الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    عقدة الخوف لدى اليهود : أكاليل غار وأكاليل زهور !! ..

    Anonymous
    زائر
    زائر


    عقدة الخوف لدى اليهود : أكاليل غار وأكاليل زهور !! .. Empty عقدة الخوف لدى اليهود : أكاليل غار وأكاليل زهور !! ..

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-19, 12:52 pm

    عقدة الخوف لدى اليهود: أكاليل غار وأكاليل زهور!
    مرزوق الحلبي

    سيناريو الغرق في محيط من البشر العرب يسكن كالهاجس الوجود اليهودي الفردي والجمعي في فلسطين. بل إن الانشغال المكثّف للمؤسسة الإسرائيلية خلال عقود ما قبل الدولة وبعده، بـ»الديموغرافي» يأتي من هاجس هذا السيناريو ومن الشعور المستبطن لدى اليهودي أنه في المنطقة أقلية، رغم تفوّقه، وأنه نقطة في بحر رغم تفوقه. وهذا واحد من مكامن الخوف اليهودي أو عقدة الخوف التي تحوّلت في تجربة اليهود الإسرائيليين إلى سياسات وحروب وسلسلة من القوانين والإجراءات في الجغرافيا التي حددها قرار التقسيم أو تلك التي احتلتها إسرائيل. وهي عقدة، غالبا ما يمتنع الإسرائيليون اليهود عن فتحها للمناقشة أو المصارحة إلا في الندوات المغلقة. وقيض لي أن أشارك في حلقات حوارية مع مثقفين إسرائيليين وأن أكتشف تأصّل هذه العقدة إلى حدود أنها التي تصمم وعي الإسرائيلي اليهودي وتبلور مواقفه وأكثر سلوكياته.

    وقد دعتني إحدى هذه الحلقات التي نظمتها مجموعة من محاضري القانون والفلسفة والجغرافية والتربية لأقدّم مداخلة وضعت لها عنوانا «أفكار عن الحقيقة والخوف». كان ادعائي المحوري فيها أن لدى اليهودي أفرادا وجماعة عقدة «الخوف من الزوال» أو «هجاس الإبادة» وأن الخوف المتأتي من عدم الرغبة في مواجهة الحقيقة التاريخية للوجود اليهودي في فلسطين والخوف الموضوعي، بمعنى غياب الأمن مجتمعين إلى حقيقة تعرض اليهود في العصر الحديث إلى محاولة الإبادة، يجعل من عملية الحوار اليهودي العربي داخل إسرائيل أو من كل عملية تفاوض محاولة ستصل بالضرورة إلى الطريق المسدود. بل إن الخوف اليهودي المركب لا بدّ أن يتحول إلى سياسات عدوانية أو استباقية أو وقائية عادة ما يكون العربي أينما كان في مرمى هذه السياسات ضحية بامتياز. ومن المفارقات أن يشارك في نهاية يومين من الحوارات المفتوحة على كل شيء مسؤول أمني سابق لم يستمع إلى مداخلتي. وإذ به يتحدث بالمصطلحات ذاتها التي استخدمتها ويقترب كثيرا من مقاربتي. وهذا لدهشة الجميع الذين يعرفون الاختلاف في نقطتي الانطلاق بيننا وفي الرؤيا والانتماء القومي والسياسي.

    أسوق هذه الحادثة للتدليل على مركزية الخوف في التجربة الإسرائيلية كحالة مستديمة مصممة للوعي والسياسات ومؤثرة في صنع القرار في مستويات عدة. وهو ما نشهده الآن من توالي أحداث تدفع منسوب الخوف اليهودي إلى أعلى الأمر الذي يُفضي إلى تصريحات أو طروحات عنفية من مسؤولين متنفذين في القيادات الإسرائيلية. فالحديث عن إمكانية أن يتدفق الفلسطينيون من قطاع غزة بعشرات أو مئات الآلاف منهم إلى الحواجز التي تشكل معابر إسرائيلية على حدود القطاع المحاصر، من شأنه أن يرفع منسوب الخوف كما حصل مع اختراق الحدود مع مصر قبل أكثر من شهر. ويذكرنا الأمر بصواريخ سكود العراقية وما أذكته من خوف في المجتمع اليهودي. وقد عاد الأمر على ذاته بشكل أكثر كثافة في الحرب الثانية على لبنان. ولا نقصد هنا ذاك الخوف الطبيعي والمفهوم من صواريخ تقع حيثما يشاء ولا يشاء مطلقوها أو ذاك العصاب المتأتي من حالة الحرب. فباعتقادنا أن هذا الخوف إنساني ومشترك لكل الواقعين تحت نيران حرب أو قذائف أو قصف يهودا كانوا أو غير يهود في إسرائيل أو في دارفور.

    بل نقصد هذا التوتر الوجودي لجماعة تعرضت مرة قبل ستين عاما لمحاولة إبادتها كجماعة يهودية. فجأة تستذكر الجماعة التي صارت المحرقة بالنسبة لها دين العلمانيين وتجربة وجودية حية في ذهن الذين عاشوها وأولئك الذين ورثوها. ولا نبالغ إذا قلنا أن إسرائيل إنما قامت بقوة دفع هذه التجربة وبغطائها! فاليهود، وفق الرواية الصهيونية، جاءوا إلى فلسطين كي يأمنوا ويطمئنوا في «بيتهم القومي»! وبدل هذا يعيشون تجربة يبدون فيها الجماعة اليهودية الأقلّ أمنا في العالم!

    مثل هذا الخوف يطالعنا كلما تعمقنا في عملية الحوار مع زملاء يهود سعيا نحو فتح الأفق المسدود وتحقيقا لنوع من مصالحة بين اليهود في فلسطين وبين العرب والفلسطينيين منهم على وجه الخصوص. فكلما تقدمنا بهم نحو الإقرار بالرواية العربية للصراع وبضرورة إحقاق الحق الفلسطيني بالتفاوض جاؤونا بخوفهم وتمترسوا على حدوده. وهنا، يطرحون علينا أسئلتهم النزقة مثل «ومن يضمن لنا العيش الهادئ في حال انسحابنا من كل المناطق المحتلة؟» أو «أنتم تعدوننا بالجنة لأنكم أقلية تسعون إلى تحسين أوضاعكم، لكنكم ستنقلبون علينا فور تغيير الوضع القائم فأنتم العرب لا تترددون في قتل بعضكم لأقل سبب أو خلاف؟» أو «أي مرجعية عربية أو سلطة فلسطينية ستضمن عدم الانقضاض علينا في أول فرصة؟» أو «كيف نثق بكم ومشاريع رمينا بالبحر أو ذبحنا أو إزالتنا من الوجود حية ترزق من طهران إلى غزة، من أحمدي نجاد إلى حماس؟». أما كل محاولتنا إبقاء الحوار في مساره العقلاني فتؤول إلى باب موصد. ونقرّ أننا كنا نجد صعوبة موضوعية في طمأنة حتى أولئك غير الصهيونيين منهم. إذ إن مجموعة انتمائنا العربية تعجّ بإشارات وتحولات وتقولات وشخصيات تقلقنا وتخيفنا نحن فكم بالحريّ هم!

    باعتقادنا أن التحولات السياسية والعسكرية في العلاقة بين العرب وإسرائيل تحمل في كل يوم أكثر من عامل يذكي هاجس الخوف اليهودي الذي يتلقفه سياسيون إسرائيليون بنهم ويؤججونه كجزء من حراكهم الانتخابي وتكريس شعبيتهم أو تعميقها. بل إن من القادة العرب والمسلمين من يبني على هذا الخوف عرشه وروايته للآتي ويعد الناس ـ كما فعل السيد نصر الله ـ بأن إسرائيل أشبه بـ»بيت عنكبوت» وأنها سرعان ما ستتداعى وتختفي. وهي الرواية ذاتها على لسان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد. وفي الطرف الفلسطيني من يعتقد أن هذه الرواية هي كل الحكاية وأنه مستعد أن يتبناها ويعمل بوحيها. وندّعي في هذا الموضع بالذات أن قراءة العرب في جزء منهم لهذا الخوف قراءة تسطيحية وإن هذا التسطيح يُفضي إلى استنتاج خطير مفاده أنه، وما دامت الحالة كهذه، فإنه كلما خاف اليهود في فلسطين استفاد العرب والمسلمون! ومن هنا خيار هؤلاء الذهاب في خيار إخافة اليهود وتأجيج عقدة الخوف وهجاس الإبادة والزوال.

    هذا مقابل حقيقة موضوعية تتجسّد في أن المجتمع اليهودي امتنع عن الاشتغال بهذا الخوف علنا أو مكاشفة. وعندما حاولنا أن نرصد ونتتبع هذه الموضوعة في الكتابات الأكاديمية والأدبيات المتخصصة فوجئنا بندرة تداول الموضوعة مباشرة في أبحاث ودراسات مكرّسة لها نقدّر أنها ناتجة عن امتناع طبيعي للخائف المأزوم من الاعتراف بخوفه أمام الراغبين في إخافته خشية أن يستغلوا ذلك ضده.

    ومع هذا فإن شحنة هذا الخوف حاضرة كلما حصل تصعيد في الوضع. بل إن معارك انتخابية كاملة في إسرائيل تقوم على مادة الخوف دون أن يُحكى عن ذلك صراحة. كأن تكون في مركز دعاية حزب ليكود مثلا خريطة تبين أن مطار اللد (بن ـ غوريون لاحقا) سيكون على مرمى الصواريخ الفلسطينية في حال الانسحاب من جبال نابلس! وبين الصمت الإسرائيلي في هذا الشأن والاستنتاج العربي الخاطئ تكمن كارثة حقيقية. إذ نتوقّع، في حال خطا عرب فلسطينيون أو لبنانيون أو غيرهم في مسار الإخافة المذكور لليهود في فلسطين، دولة وكيانا ووجودا، فإن المجموعة الخائفة ستندفع غريزيا نحو تأمين مجالها استباقيا من خلال عُنف مدمّر لا تنفع معه خطابات مباشرة أو مُتلفزة بالعربية أو بالفارسية ولا انتصارات أثيرية بالبث المباشر.

    لا نقول هذا لإخافة أي من العرب بل للذهاب في أطروحتنا حتى النهاية مؤمنين بأن قول العرب الحقيقة لليهود ودولتهم ومؤسساتهم من خلال مبادرة متجددة تقوم على المبادرة السعودية وعلى مبدأ لا حلّ للمسألة اليهودية على الأرض العربية بغير حلّ للمسألة الفلسطينية بين البحر والنهر.

    بمعنى أن العرب لن يمنحوا إسرائيل الشرعية ـ وهو منتهى ما تبحث عنها من العرب وبالتحديد من ضحيتها الفلسطينيين ـ ولا الأمن إلا بتسوية للمسألة الفلسطينية والانسحاب من الأرض العربية. أي أنه يُمكن للعرب أن يقرأوا هذا الخوف قراءة سلمية إيجابية لا قراءة تسطيحية مغامرة تذكرنا بأيام زمان. حينها، كان الفلاحون الفلسطينيون يتذمرون من الاستيطان اليهودي وزحفه في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. وكان القادة يسخرون من اليهود القادمين إلى فلسطين ويعتبرونهم «أولاد الميتة» بمعنى أن لا حول لهم ولا قوة! أما البقية فمعروفة لنا بالدم والتضحيات وضياع فلسطين وأهلها. ومن هنا أهمية أن يتم التعامل مع الخوف اليهودي ليس من زاوية «بيت العنكبوت» ولا من زاوية رواية التلاشي والزوال لأن هذا بالذات ما يُمكن أن يدفع إسرائيل الرسمية دفعا طبيعيا إلى ما هو أشد وأقسى على الفلسطينيين قبل غيرهم مما كان حتى الآن. وهم يملكون كل مقومات فعل ذلك لاسيما الخوف. لقد انسحبت إسرائيل من لبنان ومن غزة. وقد فعلت ذلك لأن ثمن البقاء هناك كان أضعاف الفائدة منه. وهو انسحاب محسوب بالخريطة الدولية ونحو حدود يعتبرها العرب شرعية، حدود 5 حزيران العام 1967. أما التطور في الساحتين الغزية واللبنانية فقد فتحت جدلا عميقا في النخب الإسرائيلية عن جدوى الانسحاب ما دام الرد العربي على ما هو. بل إن هذا الانسحاب في جوهره كان انسحابا نحو إجماع يهودي جديد في إسرائيل يقول: «انسحبنا إلى الخطوط الدولية لأجل إحقاق تسوية ولأننا عازمون على إنهاء الاحتلال لكننا متفقون بالكامل على إن أي تهديد لإسرائيل في حدود انسحابها سيدفعنا إلى ما لم نفعله من قبل»! وهي مقولة يتحلّق حولها أكبر إجماع يهودي في إسرائيل بعد احتلال 1967. بمعنى أن المجتمع اليهودي الماضي إلى إعادة إنتاج ذاته في حدود نهائية، من ناحيته، سيردّ بعنف لا قبل للفلسطينيين على الأقل على احتماله أو تفاديه. إلا إذا أراد البعض أن يواصلوا الهتاف والتهليل والتبرع لبطولات الفلسطيني الحقيقية والموهومة من بعيد بينما يسير هو من موت إلى موت. ونوصي بأن يقرا العرب الخوف اليهودي مقرونا بمكونات وعناصر أخرى في تاريخهم وتجربتهم لا سيما موقعهم في المنظومة الدولية والتزام أوروبا أكثر من أمربكا بالفاظ على إسرائيل التي ولدت على الأرض الأوروبية ومن رماد المحارق كما هو في الذهنية الأوروبية الجمعية. فالخوف الذي يراهن عليه بعض العرب أو غيرهم هو المادة التي تعيد لإسرائيل روحها. ومن هنا، فإن ليس كل ما يُخيف اليهود يضمن أكاليل الغار للعرب كما يدّعي غيا وتجبّرا البعض منّا بل قد يستدعي أكاليل الزهور لضحاياهم وهو ما ينبغي منعه!

    كاتب فلسطيني

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 3:24 am