ايتان هابر
20/03/2008
بين الحين والاخر، دون أن يراني أحد، أعود الي عدد يديعوت احرونوت عشية يوم الغفران، 5 تشرين الاول (اكتوبر) 1973. قبل يوم واحد فقط من اندلاع الحرب الضروس، التي في نهايتها فقد حياتهم نحو 2700 شاب. قبل بضع ساعات فقط من بدء جيشين هائلين يتحركان بمفاجأة تامة نحو الجولان وسيناء، ماذا كان يشغل بالنا؟ ما الذي كانت تهتم به في حينه دولة اسرائيل؟
لا يصدق: زئير قطعت علاقاتها الدبلوماسية معنا، عمال الصناعة الجوية انتخبوا شموئيل كشلس سكرتيرا للجنتهم، برونو كرايسكي، المستشار النمساوي، وبخ علي عدم تقديم حتي كأس ماء لغولدا مائير لدي لقائهما في فيينا. وماذا بعد؟ ايطاليا داست علي منتخب اسرائيل في كرة السلة 73:94. وبالمناسبة، في سوق الاسهم طرأ تحسن .
بعد بضع ساعات انقلبت السماء واهتزت الارض.
علي ماذا ولماذا أتذكر تلك الايام الحزينة؟ لان الانشغال بحوض اغتسال بيبي نتنياهو في لندن قد يكون مهما جدا، ولكن يجدر بنا أن نعرف وان نستوعب بان دولة اسرائيل تقف هذه الايام امام تهديد وجودي حقيقي، لعله لاول مرة منذ قيامها في 1948.
علينا أن نجند كل القوي التي لدينا لنقنع كل العالم بخلاف دينه وفكره، كي نمنع استمرار التطوير النووي في ايران، وما الذي عندنا الان في رأس جدول الاعمال هو تسريحة سارة نتنياهو؟
ليس لان هذا غير مهم، بل هو مهم جدا. وسيكون بيننا من يقول انه من دون قيم وسلوك اخلاقي، بالتأكيد من الزعماء، لن نعيش ولن نبقي علي مدي الزمن. ربما. ولكن الان العاجل يرد الهام، اذا كان هذا هاما.
وهذه للمعرفة: يكاد يكون كل زعمائنا المحبوبين متمتعين كبارا. يوجد ايضا تفسير لمسألة كيف حصل هذا. انتهت الايام التي كان فيها رئيس وزراء، مثل ليفي اشكول، يخلف لصهره إرثا مفاجئا: زوج قبب للقميص.
الوزير الراحل يغئال هورفتس صرخ ذات مرة: ايها المجانين، انزلوا عن السطح . نحن نسأل: هلو، الا تزالون علي السطح؟
من المحيط ستهب العاصفة
ديك تشيني يزور هذه الايام الشرق الاوسط، واول أمس تجول بين جنوده الامريكيين في بغداد. نائب الرئيس الامريكي يحتاج الي بعض الشجاعة (وهناك من سيقول الكثير من الوقاحة) كي يعانق الجنود الذين بعث بهم الي الحرب، علي ما يبدو دون تفكير زائد. تشيني، بالمناسبة، كان كبير المؤيدين للخروج الي الحرب. لجنة فينوغراد الامريكية، اذا ما نشأت ذات مرة، ستشنقه في ساحة المدينة، يكاد يكون كمذنب أول.
بربارا توخمان، لو كانت تعيش معنا اليوم، كانت ستقفز علي قصة العراق كلقية عظيمة: فصل رائع من كتابها المنولوغي مسيرة السخافة . في هذه الحرب ارتكبت كل الاخطاء المحتملة، ونهايتها لا تزال لا تبدو حتي في الافق. ومثلما يبدو هذا اليوم، كما في غزة، هكذا أيضا في الضفة، مهما عمل الامريكيون سيكون وسيبدو سيئا: أن يبقوا في العراق؟ سيكون سيئا. أن يخرجوا من العراق؟ سيكون سيئا. بالنسبة لنا نحن الاسرائيليين، خروج امريكي من شأنه، ليس بالضرورة، ان يكون سيئا جدا. العراق سينشق عندها الي دولتين - ثلاث دول مختلفة، وايران من شأنها أن تستغل ضعفها كي تسيطر علي مصدر ثري للنفط والمياه. ومن هناك الطريق الي الاردن والي حدود اسرائيل قصيرة.
إذن ما العمل؟ في الاشهر القليلة التي لتشيني و زعيمه بوش، في منصبيهما ولقرارهما، لعلهما يجدان هما ورفاقهما، حلا مرضيا. والا، فمن المحيط ستهب العاصفة.
ہ مدير مكتب رابين سابقا
يديعوت 18/3/2008
20/03/2008
بين الحين والاخر، دون أن يراني أحد، أعود الي عدد يديعوت احرونوت عشية يوم الغفران، 5 تشرين الاول (اكتوبر) 1973. قبل يوم واحد فقط من اندلاع الحرب الضروس، التي في نهايتها فقد حياتهم نحو 2700 شاب. قبل بضع ساعات فقط من بدء جيشين هائلين يتحركان بمفاجأة تامة نحو الجولان وسيناء، ماذا كان يشغل بالنا؟ ما الذي كانت تهتم به في حينه دولة اسرائيل؟
لا يصدق: زئير قطعت علاقاتها الدبلوماسية معنا، عمال الصناعة الجوية انتخبوا شموئيل كشلس سكرتيرا للجنتهم، برونو كرايسكي، المستشار النمساوي، وبخ علي عدم تقديم حتي كأس ماء لغولدا مائير لدي لقائهما في فيينا. وماذا بعد؟ ايطاليا داست علي منتخب اسرائيل في كرة السلة 73:94. وبالمناسبة، في سوق الاسهم طرأ تحسن .
بعد بضع ساعات انقلبت السماء واهتزت الارض.
علي ماذا ولماذا أتذكر تلك الايام الحزينة؟ لان الانشغال بحوض اغتسال بيبي نتنياهو في لندن قد يكون مهما جدا، ولكن يجدر بنا أن نعرف وان نستوعب بان دولة اسرائيل تقف هذه الايام امام تهديد وجودي حقيقي، لعله لاول مرة منذ قيامها في 1948.
علينا أن نجند كل القوي التي لدينا لنقنع كل العالم بخلاف دينه وفكره، كي نمنع استمرار التطوير النووي في ايران، وما الذي عندنا الان في رأس جدول الاعمال هو تسريحة سارة نتنياهو؟
ليس لان هذا غير مهم، بل هو مهم جدا. وسيكون بيننا من يقول انه من دون قيم وسلوك اخلاقي، بالتأكيد من الزعماء، لن نعيش ولن نبقي علي مدي الزمن. ربما. ولكن الان العاجل يرد الهام، اذا كان هذا هاما.
وهذه للمعرفة: يكاد يكون كل زعمائنا المحبوبين متمتعين كبارا. يوجد ايضا تفسير لمسألة كيف حصل هذا. انتهت الايام التي كان فيها رئيس وزراء، مثل ليفي اشكول، يخلف لصهره إرثا مفاجئا: زوج قبب للقميص.
الوزير الراحل يغئال هورفتس صرخ ذات مرة: ايها المجانين، انزلوا عن السطح . نحن نسأل: هلو، الا تزالون علي السطح؟
من المحيط ستهب العاصفة
ديك تشيني يزور هذه الايام الشرق الاوسط، واول أمس تجول بين جنوده الامريكيين في بغداد. نائب الرئيس الامريكي يحتاج الي بعض الشجاعة (وهناك من سيقول الكثير من الوقاحة) كي يعانق الجنود الذين بعث بهم الي الحرب، علي ما يبدو دون تفكير زائد. تشيني، بالمناسبة، كان كبير المؤيدين للخروج الي الحرب. لجنة فينوغراد الامريكية، اذا ما نشأت ذات مرة، ستشنقه في ساحة المدينة، يكاد يكون كمذنب أول.
بربارا توخمان، لو كانت تعيش معنا اليوم، كانت ستقفز علي قصة العراق كلقية عظيمة: فصل رائع من كتابها المنولوغي مسيرة السخافة . في هذه الحرب ارتكبت كل الاخطاء المحتملة، ونهايتها لا تزال لا تبدو حتي في الافق. ومثلما يبدو هذا اليوم، كما في غزة، هكذا أيضا في الضفة، مهما عمل الامريكيون سيكون وسيبدو سيئا: أن يبقوا في العراق؟ سيكون سيئا. أن يخرجوا من العراق؟ سيكون سيئا. بالنسبة لنا نحن الاسرائيليين، خروج امريكي من شأنه، ليس بالضرورة، ان يكون سيئا جدا. العراق سينشق عندها الي دولتين - ثلاث دول مختلفة، وايران من شأنها أن تستغل ضعفها كي تسيطر علي مصدر ثري للنفط والمياه. ومن هناك الطريق الي الاردن والي حدود اسرائيل قصيرة.
إذن ما العمل؟ في الاشهر القليلة التي لتشيني و زعيمه بوش، في منصبيهما ولقرارهما، لعلهما يجدان هما ورفاقهما، حلا مرضيا. والا، فمن المحيط ستهب العاصفة.
ہ مدير مكتب رابين سابقا
يديعوت 18/3/2008