الموساد ذو السمعة المريعة، يكشف عن وجهه للمرة الاولى
مضى الزمن الذي كانت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تحيط فيه نفسها، بأكبر قدر من السرية، حتى أن اسم رئيس جهازي الأمن العام ( الشاباك ) والموساد، كان أمرا سريا، وحين كانت الصحف الأجنبية تكشف عن اسميهما، فانه كان محظورا على الصحافة الإسرائيلية التطرق إلى ذلك. ولكن يبدو أن الأمور اختلفت كثيرا الان، بعد أن اصبح للأجهزة الأمنية الإسرائيلية مواقع على الإنترنت، وأخرها جهاز الموساد، ذو السمعة المريعة، الذي يكشف عن وجهه لاول مرة، ليقدم رواية رسمية عن نشاته وأهدافه، تخلو من التشويق والإثارة أو التطرق لما يسمى (الأعمال القذرة) التي نفذها رجاله خارج إسرائيل، طوال سنوات، قبل أن يصاب بالخيبات، ويلاحقه الفشل، ويتحول إلى نمر من ورق.
ويعطي الموقع الإمكانية لم يرغب بالترشح للانضمام إلى الموساد من خلال استمارة للسيرة الذاتية وتفاصيل حول كيفية الانضمام إلى صفوف الموساد. يعرف الموساد نفسه بأنه جهاز للاستخبارات والمهام الخاص يكلف "من قبل دولة إسرائيل بجمع المعلومات، وبالدراسة الاستخباراتية، وبتنفيذ العمليات السرّية والخاصّة، خارج حدود إسرائيل".
أما عن مهام هذا الجهاز فيشير موقع الموساد على الإنترنت انه من بينها "جمع المعلومات بصورة سرية خارج حدود البلاد، وإحباط تطوير الأسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية، وإحباط تسلّحها بهذه الأسلحة، وإحباط النشاطات التخريبية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية في الخارج، وإقامة علاقات سرية خاصة، سياسية وغيرها، خارج البلاد، والحفاظ على هذه العلاقات، وإنقاذ اليهود من البلدان التي لا يمكن الهجرة منها إلى إسرائيل من خلال المؤسسات الإسرائيلية المكلفة رسميا بالقيام بهذه المهمة، والحصول على معلومات استخباراتية استراتيجية وسياسية، وعلى معلومات ضرورية تمهيدا لتنفيذ عمليات، والتخطيط والتنفيذ لعمليات خاصة خارج حدود دولة إسرائيل".
ويلاحظ مما ذكر اعتراف الموساد بتدخله بشؤون الدول الأخرى، سواء من جعل نفسه مسؤولا عن حماية ما اسماها المصالح اليهودية في الخارج، وليست فقط المصالح الإسرائيلية، وتكليف نفسه بـ "انقاذ اليهود" وتهجيرهم إلى إسرائيل. ويمكن الإشارة هنا إلى دور الموساد في عملية موسى، والتي تم خلالها نقل اليهود الأثيوبيين (الفلاشا) جوا عبر السودان. ولكن الموساد لا يكتفي بهذا، بل يشير إلى دور آخر له، مثل إقامة علاقات سرية مع دول أخرى، ويعطي مثلا على ذلك "كالتي ساهمت كثيرا، في عقد معاهدتي السلام مع مصر والأردن".
رئيس الموساد الحالي مئير دغان دشن الموقع الإلكتروني بكلمة مدح فيها نفسه والعاملين معه قائلا "تعتبر الخدمة في الموساد امتيازا كبيرا، بل يعتبر تولّي رئاسة هذا الجهاز امتيازا اكبر. وينضمّ من يدخل الموساد إلى صفّ طويل من المقاتلين ورجال الاستخبارات، خدموا شعبهم ودولتهم سرّا".
ويعتبر الموساد نفسه، وريثا للمنظمات السرية وشبه السرية اليهودية التي عملت قبل تأسيس إسرائيل، خصوصا كبرى هذه المنظمات المسماة (ههغانا) أي الدفاع، والتي أسست جهازا لجمع المعلومات، وامتد نشاطه خارج فلسطين آنذاك، وتقوى هذا الجهاز، وكان بين رؤسائه إيسار هرئيل الذي أطلق عليه اللقب "إيسار الصغير"، والذي تولى لاحقا رئاسة الشاباك والموساد.
وبعد إعلان تأسيس دولة إسرائيل بوقت قصير، فكر دافيد بن غوريون رئيس الوزراء الأول لدولة إسرائيل في إقامة الأطر الرسمية لهيئات الاستخبارات التي عملت سابقا. وفي 7 حزيران (يونيو) 1948 استدعى بن غوريون كلا من رؤوفين شيلواح عضو الشعبة السياسية للوكالة اليهودية، وإيسار بئيري (بيرنسوايغ، والذي أطلق عليه اللقب "إيسار الكبير") وتمخّض هذا اللقاء عن أول مخطط لخريطة أجهزة الاستخبارات التي عملت في دولة إسرائيل خلال سنواتها الأولى.
ولم يكن القرار الذي تمخض عن الاجتماع سوى البداية لما يسميها الموقع "عملية تشكّل وتبلور مطوّلة". ووفقا لقرار بن غوريون تعيّن روؤفين شيلواح رئيسا للدائرة السياسية في وزارة الخارجية التي أوكل إليها القيام بمهامّ الجهاز السياسي الخارجي لجمع المعلومات. وفي الوقت نفسه كان شيلواح مستشار وزير الخارجية للمهامّ الخاصة. وركز شيلواح اهتمامه للمواضيع السياسية الخارجية، ومن ضمنها الجهود الرامية إلى بناء تحالفات مع الدول الإسلامية غير العربية، بما فيها تركيا، فضلا عن البحث عن ممتلكات اليهود في أنحاء العالم ونقلها إلى إسرائيل.
وقبل إنشاء الدولة العبرية بسنة، أي منذ صيف عام 1947، عمل في الخارج فرع صغير لجهاز المعلومات الخاصة بالـ (ههغانا)، ترأسه حاييم بن مناحيم. وفي أعقاب انشاء الدائرة السياسية بوزارة الخارجية في حزيران (يونيو) 1948، تم إيفاد اشير بن ناتان إلى باريس كي يتلقى المسؤولية عن العلاقات التي أقامها بن مناحيم. واطلق على هذه الدائرة التي بدأت تتجسّد اسم (داعات)، أي عقل.أو معرفة. في نفس الوقت واصلت الأجهزة الأخرى نشاطها، وعلى سبيل المثال، تهجير اليهود من مختلف أنحاء العالم إلى إسرائيل حتى عام 1952.
وعارض بن غوريون مبدئيا أن يتم الإعلان عن حقيقة وجود أجهزة الأمن والاستخبارات، ممّا أدى إلى أن تكون الدائرة السياسية، جهازا استخباراتيا مستقلّا وسرياً، لكنّه يقع في إطار وزارة الخارجية. وفي نيسان (أبريل) عام 1949 تم تشكيل اللجنة العليا للتنسيق بين أجهزة الأمن والاستخبارات برئاسة روؤفين شيلواح. وضمّت اللجنة ممثلين عن كل من الشاباك، والدائرة السياسية، وشعبة الاستخبارات العسكرية، بالإضافة إلى ممثلين عن شرطة إسرائيل. وأصبحت هذه اللجنة لاحقا تعرف بلجنة رؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات والتي تعمل حتى اليوم.
واقترح روؤفين شيلواح الذي كان مقرّبا من بن غوريون، على الأخير في شهر تموز (يوليو) 1949 إنشاء "هيئة مركزية لتركيز وتنسيق نشاطات أجهزة الأمن والاستخبارات". وكان هدف الاقتراح تحسين التنسيق والتوجيه في مجال النشاطات الاستخباراتية، وصادق بن غوريون على الاقتراح.
واعلنت هذه الهيئة في 13 كانون الأول (ديسمبر) 1949، واطلق عليها اسم "هيئة التنسيق" (وتعني كلمة "الموساد" "الهيئة"). وسيطرت هذه الهيئة على الدائرة السياسية، ونسقت الهيئة الجديدة نشاطات كل من الشاباك وشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، وهكذا ولد الموساد.
وجاء في القرار الذي مهره بن غوريون بتوقيعه "لقد أوعزت إلى إدارة وزارة الخارجية أن تخصص لروؤفين شيلواح ملاكا ومبلغاً يقارب 20،000 ليرة للعام المالي 1950-1951، على أن يخصص مبلغ قيمته 5000 ليرة لتمويل عمليات خاصة وبعد مصادقتي المسبقة على ذلك فقط".
وفي شهر آذار (مارس) 1951 تم تنفيذ أخر خطوة تنظيمية من اجل توحيد النشاطات الاسرائيلية الاستحبارية في الخارج. فتم إنشاء هيئة مركزية ومستقلة بعد مصادقة بن غوريون تطلع بتنفيذ جميع النشاطات الاستخباراتية التي تجري خارج حدود إسرائيل. واطلق على هذا الجهاز اسم (الهيئة)، وكان يشكّل منذ بدايته القسم الرئيسي للموساد. كما ضمّت هذه الهيئة في صفوفها ممثلين عن الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية، وبهذه الخطوة تم نقل الموساد من وزارة الخارجية إلى مكتب رئيس الوزراء.
وفي عام 1952 أنهى روؤفين شيلواح عمله كرئيس الموساد، وحلّ محلّه إيسار هرئيل رئيس جهاز الشاباك. وبقي هرئيل في منصبه حتى عام 1963. ويشير موقع الموساد على الشبكة العنكبوتية إلى الدور الذي اطلع به مؤسسا الموساد شيلواح وهرئيل، في وضع الأسس لهذا الجهاز الذي شغل العالم لاحقا.
وتبنّى الموساد لاحقا شعارا له ولم يكن سوى اية من العد القدين نصها "إذا غابت الحيلة سقط شعبٌ، والخلاص بكثرة المستشارين". ولكن لا يعرف إذا كان الموساد استخدم مستشارين كثر، في عملياته المروعة، خارج الحدود، التي احتاج فيها الى قتلة مدربين، وكان أبرزها مطاردة القادة الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم، بقرار من رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير، والتي استمرت اكثر من 16 عاما، كان فيه كاتم الصوت، أو الطرود المفخخة، والشحنات المتفجرة، هي الحكم.
وعشية اتفاق أوسلو، نفذ الموساد أخر عملياته الكبيرة باغتيال عاطف بسيسو، المسؤول الأمني الفلسطيني، بإطلاق الرصاص عليه في العاصمة الفرنسية باريس، وهو ضيفا على المخابرات الفرنسية، وسجل الموساد فشلا، في اغتيال زعيم حماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان، وتوالى الفشل في عمليات صغيرة في دول أوروبية مختلفة، وانتقل الثقل الان إلى جهاز الشاباك، الذي يمارس عمليات اغتيال يومية للنشطاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
دنيا الوطن
مضى الزمن الذي كانت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تحيط فيه نفسها، بأكبر قدر من السرية، حتى أن اسم رئيس جهازي الأمن العام ( الشاباك ) والموساد، كان أمرا سريا، وحين كانت الصحف الأجنبية تكشف عن اسميهما، فانه كان محظورا على الصحافة الإسرائيلية التطرق إلى ذلك. ولكن يبدو أن الأمور اختلفت كثيرا الان، بعد أن اصبح للأجهزة الأمنية الإسرائيلية مواقع على الإنترنت، وأخرها جهاز الموساد، ذو السمعة المريعة، الذي يكشف عن وجهه لاول مرة، ليقدم رواية رسمية عن نشاته وأهدافه، تخلو من التشويق والإثارة أو التطرق لما يسمى (الأعمال القذرة) التي نفذها رجاله خارج إسرائيل، طوال سنوات، قبل أن يصاب بالخيبات، ويلاحقه الفشل، ويتحول إلى نمر من ورق.
ويعطي الموقع الإمكانية لم يرغب بالترشح للانضمام إلى الموساد من خلال استمارة للسيرة الذاتية وتفاصيل حول كيفية الانضمام إلى صفوف الموساد. يعرف الموساد نفسه بأنه جهاز للاستخبارات والمهام الخاص يكلف "من قبل دولة إسرائيل بجمع المعلومات، وبالدراسة الاستخباراتية، وبتنفيذ العمليات السرّية والخاصّة، خارج حدود إسرائيل".
أما عن مهام هذا الجهاز فيشير موقع الموساد على الإنترنت انه من بينها "جمع المعلومات بصورة سرية خارج حدود البلاد، وإحباط تطوير الأسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية، وإحباط تسلّحها بهذه الأسلحة، وإحباط النشاطات التخريبية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية في الخارج، وإقامة علاقات سرية خاصة، سياسية وغيرها، خارج البلاد، والحفاظ على هذه العلاقات، وإنقاذ اليهود من البلدان التي لا يمكن الهجرة منها إلى إسرائيل من خلال المؤسسات الإسرائيلية المكلفة رسميا بالقيام بهذه المهمة، والحصول على معلومات استخباراتية استراتيجية وسياسية، وعلى معلومات ضرورية تمهيدا لتنفيذ عمليات، والتخطيط والتنفيذ لعمليات خاصة خارج حدود دولة إسرائيل".
ويلاحظ مما ذكر اعتراف الموساد بتدخله بشؤون الدول الأخرى، سواء من جعل نفسه مسؤولا عن حماية ما اسماها المصالح اليهودية في الخارج، وليست فقط المصالح الإسرائيلية، وتكليف نفسه بـ "انقاذ اليهود" وتهجيرهم إلى إسرائيل. ويمكن الإشارة هنا إلى دور الموساد في عملية موسى، والتي تم خلالها نقل اليهود الأثيوبيين (الفلاشا) جوا عبر السودان. ولكن الموساد لا يكتفي بهذا، بل يشير إلى دور آخر له، مثل إقامة علاقات سرية مع دول أخرى، ويعطي مثلا على ذلك "كالتي ساهمت كثيرا، في عقد معاهدتي السلام مع مصر والأردن".
رئيس الموساد الحالي مئير دغان دشن الموقع الإلكتروني بكلمة مدح فيها نفسه والعاملين معه قائلا "تعتبر الخدمة في الموساد امتيازا كبيرا، بل يعتبر تولّي رئاسة هذا الجهاز امتيازا اكبر. وينضمّ من يدخل الموساد إلى صفّ طويل من المقاتلين ورجال الاستخبارات، خدموا شعبهم ودولتهم سرّا".
ويعتبر الموساد نفسه، وريثا للمنظمات السرية وشبه السرية اليهودية التي عملت قبل تأسيس إسرائيل، خصوصا كبرى هذه المنظمات المسماة (ههغانا) أي الدفاع، والتي أسست جهازا لجمع المعلومات، وامتد نشاطه خارج فلسطين آنذاك، وتقوى هذا الجهاز، وكان بين رؤسائه إيسار هرئيل الذي أطلق عليه اللقب "إيسار الصغير"، والذي تولى لاحقا رئاسة الشاباك والموساد.
وبعد إعلان تأسيس دولة إسرائيل بوقت قصير، فكر دافيد بن غوريون رئيس الوزراء الأول لدولة إسرائيل في إقامة الأطر الرسمية لهيئات الاستخبارات التي عملت سابقا. وفي 7 حزيران (يونيو) 1948 استدعى بن غوريون كلا من رؤوفين شيلواح عضو الشعبة السياسية للوكالة اليهودية، وإيسار بئيري (بيرنسوايغ، والذي أطلق عليه اللقب "إيسار الكبير") وتمخّض هذا اللقاء عن أول مخطط لخريطة أجهزة الاستخبارات التي عملت في دولة إسرائيل خلال سنواتها الأولى.
ولم يكن القرار الذي تمخض عن الاجتماع سوى البداية لما يسميها الموقع "عملية تشكّل وتبلور مطوّلة". ووفقا لقرار بن غوريون تعيّن روؤفين شيلواح رئيسا للدائرة السياسية في وزارة الخارجية التي أوكل إليها القيام بمهامّ الجهاز السياسي الخارجي لجمع المعلومات. وفي الوقت نفسه كان شيلواح مستشار وزير الخارجية للمهامّ الخاصة. وركز شيلواح اهتمامه للمواضيع السياسية الخارجية، ومن ضمنها الجهود الرامية إلى بناء تحالفات مع الدول الإسلامية غير العربية، بما فيها تركيا، فضلا عن البحث عن ممتلكات اليهود في أنحاء العالم ونقلها إلى إسرائيل.
وقبل إنشاء الدولة العبرية بسنة، أي منذ صيف عام 1947، عمل في الخارج فرع صغير لجهاز المعلومات الخاصة بالـ (ههغانا)، ترأسه حاييم بن مناحيم. وفي أعقاب انشاء الدائرة السياسية بوزارة الخارجية في حزيران (يونيو) 1948، تم إيفاد اشير بن ناتان إلى باريس كي يتلقى المسؤولية عن العلاقات التي أقامها بن مناحيم. واطلق على هذه الدائرة التي بدأت تتجسّد اسم (داعات)، أي عقل.أو معرفة. في نفس الوقت واصلت الأجهزة الأخرى نشاطها، وعلى سبيل المثال، تهجير اليهود من مختلف أنحاء العالم إلى إسرائيل حتى عام 1952.
وعارض بن غوريون مبدئيا أن يتم الإعلان عن حقيقة وجود أجهزة الأمن والاستخبارات، ممّا أدى إلى أن تكون الدائرة السياسية، جهازا استخباراتيا مستقلّا وسرياً، لكنّه يقع في إطار وزارة الخارجية. وفي نيسان (أبريل) عام 1949 تم تشكيل اللجنة العليا للتنسيق بين أجهزة الأمن والاستخبارات برئاسة روؤفين شيلواح. وضمّت اللجنة ممثلين عن كل من الشاباك، والدائرة السياسية، وشعبة الاستخبارات العسكرية، بالإضافة إلى ممثلين عن شرطة إسرائيل. وأصبحت هذه اللجنة لاحقا تعرف بلجنة رؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات والتي تعمل حتى اليوم.
واقترح روؤفين شيلواح الذي كان مقرّبا من بن غوريون، على الأخير في شهر تموز (يوليو) 1949 إنشاء "هيئة مركزية لتركيز وتنسيق نشاطات أجهزة الأمن والاستخبارات". وكان هدف الاقتراح تحسين التنسيق والتوجيه في مجال النشاطات الاستخباراتية، وصادق بن غوريون على الاقتراح.
واعلنت هذه الهيئة في 13 كانون الأول (ديسمبر) 1949، واطلق عليها اسم "هيئة التنسيق" (وتعني كلمة "الموساد" "الهيئة"). وسيطرت هذه الهيئة على الدائرة السياسية، ونسقت الهيئة الجديدة نشاطات كل من الشاباك وشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، وهكذا ولد الموساد.
وجاء في القرار الذي مهره بن غوريون بتوقيعه "لقد أوعزت إلى إدارة وزارة الخارجية أن تخصص لروؤفين شيلواح ملاكا ومبلغاً يقارب 20،000 ليرة للعام المالي 1950-1951، على أن يخصص مبلغ قيمته 5000 ليرة لتمويل عمليات خاصة وبعد مصادقتي المسبقة على ذلك فقط".
وفي شهر آذار (مارس) 1951 تم تنفيذ أخر خطوة تنظيمية من اجل توحيد النشاطات الاسرائيلية الاستحبارية في الخارج. فتم إنشاء هيئة مركزية ومستقلة بعد مصادقة بن غوريون تطلع بتنفيذ جميع النشاطات الاستخباراتية التي تجري خارج حدود إسرائيل. واطلق على هذا الجهاز اسم (الهيئة)، وكان يشكّل منذ بدايته القسم الرئيسي للموساد. كما ضمّت هذه الهيئة في صفوفها ممثلين عن الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية، وبهذه الخطوة تم نقل الموساد من وزارة الخارجية إلى مكتب رئيس الوزراء.
وفي عام 1952 أنهى روؤفين شيلواح عمله كرئيس الموساد، وحلّ محلّه إيسار هرئيل رئيس جهاز الشاباك. وبقي هرئيل في منصبه حتى عام 1963. ويشير موقع الموساد على الشبكة العنكبوتية إلى الدور الذي اطلع به مؤسسا الموساد شيلواح وهرئيل، في وضع الأسس لهذا الجهاز الذي شغل العالم لاحقا.
وتبنّى الموساد لاحقا شعارا له ولم يكن سوى اية من العد القدين نصها "إذا غابت الحيلة سقط شعبٌ، والخلاص بكثرة المستشارين". ولكن لا يعرف إذا كان الموساد استخدم مستشارين كثر، في عملياته المروعة، خارج الحدود، التي احتاج فيها الى قتلة مدربين، وكان أبرزها مطاردة القادة الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم، بقرار من رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير، والتي استمرت اكثر من 16 عاما، كان فيه كاتم الصوت، أو الطرود المفخخة، والشحنات المتفجرة، هي الحكم.
وعشية اتفاق أوسلو، نفذ الموساد أخر عملياته الكبيرة باغتيال عاطف بسيسو، المسؤول الأمني الفلسطيني، بإطلاق الرصاص عليه في العاصمة الفرنسية باريس، وهو ضيفا على المخابرات الفرنسية، وسجل الموساد فشلا، في اغتيال زعيم حماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان، وتوالى الفشل في عمليات صغيرة في دول أوروبية مختلفة، وانتقل الثقل الان إلى جهاز الشاباك، الذي يمارس عمليات اغتيال يومية للنشطاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
دنيا الوطن