الانتماء والإخلاص وحب الوطن
بقلم الكاتب/عزام الحملاوى
يعتبر الانتماء و الإخلاص للوطن جزء من الإيمان, وهما من اسمي أشكال المواطنة الشريفة,والمواطنة والولاء للوطن مفهوم لايتعارض مع المفهوم الديني بل يتفق معه ومطلوب شرعا, ومن ليس له انتماء لوطنه فلن يدافع عنه ولا عن إخوانه المؤ منين, ويتمثل الانتماء والإخلاص في رفض الحزبية المقيتة, والولاء للأفراد والانطلاق للعمل من مبدأ أن الانتماء والإخلاص للوطن ليس شعارا بل قيما وأخلاقا وسلوكا وعملا, يتصف به كل مواطن حر وشريف, فلن تصطلح أحوالنا وتسير أمورنا مالم يكن انتماؤنا وولاؤنا لله ثم الوطن0 ولعل الإحساس المتمثل بحب الوطن وصدق الانتماء إليه, يجعل المواطن الذي يحمل قلبا مملوءا بالمشاعر الوطنية الصادقة, يضحي في سبيل وطنه بروحه وكل مايملك ,ويدافع عن همومه ومشاكله وثوابته وانجازاته, ويقف سدا منيعا في وجه كل من تسول له نفسه من محاولة المساس به 0 لكن ما نلاحظه اليوم بكل أسف وحسرة, ان الولاء للوطن بالمفهوم العميق الشامل قد وصل إلى مرحلة تثير الخوف على الوطن ومستقبله, وان الانتماء وصل إلى مرحلة تنذر بالخطر, وان الإحساس بالمسؤولية الوطنية إزاء المحافظة على المقدسات والثوابت والقيم الدينية والمبادئ الوطنية قد وصلت إلى درجة الهزال, مما يساعد على زيادة تمزق النسيج الوطني والذي قد يؤدى إلى ضياع الهوية الوطنية, لذلك فمن يقف في الموقف المعادى للوحدة ,أو يتظاهر بالتأييد ولكنه يناور وينافق ويخادع لانصيب له من الوطنية والوطن ولا يستحق المواطنة0 إن نعم وأفضال فلسطيننا الحبيبة علينا كثيرة رغم الصعوبات التي تواجهنا في حياتنا, فتظل كقلب الإنسان النابض, خاصة وأننا قدمنا عشرات الآلاف من الشهداء والأسري والجرحى من اجل انجاز حريتنا , وإقامة دولتنا للعيش فيها بحرية وأمان وسلام علي ترابها الطاهر, نستنشق نسيمها العليل, ونعيش من خيرات أرضها, ونتفيأ بظلالها, فهي فلسطين بلد الأبطال والثوار, بلد العزة والكرامة والحضارة, وطن الإسراء والمعراج وارض الرباط , وطن الجرحى والشهداء والأسرى الذين هم أوسمة علي صدورنا, فهم القدوة الحسنة لتجسيدهم الرائع لمبدأ التضحية والفداء للشعب والقضية, والولاء والإخلاص للوطن في أحلك وأصعب الظروف, وهم الذين مازلنا نستلهم منهم الدروس والحكمة والشجاعة في كيفية الحب والانتماء للوطن, والاستشهاد في سبيل حمايته وحماية ثوابته ومنجزاته التي حققها شعبنا منذ انطلاقة ثورته وحتى اليوم .إن ماحدث من انقسام وخلاف وتجاذبات سياسية لاتعني نهاية المطاف, أوان كل ماتم انجازه قد انتهي, إن وطننا وقضيتنا مرت بأحداث ومشاكل اكبر وأكثر تعقيدا مما يجري اليوم علي الساحة الداخلية, ولكن بإرادة الشعب وقادته الأحرار كانت كل الخلافات تزول وتنتهي, ويبقى الوطن وسيبقى, وسيلقى بكل من يحاول طمس شعبه وقضيته إلى مزابل التاريخ, وسيظل الوطن شامخا كالجبال, رافعا هامته إلي عنان السماء, وعلمه خفاقا فوق رؤوس الأذناب الذين لاتهمهم إلا مصالحهم الخاصة متناسين ان هناك شعب وقضية,ولان كل ماسمعناه وماتعلمناه من أعمال وكلمات وخطابات ثورية موروثة ومأخوذة من قيمنا وأهدافنا ومبادئنا الثابتة النابعة من مدي حبنا العميق وولائنا لهذا الوطن0لهذا فإن الإخلاص والانتماء وحب الوطن, يفرض علينا المحافظة علي الثوابت والمنجزات والمكاسب التي حققناها, وخاصة الوحدة الوطنية, وتماسك النسيج الاجتماعي, وان نعمل لمصلحة قضيتنا وشعبنا كل في مجال عمله, ولنكن دوما فوق كل اعتبار متجردين من الأنانية والنظرة الحزبية الضيقة , لأن البحث عن المصلحة الشخصية أو المصلحة التنظيمية الضيقة ستكون دمارا علي الوطن والقضية . أن ماتشهده الساحة الفلسطينية اليوم من انقسام وتآمر علي وطننا وقضيتنا وشعبنا ووحدتنا,يفرض علينا أن نكون واضحين ومنتمين في ولائنا لله ثم الوطن فقط, وإخلاصنا له في تقديم المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة, وان يسعى الجميع علي إنهاء هذا الانقسام, وتحقيق الوحدة والدفاع عن الوطن ومقدراته ومكتسباته وشعبه, لان هذا الانقسام اثر على شعبنا وقضيتنا, وزاد من أطماع الصهاينة في مصادرتهم للاراضى, وبناء المستوطنات ,وتهويد القدس, والاعتداء على أبناء شعبنا, وعلينا ان لاننسى تعليم أبناؤنا أهمية وقيمة هذا الوطن الحبيب, وان لاشي اكبر ولا اغلي ولااجمل منه, وان الوحدة الوطنية هي من الثوابت التي يجب عدم تجاوزها أو العبث بها, وانه لايمكن الاختلاف علي مبدأ الإخلاص وحب الوطن والوحدة, ويجب عدم تركه للاجتهادات الخاصة والأجندات الخارجية0