امتزج الأحمر بالأبيض فأهدانا يوما اسود
بقلم الكاتب//عزام الحملاوى
جريمة جديدة يرتكبها العدو الصهيوني في المياه الإقليمية مقابل سواحل غزة, ضد أسطول الحرية المحمل بالمساعدات للشعب الفلسطيني المحاصر, ضاربا بعرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية, فهذه الجريمة ليست بالجديدة على الكيان الصهيوني, فجرائم النكبة وبحر البقر وقانا والحرب الأخيرة على غزة مازالت ماثلة في الذهن, وكلها حدثت على مرأى من الحكام العرب وأوروبا وأمريكا دون اى حراك سوى الشجب والإدانة, وبهذا يثبت العدو الصهيوني من جديد عنصريته وعدوانيته, وانه لايفهم في القيم الإنسانية ولا المبادئ ولا القوانين والأعراف الدولية, وانه متمرد على القوانين الدولية والشرعية ويعيش ويتغذى على الإرهاب والدماء0لقد تحدت إسرائيل العالم كله بهذه القرصنة, والتي كانت قد أعلنت عنها مسبقا عبر إعلامها,وأكدت على التدخل العسكري ضد أسطول الحرية, وهذا يدخل في نطاق جرائم الحرب المنظمة, وتجاوزا لكل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية, ورغم ذلك لم يحرك مايسمى بالعالم الحر والديمقراطي ساكنا. لقد كان قرار عملية القرصنة وقتل المتضامنين العزل, واحتجازهم في الموانئ والسجون الإسرائيلية متخذا من قبل القيادة الإسرائيلية بشكل مسبق, لذلك يعتبر العدوان على المتضامنين جريمة بحق الإنسانية ,لأنهم حاولوا فك الحصار عن القطاع المحاصر عبر إيصال مواد تموينية له0ان هذه المجزرة البشعة التي خطط لها العدو مسبقا, وعلى اعلي مستوى معتقدا بأنها ستردع شعوب العالم من التضامن مع الشعب المحاصر, ولم يكن يعرف بغبائه المعهود بان هذه الدماء المسالة ستكون دافعا للمزيد من حملات التضامن, والتي ستكسر الحصار وستكسر إسرائيل في النهاية, وستزيد من عزلة هذا الكيان العنصري أكثر, وسيلاحق في المحافل الدولية والحقوقية0 لذلك فان ماجرى أعاد القضية الفلسطينية للواجهة حيث خرج العالم كله للتظاهر ولمساندة ودعم الشعب الفلسطيني,لذلك فعلى الحكام العرب والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامى أن تنفض غبار الخوف والمذلة, وان يتحركوا لما فيه مصلحة قضيتنا ومصلحتهم ومصلحة كراسيهم التي يخشون عليها, ويجب أن يفهموا بان الوقت قد حان للرد على الجرائم والقرصنة الصهيونية بالتحرك دوليا وإقليميا باتجاه الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والحقوقية, لتحمل مسؤولياتها تجاه هذه القرصنة النازية الجديدة الخارجة عن القانون والأعراف الدولية 0ان الهجوم المباشر على المتضامنين, هو جزء من الجرائم اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني بشكل يومي, والتي تتطلب ردا حاسما من الأمم المتحدة بتامين الحماية الدولية لشعبنا حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس0لذلك على العالم الحرالا يقف مكتوف الايدى وعند عبارات الشجب والإدانة , بل يجب أن يتعداها إلى الضغط لرفع الحصار عن غزة, وانسحاب العدو الصهيوني من كافة الاراضى الفلسطينية بما فيها القدس, وعلى العالم اجمع والأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والحقوقية أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب الوحيد في العالم الذي لازال يرزح تحت الاحتلال0اماعلى الجانب الفلسطيني,فقد بينت هذه الجريمة مدى ترابط الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة عندما تخص الأمور قضيته ومصالحه العليا, ولعل هذا يكون درسا نافعا لجميع القادة الفلسطينيين لإنهاء هذا الانقسام المميت, وان تكون هذه المجزرة دافعا لتوحيد الجهود من اجل شعبنا وقضيتنا, لان الحدث اكبر من أن نظل مختلفين, ولتكن المصالحة إكراما لهذه الدماء الطاهرة التي سالت من اجل شعب فلسطين, فنحن أولى بالتضحية من اجل شعبنا وقضيتنا الوطنية0ان معاناة هؤلاء الفدائيين المتضامنين, واستشهاد وإصابة عدد منهم واعتقال الآخرين, وماسيعانوه من تعذيب واهانة على يد السجان النازي الجديد قد فتح باب إنهاء الاحتلال بدمائهم وعذاباتهم, وان النصر أصبح قريب بفضل صبرهم ودمائهم وشهدائهم0 ونقول لجميع شعوب الدول التي سقط منها الشهداء وخاصة الشعب التركي, إننا ندعو الله لكم بان يلهمكم الصبر على مااصابكم, فالصبر من شيم المرابطين الصابرين, وان يتقبل الله شهداءكم في الجنة ولكم الفخر كله والاعتزاز, ولكم كل المحبة والتقدير والاحترام من الشعب الفلسطيني الذي يرفض الاحتلال والظلم0
اللهم ارحم شهداء أسطول الحرية, وانعم بالشفاء العاجل للجرحى, والحرية للأسرى, وكل التحية والتقدير لمن ساهم في مساعدة الشعب الفلسطيني,وقدم يد العون والمساعدة لشعبنا ويساهم في رفع الحصار عنه0