بحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فـــــــتــــــح )
مفاهيم تختلط لدى البعض /1
الأخوة جميعا ،
الى كل من يبتغي الحق للحق والمعرفة للمعرفة ،
الى كل غيور على دينه ووطنيته ،
سأبدأ معكم بشكل علمي وموضوعي في توضيح بعض المفاهيم الخاطئة التي قد تختلط عليكم أو تشككم بصحة الرؤية الفتحاوية أو باستخدام الدين للأرهاب الفكري والتشويش .
(1) طبيعة الصراع وأشكالــــــــــه
_________________________
الصراع عند الأنسان لاينتهي ، بدأ منذ بدء الأنسان :صراعا بين آدم (ابى البشر) وأبليس (ابي الجن) ،وصراعا بين البشر (منذ ابني آدم قابيل وهابيل )، وصراعا مع المخلوقات التي تشاركه الوجود على الأرض ،وصراعا داخليا مع النفس وأهوائها ونزعاتها .....الخ .
ما يهمنا هو النوع الثاني الصراع بين البشر ، في هذا الصراع يخوض طرفان من البشر صراعا لتحقيق مصالح مادية تعنيهما كونهما يشتركان في الحياة على هذا الكوكب ،ومن أجل تحقيق تلك المصالح المادية يحاول كل طرف استخدام كل ما يملكه من وسائل وتسخير كل الأبعاد لتحقيق النصر على الآخر ، والصراع يأخذ أشكالا مختلفة :الحرب أحيانا شكل واحد من أشكال الصراع وقد يأخذ أشكالا أخرى تبعا للموازين المادية وحتى لو كان شكل الصراع تحالفا مع الطرف الآخر كتحالف اليابان أو ألمانيا مثلا مع دول الحلفاء بعد الهزيمة أو شكل التحالف الحالي مع الولايات المتحدة ،الحرب تضع أوزارها ويستمر الصراع لأنه صراع على الوجود و وامتلاك ثروات الأرض يستمر ما بقي هناك بشر أيا كان دينهم أو أصلهم (والأصل واحد) أو وجودهم الجغرافي . أما الصراع بين الحضارات فليس بالضرورة أن يأخذ شكل الحرب بل ما تدعو اليه الأديان ناهيك عن المنطق فهو ما دعا اليه ديننا الدعوة بالموعظة والحكمة والمجادلة الحسنة والحوار (ياأهل الكتاب تعالوا الى كلمة بيننا سواء ) هذا ما تدعو اليه تعاليم الأسلام وما فهمه المسلمون للتعامل مع الغير - في الأصل- أما الحرب فكانت وتكون خيارا لابد منه في ظرف ما ولكن هذا هو الاستثناء وليس الأصل .وليس بالضرورة بين دينين بل ربما بين طائفتين مؤمنتين بغت احداهما على الأخرى !
فيما يخص صراعنا الفلسطيني / العربي/ الأسلامي/ المسيحي /الأنساني مع العدو الصهيوني
لو كان صراع اليهود مع الأسلام وحده لكان أجدر أن يكون ألد أعدائهم من جاؤوا بدين بعدهم مباشرة (النصرانية) ،ولكان النصارى ألد أعدائهم وخصوصا رجال الكنيسة البابوية لما يؤمنون به (من صلب أوقتل!!) لنبيهم(حسب معتقداتهم وليس بالطبع معتقداتنا ) أما ما نشهده من تبرئة الكنيسة الكاثوليكية فقط - ورغم عدم ايمان الكاثوليك ناهيك عن المسيحيين بصحة التبرئة- فواضح أنه استغلال للدين لمصالح سياسية ظرفية ، تماما كما استغل أصحاب المصالح في أرض السمن والعسل وأهمية جغرافيا منطقتنا في أوروبا العصور الوسطى الدين ورفعوا شعار الصليب في ما يسمونه هم الحروب الصليبية(crossade) وأصبح عندنا في الوقت الحالي يحمل الترجمة الخاطئة نظرا لمشكلة التأثر بالغالب ولغته ، بينما كان أجدادنا آنذاك أكثر وعيا من بعضنا وسموها غزوات الفرنجة ،شاهد آخر على استغلال الدين لتحقيق مصالح سياسية فهي الغزوة الصهيونية والتي سنناقشها باختصار ،وهناك شواهد أخرى من استغلال ديننا من قبل البعض قديما وحديثا لتبريرات سياسية أو تغليف الموقف السياسي البشري بغلاف القدسية قداسة النص الديني و امتلاك أصحاب ذلك الموقف قداسة رجال الكنيسة في اوروبا العصور الوسطى ! والله المستعان !
الصهيونية : حركة سياسية تشكلت في نهاية القرن التاسع عشر على يد ثيودور هرتزل وهو صحفي نمساوي علماني لم يعرف عنه انتماءا دينيا حقيقيا أو ممارسة لطقوس "الشريعة"اليهودية التي يدين بها بالوراثة ، هذا هو حال من شاركه بتأسيس هذه الحركة السياسية وبتشجيـع من بعض الحكومات الغربية (آنذاك كانت فترة الاستعمار المباشر ) وأصحاب المصالح يهودا أو غير يهود (كان من أوائل المنادين بتكوين وطن قومي لليهود ودون تحديد مكانا له نابليون بونابرت في القرن الثامن عشر)وكل ممن ذكرنا له مصالحه وأسبابه ، قصدت هذه الحركة تجميع يهود العالم وبناء وطن قومي لهم في مكان جغرافي واحد ( نادوا بالأرجنتين أو أوغندا قبل أن يستقر الرأي على فلسطين ) تخلصا من عقلية الغيتو أي النغلاق وعدم النصهار في المجتمعات الأوربية ( عقدة الأغيار الغوييم) وتخلصا من تأثيرهم على سياسات تلك الدول بما يملكونه من قوى تأثيرية(سلطة المال والذهب ،سلطة الأعلام ...وما كانوا قد نجحوا في تنفيذه من بروتوكولات حكمائهم حكماء صهيون ) تقاطعت أهداف ومصالح تلك القوى الاستعمارية مع مصالح هذه الحركة السياسية (التي تضم يهودا وغير يهود من البروتستنت في معظمهم ممن يعرفون بالصهاينة غير اليهود ) وحتى في محاولاتها بالتحالف مع القوى السياسية الفاعلة آنذاك حاولت مع الدولة العثمانية -دولة الخلافة الأسلامية-فنجحت مع بعضها أحيانا وفشلت مع أخرى أحيانا .
الحلقة القادمة استنتاجات هامة عن تاريخ الصهيونية فالى الملتقى ..
منقول
مفاهيم تختلط لدى البعض /1
الأخوة جميعا ،
الى كل من يبتغي الحق للحق والمعرفة للمعرفة ،
الى كل غيور على دينه ووطنيته ،
سأبدأ معكم بشكل علمي وموضوعي في توضيح بعض المفاهيم الخاطئة التي قد تختلط عليكم أو تشككم بصحة الرؤية الفتحاوية أو باستخدام الدين للأرهاب الفكري والتشويش .
(1) طبيعة الصراع وأشكالــــــــــه
_________________________
الصراع عند الأنسان لاينتهي ، بدأ منذ بدء الأنسان :صراعا بين آدم (ابى البشر) وأبليس (ابي الجن) ،وصراعا بين البشر (منذ ابني آدم قابيل وهابيل )، وصراعا مع المخلوقات التي تشاركه الوجود على الأرض ،وصراعا داخليا مع النفس وأهوائها ونزعاتها .....الخ .
ما يهمنا هو النوع الثاني الصراع بين البشر ، في هذا الصراع يخوض طرفان من البشر صراعا لتحقيق مصالح مادية تعنيهما كونهما يشتركان في الحياة على هذا الكوكب ،ومن أجل تحقيق تلك المصالح المادية يحاول كل طرف استخدام كل ما يملكه من وسائل وتسخير كل الأبعاد لتحقيق النصر على الآخر ، والصراع يأخذ أشكالا مختلفة :الحرب أحيانا شكل واحد من أشكال الصراع وقد يأخذ أشكالا أخرى تبعا للموازين المادية وحتى لو كان شكل الصراع تحالفا مع الطرف الآخر كتحالف اليابان أو ألمانيا مثلا مع دول الحلفاء بعد الهزيمة أو شكل التحالف الحالي مع الولايات المتحدة ،الحرب تضع أوزارها ويستمر الصراع لأنه صراع على الوجود و وامتلاك ثروات الأرض يستمر ما بقي هناك بشر أيا كان دينهم أو أصلهم (والأصل واحد) أو وجودهم الجغرافي . أما الصراع بين الحضارات فليس بالضرورة أن يأخذ شكل الحرب بل ما تدعو اليه الأديان ناهيك عن المنطق فهو ما دعا اليه ديننا الدعوة بالموعظة والحكمة والمجادلة الحسنة والحوار (ياأهل الكتاب تعالوا الى كلمة بيننا سواء ) هذا ما تدعو اليه تعاليم الأسلام وما فهمه المسلمون للتعامل مع الغير - في الأصل- أما الحرب فكانت وتكون خيارا لابد منه في ظرف ما ولكن هذا هو الاستثناء وليس الأصل .وليس بالضرورة بين دينين بل ربما بين طائفتين مؤمنتين بغت احداهما على الأخرى !
فيما يخص صراعنا الفلسطيني / العربي/ الأسلامي/ المسيحي /الأنساني مع العدو الصهيوني
لو كان صراع اليهود مع الأسلام وحده لكان أجدر أن يكون ألد أعدائهم من جاؤوا بدين بعدهم مباشرة (النصرانية) ،ولكان النصارى ألد أعدائهم وخصوصا رجال الكنيسة البابوية لما يؤمنون به (من صلب أوقتل!!) لنبيهم(حسب معتقداتهم وليس بالطبع معتقداتنا ) أما ما نشهده من تبرئة الكنيسة الكاثوليكية فقط - ورغم عدم ايمان الكاثوليك ناهيك عن المسيحيين بصحة التبرئة- فواضح أنه استغلال للدين لمصالح سياسية ظرفية ، تماما كما استغل أصحاب المصالح في أرض السمن والعسل وأهمية جغرافيا منطقتنا في أوروبا العصور الوسطى الدين ورفعوا شعار الصليب في ما يسمونه هم الحروب الصليبية(crossade) وأصبح عندنا في الوقت الحالي يحمل الترجمة الخاطئة نظرا لمشكلة التأثر بالغالب ولغته ، بينما كان أجدادنا آنذاك أكثر وعيا من بعضنا وسموها غزوات الفرنجة ،شاهد آخر على استغلال الدين لتحقيق مصالح سياسية فهي الغزوة الصهيونية والتي سنناقشها باختصار ،وهناك شواهد أخرى من استغلال ديننا من قبل البعض قديما وحديثا لتبريرات سياسية أو تغليف الموقف السياسي البشري بغلاف القدسية قداسة النص الديني و امتلاك أصحاب ذلك الموقف قداسة رجال الكنيسة في اوروبا العصور الوسطى ! والله المستعان !
الصهيونية : حركة سياسية تشكلت في نهاية القرن التاسع عشر على يد ثيودور هرتزل وهو صحفي نمساوي علماني لم يعرف عنه انتماءا دينيا حقيقيا أو ممارسة لطقوس "الشريعة"اليهودية التي يدين بها بالوراثة ، هذا هو حال من شاركه بتأسيس هذه الحركة السياسية وبتشجيـع من بعض الحكومات الغربية (آنذاك كانت فترة الاستعمار المباشر ) وأصحاب المصالح يهودا أو غير يهود (كان من أوائل المنادين بتكوين وطن قومي لليهود ودون تحديد مكانا له نابليون بونابرت في القرن الثامن عشر)وكل ممن ذكرنا له مصالحه وأسبابه ، قصدت هذه الحركة تجميع يهود العالم وبناء وطن قومي لهم في مكان جغرافي واحد ( نادوا بالأرجنتين أو أوغندا قبل أن يستقر الرأي على فلسطين ) تخلصا من عقلية الغيتو أي النغلاق وعدم النصهار في المجتمعات الأوربية ( عقدة الأغيار الغوييم) وتخلصا من تأثيرهم على سياسات تلك الدول بما يملكونه من قوى تأثيرية(سلطة المال والذهب ،سلطة الأعلام ...وما كانوا قد نجحوا في تنفيذه من بروتوكولات حكمائهم حكماء صهيون ) تقاطعت أهداف ومصالح تلك القوى الاستعمارية مع مصالح هذه الحركة السياسية (التي تضم يهودا وغير يهود من البروتستنت في معظمهم ممن يعرفون بالصهاينة غير اليهود ) وحتى في محاولاتها بالتحالف مع القوى السياسية الفاعلة آنذاك حاولت مع الدولة العثمانية -دولة الخلافة الأسلامية-فنجحت مع بعضها أحيانا وفشلت مع أخرى أحيانا .
الحلقة القادمة استنتاجات هامة عن تاريخ الصهيونية فالى الملتقى ..
منقول