حيفا- أمام بهاء حديقة البهائيين، لم يقو المخرج الهولندي هافال أمين على منع صرخة “الله” عالية ومؤثرة ومتأثرة، صدرت من أعماق دلالات المشهد المتعين على امتدادا الساحل الواصل حتى (حيفا التحتا) كما اصطلح على تسميته، وهو السهل الموصل بين بحر حيفا (العروس) وسفحها حتى جبلها الأخاذ (جبل الكرمل).
وعلى أعتاب فتنة المشهد الساحر وتحته البيوت ذات الكرميد الأحمر وناطحات السحاب والبحر والمراكب وصيحات (هيلا هيلا)، وقف خلق كثير، ولم تكن في المدى “الله” واحدة، بل عبارات إعجاب من كل حدب وصوب ولغة وحضارة ومرجعية وتراث.
هدوء يلف مكان (الباب) المقدس لدى البهائيين، ويرخي بظلاله على (قبة عباس)، وهو الهدوء الذي بنى من خلاله البهائيون أجمل المواقع في حيفا، 18 حديقة معلقة ومقاماً لضريحي “عبد البهاء” (ابن بهاء الله) و”حضرة الباب” المبشر بقدوم “بهاء الله”، وهو أقدس شخصيات البهائية، وضريحه في عكا التي تتمتع بالمكانة الروحية الأرفع لدى البهائيين، أكثر من حيفا.
وجعل البهائيون من مقام الباب أو “قبة عباس”، كما يطلق عليها العرب، لوحة فنية متكاملة، افتتحت في عام 2001، تشدّ إليها نصف مليون زائر سنوياً.
هذا الجمال الذي يكتنفه الغموض، خلق حول البهائيين في فلسطين المحتلة قبل عام 1948 مليون قصة. شائعات تتهمهم بالعمالة لإسرائيل وأميركا، وقد عرضت القناة الإسرائيلية الثامنة، قبل عام، شريطاً مصوراً ربط بعض الشخصيات البهائية بالـ “سي آي إيه”، إلا أنَّ البهائيين، يفندون هذه الادعاءات بالقول: “نحن هنا قبل قيام إسرائيل، وديننا يمنعنا من التدخل بالسياسة أصلاً”.
إذن لماذا هم صامتون إلى هذا الحد؟ هم يملكون الإجابة: “من أحد تعاليمنا، تحدث قليلاً وافعل كثيراً”.
الناس في حيفا لا يكنون مشاعر خاصة للبهائيين، لكنّهم يعتقدون بأنهم “منظمون ونظيفون وأمناء”. ويقول أحد القاطنين قرب حدائق البهائيين: “تخيل لو أنَّهم لم يبنوا هذه الحدائق. كانت إسرائيل ستبني عمارات إسمنتية مقرفة”.
وفوق الحدائق يمتد الكرمل مثل قصة مستحيل، خضرة على مدى البصر، نظام لا تشوبه شائبة، منتجعات تضاهي، كما يؤكد المخرج الذي زار أكثر من 40 عاصمة (معظمها أوروبية)، منتجعات أوروبية معروفة ولها مريدوها وجمهورها وعشاقها.
وإضافة لحدائق البهائيين التي لا يجوز وصفها (فقط رؤيتها) فلا وصف يفيها حقها ولا كلام، هناك بين ربوع الكرمل متنزه لويس غولدشميت الممتد تقريبا على طول الجبل وعرضه، وحديقة الحيوانات وحدائق بان والمقاهي المتناثرة فوق سلام الجبل لتصنع هناك، لحظة تاريخية تحمل مختلف سمات الأرض.
تحت جسر البهائيين القاطع شارع الجبل الحيفاوي، والموصل بين الحدائق التسع العليا والحدائق التسع السفلى، يوجد باب أسود عملاق، تزينه زخرفات معقّدة وحبيبات ذهبية، على مدخله حارس أفريقي، يتحدث الإنكليزية، مع قائمة للمواعيد المسبقة. لا مجال لإقناعه بمن ليس في القائمة.
من وراء الباب ممر حجري يؤدي إلى مكتب العلاقات العامة. واقع تحت الحديقة بتصميم غريب. المكتب يشبه القصور العباسية تصميماً. من أحد أبواب الغرف الثلاث، يخرج دوغلاس مور، مسؤول العلاقات العامة في البهائية. أنيق للغاية، يتحدث بهدوء دمث، مبتسم وهادئ تماماً مثل كل البهائيين.
والبهائية دين ينتشر في أكثر من 183 دولة في أنحاء العالم. يبلغ عدد البهائيين أكثر من خمسة ملايين شخص. النسبة الأكبر في الهند. وهناك جماعات بهائية كبيرة في إيران وأميركا وأفريقيا. قبلتهم نحو عكا، هي المكان الأقدس لهم روحانياً، حيث ضريح مؤسس البهائية “بهاء الله”.
وحيفا هي المقر العالمي للبهائية، فهي الأهم من ناحية عملية، فيها ضريح “الباب” والمؤسسات البهائية العالمية وبيت “العدل الأعلى”، ومقام “عبد البهاء”، ابن بهاء الله. ويعدُّ البهائيون مدينتي عكا وحيفا توأمين “عكا من الناحية الروحانية، وحيفا من الناحية العملية”. يقول البهائيون إن دينهم “مستقل لا ينتمي ولا ينشق عن أي فئة دينية أخرى. ليس شُعبة من شُعب الدين الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي”. وحسب معتقدات البهائيين، فإنَّ للبهائية “كتبها المُنزلة” و”شرائعها الخاصة” وتحتوي على نظم إدارية، وأماكن مقدسة. لا يكفّرون أحداً ويعترفون بكل الديانات السابقة.
ويؤمن البهائيون، حسبما يدونونه في كتبهم، بـ”وحدة الجنس البشري”، و”مبدأ المساواة في الحقوق بين البشر”، بما في ذلك “المساواة بين الرجل والمرأة”. يقضي الدين البهائي بعدم تعدد الزوجات، و”الأسرة أساس بناء المجتمع الإنساني الصالح”. ويمنع أتباعه من الاشتغال بالأمور السياسية والحزبية. لا يشربون الخمر ويمنعون الجنس قبل الزواج. لا يوجد في البهائية رجال دين أو رهبان أو كهنة أو قادة روحانيون أو أولياء صالحون. لا لباس خاصاً ولا حجاب للنساء. العبادة في هذا الدين خالية من الطّقوس، وتؤدّى الصلاة على انفراد.
يعتمد البهائيون “بيت العدل الأعظم” المقام في حيفا لإدارة شؤونهم. ينتخب أعضاؤه التسعة من مندوبين بهائيين عن 183 دولة مرة كل خمس سنوات. ومن بعدها، يعين “بيت العدل الأعظم” السكرتير العام للبهائيين.
ويعتقد البهائيون اليوم أنَّ تاريخ البهائية يعود إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر، حين بشّر علي محمد، وهو تاجر شاب أطلق على نفسه اسم “الباب”، بقدوم “رسول إلهي” أعظم هو “بهاء الله”، مؤسس الدين البهائي.
أُعدم “الباب” في إيران عام 1850 وأخفيت رفاته إلى حد عام 1909، حين نقلت إلى مدينة حيفا، حيث أُقيم المعبد البهائي خصيصاً للمقام والقبة الصفراء التي تغطيه في عام 1953.
البهائيون لا يختلطون بالمحليين. لا يشاطرونهم الآراء السياسية في بلد يشتعل سياسياً. الناس المحليون، وخصوصاً فلسطينيي 48، يرون البهائيين “جهازاً نظامياً كبيراً”، ويقول أحد السكان إنَّهم “زينة المدينة”.وحيفا هي المدينة الثالثة من حيث الكبر في فلسطين التاريخية وفيها مراكز اكاديمية ودينية، وهي الميناء الرئيسي ومقر سكة الحديد في البلاد.
وهي مدينة كنعانية قديمة من مدن ما قبل التاريخ مقامة على جبل الكرمل، حيث عثر المنقبون على آثار حضارات العصر الحجري القديم بمراحله الثلاث (نصف مليون سنة الى 15 ألف سنة قبل الميلاد). كلمة حيفا عربية أصلها من (حف) بمعنى شاطئ، أو الحيفة بمعنى الناحية. وذات الحيفة من مساجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بين المدينة وتبوك.
في أوائل القرن العشرين كانت من أكثر المدن الفلسطينية ثقافة ورفعة. واستوطن في المدينة عبر العصور جماعات مختلفة من عرب وأرمن ويونان وفارسيين وألمان وهنود، كما شجع ثيودور هرتزل اليهود على الاستيطان فيها.
في عام 1948 تحول سكان حيفا العرب إلى لاجئين ولم يسمح لهم بالعودة إلى مدينتهم، وصودرت بيوتهم من قبل دولة إسرائيل، ويعتبر السكان العرب الذين بقوا اليوم من أنشط الجماعات من أجل المساواة في إسرائيل.
وبنيت مدينة حيفا المعاصرة في العهد العثماني, في العام 1761 عندما قرر حاكم الجليل ظاهر العمر هدم المدينة القديمة وبناء حيفا جديدة في المكان, خلال القرن التاسع عشر ابتدات المدينة بالتوسع.
تعرض ميناء حيفا في القرنين الـثامن عشر والـتاسع عشر للقصف المتواصل من قراصنة اعتادوا على مهاجمة سفن تجارية في البحر الابيض المتوسط, اثر هذه الهجمات قرر الحاكم المحلي بناء برجين للمحافظة على الميناء من كل الجهات، وعلى الرغم من تدميرهما في فترة لاحقة الا ان اثارهما لا تزال تظهر على شعار المدينة.
في بداية القرن العشرين افتتحت محطة سكة الحجاز, ومع افتتاح السكة الحديدية ازداد تطوير الميناء. الانتداب البريطاني قام بتطوير المدينة مرة اخرى, وتم وصلها بالسكة الحديدية على طول شواطئ البحر الابيض المتوسط، من القاهرة الى بيروت.
وعلى أعتاب فتنة المشهد الساحر وتحته البيوت ذات الكرميد الأحمر وناطحات السحاب والبحر والمراكب وصيحات (هيلا هيلا)، وقف خلق كثير، ولم تكن في المدى “الله” واحدة، بل عبارات إعجاب من كل حدب وصوب ولغة وحضارة ومرجعية وتراث.
هدوء يلف مكان (الباب) المقدس لدى البهائيين، ويرخي بظلاله على (قبة عباس)، وهو الهدوء الذي بنى من خلاله البهائيون أجمل المواقع في حيفا، 18 حديقة معلقة ومقاماً لضريحي “عبد البهاء” (ابن بهاء الله) و”حضرة الباب” المبشر بقدوم “بهاء الله”، وهو أقدس شخصيات البهائية، وضريحه في عكا التي تتمتع بالمكانة الروحية الأرفع لدى البهائيين، أكثر من حيفا.
وجعل البهائيون من مقام الباب أو “قبة عباس”، كما يطلق عليها العرب، لوحة فنية متكاملة، افتتحت في عام 2001، تشدّ إليها نصف مليون زائر سنوياً.
هذا الجمال الذي يكتنفه الغموض، خلق حول البهائيين في فلسطين المحتلة قبل عام 1948 مليون قصة. شائعات تتهمهم بالعمالة لإسرائيل وأميركا، وقد عرضت القناة الإسرائيلية الثامنة، قبل عام، شريطاً مصوراً ربط بعض الشخصيات البهائية بالـ “سي آي إيه”، إلا أنَّ البهائيين، يفندون هذه الادعاءات بالقول: “نحن هنا قبل قيام إسرائيل، وديننا يمنعنا من التدخل بالسياسة أصلاً”.
إذن لماذا هم صامتون إلى هذا الحد؟ هم يملكون الإجابة: “من أحد تعاليمنا، تحدث قليلاً وافعل كثيراً”.
الناس في حيفا لا يكنون مشاعر خاصة للبهائيين، لكنّهم يعتقدون بأنهم “منظمون ونظيفون وأمناء”. ويقول أحد القاطنين قرب حدائق البهائيين: “تخيل لو أنَّهم لم يبنوا هذه الحدائق. كانت إسرائيل ستبني عمارات إسمنتية مقرفة”.
وفوق الحدائق يمتد الكرمل مثل قصة مستحيل، خضرة على مدى البصر، نظام لا تشوبه شائبة، منتجعات تضاهي، كما يؤكد المخرج الذي زار أكثر من 40 عاصمة (معظمها أوروبية)، منتجعات أوروبية معروفة ولها مريدوها وجمهورها وعشاقها.
وإضافة لحدائق البهائيين التي لا يجوز وصفها (فقط رؤيتها) فلا وصف يفيها حقها ولا كلام، هناك بين ربوع الكرمل متنزه لويس غولدشميت الممتد تقريبا على طول الجبل وعرضه، وحديقة الحيوانات وحدائق بان والمقاهي المتناثرة فوق سلام الجبل لتصنع هناك، لحظة تاريخية تحمل مختلف سمات الأرض.
تحت جسر البهائيين القاطع شارع الجبل الحيفاوي، والموصل بين الحدائق التسع العليا والحدائق التسع السفلى، يوجد باب أسود عملاق، تزينه زخرفات معقّدة وحبيبات ذهبية، على مدخله حارس أفريقي، يتحدث الإنكليزية، مع قائمة للمواعيد المسبقة. لا مجال لإقناعه بمن ليس في القائمة.
من وراء الباب ممر حجري يؤدي إلى مكتب العلاقات العامة. واقع تحت الحديقة بتصميم غريب. المكتب يشبه القصور العباسية تصميماً. من أحد أبواب الغرف الثلاث، يخرج دوغلاس مور، مسؤول العلاقات العامة في البهائية. أنيق للغاية، يتحدث بهدوء دمث، مبتسم وهادئ تماماً مثل كل البهائيين.
والبهائية دين ينتشر في أكثر من 183 دولة في أنحاء العالم. يبلغ عدد البهائيين أكثر من خمسة ملايين شخص. النسبة الأكبر في الهند. وهناك جماعات بهائية كبيرة في إيران وأميركا وأفريقيا. قبلتهم نحو عكا، هي المكان الأقدس لهم روحانياً، حيث ضريح مؤسس البهائية “بهاء الله”.
وحيفا هي المقر العالمي للبهائية، فهي الأهم من ناحية عملية، فيها ضريح “الباب” والمؤسسات البهائية العالمية وبيت “العدل الأعلى”، ومقام “عبد البهاء”، ابن بهاء الله. ويعدُّ البهائيون مدينتي عكا وحيفا توأمين “عكا من الناحية الروحانية، وحيفا من الناحية العملية”. يقول البهائيون إن دينهم “مستقل لا ينتمي ولا ينشق عن أي فئة دينية أخرى. ليس شُعبة من شُعب الدين الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي”. وحسب معتقدات البهائيين، فإنَّ للبهائية “كتبها المُنزلة” و”شرائعها الخاصة” وتحتوي على نظم إدارية، وأماكن مقدسة. لا يكفّرون أحداً ويعترفون بكل الديانات السابقة.
ويؤمن البهائيون، حسبما يدونونه في كتبهم، بـ”وحدة الجنس البشري”، و”مبدأ المساواة في الحقوق بين البشر”، بما في ذلك “المساواة بين الرجل والمرأة”. يقضي الدين البهائي بعدم تعدد الزوجات، و”الأسرة أساس بناء المجتمع الإنساني الصالح”. ويمنع أتباعه من الاشتغال بالأمور السياسية والحزبية. لا يشربون الخمر ويمنعون الجنس قبل الزواج. لا يوجد في البهائية رجال دين أو رهبان أو كهنة أو قادة روحانيون أو أولياء صالحون. لا لباس خاصاً ولا حجاب للنساء. العبادة في هذا الدين خالية من الطّقوس، وتؤدّى الصلاة على انفراد.
يعتمد البهائيون “بيت العدل الأعظم” المقام في حيفا لإدارة شؤونهم. ينتخب أعضاؤه التسعة من مندوبين بهائيين عن 183 دولة مرة كل خمس سنوات. ومن بعدها، يعين “بيت العدل الأعظم” السكرتير العام للبهائيين.
ويعتقد البهائيون اليوم أنَّ تاريخ البهائية يعود إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر، حين بشّر علي محمد، وهو تاجر شاب أطلق على نفسه اسم “الباب”، بقدوم “رسول إلهي” أعظم هو “بهاء الله”، مؤسس الدين البهائي.
أُعدم “الباب” في إيران عام 1850 وأخفيت رفاته إلى حد عام 1909، حين نقلت إلى مدينة حيفا، حيث أُقيم المعبد البهائي خصيصاً للمقام والقبة الصفراء التي تغطيه في عام 1953.
البهائيون لا يختلطون بالمحليين. لا يشاطرونهم الآراء السياسية في بلد يشتعل سياسياً. الناس المحليون، وخصوصاً فلسطينيي 48، يرون البهائيين “جهازاً نظامياً كبيراً”، ويقول أحد السكان إنَّهم “زينة المدينة”.وحيفا هي المدينة الثالثة من حيث الكبر في فلسطين التاريخية وفيها مراكز اكاديمية ودينية، وهي الميناء الرئيسي ومقر سكة الحديد في البلاد.
وهي مدينة كنعانية قديمة من مدن ما قبل التاريخ مقامة على جبل الكرمل، حيث عثر المنقبون على آثار حضارات العصر الحجري القديم بمراحله الثلاث (نصف مليون سنة الى 15 ألف سنة قبل الميلاد). كلمة حيفا عربية أصلها من (حف) بمعنى شاطئ، أو الحيفة بمعنى الناحية. وذات الحيفة من مساجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بين المدينة وتبوك.
في أوائل القرن العشرين كانت من أكثر المدن الفلسطينية ثقافة ورفعة. واستوطن في المدينة عبر العصور جماعات مختلفة من عرب وأرمن ويونان وفارسيين وألمان وهنود، كما شجع ثيودور هرتزل اليهود على الاستيطان فيها.
في عام 1948 تحول سكان حيفا العرب إلى لاجئين ولم يسمح لهم بالعودة إلى مدينتهم، وصودرت بيوتهم من قبل دولة إسرائيل، ويعتبر السكان العرب الذين بقوا اليوم من أنشط الجماعات من أجل المساواة في إسرائيل.
وبنيت مدينة حيفا المعاصرة في العهد العثماني, في العام 1761 عندما قرر حاكم الجليل ظاهر العمر هدم المدينة القديمة وبناء حيفا جديدة في المكان, خلال القرن التاسع عشر ابتدات المدينة بالتوسع.
تعرض ميناء حيفا في القرنين الـثامن عشر والـتاسع عشر للقصف المتواصل من قراصنة اعتادوا على مهاجمة سفن تجارية في البحر الابيض المتوسط, اثر هذه الهجمات قرر الحاكم المحلي بناء برجين للمحافظة على الميناء من كل الجهات، وعلى الرغم من تدميرهما في فترة لاحقة الا ان اثارهما لا تزال تظهر على شعار المدينة.
في بداية القرن العشرين افتتحت محطة سكة الحجاز, ومع افتتاح السكة الحديدية ازداد تطوير الميناء. الانتداب البريطاني قام بتطوير المدينة مرة اخرى, وتم وصلها بالسكة الحديدية على طول شواطئ البحر الابيض المتوسط، من القاهرة الى بيروت.