نهاية الثورة الصهيونية
(1-4)
آموس ألون
صحافي وروائي اسرائيلي
* عن "نيويورك ريفيو اوف بوكس"
- هل ان ما تشهده اسرائـيل اليوم هو ظهور دي كليرك اسرائـيلي?
- كتاب اسرائـيليون:"آن الاوان لاعلان نهاية الثورة الصهيونية".
ان اسرائيل تحت حكم ايهود اولمرت ليست كما كانت عليه تحت حكم ارئيل شارون, على الاقل في نبرة الكلام. فقد كان شارون جنديا امضى الكثير من حياته في محاربة العرب. بينما عمل اولمرت محاميا دمثا لعدد من الشركات, وصانع صفقات, وسياسيا داهية. ساند شارون حركة "اسرائيل الكبرى" في حين ان فكرة اولمرت عن اسرائيل بعيدة عن ان تكون تكرارا لنبوءة توراتية حيث يرى اسرائيل دولة علمانية حديثة ذات اقتصاد مزدهر, مندمجة في عملية التجارة العالمية ووثيقة الارتباط باوروبا.
وهذه رؤية لا تتناغم كثيرا مع تلك الرؤية التي وضعها ابراهيم في العصر البرونزي. تحدث شارون عن كفاح صعب وطويل. في حين يقول اولمرت ان "الاسرائيليين قد تعبوا من الحرب, وتعبوا من الانتصار" وكلما تحدث عن الدولتين: اسرائيل وفلسطين, وهو غالبا ما يتحدث عنها, استشاط المتشددون غضبا.
لعل اولمرت الزعيم الاسرائيلي الاكثر براجماتية منذ عام .1967 وللمرء ان يتمنى ان لا يكون اولمرت قد تأخر كثيرا. تبعا لصحيفة "هاآرتس" قال اولمرت لوفد امريكي التقاه مؤخرا ان "في اسرائيل حوالي 400 الف شخص تقوم على اكتافهم الدولة ومنهم قادة في الاقتصاد والعلوم والثقافة. واريد ان اكون متأكدا بأن يظل لديهم امل, وان يظلوا هنا". اذ ان من المعروف ان ولديه يعيشان في نيويورك وهو اول رئيس وزراء اسرائيلي يعبر عن شي من التفهم للمأساة الفلسطينية. ففي خطابه الذي القاه في انابوليس في شهر تشرين الثاني الماضي قال "لسنا غير مبالين بمعاناة الفلسطينيين". صحيح ان ثمانية فلسطينيين قتلوا في اليوم التالي على يد الجيش الاسرائيلي الا ان من المستحيل ما يبدو مثل بداية للتغيير. وقد عبر كاتب العمود اليساري جدعون ليفي في صحيفة "هاآرتس" عن تفاؤله غير المعهود عندما تساءل عما اذا كان ثمة دي كليرك اسرائيلي قيد الظهور.
ادعى شارون ان الجانب الاخر لا يملك "شريكا" في السلام. بينما يقول اولمرت ان هناك شريكا الان هو محمود عباس. ويبدو ان اولمرت يريد ان يحتفظ بالكثير من الاراضي الى الغرب من الجدار وبحضور عسكري غير محدد في وادي الاردن مقابل مطالبة عباس بالعودة الى حدود عام ,1967 وتعني طلبات اولمرت ان ما سيناله الفلسطينيون سيكون اقل مما يصرون عليه.
كان شارون مهندسا متقدما لمشروع المستوطنات الاسرائيلية الكبير في الاراضي المتلة حيث يعيش الان حوالي نصف مليون مستوطن في القدس الشرقية وفي 226 مستوطنة قانونية وغير قانونية. وقد اصبح من المسلم به الان ان ذلك المشروع كان غلطة, على الاقل بقدر تعلق الامر بحجمه. ولطالما اعتبرت القدس بكاملها مركز اسرائيل المقدس الذي لا يمكن ان يمس. لكن الذكرى الاربعون لقيام اسرائيل بضم القدس الشرقية في 7 حزيران 1967 وهو تاريخ يحتفل به دائما وسط تصعيد وطني, مرت العام الماضي بشكل يكاد يكون مغفلا. ويدور الحديث حاليا في اوساط الاستراتيجيين الاسرائيليين عن كون الخلاف حول القدس ابسط الخلافات حلا حيث يمكن ان تذهب القطاعات الاسرائيلية الى اسرائيل والقطاعات الفلسطينية الى فلسطين. وفي مدينة تتداخل فيها الاحياء الفلسطينية والاسرائيلية على النحو الذي تتداخل فيه في القدس يصعب تصور ما يتطلبه هذا التقسيم من فصل للطرق الملتوية السائرة بكل اتجاه والعديد من الجسور والانفاق والمعابر ونقاط السيطرة, لكن الامر ممكن في الاسابيع التي تلت لقاء انابوليس, استمعت في اسرائيل الى كلام مستقبلي حول القدس تكون فيه مدينة مفتوحة وعاصمة لكل من اسرائيل وفلسطين رغم ان العالم لم يشهد لحد الان اجتماع عاصمتين في مدينة واحدة. بل ان هناك حديثا عن امكانية ان تتحول اسرائيل في النهاية الى دولة ثنائية القومية. يعتبر ميرون بينفينيستي مؤلف كتاب "انباء الارز: مذكرات, وخواطر, وندم من حياة سياسية" واحدا من قلائل تنبأوا قبل سنوات بالوجهة التي تتخذها الامور. وفي كتابه الجديد الجريء هذا يتنبأ بينفينستي ان عرب اسرائـيل داخل حدود 1967 القديمة سوف يشكلون خلال عقد من الان 25 بالمئة من مجموع السكان. ويقول في كتابه "ان محاولة محاربة (التهديد السكاني) باستجلاب المزيد من المهاجرين الجدد من كل زوايا العالم البعيدة قد بلغت حدودا مستهجنة. وقد آن الاوان لاعلان نهاية الثورة الصهيونية".
دأب ناحوم غولدمان, الرئـيس السابق للمجلس اليهودي العالمي, على القول ان المأزق السياسي بين الاسرائـيليين والفلسطينيين يؤخر حدوث المحتوم اطول فترة ممكنة. ان النتيجة التي يصفها بينفينيستي قد لا تكون بعد في المدى المنظور. لكنه امر طيب ان يكون عرفات وشارون قد استبدلا باولمرت وعباس وهما رجلان اقل نجومية واقل كارزماتية واكثر براجماتية. ومن المؤسف ان الاثنين ظلا ضعيفين وغير موضع تصديق الى حد نسبي. لتقوية عباس, تحتاج الحكومة الاسرائـيلية الى تجميد بناء المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية والى بذل جهود حقيقية للتخفيف من المضايقات والاذلال اليوميين للفلسطينيين تحت احتلال يزداد وحشية كل يوم. ولتقوية اولمرت, تحتاج السلطة الفلسطينية الى تحقيق تقدم حقيقي في الجانب الامني.
الا ان ايا من هذين المجهودين لا يتحقق على الارض. انخفضت شعبية اولمرت على نحو شديد بعد الحرب الخرقاء في لبنان. ورغم انها عادت الى الارتفاع نوعا ما فيما بعد الا انه لا يزال يواجه تساؤلات تتعلق بشرعيته في تجمع احتجاجي حضره مئات الالوف من الاسرائـيليين في ساحة رابين في تل ابيب عام ,2006 لمح الكاتب دافيد غروسمان, الذي فقد ابنه في حرب لبنان, الى بيت شعري مشهور للشاعر تي.اس.اليوت عندما اتهم اسرائـيل بانها باتت تحكم من قبل "رجال جوف". بعد ذلك بزمن قصير, رفض غروسمان مصافحة رئـيس الوزراء في حفل قدمت له فيه جائزة ادبية.
في النهاية, لن يحكم على اولمرت تبعا لخطابه التصالحي الذي بات يكتسب نبرة يسارية, انما سيكون الحكم تبعا لما يحققه من افعال. وهو يواصل تأخير اتخاذ الاجراءات الضرورية والمتضمنة رفع بعض القيود المتعددة على الاقل عن كاهل الفلسطينيين, ووقف توسيع المستوطنات, وتفكيك 105 بؤر استيطانية غير قانونية. يمكن ان لا يصمد اتفاقه المحتمل مع عباس امام التصويت بالثقة في الكنيست. فالائتلاف الذي يرأسه اولمرت عبارة عن تحالف مهلهل مع حزب العمل الذي يقود ايهود باراك الذي تحول الى صقر, وحزب ديني يطبع املاءات رجل ديني متقلب, وحزب يضم ثمانية مسنين سريعي الغضب.
اما حزب كاديما الذي ينتمي اليه اولمرت فيعج بالشارونيين الشيوخ وهو منقسم ما بين الحمائم والصقور. وقد يأمل اولمرت بالانقاذ على يد حزب ميريتس اليساري الصغير والاعضاء العرب في الكنيست. لكن نجاحه في تمرير الاتفاق سيتطلب معجزة.
اما محمود عباس, فقد خسر الكثير من قوته السياسية عندما استولت حماس على غزة. وهو الان يتزعم 60 بالمئة فقط من الفلسطينيين. اما الباقون فهم في غزة. عندما يتطلع عباس من نافذة مكتبه في رام الله, يشاهد في الاتجاهات الاربعة المستوطنات الاسرائـيلية التي تتزايد بالقرب منه على سفوح التلال المحيطة. ويبدو غير قادر على القيام باي شيء ازاءها. فادارته مشوشة. وسيطرته على الضفة الغربية غير مؤمنة, والجنود الاسرائـيليون يتجولون بحرية في الضفة الغربية. ويكاد لا يمضي اسبوع من دون ان يلقي الاسرائـيليون فيه القبض على ناشطين من حماس داخل الضفة وسط ارتياح عباس ورجاله.
(1-4)
آموس ألون
صحافي وروائي اسرائيلي
* عن "نيويورك ريفيو اوف بوكس"
- هل ان ما تشهده اسرائـيل اليوم هو ظهور دي كليرك اسرائـيلي?
- كتاب اسرائـيليون:"آن الاوان لاعلان نهاية الثورة الصهيونية".
ان اسرائيل تحت حكم ايهود اولمرت ليست كما كانت عليه تحت حكم ارئيل شارون, على الاقل في نبرة الكلام. فقد كان شارون جنديا امضى الكثير من حياته في محاربة العرب. بينما عمل اولمرت محاميا دمثا لعدد من الشركات, وصانع صفقات, وسياسيا داهية. ساند شارون حركة "اسرائيل الكبرى" في حين ان فكرة اولمرت عن اسرائيل بعيدة عن ان تكون تكرارا لنبوءة توراتية حيث يرى اسرائيل دولة علمانية حديثة ذات اقتصاد مزدهر, مندمجة في عملية التجارة العالمية ووثيقة الارتباط باوروبا.
وهذه رؤية لا تتناغم كثيرا مع تلك الرؤية التي وضعها ابراهيم في العصر البرونزي. تحدث شارون عن كفاح صعب وطويل. في حين يقول اولمرت ان "الاسرائيليين قد تعبوا من الحرب, وتعبوا من الانتصار" وكلما تحدث عن الدولتين: اسرائيل وفلسطين, وهو غالبا ما يتحدث عنها, استشاط المتشددون غضبا.
لعل اولمرت الزعيم الاسرائيلي الاكثر براجماتية منذ عام .1967 وللمرء ان يتمنى ان لا يكون اولمرت قد تأخر كثيرا. تبعا لصحيفة "هاآرتس" قال اولمرت لوفد امريكي التقاه مؤخرا ان "في اسرائيل حوالي 400 الف شخص تقوم على اكتافهم الدولة ومنهم قادة في الاقتصاد والعلوم والثقافة. واريد ان اكون متأكدا بأن يظل لديهم امل, وان يظلوا هنا". اذ ان من المعروف ان ولديه يعيشان في نيويورك وهو اول رئيس وزراء اسرائيلي يعبر عن شي من التفهم للمأساة الفلسطينية. ففي خطابه الذي القاه في انابوليس في شهر تشرين الثاني الماضي قال "لسنا غير مبالين بمعاناة الفلسطينيين". صحيح ان ثمانية فلسطينيين قتلوا في اليوم التالي على يد الجيش الاسرائيلي الا ان من المستحيل ما يبدو مثل بداية للتغيير. وقد عبر كاتب العمود اليساري جدعون ليفي في صحيفة "هاآرتس" عن تفاؤله غير المعهود عندما تساءل عما اذا كان ثمة دي كليرك اسرائيلي قيد الظهور.
ادعى شارون ان الجانب الاخر لا يملك "شريكا" في السلام. بينما يقول اولمرت ان هناك شريكا الان هو محمود عباس. ويبدو ان اولمرت يريد ان يحتفظ بالكثير من الاراضي الى الغرب من الجدار وبحضور عسكري غير محدد في وادي الاردن مقابل مطالبة عباس بالعودة الى حدود عام ,1967 وتعني طلبات اولمرت ان ما سيناله الفلسطينيون سيكون اقل مما يصرون عليه.
كان شارون مهندسا متقدما لمشروع المستوطنات الاسرائيلية الكبير في الاراضي المتلة حيث يعيش الان حوالي نصف مليون مستوطن في القدس الشرقية وفي 226 مستوطنة قانونية وغير قانونية. وقد اصبح من المسلم به الان ان ذلك المشروع كان غلطة, على الاقل بقدر تعلق الامر بحجمه. ولطالما اعتبرت القدس بكاملها مركز اسرائيل المقدس الذي لا يمكن ان يمس. لكن الذكرى الاربعون لقيام اسرائيل بضم القدس الشرقية في 7 حزيران 1967 وهو تاريخ يحتفل به دائما وسط تصعيد وطني, مرت العام الماضي بشكل يكاد يكون مغفلا. ويدور الحديث حاليا في اوساط الاستراتيجيين الاسرائيليين عن كون الخلاف حول القدس ابسط الخلافات حلا حيث يمكن ان تذهب القطاعات الاسرائيلية الى اسرائيل والقطاعات الفلسطينية الى فلسطين. وفي مدينة تتداخل فيها الاحياء الفلسطينية والاسرائيلية على النحو الذي تتداخل فيه في القدس يصعب تصور ما يتطلبه هذا التقسيم من فصل للطرق الملتوية السائرة بكل اتجاه والعديد من الجسور والانفاق والمعابر ونقاط السيطرة, لكن الامر ممكن في الاسابيع التي تلت لقاء انابوليس, استمعت في اسرائيل الى كلام مستقبلي حول القدس تكون فيه مدينة مفتوحة وعاصمة لكل من اسرائيل وفلسطين رغم ان العالم لم يشهد لحد الان اجتماع عاصمتين في مدينة واحدة. بل ان هناك حديثا عن امكانية ان تتحول اسرائيل في النهاية الى دولة ثنائية القومية. يعتبر ميرون بينفينيستي مؤلف كتاب "انباء الارز: مذكرات, وخواطر, وندم من حياة سياسية" واحدا من قلائل تنبأوا قبل سنوات بالوجهة التي تتخذها الامور. وفي كتابه الجديد الجريء هذا يتنبأ بينفينستي ان عرب اسرائـيل داخل حدود 1967 القديمة سوف يشكلون خلال عقد من الان 25 بالمئة من مجموع السكان. ويقول في كتابه "ان محاولة محاربة (التهديد السكاني) باستجلاب المزيد من المهاجرين الجدد من كل زوايا العالم البعيدة قد بلغت حدودا مستهجنة. وقد آن الاوان لاعلان نهاية الثورة الصهيونية".
دأب ناحوم غولدمان, الرئـيس السابق للمجلس اليهودي العالمي, على القول ان المأزق السياسي بين الاسرائـيليين والفلسطينيين يؤخر حدوث المحتوم اطول فترة ممكنة. ان النتيجة التي يصفها بينفينيستي قد لا تكون بعد في المدى المنظور. لكنه امر طيب ان يكون عرفات وشارون قد استبدلا باولمرت وعباس وهما رجلان اقل نجومية واقل كارزماتية واكثر براجماتية. ومن المؤسف ان الاثنين ظلا ضعيفين وغير موضع تصديق الى حد نسبي. لتقوية عباس, تحتاج الحكومة الاسرائـيلية الى تجميد بناء المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية والى بذل جهود حقيقية للتخفيف من المضايقات والاذلال اليوميين للفلسطينيين تحت احتلال يزداد وحشية كل يوم. ولتقوية اولمرت, تحتاج السلطة الفلسطينية الى تحقيق تقدم حقيقي في الجانب الامني.
الا ان ايا من هذين المجهودين لا يتحقق على الارض. انخفضت شعبية اولمرت على نحو شديد بعد الحرب الخرقاء في لبنان. ورغم انها عادت الى الارتفاع نوعا ما فيما بعد الا انه لا يزال يواجه تساؤلات تتعلق بشرعيته في تجمع احتجاجي حضره مئات الالوف من الاسرائـيليين في ساحة رابين في تل ابيب عام ,2006 لمح الكاتب دافيد غروسمان, الذي فقد ابنه في حرب لبنان, الى بيت شعري مشهور للشاعر تي.اس.اليوت عندما اتهم اسرائـيل بانها باتت تحكم من قبل "رجال جوف". بعد ذلك بزمن قصير, رفض غروسمان مصافحة رئـيس الوزراء في حفل قدمت له فيه جائزة ادبية.
في النهاية, لن يحكم على اولمرت تبعا لخطابه التصالحي الذي بات يكتسب نبرة يسارية, انما سيكون الحكم تبعا لما يحققه من افعال. وهو يواصل تأخير اتخاذ الاجراءات الضرورية والمتضمنة رفع بعض القيود المتعددة على الاقل عن كاهل الفلسطينيين, ووقف توسيع المستوطنات, وتفكيك 105 بؤر استيطانية غير قانونية. يمكن ان لا يصمد اتفاقه المحتمل مع عباس امام التصويت بالثقة في الكنيست. فالائتلاف الذي يرأسه اولمرت عبارة عن تحالف مهلهل مع حزب العمل الذي يقود ايهود باراك الذي تحول الى صقر, وحزب ديني يطبع املاءات رجل ديني متقلب, وحزب يضم ثمانية مسنين سريعي الغضب.
اما حزب كاديما الذي ينتمي اليه اولمرت فيعج بالشارونيين الشيوخ وهو منقسم ما بين الحمائم والصقور. وقد يأمل اولمرت بالانقاذ على يد حزب ميريتس اليساري الصغير والاعضاء العرب في الكنيست. لكن نجاحه في تمرير الاتفاق سيتطلب معجزة.
اما محمود عباس, فقد خسر الكثير من قوته السياسية عندما استولت حماس على غزة. وهو الان يتزعم 60 بالمئة فقط من الفلسطينيين. اما الباقون فهم في غزة. عندما يتطلع عباس من نافذة مكتبه في رام الله, يشاهد في الاتجاهات الاربعة المستوطنات الاسرائـيلية التي تتزايد بالقرب منه على سفوح التلال المحيطة. ويبدو غير قادر على القيام باي شيء ازاءها. فادارته مشوشة. وسيطرته على الضفة الغربية غير مؤمنة, والجنود الاسرائـيليون يتجولون بحرية في الضفة الغربية. ويكاد لا يمضي اسبوع من دون ان يلقي الاسرائـيليون فيه القبض على ناشطين من حماس داخل الضفة وسط ارتياح عباس ورجاله.