مسامير وأزاهير ( 80 ) ... لقاء أخوي ضم أربعة من أبناء الشتات في عمـّـان!!!.
لم تمض على زيارتي للأردن الشقيق وتواجدي على أرض العروبة والضيافة والعطاء غير ساعات قلائل ... إلا وانهالت علي مكالمات لأحبة كرام تربطني بهم إما أواصر القربى والعشيرة مرحبة بمقدمي ، أو أواصر الكلمة الصادقة والهدف النبيل السامي ترحب تارة وتدعونني تارة أخرى لسرعة اللقاء تأصيراً وتعضيداً لعلاقة ابتدأت في مواقع الشبكة العنكبوتية التي جمعتنا بهم يوماً من خلال ما ننشره من مقالات تحدثت في الهم الفلسطيني وأشجانه، فكان أن اتفقنا على اللقاء في دار أكبرنا سناً ومقاماً ... دار أبي سمرة المقدسي العامرة رعاه الله وأطال بعمره.
ربما لم ألتق من قبل إلا مرة واحدة بزميلي وأخي الساطور الفتحاوي العتيد والعنيد ( منذر إرشيد ) ذي الكتابات الجريئة والحادة في الشأن الفتحاوي خاصة والفلسطيني الوطني عامة حيث تم اللقاء العائلي بيننا قبل سنة تقريباً وفي دمشق وأثناء زيارتنا الصيفية المعتادة لتلك العاصمة العربية الكريمة والمعطاءة ، إلا أنني حقيقة كنت بأشد الشوق واللهفة للتعرف عن كثب على زميليّ مواقع الشبكة العنكبوتية الكريمين ( أبي سمرة المقدسي ) و ( عاطف الكيلاني ) اللذين شُغـِفـْت بكتاباتهما وما كانا يطرحانه من إرهاص فكري رائع يخدم قضيتنا تضمنتها مقالات لهما كانت تنشر في واحة دنيا الوطن الغراء وحيث كان لقاء تعارفنا الأول.
وبرغم اختلاف مشاربنا بين فتحاوي ويساري ومستقل ... إلا أننا قد التقينا بعمان لأننا كنا ندرك بأن ما يجمعنا حقيقة كان الهمَ الفلسطيني ، ولأننا كنا قد أيقنا تماماً وما دفعنا للكتابة بأننا أبناء قضية واحدة مشتركة ، فتنادينا للقاء الودي الأخوي العفوي بدافع حب فلسطين وهاجس ما مر بها من مسلسل أحداث وما تتعرض له من مؤامرة مستمرة معروفة الأهداف والغايات...
فكان أن جلس ( الفتحاوي الأصيل ) ذو الجذور الفلسطينية الوطنية الأصيلة هاشاً وجهه باشاً محياه لمن حضر اللقاء العفوي وراح يحدثهم عن تداعيات وأسباب ما يحدث وكيف السبيل للارتقاء والتعالي على الجراح ، وكان أن فتح ( اليساريّ ) ذو الجذور الوطنية الأصيلة الفلسطينية قلبه الطيب ليبث لمن حضر جمع الأحبة ذاك أشجانه وهواجسه ومخاوفه مما حدث في مشهدنا ومما سيحدث مستقبلاً إن لم يتناد الجميع وتتظافر جهودهم لوقف انهيار المشهد الفلسطيني وازدياد تشرذمه، وكذا كان ( المستقل ) منا ذو الامتدادات الفلسطينية الوطنية العريقة حين أدلى بدلوه معقباً ومضيفاً ومصححاً ليخرج الجميع تماماً ودونما استثناء بنفس قناعاتهم التي أتوا بها والتي تتلخص :
1. بحتمية التقاء وتحاور كافة المشارب والانتماءات للمشهد الفلسطيني في الداخل أو في الشتات.
2. بضرورة الارتقاء للتجاوز على حاجز الخلافات ( المصطنعة الموضوعة ) وغير المنطقية.
3. بأهمية التواصل والتلاقح الفكري الدائم لهذه المشارب والانتماءات المختلفة وصولاً لهدف مركزي أسمى يتمثل بإزالة ما يعيق ترميم مشهدنا الفلسطيني المتهرئ والمؤلم ليعود إلى عافيته وطبيعته التي كان عليها وقبل أن تدخل في قاموسنا مصطلحات سياسية تحدثت عن أضغاث أحلام تمثلت بالتسوية السلمية وخارطة الطريق التي أدخلتنا في دوامة المفاوضات العبثية التي لم نجن منها غير الخراب والدمار وازدياد المغتصبات الصهيونية والتهام الأرض الفلسطينية!!!.
كان لقاءاً معداً مرتباً لشرب فنجان القهوة والسلام وزيادة أواصر التعارف ، فإذا بنا نسحب وعلى حين غرة إلى بساط البحث والتذاكر والنقاش في الأسباب الحقيقية لأزمتنا والغوص في هول مصابنا وكيف آلت للسوء أوضاعنا ...لنخرج بعدها بنتيجة كنا جميعاً مدركين متفقين مسبقاً لأبعادها والتي تتلخص بأن ما بنا من مصائب وما حط على رؤوسنا من ويلات الشقاق والفرقة إنما كان سببها الطبيعي والمنطقي يكمن في التشرذم الفكري الحاد ( غير البناء ) نتيجة غلبة لهجة المصالح لدى ( البعض ) من قادة وأولي أمر فلسطين والتي أدخلتنا جميعاً دونما استثناء في متاهات الصراع الفكري والايدولوجي دون أن يعيروا بالاً لضرورة تحجيمها أولاً ، ولم يفطنوا إلى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ثانياً ، ولم يدركوا أبعاد وتداعيات ما يجري لنا ثالثاً ، ولم يضعوا في حسبانهم بأن انعكاسات ضعفنا وترهلنا وانقساماتنا إنما كانت تصب أولاً وأخيراً في صالح عدونا وتزيده قوة ومنعة وغطرسة وعناداً واستمراراً في نهجه التعسفي ... أخيراً!!.
كنا مدركين تماماً ... وقد زدنا يقيناً وإيماناً ... بأن ما بنا من مصائب وويلات إنما علاجها ودواؤها يكمن بنبذ التشرذم الفكري ( المصطنع ) وإلغاء ( النغمة ) الفصائلية النشاز التي باتت تطغى هذه الأيام وتردد على ألسنة البعض مما يربك ( اللحن ) الوطني الشمولي الرائع ويجعل من سماعه وفهم وإدراك أبعاده وامتداداته الضاربة في عمق تاريخنا وإرثنا ومجدنا الحضاري العريق أمراً صعب المنال!!.
كنا مدركين تماماً ... وقد زدنا يقيناً وإيماناً ... بأن تلك النغمة الفصائلية ( التي شوهت تردداتها عن عمد وبفعل منظم لتخدم تطلعات العدو ) كان يمكن أن تكون عامل قوة ومنعة وتوحد لمشهدنا بشكل يدخل الرعب في قلوب أعدائنا ويجبرهم على إعادة النظر في مواقفهم وممارساتهم اليومية ، في وقت تشتت الهاجس الوطني وارتبك عطاؤه وتعطل بفعل تلك النغمة التي صارت عامل تفتت وانقسام وشرذمة بسبب قلة وعي البعض أولاً ولمصالح ذاتية ثانياً فاستطاع العدو أن يستثمر الحالة تلك في تمرير أجندته وترسيخ أقدامه ومد جذوره في عمق تراب وطننا وأمام أعيننا!!.
لقاؤنا الفكري العفوي قد أثمر رغم بساطته فجاء دليلاً ساطعاً يصفع أفواه وجباه من تخندق في خندق الفصائلية البغيض والمتقوقعين خلف مكاسبهم الدنيوية ومطامعهم الذاتية.
لقاؤنا الفكري العفوي قد رفع صوته عالياً ليسمع الجميع بأن لقاء الجميع ممكن ويسير إن خلصت النوايا وركنت المصالح و ( الارتباطات والتفاهمات ).
لقاؤنا الفكري العفوي هذا قد برهن تماماً بأن الاختلاف لا ولن يفسد للود قضية ، ما دامت السرائر نقية ، وما دام الحس الوطني يطغى ( لحنه ) على كل ( نغمات ) أجندات المصالح والمكاسب الشخصية!!.
ختاماً أقول ...
كانت رسالة مني واضحة المعالم جلية الغايات والأهداف سعيت أن أوصلها ولكل امرئ ما سعى ... فلمن لم يع مغزى ما كتبت وأدليت به فإنني مضطر غير آسف بالمرة لأن أردد على مسامعه ما قاله الإمام علي بن أبي طالب ( كرّم الله وجهه ) : ما جادلتُ عالِماً إلاّ غلبتُه.... وَمَا جَادَلنيْ جاهلٌ إلاّ غَلَبَنِي.
ولأنني واثق تماماً بأن لكل كلمة أذناً تصيخ وتتعظ ، ولسلاسة ووضوح وصدق نوايا ما كتبت ، فإن كانت أذن ( هؤلاء ) ليست لكلماتي ، فلن أعير بالاً ولن أقيم وزناً لمن يتهمني بعدها بالغموض رغم وضوح وصدق وشفافية ما أدليت به وما دعوت إليه!!.
سماك العبوشي
simakali@yahoo.com
29 حزيران 2009
لم تمض على زيارتي للأردن الشقيق وتواجدي على أرض العروبة والضيافة والعطاء غير ساعات قلائل ... إلا وانهالت علي مكالمات لأحبة كرام تربطني بهم إما أواصر القربى والعشيرة مرحبة بمقدمي ، أو أواصر الكلمة الصادقة والهدف النبيل السامي ترحب تارة وتدعونني تارة أخرى لسرعة اللقاء تأصيراً وتعضيداً لعلاقة ابتدأت في مواقع الشبكة العنكبوتية التي جمعتنا بهم يوماً من خلال ما ننشره من مقالات تحدثت في الهم الفلسطيني وأشجانه، فكان أن اتفقنا على اللقاء في دار أكبرنا سناً ومقاماً ... دار أبي سمرة المقدسي العامرة رعاه الله وأطال بعمره.
ربما لم ألتق من قبل إلا مرة واحدة بزميلي وأخي الساطور الفتحاوي العتيد والعنيد ( منذر إرشيد ) ذي الكتابات الجريئة والحادة في الشأن الفتحاوي خاصة والفلسطيني الوطني عامة حيث تم اللقاء العائلي بيننا قبل سنة تقريباً وفي دمشق وأثناء زيارتنا الصيفية المعتادة لتلك العاصمة العربية الكريمة والمعطاءة ، إلا أنني حقيقة كنت بأشد الشوق واللهفة للتعرف عن كثب على زميليّ مواقع الشبكة العنكبوتية الكريمين ( أبي سمرة المقدسي ) و ( عاطف الكيلاني ) اللذين شُغـِفـْت بكتاباتهما وما كانا يطرحانه من إرهاص فكري رائع يخدم قضيتنا تضمنتها مقالات لهما كانت تنشر في واحة دنيا الوطن الغراء وحيث كان لقاء تعارفنا الأول.
وبرغم اختلاف مشاربنا بين فتحاوي ويساري ومستقل ... إلا أننا قد التقينا بعمان لأننا كنا ندرك بأن ما يجمعنا حقيقة كان الهمَ الفلسطيني ، ولأننا كنا قد أيقنا تماماً وما دفعنا للكتابة بأننا أبناء قضية واحدة مشتركة ، فتنادينا للقاء الودي الأخوي العفوي بدافع حب فلسطين وهاجس ما مر بها من مسلسل أحداث وما تتعرض له من مؤامرة مستمرة معروفة الأهداف والغايات...
فكان أن جلس ( الفتحاوي الأصيل ) ذو الجذور الفلسطينية الوطنية الأصيلة هاشاً وجهه باشاً محياه لمن حضر اللقاء العفوي وراح يحدثهم عن تداعيات وأسباب ما يحدث وكيف السبيل للارتقاء والتعالي على الجراح ، وكان أن فتح ( اليساريّ ) ذو الجذور الوطنية الأصيلة الفلسطينية قلبه الطيب ليبث لمن حضر جمع الأحبة ذاك أشجانه وهواجسه ومخاوفه مما حدث في مشهدنا ومما سيحدث مستقبلاً إن لم يتناد الجميع وتتظافر جهودهم لوقف انهيار المشهد الفلسطيني وازدياد تشرذمه، وكذا كان ( المستقل ) منا ذو الامتدادات الفلسطينية الوطنية العريقة حين أدلى بدلوه معقباً ومضيفاً ومصححاً ليخرج الجميع تماماً ودونما استثناء بنفس قناعاتهم التي أتوا بها والتي تتلخص :
1. بحتمية التقاء وتحاور كافة المشارب والانتماءات للمشهد الفلسطيني في الداخل أو في الشتات.
2. بضرورة الارتقاء للتجاوز على حاجز الخلافات ( المصطنعة الموضوعة ) وغير المنطقية.
3. بأهمية التواصل والتلاقح الفكري الدائم لهذه المشارب والانتماءات المختلفة وصولاً لهدف مركزي أسمى يتمثل بإزالة ما يعيق ترميم مشهدنا الفلسطيني المتهرئ والمؤلم ليعود إلى عافيته وطبيعته التي كان عليها وقبل أن تدخل في قاموسنا مصطلحات سياسية تحدثت عن أضغاث أحلام تمثلت بالتسوية السلمية وخارطة الطريق التي أدخلتنا في دوامة المفاوضات العبثية التي لم نجن منها غير الخراب والدمار وازدياد المغتصبات الصهيونية والتهام الأرض الفلسطينية!!!.
كان لقاءاً معداً مرتباً لشرب فنجان القهوة والسلام وزيادة أواصر التعارف ، فإذا بنا نسحب وعلى حين غرة إلى بساط البحث والتذاكر والنقاش في الأسباب الحقيقية لأزمتنا والغوص في هول مصابنا وكيف آلت للسوء أوضاعنا ...لنخرج بعدها بنتيجة كنا جميعاً مدركين متفقين مسبقاً لأبعادها والتي تتلخص بأن ما بنا من مصائب وما حط على رؤوسنا من ويلات الشقاق والفرقة إنما كان سببها الطبيعي والمنطقي يكمن في التشرذم الفكري الحاد ( غير البناء ) نتيجة غلبة لهجة المصالح لدى ( البعض ) من قادة وأولي أمر فلسطين والتي أدخلتنا جميعاً دونما استثناء في متاهات الصراع الفكري والايدولوجي دون أن يعيروا بالاً لضرورة تحجيمها أولاً ، ولم يفطنوا إلى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ثانياً ، ولم يدركوا أبعاد وتداعيات ما يجري لنا ثالثاً ، ولم يضعوا في حسبانهم بأن انعكاسات ضعفنا وترهلنا وانقساماتنا إنما كانت تصب أولاً وأخيراً في صالح عدونا وتزيده قوة ومنعة وغطرسة وعناداً واستمراراً في نهجه التعسفي ... أخيراً!!.
كنا مدركين تماماً ... وقد زدنا يقيناً وإيماناً ... بأن ما بنا من مصائب وويلات إنما علاجها ودواؤها يكمن بنبذ التشرذم الفكري ( المصطنع ) وإلغاء ( النغمة ) الفصائلية النشاز التي باتت تطغى هذه الأيام وتردد على ألسنة البعض مما يربك ( اللحن ) الوطني الشمولي الرائع ويجعل من سماعه وفهم وإدراك أبعاده وامتداداته الضاربة في عمق تاريخنا وإرثنا ومجدنا الحضاري العريق أمراً صعب المنال!!.
كنا مدركين تماماً ... وقد زدنا يقيناً وإيماناً ... بأن تلك النغمة الفصائلية ( التي شوهت تردداتها عن عمد وبفعل منظم لتخدم تطلعات العدو ) كان يمكن أن تكون عامل قوة ومنعة وتوحد لمشهدنا بشكل يدخل الرعب في قلوب أعدائنا ويجبرهم على إعادة النظر في مواقفهم وممارساتهم اليومية ، في وقت تشتت الهاجس الوطني وارتبك عطاؤه وتعطل بفعل تلك النغمة التي صارت عامل تفتت وانقسام وشرذمة بسبب قلة وعي البعض أولاً ولمصالح ذاتية ثانياً فاستطاع العدو أن يستثمر الحالة تلك في تمرير أجندته وترسيخ أقدامه ومد جذوره في عمق تراب وطننا وأمام أعيننا!!.
لقاؤنا الفكري العفوي قد أثمر رغم بساطته فجاء دليلاً ساطعاً يصفع أفواه وجباه من تخندق في خندق الفصائلية البغيض والمتقوقعين خلف مكاسبهم الدنيوية ومطامعهم الذاتية.
لقاؤنا الفكري العفوي قد رفع صوته عالياً ليسمع الجميع بأن لقاء الجميع ممكن ويسير إن خلصت النوايا وركنت المصالح و ( الارتباطات والتفاهمات ).
لقاؤنا الفكري العفوي هذا قد برهن تماماً بأن الاختلاف لا ولن يفسد للود قضية ، ما دامت السرائر نقية ، وما دام الحس الوطني يطغى ( لحنه ) على كل ( نغمات ) أجندات المصالح والمكاسب الشخصية!!.
ختاماً أقول ...
كانت رسالة مني واضحة المعالم جلية الغايات والأهداف سعيت أن أوصلها ولكل امرئ ما سعى ... فلمن لم يع مغزى ما كتبت وأدليت به فإنني مضطر غير آسف بالمرة لأن أردد على مسامعه ما قاله الإمام علي بن أبي طالب ( كرّم الله وجهه ) : ما جادلتُ عالِماً إلاّ غلبتُه.... وَمَا جَادَلنيْ جاهلٌ إلاّ غَلَبَنِي.
ولأنني واثق تماماً بأن لكل كلمة أذناً تصيخ وتتعظ ، ولسلاسة ووضوح وصدق نوايا ما كتبت ، فإن كانت أذن ( هؤلاء ) ليست لكلماتي ، فلن أعير بالاً ولن أقيم وزناً لمن يتهمني بعدها بالغموض رغم وضوح وصدق وشفافية ما أدليت به وما دعوت إليه!!.
سماك العبوشي
simakali@yahoo.com
29 حزيران 2009