الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    الخواجة يعرف العربية

    AL HAKEEM
    AL HAKEEM
    ملازم أول


    عدد الرسائل : 382
    العمر : 34
    بلد الأصل : فلسطين
    السٌّمعَة : 7
    تاريخ التسجيل : 07/12/2008

    الخواجة يعرف العربية Empty الخواجة يعرف العربية

    مُساهمة من طرف AL HAKEEM 2009-02-17, 11:36 am

    في مقال نشرته 'هاربرز ماغازين' (شباط- فبراير 2009) عن محمود درويش، توقف الكاتب روبين كريسويل (وهو طالب وباحث متميز في الأدب المقارن في جامعة نيويورك)، طويلا امام دلالات قصيدة محمود درويش 'سجل انا عربي'. والقصيدة، كما نعلم، كتبت عندما كان درويش في العشرين، وكانت اشبه بصرخة احتجاج، تعلن تمسك الفلسطينيين، الذين بقوا في بلادهم بعد قيام اسرائيل، بهويتهم العربية الفلسطينية.
    بصرف النظر عن قيمة القصيدة، او عن موقعها في الشعر الدرويشي، وهو موقع كان الشاعر اول من شكك به، فإن الباحث الامريكي التقط نقطة جديرة بالانتباه. فالقصيدة تجسيد لحوار بين الشاعر وبين محقق اسرائيلي. من المرجح ان يكون الحوار قد جرى باللغة العبرية، وان تكون قصيدة الهوية العربية، ترجمة ايقاعية لكلام قيل باللغة العبرية!
    مفارقة هذه الحقيقة جزء من مفارقات الشعر والأدب في وجه عام. فالشعر ترجمة للمواقف والافكار والمشاعر من لغتها المباشرة الى اللغة الشعرية. اي ان الكاتب هو في معنى ما مترجم، ينقل الحالة من لغتها الاولى، التي قد تكون خرساء، الى لغة اخرى.
    هناك بالطبع احتمال آخر، هو ان يكون المحقق الاسرائيلي يهوديا يمنيا او مغربيا او عراقيا. وهذا احتمال وارد، خصوصا اذا عرفنا ان الموشاف الذي بُني على انقاض قرية الشاعر المهدمة، 'البروة'، يقيم فيه يهود يمينيون. هذا الاحتمال لا يزيل افتراض الترجمة، لكنه يعدّله قليلا. اذا كان على الشاعر والمحقق العمل معا، على ترجمة الفروق بين اللهجات الى لغة مفهومة.
    يبقى احتمال ثالث ضئيل، هو ان يكون المحقق الاسرائيلي درس في 'الموساد' اللهجة الفلسطينية، هنا سوف تقع مهمة الترجمة على المحقق الاسرائيلي وحده. قلت ان هذا الاحتمال ضئيل، لأن تجربة الوف الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين مع المحققين الاسرائيلين، تشير الى ضعف اسرائيلي فادح في اتقان لهجات سكان البلاد الأصليين، ما يجعل التحقيق غرائبيا في الكثير من الأحيان، ويخلق مساحات من سوء التفاهم، لم تتطرق اليها القصيدة الدرويشية.
    المسألة انهم في اسرائيل لا يعرفون العربية، رغم انها لغة رسمية ثانية في الدولة العبرية. وهذا يجعل من افتراض الترجمة من العبرية، الاكثر سهولة. ربما كانت حال قائد تنظيم 'فتح' في الضفة الغربية، الأسير مروان البرغوثي، نموذجية. فالبرغوثي استفاد من اعوام سجنه خلال الانتفاضة الأولى، كي يتقن العبرية، ويخاطب بها الاسرائيليين، وليس من المتوقع، في ظل موازين القوى الراهنة، ان يحدث العكس.
    لذا كان احد شعارات حملة زعيم حزب 'اسرائيل بيتنا'، افيغدور ليبرمان، مثيرا. فالمهاجر الروسي، الذي استوحى اسم حزبه، من اسم حزب الرئيس الروسي بوريس يلتسن، فاجأ الجميع بأحد شعاراته الانتخابية الذي يقول: 'ليبرمان يعرف العربية'.
    لم يكن قصد 'الخواجة' ليبرمان حل مشكلة الترجمة، والتخفيف من اعبائها على الأدباء الفلسطينيين، بل كان يعني انه يفهم العقلية العربية التي لا تحترم سوى لغة العنف والبطش. 'الخواجة' يعرف لغتنا، اي ان حزبه الفاشي، سوف يمارس لغة الطرد على سكان فلسطين الأصليين، الصابرين على ما ابتلوا به في الماضي والحاضر. ليبرمان، الذي يعبر فوز حزبه الفاشي بخمسة عشر مقعدا في الكنيست، عن الحضيض الذي وصلت اليه اسرائيل، مؤهل كي يكون الطفل المدلل للسياسة الاسرائيلية التي اجتاحها اليمين، والتي لا تملك حلولا لأي شيء. وريثة شارون، تسيبي ليفني، تغنّجه، ونتنياهو يطلب رضاه، وهو يتدلل ويفرض الشروط.
    كل ذلك لأن الرجل يدّعي انه يعرف العربية! الى هذا الحد وصلت قيمة لغة الضاد في اسرائيل!
    والحقيقة ان الرجل لا يعرف ان يفك حرفا عربيا واحدا، بل انه لا يتكلم العبرية جيدا، لأن كلامه مثقل باللكنة الروسية.
    المسألة ان هذا الفاشي الأرعن، يقول ما لا يجرؤ غيره من زعماء اسرائيل على قوله. انه يقول بالفم الملآن ومن دون حياء ان اسرائيل قررت ان تكون 'ازعر' الشرق الأوسط. نتنياهو لا يريد السلام، وحزب 'كاديما' لم يقدم للفلسطينيين سوى المزيد من المستوطنات والمحاسيم والجدار، وحزب العمل صار خادما عسكريا عند احد هذين الحزبين، لذا خاض مع 'كاديما' حربين اجراميتين في لبنان وغزة.
    يقدم ليبرمان اقتراحا عجيبا لا مثيل له في العالم، وهو لا يشبه الا الاقتراحات النازية، التي اوصلت العالم الى الكارثة. اقتراح ليبرمان هو 'لا مواطنة بلا ولاء'. اي انه يقترح اخضاع العرب الفلسطينيين في اسرائيل لامتحان الولاء للدولة العبرية، من ينجح يبقى، ومن يرسب يتم طرده. وتصل به الوقاحة الى اقتراح طرد المثلث بمن فيه، من اجل الخلاص من ام الفحم. والسؤال الذي لم يخطر في بال 'الخواجة'، هو ماذا سيكون مصير بعض اليهود الحريديين من جماعة 'ناطورا كارتا'، الذين يعتبرون انشاء دولة اسرائيل خيانة للدين اليهودي معلنين عدم ولائهم لها. هل سيتم طردهم ايضا، ام يحق لليهودي ما لا يحق لغيره؟
    يجب ان لا يؤخذ هذا الفاشي باستخفاف، فالرجل يعبر عن مرض اسرائيل بقوتها، وعن العماء الذي ضرب طبقتها السياسية، وهو لذلك ليس ظاهرة يمكن الاستهانة بها. فالاحزاب الاسرائيلية الرئيسية التي اطاحت كل احتمالات السلام تدخل مدرسة ليبرمان الفاشية كي تتعلم منه اللغة العربية.
    فابشروا ايها العرب!

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 1:18 am