبي
    لمواجهة الأغيار الأعداء
    ولو كانوا كل العالم" (6)
    وما كانت لتلك النظرة إلى الآخر من وسيلة, إلا العنف, حتى وإن كان القتل والاغتصاب, وهو ما عبر عنه الشاعر "جبرائيل اليشع" قائلا:
    "لا تطلب الغفران كقط ساعة النزهة
    هذا زمن الذئاب المغتصبة
    لا التنسك ولا الصومعة" (7)
    وقد حاول بعض الأدباء العبريين تبرير ذلك العنف, بأن ما تعرض له اليهودي على يد النازي في ألمانيا, هو السبب, وهو ما قال به القاص الإسرائيلي "فشنر" في إحدى قصصه القصيرة.
    أن اليهودي الموجوع بموت حبيبته "سارة" على يد النازي, يقتل "العربي" ثأرا من النازي!, سرد في قصته "الينبوع" يقول: "كان متعبا, ولكنه أحس جسده خفيفا بصورة لا تصدق, واستدار نحو الدبابتين, هذا من أجلك يا سارة, من أجلك".. حيث تابع معركته مع العربي. (Cool
    وهو المعنى نفسه الذي كرره الكاتب "فشنر" في روايته "لصوص الليل": يمارس الإرهاب في فلسطين , لماذا؟ لأن "دينا" قتلت في ألمانيا" (9)

    هكذا, حتى أصبح قاتل العربي بطلا, وصفة البطولة ارتبطت بقتل العربي! ففي قصيدة للشاعر الاسرائيلى "أيوناثان غيفن" بعنوان "عدت من إجازتي", يقول الشاعر:
    "يجب عليك أن تقتل
    حين تعود وتقص على والدتك
    أشياء كثيرة وجميلة
    أشياء جميلة
    لماذا القتال؟!
    لماذا هذا السلوك من العرب؟!" (10)
    قد تخبو نغمة العنف حينا, مثلما تلاحظ بعد معارك أكتوبر 73م, إلا أنه سرعان ما يعود, ويطفو على سطح الصفحات الأدبية بالصحف والكتب الأدبية. وهو ما تلاحظ عام 1982م أثناء معارك لبنان. فقد نشر الملحق الأدبي لجريدة "هآرتس" الإسرائيلية قصيدة بعنوان "لو كنت قائدا لجيشنا الأسطورة" لشاعر يدعى "أكور" في 2-7-1982م يقول:
    "لو كنت قائدا لمنطقة بيروت
    المحاصرة والمختنقة لصرخت
    في وجه كل أولئك الذين يطالبون
    إعادة المياه
    ويصرخون ويتألمون ويطالبون
    إعادة الدواء والطعام
    إلى المدينة المحاصرة"
    يتابع الشاعر, حيث يطالب بأكثر من ذلك:
    "لو كنت قائدا لجيشنا العظيم
    لزرعت الموت والدمار
    في كل المزارع والشوارع
    في كل المساجد والكنائس" (11)
    إنها الدعوة إلى "العنف" , إنها ملامح أدب عنصري غير إنساني, قال شاعر آخر في جريدة "دافار":
    "ليل الألمان طويل, ونور عمرهم ضئيل
    فنحن خالقوا المانيا, بيد حديدية فتية
    ونحن قادرون على صنع نعشها, بلا اعتراض
    أرض المانيا طوع يدنا, وروحها ترتعد
    بعد الجبروت كأس ستجرعه مرارا" (12)
    ويتكرر تبرير العنف والاغتصاب مرارا, فيقول الشاعر "بياليك":
    لا يقيم صداقات فارثه الألم
    والقلب يضمر العواصف
    والعاصفة دم" (13)
    لقد تعدى "البطل" الصهيوني, التفاخر بما هو عليه من باطل, وتبريرات للعنف والاضطهاد, إلى المزيد من الدعوة إلى الظلم والعنف بعامة, يقول شاعرهم متفاخرا بـ "القتل", مستمتعا بـ "الدم", سعيدا بـ "الحرب":
    "أرى العيون الميتة الصامتة
    أرى حكمة الدولة
    حكمة الحرب في أفواه المجانين
    الحساب سنجريه فيما بعد
    أما الآن فأنا القاتل"
    "لو أنهم تلاميذ مجتهدون
    لكانوا استخدموا الدبابة من مسافة قريبة
    ودمروا البيوت والشوارع ولم يتركوا أحدا
    وبهذا يكونون قد حافظوا على طهارة السلاح" (14)
    "اعتمر الخوذة استعدادا لمسيرة الدم
    جائلا بعينين إلى النار الحمقى
    امتشاق السيف جزء من آدميته
    لرعشة الفرح وإحالة الحرب سعادة" (15)

    لعله من غير السابق لأوانه, أن نردد ما ردده "غسان كنفاني", يقول: "لن يكون من المبالغة, أن نسجل هنا, أن الصهيونية الأدبية, سبقت الصهيونية السياسية, وما لبثت أن استولدتها, وقامت الصهيونية السياسية بعد ذلك بتجنيد الأدب في مخططاتها ليعلب الدور المرسوم له في تلك الآلة الضخمة التي نظمت لتخدم هدفا واحدا" (16)


    الهوامش:
    1- شئون فلسطينية –العدد 47- يوليو 1975 ص15
    2- سيكولوجية الإستراتيجية الصهيونية ومفهوم إسرائيل للسلام- ص117
    3- الحركات الهدامة, ص187
    4- العنف والسلام, ص13
    5- شخصية العربي في الأدب العبري, ص10
    6- الأدب الصهيوني الحديث بين الإرث والواقع, ص36
    7- المرجع السابق ص40
    8- في الأدب الصهيوني ص40
    9- المرجع نفسه ص45
    10- التربية الصهيونية ص49
    11- هآرتس, قصيدة "لو كنت قائدا لجيشنا الأسطورة"- "أكور" في 2-7-1982
    12- التربية الصهيونية, ص64
    13- المرجع السابق ص46
    14- الأدب الصهيوني الحديث, ص73
    15- قصيدة نشرتها جريدة "معاريف" في 10-5-1978
    16- في الأدب الصهيوني ص46
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    في الادب الصهيوني Empty رد: في الادب الصهيوني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-04-21, 12:32 am

    الاتجاهات الصهيونية في ادب الاقليات اليهودية في العالم
    بقلم الباحث عبدالوهاب محمد الجبوري
    الحقائق التاريخية والفكرية والسياسية التي باتت معروفة للعالم كله هي ان الفكر الصهيوني فكر فاشي عنصري استعلائي لا عقلاني يتسم برفضه للواقع الانساني وبطرحه تصورات مجردة مثالية وهذا يفسر سبب تبني الحركة الصهيونية حلا لما اسمته بالمشكلة اليهودية لا يستند الى تحليل منطقي مقنع لواقع اليهود انفسهم او للواقع العربي وانما يستند على الاساطير اليهودية القديمة مثل فكرة(الماشياح) والارتباط الازلي بارض الميعاد ..والمفكرون الصهاينة لا يحاولون شرح علاقة اليهودي بالارض او تفسيرها تاريخيا وانما ينظرون اليها على انها(مطلق صوفي)لا يمكن مناقشته وهذا هو حالهم مع كل الاساطير اليهودية الاخرى التي حولوها الى برامج سياسية تروج لها وتدعمها الانشطة الادبية والفنية الصهيونية تحت مختلف المسميات والعناوين ومن هنا نجد ان المصطلح الصهيوني مصطلح غيبي صوفي وان الكثير من الكتابات الصهيونية لا تتسم بالوضوح المنطقي وانما هي اقرب للتفسيرات الصوفية التي تستند الى ايمان الكاتب بامكانياته الروحية على استيعاب الدوافع الفكرية التي تكمن وراء صياغة ما يسميه الادب الصهيوني بالحقيقة الازلية.. ولان الفكر الصهيوني لاعقلاني ايضا يكتسب التعبير الادبي عنه اهمية خاصة لان اللغة(المجازية)اقدر على الافصاح عن التناقضات من لغة النثر المباشرة وينطبق الشيء ذاته على رسم الصورة الشعرية المركبة التي هي اقدر على تجسيد حركة الفكر الصهيوني المتناقضة من اللغة (المنطقية المسطحة).. واستنادا الى ذلك فان محاولة دراسة مثل هذه التناقضات في الفكر الصهيوني تتطلب بلاشك ، دراسة النصوص الادبية الصهيونية وتحليلها … فمنذ ان اصبحت(القومية اليهودية)عنصرا حاسما في تحديد ملامح الحياة اليهودية في البلدان التي عاش فيها اليهود كأقليات مئات السنين(أو كما تسمى بالدياسبورا او الشتات)وبعد ان فقدت اللغة العبرية قدستيها الدينية واصبحت لغة الانتاج الادبي الدنيوي شعرا ونثرا ظهرت هناك ارهاصات لانتاج عبري شكل بداية فترة الادب العبري الحديث ، التي يحدد بداياتها الاولى عدد من نقاد الادب العبري امثال لاحوفر ويوسف لاكلاونزر بحوالي منتصف القرن الثامن عشر ، وتشكل ما يمكن اعتباره تصنيفا لاداب الاقليات اليهودية التي تستخدم اصطلاحات مختلفة للاشارة الى نتاجاتها الادبية وبذلك مسً الادب الصهيوني تداخل كثيف على صعيدي الشكل والمضمون وشكلت اللغة(سواء اللغة العبرية الام ام لغة البلد الذي تعيش فيه الاقلية اليهودية)جزءا مهما من هذا التداخل الذي تمثل بشكل اساس في المراوحة بين ما هو صهيوني وما هو يهودي وارتبط ذلك بتداخل فكري وعقائدي اوسع بين اليهودية والصهيونية كان من نتائجه ظهور اصطلاحات تعبيرية متعددة لادب كتبه ادباء يهود تناول موضوعات يهودية وصهيونية.. ورغم ان هؤلاء الادباء ينتمون الى مجتمعات مختلفة ذات اطر حضارية متباينة مما يجعل نتاجاتهم تعكس ، بفعل عامل التأثر ، مظاهر حضارة واداب المجتمعات التي يعيشون فيها – كاقليات- الا ان هذه الاستخدامات الاصطلاحية تدور في اطار المحيط الثقافي اليهودي فاستخدم البعض عبارة(الادب اليهودي)والبعض الاخر(الادب العبري)او(الادب الاسرائيلي) أو(ادب اليديش)او(الادب الصهيوني).. فالمقصود(بالادب اليهودي)ذلك الانتاج الذي يكتبه اليهود في شتئ انحاء العالم وبمختلف اللغات فهناك ادب يهودي انكليزي وادب يهودي فرنسي وادب يهودي امريكي ..الخ ويبدو ان قادة الفكر الصهيوني يميلون الى استخدام هذا لتاكيد مايسمونه بوحدة الشعب اليهودي وهذا يفسر وقوع التوراة وبعض اجزاء التلمود والكتب الدينية المختلفة المكتوبة بالعبرية تحت هذا التصنيف ..اما(الادب العبري)فهو الانتاج المكتوب باللغة العبرية او بحروف عبرية مع ان اللغة التي يكتب بها قد تكون لغة اخرى ويدخل ضمن هذا التعريف كذلك الانتاج الادبي المكتوب باللغة الارامية وذلك لصلة القرابة التي تربطها باللغة العبرية وسواء اكان ذلك في اسرائيل ام خارجها ... ومع ان البعض من الباحثين يرى ان اصطلاح(الادب العبري)يصف الانتماء اللغوي ولا يغطي الانتماء الحضاري او القومي او الايديولوجي بالضرورة ويستشهدون على ذلك بكتاب يهود كتبوا بالعبرية عن موضوعات ذات مضامين صهيونية كالشاعر اليهودي الروسي(تشرنخوفسكي)وكذلك بكتاب يهود يكتبون بالعبرية ايضا عن موضوعات ذات نزعة معادية للصهيونية مثل(ايليا اهرنبورغ)الا ان الحقيقة التي يجب الانتباه اليها هي ان الادب العبري او ادب العبرية يظل مرتبطا بالدين اليهودي وبالاساطير التوراتية التي ابتدعتها الحركة الصهيونية لخدمة اهدافها ومخططاتها ومن ذلك ما تدعيه بالحق التاريخي وارض الميعاد والوعد الالهي وشعب بلا ارض يعود الى ارض بلا شعب والتفوق العرقي .... الخ .وفيما يخص)الادب الاسرائيلي)فيقصد به ذلك الانتاج الذي كتبه الادباء والشعراء في فلسطين سواء كان ذلك خلال فترة الانتداب البريطاني ومرحلة الهجرات الصهيونية الى فلسطين او بعد قيام الكيان الاسرائيلي عام 1948وهذا الادب يعالج كل ما يتعلق بجوانب الحياة الاستيطانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية للفرد والمجتمع ومعظم هذا الادب مكتوب بالعبرية وان كنا لا نعدم ان نجد كاتبة مثل(ياعيل ديان)تكتب بالانكليزية ولكنها تمثل الاستثناء وليس القاعدة ..وبالنسبة(لادب اليديش) فهو المكتوب باللغة اليديشية وهي لغة مزيجة من بعض اللغات الاوربية الشرقية مع العبرية وقد كتب معظم هذا الادب في بولندا وروسيا وان كان بعض كتابه قد هاجروا الى امريكا والمانيا ودول اوربية غريبة اخرى واستمروا في الكتابة هناك،لكن انتقالهم هذا لم يغير من انتمائهم الادبي الحضاري وهو بالاساس انتماء لغوي وادبي وحضاري في ذات الوقت ومن اشهر كتاب اليديشية(مندلي موخير سفاريم)اي مندلي بائع الكتب او(شالوم رابينوفتش)المعروف باسم(شالوم عليخيم) .. واخيرا يرى بعض المفكرين والادباء العرب ان (الادب الصهيوني)يمكن استخدامه لوصف الاتجاه الايديولوجي عند الكثير من الادباء بغض النظر عن انتمائهم القومي او الديني او الحضاري او اللغوي وهذا الاصطلاح لا يصف شكل الادب ولا محتواه ولاحتى فنه وانما يصف اتجاهه الايديولوجي العام(تماما مثل الادب الراسمالي او الاشتراكي).. والباحث يتفق مع هذا الرأي ويضيف ايضا ان الادب الصهيوني يستخدم للادب الذي كتب ويكتب ليخدم حركة الاستعمار الاستيطاني الاحلالي الصهيوني في فلسطين سواء كتبه اليهود ام غيرهم من الذين يتعاطفون مع الصهيونية وسواء كتبوا باللغة العبرية ام غيرها طالما ان كتاباتهم تنضوي تحت راية الحركة الصهيونية السياسية وتخدم مخططاتها وأهدافها … مصادر البحث :1. عبدالوهاب محمد الجبوري، فلسفة الحرب عند اليهود وانعكاساتها في الادب العبري المعاصر ، اطروحة ماجستير غير منشورة مقدمة الى كلية اللغات/ جامعة بغداد ، حزيران 2005 2. عبدالوهاب المسيري ، اليهودية والصهيونية واسرائيل ، ط1، بيروت ، 19753. احمد السقاف ، العنصرية الصهيونية في التوراة ، شركة الربيعات للنشر والتوزيع بالكويت ، 19844. اسماء عبدالكريم عبدالرحمن السامرائي ، الاتجاهات الشعرية في قصائد الشاعرة(ليئاه كولدبرغ) ، اطروحة ماجستيرغيرمنشورة،كليةاللغات /جامعة بغداد ، 2002 5. انطوان شلحت ، اسطورة التكوين والثقافة الاسرائيلية الملفقة ، ط1، لندن 19916. مفيد عرنوق ، الايديولوجية اليهودية في شقيها التوراتي والصهيوني ، دمشق 19997. حسن الباش ، العنصرية الصهيونية ، الانا والاخر والاسس العقيدية ، مجلة الكاتب العربي ، دمشق 20018. فؤاد سليم ابو زريق ، الادب الصهيوني وتضليل الرأي العام ، دراسة ، دمشق 20009. عنات فاينبرغ ، نظرة على الادب العبري المعاصر بين القومية والانسانية ، دراسة منشورة في كتاب اضواء على المشهد الثقافي في اسرائيل ، القدس 1997 10. د.رشاد الشامي ، اثر الحرب والروح العدوانية على المجتمع الاسرائيلي والشخصية الاسرائيلية ، بحث خاص مقدم الى معهد دراسات اللغة العبرية في بغداد عام1983 ….
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    في الادب الصهيوني Empty رد: في الادب الصهيوني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-04-21, 12:35 am

    "الأدب اليهودي" وأزمة الهوية في إسرائيل


    إشكالية الهوية لا تفارق التجمع الصهيوني أو المجتمع الإسرائيلي، والتي تتبدى بشكل مثير في قضية من هو اليهودي؟ فالدولة التي تسمي نفسها "يهودية" أو دولة يهود العالم لم تنجح حتى الآن في تعريف من هو اليهودي؟ وقد بدأ هذا الوضع يهدد التجمع الصهيوني. فقد ظهرت قبائل في آسيا وأفريقيا تدّعي أنها يهودية وتريد أن تستفيد من قانون العودة الإسرائيلي الذي يعطيهم الحق أن يصبحوا مواطنين إسرائيليين عندما تطأ أقدامهم أرض فلسطين المحتلة، خاصة وقد سمعوا عن الرشا المالية التي تعطى للمهاجرين الجدد.

    وتتبدى إشكالية الهوية في الأدب، هل هو أدب إسرائيلي أم عبري، أم صهيوني؟! وماذا عن الأدب "اليديشي"؟ أي المكتوب بالرطانة الألمانية التي كان يتحدث بها شرق أوروبا. وقد عُقد مؤتمر في القدس كان عنوانه "من هو الكاتب اليهودي"؟ فقال البعض: إنه هو من يكتب بالعبرية. فتصدى الناقد الأدبي والروائي الأميركي، "ملفين جول باكيت" لهذه الدعوة، وقال: إن منح المركزية للعبرية يهمش اللغات الأخرى التي يكتب بها المؤلفون اليهود. وقالت "مايا كاجانسكايا"، وهى كاتبة روسية هاجرت إلى إسرائيل: إنها لا تزال تكتب بالروسية، وتقول: إنها تشعر بعمق الصلة بينها وبين كبار الكتّاب الروس، أي أنها تقول: إنها لا تزال داخل إطار التقاليد الأدبية الروسية. كيف إذاً يمكن أن نصنفها "كاتبة يهودية"؟

    فلنحاول نحن أن نصنف هذه الآداب التي يكتبها كتّاب يهود. ويمكن أن نستخدم عبارة "الأدب اليهودي" لتصنيف بعض الأعمال الأدبية، إما من منظور مضمونها أو من منظور الانتماء الإثني أوالديني (الحقيقي أو الوهمي) لكاتبها إذ تُصنَّف الأعمال الأدبية التي تتناول موضوعاً يهودياً أو مُستمدَاً من حياة أعضاء الجماعات اليهودية (بغض النظر عن لغة العمل أوالتقاليد الفكرية أو الحضارية التي يدور في إطارها) باعتبارها «أدباً يهودياً».

    تتبدى إشكالية الهوية في الأدب، هل هو أدب إسرائيلي أم عبري، أم صهيوني؟! وماذا عن الأدب اليديشي أي المكتوب بالرطانة الألمانية التي كان يتحدث بها شرق أوروبا؟

    ولكن إن أخذنا بالتصنيف الذي يستند إلى مضمون العمل الأدبي، فنحن بذلك نكون قد تجاهلنا لغة الأدب والتقاليد الحضارية والأدبية والشكلية التي يَصدُر عنها، وصرنا نختزله تماماً في بُعْد واحد. كما أن مصطلح «الأدب اليهودي» يربط بين أعمال أدبية كُتبت داخل تقاليد أدبية مختلفة باعتبار أنها جميعاً «أدب يهودي»، وكأن ثمة موضوعات متواترة وأنماطاً متكررة تبرر تصنيف هذه الأعمال الأدبية داخل إطار واحد. فقصيدة كتبها شاعر روسي يهودي عن اليهود باللغة الروسية، ورواية كتبها مؤلف فرنسي يهودي عن اليهود باللغة الفرنسية، وقصة قصيرة كتبها كاتب أميركي يهودي عن اليهود باللغة الإنجليزية، ومقال أدبي كتبه أديب من ليتوانيا باليديشية، ودراسة نقدية كتبها أديب إسرائيلي بالعبرية، تُصنَّف كلها باعتبارها «أدباً يهودياً»، أي أنه مصطلح يفترض وجود أطر ثقافية وفكرية يهودية عالمية. ومثل هذا الافتراض لا يسانده الكثير في واقع أعضاء الجماعات اليهودية، وهو يؤكد الوحدة والتجانس والعمومية على حساب التنوع وعدم التجانس والخصوصية، وفيه تأكيد للمضمون اليهودي للعمل الأدبي على حساب أبعاده الفكرية والشكلية الأخرى، أي أنه مصطلح يُفقد الأدب ما يُميِّزه كأدب.

    إن أخذنا بالتصنيف الذي يستند إلى انتماء الكاتب إلى اليهودية، نكون قد أخذنا بأساس تصنيفي ليس له مقدرة تفسيرية عالية. فكثير من الأعمال الأدبية التي يكتبها مؤلفون يهود (مثل الناقد الأميركي ليونيل تريلنج) ليس لها مضمون يهودي. ونحن نرى ضرورة عدم استخدام هذا المصطلح بسبب قصوره عن الإحاطة بشكل ومضمون الأعمال الأدبية التي كتبها مؤلفون يهود عن موضوعات يهودية، فالبُعْد اليهودي ليس هو المحدِّد الأساسي للعمل الأدبي، كما أنه لا يوجد بُعْد يهودي عالمي واحد.

    ويمكن استخدام عبارة «الأدب الصهيوني» للإشارة لبعض الأعمال الأدبية ذات المضمون الأيديولوجي الصهيوني الواضح، بغض النظر عن الانتماء القومي أو الديني أو الحضاري أو اللغوي للمؤلف. فرواية "دانيال دروندا"، التي ألَّفتها الكاتبة المسيحية "جورج إليوت" بالإنجليزية، تنتمي إلى هذا الأدب الصهيوني، بينما نجد أن بعض الروايات التي كتبها يهود عن الحياة اليهودية لا تنتمي إلى الصهيونية من قريب أو بعيد، بل إن بعضها يتبنى رؤية معادية للصهيونية بل ولليهودية. وما يُسمَّى «الأدب الصهيوني» هو عادةً أدب من الدرجة الثالثة (أو كما نقول: «أدب صحفي»، أي أنه كُتب ليُنشَر في الصحافة كما أنه ذو توجُّه دعائي واضح. ومن أهم أعمال الأدب الصهيوني رواية الخروج للكاتب الأميركي اليهودي "ليون أوريس "وأعمال الكاتب الأميركي اليهودي مائير لفين). والأعمال الأدبية المكتوبة بالعبرية أو "اليديشية"، أو التي كتبها أدباء يهود في مختلف أرجاء العالم، نجد أن منها ما هو صهيوني- وهو القليل- ومنها ما هو معاد للصهيونية، وغالبيتها غير مكترثة بها.

    ولا يصف مصطلح «الأدب الصهيوني» شكل الأدب ولا محتواه ولا حتى لغته، وإنما يصف اتجاهه العقائدي العام، تماماً مثل عبارة «الأدب الرأسمالي» أو «الأدب الاشتراكي». ولذلك، فهو مصطلح عام ومجرد، مقدرته التفسيرية والتصنيفية ضعيفة للغاية ولا يُعَدُّ تصنيفاً أدبياً، شأنه في هذا شأن مصطلح «الأدب اليهودي».

    أما عبارة «الأدب العبري»، فيمكن استخدامها للإشارة إلى الأعمال الأدبية المكتوبة بالعبرية. وهو اصطلاح عام مقدرته التفسيرية والتصنيفية ضعيفة للغاية، فهو يشير إلى الانتماء اللغوي للعمل الأدبي وحسب ولا يغطي الانتماء الحضاري أو القومي. "فتشرنحوفسكي" و"يهودا اللاوي" كلاهما كتب بالعبرية، غير أن الأول ينتمي إلى التقاليد الأدبية الروسية الرومانتيكية، بينما ينتمي الثاني إلى التراث الأدبي العربي في الأندلس، أي أن القاسم المشترك بينهما ليس سوى اللغة وحسب. بل إن العبرية التي استخدمها كلٌّ منهما متأثرة بالمحيط الحضاري، ومن ثم فإن أياً منهما لم يكتب «أدباً عبرياً» وإنما عبَّر عن نفسه ورؤيته من خلال «أدب مكتوب بالعبرية». وحيث إن هذه الآداب تتنوع بتنوع التقاليد الحضارية والأدبية واللغوية، فنحن نتحدث عن «الآداب المكتوبة بالعبرية». أما «الأدب الإسرائيلي» فهو الأدب المكتوب بالعبرية في إسرائيل بعد عام 1960، ونشير له أحياناً بأنه «الأدب العبري الحديث».

    أما عبارة «الأدب الإسرائيلي» فهي تُستخدَم للإشارة إلى «الأدب المكتوب بالعبرية في فلسطين المحتلة منذ عام 1960»، وهي عبارة مرادفة تقريباً لعبارة «الأدب العبري الحديث».

    وإذا كان يَصُعب الحديث عن «أدب عبري» حتى عام 1948، باعتبار أنه أدب يتبع عدة تشكيلات حضارية مختلفة، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى الأدب "اليديشي" المرتبط بتشكيل حضاري واحد في شرق أوروبا، روسيا وبولندا على وجه الخصوص. ولذا، فإن مصطلح «الأدب اليديشي» له مقدرة تفسيرية وتصنيفية عالية، خصوصاً إن ذُكر الانتماء القومي للكاتب باليديشية (بولندي، روسي،... إلخ). وظهرت أول أعمال أدبية "يديشية" في القرن السادس عشر، وكانت ترجمات للآداب الغربية وكُتُب الصلوات. وقد استخدم بعض دعاة حركة التنوير اللغة "اليديشية"، بدلاً من العبرية، كلغة للتعبير الأدبي باعتبار أنها لغة حية وتتحدث بها الجماهير اليهودية من يهود "اليديشية". ثم ظهر أساطين الأدب "اليديشي". وكانت هناك مراكز للأدب "اليديشي" أينما هاجر يهود "اليديشية"، لكن المركز الأساسي كان في بولندا وروسيا ثم الولايات المتحدة. وربما كان الاستثناء الوحيد من القاعدة هو فلسطين حيث كانت المؤسسة الصهيونية تعارض اللغة "اليديشية".

    وما يثير قضية الهوية الشاعرة "إليشيفا" (1888-1949)، وهى أديبة روسية غير يهودية تكتب بالعبرية. كانت "إليشيفا" تُبدي إعجاباً شديداً بقيم اليهودية، كما أبدت تعاطفاً مع دعاوى «القومية اليهودية» (أي الصهيونية)، إلا أنها ظلت متمسكة بعقيدتها المسيحية ولم تتحول إلى اليهودية. ورغم أن "إليشيفا" ليس لها أية أهمية أدبية، فإنها تثير قضايا منهجية عديدة. فالتصور العام أن الآداب المكتوبة بالعبرية هي جزء مما يُسمَّى بالأدب اليهودي، وأنه تعبير عن الهوية اليهودية، ولكن ماذا لو كتب أديب بالعبرية عن مواضيع غير يهودية أو كتب أدباً معادياً لليهود واليهودية؟ هل يظل هذا أدباً يهودياً؟ وهناك القضية الأخرى وهي: هل الأعمال الأدبية المكتوبة بالعبرية تشكل أدباً عبرياً أم آداباً مكتوبة بالعبرية؟ وتثير "إليشيفا" كل هذه القضايا بحدة، فهي روسية مسيحية أرثوذكسية ظلت متمسكة بعقيدتها المسيحية رغم أنها كانت تكتب بالعبرية، ورغم أنها هاجرت إلى فلسطين واستوطنت فيها، ولابد أنها كانت تدور داخل إطار التقاليد الأدبية الروسية، أي أنها ظلت مسيحية من ناحية العقيدة، روسية من ناحية الانتماء الأدبي، وهو ما يجعل العبرية مجرد أداة لغوية. وهي، في هذا، تشبه "أنطون شماس" الفلسطيني العربي الذي كتب رواية بالعبرية وأصبح من رواد الأدب العبري في إسرائيل! كما الشاعر الفلسطيني العربي نعيم عرايدي الذي يعكف على كتابة رواية بالعبرية، وهذا أدب ليس إسرائيلياً، وإنما أدب عربي مكتوب بالعبرية.

    عبد الوهاب المسيري

    [u][i]

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 1:26 am