مسامير وأزاهير ( 66 ) ... لتستقم أمورنا قبل أن نلعن زماننا !!!.
لطالما اتصفت كتاباتي بالنظرة السوداوية تجاه تداعيات وتطورات الأحداث المحيطة بنا ، والتي كانت تعبر عما يختلج في قرارة نفسي من إحباط نتيجة لما نتسربل فيه من هوان وضعف وخنوع أصاب أمتنا العربية في صميمها بدءاً من الرأس حيث قيادة الأنظمة العربية التي اعتادت على طأطأة الرأس وإغماض العينين وتمرير ما يمكن تمريره والقبول بفتات خبز الموائد ، نزولاً حتى قاعدتها المنقادة والأسيرة والتي تمثل الأغلبية الصامتة وما يعتريها من وجوم أصابها وذهول اعتراها فما عادت تحرك ساكناً فوقعت في حيص بيص من أمرها، ولعل خير دليل أجده مناسباً كي أسوقه كحجة وبرهان لإحباطي ويأسي هو ارتفاع أسهم عدونا الصهيوني في المحافل الدولية والدوائر الغربية وأصحاب القرار فيها من جانب ، وسعي أنظمتنا حثيثاً نحو التنازل المستمر عن حقوق شعبنا الفلسطيني والتي كان آخرها تمسكهم بالمبادرة العربية والتي تمثل الحد الأدنى من مطالبنا وحقوقنا الشرعية والتاريخية والتي ورغم ذاك فقد رفضها الكيان الصهيوني حتى هذه اللحظة لا لشيء إلا لآنه يدرك أن في جعبة قادة أنظمتنا المزيد من التنازلات !!، لكنني سأخرج هذه المرة من ثوب التشاؤم هذا وأتزيا بزي وردي آخر لأعلن على الملأ بأنني متفائل ( إلى حد ما ) هذه المرة، لا لشيء إلا لأننا بدأنا نحصد بعض ما زرعه أصحاب المبادئ من صمود وتحد لكل مخططات العدو فأصبحنا نهاجم العدو الصهيوني في عقر دار مسانديه ومريديه ومؤيديه ، ونفند آراءه وقناعاته وقناعات من ( يتشدد له ومعه !!) لنسجل عليه نقاط انتصار، واليكم أسباب ذاك التحول المفاجئ:
أنهم يضيقون ذرعاً حتى إن كان الأمر مقتصراً على مجرد سماع وجهة النظر !!!، ذاك لعمري ما ترسم لي كخلاصة لخبر كان قد نشره موقع إذاعة BBC هذا نصه مقتبساً (( عضو مجلس العموم البريطاني المستقلة كلير شورت وزيرة التنمية الخارجية السابقة في حكومة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والتي استقالت من الحكومة وحزب العمال عام 2003 احتجاجا على غزو العراق واجهت عاصفة سياسية بسبب دعوتها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للتحدث الى عدد من اعضاء مجلس العموم البريطاني مساء الاربعاء عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة السورية دمشق والرد على اسئلة اعضاء مجلس العموم رغم معارضة الحكومتين البريطانية والاسرائيلية.
صحيفة الاندبندنت التي تناولت الموضوع نقلت عن وسائل اعلام اسرائيلية قولها قالت ان السفارة الاسرائيلية في العاصمة البريطانية سعت الى الغاء اللقاء عبر اللجوء الى اعضاء مجلس العموم الموالين لاسرائيل لكن دون ان تنجح. ))... انتهى الاقتباس.
أجل ... فهم يضيقون ذرعاً حتى لمجرد سماع وجهة نظرنا في الأحداث ومعطياتها وأسبابها ، فلقد اعتاد العدو على أن تكون كلمتهم هي المنجزة وصوتهم هو الملعلع دوماً، ودعوني أذكركم أولاً بما قدمه النائب العمالي جورج غالاوي للقضية الفلسطينية بعد أن انشق وابتعد عن توجهات حزبه المؤيدة والمناصرة للعدو الصهيوني وانضم لقافلة الحق ونصرة المظلوم ، ولعلنا لا نزال نذكر حملته الرائعة في نصرة غزة الأخيرة وتسييره لقافلة كبيرة قطعت الفيافي والقفار واستطاع من دخول غزة ، وها هي النائبة المستقلة كلير شورت ( وزيرة التنمية الخارجية السابقة في حكومة توني بلير والتي استقالت من الحكومة وحزب العمال عام 2003 احتجاجاً على غزو العراق ) تلحق بقافلة الحق ونصرة المظلوم، غير أن انشقاق تلك النائبة البريطانية المستقلة لم يكن أمراً ثانوياً يمكن تجاهله من قبل الكيان الصهيوني ومن يسانده في بريطانيا ، بل أشار الخبر آنفاً أنها قد واجهت عاصفة سياسية بسبب دعوتها للسيد خالد مشعل للتحدث إلى عدد من أعضاء مجلس العموم البريطاني عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة دمشق.
قد نجد مسوغاً للكيان الصهيوني وتبريراً له في عاصفته السياسية تلك فيما لو أقدمت السيدة النائبة المبجلة بإمداد حركات المقاومة بالسلاح والعتاد وما يحتاجه أبناء فلسطين من غذاء ودواء ومستلزمات حياة في حدها الأدنى ، ولكن من الغريب جداً أن تأتي تلك العاصفة السياسية الكبيرة من أجل تكميم صوت قائد حركة حماس من الإدلاء بآرائه أمام مجلس العموم البريطاني ومحاورتهم بشفافية ونقل وجهة نظره لهم وللعالم فيما بعد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة!!، فتصوروا بربكم ... عاصفة سياسية هوجاء تقوم من أجل منع محاورة تجري بين رأي لطالما وصف إعلامياً ورسمياً ( بالارهاب الدولي !! ) فإذا بذاك الصوت الذي منع طويلاً راح يحاور في عقر دارهم ... فأي ضعف بات عليه العدو !؟، وأي انتكاسة لسياستهم !؟، وأي هلع تملك الطرف المعادي حين سارع لمنع ذاك الحدث!؟.
لقد أظهر الخبر المنوه عنه آنفاً حقيقة الفشل الذريع الذي أصاب جهود سفارة الكيان الصهيوني في بريطانيا ، والتي مارست الضغوط من أجل منع هذا الحدث فلم تسفر عن نتيجة ولم تؤت أكلها بالمطلق، فأي فرصة ذهبية وأي دليل ذاك الذي ننتظره لنكشف للعالم أجمع بأن العدو الصهيوني ومن يسانده بات يضيق ذرعاً حتى لمجرد قيامنا بالتحاور علناً مع أصحاب التشريع والقرار البريطاني، ثم وي أي أي أ] أي دليل وبرهان أكبر من هذا لنقف على حجم الذعر الذي تلبس تفكير العدو الصهيوني ومن يقف خلفه مسانداً ومؤيداً من احتمال انعكاسات وتأثيرات تلك المناظرة أو المحاورة التلفزيونية المغلقة.
لقد بات العدو الصهيوني يتحسب ويحتاط كثيراً لأي جهد حقيقي يبذل هنا أو هناك تكون من نتائجه فضح سياساته وكشف ممارساته وتدليسه ومكره وكذبه ، فلقد اعتاد العدو على الدوام بفضل شبكة إعلامه الأخطبوطية وفريق عمل تمرن على فنون الكذب والافتراء بأن يكون صاحب الصوت المرتفع في المحافل الدولية ومن ترتفع الأقداح عالياً لتحيته وإكباره فأصيب بالكبر والغطرسة ، لتأتي تلك الدعوة الهادفة لإجراء الحوار المتلفز وعلى بساطته لتخترق خطاً أحمر كان قد وضعه الكيان الصهيوني في سبيل منع تصدع حالة الكـِبر والغطرسة الذي اعتاد العدو عليه ، فأدرك بفطنته أن ذاك الخط الأحمر قد بدأ ينهار ويتلاشى لينكشف أمره جراء فضح ما كان يمارسه يوماً ليبدأ بعدها العدو في مرحلة التراجع والانحسار والاحتقار، وما أبلغ الإمام علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) حين قال في ذاك المقام تحديداً : ( ما وجد أحد في نفسه كبرا ، إلا من مهانة يجدها في نفسه )!!!.
كل ذاك يحدث ... وما زال بعضنا يعيب زماننا لما أجرمنا بحق أنفسنا وما جبلنا عليه!!!.
دعوة مخلصة للعمل الجاد الممنهج المبرمج بدلاً من أن نلعن زماننا ... بعد اليوم!!!.
سماك العبوشي
simakali@yahoo.com
5 مايس 2009
لطالما اتصفت كتاباتي بالنظرة السوداوية تجاه تداعيات وتطورات الأحداث المحيطة بنا ، والتي كانت تعبر عما يختلج في قرارة نفسي من إحباط نتيجة لما نتسربل فيه من هوان وضعف وخنوع أصاب أمتنا العربية في صميمها بدءاً من الرأس حيث قيادة الأنظمة العربية التي اعتادت على طأطأة الرأس وإغماض العينين وتمرير ما يمكن تمريره والقبول بفتات خبز الموائد ، نزولاً حتى قاعدتها المنقادة والأسيرة والتي تمثل الأغلبية الصامتة وما يعتريها من وجوم أصابها وذهول اعتراها فما عادت تحرك ساكناً فوقعت في حيص بيص من أمرها، ولعل خير دليل أجده مناسباً كي أسوقه كحجة وبرهان لإحباطي ويأسي هو ارتفاع أسهم عدونا الصهيوني في المحافل الدولية والدوائر الغربية وأصحاب القرار فيها من جانب ، وسعي أنظمتنا حثيثاً نحو التنازل المستمر عن حقوق شعبنا الفلسطيني والتي كان آخرها تمسكهم بالمبادرة العربية والتي تمثل الحد الأدنى من مطالبنا وحقوقنا الشرعية والتاريخية والتي ورغم ذاك فقد رفضها الكيان الصهيوني حتى هذه اللحظة لا لشيء إلا لآنه يدرك أن في جعبة قادة أنظمتنا المزيد من التنازلات !!، لكنني سأخرج هذه المرة من ثوب التشاؤم هذا وأتزيا بزي وردي آخر لأعلن على الملأ بأنني متفائل ( إلى حد ما ) هذه المرة، لا لشيء إلا لأننا بدأنا نحصد بعض ما زرعه أصحاب المبادئ من صمود وتحد لكل مخططات العدو فأصبحنا نهاجم العدو الصهيوني في عقر دار مسانديه ومريديه ومؤيديه ، ونفند آراءه وقناعاته وقناعات من ( يتشدد له ومعه !!) لنسجل عليه نقاط انتصار، واليكم أسباب ذاك التحول المفاجئ:
أنهم يضيقون ذرعاً حتى إن كان الأمر مقتصراً على مجرد سماع وجهة النظر !!!، ذاك لعمري ما ترسم لي كخلاصة لخبر كان قد نشره موقع إذاعة BBC هذا نصه مقتبساً (( عضو مجلس العموم البريطاني المستقلة كلير شورت وزيرة التنمية الخارجية السابقة في حكومة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والتي استقالت من الحكومة وحزب العمال عام 2003 احتجاجا على غزو العراق واجهت عاصفة سياسية بسبب دعوتها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للتحدث الى عدد من اعضاء مجلس العموم البريطاني مساء الاربعاء عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة السورية دمشق والرد على اسئلة اعضاء مجلس العموم رغم معارضة الحكومتين البريطانية والاسرائيلية.
صحيفة الاندبندنت التي تناولت الموضوع نقلت عن وسائل اعلام اسرائيلية قولها قالت ان السفارة الاسرائيلية في العاصمة البريطانية سعت الى الغاء اللقاء عبر اللجوء الى اعضاء مجلس العموم الموالين لاسرائيل لكن دون ان تنجح. ))... انتهى الاقتباس.
أجل ... فهم يضيقون ذرعاً حتى لمجرد سماع وجهة نظرنا في الأحداث ومعطياتها وأسبابها ، فلقد اعتاد العدو على أن تكون كلمتهم هي المنجزة وصوتهم هو الملعلع دوماً، ودعوني أذكركم أولاً بما قدمه النائب العمالي جورج غالاوي للقضية الفلسطينية بعد أن انشق وابتعد عن توجهات حزبه المؤيدة والمناصرة للعدو الصهيوني وانضم لقافلة الحق ونصرة المظلوم ، ولعلنا لا نزال نذكر حملته الرائعة في نصرة غزة الأخيرة وتسييره لقافلة كبيرة قطعت الفيافي والقفار واستطاع من دخول غزة ، وها هي النائبة المستقلة كلير شورت ( وزيرة التنمية الخارجية السابقة في حكومة توني بلير والتي استقالت من الحكومة وحزب العمال عام 2003 احتجاجاً على غزو العراق ) تلحق بقافلة الحق ونصرة المظلوم، غير أن انشقاق تلك النائبة البريطانية المستقلة لم يكن أمراً ثانوياً يمكن تجاهله من قبل الكيان الصهيوني ومن يسانده في بريطانيا ، بل أشار الخبر آنفاً أنها قد واجهت عاصفة سياسية بسبب دعوتها للسيد خالد مشعل للتحدث إلى عدد من أعضاء مجلس العموم البريطاني عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة دمشق.
قد نجد مسوغاً للكيان الصهيوني وتبريراً له في عاصفته السياسية تلك فيما لو أقدمت السيدة النائبة المبجلة بإمداد حركات المقاومة بالسلاح والعتاد وما يحتاجه أبناء فلسطين من غذاء ودواء ومستلزمات حياة في حدها الأدنى ، ولكن من الغريب جداً أن تأتي تلك العاصفة السياسية الكبيرة من أجل تكميم صوت قائد حركة حماس من الإدلاء بآرائه أمام مجلس العموم البريطاني ومحاورتهم بشفافية ونقل وجهة نظره لهم وللعالم فيما بعد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة!!، فتصوروا بربكم ... عاصفة سياسية هوجاء تقوم من أجل منع محاورة تجري بين رأي لطالما وصف إعلامياً ورسمياً ( بالارهاب الدولي !! ) فإذا بذاك الصوت الذي منع طويلاً راح يحاور في عقر دارهم ... فأي ضعف بات عليه العدو !؟، وأي انتكاسة لسياستهم !؟، وأي هلع تملك الطرف المعادي حين سارع لمنع ذاك الحدث!؟.
لقد أظهر الخبر المنوه عنه آنفاً حقيقة الفشل الذريع الذي أصاب جهود سفارة الكيان الصهيوني في بريطانيا ، والتي مارست الضغوط من أجل منع هذا الحدث فلم تسفر عن نتيجة ولم تؤت أكلها بالمطلق، فأي فرصة ذهبية وأي دليل ذاك الذي ننتظره لنكشف للعالم أجمع بأن العدو الصهيوني ومن يسانده بات يضيق ذرعاً حتى لمجرد قيامنا بالتحاور علناً مع أصحاب التشريع والقرار البريطاني، ثم وي أي أي أ] أي دليل وبرهان أكبر من هذا لنقف على حجم الذعر الذي تلبس تفكير العدو الصهيوني ومن يقف خلفه مسانداً ومؤيداً من احتمال انعكاسات وتأثيرات تلك المناظرة أو المحاورة التلفزيونية المغلقة.
لقد بات العدو الصهيوني يتحسب ويحتاط كثيراً لأي جهد حقيقي يبذل هنا أو هناك تكون من نتائجه فضح سياساته وكشف ممارساته وتدليسه ومكره وكذبه ، فلقد اعتاد العدو على الدوام بفضل شبكة إعلامه الأخطبوطية وفريق عمل تمرن على فنون الكذب والافتراء بأن يكون صاحب الصوت المرتفع في المحافل الدولية ومن ترتفع الأقداح عالياً لتحيته وإكباره فأصيب بالكبر والغطرسة ، لتأتي تلك الدعوة الهادفة لإجراء الحوار المتلفز وعلى بساطته لتخترق خطاً أحمر كان قد وضعه الكيان الصهيوني في سبيل منع تصدع حالة الكـِبر والغطرسة الذي اعتاد العدو عليه ، فأدرك بفطنته أن ذاك الخط الأحمر قد بدأ ينهار ويتلاشى لينكشف أمره جراء فضح ما كان يمارسه يوماً ليبدأ بعدها العدو في مرحلة التراجع والانحسار والاحتقار، وما أبلغ الإمام علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) حين قال في ذاك المقام تحديداً : ( ما وجد أحد في نفسه كبرا ، إلا من مهانة يجدها في نفسه )!!!.
كل ذاك يحدث ... وما زال بعضنا يعيب زماننا لما أجرمنا بحق أنفسنا وما جبلنا عليه!!!.
دعوة مخلصة للعمل الجاد الممنهج المبرمج بدلاً من أن نلعن زماننا ... بعد اليوم!!!.
سماك العبوشي
simakali@yahoo.com
5 مايس 2009