إن ما يحز في النفس، ويبعث على الحزن والأسى، ليس ما يفعله العدو الصهيوني بالشعب الفلسطيني. فهذا أمر محسوم ومعروف، وقد رافقنا دائماً. ولكن اندلاع الخلاف الشديد بين الفصيلين الفلسطينيين الرئيسيين: حركة فتح وحركة حماس -وهو خلاف ينذر بمخاطر الاندفاع إلى طريق الحرب الأهلية- فإنه سيقود إلى تدمير كبير للقوى، وإلى إعطاء العدو مجالات أكبر للتلاعب والمناورة وتحقيق أهدافه. فما الذي نستطيع أن نفعله نحن الحزانى لما يجري بين الفصيلين الكبيرين؟
هل يكفي أن نقول قفوا وتأملوا، وتجنبوا الانجرار وراء الانقسام والحرب الأهلية؟ إن هذا لا يكفي، وإن كان مفيداً ولا بد من قوله.
هل نقول: هذا خطر مدمّر فتجنبوه، وأعدّوا القوة ليس ضد بعضكما وإنما لمواجهة مناورات العدو السياسية وضرباته العسكرية؟ إن هذا قول ضروري ومفيد، ولكنه لا يكفي، لأنه من أضعف الإيمان.
ومع ذلك يجب أن نفعل شيئاً. فما هو الذي يجب أن تفعله القوى الشعبية الفلسطينية والعربية ليدفع إلى الحوار والوحدة. إننا ما زلنا لا نعرفه وإن كانت النصيحة بالتعقل والتزام النهج الوطني والسعي للوساطة وإصلاح ذات البين والضغط على رافض الحوار والمصالحة مطلوباً وملحاً. ذلك مع التحذير من الاندفاع على طريق الحرب الأهلية.
وواضح أن الصراع الآن، كما يبدو صراع في غير مكانه وغير أوانه وعلى لا شيء. لأن العدو الصهيوني الأميركي سوف لن يعطي دولة ولا حتى سلطة إلا تحت الاحتلال. يطلب تنازلات كل يوم، وكلما تنازلنا تشدّد، وكلما تراجعنا تمدّد. فهل يجوز أن يستمر تراجعنا وتمددّه، وهل يستمر تنازلنا وتشدّده؟
علينا أن نقف ونعيد النظر، وأن نتجنب التنازع على "وهم"، وأن نستعد لمواجهات حامية، وأن نقتنع أن الأميركي ليس طرفاً محايداً، وليس صديقاً، بل عدو أشد صهيونية من "أولمرت" و "بيريز" و "نتنياهو"، وأكثر خبثاً من الحركة الصهيونية، وهو الذي يقود. فالمحافظون الجدد صهاينة متطرفون وإلا ما معنى الحرب على العرب والمسلمين.
نحن الآن بحاجة إلى وقفة عاقلة، وإلى مراجعة شاملة. ولن يفيد أياً منا التعنت والتمسّك بتحليلاته ومواقفه.
إن تحويل الصراع في فلسطين إلى صراع ثنائي داخلي هدف أميركي صهيوني. وهو ما يجب ألا نقع فيه، فإذا احتدم الصراع يتحمل مسؤوليته الطرفان. وإن كان البادئ أظلم (قوات الأمن الوقائي) ففيم مواصلة الصراع الآن, وقد تأكد للمرة الألف أن العدو لا يعطي شيئاً، وهو في كل يوم يصر لأن يأخذ، وأن يضرب، وأن يطالب بالمزيد.
ولماذا لا تحشد القوى لزيادة القدرة على الهجوم، ولإفهام العدو أن الخلاف عابر، وأن الهدف ما زال واحداً، وهو مقاومة العدو الصهيوني، وإحباط المناورات الأميركية. وهو ما يمكن أن تجمع عليه كل الفصائل الفلسطينية.
إن الطرفين المتنازعين بحاجة إلى إعادة نظر وتأمل في مواقفهما وسياساتهما قبل خراب البصرة، حيث لا ينفع بعد ذلك كلام، ولا تفيد نصيحة.
إننا ندعو فتح وحماس إلى الحوار والالتزام بالاتفاقات الموقعة، وإلى احترام أهداف شعبنا ودمائه، وإلى تكريس روح التضحية، وعدم قيادة الشعب على طرق خطيرة لأن الاندفاع على طريق الاقتتال، يقود إلى اليأس والإحباط وتثبيط الهمم. وذلك بغض النظر عن البادئ والمعتدي.
ولأن جو المناكفة وتبادل الاتهام يبعث على اليأس وفقدان الأمل، ويجعل من الصراع الداخلي عقدة لا تحّل، ويبعد الجماهير عن المقاومة، ويُضعف نفوس المؤمنين، ويحبط همم العاملين، ويُعقّد نفسيات المُضحين. فهل نريد نحن ذلك، وهل نقبل أن نضع الحب في طاحونة المنهزمين أو المستسلمين أو نكثر الواقفين على الرصيف؟
نحن نريد تعبئة شاملة، وحشداً كبيراً لأن العدو ما زال يملك قوى منظمة ومدربة، وأسلحة نوعية وقدرات على المراقبة والرصد والتعامل مع الأهداف. وذلك بالرغم من ما لحق به وبإدارة بوش من إخفاقات وهزائم في فلسطين ولبنان والعراق.
أما الانقسام فلا يقود إلى الحشد والمواجهة، بل يقود إلى ضدّه، إلى الارتباك والتجزؤ وإحباط المعنويات، والعجز عن المواجهة.
فكيف نقنع الطرفين إلى الخروج من الانقسام إلى الوحدة والمزيد من القوة؟
إننا ندعوهم إلى حوار العقل، وإلى التمسّك بالمصلحة العامة، وإلى الحشد في وجه العدو. وإلى التعاون والتكافل.
إننا ندعوهم إلى نبذ التخالف والتنابذ. وإلى شدّ الهمم، وإلى التعافي والتواد، وإلى حشد القوى وتعبئة العزائم، ليكونوا حشداً شاملاً مقاتلاً، ليسّر بهم الصديق، ويرهبهم العدو.
إننا بحاجة إلى الوحدة والتعبئة، وإلى استخدام كل طاقات شعبنا، وإبراز عناصر قوته، ونبذ كل عناصر ضعفه، وإلى التمسّك بقضيتنا أمام مؤامرات التفريط والتفتيت وما تريده أميركا من المؤتمر الدولي.
إننا ندعو وننبّه قبل فوات الأوان، وقبل تكامل أسباب الانكفاء والخسران، لأن القضية الآن لا تتحمل المزيد من الفرقة، والمزيد من تشتيت القوى، فالمؤامرة تجدّد زخمها من خلال تعميق الانقسام بين الضفة والقطاع، وحديث التصفية واضح لا لبس فيه.
وبينما تتوالى اللقاءات الفاشلة بين عباس وأولمرت، يظل حديث "الحل" جارياً، وكأن الحل سيكون مع غير أولمرت, ولا تظنوا أن أولمرت سيعطي شيئاً. أو يملك حلاً أو يريد حلاً.
إن العدو الصهيوني يريد مزيداً من الارتباك في صفوفنا، ومزيداً من الخذلان وإحباط الهمم, وإلاّ لماذا تهدّد كوندوليزا رايس بالانسحاب من التسوية إذا عاد الاتفاق بين فتح وحماس؟
والخلاصة، لا نستطيع مواجهة ذلك إلاّ بما يلي:
1- الحشد الشامل والتعبئة الكاملة والوحدة المقاومة والممانعة.
2- الإصرار على المواجهة.
3 - إسقاط أوهام الحل بإقامة الدولة إلى جانب "دولة إسرائيل".
4- معارضة المخططات الصهيونية والأميركية، وفي مقدمّها مقاومة الاحتلالات على المستوى العربي والإسلامي وفي العالم.
فإلى الحشد والتعاون، وإلى الوحدة، قبل فوات الأوان، وقبل تكامل الخسران واجعلوا نصب أعينكم: فلسطين ثم فلسطين قبل أية قضية أخرى.
هل يكفي أن نقول قفوا وتأملوا، وتجنبوا الانجرار وراء الانقسام والحرب الأهلية؟ إن هذا لا يكفي، وإن كان مفيداً ولا بد من قوله.
هل نقول: هذا خطر مدمّر فتجنبوه، وأعدّوا القوة ليس ضد بعضكما وإنما لمواجهة مناورات العدو السياسية وضرباته العسكرية؟ إن هذا قول ضروري ومفيد، ولكنه لا يكفي، لأنه من أضعف الإيمان.
ومع ذلك يجب أن نفعل شيئاً. فما هو الذي يجب أن تفعله القوى الشعبية الفلسطينية والعربية ليدفع إلى الحوار والوحدة. إننا ما زلنا لا نعرفه وإن كانت النصيحة بالتعقل والتزام النهج الوطني والسعي للوساطة وإصلاح ذات البين والضغط على رافض الحوار والمصالحة مطلوباً وملحاً. ذلك مع التحذير من الاندفاع على طريق الحرب الأهلية.
وواضح أن الصراع الآن، كما يبدو صراع في غير مكانه وغير أوانه وعلى لا شيء. لأن العدو الصهيوني الأميركي سوف لن يعطي دولة ولا حتى سلطة إلا تحت الاحتلال. يطلب تنازلات كل يوم، وكلما تنازلنا تشدّد، وكلما تراجعنا تمدّد. فهل يجوز أن يستمر تراجعنا وتمددّه، وهل يستمر تنازلنا وتشدّده؟
علينا أن نقف ونعيد النظر، وأن نتجنب التنازع على "وهم"، وأن نستعد لمواجهات حامية، وأن نقتنع أن الأميركي ليس طرفاً محايداً، وليس صديقاً، بل عدو أشد صهيونية من "أولمرت" و "بيريز" و "نتنياهو"، وأكثر خبثاً من الحركة الصهيونية، وهو الذي يقود. فالمحافظون الجدد صهاينة متطرفون وإلا ما معنى الحرب على العرب والمسلمين.
نحن الآن بحاجة إلى وقفة عاقلة، وإلى مراجعة شاملة. ولن يفيد أياً منا التعنت والتمسّك بتحليلاته ومواقفه.
إن تحويل الصراع في فلسطين إلى صراع ثنائي داخلي هدف أميركي صهيوني. وهو ما يجب ألا نقع فيه، فإذا احتدم الصراع يتحمل مسؤوليته الطرفان. وإن كان البادئ أظلم (قوات الأمن الوقائي) ففيم مواصلة الصراع الآن, وقد تأكد للمرة الألف أن العدو لا يعطي شيئاً، وهو في كل يوم يصر لأن يأخذ، وأن يضرب، وأن يطالب بالمزيد.
ولماذا لا تحشد القوى لزيادة القدرة على الهجوم، ولإفهام العدو أن الخلاف عابر، وأن الهدف ما زال واحداً، وهو مقاومة العدو الصهيوني، وإحباط المناورات الأميركية. وهو ما يمكن أن تجمع عليه كل الفصائل الفلسطينية.
إن الطرفين المتنازعين بحاجة إلى إعادة نظر وتأمل في مواقفهما وسياساتهما قبل خراب البصرة، حيث لا ينفع بعد ذلك كلام، ولا تفيد نصيحة.
إننا ندعو فتح وحماس إلى الحوار والالتزام بالاتفاقات الموقعة، وإلى احترام أهداف شعبنا ودمائه، وإلى تكريس روح التضحية، وعدم قيادة الشعب على طرق خطيرة لأن الاندفاع على طريق الاقتتال، يقود إلى اليأس والإحباط وتثبيط الهمم. وذلك بغض النظر عن البادئ والمعتدي.
ولأن جو المناكفة وتبادل الاتهام يبعث على اليأس وفقدان الأمل، ويجعل من الصراع الداخلي عقدة لا تحّل، ويبعد الجماهير عن المقاومة، ويُضعف نفوس المؤمنين، ويحبط همم العاملين، ويُعقّد نفسيات المُضحين. فهل نريد نحن ذلك، وهل نقبل أن نضع الحب في طاحونة المنهزمين أو المستسلمين أو نكثر الواقفين على الرصيف؟
نحن نريد تعبئة شاملة، وحشداً كبيراً لأن العدو ما زال يملك قوى منظمة ومدربة، وأسلحة نوعية وقدرات على المراقبة والرصد والتعامل مع الأهداف. وذلك بالرغم من ما لحق به وبإدارة بوش من إخفاقات وهزائم في فلسطين ولبنان والعراق.
أما الانقسام فلا يقود إلى الحشد والمواجهة، بل يقود إلى ضدّه، إلى الارتباك والتجزؤ وإحباط المعنويات، والعجز عن المواجهة.
فكيف نقنع الطرفين إلى الخروج من الانقسام إلى الوحدة والمزيد من القوة؟
إننا ندعوهم إلى حوار العقل، وإلى التمسّك بالمصلحة العامة، وإلى الحشد في وجه العدو. وإلى التعاون والتكافل.
إننا ندعوهم إلى نبذ التخالف والتنابذ. وإلى شدّ الهمم، وإلى التعافي والتواد، وإلى حشد القوى وتعبئة العزائم، ليكونوا حشداً شاملاً مقاتلاً، ليسّر بهم الصديق، ويرهبهم العدو.
إننا بحاجة إلى الوحدة والتعبئة، وإلى استخدام كل طاقات شعبنا، وإبراز عناصر قوته، ونبذ كل عناصر ضعفه، وإلى التمسّك بقضيتنا أمام مؤامرات التفريط والتفتيت وما تريده أميركا من المؤتمر الدولي.
إننا ندعو وننبّه قبل فوات الأوان، وقبل تكامل أسباب الانكفاء والخسران، لأن القضية الآن لا تتحمل المزيد من الفرقة، والمزيد من تشتيت القوى، فالمؤامرة تجدّد زخمها من خلال تعميق الانقسام بين الضفة والقطاع، وحديث التصفية واضح لا لبس فيه.
وبينما تتوالى اللقاءات الفاشلة بين عباس وأولمرت، يظل حديث "الحل" جارياً، وكأن الحل سيكون مع غير أولمرت, ولا تظنوا أن أولمرت سيعطي شيئاً. أو يملك حلاً أو يريد حلاً.
إن العدو الصهيوني يريد مزيداً من الارتباك في صفوفنا، ومزيداً من الخذلان وإحباط الهمم, وإلاّ لماذا تهدّد كوندوليزا رايس بالانسحاب من التسوية إذا عاد الاتفاق بين فتح وحماس؟
والخلاصة، لا نستطيع مواجهة ذلك إلاّ بما يلي:
1- الحشد الشامل والتعبئة الكاملة والوحدة المقاومة والممانعة.
2- الإصرار على المواجهة.
3 - إسقاط أوهام الحل بإقامة الدولة إلى جانب "دولة إسرائيل".
4- معارضة المخططات الصهيونية والأميركية، وفي مقدمّها مقاومة الاحتلالات على المستوى العربي والإسلامي وفي العالم.
فإلى الحشد والتعاون، وإلى الوحدة، قبل فوات الأوان، وقبل تكامل الخسران واجعلوا نصب أعينكم: فلسطين ثم فلسطين قبل أية قضية أخرى.