الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    الراحل محمود درويش .. من ديوان لماذا تركت الحصان وحيداً

    Ahmad.Yaqoub
    Ahmad.Yaqoub
    مقدم


    عدد الرسائل : 634
    العمر : 36
    بلد الأصل : حيفا
    السٌّمعَة : 28
    تاريخ التسجيل : 01/08/2008

    الراحل محمود درويش .. من ديوان لماذا تركت الحصان وحيداً Empty الراحل محمود درويش .. من ديوان لماذا تركت الحصان وحيداً

    مُساهمة من طرف Ahmad.Yaqoub 2008-08-15, 6:56 pm


    في يدي غيمة

    البئر

    تعاليم حورية

    ليل يفيض من الجسد

    عندما يبتعد












    في يدي غيمة

    أسرجوا الخيل،

    لا يعرفون لماذا،

    ولكنّهم أسرجوا الخيل في السهل

    ... كان المكان معدًّا لمولده: تلّةً

    من رياحين أجداده تتلفّت شرقًا وغربًا. وزيتونةً

    قرب زيتونةٍ في المصاحف تعلي سطوح اللغة...

    ودخانًا من اللازورد يؤثّث هذا النهار لمسألةٍ

    لا تخصّ سوى الله. آذار طفل

    الشهور المدلّل. آذار يندف قطنًا على شجر

    اللوز. آذار يؤلم خبّيزةً لفناء الكنيسة.

    آذار أرضٌ لليل السّنونو، ولامرأةٍ

    تستعدّ لصرختها في البراري... وتمتدّ في

    شجر السنديان.

    يولد الآن طفلٌ،

    وصرخته،

    في شقوق المكان

    افترقنا على درج البيت. كانوا يقولون:

    في صرختي حذرٌ لا يلائم طيش النباتات،

    في صرختي مطرٌ; هل أسأت إلى إخوتي

    عندما قلت إني رأيت ملائكةً يلعبون مع الذئب

    في باحة الدار? لا أتذكّر

    أسماءهم. ولا أتذكّر أيضًا طريقتهم في

    الكلام... وفي خفّة الطيران

    أصدقائي يرفّون ليلاً، ولا يتركون

    خلفهم أثرًا. هل أقول لأمّي الحقيقة:

    لي إخوةٌ آخرون

    إخوةٌ يضعون على شرفتي قمرًا

    إخوةٌ ينسجون بإبرتهم معطف الآقحوان

    أسرجوا الخيل،

    لا يعرفون لماذا،

    ولكنهم أسرجوا الخيل في آخر الليل

    ... سبع سنابل تكفي لمائدة الصيف.

    سبع سنابل بين يديّ. وفي كل سنبلةٍ

    ينبت الحقل حقلاً من القمح. كان

    أبي يسحب الماء من بئره ويقول

    له: لا تجفّ. ويأخذني من يدي

    لأرى كيف أكبر كالفرفحينة...

    أمشي على حافّة البئر: لي قمران

    واحدٌ في الأعالي

    وآخر في الماء يسبح... لي قمران

    واثقين، كأسلافهم، من صواب

    الشرائع... سكّوا حديد السيوف

    محاريث. لن يصلح السيف ما

    أفسد الصّيف - قالوا. وصلّوا

    طويلاً. وغنّوا مدائحهم للطبيعة...

    لكنهم أسرجوا الخيل،

    كي يرقصوا رقصة الخيل،

    في فضّة الليل...

    تجرحني غيمةٌ في يدي: لا

    أريد من الأرض أكثر من

    هذه الأرض: رائحة الهال والقشّ

    بين أبي والحصان.

    في يدي غيمةٌ جرحتني. ولكنني

    لا أريد من الشمس أكثر

    من حبّة البرتقال وأكثر من

    ذهبٍ سال من كلمات الأذان

    أسرجوا الخيل،

    لا يعرفون لماذا،

    ولكنهم أسرجوا الخيل

    في آخر الليل، وانتظروا

    شبحًا طالعًا من شقوق المكان...




    البئر

    أختار يومًا غائمًا لأمرّ بالبئر القديمة.

    ربّما امتلأت سماءً. ربّما فاضت عن المعنى وعن

    أمثولة الراعي. سأشرب حفنةً من مائها.

    وأقول للموتى حواليها: سلامًا، أيّها الباقون

    حول البئر في ماء الفراشة! أرفع الطّيّون

    عن حجرٍ: سلامًا أيها الحجر الصغير! لعلّنا

    كنّا جناحي طائرٍ ما زال يوجعنا. سلامًا

    أيها القمر المحلّق حول صورته التي لن يلتقي

    أبدًا بها! وأقول للسّرو: انتبه ممّا يقول

    لك الغبار. لعلّنا كنا هنا وتري كمانٍ

    في وليمة حارسات اللازورد. لعلّنا كنّا

    ذراعي عاشقٍ...

    قد كنت أمشي حذو نفسي: كن قويًّا

    يا قريني، وارفع الماضي كقرني ماعزٍ

    بيديك، واجلس قرب بئرك. ربّما التفتت

    إليك أيائل الوادي ... ولاح الصوت -

    صوتك- صورةً حجريّةً للحاضر المكسور...

    لم أكمل زيارتي القصيرة بعد للنسيان...

    لم آخذ معي أدوات قلبي كلّها:

    جرسي على ريح الصنوبر

    سلّمي قرب السماء

    كواكبي حول السطوح

    وبحّتي من لسعة الملح القديم...

    وقلت للذكرى: سلامًا يا كلام الجدّة العفويّ

    يأخذنا إلى أيّامنا البيضاء تحت نعاسها...

    واسمي يرنّ كليرة الذّهب القديمة عند

    باب البئر. أسمع وحشة الأسلاف بين

    الميم والواو السحيقة مثل وادٍ غير ذي

    زرعٍ. وأخفي ثعلبي الوديّ. أعرف أنني

    سأعود حيًّا، بعد ساعاتٍ، من البئر التي

    لم ألق فيها يوسفًا أو خوف إخوته

    من الأصداء. كن حذرًا! هنا وضعتك

    أمّك قرب باب البئر، وانصرفت إلى تعويذةٍ...

    فاصنع بنفسك ما تشاء. صنعت وحدي ما

    أشاء: كبرت ليلاً في الحكاية بين أضلاع

    المثلّث: مصر، سوريّا، وبابل. ههنا

    وحدي كبرت بلا إلهاتٍ الزراعة.

    [كنّ يغسلن الحصى في غابة الزيتون. كنّ مبلّلاتٍ بالندى]...

    ورأيت أنّي قد سقطت

    عليّ من سفر القوافل، قرب أفعى. لم

    أجد أحدًا لأكمله سوى شبحي. رمتني

    الأرض خارج أرضها، واسمي يرنّ على خطاي

    كحذوة الفرس: اقترب ... لأعود من هذا

    الفراغ إليك يا جلجامش الأبديّ في اسمك!..

    كن أخي! واذهب معي لنصيح بالبئر

    القديمة... ربما امتلأت كأنثى بالسماء،

    وربّما فاضت عن المعنى وعمّا سوف

    يحدث في انتظار ولادتي من بئري الأولى!

    سنشرب حفنةً من مائها،

    سنقول للموتى حواليها: سلامًا

    أيها الأحياء في ماء الفراش،

    وأيّها الموتى، سلامًا! .





    تعاليم حورية

    فكّرت يومًا بالرحيل، فحطّ حسّونٌ على يدها ونام.

    وكان يكفي أن أداعب غصن داليةٍ على عجلٍ...

    لتدرك أنّ كأس نبيذي امتلأت.

    ويكفي أن أنام مبكّرًا لترى منامي واضحًا،

    فتطيل ليلتها لتحرسه...

    ويكفي أن تجيء رسالةٌ منّي لتعرف أنّ عنواني تغيّر،

    فوق قارعة السجون، وأنّ

    أيّامي تحوّم حولها... وحيالها

    أمّي تعدّ أصابعي العشرين عن بعدٍ.

    تمشّطني بخصلة شعرها الذهبيّ.

    تبحث في ثيابي الداخليّة عن نساءٍ أجنبيّاتٍ،

    وترفو جوريي المقطوع.

    لم أكبر على يدها كما شئنا:

    أنا وهي، افترقنا عند منحدر الرّخام... ولوّحت سحبٌ لنا،

    ولماعزٍ يرث المكان.

    وأنشأ المنفى لنا لغتين:

    دارجةً... ليفهمها الحمام ويحفظ الذكرى،

    وفصحى... كي أفسّر للظلال ظلالها!

    ما زلت حيًّا في خضمّك.

    لم تقولي ما تقول الأمّ للولد المريض.

    مرضت من قمر النحاس على خيام البدو.

    هل تتذكرين طريق هجرتنا إلى لبنان،

    حيث نسيتني ونسيت كيس الخبز [كان الخبز قمحيًّا].

    ولم أصرخ لئلاّ أوقظ الحرّاس.

    حطّتني على كتفيك رائحة الندى.

    يا ظبيةً فقدت هناك كناسها وغزالها...

    لا وقت حولك للكلام العاطفيّ.

    عجنت بالحبق الظهيرة كلّها.

    وخبزت للسّمّاق عرف الديك.

    أعرف ما يخرّب قلبك المثقوب بالطاووس،

    منذ طردت ثانيةً من الفردوس.

    عالمنا تغيّر كلّه، فتغيّرت أصواتنا.

    حتّى التحيّة بيننا وقعت كزرّ الثوب فوق الرمل،

    لم تسمع صدًى.

    قولي: صباح الخير!

    قولي أيّ شيء لي لتمنحني الحياة دلالها.

    هي أخت هاجر.

    أختها من أمّها.

    تبكي مع النايات موتى لم يموتوا.

    لا مقابر حول خيمتها لتعرف كيف تنفتح السماء،

    ولا ترى الصحراء خلف أصابعي لترى حديقتها على وجه السراب،

    فيركض الزّمن القديم

    بها إلى عبثٍ ضروريٍّ:

    أبوها طار مثل الشركسيّ على حصان العرس.

    أمّا أمّها فلقد أعدّت،

    دون أن تبكي، لزوجة زوجها حنّاءها،

    وتفحّصت خلخالها...

    لا نلتقي إلاّ وداعًا عند مفترق الحديث.

    تقول لي مثلاً: تزوّج أيّة امرأة من

    الغرباء، أجمل من بنات الحيّ.

    لكن، لا تصدّق أيّة امرأة سواي.

    ولا تصدّق ذكرياتك دائمًا.

    لا تحترق لتضيء أمّك، تلك مهنتها الجميلة.

    لا تحنّ إلى مواعيد الندى.

    كن واقعيًّا كالسماء.

    ولا تحنّ إلى عباءة جدّك السوداء،

    أو رشوات جدّتك الكثيرة،

    وانطلق كالمهر في الدنيا. وكن من أنت حيث تكون.

    واحمل عبء قلبك وحده...

    وارجع إذا اتّسعت بلادك للبلاد وغيّرت أحوالها...

    أمّي تضيء نجوم كنعان الأخيرة،

    حول مرآتي،

    وترمي، في قصيدتي الأخيرة، شالها! .





    ليل يفيض من الجسد



    ياسمينٌ على ليل تمّوز، أغنيّةٌ

    لغريبين يلتقيان على شارعٍ

    لا يؤدّي إلى هدفٍ ...

    من أنا بعد عينين لوزيّتين? يقول الغريب

    من أنا بعد منفاك فيّ? تقول الغريبة.

    إذن، حسنًا، فلنكن حذرين لئلا

    نحرّك ملح البحار القديمة في جسدٍ يتذكّر...

    كانت تعيد له جسدًا ساخنًا،

    ويعيد لها جسدًا ساخنًا.

    هكذا يترك العاشقان الغريبان حبّهما فوضويًّا،

    كما يتركان ثيابهما الداخليّة بين زهور الملاءات...

    - إن كنت حقًا حبيبي، فألّف

    نشيد أناشيد لي، واحفر اسمي

    على جذع رمّانةٍ في حدائق بابل...

    - إن كنت حقًا تحبّينني، فضعي

    حلمي في يديّ. وقولي له، لابن مريم،

    كيف فعلت بنا ما فعلت بنفسك،

    يا سيّدي? هل لدينا من العدل ما سوف

    يكفي ليجعلنا عادلين غدًا?

    - كيف أشفى من الياسمين غدًا?

    - كيف أشفى من الياسمين غدًا?

    يعتمان معًا في ظلالٍ تشعّ على

    سقف غرفته: لا تكن معتمًا

    بعد نهديّ - قالت له ...

    قال: نهداك ليلٌ يضيء الضروريّ

    نهداك ليلٌ يقبّلني. وامتلأنا أنا

    والمكان بليلٍ يفيض من الكأس ...

    تضحك من وصفه. ثم تضحك أكثر

    حين تخبّئ منحدر الليل في يدها...

    - يا حبيبي، لو كان لي

    أن أكون صبيًّا... لكنتك أنت

    - ولو كان لي أن أكون فتاةً

    لكنتك أنت!...

    وتبكي، كعادتها، عند عودتها

    من سماءٍ نبيذيّة اللون: خذني

    إلى بلدٍ ليس لي طائرٌ أزرقٌ

    فوق صفصافة يا غريب!

    وتبكي، لتقطع غاباتها في الرحيل

    الطويل إلى ذاتها: من أنا?

    من أنا بعد منفاك في جسدي?

    آه منّي، ومنك، ومن بلدي

    - من أنا بعد عينين لوزيّتين?

    أريني غدي!...

    هكذا يترك العاشقان وداعهما

    فوضويًّا، كرائحة الياسمين على ليل تمّوز...

    في كلّ تمّوز يحملني الياسمين إلى

    شارع، لا يؤدّي إلى هدفٍ،

    بيد أني أتابع أغنيّتي:

    ياسمينٌ على ليل تمّوز......



    عندما يبتعد

    للعدوّ الذي يشرب الشاي في كوخنا فرسٌ في الدخان.

    وبنتٌ لها حاجبان كثيفان.

    عينان بنّيتان.

    وشعرٌ طويلٌ كليل الأغاني على الكتفين.

    وصورتها لا تفارقه كلّما جاءنا يطلب الشاي.

    لكنّه لا يحدّثنا عن مشاغلها في المساء،

    وعن فرسٍ تركته الأغاني على قمّة التلّ...

    ... في كوخنا يستريح العدوّ من البندقيّة،

    يتركها فوق كرسيّ جدّي.

    ويأكل من خبزنا مثلما يفعل الضيف.

    يغفو قليلاً على مقعد الخيزران.

    ويحنو على فرو قطّتنا.

    ويقول لنا دائمًا:

    لا تلومو الضحيّة!

    نسأله: من هي?

    فيقول: دمٌ لا يجفّفه الليل.../

    ... تلمع أزرار سترته عندما يبتعد

    عم مساءً! وسلّم على بئرنا

    وعلى جهة التين. وامش الهوينى على

    ظلّنا في حقول الشعير. وسلّم على سرونا

    في الأعالي. ولا تنس بوّابة البيت مفتوحةً

    في الليالي. ولا تنس خوف الحصان من الطائرات،

    وسلّم علينا، هناك إذا اتّسع الوقت.../

    هذا الكلام الذي كان في ودّنا

    أن نقول على الباب... يسمعه جيّدًا

    جيّدًا، ويخبّئه في السّعال السريع

    ويلقي به جانبًا.

    فلماذا يزور الضحيّة كلّ مساءٍ?

    ويحفظ أمثالنا مثلنا،

    ويعيد أناشيدنا ذاتها،

    عن مواعيدنا ذاتها في المكان المقدّس?

    لولا المسدس

    لاختلط الناي في الناي ...

    ... لن تنتهي الحرب ما دامت الأرض فينا تدور على نفسها!

    فلنكن طيّبين إذًا. كان يسألنا أن نكون هنا طيّبين.

    ويقرأ شعرًا لطيّار (ييتس):

    أنا لا أحبّ الذين أدافع عنهم،

    كما أنني لا أعادي الذين أحاربهم...

    ثم يخرج من كوخنا الخشبيّ،

    ويمشي ثمانين مترًا إلى

    بيتنا الحجريّ هناك على طرف السّهل.../

    سلّم على بيتنا يا غريب.

    فناجين قهوتنا لا تزال على حالها.

    هل تشمّ أصابعنا فوقها?

    هل تقول لبنتك ذات الجديلة والحاجبين الكثيفين إنّ لها صاحبًا غائبًا،

    يتمنّى زيارتها، لا لشيءٍ...

    ولكن ليدخل مرآتها ويرى سرّه:

    كيف كانت تتابع من بعده عمره

    بدلاً منه? سلّم عليها

    إذا اتّسع الوقت...

    هذا الكلام الذي كان في ودّنا

    أن نقول له، كان يسمعه جيّدًا جيّدًا،

    ويخبّئه في سعالٍ سريع،

    ويلقى به جانبًا، ثم تلمع

    أزرار سترته، عندما يبتعد...
    Ahmad.Yaqoub
    Ahmad.Yaqoub
    مقدم


    عدد الرسائل : 634
    العمر : 36
    بلد الأصل : حيفا
    السٌّمعَة : 28
    تاريخ التسجيل : 01/08/2008

    الراحل محمود درويش .. من ديوان لماذا تركت الحصان وحيداً Empty رد: الراحل محمود درويش .. من ديوان لماذا تركت الحصان وحيداً

    مُساهمة من طرف Ahmad.Yaqoub 2008-08-15, 8:02 pm

    اللهم ارحمه واسكنه فسيح جنانك

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 3:27 am