طيفٌ من الذكرى يمرُّ ويعبرُ
فيزيدُ حزنَ النفسِ ما أتذكّرُ
طالت سنونَ البعدِ واشتعل الجوى
في مقلتيك ...فلم تعدْ تستذكرُ
أنتِ التي عشقتْ سماءَ بلادها
وترابَها فأتتْ إليها تبكرُ
قد عدتِ في خفَرِ السواحل عودة
للبرتقالِ وأرضِهِ تستحضرُ
أختاهُ أذكرُ حين دقّ بك الهوى
أبوابَ حيفا والمنايا تمطِرُ
عرفتك بيّاراتُها فتراقصت
فيها الشجيراتُ الحبيبة تسكر
وترنّمت أطيارُ شعري حينما
خضّبتِ ساحلنا بقانٍ يقطرُ
وتراقصت كلُّ الحروف وهوّمت
روحُ الشهيدة في القصيدِ تعمَّرُ
لكنّ شعري ضاع فيكِ قديمُه
فشرعتُ أكتبُ محدَثاً وأحبِّرُ
ألِفتْ ربوعُ البرتقالِ حبيبةً
يحلو بعينيها الأريجُ ويسحرُ
ويحوكُ وجنتها اسمرارُ عروبتي
المشبوبُ زيّنه النجيعُ الأحمرُ
عيناكِ بارقتانِ في أهدابها
عنفُ الصقورِ وقد نماه الكوثرُ
عيناكِ أبلغت العدوَّ بأنها
أسياف خولة حين همَّ الأزوَرُ
واللهِ إن نظرتْ عيوني لحظةً
في مقلتيكِ خجلتُ ممّا أنظرُ
أخجلْتِ كلَّ "القاعدينَ" وزادُهم
لوْكُ السياسةِ والحديثُ مزوّرُ
وأكادُ حين أرى البريقَ يهزّني
شوقٌ, ويرتعشُ الحنينُ المضمرُ
أشتاقُ للزمن القديمِ وثورةٍ
هزّت كيانَاً للطغاة فغوّروا
هزّ الفدائيُّ العروشَ فأزهرت
آياتهُ فينا وفينا تثمرُ
تقضي الثلاثينَ العجافَ غريبة
وقريبة, وعيونُنا تستعبرُ
لا ملكَ إلاّ بالدموعِ نشيدُهُ
ولَكِ الملائكُ يسجدون إذا انبروا
فلْيعلَمِ الأعداءُ أنَّ بناتنا
أمضى من القدرِ العظيم وأقدرُ
فدلالُ حين تضرّجت بدمائها
أنقى من الطهرِ الطهورِ وأطهرُ
فمن الزهورِ الحيفويّة أرجُها
ومن الجليلِ جلالها متحدِّرُ
ومن الشموخ التلحميّ إباؤها
ومن النخيل شموخُها المتنوّرُ
ربّاهُ إنّ المغربية مهجةٌ
لبلادنا ترنو وفيها تبصرُ
فالأرضُ أرضكِ يا دلالُ ومهجة
الثوّار أنتِ... وذكرُكِ المتطهّرُ
أختاهُ قومي وانظري ما نابنا
فالليلُ يعكرُ صفوَنا ويكدّرُ
لتبوءَ بالتطبيعِ سادة أمّتي
يتلاهثونَ وفي السباقِ تكرّروا
وتبلُّ أوطاني الخدودَ بدمعها
ويُبلُّ من دمِنا الترابُ الأطهرُ
أدلالُ أنتِ لأمتي مرثيّةٌ
تبكي على غدر الزمان وتزفرُ
تبكي وتندب ما سئمنا وقعَهُ
في النفس من ذلٍّ وعارٍ يبحرُ
تبكي من الساداتِ من باع الحمى
وابتاع خمراً للذواتِ ليسكروا
فأمامَ عين المغربية تنحني
الهاماتُ إجلالاً , وفيها نكبرُ
شمخت على ألم الشقاء نفوسنا
وتلألأ الصوتُ الذي لا يُقهَرُ
وأمام عينيها تشع قصيدتي
و بها نعز على الأنامِ ونفخرُ
فالشعرُ فيكِ يزلزلُ الأفقَ الذي
رسموه غدراً بالقضية يغدُرُ
واستبدلوا الزمنَ الجميلَ بطبعةٍ
نبدو بها في عكسِ ما نتصوّرُ
سيظل شعري خالداً "بدلالِهِ"
وتظل فيه "دلال" روحاً تزهر
للشاعر باسل بزراوي
فيزيدُ حزنَ النفسِ ما أتذكّرُ
طالت سنونَ البعدِ واشتعل الجوى
في مقلتيك ...فلم تعدْ تستذكرُ
أنتِ التي عشقتْ سماءَ بلادها
وترابَها فأتتْ إليها تبكرُ
قد عدتِ في خفَرِ السواحل عودة
للبرتقالِ وأرضِهِ تستحضرُ
أختاهُ أذكرُ حين دقّ بك الهوى
أبوابَ حيفا والمنايا تمطِرُ
عرفتك بيّاراتُها فتراقصت
فيها الشجيراتُ الحبيبة تسكر
وترنّمت أطيارُ شعري حينما
خضّبتِ ساحلنا بقانٍ يقطرُ
وتراقصت كلُّ الحروف وهوّمت
روحُ الشهيدة في القصيدِ تعمَّرُ
لكنّ شعري ضاع فيكِ قديمُه
فشرعتُ أكتبُ محدَثاً وأحبِّرُ
ألِفتْ ربوعُ البرتقالِ حبيبةً
يحلو بعينيها الأريجُ ويسحرُ
ويحوكُ وجنتها اسمرارُ عروبتي
المشبوبُ زيّنه النجيعُ الأحمرُ
عيناكِ بارقتانِ في أهدابها
عنفُ الصقورِ وقد نماه الكوثرُ
عيناكِ أبلغت العدوَّ بأنها
أسياف خولة حين همَّ الأزوَرُ
واللهِ إن نظرتْ عيوني لحظةً
في مقلتيكِ خجلتُ ممّا أنظرُ
أخجلْتِ كلَّ "القاعدينَ" وزادُهم
لوْكُ السياسةِ والحديثُ مزوّرُ
وأكادُ حين أرى البريقَ يهزّني
شوقٌ, ويرتعشُ الحنينُ المضمرُ
أشتاقُ للزمن القديمِ وثورةٍ
هزّت كيانَاً للطغاة فغوّروا
هزّ الفدائيُّ العروشَ فأزهرت
آياتهُ فينا وفينا تثمرُ
تقضي الثلاثينَ العجافَ غريبة
وقريبة, وعيونُنا تستعبرُ
لا ملكَ إلاّ بالدموعِ نشيدُهُ
ولَكِ الملائكُ يسجدون إذا انبروا
فلْيعلَمِ الأعداءُ أنَّ بناتنا
أمضى من القدرِ العظيم وأقدرُ
فدلالُ حين تضرّجت بدمائها
أنقى من الطهرِ الطهورِ وأطهرُ
فمن الزهورِ الحيفويّة أرجُها
ومن الجليلِ جلالها متحدِّرُ
ومن الشموخ التلحميّ إباؤها
ومن النخيل شموخُها المتنوّرُ
ربّاهُ إنّ المغربية مهجةٌ
لبلادنا ترنو وفيها تبصرُ
فالأرضُ أرضكِ يا دلالُ ومهجة
الثوّار أنتِ... وذكرُكِ المتطهّرُ
أختاهُ قومي وانظري ما نابنا
فالليلُ يعكرُ صفوَنا ويكدّرُ
لتبوءَ بالتطبيعِ سادة أمّتي
يتلاهثونَ وفي السباقِ تكرّروا
وتبلُّ أوطاني الخدودَ بدمعها
ويُبلُّ من دمِنا الترابُ الأطهرُ
أدلالُ أنتِ لأمتي مرثيّةٌ
تبكي على غدر الزمان وتزفرُ
تبكي وتندب ما سئمنا وقعَهُ
في النفس من ذلٍّ وعارٍ يبحرُ
تبكي من الساداتِ من باع الحمى
وابتاع خمراً للذواتِ ليسكروا
فأمامَ عين المغربية تنحني
الهاماتُ إجلالاً , وفيها نكبرُ
شمخت على ألم الشقاء نفوسنا
وتلألأ الصوتُ الذي لا يُقهَرُ
وأمام عينيها تشع قصيدتي
و بها نعز على الأنامِ ونفخرُ
فالشعرُ فيكِ يزلزلُ الأفقَ الذي
رسموه غدراً بالقضية يغدُرُ
واستبدلوا الزمنَ الجميلَ بطبعةٍ
نبدو بها في عكسِ ما نتصوّرُ
سيظل شعري خالداً "بدلالِهِ"
وتظل فيه "دلال" روحاً تزهر
للشاعر باسل بزراوي