كان اسمها فلسطين صارت تسمى فلسطين
بقلم: امينة عودة
لا زال أسياد بن غريون، منذ مؤتمر بازل حتى اللحظة، منغمسون في تسويق فكرة الدولة اليهودية، وتثبيتها، ليس لخفة عقل، إنما، لتحقيق برنامج الحركة الصهيونية الاستعماري، الداعي لإقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين، الذي أحرز تقدما، نظرا للدعم اللامحدود من قوى الشر في العالم، ومناورات الحلول تطرح ما بين فينة وأخرى لمنح إسرائيل فرص الاستفادة من عامل الوقت، ابتزاز لم يشهد التاريخ لمثله من قبل، بفرض سيطرة شاملة على ارض فلسطين.
بقرار من الأمم المتحدة أقيمت دولة إسرائيل على ما يقارب الـ 56% من أراضي فلسطين التاريخية، وكان لقرار التقسيم شقين إقامة دولة فلسطين، وبجهد رفيع المستوى من الحلفاء في حينه، لم يتسنى للشعب الفلسطيني أن تقام دولته ولو على شبر من أرضه، منذ ذلك الحين، سوى ما تمكن منه القائد المرحوم أبو عمار، من إعلان لوثيقة الاستقلال في الجزائر عام 1988، وبقي حالنا حتى اللحظة يراوح مكانه، لم يشهد تطورات جوهرية ذات علاقة بقرار الأمم المتحدة، ما قدم من فتات لنا من قبل المجتمع الدولي، سوى فتات بالسماح لنا بإقامة سلطة فلسطينية على A، وبصلاحيات محدودة في قسم B، وما أطلق عليه C، بمعنى خدمات مدنية، ساهمت في إخلاء طرف إسرائيل من بعض مسؤولياتها كدولة محتلة، وتواصل مصادرة هذه الشرعية المنقوصة المكبلة، وفقا للأجندة الإسرائيلية المتحركة وعلى رأسها الأمنية!
عودة إلى القرار التاريخي الظالم، الأحادي التطبيق، أقيمت دولة إسرائيل، واحتل ما تبقى من الأراضي الفلسطينية منذ أربعين عاما بحجة "الإرهاب الفلسطيني" مع نفي قاطع أن الفلسطينيين أصحاب حق، هذه الخدعة الواهية للرأي العام العالمي والإسرائيلي، و لازال الرفض بالانسحاب من أراضي عام 1967 ساريا، لأغراض استعمارية بحتة، وذرائع كاذبة ذات العلاقة بالخطر الذي يداهم إسرائيل!!! من الشرق. وطرزت ارض فلسطين، بالمستوطنات والجدران والحواجز المتحركة والثابتة وقامت بعملية فصل ما بين القدس والضفة وما بين الضفة غزة وما بين مدن وقرى الضفة الغربية، إلى جانب، والطرق الالتفافية الغير شرعية والمناهضة لقرارات الأمم المتحدة، وأعلنت حكومة إسرائيل ضمها للقدس في عام 1967، وفي اب 1980 وتحديا لموقف الأسرة الدولية أقرت الكنيست الإسرائيلية قانونا أساسيا أعلن فيه أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، عدا عن ما ارتكب من مخالفات جسيمة لا تعد ولا تحصى، أدت إلى خسائر فادحة ألمت بالشعب الفلسطيني من مجازر وهدم وزج في السجون وقتل وخلع وإبعاد ووو.
وها هي صيغ الحلول تشهد تراجعا، وإجراء المفاوضات التي لم تسهم بتقدم يذكر، أصبحت بشروط تقسم الظهر، للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا بد من الإشارة هنا إلى انه، منذ العام1970، منذ مشروع وليم روجرز، السيئ الصيت، اقترح العشرات من المشاريع، والتي آخذ سقفها بالتراجع، ويسعى الفلسطينيون لتسويق برنامجهم الوطني، والاهم في الموضوع، كما يقول المثل لا تحني ظهرك؟؟ وترفض المدللة إسرائيل ما صدر عن المجتمع الدولي، وصمت عيونها وأذانها، أمام القرارات التي تؤكد بأن جميع ما تقوم به إسرائيل من إجراءات على الأرض غير قانوني وغير شرعي، وأدارت إسرائيل ظهرها، لتؤكد في كل مناسبة ان ما يجري قانوني 100%، علما بأن الأغراض واضحة للقاصي والداني، استعمارية توسعية، للسيطرة على كامل فلسطين من البحر إلى النهر، في حين اتهم الفلسطينيون ولا زالوا بالإرهاب والتطرف للمطالبة بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وكان الشاعر المصري العظيم احمد شوقي قد أصاب كبد الحقيقة حين قال " أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس".
لذلك، من الضروري والواجب الوطني والأخلاقي متابعة ما تقوم به إسرائيل من إجراءات على ارض الواقع بخلق وقائع جديدة ووضعه في ميزان رسائلها ووسائلها الإعلامية المضللة الموجهة لقوى الخيارات الاستراتيجية للمبادرات السلمية التي أبت التنازل عنها.. فتبرير سياسة الاستيطان المتبعة حينا بدواع أمنية وأحيانا التطور والنمو الطبيعي للمستوطنات وفي الجوهر كحق ديني وتاريخي، وكان قد أعلن حزب العمل في العام 1977 أن المستوطنات تمثل ركيزة أساسية لقوة إسرائيل، وطالب حزب الليكود بإقامة المستوطنات في "جميع أراضي إسرائيل"..!!
نعم مصرون على يهودية الدولة، لما لا لفلسطنة الدولة، نظرا لوجود قرار تاريخي يحمل رقم 194 يؤكد حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه، وبالتالي تنفيذه، يعيد الكرة للملعب، بإعادة صياغة العامل الديمغرافي، فالسماح فقط للعودة للضفة الغربية أمر ماكر، لا يستساغ، فلما لا يعود الناس لأراضيهم وموطنهم، وبما أن العودة مشروطة، سيكون سجل استثماري واستفزازي، وإذا ما انطلقنا من نفس النقطة، ستثمر العودة لفلسطين التاريخية مع قضمة ومن أقام وأفنى حياته في وطنه يعطيه العافية، قد يكون لازما علينا أن نحضر أنفسنا لنظام اقل تمييزا يضع للعدالة حيزا أوفر، يبقى السؤال مطروحا؟ شاء من شاء وآبى من آبى كما ردد القائد الرمز رحمه الله، يجب إعادة وقولبة الحياة والدخول في عملية عصف فكري، نحن لا نعيش في إطار شراكة حقيقة فالناس ليسوا بوقود، بل علينا أن نعيش في وطننا ومن حقنا أن نقود السفينة معا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ونختتم قولنا ولنتوكل على الله، ونعود، لنذكر بشاعرنا العظيم محمود درويش حين قال،
على هذه الأرض ما يستحق الحياة
على هذه الأرض سيدة الأرض
أم البدايات
أم النهايات
كانت تسمى فلسطين
صارت تسمى فلسطين
سيدتي: أستحق .. لأنك سيدتي .. أستحق الحياة
الكاتبة: امينة عودة
صحفية فلسطينية
على هذه الأرض ما يستحق الحياة
على هذه الأرض سيدة الأرض
أم البدايات
أم النهايات
كانت تسمى فلسطين
صارت تسمى فلسطين
سيدتي: أستحق .. لأنك سيدتي .. أستحق الحياة
الكاتبة: امينة عودة
صحفية فلسطينية