الرئيسية
أحدث الصور
من طرف ابن الوحدة 2009-04-14, 7:57 pm[justify][size=9]كالعادة، يستقبل آلاف الأسرى وعائلاتهم والمناصرون لهم وزملائهم من الأسرى المحررين يومهم الوطني (يوم الاسير 17 نيسان) الذي يصادف يوم الجمعة من هذا الشهر، يوم لا تزال فيه عيون الأسرى شاخصة نحو فضاء الحرية في سماء وطنهم الذي حملوه في صدورهم العارية وقلوبهم المفعمة بالوفاء وصدق الإنتماء، وعلى أكفهم الخالية التي لم تدميها قيود الأسر والإعتقال ولم تثني عزيمتها وإرادتها السنوات الطويلة من القهر والحرمان... يوم لا تزال فيه عيون الأسرى ترحل عبر فتحات ضيقة - في أبواب غرفهم المحكمة - نحو الأمل في التحرر والإندماج في المجتمع الفلسطيني الذي مزقته الصراعات الفئوية وحالة الإنقسام المدمر.
يأتي نيسان الفلسطيني (شهر الخمسان) و(شهر المجازر والأسرى والشهداء) ... (شهر المعاناة والحرمان) ... نيسان القسطل 1948 وديرياسين ... نيسان فردان 1973 (حيث أغتيل القادة كمال عدوان وأبويوسف النجار وكمال ناصر) ... نيسان الوزير 1988 والرنتيسي 2004 ... نيسان شهرالذكريات المريرة الأليمة يذهب ويعود، ولا يزال شعبنا الصابر المرابط يتعرض لأبشع صور التعذيب والمعاناة اليومية ... ويواجه أسرانا وذويهم سياسات القمع الإسرائيلي الممنهج الذي يهدف إلى كسر إرادتهم وتحطيم معنوياتهم والإستفراد بهم، من خلال ممارسة أبشع الإنتهاكات ضدهم على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان العالمية..
يأتي نيسان الأسرى هذا العام، والسجون الإسرائيلية تفيض بالجرائم والتعديات اللاإنسانية المنافية لمواثيق جينيف وقواعد القانون الدولي الإنساني، وتتزايد المخططات والمشاريع الإسرائيلية لإبتلاع الأرض الفلسطينية وتهويد مدينة القدس وتهجير أهلها وتوسيع بناء الجدار والمستوطنات ومحاصرة المدن والقرى والمخيمات بالحواجز العسكرية والترابية، وتتصاعد حملات الإعتقال وهدم البيوت وقتل النساء والأطفال وتجويع المواطنين الابرياء، وتشرّع حكومة أولمرت المنصرفة إتخاذ سلسلة من الإجراءات التصعيدية التعسفية بحق الاسرى والاسيرات، من خلال لجنة حكومية خاصة يترأسها ما يسمى بوزير العدل الإسرائيلي ويشارك فيها المستشار القانوني للدولة.
يأتي يوم الاسير، في مرحلة عصيبة وخطيرة، تعتبر من أخطر المراحل التي شهدتها القضية الفلسطينية العادلة، حيث يداهم الإنقسام الداخلي والإنفصال السياسي والحصار الجغرافي الوحشي كافة مناحي الحياة للشعب الفلسطيني وآماله وطموحاته بالحرية والإستقلال.. في مرحلة يشن فيها اليمين الإسرائيلي المتطرف بزعامة نتنياهو وليبرمان حربا عنصرية على جماهير شعبنا في القدس وفي فلسطين المحتلة عام 1948 وأراضيهم وبيوتهم ومقدساتهم.
يأتي 17 نيسان، في مرحلة غير طبيعية وغير عادية ، مستقبلها مجهول ووقائعها سوداوية.. مرحلة تغيرت فيها المعادلات وتبددت الآمال والطموحات، وسبق السيف فيها العذل.. مرحلة طغى فيها الإحباط والتشاؤم على الحيوية والتفاؤل.. وكأن "نيسان" بمجرياته وأحداثه الأليمة المحزنة أصبح قدرنا الذي لا مفر منه!!
17 نيسان هذا العام، وعلى الرغم من آلامه وأوجاعه، ينبغي أن يكون عام الإنطلاقة الحقيقية والفعلية لتجسيد الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الإنقسام، ولنصرة الأسيرات والأسرى ودعم صمودهم وثباتهم في وجه السجن والسجان.. في هذا اليوم لا بد من رسم إستراتيجية واضحة لملاحقة الجرائم والإنتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها شعبنا بصورة عامة، وأسيراتنا وأسرانا بصورة خاصة، وتقديم مرتكبيها للمحاكمة الدولية.. وليكن نيسان هذا العام هو بداية التحرك الجدي وعلى أعلى المستويات الأقليمية والدولية لتحرير جميع الأسرى وفي مقدمتهم القدامى وذوي الأحكام العالية والنساء والأطفال، بغض النظر عن إنتماءاتهم السياسية والدينية وجنسياتهم وهوياتهم القومية.
[/size]
[/justify]
