هل مهدت زيارة شعث لغزة الطريق للمصالحة؟؟
بقلم الكاتب/ عزام الحملاوي
لااحد يستطيع ان ينكر أن من أولويات الشعب الفلسطيني وقيادته انجاز المصالحة الوطنية, لأنها طريق تحقيق الاستقلال الوطني,وتحقيق طموحات شعبنا الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف0 لكن في ظل الانقسام الحالي, والمأزق الذي وصلنا اليه في عدم انجاز اى شئ, فقد آن الأوان لترتيب بيتنا الداخلي وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة التنظيمية,وهذا لايمكن ان يتم إلا من خلال انجاز المصالحة وانهاء حالة الانقسام من خلال التوقيع على وثيقة المصالحة المصرية, والتي تعتبر المدخل الرئيسي لانهاء الانقسام الذي أصبح هدف الشعب الفلسطيني في جناحي الوطن, ولأنها ستقودنا الى استعادة الوحدة, وعودة غزة الى الشرعية, واعادة الاعتبار للمشروع الوطني 0من هنا كانت زيارة د. نبيل شعت الى غزة , والتي نتمنى ان تكون زيارة مصالحة وليست محاصصة حيث تم استقباله من قبل الشعب والقيادات الفلسطينية وعلى رأسها قيادة حماس . لقد كانت لهذه الزيارة ردود فعل شعبية وحزبية, تدل على حاجة الشعب الفلسطيني الى انهاء الانقسام والبدء بالمصالحة. ان هذه الزيارة وضعت رؤية جديدة للتعامل مع حماس من أجل دفع عجلة المصالحة للأمام ,ونجحت في كسر الحواجز النفسية بين الحركتين, وهذا ربما يدفع بقيادات فتحاوية للقدوم الى غزة لزرع الثقة والتعجيل بالمصالحة, ومن هنا نطالب بتكرار مثل هذه الزيارات لأنها ستعيد الثقة والاعتبار لعلاقاتنا الفصائلية, وستساعد على تجاوز الجراح ونجاح عملية المصالحة . ان استقبال حركة حماس د0 شعت أعطى الكثير من الإشارات الايجابية والمهمة لبدء صفحة جديدة في العلاقة بين الحركتين, وهذا يتطلب جهدا من اللجنة التي تم تشكيلها لمتابعة ذلك لتذليل العقبات وانهاء الانقسام . ان استجابة حماس لمطالب شعت, ساعدت على إنجاح الزيارة, ويمكن ان يمهدا الطريق للمصالحة رغم ظهور بعض الأصوات المعارضة. ان المصالحة باتت قريبة من خلال الأفكار التي حملها د. نبيل لمناقشتها مع القيادة الفلسطينية والمصرية, في محاولة لتذليل العقبات التي تواجهها. ان زيارة شعت الى غزة أدخلت الفرحة على قلب الشعب الفلسطيني, وخاصة بعد تصريح الحية حيث قال: بأن جلسة الحوار جاءت في إطار الأخوة والمسؤولية, لقد تحدثنا في كل المواضيع بكل محبة وصدق, ونحن نؤمن معا بضرورة انهاء الانقسام والعودة الى الوحدة من خلال المصالحة الوطنية والشراكة . ان آفاق المصالحة لم تعد بعيدة, وعلى القيادات الفلسطينية تحقيق رغبة الشعب في الوصول إليها, واعادة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الفلسطينى0 وما يشير أيضا على أن الطريق أصبحت ممهدة للمصالحة, اللقاءات التي عقدت مع قادة حماس والفصائل والمستقلين, كانت ذات معاني عميقة, وصاحبها تصريحات توحي بجدية وإيجابية هذه اللقاءات لأنه تم نقاش ملاحظات حماس على الورقة المصرية أمام الجميع, وتأكدوا أن جميع الملاحظات تم الاتفاق عليها في القاهرة, وهذا ربما يسهل توقيع ورقة المصالحة . والآن مطلوب من حماس القيام بمبادرة تساعد على تقدم الأمور للوصول الى المصالحة. ان جهود د0شعت جاءت مكملة لجهود عربية بذلت وتبذل من أجل انهاء الانقسام, فهناك جهود ليبية بالتنسيق مع مصر, بالإضافة الى لقاءات ليبية أجريت مع كل من فتح وحماس لانجاز المصالحة قبل عقد القمة العربية المقبلة في ليبيا 0وهناك جهود تبذل من السعودية والكويت لتذليل العقبات وانهاء الانقسام, بالإضافة الى الوعود التي قطعتها حماس على نفسها بعد جولتها العربية. لقد أصبح المناخ مهيئا لانهاء الانقسام بتوقيع كافة الفصائل على ورقة المصالحة المصرية, والشروع بتطبيقها على الأرض تحت إشراف لجنة عربية مراعية ملاحظات الفصائل بما فيها حماس . ان انهاء الانقسام قبل عقد القمة العربية المقبلة سيعزز من مكانة القضية الفلسطينية في العالم العربي, وسيسهل عملية الدعم المطلوب لها, وفي مقدمته الدعم السياسي والاقتصادي واعمار غزة, أما استمرار حالة الانقسام فسيعمل على غياب الدور العربي عن القضية الفلسطينية. ان الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة ينتظر من قادته اتخاذ خطوت عملية حتى يكونوا على مستوى التحدي والمسئولية, لأنه لم يعد بالإمكان الاحتمال أكثر من ذلك, فهل سيكونوا على مستوى المسئولية ؟؟؟أم سيكون هناك تلاعب مرة أخرى ويبقى الوضع على ماهو, وعلى المتضرر ان يلجا للقضاء؟؟؟