الرئيسية
أحدث الصور
من طرف زائر 2008-03-20, 4:39 amكل القصة: من العشق حتي الطلاق
كتاب يوثق المشروع الاستيطاني خلال 40 عاما
نداف شرغاي
20/03/2008
حجاي هوبرمن يحب المستوطنين، معجب بأعمالهم ولا يخجل من ذلك. فقد تربي معهم، سكن بينهم وكتب عنهم الاف الانباء الصحافية. في هذه الايام صدر كتابه (في مجلدين من اصدار دار نتساريم) ضد كل الاحتمالات ـ والذي يوثق المشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة وغزة في السنوات الاربعين الاخيرة.
من يعطف علي الاستيطان مثل هوبرمن لن يترك الكتاب من يده، ولكن حتي من يري في الاستيطان خطرا سيجد فيه الكثير مما يشوقه. هوبرمن يروي من الداخل عن عالم وطريقة عمل المستوطنين، حتي مستوي حبل الغسيل والكرفان. كما أن الوزراء، النواب، العسكريين والسياسيين، ممن ساعدوا هذا المشروع ـ هوبرمن لا يتجاوز أيا منهم ـ سيجدون فيه تشويقا كبيرا، ولا سيما ابناء عائلة شارون، الذين احتفلوا قبل بضعة اسابيع بعيد الميلاد الثمانين لابيهم، فاقد الوعي.
قصة الحب الكبيرة بين شارون والمستوطنين؛ الشرخ الذي نشأ بينهما منذ اصبح شارون رئيسا للوزراء، والطلاق الذي تم، مع اقتلاع غوش قطيف واخلاء بعض المواقع الاستيطانية، ينتشران علي مدي اربعين سنة . ذات مرة كان هذا شارون في جفعات هيوفيل التي في عاليه، يقول لاحدي النساء هناك، انها تذكره بأمه، وفي مرة اخري، شارون المتأثر بجنازة عوفرا بليكس من ألون موريه التي قتلت في عملية فيتلفظ بكلمات: واو ـ اكثر مما في البلماخ . وحتي عندما صار شارون رئيسا للوزراء، فانه يساعد موشيه زار، صديقه القديم، في رفع كرفانين الي موقع استيطاني جديد علي اسم الابن، جلعاد زار، الذي قتل في عملية ارهابية، غير أنه في الغداة، يصل الي المكان رجال الادارة المدنية مع أمر اخلاء.
ولكن بعد هذا القرب الشديد الذي كانت ذروته في الطبخ المشترك للمواقع الاستيطانية، عندما كان ينكب شارون وصديقه زمبيش (زئيف حفير، سكرتير عام حركة امانة ) فوق الخرائط الطبوغرافية، يأتي الشرخ الكبير. ذروته في لقاء تفاصيله يكشف النقاب عنها هوبرمن للمرة الاولي. التاريخ ـ2003/6/17، المكان ـ مكتب رئيس الوزراء، الحضور: شارون وتقريبا كل قادة المستوطنين. في هذا اللقاء، الرفاق السابقون لشارون يذكرونه كيف اقاموا معا المواقع الاستيطانية والمستوطنات في المناطق. مدير عام مجلس يشع بنحاس فلرشتاين، يتوقف عند قضية الجواسيس التي سيقرأونها في الكنيس في السبت القريب، ولكن شارون، وكأنه لا يسمع، يتحدث عن مناطق أمنية فقط.
رئيس المجلس الاقليمي غوش عصيون ، شاؤول غولدشتاين، في صوت أجش يقول لشارون انه قلق حين سمعه يتحدث عن الواقع في المناطق بانه واقع احتلال. شارون، الذي كان لا يزال بقدم هنا وقدم هناك، يحاول تبرير نفسه: لم اقصد تماما احتلال، فقط في أنه ليس جيدا السيطرة علي الفلسطينيين . أما المستوطنون فلا يخففون عن شارون في هذا اللقاء، ويجرون له رحلة حنين مليئة بالمشاعر ويذكرونه بسلسلة مواقف مشتركة ووضعيات وجدوا أنفسهم فيها معا في ذات الجانب من المتراس.
شارون ، كما يصف هوبرمن، جلس في نظرة ساقطة، عيناه علي الورق امامه. وفي احيان نادرة فقط رفع عينيه، نظر الي ضيوفه وعاد ليسقط نظرته، يجد صعوبة في أن ينظر الي اولئك الذين ساروا معه شوطا كبيرا. وشرح انه منذ سنتين، منذ عين رئيسا للوزراء، يضغط عليه الامريكيون بعدم اقامة مستوطنات جديدة... واستعداده لاقتلاع مواقع استيطانية، شرحه شارون قائلا: انا مستعد لان اقطع اصبع كي انقذ باقي اليد . قادة المستوطنين: انت علمتنا كيف نكافح كي نرفع روح الشعب. وهذا ما سنفعله . شارون رفع عينيه عن الورق وقال: علينا أن نواصل الحفاظ علي الصداقة، حتي عندما نكون اليوم مختلفين .
الصداقة مع شارون لم تبق، ولكنّ هوبرمن كتب عن رفاق آخرين. مثلا، عن رئيس الاركان الاسبق موشيه يعلون، الذي صادقت الادارة المدنية للفلسطينيين دون علمه، بان يقيموا في غوش عصيون 13 مزرعة. بعض المزارع خططت علي اراضي دولة: يعلون غضب من النشاط الذي جري خلف ظهره... وعندما سأل الادارة المدنية جاءه الجواب بان 99 في المائة من الاراضي هي خاصة. وقال له احد قادة يشع المستوطنين: ضحكوا عليك ، وبعد أن درس الخرائط اعلن يعلون انه علي الاقل بالنسبة لمزرعتين الاذون التي منحت للفلسطينيين غير مقبولة من جهته. واحدة منهما كانت طريق الاباء التاريخية، معهد التوراة، التي كانت تؤدي من الخليل الي القدس. قرار يعلون انقذ فقدان الاراضي... واصبحت اراضي تابعة للادارة المدنية. بعضها ضمت الي مجال مستوطنة اليعيزر، وعلي بعضها اقيم حي كرفاني آخر نتيف هآفوت (درب الاباء).
هوبرمن، الذي كان في السابق من سكان كفار عصيون ونتساريم، يحسن تجسيد روح المستوطنين. وهو يروي قائلا: عندما تزور طفلة رمات جلعاد تسأل بعجب ميخال زار، الاخت الثكلي لجلعاد: انتم اقمتم رمات جلعاد؟ فترد عليها ميخال: لا، رمات جلعاد اقامتنا .
هارتس 18/3/2008
كتاب يوثق المشروع الاستيطاني خلال 40 عاما
نداف شرغاي
20/03/2008
حجاي هوبرمن يحب المستوطنين، معجب بأعمالهم ولا يخجل من ذلك. فقد تربي معهم، سكن بينهم وكتب عنهم الاف الانباء الصحافية. في هذه الايام صدر كتابه (في مجلدين من اصدار دار نتساريم) ضد كل الاحتمالات ـ والذي يوثق المشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة وغزة في السنوات الاربعين الاخيرة.
من يعطف علي الاستيطان مثل هوبرمن لن يترك الكتاب من يده، ولكن حتي من يري في الاستيطان خطرا سيجد فيه الكثير مما يشوقه. هوبرمن يروي من الداخل عن عالم وطريقة عمل المستوطنين، حتي مستوي حبل الغسيل والكرفان. كما أن الوزراء، النواب، العسكريين والسياسيين، ممن ساعدوا هذا المشروع ـ هوبرمن لا يتجاوز أيا منهم ـ سيجدون فيه تشويقا كبيرا، ولا سيما ابناء عائلة شارون، الذين احتفلوا قبل بضعة اسابيع بعيد الميلاد الثمانين لابيهم، فاقد الوعي.
قصة الحب الكبيرة بين شارون والمستوطنين؛ الشرخ الذي نشأ بينهما منذ اصبح شارون رئيسا للوزراء، والطلاق الذي تم، مع اقتلاع غوش قطيف واخلاء بعض المواقع الاستيطانية، ينتشران علي مدي اربعين سنة . ذات مرة كان هذا شارون في جفعات هيوفيل التي في عاليه، يقول لاحدي النساء هناك، انها تذكره بأمه، وفي مرة اخري، شارون المتأثر بجنازة عوفرا بليكس من ألون موريه التي قتلت في عملية فيتلفظ بكلمات: واو ـ اكثر مما في البلماخ . وحتي عندما صار شارون رئيسا للوزراء، فانه يساعد موشيه زار، صديقه القديم، في رفع كرفانين الي موقع استيطاني جديد علي اسم الابن، جلعاد زار، الذي قتل في عملية ارهابية، غير أنه في الغداة، يصل الي المكان رجال الادارة المدنية مع أمر اخلاء.
ولكن بعد هذا القرب الشديد الذي كانت ذروته في الطبخ المشترك للمواقع الاستيطانية، عندما كان ينكب شارون وصديقه زمبيش (زئيف حفير، سكرتير عام حركة امانة ) فوق الخرائط الطبوغرافية، يأتي الشرخ الكبير. ذروته في لقاء تفاصيله يكشف النقاب عنها هوبرمن للمرة الاولي. التاريخ ـ2003/6/17، المكان ـ مكتب رئيس الوزراء، الحضور: شارون وتقريبا كل قادة المستوطنين. في هذا اللقاء، الرفاق السابقون لشارون يذكرونه كيف اقاموا معا المواقع الاستيطانية والمستوطنات في المناطق. مدير عام مجلس يشع بنحاس فلرشتاين، يتوقف عند قضية الجواسيس التي سيقرأونها في الكنيس في السبت القريب، ولكن شارون، وكأنه لا يسمع، يتحدث عن مناطق أمنية فقط.
رئيس المجلس الاقليمي غوش عصيون ، شاؤول غولدشتاين، في صوت أجش يقول لشارون انه قلق حين سمعه يتحدث عن الواقع في المناطق بانه واقع احتلال. شارون، الذي كان لا يزال بقدم هنا وقدم هناك، يحاول تبرير نفسه: لم اقصد تماما احتلال، فقط في أنه ليس جيدا السيطرة علي الفلسطينيين . أما المستوطنون فلا يخففون عن شارون في هذا اللقاء، ويجرون له رحلة حنين مليئة بالمشاعر ويذكرونه بسلسلة مواقف مشتركة ووضعيات وجدوا أنفسهم فيها معا في ذات الجانب من المتراس.
شارون ، كما يصف هوبرمن، جلس في نظرة ساقطة، عيناه علي الورق امامه. وفي احيان نادرة فقط رفع عينيه، نظر الي ضيوفه وعاد ليسقط نظرته، يجد صعوبة في أن ينظر الي اولئك الذين ساروا معه شوطا كبيرا. وشرح انه منذ سنتين، منذ عين رئيسا للوزراء، يضغط عليه الامريكيون بعدم اقامة مستوطنات جديدة... واستعداده لاقتلاع مواقع استيطانية، شرحه شارون قائلا: انا مستعد لان اقطع اصبع كي انقذ باقي اليد . قادة المستوطنين: انت علمتنا كيف نكافح كي نرفع روح الشعب. وهذا ما سنفعله . شارون رفع عينيه عن الورق وقال: علينا أن نواصل الحفاظ علي الصداقة، حتي عندما نكون اليوم مختلفين .
الصداقة مع شارون لم تبق، ولكنّ هوبرمن كتب عن رفاق آخرين. مثلا، عن رئيس الاركان الاسبق موشيه يعلون، الذي صادقت الادارة المدنية للفلسطينيين دون علمه، بان يقيموا في غوش عصيون 13 مزرعة. بعض المزارع خططت علي اراضي دولة: يعلون غضب من النشاط الذي جري خلف ظهره... وعندما سأل الادارة المدنية جاءه الجواب بان 99 في المائة من الاراضي هي خاصة. وقال له احد قادة يشع المستوطنين: ضحكوا عليك ، وبعد أن درس الخرائط اعلن يعلون انه علي الاقل بالنسبة لمزرعتين الاذون التي منحت للفلسطينيين غير مقبولة من جهته. واحدة منهما كانت طريق الاباء التاريخية، معهد التوراة، التي كانت تؤدي من الخليل الي القدس. قرار يعلون انقذ فقدان الاراضي... واصبحت اراضي تابعة للادارة المدنية. بعضها ضمت الي مجال مستوطنة اليعيزر، وعلي بعضها اقيم حي كرفاني آخر نتيف هآفوت (درب الاباء).
هوبرمن، الذي كان في السابق من سكان كفار عصيون ونتساريم، يحسن تجسيد روح المستوطنين. وهو يروي قائلا: عندما تزور طفلة رمات جلعاد تسأل بعجب ميخال زار، الاخت الثكلي لجلعاد: انتم اقمتم رمات جلعاد؟ فترد عليها ميخال: لا، رمات جلعاد اقامتنا .
هارتس 18/3/2008
