بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إقليم قلقيلية

يا جماهير شعبنا الأبية ...

أيها النازفون الصابرون الصامدون ، يا من قدم الدم وقودا للثورة المقدسة ، الثورة التي انطلقت من اجل تحرير الإنسان والأرض ، ومن اجل أن نعيش كفلسطينيين عيشة كريمة تحت ظل علم واحد ، يوحدنا ويرص صفوفنا في مواجهة أي اعتداء وأي محاولة غدر تحاول النيل منا ، إن هذا الشعب سجل دائما أن أولى أولوياته هي المصلحة العليا ، وتعالى وتسامى عن المصالح الضيقة والأجندة الخداعة ونبذها دوما ، فكل التحية لصمودكم الأخير في غزة ضد آلة الحرب الإسرائيلية التي حاولت النيل منكم ، ولكنكم بصمودكم اجهظتم تكبرها وقتلتم أطماعها ، هذا هو شعبنا الفلسطيني الأصيل ، الذي خاض المعارك واحتضن الألم والمعاناة في سبيل التحرير ، ولم يبخل أبدا بما يملك من قدرات من اجل تجنيدها في صد العدوان ودحره .

إن واقع الاحتلال الذي نعيشه حاول ويحاول دوما فرض مخططاته القذرة علينا ، حتى على مستوى المعركة التفاوضية ، فقد كان يحاول دوما تجزيء القضايا وتناولها كل على حدا من اجل أن تفقد مضمونها ، ولكن هذا لم ولن يحدث بسبب تنبه المفاوض لما يجري وما يحاك ، أما على ارض الواقع وفي الميدان فان تقسيم الأرض وفقدانها تواصلها هو المخطط الخاضع للتنفيذ دوما على طاولات الاحتلال ، فما الانقلاب الذي نفذته حماس في غزة إلا واحدا من هذه المخططات الاحتلالية ، ولكن لأننا شعب يثبت دوما للمحتل انه لا يقبل بسياسة الأمر الواقع ، فان المحتل سعى لتكريس الانقسام بين شقي الوطن بصورة جادة وأكثر حياكة ، فبدا يعامل ويتعامل مع غزة ككيان منفصل ومستقل تماما عن السلطة الشرعية الفلسطينية ، فأي هدنة حاول الاحتلال تطبيقها في غزة كان يرفض دائما أن تشمل الضفة ، وأي فتح أو إغلاق لمعابر غزة كان يحدث نقيضه تماما في الضفة ، أيضا عندما يتصاعد الاعتداء على غزة تخف وتيرته في الضفة ، والعكس صحيح ، هذه هي الرسالة التي أراد الاحتلال دوما إيصالها لنا ، لذا فانه من واجبنا أن لا نتماشى مع ما يريد العدو الصهيوني ، ولكن الغريب الذي هو ليس بغريب هو تساوق حركة حماس مع إرادة الاحتلال ، فمن تهدئة إلى وقف حصار إلى فتح معابر يشمل غزة فقط وفقط وفقط ، هذا ما تطلبه حماس دوما ، وهنا لنا سؤال ؟؟ لماذا لم نسمع حماس تطالب بفتح معبر آمن بين الضفة وغزة على غرار طلبها بفتح المعابر مع إسرائيل ومصر ، مع أن الممر الآمن هذا منصوص عليه في كل الاتفاقات ، وهو مطلب وطني يرجى من خلاله تواصل جغرافي معدوم بين شقي الوطن ، لكن حماس تسعد بالانفصال الجغرافي ولذالك فان هذا الممر لن يكون يوما على أجندتها ، وكل همها هو فتح معابر القطاع فقط ، على عكس ما تطالب به السلطة الوطنية التي تسعى دوما إلى فتح كافة المعابر وإزالة كافة الحواجز في كافة أرجاء الوطن ، لكن حماس لم ترقى إلى التحدث بنفس وطني يخدم الجميع .

أيضا فان كل التضحيات والدماء التي سالت من أبناء شعبنا كانت وما زالت تحمل الحلم بالتحرير والعودة وإقامة الدولة المستقلة ، وكل قطرة دم سالت سواء داخل الوطن أو خارجه كانت تبعث رسالة أن القضية هي فلسطين ككل ، وان النضال هو نضال فلسطيني شامل ، وقد عايشنا صمود الشهيد القائد ياسر عرفات وتحديه للاملاءات الصهيونية والأمريكية من اجل كل الوطن ، ومن اجل كل الشعب ، وقد قدم حياته فداء للقضية الفلسطينية ، لكن أن يحاول البعض الادعاء بان النضال في رقعة واحدة وهي غزة فقط فهذه هي السياسة الانفصالية بعينها ، وان ُيسمح بان يطلق على أبناء شعبنا في غزة لقب ( الشعب ألغزي ) فهذه أيضا سياسة انفصالية ، وعلى الجميع أن يتنبهوا لخطورة هكذا تسميات تدس بين الكلمات لتمرير أمر دبر بليل ، إننا نؤكد على أن أبناء شعبنا في غزة هم جزئ أصيل من الشعب الفلسطيني ، وتجسد هذا مؤخرا في الهبة الصادقة التي جسدها أبناء شعبنا في الداخل والخارج وحتى في أراضي عام 48 نصرة لأبناء شعبنا في غزة .

أيها الجبارين في كل مكان...
إن مطامع الانقلابيين وأحلامهم لم تتوقف عند تكريس الانفصال فقط ، بل تعداه إلى محاولة تقسيم الشعب وإثارة الفتن ، وإطلاق حملات التشكيك بكل شيء ، وآخرها التلاعب بمأساة المنكوبين في غزة ، ووضع العراقيل أمام جهود السلطة في إعادة اعمار القطاع المدمر ، إن ما تسعى إليه حماس في هذه النقطة بالتحديد يتمثل في أنها تريد اكتساب شرعية لها عبر التنسيق المباشر معها من قبل الأطراف العربية والدولية التي تقدم الأموال لاعمار غزة ، ناهيك عن فقدان حماس للشفافية المالية ، ولو كان عند حماس ذرة إحساس بالمسؤولية لتركت خطة الاعمار تسير دون عراقيل رفقا بمأساة شعبنا الذي بات بلا مأوى جراء الاعتداء الوحشي الإسرائيلي الأخير .

ومن جهة أخرى وعلى نفس المخطط الرامي إلى تقسيم الشعب وتفتيته ، فان حماس بدأت بحملة اعتداءات منظمة ضد أبناء حركة فتح في قطاع غزة ، إن هذه الحملة ليست الأولى ضد أبناء حركة فتح، ولكنها هذه المرة جاءت بالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع ، فقد تم اغتيال العشرات من أبناء حركة فتح على أيدي مليشيات حمساوية حاقدة وقاموا بإلقاء جثثهم في مباني تعرضت لقصف إسرائيلي حتى يتبين للعامة أن حماس بريئة من دمائهم ، وهاهي حماس وبعد انتهاء الاعتداء الإسرائيلي الوحشي ، عاودت تمارس القتل في حق إخواننا في الحركة ، وقامت بإطلاق الرصاص على أرجل العشرات منهم ، ناهيك عن مئات الاقامات الجبرية المفروضة على أبناء فتح في غزة والتي بقيت سارية المفعول حتى أثناء القصف الإسرائيلي مما أدى إلى استشهاد العشرات منهم أيضا ، ولعل هذا الاضطهاد الذي تمارسه حماس في غزة جاء من اجل إقصاء فرص الشراكة الفلسطينية ، وقتل كل المحاولات الصادقة والجادة من اجل إعادة الوحدة بين صفوفنا ، ولكي تكرس انقسام الأرض وفتنة الشعب حتى تثبت أرجلها في الحكم ولو كان ذلك على حساب قضية عمرها أكثر من ستين عاما .

يجب على الجميع أن يعي أن أصل الصراع هو وطن مغصوب ، هجر وشرد أهله، فهنالك محتل لا يريد لنا العيش على أرضنا ، ويتمنى لو أننا نفنى من أمامه ، لذلك فان الجميع مدعوون إلى التنبه والتصدي للغاصب ، ووضع المصلحة الوطنية العليا نصب العين ، والرقي والتعالي عن مستوى الحسابات الضيقة المظلمة ، ومن هنا فإننا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح إقليم قلقيلية نؤكد على ما يلي:

1_ إننا نحيي صمود شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ، ونحيي وقفته الشامخة وتضحياته ونضالاته أمام آلة الحرب الصهيونية ، ونؤكد لإسرائيل كما أكدنا دائما أننا لا ولن ننهزم ما دامت قضيتنا حية ، وان نضالنا وكفاحنا من اجل استرداد أرضنا هو حق مشروع نصت عليه جميع المواثيق الدولية .

2_ إن محاولة التعامل مع غزة ككيان منفصل عن وطنه الأم لن يمر علينا أبدا ، ولن نسمح بأي خطوة من شانها أن تؤدي إلى ذلك.

3_ إن مجمل النضال والكفاح الفلسطيني عبر تاريخه وحتى الآن كان دائما من اجل التحرير والعودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ويجب أن تظل كذلك .

4_ إننا نحيي الجهود التي يقوم بها السيد الرئيس أبو مازن من اجل إعادة اعمار ما دمرته إسرائيل في غزة ، ونطالبه بالتمسك بموقفه ووقفته الجادة وتوظيف كافة طاقات السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية من اجل إنهاء الدمار وإعادة الاعمار .

5_ إننا في حركة فتح نطالب المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والمحلية إلى الوقوف إلى جانب شعبنا ، والعمل على تخفيف معاناتهم ، وتقديم المساعدات اللازمة من اجل التخفيف عليهم ، والعمل على كشف ما قامت به إسرائيل من جرائم ، والكشف أيضا عن جرائم استخدام الأسلحة المحظورة دوليا بحق شعبنا .

6_ نطالب حماس بوقف جميع الاعتداءات التي تمارسها بحق أبناء فتح في غزة ، وعدم التعرض لهم ، ووقف قرارات الاقامات الجبرية المفروضة عليهم فورا .


وأخيرا نبرق رسالة إجلال وإكبار لشهداء شعبنا الذين سقطوا ورووا الأرض بدمائهم ، ونقبل التراب من تحتهم ، ونعاهدهم أن يبقى درب الفتح كما عاهدوه ، وستبقى بوصلة صراعنا موجهة نحو عدو واحد وهو الكيان الإسرائيلي الغاصب للأرض المقدسة .




حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
إقليم قلقيلية 2009/1/27

كل الإحترام والتقدير لجهود فـــــــــتـــح...
وأتمنى التوفيق لجميع شرفائها ورحم الله شهداء فلسطين

وانها لثورة حتى النصر

ويا جبل ما يهزك ريح
ابو عمار قالها القدس واحنا رجاله
ابو عمار لا تهتم شبابك شريبة دم

اشكر مرورك

ع راسي رفيق لا داعي للشكرر