الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    نهاية الثورة الصهيونية

    Anonymous
    زائر
    زائر


    نهاية الثورة الصهيونية Empty نهاية الثورة الصهيونية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 11:35 pm

    نهاية الثورة الصهيونية

    (1-4)
    آموس ألون
    صحافي وروائي اسرائيلي
    * عن "نيويورك ريفيو اوف بوكس"

    - هل ان ما تشهده اسرائـيل اليوم هو ظهور دي كليرك اسرائـيلي?

    - كتاب اسرائـيليون:"آن الاوان لاعلان نهاية الثورة الصهيونية".


    ان اسرائيل تحت حكم ايهود اولمرت ليست كما كانت عليه تحت حكم ارئيل شارون, على الاقل في نبرة الكلام. فقد كان شارون جنديا امضى الكثير من حياته في محاربة العرب. بينما عمل اولمرت محاميا دمثا لعدد من الشركات, وصانع صفقات, وسياسيا داهية. ساند شارون حركة "اسرائيل الكبرى" في حين ان فكرة اولمرت عن اسرائيل بعيدة عن ان تكون تكرارا لنبوءة توراتية حيث يرى اسرائيل دولة علمانية حديثة ذات اقتصاد مزدهر, مندمجة في عملية التجارة العالمية ووثيقة الارتباط باوروبا.

    وهذه رؤية لا تتناغم كثيرا مع تلك الرؤية التي وضعها ابراهيم في العصر البرونزي. تحدث شارون عن كفاح صعب وطويل. في حين يقول اولمرت ان "الاسرائيليين قد تعبوا من الحرب, وتعبوا من الانتصار" وكلما تحدث عن الدولتين: اسرائيل وفلسطين, وهو غالبا ما يتحدث عنها, استشاط المتشددون غضبا.

    لعل اولمرت الزعيم الاسرائيلي الاكثر براجماتية منذ عام .1967 وللمرء ان يتمنى ان لا يكون اولمرت قد تأخر كثيرا. تبعا لصحيفة "هاآرتس" قال اولمرت لوفد امريكي التقاه مؤخرا ان "في اسرائيل حوالي 400 الف شخص تقوم على اكتافهم الدولة ومنهم قادة في الاقتصاد والعلوم والثقافة. واريد ان اكون متأكدا بأن يظل لديهم امل, وان يظلوا هنا". اذ ان من المعروف ان ولديه يعيشان في نيويورك وهو اول رئيس وزراء اسرائيلي يعبر عن شي من التفهم للمأساة الفلسطينية. ففي خطابه الذي القاه في انابوليس في شهر تشرين الثاني الماضي قال "لسنا غير مبالين بمعاناة الفلسطينيين". صحيح ان ثمانية فلسطينيين قتلوا في اليوم التالي على يد الجيش الاسرائيلي الا ان من المستحيل ما يبدو مثل بداية للتغيير. وقد عبر كاتب العمود اليساري جدعون ليفي في صحيفة "هاآرتس" عن تفاؤله غير المعهود عندما تساءل عما اذا كان ثمة دي كليرك اسرائيلي قيد الظهور.

    ادعى شارون ان الجانب الاخر لا يملك "شريكا" في السلام. بينما يقول اولمرت ان هناك شريكا الان هو محمود عباس. ويبدو ان اولمرت يريد ان يحتفظ بالكثير من الاراضي الى الغرب من الجدار وبحضور عسكري غير محدد في وادي الاردن مقابل مطالبة عباس بالعودة الى حدود عام ,1967 وتعني طلبات اولمرت ان ما سيناله الفلسطينيون سيكون اقل مما يصرون عليه.

    كان شارون مهندسا متقدما لمشروع المستوطنات الاسرائيلية الكبير في الاراضي المتلة حيث يعيش الان حوالي نصف مليون مستوطن في القدس الشرقية وفي 226 مستوطنة قانونية وغير قانونية. وقد اصبح من المسلم به الان ان ذلك المشروع كان غلطة, على الاقل بقدر تعلق الامر بحجمه. ولطالما اعتبرت القدس بكاملها مركز اسرائيل المقدس الذي لا يمكن ان يمس. لكن الذكرى الاربعون لقيام اسرائيل بضم القدس الشرقية في 7 حزيران 1967 وهو تاريخ يحتفل به دائما وسط تصعيد وطني, مرت العام الماضي بشكل يكاد يكون مغفلا. ويدور الحديث حاليا في اوساط الاستراتيجيين الاسرائيليين عن كون الخلاف حول القدس ابسط الخلافات حلا حيث يمكن ان تذهب القطاعات الاسرائيلية الى اسرائيل والقطاعات الفلسطينية الى فلسطين. وفي مدينة تتداخل فيها الاحياء الفلسطينية والاسرائيلية على النحو الذي تتداخل فيه في القدس يصعب تصور ما يتطلبه هذا التقسيم من فصل للطرق الملتوية السائرة بكل اتجاه والعديد من الجسور والانفاق والمعابر ونقاط السيطرة, لكن الامر ممكن في الاسابيع التي تلت لقاء انابوليس, استمعت في اسرائيل الى كلام مستقبلي حول القدس تكون فيه مدينة مفتوحة وعاصمة لكل من اسرائيل وفلسطين رغم ان العالم لم يشهد لحد الان اجتماع عاصمتين في مدينة واحدة. بل ان هناك حديثا عن امكانية ان تتحول اسرائيل في النهاية الى دولة ثنائية القومية. يعتبر ميرون بينفينيستي مؤلف كتاب "انباء الارز: مذكرات, وخواطر, وندم من حياة سياسية" واحدا من قلائل تنبأوا قبل سنوات بالوجهة التي تتخذها الامور. وفي كتابه الجديد الجريء هذا يتنبأ بينفينستي ان عرب اسرائـيل داخل حدود 1967 القديمة سوف يشكلون خلال عقد من الان 25 بالمئة من مجموع السكان. ويقول في كتابه "ان محاولة محاربة (التهديد السكاني) باستجلاب المزيد من المهاجرين الجدد من كل زوايا العالم البعيدة قد بلغت حدودا مستهجنة. وقد آن الاوان لاعلان نهاية الثورة الصهيونية".

    دأب ناحوم غولدمان, الرئـيس السابق للمجلس اليهودي العالمي, على القول ان المأزق السياسي بين الاسرائـيليين والفلسطينيين يؤخر حدوث المحتوم اطول فترة ممكنة. ان النتيجة التي يصفها بينفينيستي قد لا تكون بعد في المدى المنظور. لكنه امر طيب ان يكون عرفات وشارون قد استبدلا باولمرت وعباس وهما رجلان اقل نجومية واقل كارزماتية واكثر براجماتية. ومن المؤسف ان الاثنين ظلا ضعيفين وغير موضع تصديق الى حد نسبي. لتقوية عباس, تحتاج الحكومة الاسرائـيلية الى تجميد بناء المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية والى بذل جهود حقيقية للتخفيف من المضايقات والاذلال اليوميين للفلسطينيين تحت احتلال يزداد وحشية كل يوم. ولتقوية اولمرت, تحتاج السلطة الفلسطينية الى تحقيق تقدم حقيقي في الجانب الامني.

    الا ان ايا من هذين المجهودين لا يتحقق على الارض. انخفضت شعبية اولمرت على نحو شديد بعد الحرب الخرقاء في لبنان. ورغم انها عادت الى الارتفاع نوعا ما فيما بعد الا انه لا يزال يواجه تساؤلات تتعلق بشرعيته في تجمع احتجاجي حضره مئات الالوف من الاسرائـيليين في ساحة رابين في تل ابيب عام ,2006 لمح الكاتب دافيد غروسمان, الذي فقد ابنه في حرب لبنان, الى بيت شعري مشهور للشاعر تي.اس.اليوت عندما اتهم اسرائـيل بانها باتت تحكم من قبل "رجال جوف". بعد ذلك بزمن قصير, رفض غروسمان مصافحة رئـيس الوزراء في حفل قدمت له فيه جائزة ادبية.

    في النهاية, لن يحكم على اولمرت تبعا لخطابه التصالحي الذي بات يكتسب نبرة يسارية, انما سيكون الحكم تبعا لما يحققه من افعال. وهو يواصل تأخير اتخاذ الاجراءات الضرورية والمتضمنة رفع بعض القيود المتعددة على الاقل عن كاهل الفلسطينيين, ووقف توسيع المستوطنات, وتفكيك 105 بؤر استيطانية غير قانونية. يمكن ان لا يصمد اتفاقه المحتمل مع عباس امام التصويت بالثقة في الكنيست. فالائتلاف الذي يرأسه اولمرت عبارة عن تحالف مهلهل مع حزب العمل الذي يقود ايهود باراك الذي تحول الى صقر, وحزب ديني يطبع املاءات رجل ديني متقلب, وحزب يضم ثمانية مسنين سريعي الغضب.

    اما حزب كاديما الذي ينتمي اليه اولمرت فيعج بالشارونيين الشيوخ وهو منقسم ما بين الحمائم والصقور. وقد يأمل اولمرت بالانقاذ على يد حزب ميريتس اليساري الصغير والاعضاء العرب في الكنيست. لكن نجاحه في تمرير الاتفاق سيتطلب معجزة.

    اما محمود عباس, فقد خسر الكثير من قوته السياسية عندما استولت حماس على غزة. وهو الان يتزعم 60 بالمئة فقط من الفلسطينيين. اما الباقون فهم في غزة. عندما يتطلع عباس من نافذة مكتبه في رام الله, يشاهد في الاتجاهات الاربعة المستوطنات الاسرائـيلية التي تتزايد بالقرب منه على سفوح التلال المحيطة. ويبدو غير قادر على القيام باي شيء ازاءها. فادارته مشوشة. وسيطرته على الضفة الغربية غير مؤمنة, والجنود الاسرائـيليون يتجولون بحرية في الضفة الغربية. ويكاد لا يمضي اسبوع من دون ان يلقي الاسرائـيليون فيه القبض على ناشطين من حماس داخل الضفة وسط ارتياح عباس ورجاله.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    نهاية الثورة الصهيونية Empty رد: نهاية الثورة الصهيونية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 11:36 pm

    الاسرائيليين والفلسطينيين (2-4) * آموس ألون صحافي وروائي اسرائيلي كان الامن الكامل هدف شارون الاعلى وهاجسه الدائم وقد شعر على مدى سنوات انه يحقق ذلك الهدف على نحو مرض من خلال الحرب والمشاريع الاستيطانية الواسعة في كل من غزة والضفة الغربية. وكانت خطته الكبرى تهدف الى اقامة اقصى عدد ممكن من المستوطنات وتوسيع خاصرة اسرائيل الضيقة في السهل الساحلي. وكان يريد احاطة المدن الفلسطينية بالمستوطنات وتقطيع الضفة الغربية الى جيوب متعددة. وقد نجح الى حد كبير في تحقيق هذه الاهداف لكن السؤال هو ما الذي تحقق له نتيجة ذلك؟ استولى الجدار العازل البالغ على مساحات شاسعة من الارض في الضفة الغربية تزيد مساحتها على مجموع ما احتلته المستوطنات كلها مجتمعة ويصل عرض الجدار في مناطق كثيرة الى 50 مترا من ضمنها خنادق مائية ومساحات ترابية لكشف مواطئ الاقدام وممرات للدوريات, والان, وقد شارف الجدار على الانتهاء, فانه يعتبر واحدا من اكبر الاعمال الانشائية التي انجزت من قبل اية حكومة اسرائيلية ومن الممكن ان يكون تصميمه قد استوحي من جدار موريس الذي اقيم اثناء الحرب في الجزائر الذي حمل اسم قائد القوات الفرنسية هناك. فهل سيكون الجدار المقام هنا اكثر فاعلية من ذلك الجدار؟ ربما. فقد قتل في القدس وحدها اكثر من خمسمئة اسرائيلي قبل اقامة الجدار. ولا يكاد ان يكون هناك من قتل بعد اقامته لكن اقامة الجدار تزامنت مع انخفاض درامي عام في الهجمات الارهابية حتى في الاماكن التي لم تتأثر بالجدار. كما ان الجدار لا يستطيع ان يمنع اطلاق الصواريخ على القدس او غيرها من المدن كما يحدث في غزة منذ شهور طويلة رغم العمليات الانتقامية الموسعة التي تشنها اسرائيل. يمكن رؤية الجدار الملتف حول القدس من اي مكان من المدينة مثل لطخة مشينة في ما كان من قبل مشهدا انجيليا متميزا للتلال المدرجة والقرى العربية الحجرية وبالنظر لاختراقه للخلفية الطبيعية للقدس وعدد من ضواحيها الفلسطينية لجهة الشرق, فان الجدار يعزل الفلسطينيين عن بعضهم البعض باعداد تفوق اعداد من يعزلهم من الاسرائيليين عن الفلسطينيين. وقد جاءت اقامته بنتائج عكسية من حيث توسيعه للحدود البلدية وجعل الفلسطينيين الذين يعيشون بداخلها اكثر بكثير. وهناك الان ثلاث بوابات للجدار الى جانب محطات نهايات خطوط المواصلات المبنية داخل الجدار لضمان السيطرة على تدفق حركة المرور وهي محطات تذكر بالمطارات. غالبا ما يكون المرور من القدس واليها معطلا وخلال زيارته الاخيرة, اساء الرئيس الامريكي جورج بوش الى مشاعر الفلسطينيين عندما سئل عن هذا الكابوس اليومي فرد ساخرا بان موكبه الذي يضم 45 سيارة عبر بيسر من القدس الى رام الله من دون ان يواجه اية صعوبة في غير هذا الموقع, تعاني حركة الفلسطينيين من التقييد من خلال اكثر من ستمئة نقطة تفتيش في الضفة الغربية. وغالبا ما يتعرض الفلسطينيون الى التأخير على مدى ساعات كل يوم رغم الوعود التي قطعها الاسرائيليون في انابوليس بتخفيف القيود, ويقوم على نقاط التفتيش في العادة حراس افظاظ من الدروز الذين يخدمون في الجيش الاسرائيلي مقابل تمتعهم بأوضاع مميزة كما حدث للبربر في مراكش او السيخ في الهند تحت الحكم الاستعماري. لم يؤمن شارون بالمفاوضات وقد توسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس من اجل المشاركة في تنسيق عملية الجلاء الاسرائيلي عن غزة. لكن شارون فضل اخلاء غزة باجراء انفرادي وكان يؤمن بالقوة. وقد استمعت اليه منذ وقت طويل وهو يقول ان القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العرب كما كان يقول: لو رغب الفلسطينيون في اقامة دولة, فليقيموها في الاردن. اذ يتوجب على اسرائىل ان تمكث في الضفة الغربية ووادي الاردن لاسباب تتعلق بالسلامة العسكرية و "الحق التاريخي". وقد مكثت بالفعل لاكثر من اربعين عاما. والكثير من الاسرائيليين, ان لم نقل اغلبهم, يشاركون شارون هذا الرأي. فما الذي جنوه من ذلك؟ لقد كان اولمرت صقرا هو الاخر وكان يقف الى اليمين من مناحيم بيغن. وقد صوت ضد معاهدة السلام مع مصر عام 1978 وضد اتفاق اوسلو عام 1993 لاحقا, عندما كان عمدة للقدس, تجاهل تحذيرات خبرائه ومستشاريه وقام بحفر نفق بجوار الحرم الشريف مثيرا بتهوره اعمال شغب انتهت بمقتل 79 مسلما وجرح اكثر من مئة. يقال ان اولمرت قد رأى رؤية في اواخر التسعينيات تحول بعدها الى اول رئيس وزراء اسرائيلي يعلن على الملأ "لقد كنت على خطأ" الا ان ثمة مشكلة تتعلق بمصداقية ما تزال قائمة. لقد جاء اولمرت الى رئاسة الوزراء على غير توقع بعد تعرض شارون لجلطة مفاجئة وقد كان في حينه يخضع لتحقيق تجربة الشرطة حول اربع قضايا فساد مختلفة. وقد تم لاحقا اسقاط واحدة من تلك القضايا لعدم توفر الادلة الكافية. الا ان الشرطة داهمت في ذات صباح ليس بالبعيد مكتبه القديم للمحاماة بحثا عن ادلة تتعلق بالقضايا الثلاث الباقية. يقول برنارد افيشاي, الذي يضع حاليا كتابا جديدا عن اسرائيل, ان المحافظة على الاداء الدينامي للاقتصاد الاسرائيلي يمكن ان يكون الهم الاكبر الذي حمل اولمرت على تغيير موقفه فانت لا تستطيع ان تكون سنغافورة ثانية في وقت تخوض فيه حربا داخلية وفق النموذج العربي. لقد كان لي مؤخرا حديث مطول مع اولمرت وقد خرجت منه معجبا ببراجماتيته وبغياب تلك الرصانة الورعة التي ميزت عددا ممن سبقوه. ويبدو ان التنبؤات السكانية المنذرة بالكارثة والتي تقول ان الفلسطينيين سيصبحون قريبا اكثرية في اسرائيل الكبرى قد كان لها دور في تغيير موقفه حيث يجري الحديث الان في اسرائيل عن "الخطر السكاني" كما لو انه كارثة محدقة. ولا يريد اولمرت لاسرائيل ان تصبح دولة ثنائية القومية. لذا على الطرفين ان ينفصلا ولديه هاجس بان اسرائيل يمكن ان تكون قد اضاعت فرصا مواتية لتحقيق السلام في اوسلو وفي كامب ديفيد. وهو يرى ان ما كان ممكنا عندها لم يعد ممكنا الآن. ومع ذلك, فهو يشعر بأن فرصة اخرى قد تكون مهيأة الآن وهو لا يريد ان يضيعها. وهو يؤمن بشدة بحل الدولتين. والواقع ان من يستمع اليه الآن يجده يتحدث مثل الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر في كتابه الاخير "الفلسطينيون, سلام ام فصل عنصري". في طريق عودته من مؤتمر انابوليس, اخبر اولمرت الصحافيين أن الاخفاق في القضاء في التفاوض على حل الدولتين لا يعني سوى نهاية دولة اسرائيل. واضاف يقول ان "اسرائيل ستعتبر منتهية" ما لم تتم اقامة دولة فلسطينية. لانها ستصبح عندئذ دولة فصل عنصري مثل جنوب افريقيا. ومضى الى القول بأن اليهود الامريكيين سيكون اول من ينقلب عليها بفعل الاشمئزاز وخيبة الامل. لا يعرف اولمرت, بعد, عدد المستوطنين الذين يتحتم اجلاؤهم عن الضفة الغربية. وقد يكون الرقم قريبا من 150 الفا. وهو لا يرغب في الخوض في التفاصيل وهو في خضم التفاوض مع الفلسطينيين, كما انه يأمل بأن يتفهم عباس عدم قدرة اسرائيل على استيعاب ما يزيد على عدد رمزي من اللاجئين العرب. ويرى ان بالامكان ظهور وضعية جديدة عندما تصبح هناك دولة فلسطينية يمكن ان يعودوا اليها. ويبدو انه يعتقد ان الحلول ممكنة في جميع الحالات حتى في حالة القدس حيث تتداخل الاحياء الاسرائيلية والفلسطينية. فالكثير من المشاكل تقنية, والمشاكل التقنية قابلة للحل. لكن المشاكل العاطفية اصعب بكثير. يريد اولمرت ان يفعل كل ما في وسعه لتقوية موقف عباس, لكنه يريد ايضا ان يوضح انه لا يوجد ما هو مقدس بشأن حدود عام .1967 والفلسطينيون انفسهم يريدون من هو اكثر منها. فهم يطالبون, مثلا بممر ارضي يربط بين غزة والضفة الغربية. ويتظاهر اولمرت بأن لديه من الاصوات في الكنيست ما يكفي للمصادقة على كل ذلك. لكنك حين تسأل الاسرائيليين عما اذا كانوا مستعدين لتقسيم القدس, فإن الغالبية سيردون بالنفي. اما حين تسألهم اذا كانوا يرغبون بالانفصال عن الفلسطينيين فسيقولون: نعم. ويقال ان اولمرت مطمئن الى ان الكنيست لن يصادق على لائحة مقترحة تطالب بالحصول على اغلبية 80 صوتا من مجموع اصوات اعضاء الكنيست ال¯ 180 فيما يتعلق بأي تغيير يجري على وضعية القدس.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    نهاية الثورة الصهيونية Empty رد: نهاية الثورة الصهيونية

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 11:36 pm

    واسرائيل: التغيير (3-4) آموس ألون صحافي وروائي اسرائيلي * عن: "نيويورك ريفيو أوف بوكس" * اعتقد الاسرائيليون بعد 1967 ان بوسعهم تكرار ما حدث في 1948 وابتلاع المزيد من الاراضي في غفلة من الزمن. * كان الغرض الرئيسي من اقامة المستوطنات في الاراضي الفلسطينية هو إحباط اي جلاء عنها او استعادتها من قبل الفلسطينيين. * تمويل المستوطنات كان يحول عبر قنوات خفية ويستقطع من تخصيصات الصحة او النقل او التعليم. العقبات الرئيسية الثلاث التي تقف على طريق الاتفاق الاسرائيلي -الفلسطيني هي المستوطنات, والسيطرة على القدس, والمطلب الفلسطيني بحق العودة للاجئين الفلسطينيين مع /أو تعويضهم عما لحق بهم من خسائر. من بين هذه العقبات الثلاث, تبدو مشكلة المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية اكثرها استعصاء على الحل فهذه المستوطنات تشكل بمجموعها عقبة كبرى أقيمت عن قصد لتؤثر في حياة مئات الألوف من الاشخاص. ومن اجل ماذا? في افضل الاحوال, توسع المستوطنات الحدود الاسرائيلية شرقا بأميال قليلة, وهي مساحة لا قيمة استراتيجية لها. أما في أسوأ الاحوال, فإنها قادرة على إدامة الحرب المستعرة بين الشعبين الى ما لا نهاية. ومع ذلك, فإن عدد المستوطنين الذي زاد على 250 ألفا في الضفة الغربية قد يجعل من المستحيل تفكيك هذه المستوطنات التي أوجدت بالتحديد من اجل استبعاد اي احتمال بإعادة تقسيم البلاد. فقد اصبح الامر متعلقا بالكثير من الارواح والكثير من المناصب السياسية والكثير من المصالح العقارية في اسرائيل. هناك عدد غير قليل من المستوطنين بين صفوف الضباط الاسرائيليين الكبار. وعندما قام الرئيس بوش بزيارته الاخيرة لاسرائيل, وجهت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية في مقالتها الافتتاحية اللوم له كونه »شريكا متواطئا« في المشروع الاسرائيلي الاستيطاني المتوسع ابدا وغير المشروع في الضفة الغربية. وكما فعلوا في كامب ديفيد ,2000 يواصل الفلسطينيون الاصرار على اعادة تقسيم الارض تبعا لخطوط عام ,1967 ومن شأن هذا ان يعطي لاسرائيل 78 بالمئة من كامل الاراضي المتنازع عليها ما بين نهر الاردن والبحر الابيض المتوسط, في حين لن يحصل الفلسطينيون الا على 22 بالمئة فقط. ويجادل الفلسطينيون بأنهم لا يمكن ان يتنازلوا عن المزيد بعد ان فقدوا 78 بالمئة من ارض فلسطين عام ,1948 فهل يكمن الحل في مبادلة الاراضي? لقد نوقش الموضوع في محادثات كامب ديفيد ,2000 كما أثير في مقترحات كلينتون التي قبلها الاسرائيليون ورفضها عرفات وأعيدت اثارته في اجتماع طابا في كانون الثاني ,2001 فإذا كان لاسرائيل ان تحتفظ بعدد من المستوطنات الكبرى على الحدود فإن الفلسطينيين سوف يطالبون بأراض اسرائيلية مجاورة لغزة على سبيل التعويض. نما المشروع الاستيطاني ليأخذ ابعاده الراهنة في السنوات التي اعقبت الانتصار الاسرائيلي عام ,1967 لكن ثلاث حروب, والارهاب, والتضخم الاقتصادي, والانتفاضتين, والانتحاريين وغيرها من العوامل قد فرضت على أذهان الكثير من الاسرائيليين اطارا غير واقعي من التفكير. ساندت جميع الحكومات الاسرائيلية التي تعاقبت بعد حرب 1967 المشروع الاستيطاني بحدود متفاوتة من الحماس لا فرق بين اليسارية منها واليمينية. عندما بدأ المشروع كان العالم في مرحلة انهاء الاستعمار, ولم يكن عقد قد مر على الحرب الجزائرية, فكيف سنح للزعماء الاسرائيليين ان يعتقدوا بأنهم يمكن ان يقيموا احتلالا دائما من دون ان يثيروا حربا جديدة وقد دعا بن غوريون, الذي كان حينها خارج الحكم, الى انسحاب سريع. لعل الزعماء الاسرائيليين اعتمدوا على حقيقة كون اسرائيل قد انتهت في عام 1948 الى الحصول على حوالي ضعف المساحة التي خصصها لها قرار التقسيم الصادر عن الامم المتحدة, فاستنتجوا ان بوسعهم هذه المرة ايضا ان يحتفظوا بالارض التي كسبوها عام ,1967 وقد فاتهم ان عام 1948 كان لحظة تعاطف نادرة معهم حيث لم يمض على المحرقة سوى ثلاثة اعوام. وفي الوقت الذي كان الاوروبيون لا يزالون فيه يتشبثون بمستعمراتهم, كانت جيوش اربع دول عربية مجاورة تهاجم اسرائيل التي ستصبح ملاذا لمليون من الناجين من المحرقة. لم تكن اي من هذه العوامل قائمة بعد عقدين من الزمان عندما خرجت اسرائيل منتصرة من حرب الايام الستة التي اطلقت عليها هذا الاسم تيمنا بأيام التكوين الستة في التوراة. أسبغت جميع الحكومات الاسرائيلية, يمينية, او يسارية, دعمها السخي على المشروع الاستيطاني متجاهلة كل الاحتجاجات الدولية. وكان التمويل الذي يخصص للمشروع يحول بشكل غير مباشر عبر قنوات خفية حيث كان يخبأ تحت اسماء عديدة ضمن تخصيصات الصحة او النقل او التعليم. ولهذا السبب فإن كامل كلفة المشروع غير معروفة لاحد الا انها لا بد ان تكون بحدود مليارات الدولارات. انتشرت حمى الاستيطان أولا بين الشباب الذين اعتقدوا بأنهم يتبعون خطى الرواد الصهاينة الذين استقروا ما بين عامي 1892 و 1948 في اراض يملكها اليهود سعيا لتحقيق خرافة »حلم الشحاذين«. الا ان الشيء نفسه لا ينطبق على مستوطني الاعوام التي تلت عام 1967 الذين استوطنوا اراض مصادرة في انتهاك واضح للقانون الدولي الذي يحظر انتقال المستوطنين الى بلد محتل. كان المستوطنون الاوائل في تلك الاراضي من اليهود والمتشددين الذين دفعهم الحاخامات الى الاعتقاد بأن المشروع الاستيطاني هو »بداية الخلاص«. سرعان ما استهوى المشروع الاسرائيليين العلمانيين من غير العقائديين الذين يسعون الى الحصول على السكن بأسعار أرخص. ولاجل حمايتهم من الفلسطينيين الذين كان المستوطنون يتجاوزون على أراضيهم, تم تزويدهم بالسلاح. كانت المستوطنات محاطة بالخنادق المائية والأسيجة المكهربة لكن المنازل فيها كانت أرخص بنسبة 50 بالمئة من المنازل خارجها. وقامت الحكومة الاسرائيلية ببناء شبكة طرق وأنفاق جديدة مترامية كي يتمكن المستوطنون من الانتقال بسهولة ما بين القدس وتل أبيب من دون الاضطرار للالتقاء بالفلسطينيين. توجد الآن في الضفة الغربية شبكتان للطرق: طرق للفلسطينيين واخرى محروسة بعناية ومحجوزة بشدة للاسرائيليين. وقد مررت بطريق ذات اربعة مسارب في القدس الشرقية يقسمها جدار أقيم في وسطها. وخصص جانب منها للفلسطينيين الذين يقصدون رام الله وبيت لحم والجانب الآخر للاسرائيليين المتوجهين الى نفس المدينتين. تقام أغلب المستوطنات على أراض صادرتها الحكومة الاسرائيلية »لاغراض عمومية« رغم صعوبة العثور على أراض »عمومية« في الضفة الغربية يمكن ان يمتلكها اي طرف غير الفلسطينيين. لم يعن الأتراك ولا البريطانيون ولا السلطة العربية من بعدهم بتنظيم سجلات ملكية الاراضي في الضفة الغربية. وكانت الارض, وما زالت, تعود الى الافراد او العشيرة عن طريق التعاقد او التقاليد الموروثة. وليست هناك سجلات حكومية تظهر ان الفلسطينيين الذين صودرت أراضيهم قد استلموا تعويضات من الحكومة الاسرائيلية. وتشير دراسة نشرت مؤخرا لحركة »السلام الآن« الى ان 40 بالمئة من المستوطنات أقيمت على أراض فلسطينية خاصة. لقد مرت اربعون سنة على المشروع الاستيطاني وهو ما يزال متواصلا كما لو كان حركة لا إرادية في جسم فقد عقله. يسيطر المستوطنون على مصادر المياه في الضفة الغربية وتقع مسابحهم وساحات نجيلهم على مرأى من سكان القرى الفلسطينية حيث يشح الماء ويضطر القرويون الى نقله بالسيارات. يتناول كتاب صدر بالعبرية بعنوان »سادة الارض: الحرب حول المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة« من تأليف إيديث زرتال وأكيفا ألدر, التاريخ السياسي للمشروع الاستيطاني, ويشير الى ان في مقدمة الذين ساندوا المشروع بيغال ألون, وموشي دايان, وشمعون بيريز, وغولدا مائير, ومناحيم بيغن. اما ارئيل شارون فقد كان, تبعا للكتاب, »المحرك الدافع لتوسيع المستوطنات ونشرها في الضفة الغربية بغرض احباط اي جلاء عنها او استعادتها من قبل الفلسطينيين«. ويصف الكتاب »ثقافة الموت« التي مارسها المستوطنون المتشددون الذين سارعوا الى تحويل القتلى من بينهم الى رموز سياسية. يقول الكتاب ان مستوطنا في الخليل قام بزيارة احدى المستوطنات في سيناء في سنوات السبعينيات قبل إبرام معاهدة السلام في مصر. سأل المستوطن الزائر سكان المستوطنة في سيناء عن مكان المقبرة. فلما أخبروه بأن لا مقبرة في مستوطنتهم صرخ فيهم مذعورا »لقد ضعتم إذن«.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 3:26 am