الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


5 مشترك

    نزار قباني

    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    نزار قباني Empty نزار قباني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-29, 3:27 am

    قانا

    وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.

    و هواء البحر في نيسان,

    أمطار دماء, و دموع…

    2

    دخلوا قانا على أجسادنا

    يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.

    و يعيدون فصول المحرقة..

    هتلر أحرقهم في غرف الغاز

    و جاؤوا بعده كي يحرقونا..

    هتلر هجرهم من شرق أوروبا..

    و هم من أرضنا قد هجرونا.

    هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم

    و يريح الأرض منهم..

    فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.

    3

    دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.

    يشعلون النار في بيت المسيح.

    و يدوسون على ثوب الحسين..

    و على أرض الجنوب الغالية..

    4

    قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,

    و أصوات البلابل..

    قصفوا قدموس في مركبه..

    قصفوا البحر..و أسراب النوارس..

    قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..

    و تلاميذ المدارس.

    قصفوا سحر الجنوبيات

    و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..

    5

    ….و رأينا الدمع في جفن علي.

    و سمعنا صوته و هو يصلي

    تحت أمطار سماء دامية..

    6

    كل من يكتب عن تاريخ (قانا)

    سيسميها على أوراقه:

    (كربلاء الثانية)!!.

    7

    كشفت قانا الستائر..

    و رأينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..

    و تقود المجزرة..

    تطلق النار على أطفالنا دون سبب..

    و على زوجاتنا دون سبب.

    و على أشجارنا دون سبب.

    و على أفكارنا دون سبب.

    فهل الدستور في سيدة العالم..

    بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟

    8

    هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟

    إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..

    قتلنا, نحن العرب؟

    9

    انتظرنا عربي واحداً.

    يسحب الخنجر من رقبتنا..

    انتظرنا هاشميا واحداً..

    انتظرنا قريشياً واحداً..

    دونكشوتاً واحداً..

    قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…

    انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..

    فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..

    أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه

    بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.

    10

    ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟

    ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟

    فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..

    فهو نص واحد نكتبه

    لجميع الشهداء الراحلين.

    و جميع الشهداء القادمين!!.

    11

    ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟

    و جرير ..و الفرذدق؟

    و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..

    ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..

    و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..

    و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..

    بل كنا ملوك الثرثرة…

    12

    ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..

    و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟

    ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟

    13

    نحن في غيبوبة قومية

    ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…

    14

    نحن شعب من عجين.

    كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..

    نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..

    15

    وطن يزداد ضيقاً.

    لغة قطرية تزداد قبحاً.

    وحدة خضراء تزداد انفصالاً.

    و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!

    16

    كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟

    كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟

    و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..

    و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..

    و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..

    و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.

    17

    ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب

    بعد ما صاروا يهودا؟؟…


    عدل سابقا من قبل abu bakir في 2008-03-29, 3:31 am عدل 1 مرات
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-29, 3:29 am

    منشورات فدائية على جدران اسرائيل

    لن تجعلوا من شعبنا

    شعبَ هنودٍ حُمرْ..

    فنحنُ باقونَ هنا..

    في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها

    إسوارةً من زهرْ

    فهذهِ بلادُنا..

    فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمرْ

    فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ

    مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها

    مثلَ حشيشِ البحرْ..

    مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها

    في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها

    في قمحِها المُصفرّْ

    مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها

    باقونَ في آذارها

    باقونَ في نيسانِها

    باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها

    باقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها..

    وفي الوصايا العشرْ..

    2

    لا تسكروا بالنصرْ…

    إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو

    وإن سحقتُم وردةً..

    فسوفَ يبقى العِطرْ

    3

    لأنَّ موسى قُطّعتْ يداهْ..

    ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ..

    لأنَّ موسى كُسرتْ عصاهْ

    ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ

    لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ

    فسوفَ تهلكونَ عن آخركمْ

    فوقَ صحاري مصرْ…

    4

    المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ

    نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ

    وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ

    سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ

    5

    من قصبِ الغاباتْ

    نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ

    من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ

    من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ

    من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ

    من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ

    من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ

    من السطورِ والآياتْ…

    فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ

    ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ..

    لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا..

    فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ

    من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ

    6

    لن تستريحوا معنا..

    كلُّ قتيلٍ عندنا

    يموتُ آلافاً من المراتْ…

    7

    إنتبهوا.. إنتبهوا…

    أعمدةُ النورِ لها أظافرْ

    وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ

    والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ…

    أو لفتةٍ.. أو خصرْ

    الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ..

    وخصلةٍ من شعرْ..

    8

    يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ

    عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..

    إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا

    فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ

    والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا

    فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ

    هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ

    قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ

    9

    ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ

    ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم

    وتتبعوا نبيَّكم للطورْ..

    فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ

    من بابِ كلِّ جامعٍ..

    من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ

    سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ

    10

    إنتظرونا دائماً..

    في كلِّ ما لا يُنتظَرْ

    فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ

    نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ

    نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ..

    رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ

    في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ

    يأتونَ في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ..

    نساؤنا.. يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ على دمعِ الشجرْ

    يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ

    يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ..

    11

    لقد سرقتمْ وطناً..

    فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ

    صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا

    وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا

    فصفّقَ العالمُ للسماسرهْ..

    سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ

    سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ

    فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ

    وتنصبونَ مأتماً..

    إذا خطفنا طائرهْ

    12

    تذكروا.. تذكروا دائماً

    بأنَّ أمريكا – على شأنها –

    ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ

    وأن أمريكا – على بأسها –

    لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ

    قد تقتلُ الكبيرَ.. بارودةٌ

    صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ

    13

    ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ

    لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ

    طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ

    ونحنُ باقونَ على صدوركمْ..

    كالنقشِ في الرخامْ..

    باقونَ في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ

    باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ

    باقونَ في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ

    باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ

    باقونَ في شعر امرئ القيس..

    وفي شعر أبي تمّامْ..

    باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ

    باقونَ في مخارجِ الكلامْ..

    14

    موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ

    موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ

    "نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ"

    15

    ليسَ حزيرانُ سوى يومٍ من الزمانْ

    وأجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانْ..

    16

    للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ..

    للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ

    للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ

    وهؤلاءِ كلّهمْ..

    تجمّعوا منذُ ثلاثينَ سنهْ

    في غُرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجونْ

    تجمّعوا كالدمعِ في العيونْ

    وهؤلاءِ كلّهم..

    في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ

    من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلونْ..

    17

    ..وجاءَ في كتابهِ تعالى:

    بأنكم من مصرَ تخرجونْ

    وأنكمْ في تيهها، سوفَ تجوعونَ، وتعطشونْ

    وأنكم ستعبدونَ العجلَ دونَ ربّكمْ

    وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرونْ

    وفي المناشير التي يحملُها رجالُنا

    زِدنا على ما قالهُ تعالى:

    سطرينِ آخرينْ:

    ومن ذُرى الجولانِ تخرجونْ

    وضفّةِ الأردنِّ تخرجونْ

    بقوّةِ السلاحِ تخرجونْ..

    18

    سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ

    سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ

    ونحنُ باقونَ هنا، حدائقاً، وعطرَ برتقالْ

    باقونَ فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبالْ

    باقونَ في معاصرِ الزيتِ.. وفي الأنوالْ

    في المدِّ.. في الجزرِ.. وفي الشروقِ والزوالْ

    باقونَ في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرمالْ

    باقونَ في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضالْ

    باقونَ في الشعرِ، وفي الأزجالْ

    باقونَ في عطرِ المناديلِ..

    في (الدَّبكةِ) و (الموَّالْ)..

    في القصصِ الشعبيِّ، والأمثالْ

    باقونَ في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقالْ

    باقونَ في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّالْ

    باقونَ في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجالْ

    باقونَ في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعالْ

    باقونَ في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشمالْ

    باقونَ في الصليبْ..

    باقونَ في الهلالْ..

    في ثورةِ الطلابِ، باقونَ، وفي معاولِ العمّالْ

    باقونَ في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفالْ

    باقونَ في الدموعْ..

    باقونَ في الآمالْ

    19

    تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ

    با ويلكمْ من ثأرهمْ..

    يومَ من القمقمِ يطلعونْ..

    20

    لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ

    ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ

    لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ

    لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ

    لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسانْ

    فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ

    لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ

    فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ..

    21

    ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ..

    يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ

    ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ

    وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً

    وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ

    أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ..

    22

    نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ

    ونرسمُ السفوحَ والهضابْ..

    نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ

    ونفرضُ الثوابَ والعقابْ..

    23

    العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ

    تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ

    وانتقلت (هانوي) من مكانها..

    وانتقلتْ فيتنامْ..

    24

    حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ..

    ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ..

    وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ..

    والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا

    تغيّروا..

    تغيّروا

    25

    أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ

    أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ

    أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ

    أهطلُ كالسحابْ

    أطلعُ كلَّ ليلةٍ..

    من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ

    من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ

    من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ

    أطلعُ من صوتِ أبي..

    من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ

    أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ

    ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ

    أفتحُ بابَ منزلي.

    أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ

    لأنني أنا.. السؤالُ والجوابْ

    26

    محاصرونَ أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ

    فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ

    ومن هنا معاويهْ

    سلامُكم ممزَّقٌ..

    وبيتُكم مطوَّقٌ

    كبيتِ أيِّ زانيهْ..

    27

    نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ

    نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارةَ الفداءْ

    من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ

    من خيمةِ الذُّل التي يعلكُها الهواءْ

    من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمةَ الزهراءْ

    من أُحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ

    نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ

    ونطمسَ الحروفَ..

    في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء..
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-29, 3:32 am

    هجم النفط مثل ذئب علينا


    من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم

    حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ

    ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،

    ونارُ التغييرِ في عينيهِ

    نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ

    قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ

    كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ

    كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ

    كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ

    فأتى ماشياً على جفنيهِ

    أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت

    أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ

    ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ

    غسلَ الله من قريشٍ يديهِ

    هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا

    فارتمينا قتلى على نعليهِ

    وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا

    أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ

    أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا

    وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ

    وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو

    وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ

    أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ

    بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ

    من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم

    حاملاً موتهُ على كتفيهِ

    أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ

    والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟

    يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي

    واسحبي المستبدَّ من رجليهِ

    يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى

    صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ

    كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي

    بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟

    هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ

    يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...

    من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم

    والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ

    رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..

    وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ

    قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً

    وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ

    لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى

    بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ

    بيروت 14/10/1984
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-29, 3:33 am

    لا بد أن أستأذن الوطن



    يا صديقتي

    في هذه الأيام يا صديقتي..

    تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن.

    تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن.

    تخرج من قمصاننا

    مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل.

    عصفورة مائية تدعى الوطن.

    أريد أن أراك يا سيدتي..

    لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن..

    أريد أن أهتف إليك يا سيدتي

    لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن.

    أريد أن أمارس الحب على طريقتي

    لكنني أخجل من حماقتي

    أمام أحزان الوطن
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-29, 3:34 am

    أطفال الحجارة



    بهروا الدنيا..

    وما في يدهم إلا الحجاره..

    وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره

    قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..

    وبقينا دبباً قطبيةً

    صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره..

    قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا..

    وجلسنا في مقاهينا.. كبصَّاق المحارة

    واحدٌ يبحثُ منّا عن تجارة..

    واحدٌ.. يطلبُ ملياراً جديداً..

    وزواجاً رابعاً..

    ونهوداً صقلتهنَّ الحضارة..

    واحدٌ.. يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ

    واحدٌ.. يعملُ سمسارَ سلاح..

    واحدٌ.. يطلبُ في الباراتِ ثاره..

    واحدٌ.. بيحثُ عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..

    آهِ.. يا جيلَ الخياناتِ..

    ويا جيلَ العمولات..

    ويا جيلَ النفاياتِ

    ويا جيلَ الدعارة..

    سوفَ يجتاحُكَ –مهما أبطأَ التاريخُ-

    أطفالُ الحجاره..
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-29, 3:35 am

    فتح



    وبعدما قتلنا
    وبعدما صلو علينا
    وبعدما دفنا
    وبعد ان تكلست عظامنا
    وبعد ان تخشبت اقدامنا
    وبعدما اهترانا
    وبعد ان جعنا وان عطشنا
    وبعدما
    وبعدما
    من ياسنا ياسنا
    جاءت الينا فتح
    كوردة جميلة طالعة من جرح
    كنبع ماء صافي يروي صحارى ملح
    وفجاة ثرنا على اكفاننا وقمنا
    وفجاة
    كالسيد المسيح بعد موتنا نهضنا

    مهما هم تاخروا فانهم ياتون
    في حبة الحنطه
    او في حبة الزيتون
    ياتون في الاشجار والرياح والغصون
    ياتون في كلامنا
    ياتون في اصواتنا
    ياتون في دموع امهاتنا
    في اعين الغالين من امواتنا
    مهما هم تاخروافانهم ياتون
    من درب رام الله او من جبل الويتون
    ياتون مثل المن والسلوى من السماء
    ومن دمى الاطفال من اساور النساء
    ويسكنون الليل والحجار والاشياء
    من حزننا الجميل ينبتون
    اشجار كبرياء
    ومن شقوق الصخر يولدون
    باقة انبياء
    ليس لهم هويه ليس لهم اسماء
    لكنهم ياتون
    لكنهم ياتون

    يا فتح يا شاطئنا من بعد ما فقدنا
    يا شمس نصف الليل لاحت بعدما ضجرنا
    يا رعشة الربيع فينا بعدما يبسنا
    حين قرانا عنكم كل الذي قرانا
    خمسين قرنا بكم كبرنا
    وارتفعت قاماتنا
    وازدهرت حياتنا
    من بعدما نشفنا
    يا فتح يا حصاننا الجميلا
    يحمل في غرته بيسان والجليلا
    وغزة والقدس والطيور والحقولا
    ويحمل البحار في نظرته ويحمل السهولا
    يا ماءنا يا ثلجنا يا ظلنا الظليلا


    يا فتح شاب الدمع في عيوننا
    ولم يزل خنجر اسرائيل في ظهورنا
    ولم نزل نبحث في الظلام عن قبورنا
    ولم نزل كالامس اغبياء
    نردد الخرافة البلهاء
    الصبر مفتاح الفرج
    ولم نزل نظن ان الله في السماء
    يعيدنا لدورنا
    ولم نزل نظن ان النصر
    وليمة تاتي لنا ونحن في سريرنا
    ولم نزل نقعد من سنين
    على رصيف الامم المتحدة
    نشحذ من لجانها الحليب والطحين
    والذل والسردين والملابس المستعمله
    ولم نزل نمضغ ساذجين
    حكمتنا المفضلة
    الصبر مفتاح الفرج
    ان الرصاص وحده
    لا الصبر مفتاح الفرج


    يا ربنا نرفض ان نكون بعد اليوم طيبين
    فالطيبون كلهم انصاف ميتين
    هم سرقو بلادن
    ا هم قتلو اولادنا
    فاسمح لنا يا ربنا نكون قاتلين
    يا ثارنا
    نرفض ان نكون كالخراف وادعين
    يا طبلنا
    يا زارنا
    يا قاتنا
    نرفض ان نظل مسطولين دائخين
    يا شعرنا كن غاضبا
    يا نثرنا كن غاضبا
    يا عقلنا كن غاضبا
    فعصرنا الذي نعيش عصر غاضبين
    يا حقدنا كن غاضبا
    كي لا نصير كلنا قطيع لاجئين
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-29, 3:36 am

    بكيت.. حتى انتهت الدموع

    صليت.. حتى ذابت الشموع

    ركعت.. حتى ملّني الركوع

    سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع

    يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء

    يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء

    يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع

    يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع

    حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول

    يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول

    حزينةٌ حجارةُ الشوارع

    حزينةٌ مآذنُ الجوامع

    يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد

    من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟

    صبيحةَ الآحاد..

    من يحملُ الألعابَ للأولاد؟

    في ليلةِ الميلاد..

    يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان

    يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان

    من يوقفُ العدوان؟

    عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان

    من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟

    من ينقذُ الإنجيل؟

    من ينقذُ القرآن؟

    من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟

    من ينقذُ الإنسان؟

    يا قدسُ.. يا مدينتي

    يا قدسُ.. يا حبيبتي

    غداً.. غداً.. سيزهر الليمون

    وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون

    وتضحكُ العيون..

    وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..

    إلى السقوفِ الطاهره

    ويرجعُ الأطفالُ يلعبون

    ويلتقي الآباءُ والبنون

    على رباك الزاهرة..

    يا بلدي..

    يا بلد السلام والزيتون
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-29, 3:38 am

    متى يعلنون وفاة العرب



    أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ

    تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ

    تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...

    وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ

    وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى

    ككلّ العصافير فوق الشجرْ...

    أحاول رسم بلادٍ

    تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما

    فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي

    وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...

    - 2 -

    أحاولُ رسْمَ بلادٍ...

    لها برلمانٌ من الياسَمينْ.

    وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.

    تنامُ حمائمُها فوق رأسي.

    وتبكي مآذنُها في عيوني.

    أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.

    ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.

    ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.

    أحاولُ رسْمَ بلادٍ...

    تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ

    وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني

    - 3 -

    أحاول رسم مدينةِ حبٍ...

    تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...

    فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...

    - 4 -

    رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...

    ولافائدهْ...

    فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...

    وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-

    رائحةٌ واحدهْ...

    وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ

    ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.

    - 5 -

    أحاول منذ البداياتِ...

    أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...

    رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.

    رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...

    - 6 -

    أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.

    فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،

    وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.

    وواعدتُ آخِرَ أنْثى...

    ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...

    - 7 -

    أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي

    ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...

    وأنفُضَ عني غُباري.

    وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...

    أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...

    وداعا قريشٌ...

    وداعا كليبٌ...

    وداعا مُضَرْ...

    - 8 -

    أحاول رسْمَ بلادٍ

    تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ

    سريري بها ثابتٌ

    ورأسي بها ثابتٌ

    لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...

    ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.

    ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...

    - 9 -

    أحاول منذ الطفولةِ

    فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ

    وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...

    ليستقبلَ العاشقينْ...

    وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...

    بين الرجال...وبين النساءْ...

    وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...

    وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...

    ولكنهم...أغلقوا فندقي...

    وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...

    وطُهْرِ العربْ...

    وإرثِ العربْ...

    فيا لَلعجبْ!!

    - 10 -

    أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟

    أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي

    وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...

    وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،

    وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.

    أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ

    وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...

    وبين نُهور اللبنْ...

    وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي

    فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...

    ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...

    ولا قهوةٌ في عَدَنْ...

    - 11 -

    أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...

    وأزرعَ نخلا...

    ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...

    أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا

    ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!

    - 12 -

    أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...

    خارجَ كلِ الطقوسْ...

    وخارج كل النصوصْ...

    وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ

    أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...

    في أي منفى ذهبت إليه...

    لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -

    بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...

    - 13 -

    أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ

    تحدّث عن أنبياء العربْ.

    وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...

    فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ

    من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...

    فيا للعَجَبْ!!

    ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...

    وبين الرُطَبْ...

    فيا للعَجَبْ!!

    ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...

    لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...

    وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...

    وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...

    فيا للعَجَبْ!!

    - 14 -

    أنا منذ خمسينَ عاما،

    أراقبُ حال العربْ.

    وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...

    وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...

    وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا

    ولا يهضمونْ...

    - 15 -

    أنا منذ خمسينَ عاما

    أحاولُ رسمَ بلادٍ

    تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ

    رسمتُ بلون الشرايينِ حينا

    وحينا رسمت بلون الغضبْ.

    وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:

    إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...

    ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟

    ومَن سوف يبكي عليهم؟

    وليس لديهم بناتٌ...

    وليس لديهم بَنونْ...

    وليس هنالك حُزْنٌ،

    وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

    - 16 -

    أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري

    قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.

    رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...

    رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...

    وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...

    فقتلى على شاشة التلفزهْ...

    وجرحى على شاشة التلفزهْ...

    ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...

    - 17 -

    أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ

    نتابع أحداثهُ في المساءْ.

    فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟

    - 18 -

    أنا...بعْدَ خمسين عاما

    أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...

    رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ

    أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...

    ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...

    رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...

    ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-29, 3:39 am

    عندما يولدُ في الشرق القمرْ..

    فالسطوحُ البيضُ تغفو

    تحت أكداس الزَهَرْ..

    يترك الناسُ الحوانيت و يمضون زُمَرْ

    لملاقاةِ القَمَرْ..

    يحملون الخبزَ.. و الحاكي..إلى رأس الجبالْ

    و معدات الخدَرْ..

    و يبيعونَ..و يشرونَ..خيالْ

    و صُوَرْ..

    و يموتونَ إذا عاش القمر..

    ***

    ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ؟

    ببلادي..

    ببلاد الأنبياءْ..

    و بلاد البسطاءْ..

    ماضغي التبغ و تجَّار الخدَرْ..

    ما الذي يفعله فينا القمرْ؟

    فنضيع الكبرياء..

    و نعيش لنستجدي السماءْ..

    ما الذي عند السماءْ؟

    لكسالى..ضعفاءْ..

    يستحيلون إلى موتى إذا عاش القمرْ..

    و يهزّون قبور الأولياءْ..

    علَّها ترزقهم رزّاً.. و أطفالاً..قبورُ الأولياءْ

    و يمدّون السجاجيدَ الأنيقات الطُرَرْ..

    يتسلون بأفيونٍ نسميه قَدَرْ..

    و قضاءْ..

    في بلادي.. في بلاد البسطاءْ..

    ***

    أي ضعفً و انحلالْ..

    يتولاّنا إذا الضوء تدفقْ

    فالسجاجيدُ.. و آلاف السلالْ..

    و قداحُ الشاي .. و الأطفالُ..تحتلُّ التلالْ

    في بلادي

    حيث يبكي الساذجونْ

    و يعيشونَ على الضوء الذي لا يبصرونْ..

    في بلادي

    حيث يحيا الناسُ من دونِ عيونْ..

    حيث يبكي الساذجونْ..

    و يصلونَ..

    و يزنونَ..

    و يحيونَ اتكالْ..

    منذ أن كانوا يعيشونَ اتكالْ..

    و ينادون الهلال:

    " يا هلالْ..

    أيُّها النبع الذي يُمطر ماسْ..

    و حشيشياً..و نعاسْ..

    أيها الرب الرخاميُّ المعلقْ

    أيها الشيءُ الذي ليس يصدَّق"..

    دمتَ للشرق..لنا

    عنقود ماسْ

    للملايين التي عطَّلت فيها الحواسْ

    ***

    في ليالي الشرق لمَّا..

    يبلغُ البدرُ تمامُهْ..

    يتعرَّى الشرقُ من كلَِ كرامَهْ

    و نضالِ..

    فالملايينُ التي تركض من غير نعالِ..

    و التي تؤمن في أربع زوجاتٍ..

    و في يوم القيامَهْ..

    الملايين التي لا تلتقي بالخبزِ..

    إلا في الخيالِ..

    و التي تسكن في الليل بيوتاً من سُعالِ..

    أبداً.. ما عرفت شكلَ الدواءْ..

    تتردَّى جُثثاً تحت الضياءْ..

    في بلادي.. حيث يبكي الأغبياءْ..

    و يموتون بكاءْ..

    كلَّما حرَّكهمْ عُودٌ ذليلٌ..و "ليالي"

    ذلك الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ..

    "ليالي"..و غناءْ

    في بلادي..

    في بلاد البسطاءْ..

    حيث نجترُّ التواشيح الطويلةْ..

    ذلكَ السثلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ..

    التواشيح الطويلة..

    شرقنا المجترُّ..تاريخاً

    و أحلاماً كسولةْ..

    و خرافاتٍ خوالي..

    شرقُنا, الباحثُ عن كلِّ بطولةْ..

    في أبي زيد الهلالي..
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-29, 3:40 am

    هـذي البـلادُ شـقَّـةٌ مَفـروشـةٌ ، يملُكُها شخصٌ يُسَمّى عَنترَهْ …

    يسـكَرُ طوالَ الليل عنـدَ بابهـا ، و يجمَعُ الإيجـارَ من سُكّـانهـا ..

    وَ يَطلُبُ الزواجَ من نسـوانهـا ، وَ يُطلقُ النـارَ على الأشجـار …

    و الأطفـال … و العيـون … و الأثـداء …والضفـائر المُعَطّـرَهْ ...

    هـذي البـلادُ كلُّهـا مَزرَعَـةٌ شخصيّـةٌ لعَنـترَهْ …

    سـماؤهـا .. هَواؤهـا … نسـاؤها … حُقولُهـا المُخضَوضَرَهْ …

    كلُّ البنايـات – هنـا – يَسـكُنُ فيها عَـنتَرَهْ …

    كلُّ الشـبابيك علَيـها صـورَةٌ لعَـنتَرَهْ …

    كلُّ الميـادين هُنـا ، تحمـلُ اسـمَ عَــنتَرَهْ …

    عَــنتَرَةٌ يُقـيمُ فـي ثيـابنـا … فـي ربطـة الخـبز …

    و فـي زجـاجـة الكُولا ، وَ فـي أحـلامنـا المُحتَضـرَهْ ...

    مـدينـةٌ مَهـجورَةٌ مُهَجّـرَهْ …

    لم يبقَ – فيها – فأرةٌ ، أو نملَـةٌ ، أو جدوَلٌ ، أو شـجَرَهْ …

    لاشـيء – فيها – يُدهشُ السّـياح إلاّ الصـورَةُ الرسميّـة المُقَرَّرَهْ ..

    للجـنرال عَــنتَرَهْ …

    فـي عرَبـات الخَـسّ ، و البـطّيخ …

    فــي البـاصـات ، فـي مَحطّـة القطـار ، فـي جمارك المطـار..

    فـي طوابـع البريـد ، في ملاعب الفوتبول ، فـي مطاعم البيتزا …

    و فـي كُلّ فئـات العُمـلَة المُزَوَّرَهْ …

    فـي غرفَـة الجلوس … فـي الحمّـام .. فـي المرحاض ..

    فـي ميـلاده السَـعيد ، فـي ختّـانه المَجيـد ..

    فـي قُصـوره الشـامخَـة ، البـاذخَـة ، المُسَـوَّرَهْ …

    مـا من جـديدٍ في حيـاة هـذي المـدينَـةُ المُسـتَعمَرَهْ …

    فَحُزنُنـا مُكّرَّرٌ ، وَمَوتُنـا مُكَرَّرٌ ،ونكهَةُ القهوَة في شفاهنـا مُكَرَّرَهْ …

    فَمُنذُ أَنْ وُلدنـا ،و نَحنُ مَحبوسُونَ فـي زجـاجة الثقافة المُـدَوَّرَهْ …

    وَمُـذْ دَخَلـنَا المَدرَسَـهْ ،و نحنُ لانَدرُسُ إلاّ سيرَةً ذاتيّـةً واحـدَهً …

    تـُخبرنـا عـن عَضـلات عَـنتَرَهْ …

    وَ مَكـرُمات عَــنتَرَهْ … وَ مُعجزات عَــنتَرَهْ …

    ولا نرى في كلّ دُور السينما إلاّ شريطاً عربيّاً مُضجراً يلعبُ فيه عَنتَرَهْ …

    لا شـيء – في إذاعَـة الصـباح – نهتـمُّ به …

    فـالخـبَرُ الأوّلُــ – فيهـا – خبرٌ عن عَــنترَهْ …

    و الخَـبَرُ الأخـيرُ – فيهـا – خَبَرٌ عن عَــنتَرَهْ …

    لا شـيءَ – في البرنامج الثـاني – سـوَى :

    عـزفٌ – عـلى القـانون – من مُؤلَّفـات عَــنتَرَهْ …

    وَ لَـوحَـةٌ زيتيّـةٌ من خـربَشــات عَــنتَرَهْ ...

    و بـاقَـةٌ من أردَئ الشـعر بصـوت عـنترَهْ …

    هذي بلادٌ يَمنَحُ المُثَقَّفونَ – فيها – صَوتَهُم ،لسَـيّد المُثَقَّفينَ عَنتَرَهْ …

    يُجَمّلُونَ قـُبحَهُ ، يُؤَرّخونَ عصرَهُ ، و ينشُرونَ فكرَهُ …

    و يَقـرَعونَ الطبـلَ فـي حـروبـه المُظـفَّرَهْ …

    لا نَجـمَ – في شـاشَـة التلفـاز – إلاّ عَــنتَرَهْ …

    بقَـدّه المَيَّـاس ، أو ضحكَـته المُعَبـرَهْ …

    يـوماً بزيّ الدُوق و الأمير … يـوماً بزيّ الكادحٍ الفـقير …

    يـوماً عـلى طـائرَةٍ سَـمتيّـةٍ .. يَوماً على دبّابَة روسيّـةٍ …

    يـوماً عـلى مُجَـنزَرَهْ …

    يـوماً عـلى أضـلاعنـا المُكَسَّـرَهْ …

    لا أحَـدٌ يجـرُؤُ أن يقـولَ : " لا " ، للجـنرال عَــنتَرَهْ …

    لا أحَـدٌ يجرؤُ أن يسـألَ أهلَ العلم – في المدينَة – عَن حُكم عَنتَرَهْ …

    إنَّ الخيارات هنا ، مَحدودَةٌ ،بينَ دخول السَجن ،أو دخول المَقبَرَهْ ..

    لا شـيء فـي مدينَة المائة و خمسين مليون تابوت سوى …

    تلاوَةُ القُرآن ، و السُرادقُ الكبير ، و الجنائز المُنتَظرَهْ …

    لا شيء ،إلاَّ رجُلٌ يبيعُ - في حقيبَةٍ - تذاكرَ الدخول للقبر ، يُدعى عَنتَرهْ …

    عَــنتَرَةُ العَبسـيُّ … لا يَترُكنـا دقيقةً واحدَةً …

    فـ مَرّةَ ، يـأكُلُ من طعامنـا … و َمـرَّةً يشرَبُ من شـرابنـا …

    وَ مَرَّةً يَندَسُّ فـي فراشـنا … وَ مـرَّةً يزورُنـا مُسَـلَّحاً …

    ليَقبَضَ الإيجـار عن بلادنـا المُسـتأجَرَهْ
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-04-02, 5:25 pm

    سلامِ الجبناءْ



    شعر: نزار قباني



    سقطتْ آخرُ جدرانِ الحياءْ

    وفرحنا.. ورقصنا..

    وتباركنا بتوقيعِ سلامِ الجبناءْ

    لم يعد يرعبنا شيءٌ..

    ولا يخجلنا شيءٌ

    فقد يبستْ فينا عروقُ الكبرياءْ...



    سقطتْ.. للمرةِ الخمسينِ عذريّتنا..

    دونَ أن نهتزَّ.. أو نصرخَ..

    أو يرعبنا مرأى الدماءْ..

    ودخلنا في زمانِ الهرولهْ..

    ووقفنا بالطوابيرِ، كأغنامٍ أمامَ المقصلهْ

    وركضنا.. ولهثنا

    وتسابقنا لتقبيلِ حذاءِ القتلهْ..



    جوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً

    ورمَوا في آخرِ الصومِ إلينا..

    بصلهْ...



    سقطتْ غرناطةٌ

    للمرّةِ الخمسينَ ... من أيدي العربْ.

    سقطَ التاريخُ من أيدي العربْ.

    سقطتْ أعمدةُ الروحِ، وأفخاذُ القبيلهْ.

    سقطتْ كلُّ مواويلِ البطولهْ.

    سقطتْ إشبيليهْ..

    سقطتْ أنطاكيهْ..

    سقطتْ حطّينُ من غيرِ قتالٍ..

    سقطتْ عموريَهْ..

    سقطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ

    فما من رجلٍ ينقذُ الرمزَ السماويَّ

    ولا ثمَّ رجولهْ..





    لم يعدْ في يدنا أندلسٌ واحدةٌ نملكها..

    سرقوا الأبوابَ، والحيطانَ، والزوجاتِ، والأولادَ،

    والزيتونَ، والزيتَ، وأحجارَ الشوارعْ.

    سرقوا عيسى بنَ مريمْ

    وهوَ ما زالَ رضيعاً..

    سرقوا ذاكرةَ الليمون..

    والمشمشِ.. والنعناعِ منّا..

    وقناديلَ الجوامعْ



    تركوا علبةَ سردينٍ بأيدينا

    تسمّى 'غزّة'

    عظمةً يابسةً تُدعى 'أريحا'

    فندقاً يدعى فلسطينَ..

    بلا سقفٍ ولا أعمدةٍ..

    تركونا جسداً دونَ عظامٍ

    ويداً دونَ أصابعْ...



    بعدَ هذا الغزلِ السريِّ في أوسلو

    خرجنا عاقرينْ..

    وهبونا وطناً أصغرَ من حبّةِ قمحٍ..

    وطناً نبلعهُ من دون ماءٍ

    كحبوبِ الأسبرينْ!!



    لم يعدْ ثمةَ أطلالٌ لكي نبكي عليها.

    كيفَ تبكي أمةٌ

    سرقوا منها المدامعْ؟



    بعدَ خمسينَ سنهْ..

    نجلسُ الآنَ على الأرضِ الخرابْ..

    ما لنا مأوى

    كآلافِ الكلابْ!!



    بعدَ خمسينَ سنهْ

    ما وجدنا وطناً نسكنهُ إلا السرابْ..

    ليسَ صُلحاً، ذلكَ الصلحُ الذي أُدخلَ كالخنجرِ فينا..

    إنهُ فعلُ اغتصابْ!!..



    ما تفيدُ الهرولهْ؟

    ما تفيدُ الهرولهْ؟

    عندما يبقى ضميرُ الشعبِ حياً

    كفتيلِ القنبلهْ..

    لن تساوي كلُّ توقيعاتِ أوسلو..

    خردلهْ!!..



    كم حلمنا بسلامٍ أخضرٍ..

    وهلالٍ أبيضٍ..

    وببحرٍ أزرقَ.. وقلوعٍ مرسلهْ..

    ووجدنا فجأةً أنفسنا.. في مزبلهْ!!



    من تُرى يسألهم عن سلامِ الجبناءْ؟

    لا سلامِ الأقوياءِ القادرينْ.

    من تُرى يسألهم عن سلامِ البيعِ بالتقسيطِ..؟

    والتأجيرِ بالتقسيطِ.. والصفقاتِ..

    والتجّارِ والمستثمرينْ؟

    وتُرى يسألهم عن سلامِ الميتينْ؟

    أسكتوا الشارعَ.. واغتالوا جميعَ الأسئلهْ..

    وجميعَ السائلينْ...



    وتزوّجنا بلا حبٍّ..

    من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلتْ أولادنا..

    مضغتْ أكبادنا..

    وأخذناها إلى شهرِ العسلْ..

    وسكِرنا ورقصنا..

    واستعَدنا كلَّ ما نحفظُ من شعرِ الغزلْ..

    ثمَّ أنجبنا، لسوءِ الحظِّ، أولاداً معاقينَ

    لهم شكلُ الضفادعْ..

    وتشرّدنا على أرصفةِ الحزنِ،

    فلا من بلدٍ نحضنهُ..

    أو من ولدْ!!



    لم يكُن في العرسِ رقصٌ عربيٌّ

    أو طعامٌ عربيٌّ

    أو غناءٌ عربيٌّ

    أو حياءٌ عربيٌّ

    فلقد غابَ عن الزفّةِ أولادُ البلدْ..



    كانَ نصفُ المهرِ بالدولارِ..

    كانَ الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..

    كانتْ أجرةُ المأذونِ بالدولارِ..

    والكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..

    وغطاءُ العرسِ، والأزهارُ، والشمعُ،

    وموسيقى المارينزْ..

    كلُّها قد صنعتْ في أمريكا!!



    وانتهى العرسُ..

    ولم تحضرْ فلسطينُ الفرحْ.

    بلْ رأت صورتها مبثوثةً عبرَ كلِّ الأقنيهْ..

    ورأتْ دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..

    نحوَ شيكاغو.. وجيرسي.. وميامي..

    وهيَ مثلَ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:

    ليسَ هذا العرسُ عرسي..

    ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..

    ليسَ هذا العارُ عاري..

    أبداً.. يا أمريكا..

    أبداً.. يا أمريكا..

    أبداً.. يا أمريكا..



    نزار قباني
    عائد إلى حيفا
    عائد إلى حيفا
    المشرف العام


    عدد الرسائل : 427
    العمر : 35
    بلد الأصل : فلســـــطين
    السٌّمعَة : 32
    تاريخ التسجيل : 19/03/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف عائد إلى حيفا 2008-04-03, 12:45 am

    يعطيك العافية ابو بكر ...
    ويسلم لسانك يا نزار قباني
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-04-20, 8:57 pm

    نزار قباني

    هوامش على دفتر النكسة

    كتبت في أعقاب نكسة حزيران (يونيو) 1967





    1

    أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه

    والكتبَ القديمه

    أنعي لكم..

    كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..

    ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه

    أنعي لكم.. أنعي لكم

    نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه

    2

    مالحةٌ في فمِنا القصائد

    مالحةٌ ضفائرُ النساء

    والليلُ، والأستارُ، والمقاعد

    مالحةٌ أمامنا الأشياء

    3

    يا وطني الحزين

    حوّلتَني بلحظةٍ

    من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين

    لشاعرٍ يكتبُ بالسكين

    4

    لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا

    لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا

    5

    إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

    لأننا ندخُلها..

    بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ

    بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ

    لأننا ندخلها..

    بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ

    6

    السرُّ في مأساتنا

    صراخنا أضخمُ من أصواتنا

    وسيفُنا أطولُ من قاماتنا

    7

    خلاصةُ القضيّهْ

    توجزُ في عبارهْ

    لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ

    والروحُ جاهليّهْ...

    8

    بالنّايِ والمزمار..

    لا يحدثُ انتصار

    9

    كلّفَنا ارتجالُنا

    خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ

    10

    لا تلعنوا السماءْ

    إذا تخلّت عنكمُ..

    لا تلعنوا الظروفْ

    فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ

    وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ

    11

    يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ

    يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..

    12

    ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا

    وإنما..

    تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا

    13

    خمسةُ آلافِ سنهْ..

    ونحنُ في السردابْ

    ذقوننا طويلةٌ

    نقودنا مجهولةٌ

    عيوننا مرافئُ الذبابْ

    يا أصدقائي:

    جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ

    أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ

    يا أصدقائي:

    جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..

    أن تكتبوا كتابْ

    أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ

    أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ

    فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ

    الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...

    14

    جلودُنا ميتةُ الإحساسْ

    أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ

    أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ

    هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...

    15

    كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري

    أن يستحيلَ خنجراً..

    من لهبٍ ونارِ..

    لكنهُ..

    واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ

    وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ

    يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...

    16

    نركضُ في الشوارعِ

    نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..

    نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ

    نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..

    نمدحُ كالضفادعِ

    نشتمُ كالضفادعِ

    نجعلُ من أقزامنا أبطالا..

    نجعلُ من أشرافنا أنذالا..

    نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..

    نقعدُ في الجوامعِ..

    تنابلاً.. كُسالى

    نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..

    ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..

    من عندهِ تعالى...

    17

    لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..

    لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ

    قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ

    كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي

    ومخبروكَ دائماً ورائي..

    عيونهم ورائي..

    أنوفهم ورائي..

    أقدامهم ورائي..

    كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ

    يستجوبونَ زوجتي

    ويكتبونَ عندهم..

    أسماءَ أصدقائي..

    يا حضرةَ السلطانْ

    لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ

    لأنني..

    حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي

    ضُربتُ بالحذاءِ..

    أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي

    يا سيّدي..

    يا سيّدي السلطانْ

    لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ

    لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ

    ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟

    لأنَّ نصفَ شعبنا..

    محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..

    في داخلِ الجدرانْ..

    لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ

    من عسكرِ السلطانْ..

    قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..

    لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..

    18

    لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ

    لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ

    لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ

    لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..

    19

    نريدُ جيلاً غاضباً..

    نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ

    وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..

    وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ

    نريدُ جيلاً قادماً..

    مختلفَ الملامحْ..

    لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..

    لا ينحني..

    لا يعرفُ النفاقْ..

    نريدُ جيلاً..

    رائداً..

    عملاقْ..

    20

    يا أيُّها الأطفالْ..

    من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ

    وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ

    ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..

    ويقتلُ الخيالْ..

    يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ

    وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ

    لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ

    فنحنُ خائبونْ..

    ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ

    ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ

    لا تقرؤوا أخبارَنا

    لا تقتفوا آثارنا

    لا تقبلوا أفكارنا

    فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ

    ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ

    يا أيها الأطفالْ:

    يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ

    أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ

    وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...
    بنت جنيييين
    بنت جنيييين
    لواء


    عدد الرسائل : 1035
    العمر : 36
    بلد الأصل : جنين
    السٌّمعَة : 39
    تاريخ التسجيل : 21/05/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف بنت جنيييين 2008-05-27, 10:04 pm

    عنجد يعطيكو العافيه...
    الكلمات كتير مؤثره......
    بس مع كل هالكلمات لما بنتذكر شوعم بصير بوطنا الكل بنسى الكلمات وكالعاده......بحل الصمت!!!!!!
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    نزار قباني Empty دكتوراة شرف في كيمياء الحجر

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-05-30, 2:27 pm

    دكتوراة شرف في كيمياء الحجر

    يرمي حجراً..
    أو حجرينْ.

    يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْ
    يمضغُ لحمَ الدبّاباتِ،

    ويأتينا..
    من غيرِ يدينْ..

    في لحظاتٍ..
    تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ،

    ويولدُ وطنٌ في العينينْ
    في لحظاتٍ..
    تظهرُ حيفا.
    تظهرُ يافا.
    تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِ
    تضيءُ القدسُ،
    كمئذنةٍ بين الشفتينْ..
    يرسمُ فرساً..
    من ياقوتِ الفجرِ..
    ويدخلُ..
    كالإسكندرِ ذي القرنينِ.
    يخلعُ أبوابَ التاريخِ،
    وينهي عصرَ الحشّاشينَ،
    ويقفلُ سوقَ القوَّادين،
    ويقطعُ أيدي المرتزقينَ،
    ويلقي تركةَ أهلِ الكهفِ،
    عن الكتفينْ..

    في لحظاتٍ..
    تحبلُ أشجارُ الزّيتونِ،
    يدرُّ حليبٌ في الثديينْ..
    يرسمُ أرضاً في طبريّا
    يزرعُ فيها سنبلتينْ
    يرسمُ بيتاً فوقَ الكرملْ،
    يرسمُ أمّاً.. تطحنُ بُنَّاً عندَ البابِ،

    وفنجانينْ..

    وفي لحظاتٍ.. تهجمُ رائحةُ الليمونِ،
    ويولدُ وطنٌ في العينينْ
    يرمي قمراً من عينيهِ السوداوينِ،
    وقد يرمي قمرينْ..
    يرمي قلماً.
    يرمي كتباً.
    يرمي حبراً.
    يرمي صمغاً.
    يرمي كرّاسات الرسمِ
    وفرشاةَ الألوانْ
    تصرخُ مريمُ: "يا ولداهُ.."
    وتأخذهُ بينَ الأحضانْ.



    يسقطُ ولدٌ
    في لحظاتٍ..
    يولدُ آلافُ الصّبيانْ
    يكسفُ قمرٌ غزّاويٌ

    في لحظاتٍ...

    يطلعُ قمرٌ من بيسانْ
    يدخلُ وطنٌ للزنزانةِ،
    يولدُ وطنٌ في العينين..
    ينفضُ عن نعليهِ الرملَ..
    ويدخلُ في مملكةِ الماء.
    يفتحُ نفقاً آخرَ.
    يُبدعُ زمناً آخرَ.
    يكتبُ نصاً آخرَ.
    يكسرُ ذاكرةَ الصحراءْ.
    يقتلُ لغةً مستهلكةً
    منذُ الهمزةِ.. حتّى الياءْ..
    يفتحُ ثقباً في القاموسِ،
    ويعلنُ موتَ النحوِ.. وموتَ الصرفِ..
    وموتَ قصائدنا العصماءْ..

    يرمي حجراً.
    يبدأ وجهُ فلسطينٍ
    يتشكّلُ مثلَ قصيدةِ شعرْ..
    يرمي الحجرَ الثاني
    تطفو عكّا فوق الماءِ قصيدةَ شعرْ
    يرمي الحجرَ الثالثَ
    تطلعُ رامَ الله بنفسجةً من ليلِ القهرْ
    يرمي الحجر العاشرَ
    حتّى يظهرَ وجهُ اللهِ..
    ويظهرُ نورُ الفجرْ..

    يرمي حجرَ الثورةِ
    حتّى يسقطَ آخر فاشستيّ
    من فاشستِ العصرْ

    يرمي..
    يرمي..
    يرمي..
    حتّى يقلعَ نجمةَ داوودٍ
    بيديهِ،
    ويرميها في البحرْ..



    تسألُ عنهُ الصحفُ الكبرى:
    أيُّ نبيٍّ هذا القادمُ من كنعانْ؟
    أيُّ صبيٍّ؟
    هذا الخارجُ من رحمِ الأحزانْ؟
    أيُّ نباتٍ أسطوريٍّ
    هذا الطالعُ من بينِ الجُدرانْ؟
    أيُّ نهورٍ من ياقوتٍ
    فاضت من ورقِ القرآنْ؟

    يسألُ عنهُ العرَّافونَ.
    ويسألُ عته الصوفيّونَ.
    ويسألُ عنه البوذيّونَ.
    ويسألُ عنهُ ملوكُ الأنسِ،
    ويسألُ عنهُ ملوكُ الجانْ.
    من هوَ هذا الولدُ الطالعُ
    مثلَ الخوخِ الأحمرِ..
    من شجرِ النسيانْ؟

    من هوَ هذا الولدُ الطافشُ
    من صورِ الأجدادِ..
    ومن كذبِ الأحفادِ..
    ومن سروالِ بني قحطانْ؟
    من هوَ هذا الولدُ الباحثُ
    عن أزهارِ الحبِّ..
    وعنْ شمسِ الإنسانْ؟
    من هوَ هذا الولدُ المشتعلِ العينينْ..
    كآلهةِ اليونانْ؟

    يسألُ عنهُ المضطهدونَ..
    ويسألُ عنهُ المقموعونَ.
    ويسألُ عنه المنفيّونَ.
    وتسألُ عنهُ عصافيرٌ خلفَ القضبانْ.
    من هوَ هذا الآتي..
    من أوجاعِ الشمعِ..
    ومن كتبِ الرُّهبانْ؟
    من هوَ هذا الولدُ
    التبدأُ في عينيهِ..
    بداياتُ الأكوانْ؟

    من هوَ؟
    هذا الولدُ الزّارعُ
    قمحَ الثورةِ..
    في كلِّ مكانْ؟

    يكتبُ عنهُ القصصيّونَ،
    ويروي قصّتهُ الرُّكبانْ.
    من هوَ هذا الطفلُ الهاربُ من شللِ الأطفالِ،
    ومن سوسِ الكلماتْ؟

    من هوَ؟
    هذا الطافشُ من مزبلةِ الصبرِ..
    ومن لُغةِ الأمواتْ؟

    تسألُ صحفُ العالمِ،
    كيفَ صبيٌّ مثل الوردةِ..
    يمحو العالمَ بالممحاةْ؟؟

    تسألُ صحفٌ في أمريكا
    كيف صبيٌّ غزّاويٌّ،
    حيفاويٌّ،
    عكَّاويٌّ،
    نابلسيٌّ،
    يقلبُ شاحنةَ التاريخِ،
    ويكسرُ بللورَ التوراةْ؟؟؟
    عائد إلى حيفا
    عائد إلى حيفا
    المشرف العام


    عدد الرسائل : 427
    العمر : 35
    بلد الأصل : فلســـــطين
    السٌّمعَة : 32
    تاريخ التسجيل : 19/03/2008

    نزار قباني Empty مرســوم بإقــالـة خــالــد بن الولــيد

    مُساهمة من طرف عائد إلى حيفا 2008-06-12, 3:20 pm

    مرسوم بإقالة خالد بن الوليد


    سرقوا منا الزمان العربي
    سرقوا فاطمة الزهراء من بيت النبي
    ياصلاح الدين باعوا النسخة الأولى من القرآن باعوا الحزن في عيني علي
    ياصلاح الدين باعوك وباعونا جميعا في المزاد العلني
    سرقوا منا الطموح العربي
    عزلوا خالد في أعقاب فتح الشام سموه سفيرجنيف
    يلبس القبعة السوداء يستمتع بالسيجار والكافيار
    يرغي بالفرنسية يمشي بين شقراوات أوربا كديك ورقي
    أتراهم دجنوا هذا الامير القرشي؟
    هكذا تخصى البطولات لدينا يابنٌي
    سرقوا من طارق معطفه الاندلسي
    سرقوا منه النياشين أقالوه من الجيش
    أحالوه الى محكمة الامن ادانوه بجرم النصر
    هل جاء زمان صار فيه النصر محظوراً علينا يابني
    ثم هل جاء زمان يقف السيف به متهماًعند أبواب القضاء العسكري
    ثم هل جاء زمان فيه نستقبل اسرائيل بالورد وآلاف الحمائم والنشيد الوطني
    لم أعد افهم شيئاً يا بني لم أعد افهم شيئاً يا بني لم أعد افهم شيئاً يا بني
    رهنوا الشمس لدى كل المرابين وباعوا بالملاليم القمر باعوا سيف عمر
    شنقوا التاريخ من رجليه باعوا الخيل والكوفية البيضاء
    باعوا أنجم الليل وأوراق الشجر
    سرقوا الكحل من العين وباعوا في عيون البدويات الحور
    أجهضونا قبل أن نحبل أعطونا حبوبا تمنع التاريخ أن ينجب أولاداً
    وأعطونا لقاحا يمنع الشام أن تصبح بغداداً
    وأعطونا حبوبا تمنع الجرح الفلسطيني أن يصبح بستان نخيل
    وماريغوانا لقتل الخيل أو قتل الصهيل
    وسقونا من شراب يجعل الانسان من غير مواقف
    ثم أعطونا مفاتيح الولايات وسمونا ملوكاً للطوائف
    يا صلاح الدين
    هل تسمع تقليق الاذاعات وهل تصغي الى هذا البغاء العلني
    أكلوا الطعم وبالوا فوق وجه العنفوان العربي
    ما الذي يجري على المسرح من يجذب خيطان الستار المخملي؟
    من هو الكاتب لاندري ..؟من هو المخرج لاندري..؟ ولا الجمهور يدري يا بني..
    أنهم خلف الكواليس وهم يغتصبون امرأة تدعى الوطن
    يبيعون الخلاخيل برجليها يبيعون البساتين بعينيها
    يبيعون العصافير التي تسكن في نافذة النهدين منذ بدء الزمن
    ويبيعون بكأسين من الويسكي املاك الوطن
    سرقوا منا الزمان العربي
    أطفئوا الجمر الذي يحرق صدر البدوي
    علقوا لافتة البيع على كل الجبال
    سلموا الحنطة والزيتون والليل وعطر البرتقال
    فهل جاء الزمان صار فيه كل من يحمل صندوق سلاح
    كالذي يحمل صندوق حشيش يا بني
    ثم هل جاء زمان صار فيه الحرف ضد الشفتين يا بني
    يا صلاح الدين
    هذا زمن الردة والمد الشعوبي القوي
    أحرقوا بيت أبي بكر وألقوا القبض في الليل على آل النبي
    فشريفات قريش صرنا يغسلن صحون الاجنبي
    يا صلاح الدين ماذا تنفع الكلمة في هذا الزمان الباطني
    ولماذا نكتب الشعر وقد نسي العرب الكلام العربي..

    نزار قباني
    عائد إلى حيفا
    عائد إلى حيفا
    المشرف العام


    عدد الرسائل : 427
    العمر : 35
    بلد الأصل : فلســـــطين
    السٌّمعَة : 32
    تاريخ التسجيل : 19/03/2008

    نزار قباني Empty الحــاكـم والعــصـفور

    مُساهمة من طرف عائد إلى حيفا 2008-06-24, 6:42 pm


    أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ
    لأقرأَ شعري للجمهورْ
    فأنا مقتنعٌ
    أنَّ الشعرَ رغيفٌ يُخبزُ للجمهورْ
    وأنا مقتنعٌ – منذُ بدأتُ –
    بأنَّ الأحرفَ أسماكٌ
    وبأنَّ الماءَ هوَ الجمهورْ

    أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ
    وليسَ معي إلا دفترْ
    يُرسلني المخفرُ للمخفرْ
    يرميني العسكرُ للعسكرْ
    وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ
    لكنَّ الضابطَ يوقفني
    ويريدُ جوازاً للعصفورْ
    تحتاجُ الكلمةُ في وطني
    لجوازِ مرورْ

    أبقى ملحوشاً ساعاتٍ
    منتظراً فرمانَ المأمورْ
    أتأمّلُ في أكياسِ الرملِ
    ودمعي في عينيَّ بحورْ
    وأمامي كانتْ لافتةٌ
    تتحدّثُ عن (وطنٍ واحدْ)
    تتحدّثُ عن (شعبٍ واحدْ)
    وأنا كالجُرذِ هنا قاعدْ
    أتقيأُ أحزاني..
    وأدوسُ جميعَ شعاراتِ الطبشورْ
    وأظلُّ على بابِ بلادي
    مرميّاً..
    كالقدحِ المكسورْ
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    نزار قباني Empty تقرير سري جدا من بلاد قمعستان

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-07-18, 8:41 pm

    لم يبق فيهم لا ابو بكر .. ولا عثمان
    جميعهم هياكل عظمية في متحف الزمان
    تساقط الفرسان عن سروجهم
    واعلنت دويلة الخصيان
    واعتقل المؤذنون في بيوتهم
    والغي الاذان...
    جميعهم .. تضخمت اثدائهم
    واصبحوا نسوان
    جميعهم يأتيهم الحيض ومشغولون بالحمل
    وبالرضاعة...
    جميعهم قد ذبحوا خيولهم
    وارتهنوا سيوفهم
    وقدموا نساءهم هدية لقائد الرومان
    ما كان يدعى ببلاد الشام يوما
    صار في الجغرافيا...
    يدعى (يهودستان)
    الله ... يا زمان
    لم يبق في دفاتر التاريخ
    لا سيف ولا حصان
    جميعهم قد تركوا نعالهم
    وهربوا اموالهم
    وخلفوا وراءهم اطفالهم
    وانسحبوا الى مقاهي الموت والنسيان
    جميعهم تخنثوا...
    تكحلوا...
    تعطروا...
    تمايلوا اغصان خيزران
    حتى تظن خالدا ... سوزان
    ومريما .. مروان
    الله ... يا زمان...
    جميعهم موتى ... ولم يبق سوى لبنان
    يلبس في كل صباح كفنا
    ويشعل الجنوب اصرارا وعنفوان
    جميعهم قد دخلوا جحورهم
    واستمتعوا بالمسك, والنساء, والريحان
    جميعهم مدجن, مروض, منافق, مزدوج .. جبان
    ووحدها فلسطين
    تصفع امريكا بلا هوادة
    وتشعل المياه والشطان
    في حين الف حاكم مؤمرك
    يأخذها بالصدر والاحضان
    هل ممكن ان يعقد الانسان صلحا دائما مع الهوان؟
    الله ... يا زمان ..
    هل تعرفون من انا
    مواطن يسكن في دولة (قمعستان)
    وهذه الدولة ليست نكتة مصرية
    او صورة منقولة عن كتب البديع والبيان
    فأرض (قمعستان) جاء ذكرها
    في معجم البلدان ...
    وان من اهم صادراتها
    حقائبا جلدية
    مصنوعة من جسد الانسان
    الله ... يا زمان ...
    هل تطلبون نبذة صغيرة عن ارض (قمعستان)
    تلك التي تمتد من شمال افريقيا
    الى بلاد نفطستان
    تلك التي تمتد من شواطئ القهر الى شواطئ
    القتل
    الى شواطئ السحل, الى شواطئ الاحزان ..
    وسيفها يمتد بين مدخل الشريان والشريان
    ملوكها يقرفصون فوق رقبة الشعوب بالوراثة
    ويكرهون الورق الابيض, والمداد, والاقلام بالوراثة
    واول البنود في دستورها:
    يقضي بأن تلغى غريزة الكلام في الانسان
    الله ... يا زمان ...
    هل تعرفون من انا؟
    مواطن يسكن في دولة (قمعستان)
    مواطن...
    يحلم في يوم من الايام ان يصبح في مرتبة الحيوان
    مواطن يخاف ان يجلس في المقهى .. لكي
    لا تطلع الدولة من غياهب الفنجان
    مواطن يخاف ان يقرب زوجته
    قبيل ان تراقب المباحث المكان
    مواطن انا من شعب قمعستان
    اخاف ان ادخل اي مسجد
    كي لا يقال اني رجل يمارس الايمان
    كي لا يقول المخبر السري:
    اني كنت اتلو سورة الرحمن
    الله ... يا زمان ...
    هل تعرفون الان ما دولة (قمعستان)؟
    تلك التي الفها .. لحنها ..
    اخرجها للشيطان
    هل تعرفون هذه الدويلة العجيبة؟
    حيث دخول المرء للمرحاض يحتاج الى قرار
    والشمس كي تطلع تحتاج الى قرار
    والديك كي يصيح يحتاج الى قرار
    ورغبة الزوجين في الانجاب
    تحتاج الى قرار
    وشعر من احبها
    يمنعه الشرطي ان يطير في الريح
    بلا قرار
    ما اردأ الاحوال في دولة (قمعستان)
    حيث الذكور نسخة من النساء
    حيث النساء نسخة من الذكور
    حيث التراب يكره البذور
    وحيث كل طائر يخاف بقية الطيور
    وصاحب القرار يحتاج الى قرار
    تلك هي الاحوال في دولة (قمعستان)
    الله ... يا زمان ...
    يا اصدقائي :
    انني مواطن يسكن مدينة ليس بها سكان
    ليس لها شوارع
    ليس لها ارصفة
    ليس لها نوافذ
    ليس لها جدران
    ليس بها جرائد
    غير التي تطبعها مطابع السلطان ...
    عنوانها؟
    اخاف ان ابوح بالعنوان
    كل الذي اعرفه
    ان الذي يقود الحظ الى مدينتي
    يرحمه الرحمن ...
    يا اصدقائي :
    ما هو الشعر اذا لم يعلن العصيان؟
    وما هو الشعر اذا لم يسقط الطغاة ... والطغيان؟
    وما هو الشعر اذا لم يحدث الزلزال
    في الزمان والمكان؟
    وما هو الشعر اذا لم يخلع التاج الذي يلبسه
    كسرى انوشروان؟
    من اجل هذا اعلن العصيان
    باسم الملايين التي تجهل حتى الان ما هو النهار
    وما هو الفارق بين الغصن والعصفور
    وما هو الفارق بين الورد والمنثور
    وما هو الفارق بين النهد والرمانة
    وما هو الفارق بين البحر والزنزانة
    وما هو الفارق بين القمر الاخضر والقرنفلة
    وبين حد كلمة شجاعة,
    وبين حد المقصلة ...
    من اجل هذا اعلن العصيان
    باسم الملايين التي تساق نحو الذبح كالقطعان
    باسم الذين انتزعت اجفانهم
    واقتلعت اسنانهم
    وذوبوا في حامض الكبريت كالديدان
    باسم الذين ما لهم صوت ...
    ولا رأي ...
    ولا لسان ...
    سأعلن العصيان ...
    من اجل هذا اعلن العصيان
    باسم الجماهير التي تجلس كالابقار
    تحت الشاشة الصغيرة
    باسم الجماهير التي يسقونها الولاء
    بالملاعق الكبيرة
    باسم الجماهير التي تركب كالبعير
    من مشرق الشمس الى مغربها
    تركب كالبعير ...
    وما لها من الحقوق غير حق الماء والشعير
    وما لها من الطموح غير ان تأخذ للحلاق زوجة الامير
    او ابنة الامير ...
    او كلبة الامير ...
    باسم الجماهير التي تضرع لله لكي يديم القائد العظيم
    وحزمة البرسيم ...
    يا اصدقاء الشعر:
    اني شجر النار, واني كاهن الاشواق
    والناطق الرسمي عن خمسين مليونا من العشاق
    على يدي ينام اهل الحب والحنين
    فمرة اجعلهم حمائما
    ومرة اجعلهم اشجار ياسمين
    يا اصدقائي ...
    انني الجرح الذي يرفض دوما
    سلطة السكين ...
    يا اصدقائي الرائعين:
    انا الشفاه للذين ما لهم شفاه
    انا العيون للذين ما لهم عيون
    انا كتاب البحر للذين ليس يقرأون
    انا الكتابات التي يحفرها الدمع على عنابر السجون
    انا كهذا العصر, يا حبيبتي
    اواجه الجنون بالجنون
    واكسر الاشياء في طفولة
    وفي دمي, رائحة الثورة والليمون ...
    انا كما عرفتموني دائما
    هوايتي ان اكسر القانون
    انا كما عرفتموني دائما
    اكون بالشعر ... والا لا اريد ان اكون ...
    يا اصدقائي:
    انتم الشعر الحقيقي
    ولا يهم ان يضحك ... او يعبس ...
    او ان يغضب السلطان
    انتم سلاطيني ...
    ومنكم استمد المجد, والقوة , والسلطان ...
    قصائدي ممنوعة ...
    في المدن التي تنام فوق الملح والحجارة
    قصائدي ممنوعة ...
    لانها تحمل للانسان عطر الحب, والحضارة
    قصائدي مرفوضة ...
    لانها لكل بيت تحمل البشارة
    يا اصدقائي:
    اني ما زلت بانتظاركم
    لنوقد الشرارة ...
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    نزار قباني Empty قصيدة إعتذار لأبي تمام

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-07-19, 3:02 pm

    1 -
    أحبائي :
    إذا جئنا لنحضر حفلة للزار ..
    منها يضجر الضجر
    إذا كانت طبول الشعر ، يا سادة
    تفرقنا .. وتجمعنا
    وتعطينا حبوب النوم في فمنا
    وتسطلنا .. وتكسرنا.
    كما الأوراق في تشرين تنكسر
    فإني سوف أعتذر ..
    2 -
    أحبائي :
    إذا كنا سنرقص دون سيقان .. كعادتنا
    ونخطب دون أسنان .. كعادتنا ..
    ونؤمن دون إيمان .. كعادتنا ..
    ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة
    على حبل طويل من بلاغتنا
    سأجمع كل أوراقي..
    وأعتذر...
    3 -
    إذا كنا سنبقي أيها السادة
    ليوم الدين .. مختلفين حول كتابة الهمزة ..
    وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم ..
    إذا كنا سنقرأ مرة أخرى
    قصائدنا التي كنا قرأناها ..
    ونمضغ مرة أخرى
    حروف النصب والجر .. التي كنا مضغناها
    إذا كنا سنكذب مرة أخرى
    ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها
    ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..
    سأجمع كل أرواقي ..
    وأعتذر..
    4 -
    إذا كان تلاقينا
    لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر ..
    ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر
    إذا كنا نظن الشعر راقصة .. مع الأفراح تستأجر
    وفي الميلاد ، والتأبين تستأجر
    ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر
    إذا كانت هموم الشعر يا سادة
    هي الترفيه عن معشوقة القيصر
    ورشوة كل من في القصر من حرس .. ومن عسكر ..
    إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج : والحجاج .. والمنبر ..
    ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر ..
    فأكبر شاعر فينا هو الخنجر..
    5 -
    أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟
    وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل ، وتبتكر ..
    أبا تمام ..
    أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا ..
    وأرملة هي الألفاظ والصور..
    فلا ماء يسيل على دفاترنا..
    ولا ريح تهب على مراكبنا
    ولا شمس ولا قمر
    أبا تمام، دار الشعر دورته
    وثار اللفظ .. والقاموس..
    ثار البدو والحضر ..
    ومل البحر زرقته ..
    ومل جذوعه الشجر
    ونحن هنا ..
    كأهل الكهف .. لا علم ولا خبر
    فلا ثوارنا ثاروا ..
    ولا شعراؤنا شعروا ..
    أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..
    فكل قصورنا ورق ..
    وكل دموعنا حجر ..
    6 -
    أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر
    وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر
    ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة
    وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر ..
    7 -
    أمير الحرف .. سامحنا
    فقد خنا جميعا مهنة الحرف
    وأرهقناه بالتشطير ، والتربيع ، والتخميس ، والوصف
    أبا تمام .. إن النار تأكلنا
    وما زلنا نجادل بعضنا بعضا ..
    عن المصروف .. والممنوع من صرف ..
    وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرف!!
    وما زلنا نطقطق عظيم أرجلنا
    ونقعد في بيوت الله ننتظر ..
    بأن يأتي الإمام على .. أو يأتي لنا عمر
    ولن يأتوا .. ولن يأتوا
    فلا أحدا بسيف سواه ينتصر ..
    8 -
    أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا
    وبالشعراء قد كفروا..
    فقل لي أيها الشاعر
    لماذا الشعر - حين يشيخ -
    لا يستل سكينا .. وينتحر؟
    عائد إلى حيفا
    عائد إلى حيفا
    المشرف العام


    عدد الرسائل : 427
    العمر : 35
    بلد الأصل : فلســـــطين
    السٌّمعَة : 32
    تاريخ التسجيل : 19/03/2008

    نزار قباني Empty إفــادة في محـكمـة الشــعر

    مُساهمة من طرف عائد إلى حيفا 2008-07-20, 9:35 pm

    مرحباً يا عراقُ، جئتُ أغنّيكَ وبعـضٌ من الغنـاءِ بكـاءُ
    مرحباً، مرحباً.. أتعرفُ وجهاً حفـرتهُ الأيّـامُ والأنـواءُ؟
    أكلَ الحبُّ من حشاشةِ قلبي والبقايا تقاسمتـها النسـاءُ
    كلُّ أحبابي القدامى نسَـوني لا نُوارَ تجيـبُ أو عفـراءُ
    فالشفـاهُ المطيّبـاتُ رمادٌ وخيامُ الهوى رماها الـهواءُ
    سكنَ الحزنُ كالعصافيرِ قلبي فالأسى خمرةٌ وقلبي الإنـاءُ
    أنا جرحٌ يمشي على قدميهِ وخيـولي قد هدَّها الإعياءُ
    فجراحُ الحسينِ بعضُ جراحي وبصدري من الأسى كربلاءُ
    وأنا الحزنُ من زمانٍ صديقي وقليـلٌ في عصرنا الأصدقاءُ
    مرحباً يا عراقُ،كيفَ العباءاتُ وكيفَ المها.. وكيفَ الظباءُ؟
    مرحباً يا عراقُ.. هل نسيَتني بعدَ طولِ السنينِ سامـرّاءُ؟
    مرحباً يا جسورُ يا نخلُ يا نهرُ وأهلاً يا عشـبُ... يا أفياءُ
    كيفَ أحبابُنا على ضفةِ النهرِ وكيفَ البسـاطُ والنـدماءُ؟
    كان عندي هـنا أميرةُ حبٍّ ثم ضاعت أميرتي الحسـناءُ
    أينَ وجهٌ في الأعظميّةِ حلوٌ لو رأتهُ تغارُ منهُ السـماءُ؟
    إنني السندبادُ.. مزّقهُ البحرُ و عـينا حـبيبتي المـيناءُ
    مضغَ الموجُ مركبي.. وجبيني ثقبتهُ العواصـفُ الهـوجاءُ
    إنَّ في داخلي عصوراً من الحزنِ فهـل لي إلى العـراقِ التجاءُ؟
    وأنا العاشـقُ الكبيرُ.. ولكـن ليس تكفي دفاتـري الزرقـاءُ
    يا حزيرانُ.ما الذي فعلَ الشعرُ؟ وما الذي أعطـى لنا الشعراءُ؟
    الدواوينُ في يدينا طـروحٌ والتعـابيرُ كـلُّها إنـشاءُ
    كـلُّ عامٍ نأتي لسوقِ عكاظٍ وعـلينا العمائمُ الخضـراءُ
    ونهزُّ الرؤوسَ مثل الدراويشِ ...و بالنار تكتـوي سـيناءُ
    كـلُّ عامٍ نأتي.. فهذا جريرٌ يتغنّـى.. وهـذهِ الخـنساءُ
    لم نزَل، لم نزَل نمصمصُ قشراً وفلسطـينُ خضّبتها الـدماءُ
    يا حزيرانُ.. أنـتَ أكـبرُ منّا وأبٌ أنـتَ مـا لـهُ أبـناءُ
    لـو ملكـنا بقيّـةً من إباءٍ لانتخـينا.. لكـننا جـبناءُ
    يا عصـورَ المعلّـقاتِ ملَلنا ومن الجسـمِ قد يملُّ الرداءُ
    نصفُ أشعارنا نقوشٌ ومـاذا ينفعُ النقشُ حين يهوي البناءُ؟
    المقاماتُ لعبةٌ... والحـريريُّ حشيشٌ.. والغولُ والعـنقاءُ
    ذبحتنا الفسيفساءُ عصـوراً والدُّمى والزخارفُ البلـهاءُ
    نرفضُ الشعرَ كيمياءً وسحراً قتلتنا القصيـدةُ الكيـمياءُ
    نرفضُ الشعرَ مسرحاً ملكياً من كراسيهِ يحرمُ البسـطاءُ
    نرفضُ الشعرَ أن يكونَ حصاناً يمتطـيهِ الطـغاةُ والأقـوياءُ
    نرفضُ الشعـرَ عتمـةً ورموزاً كيف تسطيعُ أن ترى الظلماءُ؟
    نرفضُ الشعـرَ أرنباً خشـبيّاً لا طمـوحَ لـهُ ولا أهـواءُ
    نرفضُ الشعرَ في قهوةِ الشعر.. دخـانٌ أيّامـهم.. وارتخـاءُ
    شعرُنا اليومَ يحفرُ الشمسَ حفراً بيديهِ.. فكلُّ شـيءٍ مُـضاءُ
    شعرنا اليومَ هجمةٌ واكتشافٌ لا خطوطَ كوفيّـةً ، وحِداءُ
    كلُّ شعرٍ معاصرٍ ليـسَ فيهِ غصبُ العصرِ نملةٌ عـرجاءُ
    ما هوَ الشعرُ إن غدا بهلواناً يتسـلّى برقصـهِ الخُـلفاءُ
    ما هو الشعرُ.. حينَ يصبحُ فأراً كِسـرةُ الخبزِ –هَمُّهُ- والغِذاءُ
    وإذا أصبـحَ المفكِّـرُ بُـوقاً يستوي الفكرُ عندها والحذاءُ
    يُصلبُ الأنبياءُ من أجل رأيٍ فلماذا لا يصلبَ الشعـراءُ؟
    الفدائيُّ وحدهُ.. يكتبُ الشعرَ و كـلُّ الذي كتبناهُ هـراءُ
    إنّهُ الكاتـبُ الحقيقيُّ للعصـرِ ونـحنُ الحُـجَّابُ والأجـراءُ
    عنـدما تبدأُ البنادقُ بالعـزفِ تمـوتُ القصـائدُ العصـماءُ
    ما لنا؟ مالنا نلـومُ حـزيرانَ و في الإثمِ كـلُّنا شـركاءُ؟
    من هم الأبرياءُ؟ نحنُ جميـعاً حامـلو عارهِ ولا اسـتثناءُ
    عقلُنا، فكرُنا، هزالُ أغانينا رؤانا، أقوالُـنا الجـوفـاءُ
    نثرُنا، شعرُنا، جرائدُنا الصفراء والحـبرُ والحـروفُ الإمـاءُ
    البطـولاتُ موقفٌ مسرحيٌّ ووجـوهُ الممثلـينَ طـلاءُ
    وفلسـطينُ بينهم كمـزادٍ كلُّ شـارٍ يزيدُ حين يشـاءُ
    وحدويّون! والبلادُ شـظايا كـلُّ جزءٍ من لحمها أجزاءُ
    ماركسيّونَ! والجماهيرُ تشقى فلماذا لا يشبـعُ الفقـراءُ؟
    قرشيّونَ! لـو رأتهم قريـشٌ لاستجارت من رملِها البيداءُ
    لا يمـينٌ يجيرُنا أو يسـارٌ تحتَ حدِّ السكينِ نحنُ سواءُ
    لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القدسُ وضاعت من قبـلها "الحمـراءُ"..
    يا فلسطينُ، لا تزالينَ عطـشى وعلى الزيتِ نامتِ الصحـراءُ
    العباءاتُ.. كلُّها من حريـرٍ واللـيالي رخيصـةٌ حمـراءُ
    يا فلسطينُ، لا تنادي عليهم قد تساوى الأمواتُ والأحياءُ
    قتلَ النفطُ ما بهم من سجايا ولقد يقتـلُ الثـريَّ الثراءُ
    يا فلسطينُ، لا تنادي قريشاً فقريشٌ ماتـت بها الخيَـلاءُ
    لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمسٍ لا تنادي.. لم يبـقَ إلا النساءُ
    ذروةُ الموتِ أن تموتَ المروءاتُ ويمشـي إلى الـوراءِ الـوراءُ
    مرَّ عامـانِ والغزاةُ مقيمـونَ و تاريـخُ أمـتي... أشـلاءُ
    مـرَّ عامانِ.. والمسيـحُ أسيرٌ في يديهم.. و مـريمُ العـذراءُ
    مرَّ عامـانِ.. والمآذنُ تبكـي و النواقيـسُ كلُّها خرسـاءُ
    أيُّها الراكعونَ في معبدِ الحرفِ كـفانا الـدوارُ والإغـماءُ
    مزِّقوا جُبَّةَ الدراويشِ عـنكم واخلعوا الصوفَ أيُّها الأتقياءُ
    اتركـوا أولياءَنا بسـلامٍ أيُّ أرضٍ أعادها الأولياءُ؟
    في فمي يا عراقُ.. مـاءٌ كـثيرٌ كيفَ يشكو من كانَ في فيهِ ماءُ؟
    زعموا أنني طـعنتُ بـلادي وأنا الحـبُّ كـلُّهُ والـوفاءُ
    أيريدونَ أن أمُـصَّ نـزيفي؟ لا جـدارٌ أنا و لا ببـغاءُ!
    أنـا حريَّتي... فإن سـرقوها تسقطِ الأرضُ كلُّها والسماءُ
    ما احترفتُ النِّفاقَ يوماً وشعري مـا اشتـراهُ الملـوكُ والأمراءُ
    كلُّ حرفٍ كتبتهُ كانَ سـيفاً عـربيّاً يشـعُّ منهُ الضـياءُ
    وقليـلٌ من الكـلامِ نقـيٌّ وكـثيرٌ من الكـلامِ بغـاءُ
    كم أُعاني مما كتبـتُ عـذاباً ويعاني في شـرقنا الشـرفاءُ
    وجعُ الحرفِ رائعٌ.. أوَتشكو للـبسـاتينِ وردةٌ حمـراءُ؟
    كلُّ من قاتلوا بحرفٍ شجاعٍ ثم ماتـوا.. فإنـهم شهداءُ
    لا تعاقب يا ربِّ من رجموني واعفُ عنهم لأنّـهم جهلاءُ
    إن حبّي للأرضِ حبٌّ بصيرٌ وهواهم عواطـفٌ عمياءُ
    إن أكُن قد كويتُ لحمَ بلادي فمن الكيِّ قد يجـيءُ الشفاءُ
    من بحارِ الأسى، وليلِ اليتامى تطلـعُ الآنَ زهـرةٌ بيضاءُ
    ويطلُّ الفداءُ شمـساً عـلينا ما عسانا نكونُ.. لولا الفداءُ
    من جراحِ المناضلينَ.. وُلدنا ومنَ الجرحِ تولدُ الكـبرياءُ
    قبلَهُم، لم يكن هـناكَ قبـلٌ ابتداءُ التاريخِ من يومِ جاؤوا
    هبطوا فوقَ أرضـنا أنبياءً بعد أن ماتَ عندنا الأنبياءُ
    أنقذوا ماءَ وجهنا يومَ لاحوا فأضاءت وجوهُنا السوداءُ
    منحونا إلى الحـياةِ جـوازاً لم تكُـن قبلَهم لنا أسمـاءُ
    أصدقاءُ الحروفِ لا تعذلوني إن تفجّرتُ أيُّها الأصـدقاءُ
    إنني أخزنُ الرعودَ بصدري مثلما يخزنُ الرعودَ الشتاءُ
    أنا ما جئتُ كي أكونَ خطيباً فبلادي أضاعَـها الخُـطباءُ
    إنني رافضٌ زماني وعصـري ومن الـرفضِ تولدُ الأشـياءُ
    أصدقائي.. حكيتُ ما ليسَ يُحكى و شـفيعي... طـفولتي والنـقاءُ
    إنني قـادمٌ إليكـم.. وقلـبي فـوقَ كـفّي حمامـةٌ بيضـاءُ
    إفهموني.. فما أنا غـيرُ طـفلٍ فـوقَ عينيهِ يسـتحمُّ المـساءُ
    أنا لا أعرفُ ازدواجيّةَ الفكرِ فنفسـي.. بحـيرةٌ زرقـاءُ
    لبلادي شعري.. ولستُ أبالي رفصتهُ أم باركتـهُ السـماءُ...
    وقد ألفاها الشاعر الكبير نزار قباني في مهرجان بغداد التاسع عام 1969وما يذكر من حدث في هذا المهرجان هو لقاؤه الأول بزوجته العراقية الحسناء..بلقــيس
    Abu Ammar
    Abu Ammar
    رائد


    عدد الرسائل : 554
    العمر : 35
    السٌّمعَة : 30
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف Abu Ammar 2008-07-21, 6:00 pm

    شكرا أخ عائد إلى حيفا على القصيدة الرائعة
    وان شاء الله بتحرر بغداد والقدس في يوم واحد
    وقولوا آمين
    عائد إلى حيفا
    عائد إلى حيفا
    المشرف العام


    عدد الرسائل : 427
    العمر : 35
    بلد الأصل : فلســـــطين
    السٌّمعَة : 32
    تاريخ التسجيل : 19/03/2008

    نزار قباني Empty شعــراء الأرض المحــتــلة

    مُساهمة من طرف عائد إلى حيفا 2008-08-10, 12:56 am

    1
    شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ
    يا مَن أوراقُ دفاتركمْ
    بالدمعِ مغمّسةٌ، والطينْ
    يا مَن نبراتُ حناجركمْ
    تشبهُ حشرجةَ المشنوقينْ
    يا مَن ألوانُ محابركمْ
    تبدو كرقابِ المذبوحينْ
    نتعلّم منكم منذُ سنينْ
    نحنُ الشعراءَ المهزومينْ
    نحنُ الغرباءَ عن التاريخِ، وعن أحزانِ المحزونينْ
    نتعلّمُ منكمْ ..
    كيفَ الحرفُ يكونُ له شكلُ السكّينْ .

    2
    شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ
    يا أجملَ طيرٍ يأتينا من ليلِ الأسرْ
    يا حزناً شفّافَ العينين، نقيّاً مثلَ صلاةِ الفجرْ
    يا شجرَ الوردِ النابتِ من أحشاءِ الجمرْ
    يا مطراً يسقطُ .. رغمَ الظلمِ ، ورغمَ القهرْ
    نتعلّمُ منكم كيف يغنّي الغارقُ من أعماقِ البئرْ
    نتعلّمُ .. كيفَ يسيرُ على قدميهِ القبرْ
    نتعلّمُ كيفَ يكونُ الشعرْ ..
    فلدينا .. قد ماتَ الشعراءُ ، وماتَ الشعرْ ..
    الشعرُ لدينا درويشٌ ..
    يترنّحُ في حلقاتِ الذكرْ
    والشاعرُ يعملُ حوذياً لأميرِ القصرْ ..
    الشاعرُ مخصيُّ الشفتينِ .. بهذا العصرْ
    يمسحُ للحاكمِ معطفهُ ، ويصبُّ لهُ أقداحَ الخمرْ
    الشاعرُ مخصيُّ الكلماتِ ..
    وما أشقى خصيانَ الفكرْ ...

    3
    شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..
    يا ضوءَ الشمسِ الهاربَ من ثقبِ الأبوابْ
    يا قرعَ الطبلِ القادمَ من أعماقِ الغابْ ..
    يا كلَّ الأسماءِ المحفورةِ في ريشِ الأهدابْ
    ماذا نخبركم يا أحبابْ ؟
    عن أدبِ النكسةِ ، شعرِ النكسةِ ، يا أحبابْ ..
    ما زلنا منذُ حزيران .. نحنُ الكُتّابْ
    نتمطّى فوقَ وسائدنا ..
    نلهو بالصرفِ وبالإعرابْ
    يطأُ الإرهابُ جماجمَنا
    ونقبِّلُ أقدامَ الإرهابْ
    نركبُ أحصنةً من خشبٍ
    ونقاتلُ أشباحاً وسرابْ ..
    ونُنادي : يا ربَّ الأربابْ
    نحنُ الضعفاءُ ، وأنتَ المنتصرُ الغلاّبْ
    نحنُ الفقراءُ ، وأنتَ الرزّاقُ الوهّابْ
    نحنُ الجبناءُ ، وأنتَ الغفّارُ التوّابْ
    شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..
    ما عادَ لأعصابي أعصابْ
    حُرماتُ القدسِ قد انتُهكَتْ
    وصلاحُ الدينِ من الأسلابْ
    ونسمّي أنفسنا كُتّابْ ؟


    4
    محمودَ الدرويش .. سلاما
    توفيقَ الزيّاد .. سلاما
    يا فدوى طوقان .. سلاما
    يا مَن تبرونَ على الأضلاعِ الأقلاما ..
    نتعلّمُ منكم ، كيفَ نفجّرُ في الكلماتِ الألغاما ..
    شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..
    ما زالَ دراويشُ الكلمهْ
    في الشرقِ ، يكشُّونَ حَمَاما ..
    يحسونَ الشايَ الأخضرَ .. يجترّونَ الأحلاما ..
    لو أنَّ الشعراءَ لدينا ..
    يقفونَ أمامَ قصائدكمْ ..
    لَبَدَوْا .. أقزاماً .. أقزاما ..
    Ahmad.Yaqoub
    Ahmad.Yaqoub
    مقدم


    عدد الرسائل : 634
    العمر : 36
    بلد الأصل : حيفا
    السٌّمعَة : 28
    تاريخ التسجيل : 01/08/2008

    نزار قباني Empty رد: نزار قباني

    مُساهمة من طرف Ahmad.Yaqoub 2008-08-13, 7:23 pm

    الله يسلم دياتكم

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 1:14 am