ميكي ليفي
20/03/2008
برلين: هذا النشاط تم في الماضي ، كتب في اسطر ظهرت علي شاشة الحاسوب. الحادثة: مراسم افتتاح الامانة العامة للقوة المنتدبة الدولية لبحث المحرقة. الوقت: يوم الثلاثاء الماضي. المكان: وزارة الخارجية في برلين. خطب وزير الخارجية الالماني فرانك شتاين ماير وقال كالعادة لن يكون ما كان البتة .
دوت هذه الجملة في دماغي عندما رأيت الكتابة التذكيرية بعد يوم من المراسيم. ثار في علي نحو ما انطباع ان هذا لن يحدث البتة قد قيلت بعد ستين سنة من الفظائع، وان لا مستمسك لها في الواقع الاوروبي والدولي. وقد تعزز ذلك في نفس الاسبوع، عندما عرفت هيدي حسين. كان ذلك اثناء زيارة فيلا فانزا، وهي المكان الذي استقر فيه رأي هتلر ومرؤوسيه علي ابادة يهود اوروبا. يزور اناس من انحاء العالم الموقع في كل يوم وينظرون في حسابات الابادة. وقد زارت هيدي حسين ذلك المكان ايضاً. اعلم ذلك لانها اجتهدت في التعبير عن مشاعرها في كتاب الزوار. ليباركك الله يا المانيا، سنلتقي قريبا ، كتبت ووقعت باسمها.
هذا كل شيء، ست كلمات، وكأنها بعمل غير واع ارادت ان تمنح كل مليون من اليهود قتلوا في الكارثة كلمة واحدة. لم ألتق هيدي قط، لكن هذه الجملة القصيرة كانت كافية لفهم من هي وماذا تريد. يدل اسمها الخاص علي انها ولدت في اوروبا. واسم عائلتها يفضح اصلها. ان الاهداء الذي كتبته يحكي حكايتها، حكاية ملايين المسلمين في اوروبا. انهم مضطهدون ومظلومون وغاضبون في الاساس. اما اليهود، بعملهم الخالد، فانهم كيس سهل لتلقي هذا الغضب. يسمون هذا معاداة السامية الجديدة لكن السيدة هي نفس السيدة، وبدلاً من المعطف يوجد نقاب.
يقول القائمون علي القوة المنتدبة ان هدفها جعل اوروبا تواجه ماضيها. لكنهم لم يأخذوا في حسابهم هيدي حسين، لأن برامجهم لا تشتمل علي مواجهة معاداة السامية عند المسلمين في اوروبا وفي سائر انحاء العالم. نحن نحاول العمل علي هذا ، قالت لي جهة مقربة من الموضع، لكن هذا معقد جداً ويجب علينا ان نتوجه اليهم بحساسية . وضعت جهة اخري اوراق اللعب علي الطاولة وقالت: لا تفعل اوروبا القدر الكافي لمواجهة معاداة السامية عند المسلمين .
في هذه المرة، تكرر التاريخ هو الذي يتكرر. مثل غير قليل من الحوادث في السنين الاخيرة، تنشغل المحكمة الدولية بمحاكمة مجرمي الحرب، مثل حاكم ليبريا السابق، تشارلز تيلور، بدل منع الجرائم التي تتم الان، مثل التضييق علي حكومات اوروبا للتدخل في قتل الشعب الذي يتجدد في دارفور. وهذا ما يحدث ايضاً مع القوة المنتدبة لبحث المحرقة، التي تبقي في حدود التاريخ، عمل تم في الماضي بدل منع الكارثة في المستقبل .
معاريف 18/3/2008
20/03/2008
برلين: هذا النشاط تم في الماضي ، كتب في اسطر ظهرت علي شاشة الحاسوب. الحادثة: مراسم افتتاح الامانة العامة للقوة المنتدبة الدولية لبحث المحرقة. الوقت: يوم الثلاثاء الماضي. المكان: وزارة الخارجية في برلين. خطب وزير الخارجية الالماني فرانك شتاين ماير وقال كالعادة لن يكون ما كان البتة .
دوت هذه الجملة في دماغي عندما رأيت الكتابة التذكيرية بعد يوم من المراسيم. ثار في علي نحو ما انطباع ان هذا لن يحدث البتة قد قيلت بعد ستين سنة من الفظائع، وان لا مستمسك لها في الواقع الاوروبي والدولي. وقد تعزز ذلك في نفس الاسبوع، عندما عرفت هيدي حسين. كان ذلك اثناء زيارة فيلا فانزا، وهي المكان الذي استقر فيه رأي هتلر ومرؤوسيه علي ابادة يهود اوروبا. يزور اناس من انحاء العالم الموقع في كل يوم وينظرون في حسابات الابادة. وقد زارت هيدي حسين ذلك المكان ايضاً. اعلم ذلك لانها اجتهدت في التعبير عن مشاعرها في كتاب الزوار. ليباركك الله يا المانيا، سنلتقي قريبا ، كتبت ووقعت باسمها.
هذا كل شيء، ست كلمات، وكأنها بعمل غير واع ارادت ان تمنح كل مليون من اليهود قتلوا في الكارثة كلمة واحدة. لم ألتق هيدي قط، لكن هذه الجملة القصيرة كانت كافية لفهم من هي وماذا تريد. يدل اسمها الخاص علي انها ولدت في اوروبا. واسم عائلتها يفضح اصلها. ان الاهداء الذي كتبته يحكي حكايتها، حكاية ملايين المسلمين في اوروبا. انهم مضطهدون ومظلومون وغاضبون في الاساس. اما اليهود، بعملهم الخالد، فانهم كيس سهل لتلقي هذا الغضب. يسمون هذا معاداة السامية الجديدة لكن السيدة هي نفس السيدة، وبدلاً من المعطف يوجد نقاب.
يقول القائمون علي القوة المنتدبة ان هدفها جعل اوروبا تواجه ماضيها. لكنهم لم يأخذوا في حسابهم هيدي حسين، لأن برامجهم لا تشتمل علي مواجهة معاداة السامية عند المسلمين في اوروبا وفي سائر انحاء العالم. نحن نحاول العمل علي هذا ، قالت لي جهة مقربة من الموضع، لكن هذا معقد جداً ويجب علينا ان نتوجه اليهم بحساسية . وضعت جهة اخري اوراق اللعب علي الطاولة وقالت: لا تفعل اوروبا القدر الكافي لمواجهة معاداة السامية عند المسلمين .
في هذه المرة، تكرر التاريخ هو الذي يتكرر. مثل غير قليل من الحوادث في السنين الاخيرة، تنشغل المحكمة الدولية بمحاكمة مجرمي الحرب، مثل حاكم ليبريا السابق، تشارلز تيلور، بدل منع الجرائم التي تتم الان، مثل التضييق علي حكومات اوروبا للتدخل في قتل الشعب الذي يتجدد في دارفور. وهذا ما يحدث ايضاً مع القوة المنتدبة لبحث المحرقة، التي تبقي في حدود التاريخ، عمل تم في الماضي بدل منع الكارثة في المستقبل .
معاريف 18/3/2008