يصادف الثلاثاء 16/9/2008 الذكرى السادسه والعشرون لمجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا التاريخية التي اقترفتها قوات الاحتلال الصهيوني وقوات الكتائب اللبنانية المسيحية الموالية للاسرائيليين في المخيمين.
وأسفرت المذبحة التي استمرت أكثر من 36 ساعة متواصلة وسط تعتيم وتكتم شديد، عن استشهاد ما يقدر بثلاثة آلاف فلسطيني ولبناني وعربي كانوا في المخيمين وقت اقتحامهما من قبل القوات اللبنانية والاسرائيلية المتحالفة آنذاك.
وكان اقتحام المخيم بدأ عند الساعة السادسة من مساء الخميس السادس عشر من أيلول 1982، الا أن أنباء المذبحة والابادة الجماعية التي كانت تتم داخل المخيم لم تتسرب الا صباح السبت 18/9/1982، مما أوقف شلال الدم فيها بعد فوات الاوان ومنح القتلة فرصة كافية لاخفاء جرائمهم.
واستشهد في المخيم عائلات بأكملها من اللاجئين الفلسطينيين الذين لم يعرف مصيرهم لأن أحداً ما ممن يعرفهم لم يبقَ على قيد الحياة ليروي ما جرى لهم، كما حدثت المشاهد نفسها بالنسبة لعائلات لبنانية بأكملها كانت متواجدة في المخيم أو في محيطه، ذنبها فقط أنها من المسلمين، حيثُ أشارت بعض التقديرات الى أن نحو ثلث ضحايا المجزرة من اللبنانيين.. إلا أن القتلة لم يفرقوا آنذاك بين لبناني وفلسطيني!!
وتم تنفيذ المجزرة البشعة بناء على مخطط صهيوني رسمه وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك الإرهابي أرائيل شارون (رئيس الوزراء الحالي)، ورئيس أركانه آنذاك رافائيل ايتان، وهما اللذان كانا في لبنان وأشرفا على عمليات ذبح الفلسطينيين ميدانياً، وشاهدا مئات الفلسطينيين واللبنانيين يذبحون على أيدي القتلة.
ووقعت المذبحة بعد يوم واحد على اقتحام القوات الإسرائيلية بيروت التي كانت قد صمدت ثلاثة شهور متواصلة تحت نيران قصف المدافع والطائرات الحربية، حتى أحالها جيش الاحتلال الى خراباً قبل أن يدخلها، دخولاً لم يدم طويلاً عندما فرَّ منها هارباً بفعل المقاومة الوطنية اللبنانية الشرسة في بيروت الغربية.
ويقول أحد الصحفيين الأجانب أنه سأل أحد رجال الميليشيات في اتصال هاتفي ظهر الجمعة 17/9/1982: ماذا يجري في المخيم؟ فأجاب: إننا نقوم بعملية ذبح.
بينما يشير الصحفي الأمريكي جوناثان راندل (مراسل صحيفة واشنطن بوست في لبنان)، أن مجرمي صبرا وشاتيلا روى له كيف كانوا يقتلون الفلسطينيين بالقول: (أطلقنا عليهم النار أمام الجدران، ذبحناهم في عتمة الليل). ولدى سؤال القاتل: كم من الفلسطينيين قُتل في المذبحة، أجاب: (ستعرفون ذلك يوماً ما إذا حفروا نفقاً للمترو في بيروت)، وذلك في إشارة منه إلى الأعداد الكبيرة من الضحايا الذي لقوا حتفهم ودفنوا قبل أن يتم اكتشاف أمرهم!!
وكانت الغالبية الساحقة من ضحايا المجزرة من النساء والأطفال والشيوخ والعجزة، حيثُ لم يكن قد بقي في بيروت أحد من المقاتلين الفلسطينيين، بعد أن خرجوا جميعاً منها موزعين على دول عربية عديدة بموجب اتفاق أبرمته منظمة التحرير الفلسطينية مع المبعوث الأمريكي الى المنطقة، وهو الاتفاق الذي تعهدت فيه الولايات المتحدة بضمان الأمان والحماية للفلسطينيين المدنيين العزل بعد رحيل مقاتليهم عن لبنان، وهذا ما أخلَّ به الأمريكيون، أو في أحسن الأحوال لم يتمكنوا من الوفاء به.
***
رحم الله شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا وأسكنهم فسيح رحمته وجناته، فقد كانت أبشع جرائم الإبادة في تاريخ البشر، رغم أن ما بلغنا مما جرى فيها أقل بكثير من الواقع الذي لم يشهده هناك على حقيقته إلا الشهداء وغير الناجين من بشاعة الجريمة.
وأسفرت المذبحة التي استمرت أكثر من 36 ساعة متواصلة وسط تعتيم وتكتم شديد، عن استشهاد ما يقدر بثلاثة آلاف فلسطيني ولبناني وعربي كانوا في المخيمين وقت اقتحامهما من قبل القوات اللبنانية والاسرائيلية المتحالفة آنذاك.
وكان اقتحام المخيم بدأ عند الساعة السادسة من مساء الخميس السادس عشر من أيلول 1982، الا أن أنباء المذبحة والابادة الجماعية التي كانت تتم داخل المخيم لم تتسرب الا صباح السبت 18/9/1982، مما أوقف شلال الدم فيها بعد فوات الاوان ومنح القتلة فرصة كافية لاخفاء جرائمهم.
واستشهد في المخيم عائلات بأكملها من اللاجئين الفلسطينيين الذين لم يعرف مصيرهم لأن أحداً ما ممن يعرفهم لم يبقَ على قيد الحياة ليروي ما جرى لهم، كما حدثت المشاهد نفسها بالنسبة لعائلات لبنانية بأكملها كانت متواجدة في المخيم أو في محيطه، ذنبها فقط أنها من المسلمين، حيثُ أشارت بعض التقديرات الى أن نحو ثلث ضحايا المجزرة من اللبنانيين.. إلا أن القتلة لم يفرقوا آنذاك بين لبناني وفلسطيني!!
وتم تنفيذ المجزرة البشعة بناء على مخطط صهيوني رسمه وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك الإرهابي أرائيل شارون (رئيس الوزراء الحالي)، ورئيس أركانه آنذاك رافائيل ايتان، وهما اللذان كانا في لبنان وأشرفا على عمليات ذبح الفلسطينيين ميدانياً، وشاهدا مئات الفلسطينيين واللبنانيين يذبحون على أيدي القتلة.
ووقعت المذبحة بعد يوم واحد على اقتحام القوات الإسرائيلية بيروت التي كانت قد صمدت ثلاثة شهور متواصلة تحت نيران قصف المدافع والطائرات الحربية، حتى أحالها جيش الاحتلال الى خراباً قبل أن يدخلها، دخولاً لم يدم طويلاً عندما فرَّ منها هارباً بفعل المقاومة الوطنية اللبنانية الشرسة في بيروت الغربية.
ويقول أحد الصحفيين الأجانب أنه سأل أحد رجال الميليشيات في اتصال هاتفي ظهر الجمعة 17/9/1982: ماذا يجري في المخيم؟ فأجاب: إننا نقوم بعملية ذبح.
بينما يشير الصحفي الأمريكي جوناثان راندل (مراسل صحيفة واشنطن بوست في لبنان)، أن مجرمي صبرا وشاتيلا روى له كيف كانوا يقتلون الفلسطينيين بالقول: (أطلقنا عليهم النار أمام الجدران، ذبحناهم في عتمة الليل). ولدى سؤال القاتل: كم من الفلسطينيين قُتل في المذبحة، أجاب: (ستعرفون ذلك يوماً ما إذا حفروا نفقاً للمترو في بيروت)، وذلك في إشارة منه إلى الأعداد الكبيرة من الضحايا الذي لقوا حتفهم ودفنوا قبل أن يتم اكتشاف أمرهم!!
وكانت الغالبية الساحقة من ضحايا المجزرة من النساء والأطفال والشيوخ والعجزة، حيثُ لم يكن قد بقي في بيروت أحد من المقاتلين الفلسطينيين، بعد أن خرجوا جميعاً منها موزعين على دول عربية عديدة بموجب اتفاق أبرمته منظمة التحرير الفلسطينية مع المبعوث الأمريكي الى المنطقة، وهو الاتفاق الذي تعهدت فيه الولايات المتحدة بضمان الأمان والحماية للفلسطينيين المدنيين العزل بعد رحيل مقاتليهم عن لبنان، وهذا ما أخلَّ به الأمريكيون، أو في أحسن الأحوال لم يتمكنوا من الوفاء به.
***
رحم الله شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا وأسكنهم فسيح رحمته وجناته، فقد كانت أبشع جرائم الإبادة في تاريخ البشر، رغم أن ما بلغنا مما جرى فيها أقل بكثير من الواقع الذي لم يشهده هناك على حقيقته إلا الشهداء وغير الناجين من بشاعة الجريمة.