الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    من قصص البطولة و الفداء (الاسير سعيد العتبة)

    عنبتاوي
    عنبتاوي
    رقيب أول


    عدد الرسائل : 151
    العمر : 35
    بلد الأصل : عنبتا-طولكرم-فلسطين الحبيبة
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 14/03/2008

    من قصص البطولة و الفداء (الاسير سعيد العتبة) Empty من قصص البطولة و الفداء (الاسير سعيد العتبة)

    مُساهمة من طرف عنبتاوي 2008-09-19, 2:35 pm

    مع الإفراج عن أقدم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أحمد جبارة "أبو السكر" أصبح الأسير سعيد العتبة من مدينة نابلس أقدم أسرى الحرية الفلسطينيين و عميدهم خلف قضبان السجون الصهيونية .

    و في بيت سعيد دويكات الكائن في جسر التيتي في مدينة نابلس جلست والدته و شقيقتاه ليحدّثونا عن ستة و عشرين عاماً قضاها سعيد بين أحضان السجون .

    فقد ولد الأسير سعيد دويكات في 5/1/1951 و أنهى دراسة الثانوية العامة في مدارس نابلس ليعتقل و هو في السادسة و العشرين من عمره . و هنا يبدأ شلال الذكريات بالتدفق من عيون والدة الأسير سعيد و هي تحتضن صورته بشغفٍ كبير لتنطلق الأشجان مختلطة بالزفرات الحرّى من بين شفتيها حيث تقول : "بتاريخ 27/7/1977 كنا قد ذهبنا لخطبة إحدى الفتيات لسعيد ، فقد كان قراره أن يتزوّج و يتأهّل و يبدأ بإنشاء الأسرة التي ستكون له قرة العين و راحة البال ، و قبل أن نحصل على جواب أهلها و بعد يومين فقط من الطلب حضرت القوات الصهيونية إلى المنزل في الساعة الرابعة فجراً" .

    و رغم مرور ربع قرنٍ على ذلك الحادث ما زالت أم راضي تتذكّر ذلك اليوم فقد اقتحم الجنود البيت و قاموا بتحطيم كلّ ما فيه قبل أن يقتادوا سعيداً و شقيقه نضال إلى المعتقل .

    نضال أمضى في السجن عاماً كاملاً ثم أفرج عنه ليواصل دراسته و يصبح طبيباً في حين بقيَ سعيد حتى اليوم خلف قضبان السجون . و بكلّ أسى تذكّر أم راضي أن نفس اليوم الذي اعتقل فيه سعيد كان لدى الأسرة مناسبة فرح أخرى غير الاستعداد لخطبة سعيد و هي زواج شقيقته الذي صادف نفس اليوم لتحوّل غربان الليل فرحة الأعراس إلى أحزان الوداع و ضيق الفراق الذي لم يتوقع أحد أن يمتدّ كلّ ذلك الزمان .

    و تتحدّث والدة سعيد عنه بأنه كان مضرب المثل بين أقرانه و أصدقائه و جيرانه ، حيث كان يعمل في مجال تمديدات الكهرباء و لحام الحديد غير أنه كان إنساناً وطنياً و سياسياً عالي الثقافة متابعاً للأحداث و أنه قد سافر غير مرة إلى دمشق و بغداد .

    أما شقيقته سناء فتصف سعيد بأنه شخصٌ لبق و واعٍ و اجتماعيّ و أنه حتى ساعة اعتقاله لم يبدَ منه ما يشير إلى عضويته بأيّ تنظيم مسلح . و تتابع قائلة : "كان العمل الوطني في السبعينات مختلفاً عما هو عليه الآن ، فالمشاركون فيه قلّة و من يسير في مسيرة أو يشترك بمظاهرة أو يوزّع منشوراً يحصل على حكم عالٍ جداً من المحاكم الصهيونية".

    و تضيف أنه رغم ذلك فإن سعيد انخرط بالعمل الوطني رغم قلة العاملين في ذلك المجال إبان تلك الفترة من السبعينات . و تسعفها الذاكرة لتذكر كيف طلب إليها جمع الأزهار ذات مرة من رابية قريبة من البيت لتعلم أن تلك الأزهار كانت بهدف صناعة الأكاليل للشهيدة لينا النابلسي .

    و عن ظروف اعتقاله تقول شقيقته سناء إن أحد رفاقه في العمل المسلح قد اعتقل أثناء توجّهه لزرع عبوات في سوق الكرمل بين يافا و تل أبيب و رغم علم سعيد بذلك إلا أنه اختار البقاء في الوطن حيث كان بإمكانه مغادرة الضفة الغربية قبل اكتشاف أمره و أنه يقف خلف المجموعة التي كانت تنفّذ تلك العمليات .

    و تضيف أن زميله الذي اعتقل قد أجبر تحت ضغط التعذيب الشديد على الاعتراف عن سعيد و بعد ثلاثة أيام من اعتقاله تم اعتقال سعيد و إغلاق منزله حيث وجّهت له تهمة الاتصال برجال المقاومة الفلسطينية و التخطيط و الإشراف و المسؤولية عن تنفيذ عمليات مسلحة ضد الاحتلال إضافة إلى اعتباره أحد أبرز خبراء تحضير العبوات الناسفة و قيادته للجناح المسلح للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في ذلك الحين .

    و تقول والدة الأسير سعيد إنه و بعد اعتقاله أصبح عضواً في المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية و أحد صانعي قرارها قبل أن يلتحق باتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (فدا) و يصبح عضواً في مكتبها السياسي كذلك من داخل المعتقل ، حيث يلعب الأسرى الفلسطينيون خاصة أصحاب المحكوميات العالية دوراً هامّاً و أساسياً في المعركة السياسية للشعب الفلسطيني .

    و تضيف الوالدة أنه رغم تبوئه لهذه المواقع الهامة لم تنجح تبادلات الأسرى المعقودة بين الفصائل الفلسطينية و الاحتلال في الإفراج عنه خاصة و أن تبادل العام 1985 مع الجبهة الشعبية القيادة العامة قد منحه فرصة كبيرة حيث كان قد أمضى في ذلك الحين 9 سنوات .



    بقية المعاناة :

    و لم تتوقّف معاناة تلك الأسرة على انقلاب أفراحها إلى أحزان و ويلات باعتقال سعيد ، فقد مكث سعيد في سجن نابلس عاماص واحداً ثم انتقل إلى سجن بئر السبع فعسقلان قبل أن يُعاد إلى سجن جنيد لينتقل بعدها إلى سجن نفحة الصحراوي .

    و في إحدى الزيارات بتاريخ 13/12/1989 لم يحتمل الوالد أبو راضي وضع ابنه داخل السجن فأصيب في السجن بجلطة قلبية على باب السجن و نقل بعدها إلى مستشفيات نابلس حيث أصابته الجلطة الثانية و توفي على الفور .

    و تتحدث الوالدة التي أضناها الشوق و زاد البعد من ألمها عن بقية المعاناة حيث إنها لم تتمكّن من زيارته منذ ثلاثة أعوام ، و تتابع أنها آخر مرة رأته داخل السجن كان يعاني من ضعفٍ في البصر إضافة إلى خلع أسنانه و اهتراء لثّته و ضعف حالته الجسدية و نحل قوامه اللافت .

    و تقول الوالدة إنها حين أبدت قلقها عليه ابتسم و أخذ يرفع من معنوياتها و يشدّ أزرها و يقوّي عزيمتها و هو يقول (سأحضر لك معتقلاً أقدم مني) ، و فعلاً نادى على زميله الأسير "أبو السكر" الذي حضر و أبلغها أن وضعهم بخير رغم إمضائهم قرابة الربع قرن داخل السجن ، و هنا تتدخّل الشقيقة الأخرى لتقول لنا : "لقد أمضى سعيد داخل المعتقل 26 عاماً ، أي أكثر من اليوبيل الفضي بعام ، فالناس عادة يكرمون العلماء و المبدعين و المراكز الإبداعية بعد 25 عاماً على مشوارها ، أفلا يستحق سعيد إكراماً بعد 25 عاماً من مشوار السجن" ، و تضيف : "نحن نتفهّم أن الحكومة الصهيونية لا تتجاوب عادة مع رغبات الفلسطينيين لكننا في نفس الوقت نشعر أن هناك تقصيراً من المؤسسات الرسمية و الوطنية و الشعبية التي كان من الواجب أن تتكاتف جهودها لإطلاق سراح سعيد" ، و تضيف : "من سمع بمعاناة سعيد ؟؟‍ لا أحد ، رغم أنه قد اعتقل لقضية وطنية تختص بالناس جميعاً ، ليس حقّه على تنظيمه فحسب ، الجميع مقصّر ، الجميع يجب أن يفعّلوا موضوع سعيد ، لقد آن الأوان أن يغلق ملف اعتقاله ، لقد آن الأوان أن يخرج سعيد من سجنه ، 26 عاماً هي فترة كافية لتحلّل الجسد داخل القبر و مع ذلك فإن سعيد ما زال يعيش مع الأمل من داخل المعتقل" .

    و أضافت تقول : "أين قضية سعيد من طاولة المفاوضات الحالية و أين إخوانه الأسرى الذين أمضوا محكوميات طويلة ، لماذا الإفراج فقط عن الذين تبقّت لانقضاء محكومياتهم أيام قليلة ؟ و لماذا نقبل التوقيع على أيّ اتفاق لا يشير إليهم مجرد إشارة ، بالأمس مدريد ثم أوسلو و نحن الآن نستشرف خارطة الطريق فهل ستقود سعيد و رفاقه إلى طريق الشمس التي حرّموا منها في عالم الحرية أم سيغلق الباب أمام هذا الحلم من جديد ، و يطوي قصتهم سجل النسيان ، و يجب أن تكون هناك متابعة لأولويات المطالبات بالإفراج حسب المدة التي يقضيها المعتقل داخل السجن" .

    و تقول شقيقة الأسير سعيد سناء : "لقد تقدّم أحد المحامين بطلب استئناف ضد الحكم الصادر بحق سعيد و مدته مؤبّد و ضد إغلاق البيت غير أن الاحتلال لم يتجاوب مع الاستئناف و بقي سعيد على حكمه و بقي البيت مغلقاً مدة 17 عاماً .

    و عن سعيد تقول الوالدة : "لقد كنّى سعيد نفسه باسم أبو الحسن غير أنه داخل المعتقل أصبح يسمى "أبو الحكم" من قبل زملائه الأسرى حيث عرف بأنه حاكم عادل و طرف توفيقي يسعى دوماً للتصالح و المصالحة بين الفصائل عند أيّ إشكال ، و أنه قد تميّز بعلاقاته الطيبة من الجميع داخل المعتقل و هو ما جعله أحد الرموز العامة للأسرى و يلاقي هناك قبولاً عاماً من جميع السجناء" .

    و تختتم الوالدة حديثها بعن سعيد بالقول : "إن الفرح قريب إن شاء الله و ابق يا سعيد كما عرفناك صابراً صامداً محتسباً و إن شاء الله بعد أبو السكر يكون دورك يا سعيد و إن غداً لناظره لقريب" .

    حكاية الأسير سعيد العتبة ... حكاية تراكم على بطلها غبار النسيان و الإهمال خلف قضبان السجون دون أن يمنع ذلك الغبار قلباً حياً عن الخفقان و دون أن يحد علو الأسوار شوق القلب الملتاع من ألم الفراق ، و حتى تشرق شمس الحرية من جديد على سعيد تبقى أسرته في جبل النار تتمسّك بصلات غالية و رجاء كبير من الله عز و جل أن يسخر للإفراج عنه ما شاء الله من أسباب .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 3:23 am