[img]
[/img]
اعتبرت حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) أن الفرصة أقرب من أي وقت مضى للبدء في حوار وطني شامل وصولا إلى المصالحة الوطنية، لكنهما عبرتا عن قلقهما من تهديدات محلية وخارجية لإفشال المصالحة.
ومع أن التفاؤل يحمل رسالة طمأنة للشارع الفلسطيني الضحية الأولى للانقسام، فإنه لا يجد في ذلك أمرا كافيا وينتظر بداية عملية لحوار مثمر يخرجه من دوامة الصراع والفرقة.
وأكد القيادي في فتح رفيق النتشة أن الفرصة بهذه المرحلة "أقرب من أي وقت مضى للبدء في حوار مع الإخوة في حركة حماس" مبديا تفاؤلا كبيرا لأنه "لأول مرة تسير الأمور سيرا إيجابيا نحو الأمام للوصول إلى هذه الغاية".
وأكد النتشة أنه "لا مبرر لأحد ألا يصل للحل وليس الحوار فقط لإنهاء هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا". وأضاف أن فتح تتطلع وتتوقع وتتمنى من الجميع أن "يبذل كل ما بوسعه لتحقيق المصالحة التاريخية وإنهاء هذا الصراع".
معوقات:ومع ذلك تحدث القيادي الفتحاوي عن معيقات تعترض مثل هذه القضايا وأن "هناك من لا يرضى ولا يرغب ولا يريد لشعبنا أن يتوحد وأن يبقى الانقسام قائما وفي طليعتهم إسرائيل وأميركا وبعض أصحاب المصالح أو المنتفعين أو المرتبطين بهؤلاء".
وأشار في الوقت ذاته إلى أن الوقت المتوقع لاستئناف الحوار "قريب جدا بل بدأ بجدية". كما أعرب عن أمله في أن يستمر على أعلى المستويات "للوصول إلى ما نريد" موضحا أن "الحديث يدور عن أيام وأسابيع وأشهر".
على نفس درجة التفاؤل تتحدث حماس، حيث أكد الناطق باسمها فوزي برهوم أن "الأجواء اليوم مهيأة بشكل غير مسبوق لإعطاء فرص نجاح للحوار" مبديا استعداد حركته وجاهزيتها للبدء فورا في الخطوة العملية وترجمة دعوات الحوار بشكل عملي وفاعل "لنبدأ في مرحلة جيدة من تجسيد وحدة الشعب والأرض والمواقف لمواجهة كافة التحديات".
وقال برهوم إن قضية الحوار همّ يجب أن يحمله الجميع وإن "كل الأطراف الفلسطينية مجمعة على ضرورة تهيئة كافة الأجواء لإنجاح هذا الحوار".
لكن النتشة قال إن "رغبة جميع الوطنيين والمخلصين وجماهير شعبنا بالإجماع هي بضرورة إنجاز الوفاق".
قـــلـــق:ولا تخفي حماس قلقها من وجود عوائق أمام الحوار، وتطالب "بالابتعاد عن أية أجندات خارجية وتغليب المصلحة الوطنية وجعل إنجاح الحوار على سلم أولويات الكل الفلسطيني" وفق ما صرح به برهوم.
وأضاف أن "السياسة الخارجية الأميركية مبينة تعزيز الانقسامات والانشقاقات، فيما مصلحة الاحتلال هي في استمرار الانقسام والانشقاق الفلسطيني الداخلي" مشيرا إلى أن وجود الاحتلال بالضفة ومحاصرة القطاع تعيق التواصل مع قيادات حركة حماس في الداخل وخروجها إلى الدول العربية لبحث الحوار.
ومع ذلك قال برهوم إن "المعيقات أيا كانت تحتاج إلى عزيمة وإرادة وتصميم من الكل الفلسطيني وتحديدا فتح وحماس، والعمل على تعزيز كل فرص لإنجاح الحوار" موضحا أن "درجة التفاؤل يجب أن تبنى على أساس خطوات عملية وسريعة وفاعلة من أجل تجسيد دعوات الحوار عمليا وواقعيا".
ترجمة التفاؤل:بين موقفي فتح وحماس، يقول الأمين العام للمبادرة الوطنية إن "المهم هو ترجمة التفاؤل إلى فعل" مضيفا أنه "لا يوجد شيء ملموس أو إجراءات عملية على الأرض حتى الآن والمطلوب الإسراع في ذلك قبل أن يضيع الوقت".
ويوافق النائب د. مصطفى البرغوثي الحركتين على أن أبرز المعيقات هي الضغوط الخارجية التي تحاول أن تدمر وتحطم مبادرة المصالحة "كما حدث في السابق في كل مبادرات الوحدة الوطنية من أطراف خارجية لا تريد أن ترى الشعب الفلسطيني موحدا".