بدا الطفل نور غانم، ابن الأسيرة منال غانم (32 عاماً) التي وضعته قبل عامين ونصف العام في السجن حيث عاش معها، الى ان فصلته السلطات الاسرائيلية عنها الخميس الماضي، كأنه قادم من كوكب آخر وهو يحاول اكتشاف عالمه الجديد بدهشة، من دون ان يتوقف حنينه الدائم الى بيته الأول... الى «زنزانة أمه» التي شكلت العالم الوحيد لطفولته.
وقالت اريج (30 عاماً) عمة نور التي تحاول الاقتراب منه لتعويضه رعاية الأم الغائبة وراء القضبان وحنانها، ان ابن شقيقها لا يتوقف عن السؤال واكتشاف الاشياء ومقارنتها مع الصور المتخيلة في ذاكرته الصغيرة: «هذه سيارة، وهذه شجرة، وهذه وردة...» يقول نور عن الاشياء التي يراها للمرة الاولى في الواقع بعدما اعتاد مشاهدتها في الصور فقط.
وكانت السلطات الاسرائيلية اعتقلت منال العام 2003 من بيتها في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية وهي حامل، بتهمة نقل حزام ناسف لاحد افراد حركة «الجهاد الاسلامي» من المدينة الى قرية عربية عند «الخط الأخضر». وحكم عليها بالسجن اربع سنوات ونصف السنة. وبعد اربعة شهور من الاعتقال وضعت طفلها، فأطلقت عليه اسم نور، لتعكس التسمية تطلّعها للعودة الى زوجها واطفالها الثلاثة الآخرين الذين راوحت اعمارهم بين اربع وتسع سنوات لدى اعتقالها.
ويسمح القانون الاسرائيلي للأم السجينة باحتضان طفلها الى ان يبلغ العامين ونصف العام من العمر فقط، ويحتم على عائلته اخراجه. ولجأت منال وعائلتها الى الوسائل القانونية المختلفة لابقائه الى جانبها الى ان تنهي فترة العامين المتبقية من محكوميتها، لكن السلطات الاسرائيلية رفضت بشدة. وقال زوجها ناجي غانم (38 عاماً)، وهو عامل في «وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (اونروا): «قدمنا استئنافا على الحكم ورفض، وقدمنا طلبا خاصا للافراج عنها بعد قضاء ثلثي المدة كما ينص القانون، ورُفض هو الآخر، وطلبنا ابقاء نور معها الى حين انتهاء مدة محكوميتها ورفض أيضاً».
ودأبت السلطات الاسرائيلية على منع السماح لوالد نور بزيارة زوجته وطفله، لكن بعد ان قررت فصل الطفل عن والدته سمحت له بالدخول والوصول الى سجن «هداريم». ويقول ناجي: «كان موقفا صعبا، فهذه المرة الأولى التي اشاهد فيها نور، لقد سمح لي بمشاهدته عندما كان في الشهر الثالث من عمره، ومنذ ذلك الحين لم اشاهده قط».
وتحايل والدا نور عليه ليتمكنا من اخراجه من زنزانة امه لشدة تعلقه بها، وقال والده: «اخذت معي ابنتي الكبرى نفين (12 عاماً)، وهناك في الزيارة قلنا له ان نفين تريد ان تلاعبك، وما ان وافق حتى جلبه الشرطي من خلف القضبان الفاصلة بيننا وبين والدته، ومن هناك استدرجناه الى الباص ثم الى البيت».
وفي الطريق من السجن الى البيت، عاش نور صدمته الأكبر، اذ شاهد العالم الخارجي للمرة الأولى. ويقول والده: «كان مصدوما الى درجة المرض، ثم اخذ بالتقيؤ والبكاء، وما ان وصلنا الى طولكرم حتى عرضناه على الطبيب الذي طلب منا ابعاده عن الاجواء الضاغطة مثل تعريضه لعدد كبير من الناس». وكان الآلاف من سكان المخيم احتشدوا في وقت مبكر امام منزل والد نور لاستقباله.
وبعد مضي ثلاثة ايام على خروجه من السجن، ما زال الطفل نور يعيش السجن في كل خطوة من خطواته في بيته الجديد ومع عائلته الجديدة. وتقول عمته اريج: «يجوب نور المنزل كأنه سجن، يطلب المفاتيح ويأخذ باغلاق الأبواب الواحد تلو الآخر، يسأل عن امه منال، ويسأل اين البنات (يقصد الأسيرات)، وما ان يسمع صرير باب حتى ينطق بكلمة عدد، وهي الكلمة التي يطلقها السجانون الاسرائيليون عندما يدخلون الى غرف وزنازين السجن لاحصاء الاسيرات ثلاث مرات في اليوم».
وقالت اريج (30 عاماً) عمة نور التي تحاول الاقتراب منه لتعويضه رعاية الأم الغائبة وراء القضبان وحنانها، ان ابن شقيقها لا يتوقف عن السؤال واكتشاف الاشياء ومقارنتها مع الصور المتخيلة في ذاكرته الصغيرة: «هذه سيارة، وهذه شجرة، وهذه وردة...» يقول نور عن الاشياء التي يراها للمرة الاولى في الواقع بعدما اعتاد مشاهدتها في الصور فقط.
وكانت السلطات الاسرائيلية اعتقلت منال العام 2003 من بيتها في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية وهي حامل، بتهمة نقل حزام ناسف لاحد افراد حركة «الجهاد الاسلامي» من المدينة الى قرية عربية عند «الخط الأخضر». وحكم عليها بالسجن اربع سنوات ونصف السنة. وبعد اربعة شهور من الاعتقال وضعت طفلها، فأطلقت عليه اسم نور، لتعكس التسمية تطلّعها للعودة الى زوجها واطفالها الثلاثة الآخرين الذين راوحت اعمارهم بين اربع وتسع سنوات لدى اعتقالها.
ويسمح القانون الاسرائيلي للأم السجينة باحتضان طفلها الى ان يبلغ العامين ونصف العام من العمر فقط، ويحتم على عائلته اخراجه. ولجأت منال وعائلتها الى الوسائل القانونية المختلفة لابقائه الى جانبها الى ان تنهي فترة العامين المتبقية من محكوميتها، لكن السلطات الاسرائيلية رفضت بشدة. وقال زوجها ناجي غانم (38 عاماً)، وهو عامل في «وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (اونروا): «قدمنا استئنافا على الحكم ورفض، وقدمنا طلبا خاصا للافراج عنها بعد قضاء ثلثي المدة كما ينص القانون، ورُفض هو الآخر، وطلبنا ابقاء نور معها الى حين انتهاء مدة محكوميتها ورفض أيضاً».
ودأبت السلطات الاسرائيلية على منع السماح لوالد نور بزيارة زوجته وطفله، لكن بعد ان قررت فصل الطفل عن والدته سمحت له بالدخول والوصول الى سجن «هداريم». ويقول ناجي: «كان موقفا صعبا، فهذه المرة الأولى التي اشاهد فيها نور، لقد سمح لي بمشاهدته عندما كان في الشهر الثالث من عمره، ومنذ ذلك الحين لم اشاهده قط».
وتحايل والدا نور عليه ليتمكنا من اخراجه من زنزانة امه لشدة تعلقه بها، وقال والده: «اخذت معي ابنتي الكبرى نفين (12 عاماً)، وهناك في الزيارة قلنا له ان نفين تريد ان تلاعبك، وما ان وافق حتى جلبه الشرطي من خلف القضبان الفاصلة بيننا وبين والدته، ومن هناك استدرجناه الى الباص ثم الى البيت».
وفي الطريق من السجن الى البيت، عاش نور صدمته الأكبر، اذ شاهد العالم الخارجي للمرة الأولى. ويقول والده: «كان مصدوما الى درجة المرض، ثم اخذ بالتقيؤ والبكاء، وما ان وصلنا الى طولكرم حتى عرضناه على الطبيب الذي طلب منا ابعاده عن الاجواء الضاغطة مثل تعريضه لعدد كبير من الناس». وكان الآلاف من سكان المخيم احتشدوا في وقت مبكر امام منزل والد نور لاستقباله.
وبعد مضي ثلاثة ايام على خروجه من السجن، ما زال الطفل نور يعيش السجن في كل خطوة من خطواته في بيته الجديد ومع عائلته الجديدة. وتقول عمته اريج: «يجوب نور المنزل كأنه سجن، يطلب المفاتيح ويأخذ باغلاق الأبواب الواحد تلو الآخر، يسأل عن امه منال، ويسأل اين البنات (يقصد الأسيرات)، وما ان يسمع صرير باب حتى ينطق بكلمة عدد، وهي الكلمة التي يطلقها السجانون الاسرائيليون عندما يدخلون الى غرف وزنازين السجن لاحصاء الاسيرات ثلاث مرات في اليوم».