الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    المومس العمياء .. وخيانة الشيوعيين !

    Anonymous
    زائر
    زائر


    المومس العمياء .. وخيانة الشيوعيين ! Empty المومس العمياء .. وخيانة الشيوعيين !

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-25, 8:14 pm

    بقلم:أ.ـ د. حلمى محمد القاعود


    الشاعر العراقى الراحل " بدر شاكر السياب " ( 1924-1964م ) ، من رواد الشعر الحرّ فى العصر الحديث ، ومن أصحاب التجارب العميقة والتحولات المثيرة ، ومع أنه عاش عمراً قصيراً نسبيّاً ، ( أربعين عاما ) ، فقد ترك تراثا ضخما من الشعر والنثر ، وقد جمع شعره فى مجلد ضخم يتجاوز سبعمائة صفحة من القطع الصغير ، وله مجموعة من الكتب ، أخطرها ما نُشر مؤخراً عن دار الجمل فى ألمانيا بعنوان " كنت شيوعيا " يتضمن مقالاته التى كتبها عام 1959م ، فى جريدة الحرية البغدادية ، ووصلت إلى أربعين مقالاً يرصد من خلالها تجربته مع الحزب الشيوعى العراقى ؛ التى انتهى فيها صدامه مع الشيوعيين إلى الانفصال عنهم ، وكشف فضائحهم وخيانتهم للأوطان والدين .
    لقد اشتعل الصدام عندما كتب السيّاب قصيدته الشهيرة " المومس العمياء " ، وفيها يرصد تجربة قطاع من النساء تستباح أجسادهن نظير لقمة العيش المغموسة بالذل والعار، ويربط تلك الاستباحة باستباحة الأوطان والأمة العربية ، والقصيدة ذات نفس طويل ، يحتشد بالرموز والأساطير والإشارات .. وقد جاءت إشارته إلى العروبة فى القصيدة لتكون قشة تقصم ظهر البعير الشيوعى ، وتجعل السيّاب يترك البعير وأصحابه ، وينتقل إلى عالم آخر عالم الجذور العربية الإسلامية التى تجلت فيما بعد فى قصيدته الأشهر : سفر أيوب .
    كانت إشارته فى " المومس العمياء " تقول :
    " كالقمح لونك ياابنة العرب / كالفجر بين عرائش العنب : /أو كالفرات على ملامحه / دعة الثرى وضراوة الذهب / لا تتركونى .. فالضحى نسبى : / من فاتح ، ومجاهد ، ونبى ! / عربية أنا أمتى دمها / خير الدماء .. كما يقول أبى "
    ولم يكتف السيّاب بهذه الإشارة، بل علّق عليها فى هامش القصيدة بقوله : " ضاع مفهوم القومية عندنا بين الشعوبيين والشوفينيين يجب أن تكون القومية شعبية ، والشعبية قومية . يجب جعل أحفاد محمد وعمر وعلى وأبى ذر والخوارج والشيعة الأوائل والمعتزلة يعيشون عيشة تليق بهم كبشر وكورثة لأمجاد الأمة العربية "
    كانت تلك الإشارة وهذا التعليق ، بداية الانفصال بين الشيوعيين العراقيين والسيّاب ، مما جعله يفيق من وهم الدعاية الشيوعية السوداء ، فيكشف معاناته ومشاهداته فى خضم التجربة الشيوعية ، أو الحداثية كما يُسميها بعضهم ، وفى عام 1959م أخذ يكتب سلسلة مقالاته الأربعين التى ضمها كتابه الذى صدر مؤخراً ، وأعده وليد خالد أحمد حسن .
    وهناك تشابه بين تجربة الحزب الشيوعى فى مصر ، ونظيره فى العراق ، فالقادة والمؤسسون هنا وهناك من اليهود . فى مصر كان " هنرى كورييل " اليهودى الغامض وآخرون يمثّلون الآباء الروحيين للشيوعيين المصريين . وفى العراق كان رؤساء الحزب الشيوعى من اليهود أيضاًُ ، أبرزهم : يهودا صديق ، ساسون دلال ، إبراهيم يوسف زلخة ، ناجى شميل .. وقد وصمهم السيّاب بالخونة الذين دفعوه مع أقاربه لتوزيع منشورات تخدم الحركة الصهيونية ، من خلال شعار يقول فى أثناء حرب فلسطين ونكبتها " نحن إخوان اليهود " وقد اتفق الشيوعيون العرب فى البلاد العربية ، وخاصة مصر والعراق على الوقوف إلى جانب الصهاينة ، مهاجمين القوات العربية التى شاركت فى معارك 1948 دعما للفلسطينيين الذين هجّرهم اليهود بالقوة . وقد وصف الشيوعيون هذه المشاركة بالقذرة لأن المعسكر الشيوعى آنذاك بقيادة موسكو كان يؤيد قيام دولة العدو .
    لقد كانت صحوة السيّاب بعد ثمانى سنوات قضاها مخلصا للحزب الشيوعى العراقى ، وعيا جديداً بالإسلام والعروبة ، وهو ما جعله يرى الإسلام أفضل الأديان ، ومحمداً – عليه الصلاة والسلام – أفضل الأنبياء ، مؤكداً أنه يُدافع عن الدين والقومية والتقاليد والتراث ..
    لقد تجلت هذه الصحوة فى الروح الإيمانية التى تخللت قصيدته " سفر أيوب " ، وهى تفيض تسليماً بالقضاء ، والقدر ، وترى فى تجربة المرض العضال التى أقعدته وآلمته " هدية " من هدايا الخالق المحبوب :
    " ولكن أيوب إن صاح صاح : لك الحمد إن الرزايا ندى / وإن الجراح هدايا الحبيب " / أضم إلى الصدر باقاتها ، هداياك فى خافقى لا تغيب ، / هداياك مقبولةٌ ، هاتها ! "
    كما تجلت هذه الصحوة فى كشفه للطبيعة الشيوعية الخسيسة ، فالشيوعيون العراقيون لصوص وقتلة ( مجازر كركوك ) ومنحلون خلقيا وخاصة النساء ، ولا يتورعون عن الاغتصاب كما فعل أحد القياديين مع الرفيقة اليهودية " مادلين مير " ، وهم كذبة ومخادعون .. ويعترف أنه شاركهم فى خداع الفلاحين ، حيث أوهمهم أنهم سيمتلكون الأراضى ، ويعيشون فى رفاهية إذا انضموا إلى الحزب الشيوعى ، وقضوا على حكم نورى السعيد !
    إنه يُشبّه الشيوعيين بالقرامطة ، وهو ما يذكرنا برواية الأديب العبقرى الراحل " على أحمد باكثير " المسماة " الثائر الأحمر " التى عبّر فيها عن ثورة حمدان قرمط ، وتنبأ فيها بسقوط الشيوعية وقد تحققت نبوءته بسقوط الاتحاد السيوفياتى أوائل التسعينيات !
    لقد وصف السيّاب " كارل ماركس " فيلسوف الشيوعية باليهودى التائه ، أو اليهودى القذر قاسى القلب الذى ألف " رأس المال " بدافع الحقد والحسد والتعصب اليهودى ، وتأثير التوراة .
    كما هاجم لينين أيضا ، وحزب " تودة " الشيوعى الإيرانى الذى تآمر على أعضائه عام 1952 مما أدى إلى إعدام 732ضابطاً شيوعياً فى إيران .. ولم يكتف السيّاب بالهجوم على زعماء الشيوعية وأحزابها ، بل امتد هجومه إلى الشعراء الشيوعيين الأجانب والعرب ، مثل ناظم حكمت ، حيث يراه شاعراً تافها ، وكونستانتين سيمونوف ، وبابلونيرودا ، وعبدالوهاب البياتى ، فهؤلاء وأمثالهم أصحاب شعر سخيف .
    لقد كان هجومه الصاعق على الشيوعيين العراقيين دافعاً لوصفهم بالجبن والقسوة والإجرام والسرقة وخداع الجماهير. .(وهل أغلبية نظرائهم في مصر والبلاد العربية غير ذلك؟) ..!
    لقد كان السيّاب كما قال فى قصيدته" حفار القبور " :
    " .. فى ساعة الشفق الملون كان إنسان يثورْ / بين الجنادل والقبورْ ، / نفس معذبة تثورْ / بين الجنادل والقبور :
    " أأظل أحلم بالنعوش ، وأنفض الدرب البعيدْ
    بالنظرة الشزراء ، واليأس المظلل بالرجاءْ
    يطفو ويرسب ، والسماء كأنها صنمٌ بليدْ
    لا مأملٌ فى مقلتيه .. ولا شواظ .. ولا رثاءْ؟ .... "
    تمزّق السيّاب فى أحضان الشيوعية ، ولكنه تدارك نفسه ، وأدركته رحمة الله ، فاستيقظ من غفوته ، ليكشف الأكاذيب التى ما زال يدمنها الشيوعيون المعاصرون ، ومازالوا يُصرّون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة ، والنقاء الكامل ، والاستنارة الحقيقة ..
    وللأسف الشديد ، فإن ما نراه فى أيامنا ، من تصرفاتهم وأدبياتهم ، يؤكد ما قاله السيّاب فى كتابه الجديد / القديم .. حيث يرون أن اليهود إخوانهم ، وأن وجودهم فى أرض فلسطين مسألة منتهية ، وأن عودة الفلسطينيين إلى فلسطين وهم كبير يجب أن يطرده العرب والمسلمون من أذهانهم . وأن اعتماد اليهود على التوراة والتلمود مسألة لا غضاضة فيها ، بينما يُقيم الشيوعيون الدنيا ، ولا يقعدونها إذا تلفظ أحد باسم " الإسلام " فهو ظلامى أو إظلامى ، وهو إرهابى ومتطرف ومتحجر ومتخلف وسلفى .. إلى غير ذلك من أوصاف ونعوت تُهين الإسلام والمسلمين جميعاً .
    لقد وصل بهم الأمر فى أيامنا إلى وصف الإسلام بأنه أخطر على المجتمعات العربية من الغزو النازى اليهودى ، واختلقوا معارك مفتعلة مع " الدولة الدينية " المتوهمة التى سيُقيمها المسلمون ، وراحوا يُسقطون الدولة الكنسية الأوروبية على الدولة الإسلامية ، وأغرقوا فى أكاذيبهم حول الحضارة العربية لدرجة أن جعلوا الإسلام عدوّاً للمساواة والمواطنة وغير المسلمين .. وقد رأينا مؤخراً حملتهم الضارية على جعل الإسلام ديناً رسمياً للدولة ومصدراً رئيسياً للتشريع بحجة أن هناك أقليات غير إسلامية تعيش مع المسلمين ...
    لقد جاء كتاب السيّاب " كنت شيوعياً " فى أوانه ، ليفضح أكذوبة كبرى اسمها الشيوعية ، أو الحداثة كما يتجمل بعضهم فى تسميتها .

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 3:21 am