الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان

    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان Empty رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-19, 9:46 am

    آثرت أن تكون هذه من اول المواضيع التي تقدم ضمن هذا الملتقى الأدبي الذي ترعاه الوحدة الطلابية
    و ان سألت لماذا هذا الموضوع بالذات؟
    اقول لكم :
    اني أريد توصيل الفكرة بأن الثائر و المناضل و المقاوم و الفدائي ما هو الا بشر مثلنا يحب و يكره و يعشق
    عشقوا امهاتهم فقالوا أحن الى خبز امي
    عشقو اخوتهم بالنضال فقالوا يا خوي البزنزانة
    عشقوا نساءا تحمل الخبز و الدمع من ارض فلسطين فقال غسان كنفاني اني مؤمن بك ايمان الاصيل بالوطن و التقي بالله و الصوفي بالغيب
    العمل النضالي لا يسلخ الانسان من بشريته
    فيا رفاقنا المناضلين و في الساحة الداخلية او في الخارج او الساحة الطلابية انما انتم بشر احبوا و اكرهو
    لكن ضعو نصب اعينكم ان الحب انما هو حب الوصن اولا و الوطن هو فلسطين


    أبو بكر ؛
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان Empty رد: رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-19, 9:46 am

    رسائل غسّان كنفاني إلى غادة السمّان

    الرسالة الأولى :

    " رسالة غير مؤرخة – لا أذكر التاريخ !
    لعلها أول رسالة سطرها لي "


    غادة..
    اعرف أن الكثيرين كتبوا لك، وأعرف أن الكلمات المكتوبة تخفي عادة حقيقة الأشياء، خصوصا إذا كانت تعاش وتحس وتنزف على الصورة الكثيفة النادرة التي عشناها في الأسبوعين الماضيين.. ورغم ذلك، فحين أمسكت هذه الورقة لأكتب كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله وأنا أثق من صدقه وعمق كثافته وربما ملاصقته التي يخيل إلي الآن أنها كانت شيئا محتوما، وستظل، كالأقدار التي صنعتنا: إنني أحبك.

    الآن أحسها عميقة أكثر من أي وقت مضى ، وقبل لحظة واحدة فقط مررت بأقسى ما يمكن لرجل مثلي أن يمر فيه ، وبدت لي تعاستي كلها مجرد معبر مزيف لهذه التعاسة التي ذقتها في لحظة كبريق النصل في اللحم الكفيف .. الآن أحسها ، هذه الكلمة التي وسخوها كما قلت لي والتي شعرت بأن علي أن أبذل كل ما في طاقة الرجل أن يبذل كي لا أوسخها بدوري .
    إنني أحبك: أحسها الآن والألم الذي تكرهينه – ليس أقل ولا أكثر مما أمقته أنا – ينخر كل عظامي ويزحف في مفاصلي مثل دبيب الموت. أحسها الآن والشمس تشرق وراء التلة الجرداء مقابل الستارة التي تقطع أفق شرفتك الى شرائح متطاولة .. أحسها وأنا أتذكر أنني أيضا لم أنم ليلة أمس وأنني فوجئت وأنا أنتظر الشروق على شرفة بيتي أنني – أنا الذي قاومت الدموع ذات يوم وزجرتها حين كنت أجلد – أبكي بمرارة لم أعرفها حتى أيام الجوع الحقيقي ، بملوحة البحار كلها وبغربة كل الموتى الذين لا يستطيعون فعل أيما شيء .. وتساءلت: أكان نشيجا هذا الذي أسمعه أم سلخ السياط وهي تهوي من الداخل.؟
    لا أنت تعرفين أنني رجل لا أنسى، وأنا أعرف منك بالجحيم الذي يطوق حياتي من كل الجوانب، وبالجنة التي لا أستطيع أن أكرهها .. وبالحريق الذي يشتعل في عروقي ، وبالصخرة التي كتب علي أن أجرّها وتجرني إلى حيث لا يدري أحد .. وأنا أعرف منك أيضا بأنها حياتي انا ، وأنها تنسرب من بين أصابعي أنا ، وبأن حبك يستحق أن يعيش الانسان له .. ورغم ذلك فأنا أعرف منك أيضا بأنني أحبك الى حد أستطيع أن أغيب فيه ، بالصورة التي تشائين ، إذا كنت تعتقدين أن هذا الغياب سيجعلك أكثر سعادة ، وبأنه سيغير شيئا من حقيقة الأشياء .

    أهذا ما أردت أن أقوله لك حين أمسكت الورقة ؟ لست أدري .. ولكن صدقيني يا غادة أنني تعذبت خلال الأيام الماضية عذابا أشك في أن احدا يستطيع احتماله ، كنت أجلد من الخارج ومن الداخل دونما رحمة ، وبدت لي حياتي كلها تافهة واستعجالا لا مبرر له ، وأن الله إنما وضعني بالمصادفة في المكان الخطأ لأنه فشل في أن يجعل عذابه الطويل الممض وغير العادل لهذا الجسد ، الذي أحتقر فيه قدرته غير البشريه على الصلابة ، ينحني ويموت ..

    إن قصتنا لا تكتب ، وسأحتقر نفسي لو حاولت ذات يوم أن أفعل ، لقد كان شهرا كالإعصار الذي لا يفهم ، كالمطر كالنار ، كالأرض المحروثة التي اعبدها إلى حد الجنون وكنت فخورا بك إلى حد لمت نفسي ذات ليلة حين قلت بيني وبين ذاتي أنك درعي في وجه الناس والأشياء وضعفي وكنت أعرف في أعماقي أنني لا أستحقك ليس لأنني لا أستطيع أن اعطيك حبات عينيّ ولكن لنني لن أستطيع الاحتفاظ بك الى الابد .
    وكان هذا فقط ما يعذبني .. إنني اعرفك إنسانة رائعة ، وذات عقل لا يصدق وبوسعك أن تعرفي ما أقصد : لا ياغادة لم تكن الغيرة من الآخرين .. كنت أحسك أكبر منهم بما لا يقاس ، ولم أكن أخشى منهم أن ذلك الشيء الوحيد الذي لا أستطيع أبدا إتقانه ولو أتقنته لما كنت الآن في قاع العالم .. لا ياغادة .. لم يكن ذلك الشعور الكئيب الذي لم يكن ليغادرني ، مثل ذبابة أطبق عليها صدري ، بأنك لا محالة ستقولين ذات يوم ما قلتِه الليلة .

    إن الشروق يذهلني ، رغم الستارة التي تحوله الى شرائح وتذكرني بألوف الحواجز التي تجعل من المستقبل – أمامي – مجرد شرائح .. وأشعر بصفاء لا مثيل له مثل صفاء النهاية ورغم ذلك فأنا أريد أن أظل معك، لا أريد أن تغيب عني عيناك اللتان أعطتاني ما عجز ك شيء انتزعته في هذا العالم من إعطائي ، ببساطة لأني أحبك ، وأحبك كثيرا يا غادة ، وسيدمر الكثير مني أن أفقدك ، وانا أعرف أن غبار الأيام سيترسب على الجرح ولكنني أعرف بنفس المقدار أنه سيكون مثل جروح جسدي : تلتهب كلما هب عليها الريح .
    انا لا أريد منك شيئا وحين تتحدثين عن توزيع الانتصارات يتبادر الى ذهني أن كل انتصارات العالم إنما وَزعت من فوق جثث رجال ماتوا في سبيلها .
    انا لا أريد منك شيئا ولا أريد – بنفس المقدار – أبداً أبدا أن أفقدك .
    إن المسافة التي ستسافرينها لن تحجبك عني ، لقد بنينا أشياء كثيرة معا لا يمكن ، بعد ، ان تغيبها المسافات ولا أن تهدمها القطيعة لأنها بنيت على أساس من الصدق لا يتطرق اليه التزعزع .
    ولا أريد أن أفقد " الناس " الذين لا يستحقون أن يكونوا وقود هذا الصدام المرّوع مع الحقائق التي نعيشها .
    ولكن إذا كان هذا ما تريدينه فقولي لي أن أغيب أنا .. ظلي هنا أنت فانا الذي تعودت ان أحمل حقيبتي الصغيرة وأمضي .
    ولكنني هذه المرة سأمضي وانا أعرف أنني أحبك وسأظل أنزف كلما هبت الريح على الاشياء العزيزة التي بنيناها معا .

    غسان



    يتبع الرسالة -2-
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان Empty رد: رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-19, 9:47 am

    الرسالة -2-

    رسالة غير مؤرخة لكن سياق الكلام فيها يدل على أنها كتبت في القاهرة اواخر تشرين الثاني ( نوفمبر ) وقبل 29-11-1966 بيوم او اثنين .

    عزيزتي غادة ..
    مرهق الى أقصى حد : ولكنك أمامي ، هذه الصورة الرائعة التي تذكرني بأشياء كثيرة عيناك وشفتاك وملامح التحفز التي تعمل في بدني مثلما تعمل ضربة على عظم الساق ، حين يبدأ الألم في التراجع ، سعادة الألم التي لا نظير لها ، أفتقدك يا جهنم ، يا سماء ، يا بحر ، أفتقدك الى حد الجنون ، الى حد أضع صورتك أمام عيني وأنا أحبس نفسي هنا كي أراك .

    ما زلت أنفض عن بذلتي رذاذ الصوف الأصفر الداكن ، وأمس رأيت كرات صغيرة منها على كتفي فتركتها هناك ، لها طعم نادر كالبهار .. انها تبتعث الدموع الى عيني أيتها الشقية . الدموع وأنا أعرف أنني لا أستحقك : فحين أغلقت الباب وتركتني عرفت ، عرفت كثيرا أية سعادة أفتقد إذ لا أكون معك ، لقد تبقت كرات صغيرة من الصوف الأصفر على بذلتي ، تشبثت بي مثلما أنا بك ، وسافرت بها الى هنا مثلما يفعل أي عاشق صغير قادم من الريف لأول مرة .

    لن أنسى ، كلا . فانا ببساطة أقول لك : لم أعرف أحدا في حياتي مثلك ، أبدا ، أبدا ، لم أقترب من أحد كما اقتربت منك أبدا أبدا ولذلك لن أنساك ، لا ... إنك شيء نادر في حياتي ، بدأت معك ويبدو لي أنني سأنتهي معك .

    سأكتب لك أطول وأكثر .. لقد أجلو المؤتمر الى 30 ولكنهم سيسفروننا غدا، الأحد الى غزة كي نشترك بمآتم التقسيم ، يا للهول ..
    ويبدو انه لن يكون بوسعي أن أعود للقاهرة قبل الرابع ، وسأكون في بيروت يوم 6 كانون الأول على أبعد تعديل .. الا اذا فررت من المؤتمر وأتيتك عدوا ..
    حين قرأ أحمد بهاء الدين حديثك لي خطفه * ، بل أجبرني على التعاقد معه لأكتب له مواضيع مماثلة .. قال لي وهو يهز رأسه : أخيرا أيها العفريت وجدت من يسكت شراستك ، سينشر الموضوع في ( المصور) ** التي علمت أنها توزع في كل البلاد العربية أعدادا هائلة وتحوز على ثقة الناس واحترامهم .. ولكنني بالطبع لا أعرف متى ..

    وزعت كتبك *** ، تحدثت عنك كثيرا ، فكرت بك ، بك وحدك .. وأنت لا تصدقين .. وأنت ( حين أعذب نفسي في المساء ) موجودة في الماي فير **** مع الناس والهواتف والضحك ..

    حاولي أن تكتبي لي : فندق سكرابيه شارع 26 يوليو ، القاهرة ، فسيكون أحلى ما يمكن أن يلقاني حين عودتي رسالة منك لأنني أعرف أنك لن تأتين ..

    اه يا عزيزة

    غسان كنفاني .
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان Empty رد: رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-19, 9:47 am

    الرسالة رقم -3- ..

    كازينو الأندلس – غزة ******* فندق الأندلس – غزة

    فندق قصر البحر – غزة ****** كازينو هويدي – غزة


    غزة في 29-11-1966

    غادة ..
    كل هذه العناوين المسجلة فوق، على ضخامتها ليست إلا أربع طاولات على شاطئ البحر الحزين، وأنا، وأنت، في هذه القارورة من العزلة والضجر. إنه الصباح، وليلة أمس لم أنم فقد كان الصداع يتسلق الوسادة كجيوش مهزومة من النمل، وعلى مائدة الفطور تساءلت: هل صحيح أنهم كلهم تافهون أم أن غيابك فقط هو الذي يجعلهم هكذا ؟ ثم جئنا جميعا إلى هنا: أسماء كبيرة وصغيرة، ولكنني تركت مقعدي بينهم وجئت أكتب في ناحية، ومن مكاني أستطيع أن أرى مقعدي الفارغ في مكانه المناسب، موجودا بينهم أكثر مما كنت أنا.

    إنني معروف هنا، وأكاد أقول " محبوب "، أكثر مما كنت أتوقع، أكثر بكثير، وهذا شيء، في العادة، يذلني، لأنني أعرف بأنه لن يتاح لي الوقت لأكون عند حسن ظن الناس ، وأنني في كل الحالات سأعجز في أن أكون مثلما يتوقعون مني . طول النهار والليل أستقبلُ الناس، وفي الدكاكين يكاد الباعة يعطونني ما أريد مجاناً وفي كل مكان أذهب إليه أستقبل بحرارة تزيد شعوري ببرودة أطرافي ورأسي وقصر رحلتي إلى هؤلاء الناس وإلى نفسي.إنني أشعر أكثر من أي وقت مضى أن كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق وتافه لغياب السلاح وأنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه، وذلك كله يشعرني بغربة تشبه الموت وبسعادة المحتضر بعد طول إيمان وعذاب، ولكن أيضا بذل من طراز صاعق.

    ولكنني متأكد من شيء واحد على الأقل، هو قيمتك عندي.. أنا لم أفقد صوابي بك بعد، ولذلك فأنا الذي أعرف كم أنت أذكى، وأنبل وأجمل. لقد كنت في بدني طوال الوقت، في شفتي، في عيني، وفي رأسي، كنتِ عذابي وشوقي والشيء الرائع الذي يتذكره الإنسان كي يعيش ويعود.. إن لي قدرة لم أعرف مثلها في حياتي على تصورك ورؤيتك.. وحين أرى منظرا أو أسمع كلمة وأعلق عليها بيني وبين نفسي أسمع جوابك في أذني، كأنك واقفة إلى جواري ويدك في يدي، أحيانا أسمعك تضحكين، وأحيانا أسمعك ترفضين رأيي وأحيانا تسبقينني إلى التعليق، وأنظر إلى عيون الواقفين أمامي لأرى إن كانوا قد لمحوكِ معي، أتعاون معك على مواجهة كل شيء وأضع معك نصل الصدق الجارح على رقابهم، إنني أحبك أيتها الشقية كما لم أعرف الحب في حياتي، ولست أذكر في حياتي سعادة توازي تلك التي غسلتني من غبار وصدأ ثلاثين سنة ليلة تركت بيروت هنا.

    أرجوك.. دعيني معك. دعيني أراك . إنك تعنين بالنسبة لي أكثر بكثير مما أعني لك وأنا أعرف ولكن ما العمل ؟ إنني أعرف أن العالم ضدنا معاً ولكنني أعرف أنه ضدنا بصورة متساوية، فلماذا لا نقف معا في وجهه ؟ كفّي عن تعذيبي فلا أنا ولا أنت نستحق أن نسحق على هذه الصورة. أما أنا أذلني الهروب بما فيه الكفاية ولست أريد ولا أقبل الهروب بعد، سأظل، ولو وُضع أطلس الكون على كتفي، وراءك ومعك. ولن يستطيع شيء في العالم أن يجعلني أفقدك فقد فقدت قبلك، وسأفقد بعد، كل شيء.

    " إنني لا أستطيع أن أكرهك ولذلك فأنا أطلب حبك " (*).. أعطيك العالم إن أعطيتني منه قبولك بي.. فأنا أيتها الشقية، أعرف أنني أحبك وأعرف أنني إذا فقدتك فقد أثمن ما لديّ، والى الأبد..

    سأكتب لك وأنا أعرف أنني قد أصل قبل رسالتي القادمة، فسأغادر القاهرة يوم 5 كانون وتأكدي: لا شيء يشوقني غيرك.

    غسان كنفاني.


    --
    (*) هذه العبارة استشهاد لغسان من إحدى رسائله الوجدانية لي المنشورة في زاوية " أوراق خاصة " في جريدة المحرر، وغير المنشورة بعد في " الأعمال الكاملة لغسان كنفاني ". وكان غسان يحمل مسودات رسائله إلي التي ينشرها وذلك بعد أن تقوم المطبعة بصفها، وقد احتفظت بتذكارات منها بخطه، لكنني لم أنشرها في هذا الكتاب، إذ من المفروض أن تصدر في مجلد خاص بها في " الأعمال الكاملة لغسان كنفاني " ما دام قد اختار أن ينشرها بنفسه في الصحف خلال حياته. غادة السمّان




    - ما زال يتبع -
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان Empty رد: رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-19, 9:48 am

    الرسالة -4-

    20-1-1967


    عزيزتي غادة ..
    صباح الخير
    ماذا تريدين أن أقول لك ؟ الآن وصلت إلى المكتب ، الساعة الثانية ظهرا ، لم أنم أبدا حتى مثل هذه الساعة إلا أمس ودخلت مثلما أدخل كل صباح : أسترق النظر إلى أكوام الرسائل والجرائد والطرود على الطاولة كأنني لا أريد أن تلحظ تلك الأشياء لهفتي وخيبتي ، اليوم فقط كنت متيقنا أنني لن أجد رسالة منك ، طوال الأيام ال 17 الماضية كنت أنقب في كوم البريد مرة في الصباح ومرة في المساء ، اليوم فقط نفضت يدي من الأمر كله ، ولكن الأقدار تعرف كيف تواصل مزاحها ، لقد كانت رسالتك فوق الكوم كله ، وقالت لي صباح الخير! أقول لك: دمعت.
    منذ سافرتِ سافرت آني، وإلى الآن ما تزال في دمشق وأنا وحدي سعيد أحيانا، غريب أحيانا وأكتب دائما كل شيء إلا ما له قيمة .. حين كنتِ في المطار كنت أعرف أن شيئا رهيبا سيحدث بعد ساعات: غيابك وتركي للمحرر (1) ، ولكنني لم أقل لك . كنتِ سعيدة ومستثارة بصورة لا مثيل لها وحين تركتك ذهبت إلى البيت وقلت للمحرر أن كل شيء قد انتهى.

    إنني أقول لك كل شيء لأنني أفتقدك، لأنني أكثر من ذلك، " تعبت من الوقوف " بدونك .. ورغم ذلك فقد كان يخيل إلي ذات يوم إنك ستكونين بعيدة حقا حين تسافرين.

    ولقد آلمتني رسالتك، ضننتِ علي بكلمة حارة واحدة واستطعت أن تظلي أسبوعا أو أكثر دون أن أخطر ببالك. يا للخيبة! ورغم ذلك فها أنا أكتب لكِ. مع عاطف (2) شربنا نخبكِ تلك الليلة في الماي فير (3) وتحدثنا عنك وأكلنا التسقية (4) بصمت فيما كان صاحب المطعم ينظر إلينا نظرته إلى شخصين أضاعا شيئا .

    متى سترجعين ؟ متى ستكتبين لي حقا ؟ متى ستشعرين أنني استحقك ؟ إنني انتظرت، وأنتظر، وأظل أقول لك : خذيني تحت عينيك ..
    غسان

    ---
    (1) جريدة المحرر البيروتية ، حيث كان غسان يعمل .
    (2) عاطف السمرا : صديق حميم من أصدقائي وغسان .
    (3) مقهى في الروشة .
    (4) فتة الحمص وكنا نذهب آخر الليل للعشاء في مطعم شعبي يعدها في ( الطريق الجديدة ) قرب المقاصد، حتى صار صاحب المطعم يتوقع حضورنا كل ليلة مع الأصدقاء، ويعاتبنا إذا غبنا.
    abu bakir
    abu bakir
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 562
    العمر : 37
    الموقع : www.wehdeh.com
    بلد الأصل : جينين البطولة
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان Empty رد: رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان

    مُساهمة من طرف abu bakir 2008-03-19, 10:14 am

    هذه أول اربع رسائل و من اراد الاستزادة توجد في مكتبة جامعة اليرموك اربع نسخ من الكتاب تحتوي على الرسائل بخط يد الرفيق غسان كنفاني
    Anonymous
    زائر
    زائر


    رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان Empty رد: رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-19, 12:17 pm

    يعطيك العافية أخ ابو بكر على المساهمات الجميلة

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 3:27 am