ملف حول المفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد
<hr style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>
ساقوم بمحاولة لجمع بعض ما تناولته وسائل الاعلام حول الراحل الكبير ادوارد سعيد والذي كان من ابرز المفكرين الفلسطينين وهو من اعضاء المجلس الوطني حيث انه استقال منه بعض توقيع اتفاقية اوسلو التي عرف بمعارضتها وبانه من اشد المعارضين لها.
ابرز كتبه كتاب الاستشراق .
يعد الكاتب المفكر المرحوم من افضل من مثل قضيتنا بالغرب وبخاصه في الولايات المتحدة الامريكيه ومعارضته لاتفاق اوسلو وخلافه في الاجتهاد مع قيادتنا واسلوب القياده في بعض الاحيان لا يفسد للود قضية فالمرحوم كان من افضل من عارض ومن اعمق من عارض .
المرحوم له مكانه دوليه فكريه مميزه ومن الواجب علينا الان بما عرفنا فيه كابناء فتح بان نتقدم لاسرته وعائلته وكل فلسطين بالتعازي لخسارة مفكر ورجل عرف عنه تمثيله لقضيتنا .
رحمه الله .
............................................................ ................................
عبد الرحمن الراشد
وقع ادوارد سعيد في حرج شديد فاتصل بي مشتكيا لأن صحيفة اخذت بعض مقاله وصنعت منه خبرا مشوها، قلت له لا نستطيع ان نفعل الكثير سوى التكذيب العلني او الاحتجاج الشخصي عبر الهاتف مع الطرف الآخر. كان ذلك في الاسابيع الاولى عقب احتلال صدام الكويت حيث نشر مقالا شن فيه البروفسور سعيد هجوما على ذلك الاحتلال، معلنا أن الذي نذر نفسه لمحاربة الاحتلال الاسرائيلي لن يقبل باي احتلال آخر، حتى لو كان عربيا. كان من بين قلة من المثقفين الفلسطينيين والتي اعلنت فورا موقفها غير عابئة بالتيار الآخر الذي مع صدام، لكنه في الوقت الذي اخذ فيه موقفا صريحا مكتوبا ضد الاحتلال لم يشأ ان يسخر مقاله سلاحا في المعركة العربية ـ العربية، لهذا احتج على تشويه مقاله عندما نقلته صحيفة ضمن المعارك الكلامية.
ومعرفتي بالاستاذ الراحل من اوائل الثمانينات، وهو من الشخصيات التي لا تنسى، منذ اول ساعة لقاء ذهبت للاستماع لصاحب الاستشراق في واحدة من محاضراته في الجامعة الاميركية عندما جاء زائرا واشنطن، اعتقدت انها ستكون جلسة مثقفين هادئة اخرى، حتى فوجئت بان القاعة تكتظ بالحضور، والساحة الخارجية المقابلة للكنيسة تنقلب الى ساحة حرب بين مجاميع المتظاهرين من المؤيدين للحق الفلسطيني والموالين لاسرائيل. وغلب علي سؤال حول هذا الرجل اللامع في الغرب والمجهول، تقريبا، في منطقته ولم اسأله اياه حتى انتقلت للعمل في مجلة «المجلة» بلندن. ارسلت له مستفسرا لماذا لا يخاطب الجمهور العربي كتابة على الأقل عبر مجلتنا؟ رد برسالة يقول انه سعيد بالفكرة لكنه اوضح انه لا يعرف الكتابة بالعربية. ولم تكن تلك العقبة مشكلة، حتى انه اتصل ذات مرة مقترحا ان تقوم امه بالترجمة ولو من قبيل ائتمانه على مشاعرها ورأيها، وترجمتها بالفعل لفترة قصيرة. وفور ظهور مقالاته بالعربية كان سعيدا جدا بردود الفعل الجديدة. حتى وقوع الاحتلال حيث شعر بغضب حقيقي من انصراف الناس عن قضيته الفلسطينية، ووجد في احتلال صدام عبثاً خطيراً لم يخف كراهيته له.
كنت دائما أعجب بادوارد سعيد في مقارعته لخصومه في مجال المناظرات على المدرجات الجامعية والمسارح التلفزيونية. ورغم اتفاقي معه في المقاصد الاخيرة لطروحاته، برد الحق لأهله، الا انني، مثل كثيرين، ظللت اعجز عن فهم موقفه الرافض لكل شيء تقريبا، وهو نفس السبب الذي دفع ابو عمار، الرئيس الفلسطيني، الذي كان يتحاشى دائما مواجهة الاكاديمي اللامع الى التعليق على رفض سعيد المفاوضات مع اسرائيل بقوله: هو الدكتور بس عايزنا نعمل ايه؟
لو سئلت عمن هو المعارض الذي احترمته دائما لن اتردد في القول انه الراحل الدكتور سعيد، فقد كان بالفعل المعارض النموذج لنحو اربعة عقود، قاد قافلة كبيرة من الاساتذة والطلاب والمتابعين الرافضين. ولم يأخذ قط موقفين متناقضين، لا سرا ولا علنا. كان موقفه يدوياً، يقول ما يعني ولا يساوم عليه. سنظل نفتقده.. ذلك المفكر الكبير جدا، والمعارض المحترم