<H3 dir=rtl style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 3pt; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">البحث عن السراب
بقلم الكاتب/ عزام الحملاوى
رغم توصل الفصائل الفلسطينية إلى ورقة المصالحة المصرية, لإنهاء الانقسام عبر جلسات طويلة من الحوار, إلا انه لم يتم التوقيع عليها حتى ألان من قبل حماس, بسبب تعنتها ورفضها لأسباب ترى حماس من وجهة نظرها انه من الضروري التعاطي معها حتى يتم التوقيع عليها, لهذا مازال الانقسام عنوان هذه المرحلة, ولكن حلم المصالحة وإنهاء الانقسام تجدد مرة أخرى, وأصبح يراود جميع ابناء الشعب الفلسطيني خاصة بعد معركة أسطول الحرية,والتحركات الداخلية التي بدأت بتشكيل وفد المصالحة برئاسة منيب المصري, وتسلم الخضري لرسالة التطمينات من الرئيس ابو مازن وتحركات عمرو موسى, ومن هنا بدا الأمل يراود الجميع بإنهاء الانقسام, وإعادة اللحمة إلى شطري الوطن المذبوح ليعود موحدا تحت رايةم0 ت0 ف0 التي يجب أن تمثل كافة ابناء الشعب بدون تمييز0 لكن كانت المفاجأة من قبل حماس بعدم الترحيب بالوفد, ورفضها مقابلته بعد إعلان القرار مباشرة على لسان صلاح البرد ويل , وقبل أن تعرف تشكيلته ومهمته, وبهذا الرفض كشفت حماس عن نيِتها في استغلال الوضع الدولي الناتج عن مهاجمة أسطول الحرية لنفسها فقط, بغض النظر عن الشعب وقضيته, متناسية أن التعاطف الدولي كان بسبب الوضع الإ إنساني في القطاع نتيجة الحصار الجائر, وليس تعاطفا مع حماس أو غيرها0 وساعد أيضا على زيادة الأمل في المصالحة الحراك العربي, وادعاء جميع الأطراف المتناحرة عن رغبتهم في إنهاء الانقسام, نتيجة الظروف الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية, والتي تفرض علينا إنهاء الانقسام وانجاز المصالحة وإعادة الوحدة,لأنها تمثل سدا منيعا وإستراتيجية قوية لحماية الثوابت الوطنية, وإعادة تطوير النظام السياسي وفق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني, وعدم ارتباطه بأجندات إقليمية وحزبية ضيقة, وتعمل كذلك على حماية المشروع الوطني من قبل الكل الفلسطيني, انطلاقا من الالتزام الوطني والاخلاقى والدينى0 لقد كان من المفترض أن تكون مفاهيم وأهمية الأخلاق, والدين والتسامح والتضحية, والمشروع الوطني والوحدة, منتشرة بين جميع ابناء شعبنا , لما سيكون لها من تأثير ايجابي بالغ على الانقسام وقضيتنا الوطنية, وكان يجب أن تكون موجودة وبالتحديد لدى عدد من القيادات التي لايعنيها هذا الأمر لمصالحها الضيقة, وهذه المفاهيم لايمكن أن تكون إلا من خلال برنامج وطني موحد يجمع كل ابناء الشعب الفلسطيني , نرتقي جميعا من خلاله من اجل شعبنا وقضيته العادلة, ولكن وبدلا من أن يتم هذا, يحاول البعض أن يتخذ المصالحة كوسيلة للابتزاز والدعاية والتنصل من مسؤولياته, على حساب المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني, الذي يعانى يوميا من عذابات على صعيد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية0 ولو عدنا إلى الأسباب التي أدت إلى عدم حدوث المصالحة لوجدناها أسباب واهية لو قورنت بأهمية مشروعنا الوطني, فلماذا كل هذا التسويف في المصالحة ؟؟؟؟ ولماذا ترفض حماس التوقيع على وثيقة المصالحة, رغم أن ملاحظاتها سيتم العمل بها عند تنفيذ الاتفاق مع ضمانة مصرية وعربية؟؟؟ وهل قرار المصالحة بيد حماس, أم مرتبط بأجندات خارجية تمنعها من التوقيع على ورقة المصالحة؟؟ وعلى الجانب الأخر, هل هناك فيتو امريكى صهيوني على ابو مازن برفض المصالحة؟؟ وهل هناك أجندات خارجية يرتبط بها ابو مازن؟؟ وإذا كان هذا الكلام صحيح, فلماذا لاتبادر حماس وتجمع الفصائل الوطنية وتوجه الدعوة لفتح وتتم المصالحة, وتقطع الطريق على الفيتو الامريكى الرافض للمصالحة, أو أن تعرى فتح إمام الجميع0 إن تعثر المصالحة بعد كل المجهود الذي بذل يعتبر جرس إنذار يشير إلى أننا نجرى وراء سراب اسمه المصالحة الوطنية, بعد أن وافق ابو مازن وإسماعيل هنية أمام عمرو موسى على تشكيل حكومة تكنوقراط,, بالإضافة إلى ماذكر سابقا, ورغم كل ذلك فشل الجميع في تقريب وجهات النظر بين فتح وحماس وإقناع حماس بالتوقيع, وعدنا إلى نقطة البداية, ناهيك عن وجود أطراف إقليمية ودولية ليس من صالحها أن تتم عملية المصالحة,لان ذلك سيؤثر بشكل مباشر على مصالحها, وكذلك الاعتقاد السائد لدى البعض بأنه يمكن انجاز بعض المكتسبات لحسابهم في ظل الانقسام, وعدم وجود الضغط الكافي لإجبار الطرف المعطل على التوقيع على الورقة المصرية, والتي تعتبر مقبولة للفصائل جميعا وتساعد على إيجاد الحلول للمشاكل الرئيسية ووضع إلية التنفيذ, ناهيك عن عدم توفر الإرادة السياسية لدى بعض المتخاصمين0 إن كل مايتم الحديث عنه في المصالحة لايتعدى المصالحة الإعلامية وليس المصالحة الفلسطينية 0 لذلك وحتى نجتاز هذه المحنة, يجب أن توقع حماس على الورقة المصرية مع اتخاذ خطوة جريئة تبادر بها الأطراف المتخاصمة, لبناء الثقة بين كافة الأطراف المتناحرة, وليس على سياسة فرض الأمر الواقع المعتمد على أن القوة هي أساس كل شئ, بالإضافة إلى الضغط على حركتي حماس وفتح من قبل كافة شرائح الشعب الفلسطيني بجميع قواه ومؤسساته, من أجل التوصل إلى تفاهمات داخلية, وبرنامج موحد دون المس بالورقة المصرية.لقد انتظر الشعب الفلسطيني وتحمل الكثير من اجل أن يرى يوم المصالحة وإنهاء الانقسام الذي جلب لهم كل المصائب والبلاوى, ولايمكن لهذا الشعب المناضل أن يرى قضيته مرهونة نتيجة هذا الصراع ومتجه نحو مصير مجهول0فهل ستلبى حماس متطلبات المرحلة ,ورغبة من انتخبها وما ينتظره كل ابناء الشعب الفلسطيني وتوقع على ورقة المصالحة المصرية, أم ستبقى تماطل وتضع العراقيل أمام المصالحة ويظل الانقسام والجوع والفقر والبطالة عنوان المرحلة0
</H3>