قدْ كنتَ صقراً والقضاة ُطرائِدَ***وَوَقَفْتَ كالجَبَل ِالأشَمِّ مُعَانِدَا
قدْ كنتَ حَشْدَاً رغمَ أنَّكَ واحدٌ****وهُمُ الحُشودُ ، غدوا أمامَكَ واحِدَا
كنتَ العراقَ مُضمَّخاً بدمائِهِ****ومُكابراً أوجاعَهُ ومُكابدَا
إنِّي رأيتُكَ إذ رأيتُ مُطاعِناً****مُتحدِّياً مُستبسِلاً ومُجالِدَا
إنَّ الأسودَ ، طليقة ًوحبيسة**** ًفي هيبة ٌتَدَعُ القلوب جَوامِدَا
لمْ تُنْقِص ِالأسَدَ القيودُ ، ولمْ تُزدْ****حُرِّيِّة ٌ، فأراً ذليلاً شَاردَا
* * *
وَوَقفتَ كالجبل ِالأشمِّ وليسَ من****طبع ِالجبال ِبأنْ تكونَ خوامِدَا
قفصُ الحديدِ وأنتَ في قُضْبَانِهِ****مُتأمِّلٌ ، لَعَنَ الغاصب الجَاحِدَا
قدْ كانَ جُرحُكَ في ظهور الواقفي****نَ ، النَّاظرينَ إليكَ سَوْطاً جَالِدَا
هُمْ يَحْسِدُونكَ كيفَ مثلُكَ صامِدٌ!!***وَمَتى أبَا الشُهداءِ لمْ تَكُ صَامِدَا
مِن بَعْدِ كَفِّيكَ السُيوفُ ذليلة ٌ**** ليسَتْ تُطَاوعُ سَاحِبَاً أو غامِدَا
والخيلُ تبكي فارسا ًما صادفتْ****كمثيلهِ مُتَجحِّفِلاً ومُجاهِدَا
يَطأ ُالمصاعِبَ فهي غُبْرة ُنعلهِ****ويَعَافهُنَ على التُرَابِ رَوَاكِدَا
إنَّ السَّلاسِلَ إنْ رَآهَا خَانِعٌ****قَيْدَا ً، رَآهَا الثائرُونَ قَلائِدَا
* * *
وَوَقفتَ كالجَبَل ِالأشَمِّ ويَا لهَا****مِن وَقفةٍ تَرَكَتْ عِدَاكَ حَوَاسِدَا
لسْنَا نُفَاجَأ ُمن دَويِّكَ مَاردِاً****فلقدْ عَهِدْنَاكَ الدَويَّ المَاردَا
كانَ القضاة ُبهَا الفريسة َأثخنِتْ****فزَعَاً ، وكنتَ بها المُغيرَ الصَّائِدَا
هُمْ دَاخِلَ الأقفاص ِتلكَ وإنْ يَكُو*****نوا الخارجينَ الأبعدينَ رَوَاصِدَا
قدْ كانَ واحِدُهُمْ يَلوذ ُبنفسهِ*****أنَّى التفتَّ إليهِ صَقرَاً حَاردَا
فمِنَ البطولةِ أنْ تكونَ مُقيَّدَاً****قيدٌ كهذا القيدِ يَبْقى خَالِدَا
* * *
وَوَقفتَ كالجَبل ِالأشمِّ فمَا رَآى****الرَّائي حَبيسَاً مُسْتَفَزّاً وَاقِدَا
فإذا جلستَ جلست أفقَاً بارقاً***وإذا وقفتَ وقفتَ عَصْفاً رَاعِدَا
ما ضِقتَ بالأحْمَال ِوهي ثقيلة ٌ***قدْ كنتَ بالجَسَدِ المُكَابر ِزاهِدَا
كانتْ عَوادي الدَّهر حولكَ حُشَّداً****قارَعْتَهُنَ نَوازلا ًوصَوَاعِدَا
كنتَ الصَّبورَ المُستجيرَ بربِّهِ****والمُستعينَ بهِ حَسيراً سَاهِدَا
أيقنتَ أنَّ الدَّربَ وهيَ طويلة ٌ****زَرَعَتْ ثَرَاهَا المُسْتَفزَّ مَكَائِدَا
إنَّ الشَّدائِدَ إنْ سَهلنَ فسمِّها****مَا شِئتَ إلاَّ أنْ يَكُنَ شَدَائِدَا
* * *
بكتِ القيودُ على يَديكَ خَجُولة ً****إذ كيفَ قيَّدتِ الشُجَاعَ المَاجدَا
وَيَدُ الجَبَان طليقة ٌويحَ الرَّذائل****كيفَ صِرنَ على الزمَان مَحَامِدَا
ألجُرحُ سَيفاً صَارَ فيكَ ومُرتقىً***والغيظ ُكفَّاً صَارَ فيكَ وسَاعِدَا
حَاكَمْتَهُمْ أنْتَ الذي بدويِّهِ****أتعبتَ مَنْ يرجو لحَاقَكَ جَاهِدَا
كنتَ العراقَ بطولة ًلا تنحني****أبداً وإنْ كنتَ الجَريحَ الفاقِدَا
يا مَنْ فقدتَ بَنيكَ لسْتَ بآسِفٍ****فالأرضُ أغلى من بنيكَ مَقاصِدَا
مهمَا تكُنْ جَلِدَاً فأنَّكَ وَالِدٌ****والدمعُ يَعْرفُ كيفَ يُغري الوَالِدَا
إنِّي لأعْجَبُ من ربَاطةِ فاقِدٍ****أكتافُهُ هذي وتِلكَ تَسَانَدَا
لَجَمَ الدموعَ بعيِّنهِ لكنَّهُ****أبْقى على دَمْع ِالأضَالع ِعَامِدَا
للهِ دَرُّكَ من أبٍ مُتَصَبِّرٍ****أبكتْ أبُوَّتُهُ الحَديدَ الجَامِدَا
ولِمَ التَعَجّبُ مَا لديكَ أعِزَّة ٌ****بَعدَ العراق أقَاربَاً وأبَاعِدَا
* * *
ووقَفتَ كالجَبَل ِالأشمِّ مُكَابرَاً****كنتَ الفراتَ جَدَاولاً وَرَوافِدَا
كُنْتَ العِرَاقَ المُسْتَفزَّ بمَا لهُ****مِن غيظِ جُرْح ٍلا يَطيقُ كَمَائِدَا
هَا أنتَ مُتَّهَمٌ لأنَّكَ لمْ تكنْ****يَوْمَا ًمِنَ الأيَّام ِرَقْمَا ًزائِدَا
هَا أنتَ مُتَّهَمٌ لأنَّكَ وَاثِبٌ****سَتُخيفُ سَطوتُهُ الزمَانَ الفاسِدَا
قدْ حَاكَمُوكَ وَهُمْ عُرَاة ٌفاخْلعَنْ****دمَكَ اللَّظى ثوبا ًعليهمْ شاهِدَا
وَاحْمِلْ فوانيسَ البطولةِ إنَّهُ***زمَنٌ بُطونُ دُجَاهُ صِرنَ ولائِدَا
أأسِفتَ (وَالشَّعْبُ العَظيمُ) مُهَادِنٌ****والشَّوكُ أدْمَى فيهِ جَفْنا ًرَاقِدَا
القَادِمُونَ لهُ سَيَحْمَدُ حُكْمَهُمْ****فيْ كُلِّ حَال ٍسَوفَ يبقى حَامِدَا
صَبْرَا ًعَليهِ ولا تُعَجِّلْ خطوَهُ***فالدَّرْبُ مَا زالتْ تَجُودُ مَكَائِدَا
أليَوْمَ قدْ سَمَّى نِظامَكَ بَائِدَاً***وغَدَا ًيُسَمِّيهمْ نِظَامَا ًبَائِدَا
* * *
صَدَّامُ تدري بيْ وَتَعْلمُ أنني****للعَهْدِ مَا كُنتُ الخَؤونَ الجَاحِدَا
مَرَّتْ ثلاثٌ دَاجياتٌ والفتى****مَا زالَ في مِحْرَابِ حُبِّكَ سَاجدَا
مُرٌ صُرَاخ ُدَمِي وَمُرٌ صَمْتُهُ****مُسْتَنْفرَا ًأِردُ الدِّمَا حواشدا
خَجِلا ًوطبْعي أنْ ترانيَ رَاكِضاً****مَا كانَ من طبعي ترَانيَ قاعِدَا
فكَفى بحَرْفِي عتمة ًسُحْقا ًلهُ****إنْ لمْ يكنْ من ليل ِقبْريَ نافِدَا
إذ كيفَ يُلهيني الظما وأنا ابنُهُ***مذ ْكُنتُ من بئر ِالمَنَايا وَاردَا
حَاشَا لمثلي أنْ يُطيلَ وقوفه****في غير مَوضعِهِ مُكبِّاً رَاكِدَا
إنْ كانَ لي مَجْـــدٌ فصـوتي والصَّـدى****يُدمي هبوبُهُـما الذليـلَ الحَاسِـدَا
قدْ كنتَ حَشْدَاً رغمَ أنَّكَ واحدٌ****وهُمُ الحُشودُ ، غدوا أمامَكَ واحِدَا
كنتَ العراقَ مُضمَّخاً بدمائِهِ****ومُكابراً أوجاعَهُ ومُكابدَا
إنِّي رأيتُكَ إذ رأيتُ مُطاعِناً****مُتحدِّياً مُستبسِلاً ومُجالِدَا
إنَّ الأسودَ ، طليقة ًوحبيسة**** ًفي هيبة ٌتَدَعُ القلوب جَوامِدَا
لمْ تُنْقِص ِالأسَدَ القيودُ ، ولمْ تُزدْ****حُرِّيِّة ٌ، فأراً ذليلاً شَاردَا
* * *
وَوَقفتَ كالجبل ِالأشمِّ وليسَ من****طبع ِالجبال ِبأنْ تكونَ خوامِدَا
قفصُ الحديدِ وأنتَ في قُضْبَانِهِ****مُتأمِّلٌ ، لَعَنَ الغاصب الجَاحِدَا
قدْ كانَ جُرحُكَ في ظهور الواقفي****نَ ، النَّاظرينَ إليكَ سَوْطاً جَالِدَا
هُمْ يَحْسِدُونكَ كيفَ مثلُكَ صامِدٌ!!***وَمَتى أبَا الشُهداءِ لمْ تَكُ صَامِدَا
مِن بَعْدِ كَفِّيكَ السُيوفُ ذليلة ٌ**** ليسَتْ تُطَاوعُ سَاحِبَاً أو غامِدَا
والخيلُ تبكي فارسا ًما صادفتْ****كمثيلهِ مُتَجحِّفِلاً ومُجاهِدَا
يَطأ ُالمصاعِبَ فهي غُبْرة ُنعلهِ****ويَعَافهُنَ على التُرَابِ رَوَاكِدَا
إنَّ السَّلاسِلَ إنْ رَآهَا خَانِعٌ****قَيْدَا ً، رَآهَا الثائرُونَ قَلائِدَا
* * *
وَوَقفتَ كالجَبَل ِالأشَمِّ ويَا لهَا****مِن وَقفةٍ تَرَكَتْ عِدَاكَ حَوَاسِدَا
لسْنَا نُفَاجَأ ُمن دَويِّكَ مَاردِاً****فلقدْ عَهِدْنَاكَ الدَويَّ المَاردَا
كانَ القضاة ُبهَا الفريسة َأثخنِتْ****فزَعَاً ، وكنتَ بها المُغيرَ الصَّائِدَا
هُمْ دَاخِلَ الأقفاص ِتلكَ وإنْ يَكُو*****نوا الخارجينَ الأبعدينَ رَوَاصِدَا
قدْ كانَ واحِدُهُمْ يَلوذ ُبنفسهِ*****أنَّى التفتَّ إليهِ صَقرَاً حَاردَا
فمِنَ البطولةِ أنْ تكونَ مُقيَّدَاً****قيدٌ كهذا القيدِ يَبْقى خَالِدَا
* * *
وَوَقفتَ كالجَبل ِالأشمِّ فمَا رَآى****الرَّائي حَبيسَاً مُسْتَفَزّاً وَاقِدَا
فإذا جلستَ جلست أفقَاً بارقاً***وإذا وقفتَ وقفتَ عَصْفاً رَاعِدَا
ما ضِقتَ بالأحْمَال ِوهي ثقيلة ٌ***قدْ كنتَ بالجَسَدِ المُكَابر ِزاهِدَا
كانتْ عَوادي الدَّهر حولكَ حُشَّداً****قارَعْتَهُنَ نَوازلا ًوصَوَاعِدَا
كنتَ الصَّبورَ المُستجيرَ بربِّهِ****والمُستعينَ بهِ حَسيراً سَاهِدَا
أيقنتَ أنَّ الدَّربَ وهيَ طويلة ٌ****زَرَعَتْ ثَرَاهَا المُسْتَفزَّ مَكَائِدَا
إنَّ الشَّدائِدَ إنْ سَهلنَ فسمِّها****مَا شِئتَ إلاَّ أنْ يَكُنَ شَدَائِدَا
* * *
بكتِ القيودُ على يَديكَ خَجُولة ً****إذ كيفَ قيَّدتِ الشُجَاعَ المَاجدَا
وَيَدُ الجَبَان طليقة ٌويحَ الرَّذائل****كيفَ صِرنَ على الزمَان مَحَامِدَا
ألجُرحُ سَيفاً صَارَ فيكَ ومُرتقىً***والغيظ ُكفَّاً صَارَ فيكَ وسَاعِدَا
حَاكَمْتَهُمْ أنْتَ الذي بدويِّهِ****أتعبتَ مَنْ يرجو لحَاقَكَ جَاهِدَا
كنتَ العراقَ بطولة ًلا تنحني****أبداً وإنْ كنتَ الجَريحَ الفاقِدَا
يا مَنْ فقدتَ بَنيكَ لسْتَ بآسِفٍ****فالأرضُ أغلى من بنيكَ مَقاصِدَا
مهمَا تكُنْ جَلِدَاً فأنَّكَ وَالِدٌ****والدمعُ يَعْرفُ كيفَ يُغري الوَالِدَا
إنِّي لأعْجَبُ من ربَاطةِ فاقِدٍ****أكتافُهُ هذي وتِلكَ تَسَانَدَا
لَجَمَ الدموعَ بعيِّنهِ لكنَّهُ****أبْقى على دَمْع ِالأضَالع ِعَامِدَا
للهِ دَرُّكَ من أبٍ مُتَصَبِّرٍ****أبكتْ أبُوَّتُهُ الحَديدَ الجَامِدَا
ولِمَ التَعَجّبُ مَا لديكَ أعِزَّة ٌ****بَعدَ العراق أقَاربَاً وأبَاعِدَا
* * *
ووقَفتَ كالجَبَل ِالأشمِّ مُكَابرَاً****كنتَ الفراتَ جَدَاولاً وَرَوافِدَا
كُنْتَ العِرَاقَ المُسْتَفزَّ بمَا لهُ****مِن غيظِ جُرْح ٍلا يَطيقُ كَمَائِدَا
هَا أنتَ مُتَّهَمٌ لأنَّكَ لمْ تكنْ****يَوْمَا ًمِنَ الأيَّام ِرَقْمَا ًزائِدَا
هَا أنتَ مُتَّهَمٌ لأنَّكَ وَاثِبٌ****سَتُخيفُ سَطوتُهُ الزمَانَ الفاسِدَا
قدْ حَاكَمُوكَ وَهُمْ عُرَاة ٌفاخْلعَنْ****دمَكَ اللَّظى ثوبا ًعليهمْ شاهِدَا
وَاحْمِلْ فوانيسَ البطولةِ إنَّهُ***زمَنٌ بُطونُ دُجَاهُ صِرنَ ولائِدَا
أأسِفتَ (وَالشَّعْبُ العَظيمُ) مُهَادِنٌ****والشَّوكُ أدْمَى فيهِ جَفْنا ًرَاقِدَا
القَادِمُونَ لهُ سَيَحْمَدُ حُكْمَهُمْ****فيْ كُلِّ حَال ٍسَوفَ يبقى حَامِدَا
صَبْرَا ًعَليهِ ولا تُعَجِّلْ خطوَهُ***فالدَّرْبُ مَا زالتْ تَجُودُ مَكَائِدَا
أليَوْمَ قدْ سَمَّى نِظامَكَ بَائِدَاً***وغَدَا ًيُسَمِّيهمْ نِظَامَا ًبَائِدَا
* * *
صَدَّامُ تدري بيْ وَتَعْلمُ أنني****للعَهْدِ مَا كُنتُ الخَؤونَ الجَاحِدَا
مَرَّتْ ثلاثٌ دَاجياتٌ والفتى****مَا زالَ في مِحْرَابِ حُبِّكَ سَاجدَا
مُرٌ صُرَاخ ُدَمِي وَمُرٌ صَمْتُهُ****مُسْتَنْفرَا ًأِردُ الدِّمَا حواشدا
خَجِلا ًوطبْعي أنْ ترانيَ رَاكِضاً****مَا كانَ من طبعي ترَانيَ قاعِدَا
فكَفى بحَرْفِي عتمة ًسُحْقا ًلهُ****إنْ لمْ يكنْ من ليل ِقبْريَ نافِدَا
إذ كيفَ يُلهيني الظما وأنا ابنُهُ***مذ ْكُنتُ من بئر ِالمَنَايا وَاردَا
حَاشَا لمثلي أنْ يُطيلَ وقوفه****في غير مَوضعِهِ مُكبِّاً رَاكِدَا
إنْ كانَ لي مَجْـــدٌ فصـوتي والصَّـدى****يُدمي هبوبُهُـما الذليـلَ الحَاسِـدَا