الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الوحدة الطلابية

عزيزي الزائر ...
أنت غير مشترك في عضوية هذا المنتدى للإنضمام الينا الرجاء الضغط على زر التسجيل اما اذا كنت عضوا فيرجى الضغط على زر الدخول .
إدارة منتديات الوحدة الطلابية

الوحدة الطلابية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوحدة الطلابية

منتديات الوحدة الطلابية - جامعة اليرموك


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:28 pm

    تقرير واشنطن

    عنوان الكتاب: The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy
    اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية

    الكاتب : "جون جي. ميرشايمر" و "ستيفن م. والت".
    John J. Mearsheimer and Stephen M. Walt

    دار النشر : Farrar Straus Giroux

    عدد الصفحات : 496 صفحة

    ولد الكاتب جون جي. ميرشايمر في ديسمبر عام 1947 وهو بروفيسير في العلوم السياسية بجامعة شيكاغو كما انه واضع نظريات دولية معروف.

    لفت ميرشايمر الانتباه مؤخرا بعدما شارك "ستيفن والت" أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد في كتابة مجموعة مقالات ضمها لاحقا كتاب نُشر بعنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية" الذي صنفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه من بين الكتب الجديدة الأكثر رواجا.

    وتناول الكاتبان اللوبي الإسرائيلي الذي عرفاه بأنه تحالف فضفاض من أفراد ومنظمات يعمل بنشاط على تسيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة في اتجاه موال لإسرائيل.

    وقد حظيت المقالات ومن ثم الكتاب بتغطية إعلامية رئيسية حول العالم وأثارت نقاشات محتدمة بين مؤيدي ومعارضي الأفكار المطروحة فيه.



    اللوبي الإسرائيلي
    يكمن التفسير في القوة الفائقة لجماعات الضغط الإسرائيلية التي يعود إليها الفضل في العلاقة الحميمة بين إسرائيل والولايات المتحدة التي نشهدها اليوم. ونستخدم كلمة "لوبي" للتعبير عن التحالف الفضفاض لأفراد ومنظمات تعمل بنشاط على تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.

    ويتشكل اللوبي في جوهره من اليهود الأمريكيين الذين لا يتوقفون عن جهود تسيير السياسة الأمريكية وفق المصالح الإسرائيلية. ولا تقتصر تلك الجهود على مجرد التصويت لصالح المرشحين الموالين لإسرائيل بل يتعداه إلى ممارسة الضغوط على جماعات المصالح الخاصة وعلى الكونغرس والهيئة التنفيذية – وفي المقابل نجد أن الجماعات المعنية بالمصالح العربية ضعيفة وربما غير متواجدة على الساحة الأمر الذي يزيد سهولة مهمة اللوبي الإسرائيلي.

    وهناك أمثلة عديدة على قوة وسطوة اللوبي الإسرائيلي من بينها ما حدث في كامب ديفيد حيث لم يتمكن الوفد الأمريكي من تقديم أي مقترحات مستقلة دون التنسيق مع الوفد الإسرائيلي الأمر الذي دفع الوفد الفلسطيني إلي الشكوى والقول انه يتفاوض مع وفدين إسرائيليين احدهما يرفع العلم الأمريكي.


    السيطرة على وسائل الإعلام
    وبالإضافة إلى التأثير المباشر على سياسات الحكومة الأمريكية يعمل اللوبي بنشاط من اجل تشكيل الرأي العام حيال إسرائيل والشرق الأوسط ومن اجل تصويره إعلاميا بصورة طيبة. ويضغط اللوبي بكافة الوسائل وعلى رأسها التلويح بحجب التمويل عن بعض المؤسسات الإعلامية من اجل ضمان رجوح كفة إسرائيل في التغطيات الإعلامية.

    كما أن اللوبي الإسرائيلي يتدخل بل يتحكم في تعيين أساتذة الجامعات الذين ربما تكون لهم أراء مناهضة لإسرائيل كما هو الحال حينما استعانت جامعة كولومبيا بالبروفيسير الفلسطيني ادوارد سعيد وطالب اللوبي بمعاقبته وطرده حينما أدلى بتصريحات مؤيدة للشعب الفلسطيني. وواجهت مواقف مماثلة جامعات أخرى مثل "برينستون" و شيكاغو وبلغ الأمر إلى أن اللوبي طالب الكونغرس بوضع إلية لمراقبة ما يقوله الأساتذة للطلاب عن إسرائيل.


    كاتم الصوت الرئيسي
    ولا يكتمل الحديث عن عمل اللوبي دون التطرق لواحد من أقوى الأسلحة وهو الاتهام بمعاداة السامية. فان أي شخص ينتقد أفعال إسرائيل أو يتجرأ على القول بان الجماعات الموالية لإسرائيل تؤثر على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أو حتى مجرد القول بان هناك لوبي إسرائيلي سيجد نفسه موصوما بتهمة معاداة السامية.

    وربما لا يكون هناك باعث على الانزعاج إذا كان تأثير اللوبي قاصرا على المساعدات الاقتصادية الأمريكية لإسرائيل – ولكن اللوبي يساعد في تشكيل جوهر السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط كما تمكن بنجاح من إقناع الزعماء الأمريكيين بتأييد التنكيل الإسرائيلي المستمر للفلسطينيين واستهداف خصومها الإقليميين وهم إيران وسوريا والعراق.

    ويُعد الإبقاء على التأييد الأمريكي للسياسات الإسرائيلية محور عمل اللوبي لكن طموحاته لا تقف عند ذلك الحد فهو يريد أيضا أن تساعد أمريكا إسرائيل لتبقى القوة الإقليمية المهيمنة.


    إسرائيل وحرب العراق
    لم يكن الضغط من جانب إسرائيل واللوبي العامل الوحيد وراء القرار الأمريكي مهاجمة العراق في عام 2003 لكنه كان عاملا حاسما.

    وهناك بعض الأمريكيين الذين يعتبرونها حربا من اجل البترول ولكن ليس هناك ما يدعم ذلك الزعم. ولكن الدافع وراء الحرب في جانب منه كان الرغبة في توفير مزيد من الأمن لإسرائيل.

    يقول PHILIP ZELIKOW الذي شغل وظائف مخابراتية متعددة قبل أن يصبح مستشارا لوزيرة الخارجية كوندوليسا رايس أن التهديد الحقيقي للولايات المتحدة لم يكن من العراق ولكنه كان موجها لإسرائيل.

    فقد أوردت صحيفة الواشنطن بوست في أغسطس 2002 أن إسرائيل تحث الأمريكيين على عدم إرجاء شن عملية عسكرية ضد العراق. وكان التعاون الاستراتيجي بين الجانبين قد بلغ آنذاك أبعادا غير مسبوقة كما زودت إسرائيل الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية وتقارير عما لدى العراق من برامح لإنتاج أسلحة الدمار الشامل.

    وقد شعر الزعماء الإسرائيليون بالانزعاج الشديد حينما قرر الرئيس بوش اللجوء إلى مجلس الأمن لطلب تخويل شن الحرب على العراق – وانزعجوا أكثر حينما أبدى الرئيس العراقي صدام حسين موافقته على عودة مفتشي الأمم المتحدة إلى بلاده لان من شأن تلك التطورات تبديد فرص بدء الحرب.


    عدل سابقا من قبل أبو الوليد في 2008-03-20, 6:51 pm عدل 1 مرات
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:28 pm

    أحلام التحول الإقليمي
    لم يكن مفترضا أن تتحول حرب العراق إلى مستنقع باهظ التكاليف – ولكنها كانت مجرد خطوة أولى ضمن خطة اشمل لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط.

    وكانت تلك الإستراتيجية الطموحة بمثابة تحول رئيسي عن السياسات الأمريكية السابقة وكان اللوبي وإسرائيل وراء ذلك التحول.


    الالتفات صوب سوريا
    لم يدفع الزعماء الإسرائيليون إدارة الرئيس بوش صوب سوريا قبل مارس آذار من عام 2003 لان الإدارة كانت منشغلة بالعراق. ولكن ما أن سقطت بغداد منتصف ابريل من نفس العام – حتى شرع آريل شارون وجنرالاته في حث واشنطن على استهداف دمشق ودعا مع وزير دفاعه شاؤول موفاز الولايات المتحدة إلى ممارسة مزيد من الضغط على سوريا.

    وبموازاة الضغوط الإسرائيلية شرع اللوبي في حث واشنطن على الالتفات لنظام حكم الرئيس بشار الأسد والعمل على تغييره. كما أصدرت الجماعات المنضوية تحت لواء اللوبي بيانا أشارت فيه أن على الأنظمة التي تسلك نهج صدام حسين أن تتوقع نهاية مماثلة.

    وفي نهاية المطاف نجحت مختلف الضغوط في إقناع الإدارة والكونغرس بإصدار القانون الخاص بمحاسبة سوريا.


    التصويب الآن يتحول إلى إيران
    تنظر إسرائيل إلى إيران باعتبارها من ألد أعدائها لأنها الأقرب إلى حيازة أسلحة نووية – ويعتبر معظم الإسرائيليين أن امتلاك دولة مسلمة في الشرق الأوسط أسلحة نووية يشكل تهديدا لوجودها.

    وشرع شارون على نحو علني في تحريض الولايات المتحدة ضد إيران في نوفمبر تشرين الثاني عام 2002 ضمن مقابلة مع صحيفة التايمز اللندنية حيث وصف إيران بأنها مركز الإرهاب العالمي.

    وقال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن أن الحاجة تدعو الآن إلى تغيير نظام الحكم في إيران وان الإطاحة بصدام حسين غير كافية. كما نبه المسئولون الإسرائيليون إلى أنهم قد يشنون ضربة اجهاضية إذا واصلت إيران تحقيق طموحاتها النووية.


    الخلاصة

    ليس من المدهش أن إسرائيل ومؤيديها الأمريكيين يريدون من الولايات المتحدة التعامل مع كافة التهديدات الموجهة للأمن الإسرائيلي. وإذا أفلحت مساعيهم في تشكيل السياسة الأمريكية فان أعداء إسرائيل سيضعفون أو يُطاح بهم وتُطلق يد إسرائيل في التعامل مع الفلسطينيين ويبقى للولايات المتحدة دفع الفاتورة المتمثلة في الأرواح والأموال لإعادة البناء.

    أما إذا فشلت الولايات المتحدة في إحداث التحول في الشرق الأوسط ووجدت نفسها في صراع مع عالمين عربي وإسلامي أكثر تطرفا – فان اسرئيل ستبقى محمية بالقوة العظمى الوحيدة في العالم.


    هل يمكن أن تتقلص قوة اللوبي؟

    من الممكن أن يحدث ذلك بالنظر إلى المستنقع العراقي والحاجة الملحة إلى تغيير صورة الولايات المتحدة لدى العالمين العربي والإسلامي.

    وحقيقة الأمر أن تدخل الولايات المتحدة لتحقيق سلام عادل بين إسرائيل والفلسطينيين سيساعد على تحقيق الأهداف الاشمل ومنها محاربة التطرف وتعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط.

    ولكن أيا من ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها في ظل سطوة اللوبي وهيمنته على معظم أن لم يكن كل مفاتيح السياسة الأمريكية.

    وفي نهاية المطاف أقول أن اللوبي الحق بعض الضرر بإسرائيل. فقد أدت قدرته على أقناع واشنطن بتبني أجندة توسعية إلى عدم اغتنام إسرائيل العديد من الفرص ومن بينها إبرام معاهدة سلام مع سوريا والتنفيذ السريع والكامل لاتفاقات أوسلو وبالتالي تقليص أعداد المتطرفين الفلسطينيين وإنقاذ أرواح الإسرائيليين.

    ومن المؤكد أن رفض منح الفلسطينيين حقوقهم السياسية المشروعة لم يعزز امن إسرائيل كما أن حملتها لقتل أو تهميش جيل من الزعماء الفلسطينيين عزز جماعات متطرفة مثل حماس وقلل أعداد الزعماء الفلسطينيين المستعدين لقبول تسوية نزيهة.

    والأمر الذي يدعو إلى السخرية هو أن إسرائيل ستكون أفضل حالا إذا كان اللوبي اقل قوة وكانت السياسات الأمريكية أكثر إنصافا.

    ولكن هناك بصيص من الأمل – فالبرعم من أن اللوبي لا يزال قويا فان من الصعب أخفاء أعراضه الجانبية. ومن الممكن أن تواصل الولايات المتحدة سياساتها الخاطئة لبعض الوقت لكن الحقيقة لا يمكن تجاهلها طوال الوقت.

    ولذلك فان المطلوب بدء حوار صريح حول تأثير اللوبي ونفوذه وحول مستقبل المصالح الأمريكية في تلك المنطقة الحيوية على اعتبار أن إسرائيل من بين تلك المصالح.

    ومن شأن الحوار المفتوح أن يكشف الملامح الأخلاقية والإستراتيجية لتلك العلاقة الفريدة وان يدفع الولايات المتحدة إلى وضع متوافق أكثر مع مصالحها القومية ومصالح دول أخرى في المنطقة علاوة على إسرائيل.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:29 pm

    منطق الدعم الأمريكي لإسرائيل (2-2)


    تقرير واشنطن

    من المسلم به أن السياسة الخارجية الأمريكية تشكل الإحداث في كافة أرجاء المعمورة وأوضح مثال على ذلك هو منطقة الشرق الأوسط التي غالبا ما تشهد توترات متكررة وتتمتع في الوقت ذاته بأهمية إستراتيجية كبيرة.

    وقد ساعدت مساعي إدارة الرئيس بوش في الآونة الأخيرة التي استهدفت تحويل المنطقة إلى مجتمعات ديمقراطية على تجدد العنف في العراق وتزايد حاد في أسعار النفط في الأسواق العالمية وحدوث تفجيرات في كل من مدريد ولندن وعمان.

    وطالما أن هناك هذا القدر من المخاطر المحدقة – فانه يتعين على كافة الدول أن تفهم القوى التي تحرك سياسة الولايات المتحدة إزاء الشرق الأوسط.

    من البديهي أن تندرج المصلحة القومية الأمريكية على رأس أولويات سياستها الخارجية، ومع ذلك فإن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل كانت حجر الزاوية منذ عدة عقود وبالتحديد بعد اندلاع حرب الأيام 1967.

    كما أن الجمع بين تأييد الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل ومساعي الترويج للديمقراطية في المنطقة أثار سخط الرأي العام العربي والإسلامي وشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة.

    تجدر الإشارة إلى أن هذا الوضع ليس له نظير في التاريخ السياسي الأمريكي.

    ويتبادر إلى الأذهان تساؤل: لماذا تطرح الولايات المتحدة أمنها القومي جانبا لتعزيز مصالحها مع دولة أخرى؟ ربما يفترض المرء أن الصلة بين الدولتين ترتكز إلى مصالح إستراتيجية أو التزامات واعتبارات أخلاقية – ولكن أيا من تلك التفسيرات لا يبرر كل هذا القدر من الدعم الدبلوماسي والمادي الذي توفره الولايات المتحدة لإسرائيل.

    وبدلا من ذلك، فإن التوجه العام للسياسة الأمريكية في المنطقة يعزى كلية إلى السياسة الداخلية الأمريكية، وخصوصا لأنشطة اللوبي الإسرائيلي.

    وقد تمكنت جماعات المصالح الخاصة الأخرى من تحويل مسار السياسة الخارجية الأمريكية في الاتجاهات التي تفضلها، ولكن أي لوبي لم يتمكن من تحويل اتجاه تلك السياسة بعيدا عن المصلحة الأمريكية وإقناع الأمريكيين في نفس الوقت بان المصالح الأمريكية والإسرائيلية متطابقة.

    ويفسر الكاتبان بعد ذلك كيف تمكن اللوبي الإسرائيلي من انجاز هذا العمل وكيف شكلت أنشطته جهود الولايات المتحدة في تلك المنطقة الحيوية.

    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:29 pm

    الولايات المتحدة – المانح الأكبر
    منذ حرب عام 1973 وفرت واشنطن لإسرائيل اكبر قدر من الدعم بالمقارنة مع أي دولة أخرى – فهي اكبر متلق للمساعدات العسكرية والاقتصادية المباشرة منذ عام 67 – وتتلقي إسرائيل سنويا حوالي ثلاثة بلايين دولار كمساعدات أمريكية مباشرة أي ما يقارب خمس ميزانية المساعدات الخارجية – وبمعني أخر فان الولايات المتحدة تعطي كل إسرائيلي حوالي خمسمائة دولار سنويا وهو أمر ملفت للنظر خاصة أن إسرائيل اليوم دولة صناعية غنية يعادل دخل الفرد فيها مثيله في كوريا الجنوبية واسبانيا.

    كما أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة المتلقية للمساعدات الأمريكية التي لا يُطلب منها تقديم كشف حساب عن الكيفية التي أنفقت بها أموال المساعدات وهو استثناء يستحيل معه منع إنفاقها على أغراض تعارضها الولايات المتحدة مثل بناء مستوطنات في الضفة الغربية.

    وعلاوة على ذلك منحت الولايات المتحدة إسرائيل ما يقرب من ثلاثة بلايين دولار لتطوير أنظمة تسلح مثل طائرة LAVI التي لا تحتاجها وزارة الدفاع الأمريكية وزودتها بمروحيات "بلاك هوك" ومقاتلات "إف-16" ، وفي نهاية المطاف أتاحت لها الاطلاع على معلومات مخابراتي لا توفرها لحلفائها في منظمة حلف شمال الأطلسي كما غضت الطرف عن حيازة إسرائيل أسلحة نووية.

    وبالإضافة إلى ما سبق توفر الولايات المتحدة الدعم الدبلوماسي المستمر لإسرائيل. فمنذ عام 1982 استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو اثنتين وثلاثين مرة في مجلس الأمن الدولي لعرقلة قرارات تنتقد إسرائيل – كما حالت دون المساعي العربية لإدراج ترسانة إسرائيل النووية ضمن برنامج عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

    كما تهرع الولايات المتحدة لنجدة إسرائيل في الحرب وتقف إلى جانبها حين تتفاوض من اجل السلام. كما أطلقت واشنطن يد إسرائيل في التعامل مع الأراضي المحتلة ( الضفة الغربية وقطاع غزة) حتى لو تعارضت سياستها مع السياسة الأمريكية المعلنة.

    وعلاوة على ذلك فان إستراتيجية إدارة الرئيس بوش الطموحة للتحقيق تحول في الشرق الأوسط بدءا من غزو العراق استهدفت جزئيا تحسين وضع إسرائيل الاستراتيجي.

    ومن الصعب أن نتصور وجود نموذج أخر وفرت فيه دولة، لدولة أخرى قدرا مماثلا من الدعم المادي والدبلوماسي لمدة طويلة باستثناء الحالفات وقت الحرب.

    وباختصار فان الدعم الذي توفره الولايات المتحدة لإسرائيل فريد من نوعه كما انه سبب تعقيدا في علاقات الولايات المتحدة مع العالم العربي.

    واعتبارا من التسعينات وخاصة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أصبح مبرر الدعم الأمريكي لإسرائيل الزعم بأن كلتا الدولتين تواجهان تهديد الجماعات الإرهابية التي تنطلق من الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ومجموعة من "الدول المارقة" التي تدعم الإرهابيين وتسعى لحيازة أسلحة الدمار الشامل.

    ويتضمن هذا المنطق القول بأنه يتعين على الولايات المتحدة أن تطلق يد إسرائيل في التعامل مع الفلسطينيين وعدم الضغط عليها لتقدم تنازلات إلى أن يُعتقل أو يُقتل جميع الإرهابيين الفلسطينيين.

    وينطوي أيضا على انه يتعين على الولايات المتحدة ملاحقة دول مثل إيران والعراق وسوريا. وبالتالي فان إسرائيل تُعتبر حليفا رئيسيا في الحرب على الإرهاب لان أعداءها هم أعداء الولايات المتحدة.

    كما أن الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل يسهل على المتطرفين مثل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة حشد التأييد وتجنيد المزيد من عناصر الميليشيا.

    وتؤكد استطلاعات الرأي العام أن الشعوب العربية تشعر بسخط شديد بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل ومحنة الفلسطينيين.

    كما أن الدعم المطلق لاسرئيل يضعف موقف الولايات المتحدة خارج منطقة الشرق الأوسط حيث يعتقد معظم حلفاء واشنطن أن أمريكا تدعم إسرائيل أكثر من اللازم وان تغاضيها عن القمع الإسرائيلي في الأراضي المحتلة أمر غير أخلاقي ويشكل عائقا في الحرب على الإرهاب.

    وعلى سبيل المثال بعث اثنان وخمسون دبلوماسيا بريطانيا سابقا رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قالوا فيها إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سمم العلاقات بين الغرب والعالمين العربي والإسلامي.

    وهناك سبب أخر للتشكيك في قيمة إسرائيل الإستراتيجية وهو أنها لا تتعامل مع الولايات المتحدة كحليف مخلص. فالمسئولون الإسرائيليون دأبوا على تجاهل مطالب الولايات المتحدة والرجوع عن تعهدات قطعوها على أنفسهم أمام مسئولين أمريكيين كبار ومن بينها تعهدات سابقة بوقف النشاط الاستيطاني والتوقف عن استهداف الزعماء الفلسطينيين.

    والأدهى من ذلك أن إسرائيل زودت خصوما محتملين للولايات المتحدة مثل الصين بمعلومات حساسة عن التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، كما تجسست على الولايات المتحدة لصالح الاتحاد السوفيتي مقابل منح مزيد من تأشيرات المغادرة لليهود السوفييت وهي قضية الجاسوس المعروف "جوناثان بولارد".

    وبصرف النظر عن الأهمية الإستراتيجية المزعومة فان مؤيدي إسرائيل يدفعون بأنها تستحق الدعم الأمريكي المطلق للأسباب التالية:

    إسرائيل ضعيفة ويحيط بها الأعداء من كل جانب.
    إسرائيل دولة ديمقراطية .
    الدولة اليهودية عانت الكثير في الماضي وتستحق لذلك معاملة خاصة.
    سلوك إسرائيل أرقى من سلوك خصومها.


    وإذا تمعنا في تلك الأسباب نجدها غير مقنعة – الحقيقة أن هناك فعلا جانبا أخلاقيا في دعم وجود إسرائيل – لكن هذا الوجود غير معرض للخطر. وإذا نظرنا بموضوعية فان مسلك إسرائيل في الماضي والحاضر لا يوفر أساسا أخلاقيا لتمييزها في المعاملة عن الفلسطينيين.


    هل هو دعم للطرف الأضعف؟
    غالبا ما تُصور إسرائيل باعتبارها دولة ضعيفة ومحاصرة وهي صورة عززها ورعاها الزعماء الإسرائيليون والكتاب المتعاطفون. لكن الصورة المغايرة هي الأقرب للحقيقة.

    فعلى العكس من الاعتقاد السائد كان للصهاينة قوات أكثر قوة وتنظيما وتجهيزا في حرب الاستقلال عام 48 كما حققت قوات الدفاع الإسرائيلية نصرا سريعا وحاسما في حرب 56 و 67 حتى قبل بدء تدفق المساعدات الأمريكية على إسرائيل.

    وتوفر تلك الحروب دليلا دامغا على أن إسرائيل لم تكن يائسة حتى في سنوات قيامها الأولى.

    واسرئيل اليوم هي القوة العسكرية الأكبر في الشرق الأوسط وتتفوق بمراحل في قواتها التقليدية على جيرانها العرب كما أنها الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية.

    وإذا كان دعم الطرف الضعيف واجب أخلاقي – فانه يتعين على الولايات المتحدة أن تدعم خصوم إسرائيل.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:29 pm

    هل هو دعم لنظام ديمقراطي مماثل؟
    ومما يُبرر دعم الولايات المتحدة لإسرائيل الادعاء بأنها دولة ديمقراطية تحيط بها ديكتاتوريات معادية. وهو منطق قد يبدوا مقنعا بعض الشيء لكنه لا يفسر المستوى الراهن من الدعم – فهناك العديد من الديمقراطيات حول العالم التي لا يتلق أي منها الدعم الأمريكي السخي الذي ينهال على إسرائيل.

    كما أن الولايات المتحدة أطاحت بأنظمة ديمقراطية في الماضي ودعمت عددا من الأنظمة الديكتاتورية حينما كان الأمر يتعلق بمصالحها. وتحتفظ الولايات المتحدة اليوم بعلاقات طيبة مع ديكتاتوريات وعلى ذلك فان ديمقراطية إسرائيل لا تبرر ولا تفسر الإفراط في دعمها.

    كما أن الوضع الديمقراطي الإسرائيلي لا يتماشى مع رفضها السماح بقيام دولة للفلسطينيين وهيمنتها على ثلاثة ملايين وثمانيمئة ألف فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة واستمرارها في احتلال أراض عاش فيها الفلسطينيون منذ أمد بعيد.

    وربما تكون إسرائيل دولة ديمقراطية من الناحية الرسمية – لكنها تمنع ملايين الفلسطينيين من ممارسة كافة حقوقهم السياسية.


    هل هو تعويض عن جرائم سابقة
    هناك مبرر تاريخي أخر يتمثل في تاريخ المعاناة اليهودية في الغرب المسيحي خاصة أحداث المحرقة. ونظرا لان اليهود تعرضوا للاضطهاد لقرون طويلة ولا يمكن أن يصبحوا في مأمن إلا داخل وطن يهودي. يعتقد الكثيرون أن اسرائيل تستحق معاملة خاصة من جانب الولايات المتحدة.

    وليس هناك شك في أن اليهود عانوا من معاداة السامية وان قيام إسرائيل كان ردا مناسبا لسجل حافل بالجرائم، لكن قيام إسرائيل اشتمل على جرائم إضافية بحق طرف بريء ثالث هو الفلسطينيون.


    "الإسرائيليون الأخيار والعرب الأشرار"
    والمبرر الأخلاقي الأخير يصور إسرائيل على أنها الدولة التي تسعى من اجل إحلال السلام والتي تبدي قدرا وافرا من ضبط النفس حينما تتعرض للاستفزاز. وفي المقابل يتصرف العرب بنزعات شريرة.

    وهذا القول مردود عليه لان تصرفات إسرائيل وأفعالها لا تتميز أخلاقيا عن سلوك خصومها والأمثلة على ذلك كثيرة وتعيها ذاكرة التاريخ.

    وهنا تتبادر إلى الأذهان أسئلة:- هل لإسرائيل الحق في أن تفعل أي شيء من اجل حماية مواطنيها؟ هل يبرر الإرهاب استمرار الدعم الأمريكي حتى لو ردت إسرائيل بقسوة؟

    الحقيقة أن أيا من ذلك لا يوفر مبررا كافيا. فالفلسطينيون لجأوا إلى الإرهاب ضد المحتل الإسرائيلي وهو مسلك لا يثير الدهشة لأنه ليس أمام الفلسطينيين سبيل أخر لإجبار إسرائيل على تقديم تنازلات.

    وفي هذا السياق نتذكر اعترافا من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود باراك قال فيه انه لو وُلد فلسطينيا لانضم إلى منظمة إرهابية.

    ويجب ألا ننسى أن الصهاينة لجأوا إلى الإرهاب حينما كانوا في موقف ضعيف مماثل وحينما كانوا يحاولون إقامة دولة لهم.

    ولكن كيف يمكننا تفسير الدعم الأمريكي لإسرائيل إذا لم تكن هناك مبررات إستراتيجية وأخلاقية؟
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:30 pm

    "كيف تدافع عن إسرائيل" دليل للطالب الأمريكي


    تقرير واشنطن - خالد عبد الحميد

    "العاطفة وحدها لا تكفي ولكن لابد من معرفة الحقائق". كتبت هذه الجملة على غلاف دليل جديد لتعليم الشباب الأمريكي كيف يدافع عن إسرائيل.

    ومن المعروف أن اللوبي اليهودي (المنظمات اليهودية) تلعب دوراً مؤثراً في صنع السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، بحيث تلقي الأخيرة ـ تل أبيب ـ تأييداً ودعماً كبيرين من قبل صانعي القرار الأمريكي. وحسب دراسة "اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية' "The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy " التي أعدها كل من "جون ميرشيمير" "John Mearsheimer"، و"ستيفين والت" " Stephen Walt "، ترجع قوة ونفوذ هذا اللوبي إلى وجود بعض ممثليه بالكونغرس الأمريكي، وداخل الإدارات الأميركية المتعاقبة، وامتلاكهم منظمات قوية مثل منظمة "ايباك" (American Israel Public Affairs Committee ("AIPAC"، بالإضافة إلى نفوذهم الكبير داخل وسائل الإعلام الأمريكية ومطبوعات اليمين الأمريكي والمحافظين الجدد، وتأثيرهم القوي على وسائل الإعلام الليبرالية بالولايات المتحدة.

    ولا يقتصر تأثير اللوبي اليهودي علي الجانب السياسي فقط، وإنما هناك محاولات جادة من أجل أن يمتد هذا التأثير إلي قطاعات الشعب الأمريكي، وبصفة خاصة الشباب أو طلاب الجامعات والمدارس الثانوية (High School). ومن بين الجهات التي تقوم بهذا الدور مشروع " أكتب لأجل إسرائيل" "write on for Israel". وهو برنامج الدفاع الصحفي لطلاب الجامعات. ويعد المشروع أحد مشروعات صحيفة نيويورك جويش الأسبوعية The New York Jewish Week" " أكبر الصحف اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية.

    التمويل والهدف
    يُمول مشروع " أكتب لأجل إسرائيل" بواسطة The AVI CHAI Foundation وهي – كما تُعرف نفسها- مؤسسة خاصة تأسست عام 1984 علي يد زلمان سي برنستين Zalman C. Bernstein الذي تعهد بـ "تخليد الشعب اليهودي، والديانة اليهودية، ومركزية دولة إسرائيل إلى الشعب اليهودي". تعمل المؤسسة في الولايات المتحدة وإسرائيل وتنوي أن تمد نشاطها في كل الأماكن التي توجد بها كثافة سكانية يهودية كبيرة. وتقوم بتمويل 80 مشروعاً آخرين في الولايات المتحدة وإسرائيل والإتحاد السوفيتي السابق.

    يهدف المشروع، كما يقول جاري روزنبلات Gary Rosenblatt محرر وناشر النيويورك جويش الأسبوعية The New York Jewish Week وأحد المسئولين عن المشروع، ألي تعليم طلاب المدارس الثانوية والجامعات "حقائق الصراع الحالي في الشرق الأوسط". ومنحهم "المعرفة التاريخية ومهارات الاتصال لجعل قضية إسرائيل فعالة، وليغرس فيهم الثقة الأخلاقية كي يصبحوا محامين فخورين عندما يذهبون إلى الكلية."

    ويبدو واضحاً أن المشروع يستهدف خلق مجموعة من المؤهلين للعمل في الصحافة أو وسائل الإعلام بصفة عامة وذلك في إطار الدفاع المنظم عن إسرائيل وسياساتها داخل المجتمع الأمريكي. ويضمن ذلك وجود كتاب صحفيين مؤهلين ينشرون في العديد من الصحف وأجهزة الميديا الأمريكية. ولا شك أن التركيز علي فئة طلاب الجامعات يمنح الفرصة لخلق كوادر شبابية مؤهلة خاصة إذا ما التحقت هذه الكوادر بالجامعات إذ ستقوم هذه الكوادر بدورها داخل جامعاتها وحثي بعد أن تخرج إلي الحياة العملية.

    برنامج المشروع
    يختار المشروع 30 طالباً ينخرطون في برنامج تعليمي وتدريبي مكثف. وتركز الدورات التعليمية علي اليهود وتاريخ إسرائيل وحقائق وأساطير الصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى مواجهة انحياز الصحافة وجعل قضية إسرائيل إلى أجهزة الإعلام وكيفية التعامل مع التحديات في الحرم الجامعي .يطلب من الطلاب المشاركين حضور سبع دورات دراسية أثناء السنة الأولى، والمشاركة في التكليفات التي تطلب بين هذه الدورات، والمشاركة في "مهمة تقصي حقائق" لمدة عشرة أيام إلى إسرائيل في نهاية السنة الأولي، وكذلك المشاركة في مشاريع الدفاع عن إسرائيل وزمالات التدريبية أثناء السنة الثانية.

    يُتوج العمل الدراسي في السنة الأولي برحلة إلي إسرائيل تستغرق عشرة أيام وتشمل جولات موجّهة للمواقع التاريخية ولقاءات مع المسئولين والصحفيين الإسرائيليين. تعد هذا الرحلة الشيء المهم في البرنامج إذ يساعد – علي حد قول مسئولي المشروع- علي ترسيخ دروس الدفاع عن إسرائيل التي تلقاها الطلاب أثناء الدورات السبع التي عقدت في مركز Kraft بجامعة كولومبيا.


    يوفر المشروع علي موقعه الإلكتروني مصادر الحصول علي المعلومات في أفرع الدراسة خاصة ما يتعلق بتاريخ إسرائيل وجغرافيتها، وتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وتطوراته علي الصعد المختلفة والأحداث والأخبار الجارية، وتحليلات وسائل الإعلام ، والملتيميديا وغالباً ما تكون هذه المواقع إسرائيلية رسمية أو يهودية أو أمريكية يهودية تابعة لمنظمات اللوبي اليهودي. ومن بين هذه المواقع : موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، وموقع جيش الدفاع الإسرائيلي ، موقع صحيفة جيروزاليم بوست ، صحيفة هآرتس و موقع اخبار اسرائيل ، جيروزاليم ريبورت و مركز القدس للشؤون العامة.

    بالإضافة إلي مواقع بعض الصحف اليهودية الأمريكية مثل The New York Jewish Week" " www.thejewishweek.com ، وصحيفة وول ستريت جورنال www.opinionjournal.com .ومواقع بعض المنظمات اليهودية مثل : موقع منظمة Hille اليهودية www.hillel.org ، موقع منظمة Conceptwizard اليهودية www.conceptwizard.com ،موقع العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي www.science.co.il ،موقع المنظمة الأمريكية الإسرائيلية www.us-israel.org ،موقع www.jewishvirtuallibrary.org ،موقع www.jsource.org ،موقع التاريخ اليهودي www.jewish-history.com ،موقع الوكالة اليهودية www.jewishagency.org وموقع خدمة الأخبار الدولية للشعب اليهودي www.jta.org وموقع دبكة الإسرائيلي www.debka.com ، وموقع www.israelinsider.com .، وغيرها .

    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:30 pm

    اختيار الطلاب
    تتسم عملية اختيار الطلاب بالدقة إذ أن المطلوب هو انتقاء عناصر لديها القدرة علي الكتابة وترغب في العمل بالصحافة أو وسائل الإعلام عموماً، ويفضل بالطبع من له أي ارتباطات بإسرائيل وربما من تكون له مواقف مؤيدة وداعمة لسياساتها.في ضوء ذلك يُطلب ممن يريدون الالتحاق بالمشروع توضيح إذا ما كانوا يكتبون في الصحف المدرسية أو صحيفة المنطقة التي يعيشون فيها، كما يُطلب منهم توضيح إذا ما كانوا يخططون للالتحاق بالحياة الجامعية وما هي الكليات التي يرغبون في الالتحاق بها.

    يُسأل الراغبون أيضاً عما إذا كانوا قد زاروا إسرائيل من قبل؟ وما إذا كانوا قد شاركوا في أنشطة مؤيدة لها سواء في طائفتهم أو مدرستهم أو في أي معبد يهودي ووصف هذه الأنشطة إذا ما وجدت.

    ويبدو اهتمام المشروع بآراء ووجهات نظر الطلاب الراغبين في الانضمام إليه من خلال مطالبتهم بكتابة مقالتين في حدود 500 كلمة عن بعض الموضوعات التي ترتبط بإسرائيل.

    وقد طلب منهم علي سبيل المثال أن يكتبوا في اثنين من الموضوعات الآتية:-

    * لماذا أريد الاشتراك في برنامج "أكتب لأجل إسرائيل"؟

    * أجهزة الإعلام والشرق الأوسط: تحيز أم توازن؟

    * ماذا تعني إسرائيل بالنسبة لي؟

    * ما هي أكثر الكتب الذي تأثر بها في حياته؟

    * يخطط اتحاد الطلبة في مدرستك لدعوة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر لمناقشة كتابه الصادر بعنوان " فلسطين. سلام لا فصل عنصري" , "Palestine: Peace not Apartheid." . اكتب خطاباً إلي صحيفة المدرسة تعارض فيه أو تؤيد قرار اتحاد الطلاب بدعوة الرئيس.

    *. إيران لا تشكل تهديداً وجودياً إلى دولة إسرائيل. هل توافق أم لا علي هذه الجملة؟

    هيئة التدريس
    يقوم بالتدريس في المشروع مجموعة متنوعة من المحاضرين ولكن تغلب عليهم صفة التأييد لإسرائيل وسياساتها. تشمل هذه المجمعة: كبار المثقفين، صحفيين محترفين، مسئولين إسرائيليين، ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي، طلبة كليات، مدراء تنفيذيين ومحترفين كبار آخرون. يتواجد مقر المشروع حاليا في نيويورك وشيكاغو وهناك بحث من أجل مده إلي أماكن إضافية .

    وقد شملت قائمة المتحدثين خبراء متخصصين في الموضوعات التي يتم تدريسها، من بينهم:

    * جاسون جويرتز Jason Gewirtz، منتج الـ CNBC وتحدث في موضوع "أجهزة الإعلام والشرق الأوسط. تحيز أم توازن".

    * ديفيد برنس David Prince، المسئول الصحفي ومدير راديو إسرائيل الوطني في قنصلية نيويورك، وتحدث في كيفية جعل قضية إسرائيل في أجهزة الإعلام.

    * إيدو أهاروني Ido Aharoni، مستشار أجهزة الإعلام والشؤون العامة في القنصلية الإسرائيلية في نيويورك، وتحدث في موضوع : كيف تجعل وزارة الخارجية قضية إسرائيل في أجهزة الإعلام ؟.

    * جون دونفان John Donvan، مراسل الـ ABC وتحدث في كيفية عمل تقارير من الجبهات الأمامية في الصراع العربي الإسرائيلي.

    * إلين جيرمان Ellen Germain، مسئولة سياسية في وزارة الخارجية الأمريكية ومتخصصة في العلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية.

    * دينس براجر Dennis Prager، مقدم برنامج تليفزيوني وأحد المدافعين الدفاع عن إسرائيل في الحرم الجامعي.

    * تال بن شاهار Tal Ben-Shahar، برنامج دافيد وتحدث عن فهم الصراع في الشرق الأوسط.

    * ديفيد هاريس David Harris، المدير التنفيذي للجنة اليهودية الأمريكية وتحدث عن أنماط الدفاع عن إسرائيل.

    * جوي لوي Joey Low، مؤسس منظمة " إسرائيل في القلب"، وراعي البرنامج التليفزيوني الإسرائيلي الواسع النجاح "The Ambassador".

    * يعقوب دلال Jacob Dallal، النائب السابق لرئيس مكتب الناطق بلسان قوات الدفاع الإسرائيلي للصحافة العالمية. وتحدث عن أجهزة الإعلام كمظهر للنزاع.

    * روبرت جولدبلوم Robert Goldblum، مدير تحرير صحيفة The Jewish Week وتحدث في موضوع : الصحافة 101 . كيف تكتب أخبار وقصص مميزة.


    مسئولو المشروع
    يتولي إدارة مشروع " أكتب لأجل إسرائيل" مجموعة من المتخصصين في العمل الإعلامي وفي مقدمتهم:-

    ليندا سكيرزر LINDA SCHERZER
    تمتلك خبرة عريضة بشئون الشرق الأوسط عموماً والصراع العربي الإسرائيلي خصوصاً اكتسبتها من عملها السابق كمراسلة للسي إن إن (CNN) وتلفزيون إسرائيل .غطت أخبار الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى، وحرب الخليج وعملية السلام في الشرق الأوسط. وكانت الوحيدة التي عملت كمراسلة على الهواء للبرنامج الإخباري العبري في تلفزيون إسرائيل Mabat . سافرت إلى دمشق مرتين لعمل تقارير عن الاتجاهات السورية نحو عملية السلام. قدمت فيلماً وثائقياً مدته ساعة جاء بعنوان "من خلال عيون الأعداء : هل الشرق الأوسط جاهز للسلام " واستكشف الرأي في الأردن وسوريا ولبنان ومصر نحو إسرائيل. حصلت علي جوائز عديدة من جهات إعلاميوالإعلام،تعمل اليوم كمستشار للعلاقات العامة والإعلام، وتقدم النصح للمجتمع اليهودي بشأن كيفية مواجهة الصور الإعلامية السلبية عن إسرائيل.

    جاري روزنبلات GARY ROSENBLATT المدير المؤسس
    محرر وناشر أسبوعية النيويورك جويش The Jewish Week of New York أكبر الصحف اليهودية في الولايات المتحدة.

    قبل مجيئه إلى نيويورك في 1993, كان روزنبلات محرر صحيفة البالتيمور جويش تايمز The Baltimore Jewish Times لمدة 19 عاماً .يرأس صندوق الصحافة الاستقصائية اليهودي The Jewish Investigative Journalism Fund .فاز بجوائز كثيرة عن كتاباته من منظمات علمانية ويهودية.شاركت تحليلاته في مركز سايمون ويسنتال The Simon Wiesenthal Center في لوس أنجلوس في المرحلة النهائية لجائزة بوليتزر The Pulitzer Prize في فئة التقارير الخاصة في 1985.

    يوتاف الياش YOTAV ELIACH
    كان مربياً ومديراً في مدارس ياشيفا الدينية اليهودية العليا Yeshiva High Schools لأكثر من 26 عاماً. منذ عام 2000 كان مدير مدرسة رمبام ميسفتا العليا Rambam Mesivta High School في لورنس ونيويورك . في الفترة من 1978 إلي عام 1979 كان المدير الإقليمي لقسم طلاب الكليات في مؤسسة الشباب الصهيوني الأمريكي لمنطقة مترو نيويورك New York Metro Area . قام بالتنسيق بين الأنشطة المؤيدة لإسرائيل في 30 حرم جامعي. خدم كمتطوع في الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود الإسرائيلي. يحاضر في الموضوعات التي تتعلق بإسرائيل والصراع العربي الإسرائيلي والهولوكوست.

    دليل الدفاع 101 . المصدر لدفاع ناجح عن إسرائيل:
    تحت هذا العنوان أصدر المشروع كتاباً جاءت الجملة التالية علي غلافه: "العاطفة وحدها لا تكفي ولكن لابد من معرفة الحقائق". وضع الكتاب الذي يعد حسب المشروع " دليل الدفاع الوحيد عن إسرائيل" مجموعة من الطلاب ليكون بمنزلة دليل لتحقيق الهدف المنشود. وسيقوم تقرير واشنطن بعرض هذا الكتاب من خلال سلسة مقالات متتالية.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:30 pm

    دور اللوبي الإسرائيلي في عزل عرفات سياسياً وحصاره وتصفيته
    ............................................................ .......................
    كان الأستاذان الأمريكيان جون ميرشيمر وستيفن والت قد نشرا رسالة لهما عن اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة والتي تقع في ستين صفحة والتي قمت بترجمتها ونشرها على المواقع الإلكترونية ، والآن أصدرا كتاباً تفصيلياً لتلك الرسالة ، وتكميلياً بالتعرض للأحداث التي تبعت تاريخ نشر الرسالة ، ويقع كتابهما في 482 صفحة من القطع المتوسط ، وسوف أقوم بترجمة واقتباس بعد المواضيع الهامة لأضعها بين يدي القاريء العربي تطوعاً بدون مقابل من منطلق الواجب الوطني ، وذلك في أجزاء متتابعة حتى لا يمل القاريء من طول الموضوع وتكراره. ففي الباب السابع من الكتاب وتحت عنوان "اللوبي ضد الفلسطينيين" جاء فيه:
    .............................................
    الجزء الأول : بداية المكيدة لعرفات
    ............................................
    بانقضاء عام 2001 وحلول ربيع عام 2002 ، سعت إدارة بوش الى التخفيف من نقمة المشاعر والعواطف العربية والإسلامية التي تنمو ضدها وذلك في العالمين العربي والإسلامي وذلك بالضغط على اسرائيل للتغيير من سياستها وقبضتها وممارساتها ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ، والعمل مع المجتمع الدولي على إقامة الدولة الفلسطينية ، فبعد أحداث 11 سبتمبر اعتقد صانعوا السياسة الأمريكية بأن إغلاق ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو على الأقل إبداء محاولات جادة في ذلك ، سوف يضعف الجماعات الإرهابية مثل القاعدة ، ويسهل عملية إقامة حلف دولي مناويء لها ، ويضعف الحلف الداعم لها في سوريا وايران.
    وحيث أن إدارة بوش ولغاية التاريخ اعلاه (ربيع 2002) لم تستطع إقناع اسرائيل بتغيير سياساتها وممارساتها ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ، كان عليها التوقف عن دعمها المادي والمعنوي للضغط عليها من أجل تحقيق هذا الهدف وعلاوة على ذلك فإن الرئيس بوش والمحيطون به في إدارته عمدوا الى تأييد سياسات اسرائيل وممارساتها وكانوا يبررون هذه السياسات والممارسات ، وبالتالي فإن السياسة الأمريكية قد انحرفت عن أهدافها التي تتناغم مع مصالحها وانحازت الى السياسة الإسرائيلية لخدمة المصلحة الإسرائيلية وأصبحت تتكلم بنفس اللغة التي تتحدث بها اسرائيل ، ولخصت الواشنطن بوست هذا الوضع في عناوينها الرئيسية في فبراير 2002 بما يلي " بوش وشارون يقتربان من التماثل في سياستهما حيال الشرق الأوسط". لقد كان تأثير اللوبي الإسرائيلي سبباً رئيسياً في حرف وثني السياسة الأمريكية وصانعيها عن مسارها الصحيح باتجاه المصالح الأمريكية. كيف؟
    بدأت القصة في اواخر سبتمبر 2001 ، حين بدأ الرئيس بوش بدفع وتشجيع اريل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بإبداء أعلى درجات ضبط النفس من أجل احتواء وكبح الإنتفاضة الثانية وهذا ما وصفته النيويورك تايمز آنذاك في عناوينها الرئيسية "ضغط هائل" على شارون للسماح لشمعون بيرس بمقابلة ياسر عرفات بالرغم من الحساسية العالية لدى بوش من عرفات. وفي بداية أكتوبر 2001 ، قال الرئيس الأمريكي الجديد (بوش) أمام العالم ولأول مرة أنه يدعم قيام دولة فلسطينية ، وهذه الظاهرة كانت بحد ذاتها تطوراً مستغرباً ومذهلاً ، بالرغم من أن الرئيس كلنتون الذي عمل على الموضوع بفترتي رئاسته لم يتفوه بذلك صراحة "دولة فلسطينية" وبشكل علني وللعالم وذلك لآخر شهرٍ في ولايته ، وقد أكد بوش قبل 11 سبتمبر نيته بتحريك الصراع العربي الإسرائيلي نحو التسوية والحل وأبدى رغبة ظاهرة وعلنية بذلك.
    تنبه القادة الإسرائيليون لهذا التطور الخطر والجديد من السياسة الأمريكية ، وخافوا من "أن تبيع وشنطن الدولة اليهودية ، مقابل شراء مصالحها (وشنطن) في العالم العربي". وكتبت صحيقة الواشنطن بوست "نقلاً عن المصادر المقربة من شارون أنها قالت إنه خائف من المحاولات الأمريكية لضم ايران وسوريا وغيرهم من الدول التي لديها كفلاء ووكلاء يقومون بتنفيذ هجمات ضد اسرائيل الى الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة." وفي مطلع أكتوبر 2001 ، ثار شارون غاضباً وقال متهماً بوش بأنه يحاول استرضاء العرب على حسابنا ، هل هذا حقيقة؟ لن نكون تشيكسلوفاكيا ، وبعد ساعات من قوله هذا قام جيش الدفاع الإسرائيلي باجتياح مناطق متعددة في الأراضي الفلسطينية في منطقة الخليل.
    وصرح بوش بأنه كان غاضباً من شارون الذي شبه عمله أي عمل بوش بالنازيين ، وضغط البيت الأبيض على الناطق باسمه أري فليشر بالإتصال بشارون وإعلامه بأن تصريحاته غير مقبولة ، وقدم شارون اعتذاراً مبدئياً على ذلك للبيت الأبيض.ولكن المشكلة الأسايسة بقيت على حالها دون تسوية ، وبعد ذلك وفي أكتوبر وبعد اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحب عام زئيفي على يد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قام جيش الدفاع الإسرائيلي باجتياح واسع للمزيد من المناطق الفلسطينية التي هي تحت سيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وقابل الرئيس بوش شخصياً شيمون بيرس وزير الخارجية آنذاك وطلب منه سحب القوات الإسرائيلية من المناطق التي اجتاحتها فوراً ، معبراً عن ذلك بقوله " إنني آمل أن يسحب الإسرائيليون جيشهم في أسرع وقت ممكن" ورفضت الحكومة الإسرائيلية طلب بوش وقالوا بأنهم سيسحبون جيشهم عند اطمئنانهم بأن عرفات سيطرد ويقضي على الإرهاب القادم من الأراضي الفلسطينية ، وكتبت صحيفة الغارديان " لقد أثار شارون أكبر عاصفة مواجهة مع واشنطن منذ ولاية جورج بوش حيث رفض بوضوح سافر الطلب الأمريكي لإنهاء الإحتلال للأراضي الفلسطينية والذي يهدد بقاء عرفات. وهنا تحرك شارون ومساندوه من اللوبي الإسرائيلي في أمريكا بسرعة لحل الخلاف المتنامي القائم بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية ، بإقناع الرئيس بوش ومعاونيه والشعب الأمريكي بأن الولايات المتحدة واسرائيل تواجهان نفس الخطر المشترك من الإرهاب. وأن المسؤولين الإسرائيليين ومفاتيح جماعات اللوبي الإسرائيلي كرروا تأكيداتهم أنه خلال السنوات القليلة القادمة سوف لن يكون هنالك فرق حقيقي بين أسامة بن لادن وعرفات وبالتالي فإنه يتوجب على الولايات المتحدة واسرائيل ليس فقط عزل ومقاطعة الرئيس الفلسطيني المنتخب سياسياً وعدم التعامل معه ، بل يجب حصاره في مقره وتقييد حركته وأنهم أي الإسرائيليين في حل من حمايته الأخلاقية بوصفه شريكاً لهم في السلام بل مهدداً لأمنهم مثله لإسرائيل كمثل أسامة بن لادن لأمريكا.
    وكما أخبر شارون شبيهه فكرياً وداعمه الصحفي في النيويورك تايمز وليم سافيري في ديسمبر 2001 ، "أنتم في الولايات المتحدة في حالة حرب ضد الإرهاب ونحن في اسرائيل في حالة حرب ضد الإرهاب. إنها نفس الحرب".
    إن اهتمامات شارون بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط بدأت بسرعة بعد أحداث 11 سبتمبر لأستثمارها أمثل استثمار ، وبعد عدة أسابيع من إفصاح بوش عن دعمه إقامة دولة فلسطينية ، أجرى شارون مكالمة هاتفية بالقادة اليهود الأمريكيين في 14 سبتمبر ومن خلالها أوضح لهم أنه مهتم جداً بإظهار ياسر عرفات أمام الإدارة الأمريكية بنفس مظهر أسامة بن لادن ، ويجب على الإدارة الأمريكية وضعه ومعاملته في نفس وضع ومعاملة بن لادن دون أي فرق بينهما ، وعبر عن قلقه لهم بأن بوش بدأ يبدي قساوة تجاه الإسرائيليين لكسب الود العربي لدعمه في حربه ضد الإرهاب ، وطلب منهم المساعدة في ذلك ، ولكن تحرك هؤلاء الحلفاء في اللوبي في البداية كان قليلاً بعد محادثة شارون نظراً لإنغماس الشعب الأمريكي والإدارة الأمريكية في آثار هجوم 11 سبتمبر والإرتباك من المفاجأة والصدمة التي أحدثتها تلك الأحداث للإدارة وللشعب. وفي تلك اللحظات الصعبة وغير المصدقة ، بعث مجلس New American Century برسالة الى الرئيس بوش في 20 سبتمبر موقعة من عديد من المحافظين الجدد منهم: وليم بينت ، اليوت كوهين ، أرون فريدبرغ ، راؤول مارك غيرهتش ، روبرت كاغان ، تشارلز كروث همر ، جين كيركباترك ، وليم كريستول ، ريتشارد بيرل و نورمان بودهورتز ، وفي تلك الرسالة يصفون اسرائيل بأنها الحليف الأوفى للولايات المتحدة ضد الإرهاب العالمي ، وطلبوا من الرئيس أن يدعم دعماً كاملاً ومليئاً حليفنا وتابعنا الديمقراطي ، كما وأوصت الرسالة بقطع كل دعمٍ عن السلطة الفلسطينية.
    بعد أحداث 11 سبتمبر ركزت السياسة الخارجية لإدارة بوش على الحرب على الإرهاب كأولوية لها وذلك بدعم بوش بإجراءات انطلقت من خطة تتلخص في حلَّين على مستوى الدولة ، ولكن هذا التوجه في السياسة الأمريكية الجديدة لم يعجب ويسرشارون والزعماء اليهود في الإدارة ومفاتيح جماعات اللوبي في أمريكا ، ولم تعجبهم هذه الأجندة للإدارة. وفوراً فإن اييابك AIPAC المنظمة الأمريكية اليهودية سارعت بالرد على اقتراحات بوش بدعم الدولة الفلسطينية بإصدار بيان قالت فيه " إن الناصحين للرئيس والداعمين لفكرة الدولة الفلسطينية يزرعون الألغام في سياسة الحرب على الإرهاب ، إنهم يشجعون الرئيس على المكافأة بدل العقاب للذين يمارسون الإرهاب وفي نفس الوقت فإن رئيس اييابك AIPAC مورتمر زكرمان قال بأن بوش يتبع سياسة قصيرة الرؤيا جداً وخاطئة ، وبدأ المؤيدون لإسرائيل تكرار هذه المقولة في أي مناسية.
    وبدأ الفاعلون والمتنفذون في اللوبي الإسرائيلي وضع إدارة بوش تحت الضغط للسماح بالجيش الإسرائيلي بالبقاء في الأراضي الفلسطينية التي أعيد احتلالها لفترة من الزمن يتمكن خلالها شارون من تثبيت نفسه بالحكم . فقد كتب أبراهام فكسمان رئيس Anti-Defamation League رسالة الى كولن باول وزير الخارجية عبر فيها عن انزعاجه العميق من طلب الولايات المتحدة من اسرائيل سحب قواتها من الأراضي الفلسطينية وقال إننا نعتبر ذلك غير سليم وهو مخالف لنهج السياسة الأمريكية تجاه اسرائيل والذي تتبعه منذ زمن بعيد ، إن اسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها. إن العالم موحد في محاربة الإرهاب ولسوء الحظ فإن السلطة الفلسطينية رفضت إتخاذ خطوات جدية لمحاربة الإرهاب. وأن زكرمان قلده في هذه النظرة بقوله " إن ذلك غير ملائم ومفرط ومنافي للمنطق وهو مناهض لسياسة الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب.
    كما أن اللوبي عمل داخل ردهات الكونغرس ، ففي 16 نوفمبر بعث 98 سيناتور أمريكي رسالة الى بوش يشكرونه فيها على رفضه اللقاء مع عرفات ما دام لم يتخذ خطوات ملموسة ليضع حداً للإرهاب الذي يمارس ضد اسرائيل ، وطلبوا كذلك أن لا تتوقف الولايات المتحدة عن دعم اسرائيل وعدم مطالبتها بوقف الحرب على إرهاب الفلسطينيين وحرضوا الإدارة على دعم الأعمال الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والإستمرار في دعم الجهود الإسرائيلية في الدفاع عن نفسها.وطبقاً لصحيفة النيويورك تايمز فإن الرسالة قدمت قبل حوالي اسبوعين من من لقاء منظمة اييابك AIPAC مع مفاتيح الكونغرس والذين بدورهم أكدوا خلالها على توصيات الرسالة.
    وفي أواخر نوفمبر تطورت وتحسنت العلاقات بين وشنطن والقدس بشكل ملحوظ ، وكان هذا نتيجة لتحرك اللوبي الإسرائيلي في جزء كبير منه ، وبسبب الإنتصار المبدئي للجيش الأمريكي الذي تحقق في أفغانستان وبدون الدعم العربي للمساعدة في القضاء على القاعدة. وزار شارون البيت الأبيض في بداية ديسمبر ليقابل بوش ، وفي الحقيقة وقبل أن تبدأ المقابلة فقد هاجم الجيش الإسرائيلي غزة رداً على ثلاثة تفجيرات انتحارية في اسرائيل. ولم ينتقد بوش اسرائيل ولم يطلب منهم التخفيف من إجراءاتهم وممارساتهم في المستقبل. وبدلاً فإن الناطق باسم البيت الأبيض صرح قائلاً "إن اسرائيل دولة ذات سيادة ولها الحق أن تعيش بسلام" وفي نفس الوقت طلب بوش من عرفات أن يعمل أكثر من أجل وقف الإرهاب ضد اسرائيل.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:31 pm

    وزار شارون البيت الأبيض مرة ثانية في فبراير 2002 ، وكان له لقاءٌ حارُّ آخر مع بوش ، ووصف شارون عرفات بأنه يدعم الإرهاب وعرَّفه قائلاً بأنه يمثل عقبة في طريق تسوية الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأصبح بوش الآن مخدوعاً بهذا الخط من النقاش والجدل. وقد صدَّق التقاريرالمثيرة للجدل التي تفيد بأن عرفات كان وراء Karine A (السفينة المحملة بالأسلحة) والمتجهة الى الشرق الأوسط والتي حدثت قبل شهر في يناير 2002 ، حيث كانت محملة ب 55 طن من المتفجرات والأسلحة وكانت مبحرة من ايران والتي احتجزت في عرض البحر الأحمر من القوات البحرية الإسرائيلية وكان ظاهراً أن ميناء وصولها هو غزة مع أن الدليل في ذلك الوقت لم يكن واضحاً ومثبتاً. وفي الحقيقة فإن البعض قال أنها كانت متجهة الى لبنان تحمل اسلحة لحزب الله. في حين أنه لم يتوفر دليل واضح أنها كانت متجهة لعرفات فقد عملت الحكومة الإسرائيلية واللوبي الإسرائيلي في أمريكا أقصى الجهود بتصوير الحالة على أنها كانت تحمل أسلحة ومتفجرات لعرفات ليدعم حملته الإرهابية ضد اسرائيل. وقد أنكر القائد الفلسطيني تلك التهمة ونفى مسؤوليته عنها كما وأن كولن باول وزير الخارجية وآخرون قالوا بأنهم لم يروا دليلاً أو إثباتاً يدل على عدم صحة تصريح عرفات بإنكار تلك التهمة.
    في النهاية فإن بوش اتفق مع اسرائيل ومؤيديها وداعميها في إدارته ، وبينما كان شارون على جانبه بالبيت الأبيض قال بوش " لقد سمع منا السيد عرفات ، وليس باستطاعتي أن أكون أكثر وضوحاً .....عليه أن يعمل كل شيء بمقدوره لمحاربة الإرهاب وبكل وضوح ، لقد استغربنا ، ثم امتعضنا كثيراً عندما رأينا KARINE A محملة بالأسلحة ، تلك الأسلحة التي كان مقصوداً من ورائها شيئاً واحداً وهو الإرهاب"

    يتبع الجزء الثاني بعنوان "اللوبي الإسرائيلي يُذِلّ الرئيس بوش ، وقرار العزل السياسي لعرفات"


    اللوبي الإسرائيلي يُذِ لّ الرئيس بوش
    وقرار العزل السياسي لعرفات (الجزء الثاني)
    ........................................................
    بالرغم من تقارب السياسة الأمريكية مع السياسة الإسرائيلية ، ولكن أثير بين تلك السياستين شيءٌ من الإرباك والفتور في مارس 2002 ، وذلك عندما قامت حماس بتفجير انتحاري في عيد الفصح اليهودي راح ضحيته 30 اسرائيلياً ، وأن السلطة الفلسطينية أدانت وشجبتب العملية ووعدت بملاحقة الفاعلين ومحاكمتهم ، ولكن سجل السلطة الفلسطينية في عقاب أمثال هؤلاء يتسم بالكآبة مما جعل الإسرائيليين يواجهون تلك الإدانة والشجب بالبرود وعدم التصديق. وفوراً قام شارون بشن عملية الدرع الواقي ضد الأراضي الفلسطينية والتي أعاد فيها الجيش الإسرائيلي السيطرة فعلياً على معظم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية ، وقد علم وفهم في حينه الرئيس بوش أن تلك العملية سوف تسيءُ للولايات المتحدة وتسوِّد صورتها في العالمين الإسلامي والعربي ، وسوف تضر بعملية الحرب على الإرهاب التي يقودها ، وفي 4 ابريل طلب من شارون بالحرف "أوقف الغزوات وابدأ بالإنسحاب" ووضع خطاً تحت تلك العبارة بعد يومين قائلاً إن ذلك يعني "ألإنسحاب بدون تأخير" وفي 7 ابريل فسرت مستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس ذلك الى الصحفيين بقولها "بدون تأخير تعني بدون تأخير إنها تعني ( الآن). وفي نفس اليوم قام وزير الخارجية كولن باول بزيارة المنطقة للضغط على كل الأطراف للتهدئة وبدء المفاوضات للسلام.
    ولكن الإدارة الأمريكية وتحت حرارة النار التي أشعلها اللوبي بدأت تحضر لطبخة أخرى مختلفة التكوين والتوجه والهدف عن تكوين وهدف واتجاه طبخة كولن باول. فكان مفتاح الهدف لهذا التوجه المغاير هو كولن باول ، الذي لا يعتبر فقط غير متعاطف ، بل هذا إن لم يكن معادياً لإسرائيل ، وكان أيضاً يخطط للقاء عرفات في تلك الجولة في الشرق الأوسط ، وبدأ كولن باول يشعر فوراً بلفح حرارة النار المتجهة نحوه من داعمي اسرائيل في مكتب نائب الرئيس ديك تشيني ومن البنتاغون الذين قادوا حملة محمومة لدفع بوش ورايس الى وقف الجهود الرامية الى كبح جماح اسرائيل ، وأجرت رايس مكالمة هاتفية مع كولن باول لتسمعه صوت الإدارة مثبطة ومحبطة له بمصطلح أمريكي “dressing-down” معناه "هَوِّن" أو طنِّش" ، وفهم من جوانب أحاديثها معه أنها تعكس له الرؤيا الجديدة لبعض المسؤولين المتنفذين في الإدارة وفي البيت الأبيض بالتحديد.
    كما بدأ المحافظون الجدد في الإدارة يوجهون نقدهم لكولن باول أيضاً ، فكتب روبرت كاغان ووليم كريستول في Weekly Standard في 11 ابريل بأن باول قد فقد القدرة على الرؤيا ولم يعد قادراً على التمييز بين من هم الإرهابيين ومن هم الذين يحاربون ضد الإرهاب ، وفي اليوم التالي وصف ديفيد بروكس الذي يعمل في Weekly Standard جولة باول في المنطقة بأنها "كما أنها كارثة في مواجهة كارثة واضحة" وذهب بعيداً في وصفه ليقول " لقد جرح هيبة واحترام الولايات المتحدة ومزّق سياستها في الشرق الأوسط والأهم من ذلك أنه جرح وسوَّد أخلاقنا البيضاء الواضحة". وصادف ذلك وجود رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في زيارة للولايات المتحدة لشرح الحالة الإسرائيلية والذي بدوره وصف زيارة كولن باول وقبل أن يصل باول للمنطقة بيومين بأنها (لا تساوي شيئاً) لقد كان محقاً في ذلك ، لأن ميزان القوة في الإدارة الأمريكية تغير كلياً وبسرعة فائقة في غير صالح كولن باول. وأثناء وجود باول في اسرائيل اتصل به نائبه من وشنطن يخبره بالحرف
    "I am holding back the fucking gates here. They are eating cheese on you"
    أي أنني أحاول إغلاق البوابات لحمايتك من هجومهم عليك ، ولكنني لم أوفق ولم أستطع منعهم من اقتحامها لينصبوا لك فخ المكيدة ويضعوا لك الطعم للسقوط بالمكيدة لإفشالك تماماً كما توضع الجبنة للفأر لاصطياده" . ووصف كولن باول جولته تلك بقوله " لقد كانت أكثرعشرة أيام مخجلة فوق التصوُّر والتوقع"
    لقد فهم باول الرسالة ، وعبر عن ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك مع شارون قبل مغادرته اسرائيل ، وكان واضحاً ذلك في لغته وعلى جسمه (تقاطيع وجهه).وعبر عن ذلك جون سمبسون في الصندي تلغراف بقوله " بالتأكيد لا يمكن للصراف أن يطلب من العميل أن يقوم بعدّ النقود " شبه كولن باول بالصراف وشبه شارون بالعميل الذي يقوم بعد النقود نيابة عن الصراف. وبدا كولن باول متملقاً ومختلفاً ، لا شك أنه تحقق من قوة الدعم التي يحظى بها شارون من وشنطن ، وقوة التأثير الذي يتميز به مساندوه وداعموه على الرئيس، وأن توقعات نتنياهو كانت صحيحة حقاً فقد كانت جولة كولن باول لا تساوي شيئاً.
    والهدف الثاني للوبي وداعموه كان الرئيس بوش نفسه ، والذي تعرض لضغط شديد من القادة اليهود الأمريكيين والمسيحيين البروتستنت. وبالأخص فقد تحدث كل من توم ديليي وديك آرمي عن الحاجة لدعم اسرائيل ، وقام توم ديليي والسناتور ميناتري بزيارة البيت الأبيض في 10 ابريل وحذرا بوش شخصياً من وقف الدعم عن اسرائيل ، وفي اليوم التالي وحسب مجلة التايم فإن جماعة من القيادات الدينية المسيحية برئاسة ريفيرند جيري فالويل وغاري بايور بعثا برسالة الى الرئيس بوش يطلبان فيها من الإدارة بوقف الضغط على شارون من أجل الإنسحاب من الضفة الغربية وناشدوه للإستجابة لطلبهم وحثوا أتباعهم على المناشدة ، وبعد ذلك انهالت على البيت الأبيض رسائل بالبريد الإلكتروني وأغرق بها البيت الأبيض وكلها تناشد الرئيس بوقف الضغط على اسرائيل ، وفي اليوم التالي أفادت المصادر أن شخصاً رسمياً من مكتب الرئيس اتصل ب فالويل وأخبره أن الرئيس واقف خلف شارون.
    وكانت الإشارة الخارجية الآولى بأن الرئيس أذعن للمطالب ففي نفس يوم 11 ابريل وبعد اسبوع من إصراره على ضرورة انسحاب شارون من الأراضي الفلسطينية ، صرح آري فلشر بأن الرئيس مؤمن بأن شارون رجل سلام ، وبعد ذلك أعلن بوش صراحةً للإعلام وردد نفس عبارة فلشر في 18 ابريل مرتداً على نواياه المجهضة وأخبر الصحفيين بأن شارون استجاب لمطالبه بالإنسحاب الكامل والسريع من الأراضي الفلسطينية في حين أن شارون فعلياً لم يفعل وينفذ شيئاً من هذا القبيل على الأرض. ولكن بوش في حقيقة الأمر لا يريد أن يثير قضية من ذلك كالنعامة التي تدفن رأسها بالرمال. وبعد ذلك أعلنت اسرائيل انتهاء عملية الدرع الواقي في 21 ابريل ، بالرغم من بقاء قواتها في المواقع التي أعادت احتلالها وما زالت القبضة الإسرائيلية محكمة على الأراضي الفلسطينية حتى هذا التاريخ.
    وهنالك جماعات أخرى من اللوبي استمرت في ضغطها ، ففي مؤتمر رؤساء أمريكا السابقين مع الجمعيات اليهودية التي قامت بهذا الرالي الكبير في وشنطن لدعم اسرائيل في منتصف ابريل بظهور آرمي مع نتنياهو وزوكرمان وريتشارد غيفارت وبعض الرسميين. وأطلق الصقر نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفتز صوته بازدراء صارخاً "Down with Arafat” أي ( أطيحوا بعرفات )، وذلك عندما تطرق باختصار لموضوع معاناة الفلسطينيين وإمكانية إقامة دولة فلسطينية.
    كما أن مورتن كلين رئيس المنظمة الصهيونية في أمريكا قال " إذا لم يفهم الرسالة بوش بوقف الضغط على اسرائيل سوف نفقد الفرصة الذهبية في هذا الرالي . وتحدث أحد المسؤولين في الإدارة لا نريد تسميته مجيباً المجتمعين بما يلي " إن السياسة لا تستند على قاعدة ما يريده العامة من الشعب " ولكن المسؤول نفسه قال " سمعنا الكثير من قادة اليهود ، وأن نرى أن كثيراً من اليهود يأتون لهذا الرالي فإن ذلك يعني لنا الشيء الكثير والمهم"
    وفي نفس الوقت كان الكونغرس يتحرك لدعم شارون ، فزار نتنياهو مبنى الكونغرس في منتصف ابريل ، والتقى هناك بأربعين سيناتور ومعهم السكرتير العسكري للإدارة. وفي 2 مايو فإن الكونغرس تجاوز اعتراضات الإدارة ومرر قرارين لدعم اسرائيل ، 94 صوت مقابل صوتين في مجلس نواب الولايات و352 صوت مقابل 21 صوت في الكونغرس ، وكلا القرارين أكدا بأن الولايات المتحدة تقف بحزم وصلابة مع اسرائيل ، وأن البلدين حليفين في صراعهما ضد الإرهاب ، وأن الكونغرس أدان الدعم الجاري من عرفات للإرهاب ، الذي صُوِّر (عرفات) بأنه عامل ومُحرِّك مركزي في قضية الإرهاب.
    وبعد أيام قليلة وفي مؤتمر للكونغرس بموافقة الحزبين الجمهوري والديمقراطي وخلال زيارة شارون لبوش أقر المؤتمر بأن على شارون أن يقاوم أي ضغط من الإدارة للتفاوض مع عرفات. وفي 9 مايو قدم للكونغرس مشروع قرار بمنح اسرائيل معونة استثنائية بقيمة 200 مليون دولار لمحاربة الإرهاب. وقد عارض البيت الأبيض تنفيذ هذا القرار وقاد الحملة لإيقافه وزير الخارجية كولن باول الذي اجتمع بقادة الكونغرس في محاولة منه لوقفه ، ولكن اللوبي أفشل جهود باول بدعمه قراري دعم اسرائيل من الكونغرس والبرلمان ، وبذلك فشل باول ، وبوش صادق ووقع القرار للتنفيذ على مضض وأعطيت الأموال لإسرائيل.
    بذلك فإن شارون ومن خلفه اللوبي انتصرا على الرئيس وعلى وزير خارجيته وابتهجا بهذا النصر. وكتب تشيمي شاليف في صحيفة معاريف الإسرائيلية "حلفاء شارون لم يخفوا رضاهم وسعادتهم في ضوء فشل كولن باول. وشارون نظر بعينيه المفتوحتين والمحملقتين على مصراعيهما في بياض عيني بوش ، وتفاخرت عيني شارون في حين أن بوش انكسر نظره عن شارون أولاً وأغمض عينيه.
    وفي الحقيقة فإن انكسار بوش وذله أمام شارون لم يخف على المراقبين والمعلقين في كل العالم ، وعبر عن ذلك صحفي اسباني في جريدة قيادية في الحقل الاعلامي كاتباً فيها "إذا قيس ثقل أي دولة بحجم تأثيرها على الأحداث ، فإن القوة العظمى هي ليست الولايات المتحدة بل اسرائيل"
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:31 pm

    ولكن وفي الواقع والحقيقة كان ذلك التحول في السياسة الخارجية للولايات المتحدة من تأثير الداعمين لإسرائيل في الولايات المتحدة ، وليس شارون أو اسرائيل الذي أو التي أدَّت الى نهج بوش سياسة غير ذاتية بالتأثير على مفاتيح القرار الأمريكي وحرفها عن الإتجاه الصحيح للهدف الصحيح نحو خدمة مصالحها. إن الخلل في السياسة الأمريكية نفسها ، وهو ليس آتياً من اسرائيل التي لا لوم عليها للعمل من أجل مصالحها بتوظيف سياسات الغير لخدمة أهدافها.
    وبالرغم من تلك المعوقات استمر بوش في سعيه لإيجاد طريقة لإحتواء الإنتفاضة الثانية ووقفها من أجل تهيئة الأجواء لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بجوار دولة اسرائيل. إنه يفهم جيداً أن إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي مصلحة وطنية أمريكية ، ولكن بوش لم يستطع أن يقترب في نهجه لتحقيق ذلك ، نظراً لإختلال موازين القوة بينه وبين الداعمين لإسرائيل في الإدارة منذ ربيع 2002 بتوجيه من اللوبي الإسرائيلي وايعاز من الحكومة الإسرائيلية ، وهذه الحالة منحت القادة الإسرائيليين نفوذاً على السياسة الأمريكية وحرفتها عن الاتجاهات التي لا يرغبون بها. وفي 24 يونيو حزيران تحدث الرئيس بوش عن الشرق الأوسط وفهم من حديثه أن على عرفات أن يبذل جهوداً من أجل وقف الإرهاب قبل البدء بعملية السلام وقال "إن السلام يتطلب قائداً جديداً ومختلفاً عن عرفات وسياسته لقيادة الشعب الفلسطيني ". وبعد ذلك كتب الصحفي الإسرائيلي ديفيد لاندايو في صحيفة معاريف "إن ياسر عرفات قائد الحركة الوطنية الفلسطينية والذي يحظى بشعبية ويصوره شعبه بأنه زعيم خالد قد اغتيل سياسياً من قبل الرئيس بوش " وأن الإسرائيليين الذين كانوا يطالبون بعزل عرفات قبل شهرين قد ابتهجوا وعلى الأقل هنالك زعيمين متطرفين بارزين قد ابتهجا هما ناتان شارانسكي وبنيامين نتنياهو واللذان أقنعا الرئيس بوش بتضمين تلك العبارة عن عرفات في حديثه المشار اليه في حزيران.
    وبعد ذلك صرح بوش بأن الدولة الفلسطينية ستقام عام 2005 ، وعلى اسرائيل وقف بناء المستوطنات وسحب قواتها الى المناطق التي كانت تتمركز فيها قبل 28 سبتمبر 2000 أي بدء الإنتفاضة الثانية ، ويجب أن يتوقف الإرهاب الفلسطيني. وانتُقِد بوش لأنه لم يوضح الآلية لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية وأن خطابه لم يكن ذا قيمة. وفي ذلك الوقت كانت إدارة بوش تعمل مع اللجنة الرباعية لصياغة خارطة الطريق التي تعتبر الآلية والخطة لتحقيق الهدف. واعتمدت في صيف 2002 من قبل أمريكا واللجنة الرباعية ،وخلال ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة تحضر لشن حملة كبرى لغزو العراق والإطاحة بصدام حسين والتي بدأت بتنفيذها في 19 مارس 2003. وبعد ذلك اتخذ ياسر عرفات قراراً بتعيين السيد محمود عباس رئيساً للوزراء ليتقاسم معه السلطة. وزار بوش الشرق الأوسط في يونيو 2003 لتقوية محمود عباس على حساب عرفات. وجمع عباس مع شارون. ولكن شارون لم يرد انتقاد بوش مباشرة عند إعلانه خطة خارطة الطريق التي وافق عليها عرفات لأنه لا يريد تثبيطه في خوض الحرب على العراق وأبدى شارون تحفظات (14 تحفظاً) على خارطة الطريق لهدف في نفسه لإعاقتها وقتلها ، مستغلاً الإنشغال بحرب العراق ولمعارضته الخطة كلها وعدم موافقته على إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بجوار اسرائيل. وكان الهدف الإستراتيجي لشارون ومستشاريه هو القفز على خارطة الطريق وإماتتها ولإستثناء الأطراف الثلاثة منها (الإتحاد الآوروبي وروسيا والأمم المتحدة) والذين هم الأطراف الرئيسية في مؤتمر مدريد. ولذلك قالت صحيفة هارتز " إن رئيس الوزراء لم يعمل داخلياً بمفاهيم وخطة خارطة الطريق بل استمر في إقامة المستوطنات وتوسيعها والزحف في أراضي الضفة الغربية. ومن طرفهم فإن اللوبي الإسرائيلي وداعموه في أمريكا صرحوا بأنها خارطة طريق لا تقود الى أي مكان. والتقت كونداليزا رايس في البيت الأبيض بالقادة اليهود في أمريكا للحصول على دعمهم من أجل تنفيذ خطة خارطة الطريق وتحييدهم بعدم التدخل لإعاقتها ، وطبقاً لمصادر مطلعة فإن رايس لم تستطع الحصول على ما تريد وأجمعوا في اللقاء بأن عليهم دعم اسرائيل إن أبدت تحفظات على الخطة. وبعثت منظمة إيابيك aipac برسالة الى بوش تطالب فيها بوش بأن لا يمارس ضغوطاً على اسرائيل من أجل الحصول على موافقتها عليها قبل أن يلتزم الفلسطينيون بالخطة الأمنية فيها. وفي مطلع مايو 2003 صادق 83 سيناتور و283ممثل للولايات على رسالة اييابك ووقعوها. وبينما وقعت اييابك بقبول خارطة الطريق مع التحفظ ولكنها لم تقد حملة في الكونغرس لدعمها. وفعلياً فقد وقفوا ضدها وقادوا حملة لإعاقتها. وكتب معارضوها في الوشنطن بوست " إن المضي في خطة خارطة الطريق مع احتفاظ عرفات بقوته يعتبر انتحاراً سياسياً" مما يعني أن لا مستقبل لخارطة الطريق.
    وعليه فإن القادة الإسرائيليون لم يهتموا بالخطة وتوصلت القيادة الأمريكية الى سلسلة تفاهمات مع شارون تؤيد تحفظاته عليها وكتبت الفايناشل تايم " بأن إليوت أبراهام وستيفن هادلي اللاعبان الأساسيان في الأمن القومي الأمريكي قد أبلغا شارون سرياً بأنه لن يواجه ضغطاً من الولايات المتحدة لتنفيذ خطة خارطة الطريق".
    وأغرق شارون خارطة الطريق وتملص من إلتزامات اسرائيل بمساعدة اليهود الأمريكيين وداعموهم في الإدارة الأمريكية.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:32 pm

    حصار عرفات وتصفيته جسدياً
    الجزء الثالث
    .......................................
    بحلول 12 يونيو 2003 ، فإن البيت الأبيض قد استدار كليةً في سياسته وأصبح يدعم اسرائيل بقوة وإحكام ، وكتبت الوشنطن بوست " في تناسق مع التصريحات للمسؤلين الأمريكيين ، فقد لفتت الولايات المتحدة الأنظار السياسية عن التركيز على الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة الى التركيز على التزامات القادة العرب في محاربة الإرهاب وضبط المساعدات التي تتدفق للإرهابيين والعمليات الإرهابية ضد اسرائيل بعد مؤتمر القاهرة الأمني بين أمريكا ووزراء الداخلية العرب في الأسبوع المنصرم وذلك بمكالمات هاتفية من كولن باول مع وزراء الخاجية العرب ، وصرح آري فلشر الناطق باسم البيت الأبيض "بأن المشكلة ليست في اسرائيل ، إنها في الإرهابيين الذين يعملون جاهدين لوقف عملية السلام وعدم تقدمها ، وبعد ذلك بشهر فقد مرر البيت الأبيض قراراً من الكونغرس بتصويت 399 مقابل 5 يعبرون فيه عن دعمهم الصلب والمحكم لإسرائيل وأن اسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها وبكل قوتها لمحاربة الإرهابيين.
    وبدأت أمريكا بإعادة سعيها لدفع عملية السلام للأمام في يوليو 2003 ، وبدأت الإدارة الأمريكية بانتقاد اسرائيل ببناء الجدار الأمني والذي فهم منه بوضوح ايجاد حقائق جديدة على الأرض ، والذي بدوره يشكل عائقاً أمام عملية السلام ، ولم يكن الموضوع هو بناء الجدار ، إنما مسار الجدار الذي يضيف أراضٍ فلسطينية لإسرائيل ، ويشكل عبئاً ثقيلاً على حياة الفلسطينيين ، وعبر بوش عن امتعاضه من هذا الإجراء في لقائه مع محمود عباس في البيت الأبيض في 25 يوليو 2003 ، وقال بوش " أعتقد أن الجدار يمثل مشكلة ، ناقشت ذلك مع شارون ، إنه من الصعوبة بمكان أن تتم عملية بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بجدار يتلوى داخل الضفة الغربية ، ولكن بعد أربعة أيام من قوله لعباس ، وكان شارون واقفاً بجانبه ، أوضح شارون بأن عملية بناء الجدار مستمرة ومع أنه قال بأنه سيحاول التخفيف من متاعب الفلسطينيين ومعاناتهم ، ومع ذلك لم يجرؤ بوش على تحدي شارون وبدلاً من ذلك قبل طرحه بأن الإرهاب الفلسطيني هو لب المشكلة والعائق الرئيسي أمام عملية السلام بما يوحي بموافقته على طرح شارون وتبريره لبناء الجدار.
    ومع ذلك استمرت الإدارة الأمريكية في إبداء عدم الرِّضا عن الجدار ، وفي مقابلة مع كولن باول اقترح فيها إن يكون الجدار على حدود دولة اسرائيل الحالية ، وبوضعه الحالي فهو محاولة اسرائيلية لتحديد حدود جديدة لها دون الإتفاق مع الفرقاء ، وأشارت رايس بأن الولايات المتحدة قد تطرح (تخصم) كلفة الجدار من المساعدات الأمريكية لإسرائيل على شكل إعتمادات ضمان تقدم كمنحة مجدولة على 3 سنوات لإسرائيل بقيمة 9 بلايين دولار ، والتي ووفق عليها في ابريل 2003. وهنا تحرك داعموا اسرائيل في الكونغرس وأكدوا للبيت الأبيض على لسان السيناتور تشارلز تشمر " إذا عارض الرئيس قرار الكونغرس وحاول عقاب اسرائيل التي تدافع عن نفسها ،فإن الكونغرس سوف يعمل جاهداً على إثبات وتأكيد أن هذه الإعتمادات هي في إطار المساعدات المعتادة والمقررة وهي غير كافية ويعمل على زيادتها. ولم يكن الإسرائيليون معنيين بالأمر وقال أحد المسؤلين الإسرائيليين " نحن لسنا تحت أي ضغط ، إن في الولايات المتحدة ديمقراطية جادة ، وهذه إدارة تتكيف سياسياً حسب الظروف ، وإن المصداقية تتجلى في بعض الأحيان في تقيد السياسة بالإلتزامات الأخلاقية".
    إن تخيفيض اعتمادات الضمان لن يمر ، وفي أواخر نوفمبر قالت إدارة بوش بأنها سوف تطرح ما قيمته 289.5 مليون دولار من اعتمادات الضمان التي أقرت سابقاً في ذلك العام لإسرائيل بقيمة 3 بليون دولار والتي تمثل 10% من قيمة المعونة . ولم يعترض اللوبي بقوة لأن ما تم خصمه لا يمثل شيئاً وصرح وزير المالية الإسرائيلي بأن هذا الإقتطاع سوف يكلف اسرائيل 4 مليون دولار سنوياً نتيجة الفوائد المترتبة على حجزه وعدم تحويله لإسرائيل ولن يعيق الإقتصاد الإسرائيلي من المضي في مشاريعه المقررة ومن ضمنها الجدار.
    وقد حققت الولايات المتحدة نصراً ضئيلاً أمام اسرائيل في مطلع عام 2003 حين هدد شارون بطرد عرفات خارج فلسطين وإرساله للمنفى ، وأخبر كولن باول وكونداليزا رايس اسرائيل أن نفي القائد الفلسطيني ليس مقبولاً لدى الولايلت المتحدة ، وفهم الإسرائيليون الرسالة وبقي عرفات في الضفة الغربية. – إضافة مني أنا – (وهنا لا بد من الإشارة الى أنه يفهم من التحذير الأمريكي لإسرائيل هو من النفي فقط ولم يشر التحذير الى التصفية ، وعادة ما تتحذلق اسرائيل كعادتها في اللعب على حبل الألفاظ والمضامين التي تخدم أهدافها الخفية).
    ولكن هذا النصر الضئيل لم يكن كفيلاً بكبح جماح اسرائيل ولم يؤدّ الى الضغط عليها. وفي محاولة من شارون للقفز على خارطة الطريق والتخلص من التزاماتها والالتفاف عليها ، ففي نوفمبر 2003 دعا شارون إليوت أبراهام مسؤول دائرة الشرق الأدنى وشمال افريقيا في الأمن القومي والمعروف من المحافظين الجدد الى مقابلة سرية معه في روما وطرح عليه الخطة الأحادية بانسحاب اسرائيل من غزة وتفكيك المستوطنات والإنسحاب الجزئي من الضفة الغربية وإخلاء بعض الجيوب الإستيطانية منها والإبقاء على البؤر الإستيطانية الرئيسية وتسليم المناطق التي ستنسحب منها اسرائيل للفلسطينيين دون إطار اتفاق سلام كخطة أحادية منه. إن قرار شارون بالإنسحاب من غزة وأجزاء من الضفة الغربية خارج الجدار لم يكن بدافع المشاعر الطيبة والحسنة تجاه الفلسطينيين ، ولكنه بدافع الخوف من أنه إذا عمدت اسرائيل الى الإحتفاظ بغزة وكل الضفة الغربية ، فسوف يزيد عدد العرب على اليهود في دولة اسرائيل الكبرى ، إنه العامل الديمغرافي الذي أرعبه والذي قاده لهذه السياسة الجديدة الطارئة والمفاجئة.
    وفي الحقيقة والواقع والمنطق فإن الفلسطينيين لن يعترضوا أو يقولوا شيئاً تجاه هذه الخطوة التي تخلص جزءاً من أراضيهم من الإحتلال ولو بشكل ظاهري وسيرحبون بها ، بهذا تكون اسرائيل استجابت لمتطلبات التسوية ظاهرياً برضى الفرقاء ، وبالتالي سوف لن يحصل الفلسطينيون على دولتهم في نهاية المطاف كما جاء في خارطة الطريق. وعبر عن ذلك مستشارشارون المقرب منه دوف ويسغلاس قائلاً " إن المهم فيما فعلناه هو تجميد عملية السلام ، وعندما تجمد عملية السلام سوف تمنع إقامة الدولة الفلسطينية ، وسوف تمنع الحديث والمفاوضات عن اللاجئين وعن الحدود وعن القدس. وفعلياً فإن الحديث أو البحث حول إقامة دولة فلسطينية وكل هذه الرزمة من السياسة قد حُذِفت من أجندتنا بالتحديد" وأضاف قائلاً "إن خطة شارون في حقيقة الأمر هي غاز نافذ ، إنها تنفث غازاً طامساً للأبصاربكمية كافية وضرورية لتبعد الأنظار والنوايا والجهود عن عملية دبلوماسية حقيقية مع الفلسطينيين".
    وهنا نتوقع أن بوش سوف يغضب من خطة شارون ويصر على خطة خارطة الطريق ، سيما وأنه مقتنع من مستشاره للأمن القومي أن خطة خارطة الطريق هي وحدها الكفيلة بإقامة الأمن والسلام في المنطقة ، ولكن هذا لم يحدث ، وفي ربيع 2004 ، وقف بوش ليعلن للعالم تقبله لخطة شارون الأحادية الجانب وترحيبه بها ، وقال عنها " إنها خطوة جريئة وشجاعة وأن العالم يدين لشارون بالشكر والإمتنان لإطلاقه هذه المبادرة الطيبة ، وبعد ذلك وفي تحول دراماتيكي فقد خالف بوش كل الرؤساء الأمريكيين من عهد ليندن جونسون (الرئسي الأمريكي عام 1967) عندما صرح بوش قائلاً "ليس من الواجب على اسرائيل أن تنسحب فعلياً من كل الأراضي التي احتلتها عام 1967 ، وأن اللاجئين الفلسطينيين لا يجب أن يعودوا الى أراضيهم وبيوتهم التي احتلت في داخل اسرائيل ، يجب توطينهم في الدولة الفلسطينية الجديدة التي ستقام بينما السياسة الأمريكية السابقة تقول أن على الفلسطينيين والإسرائيليين التفاوض للوصول الى إتفاق على هذه القضايا.إن هذه التصريحات أشعلت شرراً وغضباً في الشرق الأوسط لإنتهاكها القانون الدولي ومعارضتها للسياسة الأمريكية على لسان رؤسائها السابقين ، ولكنها وعلى المستوى الواسع في الولايات المتحدة نُظِر إليها على أنها كانت بادرة ذكية للترويج لبوش في انتخابات الفترة الثانية للرئاسة.
    وكتب ثوماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز في مطلع عام 2004 "إن السيد شارون وضع القائد الفلسطيني ياسر عرفات في المعتقل بمكتبه برام الله ، وأنه وضع الرئيس بوش في معتقل بالبيت الأبيض ، السيد شارون أحاط عرفات بالدبابات والمدرعات وأحاط بوش بالمسيحيين المتهوِّدين ومؤيدي اسرائيل من اللوبي الإسرائيلي ، وبنائب الرئيس ديك تشيني الذي لديه الإستعداد أن ينفذ كل ما يطلبه شارون مهما يكن هذا الطلب ، فالسيد شارون يملي مطالبه وبواسطة تلك الجوقة من مؤيدي اسرائيل التي تحاصر الرئيس وتتبنى مطالب شارون تخبر الرئيس بعدم ممارسة أي ضغط على اسرائيل في سنة الإنتخابات ، فالجميع يتآمر لكي يبقي الرئيس عاجزاً عن ذلك وغير قادر على فعل أي شيء.
    وخلال تلك الفترة استمرت اسرائيل ببناء المستوطنات في الضفة الغربية بالرغم من الإعتراض الأمريكي ، وبالرغم من أن خارطة الطريق تنص صراحة على تجميد النشاطات الإستيطانية بما فيها النمو الطبيعي للمستوطنات القائمة وعدم توسعتها لإستيعاب ذلك النمو. وكذلك استمر الإسرائيليون بعمليات الإغتيال للقادة الفلسطينيين ، وفي مارس 2003 إغتالت اسرائيل الشيخ أحمد ياسين قائد ومؤسس حماس ، وهذه الخطوة أثارت غضب العالمين العربي والإسلامي ضد أمريكا ، ليس فقط بسبب أن اسرائيل تستعمل السلاح الأمريكي ، بل أيضاً لأن بعض المحللين السياسيين والكثير من العرب والمسلمين اعتقدوا بأن أمريكا أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية الإغتيال وفي صبيحة الإغتيال كتب الصحفي جيم هوغلاند في أحد أعمدة الوشنطن بوست مقالاً جاء فيه " باستثناء شارل ديجول ، فإنه لم يعقد ويسيء للسياسة والإستراتيجية الأمريكية الحديثة على نحو رخيص ومهلك وبكل ثبات ووقاحة أي صديق أجنبي للولايات المتحدة مثلما فعل أريل شارون ، إنه يكافح من أجل المصلحة الإسرائيلية بتمسك وتشبث وبكل صراحة واضحة وفاضحة الى درجة الإزعاج والضرر والتي تحبس الأنفاس وتخنق الخيارات لأي كان".
    وبعد أقل من مرور شهر على اغتيال الشيخ أحمد ياسين ، اغتال الجيش الإسرائيلي الرنتيسي الذي خلفه في القيادة. وبعد ذلك مرض عرفات بمرض مفاجيء ومات ولم يتغير شيء في عهد محمود عباس الذي انتخب خلفاً لعرفات والذي يصفه بوش بأنه رجل سلام ولم يستطع تقديم أي دعم أو عون له لكي يكون مقنعاً لشعبه في نهجه المختلف عن عرفات كما يعتقد بوش.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:32 pm

    التخلي عن محمود عباس
    توجيه السهام الى كونداليزا رايس
    الجزء الرابع
    ...........................................
    مات عرفات في نوفمبر 2004 ، وانتخب محمود عباس رئيساً للشعب الفلسطيني ، وتسلم مهامه في يناير 2005 في انتخابات حرة ديمقراطية والتي أشرف عليها مراقبون دوليون من الخارج يتمتعون بالحرية بشكل جيد ، وربما يفكر أحدنا أنها الفرصة المناسبة والمثالية لدفع عملية السلام للأمام ، حيث أن عباس يعترف باسرائيل ، ويدين الإرهاب ، وكان تواقاً للمفاوضات التي تقود الى حل الصراع ، وعلاوة على ذلك فاز بوش بالإنتخابات الرئاسية لفترة ثانية ، وعليه فقد كان في وضعية حسنة وباستطاعته دعم الرئيس الجديد للفلسطينيين ، سيما وأن الإدارة الأمريكية تؤيده من البداية ، ولكنه لم يفعل أي شيء لتقديم الدعم لعباس في رؤيته لإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة ، وبدلاً من ذلك أضعف مكانته وأركان قوته. وكان السبب الرئيسي في ذلك هو دعم خطة شارون الأحادية الجانب ومن ثم خلفه ايهود اولمرت ، وبالتالي تخلى عن الشريك الآخر في الصراع.مخالفاً بذلك تصريحاته حول نجاعة خطة خارطة الطريق وضرورتها وأهميتها لتسوية الصراع ، وبذلك كان بوش يتبنى سياسة واستراتيجية لا تتفق مع وعده للفلسطينيين في إقامة دولتهم القابلة للحياة ، وتلك الإستراتيجية أعاقت التقدم والبدء بعملية السلام.
    إن بعض جماعات المؤيدين لإسرائيل مثل المنظمة الصهيونية الأمريكية والجمعيات الأرثوذكسية كانت تعارض إعطاء أية أراضي للفلسطينيين. ولكن بعض المنظمات الرئيسية Anti-Deformation League –ADL- والكونغرس الأمريكي اليهودي والجمعية الأمريكية اليهودية قد دعموا فك الإرتباط مع خارطة الطريق والتخلي عنها ، إن بعض المسؤولين الرسميين في مؤتمر الرؤساء قدر بأن 60 غلى 75% يحبذون التخلي وهذا بحد ذاته أكثر من كافٍ للتأكد من أن اللوبي في الأساس يدعم شارون ويحرف السياسة الأمريكية وحتى لو لم يظهر ذلك بحماسة.
    إن رفض التفاوض مع عباس يجعل من المستحيل عليه أن يقدم فوائد ملموسة للشعب الفلسطيني ، وبذلك فقد شارك شارون بشكل مباشر في دعم حماس في الإنتخابات التشريعية وفوزها بها.وكتب في صحيفة هارتز الصحفي برادلي برستون وقبل اجراء الإنتخابات بقليل " إنه يبدو لك واضحاً أن اسرائيل ستقود حملة انتخابية لحماس في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية في الأسبوع القادم ، وقليل ربما يعارض ذلك خاصة من حماس ". إن وجود حماس بالسلطة سوف يكزن مبرراً وسبباً آخر لإسرائيل بألا تفاوض للسلام ، وأن إدارة بوش سوف لن يكون لها قناة اتصال معها لتدفعها للمفاوضات.وبالتالي لن تدفع اسرائيل للمفاوضات وتتجمد عملية السلام لعدم وجود الشريك المؤهل من الفلسطينيين.ولجعل الوضع أكثر سوءاً فإن سياسة اسرائيل الأحادية الجانب قد أخفقت وتوقفت في صيف 2006 ، وذلك بعد شهرين من ترحيب بوش ودعمه لآولمرت في أول زيارة له للبيت الأبيض كرئيس وزارء جديد.وبعد الإنسحاب من غزة في آب 2005 ، فقد طبقت اسرائيل فعلياً حصاراً على هذه القطعة الصغيرة من الأرض (غزة) ، جعلت من الإستحالة بمكان على الفلسطينيين العيش فيها بشكل لائق بالإنسان بل أقل بكثير من مصطلح دولة قابلة للحياة. واستمر الفلسطينيون في اطلاق الصواريخ على اسرائيل وبعد ذلك اعتقلوا جندياً اسرائيلياً في 20 يونيو 2006 ، وقد شعر الإسرائيليون بأن هذا الوضع لا يطاق ، وأحسوا بالخوف من تكرار ما حصل في غزة من الفلسطينيين في الضفة الغربية إن انسحبوا من الأجزاء المقررة في خطة شارون الأحادية ، وأقفوا العمل بخطة شارون في الضفة الغربية ، واستمر الاسرائيليون على الوضع القائم حالياً بحصار الفلسطينيين. وبعد اسبوعين من ذلك اخترق حزب الله قواعد الجيش الإسرائيلي واختطفوا جنديين أسيرين في 12 يوليو 2006 وشنت اسرائيل حرباً واسعة على لبنان ، وأمطر حزب الله شمال اسرائيل بالصواريخ والقنابل. وفشلت خطتهم السابقة الأحادية الجانب مع اللبنانيين وأدرك الإسرائيليون ومعهم اولمرت فشل هذه الخطة الأحادية برمتها سواءً في لبنان أو في الأراضي الفلسطينية. وكان اولمرت مؤمناً بنجاعة خطة الإنسحاب الأحادية الجانب التي ورثها عن سلفه شارون ولكن تبين أنه كان مخطئاً وفي ظل هذه الإعتبارات فإن على اولمرت أن ينتهج الدبلوماسية في حل القضايا لأن خطط الحرب لن تجدي بجلب السلام ، وأن المفاوضات هي الحل الأمثل للصراع بدلاً من الخطط الأحادية المدعومة بوهم القوة المفرطة على الشعوب.
    توجيه السهام من اللوبي على رايس
    لقد عبر الكاتبان عن ذلك بخصوص رايس بما يلي في عنوان هذا الجزء : (بَوْلَنة رايس ) Rice Gets Powellized، أي أن رايس تواجه ما واجهه كولن باول من فشل في سعيه لدفع عملية السلام. كيف؟
    لقد أدركت الإدارة الأمريكية بحساباتها أن الخطة الأحادية خاسرة وقد فشلت في تحقيق السلام ،وبدأت من جديد بالدفع الى خارطة الطريق ، وفي أواخر 2006 ، بدأت وزيرة الخارجية كونداليزا رايس محاولاتها وسعيها جمع القادة الإسرائيليين مع القادة الفلسطينيين للتفاوض مع بعضهم البعض ، وكان هدفها بدأ مفاوضات جادة بين الفرقاء بما أسمته : الأفق السياسي" لحل الصراع.. وعندما كانت رايس تدفع الفرقاء بهذا الإتجاه السياسي ، استطاع السعوديون إقناع العرب في مؤتمر القمة العربي بالرياض باعتماد المبادرة العربية للحل والتي اعتمدت بقمة بيروت عام 200 ، والتي تقوم على أساس مبادلة الأرض بالسلام ، أي انسحاب اسرائيل من كافة الأراضي العربية التي احتلت عام 1967 بما فيها مرتفعات الجولان مقابل الإعتراف العربي (22 دولة) باسرائيل وإقامة علاقات طبيعية ليس فقط مع الفلسطينيين وإنما مع الدول العربية كلها والتوصل الى حل متفق عليه بين الأطراف المعنية بقضية اللاجئين على أساس القرارات الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية. وعبرت السعودية بوضوح أن المبادرة العربية تعتبر قاعدة للمفاوضات كصفقة لا يؤخذ بها كاملة أو يتم تركها.
    إن كلاًً من السعودين والأمريكيين لديهم القوة والقدرة الكاملة لوضع نهاية للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وإن استمرار الولايات المتحدة في دعمها المطلق لسياسات لإسرائيل في اجراءاتها في الأراضي الفلسطينية لم يكن فقط سبباً أو وقوداً يزيد من اشتعال الإرهاب ضد الولايات المتحدة ، بل كان سبباً أيضاً في عدم دعم الولايات المتحدة من العرب في اجراءاتها في العراق وفي اجراءاتها ضد البرنامج النووي الايراني. وقد عمل السعوديون من طرفهم مع الولايات المتحدة بقرب لمساعدتها في احتواء ايران ولكن لم يكن لديهم القدر الكافي من الجهود التي كانت محدودة الفاعلية في ذلك الإتجاه الايراني نظراً لاستياء الشعب السعودي من دعم الولايات المتحدة المطلق لاسرائيل في سياساتها تجاه الفلسطينيين. يريد السعوديون إنهاء هذا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لأن الايرانيين كان لديهم التأثير الواضح على الراديكالييين الاسلاميين الفلسطينيين في الاراضي المحتلة. وفي ضوء هذه المعطيات والظروف فإن الأحوال تسمح لسلسلة تحركات باتجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.ودفع عملية السلام. ولكن ذلك لم يحدث ، حيث أبدى اولمرت اهتماماً قليلاً بالمبادرة العربية والاشارات المشجعة الصادرة منها ، والذي بدى مقيداً للاستجابة لتلك المبادرة ولم يبد استعدادا للتعامل معها.لقد كان رئيس الوزراء الاسرائيلي غير سعيد ببعض بنود المبادرة العربية ، مثال ذلك الشرط الذي يقضي بالانسحاب الكامل من الأراضي العربية ، و حق العودة للاجئين أيضاً ، وصرح لصجحيفة جيروسالم بوست " أنا لا أوافق على أية مسؤولية أو التزام تجاه قضية اللاجئين ، وذهب للقول بأن عودة لاجيء فلسطيني واحد لأرضه هو خارج الموضوع وغير قابل للنقاش".
    ولكن نقاط الخلاف هذه يمكن بحثها بالتفاوض ولو فعلت ذلك اسرائيل لأثبتت أنها راغبة بالسلام بالمفاوضات على أساس المبادرة ، وصحيفة هارتز وضعت النقاط على الحروف في نهاية مارس "إن الحكومة الجادة يجب عليها تبادر الى اغتنام هذه الفرصة بالترحيب والحوارمعبرة عن تحفظاتها التي لا تقبلها وتبحث عن تبادل الأفكار بالحوار على مستوى المنطقة لحلها". وفي منتصف مايو انتقد اولمرت لفشله في عدم ابداء الرغبة الجادة في السلام مع العرب. وانتقده في هذا أبراهام فوكسمان من ADL وايلي ويزل الحائز على جائزة نوبل ,وفي مواجهة هذا الجبل من النقد عبر ايهود اولمرت عن رغبته في في الاستجابة للمبادرة العربية ، ولكن نهجه كان مختلفاً عن ذلك التعبير اللفظي المفرغ المحتوى العملي ، حيث اتخذ اجراءات ضئيلة تعبر عن ذلك التوجه. وبدلاً من ذلك جيشت اسرائيل حملة مناوئة للوم العرب على عدم رغبتهم وفشلهم في السير نحو السلام. ولم تعمل ادارة بوش شيئاً ملموساً لدفع اولمرت للاستجابة للمبادرة العربية وبدلاً من ذلك عمدت الى الضغط على العرب لتعديل المبادرة بما يوافق الرغبة الإسرائيلية.
    وبالرغم من جهود رايس التي بدأتها لدفع عملية السلام للأمام واقتناعها بهذا المنحى إلا أنها في فبراير 2007 وأمام المؤتمر قادة المنظمات الدولية الخمسة عشر قالت "إن الإدارة سوف تمتنع عن أي ضغط على اسرائيل ، ولم تقف عند ذلك الحد بل أضافت أن الادارة لن تقترح خطوات من أجلها وقف الاستمرار في دعم سياسات اسرائيل وذلك منافياً للأفق السياسي الذي اعتمدته في معالجة الصراع". إن هذين التنازلين من رايس بحد ذاتهما قد حدّا كثيراً من المضي في عملية الأفق السياسي ومن فاعلية رايس في هذا المنحى.
    وفي 19 فبراير سافرت رايس الى القدس لجمع اولمرت مع عباس للبدء بالمفاوضات ، ولكن جهودها فشلت في ذلك بسبب رفض اولمرت البحث في البنود الأساسية لمعاهدة السلام والقضايا الرئيسية وبالتالي رفض اولمرت وعباس الظهور معها في مؤتمرها الصحفي وبعد ذلك كتبت النيويورك تايمز في افتتاحيتها معبرة عن ذلك بقولها " لعبة التمثيلية التحزيرية في القدس"
    وفي أواخر مارس عادت رايس لاسرائيل لتقنع اولمرت بأن تلعب هي دور الوسيط بين الاسرائليين والفلسطينيين ، وكانت زيارتها السابعة لاسرائيل في ثمانية شهور ، ورفض اولمرت بشدة فكرة أن تكون هي الوسيط الدبلوماسي ، وأجبرها على الغاء المؤتمر الصحفي بعد مقابلته ، وقالت صحيفة الديلي تلغراف اللندنية في عناوينها الرئيسية "اسرائيل وبخت كونداليزا رايس" ورجعت رايس الى الولايات المتحدة فارغة اليدين ، وبتوقع من أن ادارة بوش لن تحقق تقدماً معنوياً ومادياً بالمعنى الحقيقي في حل الصراع العربي الإسرائيلي قبل أن تغادر هذه الإدارة البيت الأبيض.
    إن هذه النتيجة ليست فقط إذلالاً لوزير خارجية الولايات المتحدة ، بل هو ضد المصلحة الوطنية الأمريكية.وكانت تلك النتيجة بسبب عاملين رئيسيين
    1) اولمرت كسلفه شارون ليس لديه الرغبة والإهتمام بالمفاوضات للتسوية لأن ذلك ناتج من منطلق أن اسرائيل راغبة في ضم مناطق كبيرة من الضفة الغربية وعدم قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. وأن اولمرت عبر بوضوح عن نيته في الإنسحاب من بعض المناطق الضيقة من الضفة الغربية وضم اجزاء كبيرة منها لاسرائيل. وأعلنت حكومته في أواخر ديسمبر 2006 ، أنها تقيم مستوطنة جديدة في الضفة الغربية منذ عشرة سنين ، وأنها ستقوم بتوسعة مستعمرة معدي اونميم ببناء بيوت جديدة كأكبر مستوطنة اسرائيلية إن اسرائيل تفضل الإحتلال على السلام الذي سيعطي الفلسطينيين في حدود 95% من الضفة الغربية لإقامة دولتهم.
    ربما يحاور أحدٌ ما بأن العائق الحقيقي للسلام ليس اسرائيل إنما هو حماس التي أتت للسلطة في يناير 2006 ، وبقيت تصرُّ على مباديء تأسيسها بتدمير دولة اسرائيل ، ليس هنالك من يعقل بأن حماس بقوتها وإمكاناتها واعتباريتها المتواضعة جداً أمام اسرائيل ، أو بسيطرتها النامية سوف تكون مطلقة على كافة الشعب الفلسطيني وبالتالي ستكون قادرة على تحقيق هذا الهدف التدميري لدولة اسرائيل ، أو أن تعقد عملية السلام الى هذا الحد التشاؤمي ، ولا يمكن أن تعطل هذه المشلكة الحمساوية عملية السلام ، وإن كان الإسرائيليون جادين حقاً بالسلام فبإمكانهم العمل مع مؤتمر القمة العربي ومع عباس والمعتدلين من حماس لدفع عملية السلام ، وعزل المتطرفين الراديكاليين من المعارضة الفلسطينية ومن الجماعات الراديكالية المعارضة مثل حركة الجهاد الإسلامي للوصول الى اتفاقية سلام دائم ، وبدلاً من ذلك فقد ابدى الإسرائيليون قدراً ضئيلاً من الرغبة و الشجاعة للعمل مع العرب الكثيرين و الطامحين بجد لعقد اتفاق سلام مع اسرائيل. وبإدارة ظهر اسرائيل للعرب الوسطيين العاملين للسلام فإن هذه السياسة الاسرائيلية بالقطع ستقوي الجماعات التي تنتهج الإرهاب التي تعتقد أن الحل يكمن في هذا التكتيك الإرهابي.
    2) إن المؤيدين لاسرائيل في أمريكا جعلوا من المستحيل على الولايات المتحدة وبالأخص على لكونداليزا رايس أن تمارس ضغطاً على حكومة اولمرت لتنهج الأفق السياسي للحل. ففي داخل البيت الأبيض فإن العائق الرئيسي من الضغط على اسرائيل هو إليوت أبراهامز إنه يستمد قوة تأثيره من شخصين محافظين يعملان في مكتب نائب الرئيس هما جون حنا ، وديفيد وومسر. فقد كتب الصحفي جيم لوبّي بأن عدة مصادر أخبرته " إن أبراهامز يعمل بنظام محكم من أجل كبح جماح كونداليزا رايس ومنعها من محاولة عمل الجهود اللازمة للضغط على اسرائيل للتجاوب مع مطلب السلام الذي تؤمن به رايس وتطمح اليه وعدم اعطاء جهدها القيمة الحقيقية. والتجاوب مع الرغبة الملحة للملك عبدالله ال سعود لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم في تسوية من مدخل الأفق السياسي للتوصل الى اتفاقية سلام تعطيهم حقهم في انشاء دولتهم. إن أبراهامز يحتفظ بعلاقة وطيدة مع يورام توبووتز رئيس مكتب أولمرت ومع شالوم ترغيمان مستشار اولمرت السياسي والذين يعملون جميعهم بروح الفريق الواحد معاً للإحتفاظ بسياسة ادارة بوش في حالة عجز تام عن التحرك بقوة ضاغطة على اسرائيل للالتزام بعملية السلام وتنفيذ مطالب لا يرغب بها اولمرت.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:33 pm

    إن دانيال ليفي المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي دوَّن ملاحظاته "إذا نوت رايس على تنفيذ برنامجها الأفق السياسي وممارسة ضغط على اسرائيل وأبدت نشاطاً ملحوظاً في ذلك فإن كلاً من (تي + تي) (ياروم توربووتز و شالوم تورغنمان) سوف يقومان بدورهما من خلال إليوت أبراهامز في البيت الأبيض والذي بدوره سوف يحفز ديك تشيني نائب الرئيس ليحتفظ بالرئيس مربوطاً ومقيّداً. وانسجاماً مع ذلك فقد قال هنري سيغمان والذي عمل طويلاً على مواضيع الشرق الأوسط في القسم القنصلي بالعلاقات الدولية أكد :" أنه كلما بذلت الإدارة الأمريكية محاولات جادة نحو التسوية في الشرق الأوسط فأن إليوت أبراهامز يلتقي بجوقة اولمرت سرياً في اوروبا او اي مكان آخر ليطمئنهم وليقول لهم مؤكداً بأنه لا يوجد خطر من هذا القبيل" وفي زيارة رايس لإسرائيل في 19 فبراير ، فقد حجَّم رئيس الوزراء الاسرائيلي رايس ووضعها في حجمها الحقيقي عندما صرح للصفيين "بأنه هو والرئيس بوش متفقان العين بالعين" - أي أنهما متطابقان في وجهتي نظرهما. وكما كتب اوليوف بين وصموئيل روزنر في صحيفة هارتز "إن الرسالة فهمت خطاً ، كان يجب على رايس أن تقول بشق الأنفس أنها هزيلة وغير مؤثرة".
    وكانت الإشارة الواضحة على كبح جماح رايس والتقليل من فاعليها في الإدارة استقالة فيليب زيكوو ،من منصبه في وزارة الخارجية ،في 2006 ، لقد كان صديقاً لرايس منذ زمن طويل ، وأقرب المستشارين المنظرين لها في الوزارة ، وقد شجع رايس في صيف 2006على عمل الجهد الجاد في المفاوضات من أجل تسوية الصراع العربي الإسرائيلي من إعتقاده بضرورة ذلك للمصلحة الوطنية الأمريكية من أجل جلب العرب والاوروبيين الى حلفهم ضد ايران وأكد ذلك في محاضرة له في 15 سبتمبر 2006 ، في معهد وشنطن للشرق الأنى. وبعد المحاضرة كان هنالك هجوماً ضده من مؤيدي اسرائيل وطبقاً لصحيفة نيويورك تايمز "فإن الإدارة سارعت الى تبرئة نفسها مما قاله في المحاضرة وأصدرت مذكرة منكرة فيها علاقتها أو ارتباطها بهذا الطرح منه ، وامتعض الرسميون الاسرائيليون من محاضرته وأحبطوا مما جاء فيها. وأكدت رايس بعدها لوزيرة خارجبية اسرائيل تسيفي ليفني بأن الولايات المتحدة ترى ضرورة الفصل بين الموضوع الفلسطيني والموضوع الايراني. وفي الشهر التالي أعلن فيليب زيليكو استقالته من الإدارة وأعطى اسباباً مسكنة لاستقالته لا تنم عن الحقيقة ، ومع ذلك فقد صرح مسؤول أمريكي في البيت الأبيض غير مسمى بأن مغادرته الإدارة كان جزءاً كبيراًمنها بسبب عدم رضاه عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، وفي مطلع مارس 2007 عينت رايس المحافظ الجديد إليوت كوهين بدلاً منه.
    وبالرغم من القيود على رايس فقد حاولت تقوية عباس على حساب حماس ، ولكن اللوبي حد من فعالية جهدها ، بالتحديد عندما قرر بوش دعم عباس بقيمة 86 مليون دولار لتقوية الجهاز الأمني التابع له ، ولكن عضوة الكونغرس نيتا لووي النائبة واسعة الصلاحيات والمتنفذة عن ولاية نيويورك والتي تدافع بقوة عن اسرائيل حجزت الطلب وأخرته ، وأن انتوني وينرالمؤيد لاسرائيل أيضاً وقليل النفوذ مقارنة مع لووي بعث برسالة الى رايس يطلب فيها سحب طلب مساعدة عباس. وأن مورتور كلين رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية وزن الأمر بقوله "يجب على بوش معاملة عباس بالمثل كما هو الحال مع حماس والقاعدة".إن نظرة كلين لعباس أنه متصلب وشاركه في ذلك العديد من قادة اليهود. فقد كانوا منزعجين وغير راضين عن عباس لموافقته في فبراير 2007 على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس بالرغم من أن عباس أكد بوضوح انه ملتزم بعملية السلام بإقامة دولتين متجاورتين تعيشان بسلام. وعملت منظمة اييابك بكل جهودها لثني الإدارة الأمريكية عن التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ومن ضمنها عباس. ولكن جهودهم لم تؤتِ أكلها كاملة هذه المرة ، ولتهدئة نيتا لووي فإن الإدارة خفضت المبلغ الى 59 مليون دولار مشروطاً بأن يستخدم في التدريب وشراء معدات واسلحة خفيفة لقوات الأمن لحفظ الحدود مع اسرائيل وخاصة في نقطة العبور الى غزة فوافقت لووي عليها وتم تفويض الدفع.
    وفي الحقيقة فإن الجهود الأمريكية لدعم عباس جاءت متأخرة خاصة بعد سيطرة حماس على غزة ، وأن الوعود الإسرائيلية لدعم عباس باطلاق سراح المعتقلين والإفراج عن المبالغ المحتجزة من الضرائب ذهبت أدراج الرياح ، فقد أبقت الولايات المتحدة واسرائيل تحفظاتها الإقتصادية تجاه عباس وليس هنالك أي دليل واضح قدمته اسرائيل أو فعلته لمساندة عباس ليكون أمام شعبه الورقة الموثوقة والرابحة على المعارضين له ولتمكنه فعلياً من إقامة الدولة القابلة للحياة. وعليه فسيبقى الصراع مستمراً والدُّمل متقيحاً ، مضيفاً خسائر إضافية لمكانة الولايات المتحدة في العالمين العربي والإسلامي.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:33 pm

    الخلاصة
    الجزء الخامس
    ....................
    في غياب اللوبي ، فإن إدارة بوش وعلى الأغلب وبكل تأكيد ستكون قادرة على تحقيق مصالحها الذاتية وتملك القوة الدافعة لجلب اسرائيل والعرب الى طاولة المفاوضات الجادة وانهاء الصراع بحل يرضي الطرفين ، وبعد كل ذلك فإن الولايات المتحدة تملك تاريخاً غنياً وخاصة في السنوات الفائتة يتسم بحل صراعات عديدة في العالم ببذل إمكاناتها المتنفذة ووسائلها القادرة بابرام اتفاقيات حفظت فيها مصالحها الوطنية مراعية مصالح طرفي الإتفاق.
    لقد استخلصت وشنطن وانتزعت اتفاقات متتالية مع قادة الإتحاد السوفيتي وخرجت بامتيازات واضحة وجلية من تلك الإتفاقات وانهار الإتحاد السوفيتي وبقيت هي القوة المتفردة بإدارة العالم. واستطاعت أخيراً الضغط على اوكرانيا وكازاخستان وبيلاّ روسيا للتخلي عن ترسانتهم النووية ، وبنفس الجهد المشابه أجبرت ليبيا على التخلي عن برنامجها النووي والتدميري بالضغوط بفضل الحصار الإقتصادي الشديد والمحكم الذي فرضته عليها. وأن إدارة كلنتون شنَّت عام 1999 حرباً ضروساً على صربيا وأجبرتها على تغيير نظامها الديكتاتوري وأخرجتها من كوزوفو ، واقنعت دول العالم بتشكيل محاكمات دولية لمجرمي الحرب من نظام صربيا السابق. وذهبت الولايات المتحدة شوطاً بعيداً في محاولاتها وقف برنامج ايران النووي . وبالمثل فلو مارست ضغطاً حقيقياً على اسرائيل ، والفلسطينيين والعرب للوصول الى اتفاقية سلام لحل الصراع لكان ذلك لها سهل التحقيق. ولكن العمل الأمريكي حيال موضوع هذا الصراع الطويل كان مخالفاً ومتعارضاً مع نهجها في المواضيع سالفة الذكر التي نجحت فيها.
    إن الولايات المتحدة تملك جهداً هائلاً وقوة رافعة في معالجة هذا الصراع الدامي يمكنها من إنهائه. فمثلاً بإمكانها أن تهدد اسرائيل بوقف كل دعم اقتصادي ودبلوماسي عن اسرائيل. وإن لم يكن ذلك كافياً فسوف تواجه صعوبة قليلة لا تذكر في عزل اسرائيل سياسياً عن العالم تماماً كما اتبع نفس الأسلوب مع جنوب افريقيا التي طبق عليها الحظر الدولي في القرن الماضي ورضخت الى التخلي عن الفصل العنصري بين مواطنيها. وبما يختص بالفلسطينيين ، فإنه بامكانها تحقيق حلمهم في إقامة دولة قابلة للحياة على أراضيهم المحتلة مقروناً ببرنامج اقتصادي طويل المدى لدعم دولتهم وبالتالي سوف يتخلى الفلسطينيون عن الإرهاب ضد اسرائيل وإثارة الفوضى في تلك المنطقة الحيوية من العالم وتهديد المصالح الأمريكية فيها. وفي ضوء المعطيات الحالية بوجود النهج السياسي الإسرائيلي بالحفاظ على الأراضي وضمها والتوسع الاستيطاني فيها ، وعدم قدرة القيادة الفلسطينية على أداء مهامها ووجود الإرهاب من الطرفين والمعارضين من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني فإن الأمر لا يبدو سهل التحقيق ولكن عمل الجهد القليل في هذا الصدد ودعم الطرف الإسرائيلي دعما غير محدود سوف يعقد الأمور ويسوقها من سيء الى أسوأ. وبالمقابل فإن هذه السياسة الحالية لأمريكا قد صبت الزيت على النار وزادتها اشتعالاً بالتأكيد وأضرت وتضر بالفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء. وتقود الى تلطيخ السمعة الأمريكية في العالم من سيء الى أسوأ والحد من قدرتها على معالجة المشاكل المستجدة مثل المشكلة الايرانية والوضع في العراق.
    ربما يجادل المرؤ بأن دولة اسرائيل ينظر اليها في عموم وغالبية المجتمع الأمريكي نظرة محببة ومتعاطفة ، ومن خلال هذا المنظور يستنتج المرؤ بأن هذا هو السبب الحقيقي والمُبرر وراء دعم بوش لاسرائيل في صراعها ضد الفلسطينيين حيث أن الرأي العام الأمريكي يصب لصالح اسرائيل. وبالتالي فإن الرئيس ينحاز الى رغبة الشعب الأمريكي. وهذا نتيجة الإرتباط الأخلاقي للولايات المتحدة مع اسرائيل ، ومع ذلك فإن هذا التفسير لا يلغي الدليل على أن الشعب الأمريكي ربما يرغب في وضع ضغط على اسرائيل إذا كانت طرفاً في صفقة سلام تعود عليها وعلى أمريكا بنفع أكثر من الوضع الحالي. وبالرغم من أن استطلاعات الرأي للأمريكيين والتي تشير الى تعاطفهم مع اسرائيل أكثر منه مع الفلسطينيين ، إلاّ أن تلك الإستطلاعات توحي بضرورة اتباع سياسة أمريكية وطنية مستقلة وغير منحازة لطرف ضد الآخر بما يضر في النتيجة المصلحة الوطنية الأمريكية.
    مثال على ذلك: معظم الأمريكيون وبشكل عام دعموا تصلب بوش مع اسرائيل في ربيع عام 2002. ففي اقتراع ل Time/CNN من 10-11 أبريل فإن 60% من الأمريكيين شعروا أن المساعدات لاسرائيل يجب أن توقف أو تخفض إن لم ينسحب شارون من الأراضي الفلسطينية التي اعاد احتلالها عام 2002 ، وعلاوة على ذلك فإن 75% من الذين استطلعت آراؤهم قالوا بأن على كولن باول أن يقابل عرفات عندما زار اسرائيل.
    وبخصوص شارون ذاته ، فإن 35% رؤوا فيه قائداً موثوقاً و 35% منهم قالوا عنه إنه شخصٌ مثيرٌ للحروب ، وأن 20% منهم قالوا إنه إرهابي ، و25% اعتبروه عدواً للولايات المتحدة.
    وبعد سنة في مايو 2003 ، اجري استفتاء بجامعة ميريلاند وكانت نتيجته كالتالي: 60% من الأمريكيين أيدوا وقف المساعدات لإسرائيل إذا قاومت ضغط الولايات المتحدة عليها لعقد اتفاقية سلام لحل الصراع ، وهذا الرقم ارتفع الى 70% في أوساط الناشطين دبلوماسياً. وفي الحقيقة فإن 73% من الأمريكيين لا يحبذون اتباع الولايات المتحدة سياسة الإنحياز الى طرف على حساب الآخر في الصراع. وإنه لمن المفيد أكثر للفهم أنه فقط 17% من الأمريكيين أيدوا تصريح بوش وشارون بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي جزءٌ من الحرب على الإرهاب. وبالمقابل فإن 54% منهم نظروا الى الصراع على أنه صراع بين أمتين على قطعة من الأرض وفي نفس الاستطلاع وعلى خارطة الطريق فإن 55% منهم بالرغم من عدم معرفتهم بتفاصيلها فقد نظروا اليها بايجابية لحل الصراع. وعندما علموا ببعض تفاصيلها ارتفعت النسبة الى 74%. وفي استطلاع آخر في أجري عام 2005 أظهر أن 78% من الأمريكيين يؤمنون بأن على حكومتهم أن لا تتبع سياسة تفضل طرفاً في الصراع على طرف آخر.
    وبعذ أحداث 11 سبتمبر فإن الشعب الأمريكي يؤيد ممارسة ضغوط على اسرائيل للوصول الى تسوية نهائية لايمانه بأن حل الصراع في تلك المنطقة في نهاية المطاف هو مصلحة وطنية أمريكية وأن الرئيس بوش أصبح مؤمناً بأن حصول الفلسطينيين على دولة قابلة للحياة يعيشون فيها بسلام هو الطريق الأسلم لإنهاء الصراع. وأن إدارته حاولت حلحلة الوضع بهذا الإتجاه للوصول الى الهدف عدة مرات في عدة مناسبات ولكن لا قناعات الرئيس ولا محاولات الإدارة للدفع باتجاه السلام حظيت بالنجاح أو رأت النور بسبب وقوف اللوبي الاسرائيلي ومؤيدوا اسرائيل في الإدارة وقفوا سداً منيعاً ضد هذه القناعات والمحاولات وجعلت من إمكانية الحل شيئاً مستحيلاً لعدم سماحهم بممارسة أي ضغط على اسرائيل للتجاوب والدخول في مفاوضات تحسم الصراع لمصلحة الجميع ومنهم اسرائيل.
    وكما أسلفنا فإن بوش أعلن رؤيته بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في عام 2001 ، وفي ربيع عام 2002 طلب من شارون سحب قواته من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وأرسل وزير خارجيته كولن باول الى المنطقة ليدفع بعملية السلام للأمام ، وفي صيف نفس العام أعلن بوش عن خطة خارطة الطريق التي ستقود الى دولة فلسطينية ديمقراطية قابلة للحياة وفي السنة اللاحقة سافر بوش للمنطقة ليدفع الأطراف لتنفيذ خطة خارطة الطريق وفي 2006 حاولت رايس بزيارات مكوكية للمنطقة لتحريك عملية السلام ودفعها نحو التطبيق وفي كل مرة يتحرك اللوبي بسرعة وفعالية ليحيد الادارة الأمريكية ويحبط جهودها.
    إن جماعات اللوبي تتبع عدة تكتيكات في عملها: رسائل مفتوحة ، قرارات كونغرس ، تحقيقات وتصريحات صحفية وإعلامية ، مقابلات مباشرة بين مسؤولي الإدارة وقادة جماعات اللوبي ، المتعاطفون مع اليهود في الإدارة وعلى رأسهم إليوت أبراهامز .......الخ.
    واستشهاداً بقول مستشار الأمن القومي السابق برنت سكاوكرفت في اكتوبر 2004 الذي صرح قائلاً " إن شارون قد ملك الرئيس بوش وقيده كالخاتم حول اصبعه"
    إن الهدف لجماعات اللوبي ليس فقط العمل ضد الفلسطينيين ، بل العمل على دعم اسرائيل اللامحدود بالإمكانات الأمريكية لإبقائها قوة اقليمية رادعة تتفوق على كل دول المنطقة
    ترجمة واقتباس أحمد ابراهيم الحاج
    6 فبراير 2008
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:34 pm

    كيف تدافع عن إسرائيل.. (2-3)



    تقرير واشنطن - خالد عبد الحميد

    أصدر مشروع "أكتب لأجل إسرائيل" "write on for Israel" كتاباً أو بالأحرى "دليلا" يوضح كيف يستطيع طلاب المدارس العليا الثانوية والجامعات الدفاع عن إسرائيل. يتكون الكتاب من ثمانية فصول ومقدمة جاء فيها أنه يجب الدفاع عن إسرائيل لأنها الدولة الديمقراطية الليبرالية الوحيدة في الشرق الأوسط والشريك القريب للولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب. وتؤمن بالتعددية العرقية والدينية وتوفر حرية الدين للجميع.


    يعرض الفصل الأول الـعشرة "اتهامات" الأكثر شيوعاً التي توجه لإسرائيل مع الحجج المضادة الأكثر فاعلية وذلك علي النحو التالي (التقرير ينقل عن الكتاب فقط):


    "اليهود غير راغبين للمشاركة في فلسطين ورفضوا حل الدولتين"
    يقبل اليهود حل الدولتين، فقد وافقوا علي تقرير لجنة بيل عام 1937 Peel Commission Report الذي وضع خطة لإقامة دولتين الأولي عربية والثانية يهودية بينما رفضه العرب. كانت قمة كامب ديفيد الأخيرة دليل أيضاً علي حقيقة أن الفلسطينيين هم الذين يرفضون بشكل مستمر حل الدولتين، وليس اليهود.


    "'الاحتلال الإسرائيلي غير مبرر"
    وافقت إسرائيل على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الذي نص علي أن تعيد إسرائيل "أراضي" استولت عليها رسمياً في "حرب دفاعية". بينما رفضه العرب في 1967 وأطلقوا "اللاءات الثلاثة" الشهيرة وتبنوا الميثاق الوطني الفلسطيني، الذي أنكر حق تل أبيب في الوجود. إن الاحتلال الإسرائيلي ليس - وبشكل واضح- العامل الوحيد الذي يمنع السلام. لقد انتهي الاحتلال الإسرائيلي لهذه المناطق في عام 1995 لكن المنطقة لم تقترب من السلام.


    "إسرائيل لم تبذل جهود قوية نحو السلام"
    قبلت إسرائيل راضية، وفقاً لأوسلو، السلطة الوطنية الفلسطينية كشريك علي قدم المساواة للتفاوض. كما وقع الطرفان في 25 سبتمبر1995 اتفاق نص علي انسحاب القوات الإسرائيلية من أغلب مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. ثم أعادت إسرائيل احتلال هذه المناطقِ في 2001 لأن الفلسطينيين بدأوا في القيام بعمليات التفجير الانتحارية.


    "قُتل فلسطينيون أكثر من الإسرائيليين في أعمال العنف الأخير."
    إن الإرهاب هو العمل الوحيد الذي يجمد عملية السلام. خلال السنوات الخمس الماضية، ارتكب الفلسطينيون أكثر من 120 عملية تفجير انتحارية. وكرد، ينتقم الإسرائيليون بالاغتيال الموجه "للرؤوس الإرهابية". لكن ما زال، الفارق بين الهجمات الإسرائيلية وعمليات التفجير الانتحارية الفلسطينية هو أن إسرائيل تستهدف "الإرهابيين البارزين"، بينما يستهدف "الإرهابيون الفلسطينيون" مدنيين إسرائيليين أبرياء.


    "إسرائيل دولة عنصرية."
    من غير الممكن الإنكار أن فوائد المواطنة الإسرائيلية مُنِحت إلى غير اليهود، ومن بين ذلك الأقلية العربية (عرب 48) والدرزية التي تُشكل 20 بالمائة من المواطنين الإسرائيليين. كل مواطن إسرائيلي يهودي، مسلم، مسيحي، أَو درزي لديه حماية مساوية تحت القانون.


    "إسرائيل خلقت مشكلة اللاجئين."
    تقع مسئولية اللاجئين الفلسطينيين علي العرب أنفسهم. بسبب قيامهم بشن حربين "عدوانيتين" هما "حرب الاستقلال الإسرائيلية عام 1948 " و "حرب عدوان" عام 1967 ومع انتصار إسرائيل في هذين الحربين نزح العديد من العرب إلى مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن ثم فإن إسرائيل لم تخلق هذه المشكلة، وإنما "العدوان العربي" هو السبب الأساسي فيها.


    "عرفات كان محقاً عندما رفض عرض قمة كامب ديفيد 2001-2002 "
    جاء رفض عرفات الحصول علي 98 بالمائة من المنطقة المتنازع عليها لأنه لم يكن مهتماً بحجم الأرض التي سيحصل عليها لكن بالأحرى، بأن إسرائيل ستستمر في الوجود كوطن قومي لليهود. قابلية إسرائيل للحياة كانت غير مقبولة لعرفات. قال دينيس روس المفاوض الأمريكي عن رفض عرفات للاقتراح "لينهي الصراع فهذا يعني أن يُنهي نفسه".


    " عدم قانونية الاغتيالات الموجهة Targeted assassinations"
    تلجأ إسرائيل إلي هذه الاغتيالات بالنظر إلي مجموعة من الأسباب :
    الأول، أن هذا الأمر مقبولا طالما جاء في إطار الحرب. والثاني صعوبة القبض علي قادة العدو. والثالث حق الدفاع عن النفس. والرابع أهمية هذه الاغتيالات القصوى لإسرائيل. والخامس عدم قدرة السلطة الوطنية الفلسطينية على اعتقال ومحاكمة "إرهابييها".


    "إسرائيل الأكثر انتهاكا لحقوق الإنسان في العالم"
    تعد إسرائيل الديمقراطية المستقلة الوحيدة في الشرق الأوسط . تتيح للفلسطينيين التقدم بشكاويهم أمام المحكمة العليا . في أي مهمة لجيش الدفاع الإسرائيلي، يُدرب الجنود علي اتخاذ أقصي درجات العناية بحياة الفلسطينيين. صحيح أن إسرائيل تهدم البيوت لكن ذلك بسبب أن هذه البيوت عادة ما تستخدم كمصانع للقنابل الانتحارية أَو ملاجئ لأنشطة المحظورة الأخرى. لا يطلق الجنود الإسرائيليون النار إلا إذا أطلق عليهم النار لكي يقللوا من الإصابات ويكملوا مهماتهم بسلام. ويعد جيش الدفاع الإسرائيلي واحداً من أكثر الجيوش إنسانية في العالم.


    "إسرائيل ليس لها الحق في الوجود"
    هناك ثلاث خواص تسمح لمجموعة من الناس أن تكون أمة. الخصيصة الأولي، الاشتراك في لغة مشتركة فريدة ومختلفة عن لغات المجموعات الأخرى. أما الخصيصة الثانية، وجود ثقافة مشتركة. والثالثة، الاشتراك في أصل واحد. كل ذلك يتوفر لدولة إسرائيل إذ توجد لغة مشتركة هي العبرية، والثقافة المشتركة هي اليهودية، والأصل المشترك. إن ملائمة تعريف الأمة للشعب اليهودي يعطي إسرائيل حق الوجود كوطن قومي للشعب اليهودي.


    تاريخ إسرائيل القديم والحديث
    ينتقل الكتاب في الفصل الثاني إلي التاريخ القديم والحديث لإسرائيل وذلك علي اعتبار أن تاريخ إسرائيل جزء لا يتجزأ من الصراع العربي الإسرائيلي، والمرء لا يستطيع فهم العديد من مظاهر هذا الصراع بدون معرفة شاملة لتاريخ إسرائيل. ومما يلفت النظر هو محاولة التأكيد عبر التاريخ علي أحقية إسرائيل التي ترجع إلي آلاف السنين.


    وحسب ما جاء في الكتاب يمتلك اليهود علاقة تاريخية عمرها 3300 سنة مع أرض إسرائيل ومما يؤكد علي ذلك تلك البقايا الخاصة بالممالك اليهودية القديمة التي توجد في وحول مدينة القدس القديمة، وهازور Hatzor في الجليل، وبيت جوبرين Beit Jubrin في صحراء جودين Judean Desert ، وكاتزرين Katzrin في مرتفعات الجولان، وتلك فقط قليل من بضع العشرات المواقع التي تؤكد الحضور اليهودي في الأرض.


    وتدليلاً علي الوجود القديم لإسرائيل يعمد الكتاب إلي إلقاء الضوء علي مصطلح الصهيونية فيشير إلي أنه مصطلح حديث استخدم لأول مرة في 1890 من قبل ناثان بيرنبوم Nathan Birnbaum ، لكن أصل الكلمة (صهيون) جاء من التوراة، مما يجعله يعود إلي نحو 3000 سنة. وتعني كلمة صهيون في التوراة إحدى أشياء ثلاثة: 1- تل في القدس يدعي جبل صهيون.2- مدينة القدس. 3- أرض إسرائيل.

    بعد شرح التاريخ القديم لإسرائيل يبدأ الكتاب في استعراض التاريخ الحديث من خلال مرحلتين:

    الهجرة الأولى
    حاول الكتاب التأكيد علي توافر عوامل بناء الدولة في هذه المرحلة فجاءت الإشارة إلي أن البداية في عام 1882 في روسيا وتكوين منظمة "هوفيفي زيون " (أحباء صهيون) لإعادة بناء دولة يهودية في إسرائيل. ثم الـهجرة اليهودية الأولي 1882- 1903 التي شملت 25000 من أعضاء أحباء صهيون. وظهور تيودور هيرتزل Theodore Herzl عام 1894 وكتابه المشهور: "الدولة اليهودية"، وتأسيسه في أغسطس 1897 للمنظمة الصهيونية العالمية في مدينة بازل السويسرية. ثم الهجرة اليهودية الثانية 1904 - 1914حيث وصل 30000 يهودي بنوا أكثر من 35 مستوطنة تشمل تل أبيب. استخدموا العبرية كلغة للخطاب. تشكلت قوة دفاع عن النفس وتأسست حركة الكيبوتز .


    وحرص الكتاب علي الحديث عن الدور الذي لعبه اليهود في الحرب العالمية الثانية 1914-1918 من ناحية تأييد بريطانيا ومن ثم صدر في 2 نوفمبر 1917 وعد بلفور. ثم كانت الـهجرة اليهودية الثالثة 1919-1923 وشملت 35000 يهودي. وتأسست الوكالة اليهودية التي أدارت الشؤون اليومية لليهود، والهيستادروت (إتحاد العمل اليهودي ) و الهاجانا الصهيونية لمحاربة "العداء العربي المتزايد إلى الصهيونية".

    تناول الكتاب بعد ذلك مجموعة من التطورات التي تعلقت بالدور البريطاني الذي بدا "خائفاً" من المعارضة العربية للصهيونية . ونتيجة ذلك أصدر البريطانيون في عام 1922 الورقة البيضاء الأولي ثم الثانية في عام 1930 ثم الثالثة في مايو عام 1939التي اعتبرها الكتاب ضربة مدمرة للصهيونية إذ حاولت بريطانيا شراء ولاء العرب قبل الحرب العالمية الثانية فأوقفت بيع الأراضي لليهود وحددت الهجرة بـ 15 ألف يهودي لمدة خمس سنوات وحددت تقرير مصير فلسطين علي أساس الأغلبية. جاءت الورقتان الأولي والثانية بعد الهجرة اليهودية الرابعة(35 ألف يهودي) في الفترة من 1924- 1928والهجرة الخامسة (24ألف يهودي) ليصل عدد اليهود إلي 400 ألف يهودي حتى أصبحت إسرائيل على حافة الدولة.

    ركز الكتاب في تناوله للحرب العالمية الثانية علي المحرقة التي كانت "حرباً نازية ضد الشعب اليهودي"، الذي أبيد منه" 6.000.000 يهودي ". ثار اليهود بعد الحرب ضد إنجلترا التي سلمت إدارة فلسطين إلى الأمم المتحدة في 2 أبريل 1947 . أنشأت الأمم المتحدة أنشأت لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين (أنسكوب) the United Nations Special Committee on Palestine (UNSCOP)- التي فضلت تقسيم فلسطين إلي دولتين عربية ويهودية. بعد قتال بين قوات اليهود وقوات المفتي فيصل الحسيني علي المناطق التي أخلاها البريطانيون في الرابعة مساء 14مايو عام 1948أُعلن استقلال دولة إسرائيل علي 25 % مما ترك من فلسطين تحت الانتداب، وليس 52 % حسب خطة الأمم المتحدة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:34 pm

    المرحلة الثانية
    بدأت هذه المرحلة بعد إعلان الدولة. ويشير الكتاب إلي حرب 1948 التي أسماها "حرب إسرائيل من أجل الاستقلال". حصلت إسرائيل علي 65 % من الأرض. وضمت الأردن يهودا والسامرة وحولت مصر قطاع غزة إلي منطقة عسكرية.يمضي الكتاب فيشير إلي الفترة من عام 1949 - 1955 باعتبارها سنوات الاستقلال الأولي إذ زادت الهجرة ووصل مليون يهودي وأصدر في عام 1950 قانون العودة.


    تعرضت إسرائيل لـ "تهديد عسكري عربي جديد: الإرهاب". ردت إسرائيل بشن مئات من الحملات الانتقامية علي البلدان العربية .شهدت الفترة من 1955 - 1956 نمو التوترات مع مصر التي أغلقت مضايق تيران أمام السفن الإسرائيلية، وحاصرت آيلات. شنت إسرائيل حرباً وقائية (حملة سيناء 29 أكتوبر 1956 - 5 نوفمبر 1956) ضد مصر واستولت علي صحراء سيناء بما في ذلك قطاع غزة خلال 100 ساعة من القتال. انسحبت إسرائيل من سيناء في مارس 1957 بسبب الضغط الحاد من الأمم المتحدة، والولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي، وأبرمت صفقة بأن تتم إعادة سيناء إلى قوة حفظ سلام التابعة للأمم المتحدة.


    تناول الكتاب بعد ذلك مجموعة من الأحداث الأخرى مثل بداية التوتر مع مصر وسوريا ثم نشوب حرب الأيام الستة التي أسماها " حرب إسرائيل الثانية للاستقلال"، وحرب يوم الغفران 6 - 24 أكتوبر 1973 و قيام مصر وسوريا بـ "غزو invasion " إسرائيل بينما الإسرائيليون يصلون احتفالاً بيوم الغفران لكن الجيش الإسرائيلي قاتل "حربه الأفضل من منظور عسكري".

    واصل الكتاب تناوله للأحداث التاريخية فأشار إلي اتفاقيتي فض الاشتباك الأولي والثانية مع مصر في يناير 1974 وسبتمبر 1975. ثم جاء الحديث بعد ذلك عن ما أسماه الكتاب بـ" الإرهاب الفلسطيني" خلال الفترة 1967 – 1976 خاصة بعد ظهور منظمة التحرير الفلسطينية و زعيمها الجديد ياسر عرفات. ثم زيارة الرئيس السادات في نوفمبر 1977 وما مثله ذلك من اعتراف أكبر دولة عربية بإسرائيل . ثم اتفاقيات كامب ديفيد في سبتمبر 1978.

    يمضي الكتاب فيشير إلي "عملية سلام الجليل" في يونيو عام 1982 ويقصد بها غزو لبنان من أجل "تطهيرها" من قواعد منظمة التحرير الفلسطينية، و الغزو العراقي للكويت وبقاء إسرائيل بعيداً وعدم الرد علي بعض الصواريخ العراقية. ثم الانتفاضة الأولي 1987- 1992 التي اندلعت بسبب "حادث سيارة في غزة بين شاحنة إسرائيلية وسيارة فلسطينية"، واتفاقيات أوسلو الأولي في سبتمبر 1993 حيث عملت إسرائيل من أجل السلام فانسحبت من غزة وأريحا ووقعت اتفاقية وادي عربة في نوفمبر 1994 مع الأردن ثم اتفاقية أوسلو الثانية في سبتمبر 1995وصولاً إلي كامب ديفيد في يوليو 2000 و"العرض المدهش" الإسرائيلي الذي رفضه عرفات. وانتفاضة الأقصى أو حرب أوسلو التي كانت " حرب إرهاب منظمة ضد الإسرائيليين شملت في الغالب القيام بعمليات انتحارية، وإطلاق النار".وأخيراً وصل الكتاب إلي محطة"التحرر من غزة" وذكر سبعة أسباب دفعت إلي اتخاذ قرار الانسحاب.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:34 pm

    أساطير وحقائق الدفاع عن إسرائيل في أمريكا (3-3)

    تقرير واشنطن - خالد عبد الحميد


    "دليل الدفاع 101. المصدر لدفاع ناجح عن إسرائيل"، هذا هو اسم الكتاب أو الدليل الذي أصدره مشروع "أكتب لأجل إسرائيل" "Write On For Israel"، الموضح لكيف يستطيع طلاب المدارس العليا (الثانوية) والجامعات الدفاع عن إسرائيل. وقد تناولنا في تقرينا السابق الاتهامات ـ وهي بالأحرى عربية ـ والرد الإسرائيلي عليها ـ كما ورد في الكتاب محل العرض ـ، والتاريخ الإسرائيلي القديم والحديث حسبما جاء فيه. وفي تقريرنا التالي نستكمل عرضنا للجزء الأخير من الدليل.


    تكتيكات الدفاع عن إسرائيل

    جاء الفصل الثالث تحت عنوان "نقاش 101"، والذي هدف إلى إيضاح الأساليب الاحترافية الضرورية للطلاب المشاركين في المشروع؛ لإقناع الجمهور بأفكارهم والاتفاق معهم. ومن تلك الأساليب جذب انتباه الجمهور، واستخدام التكرار؛ لتثبيت الفكرة، والثقة بالنفس لكن دون عناد، والإصرار علي أن إسرائيل معصومة من الخطأ؛ وذلك حتى لا يفقد المصداقية.

    وفي إطار تعزيز موقفهم في الدفاع عن إسرائيل وسياساتها، يقدم الدليل عدداً من النصائح إلى الطلاب عند إعدادهم للدفاع عن إسرائيل، منها: أن يكونوا عند الكلام هادئين، ويبحثون عن القواسم المشتركة (نقاط التقاء) مع الجمهور لتبرير الاهتمام والدفاع عن إسرائيل. والتركيز علي الجمهور المتذبذب أو المحايد الذي لم يُكون رأياً بعد. ويطلب الدليل منهم الانتقال إلي الهجوم من خلال الإشارة إلي "انتهاكات" حقوق الإنسان والفساد والغياب الكلي لشريك السلام، مع تأكيدهم علي أن إسرائيل تريد السلام. وحتى لا يكون لدفاعهم عن العمليات والممارسات الإسرائيلية ذات تأثير سلبي على الجمهور، يُطلب منهم الموازنة بين التأييد والدفاع عن تل أبيب بالتعبير عن تعاطفهم مع الأبرياء الذين يسقطون أثناء العمليات الإسرائيلية ، مع الإشارة إلى أن الجانب الآخر (العربي أو الفلسطيني) يستخدم "الأطفال الرضع الأبرياء كدروع لحماية الإرهابيين". وأن يبلور برنامجه ودفاعه في جملة رئيسية قصيرة بسيطة مثل: إسرائيل شريك للسلام. الخ.

    ويضيف، على المدافع عن إسرائيل أن يُبقي هدفه في عقله، وأن يُحدد جدول أعماله، وأن يبحث عن طريقة لإنجازه، وإذا وجد أن خصمه يُهاجم إسرائيل بشدة فعليه أن يُنهي النقاش ويسأله عما إذا كان يُؤمن بأن اليهود لهم الحق في أن يكونوا أمة. في أغلب الأحيان سيجيب بـ "لا" أو يبدو مشوشاً، وهذا سيساعد المدافع لإبطال حجة خصمه. ويؤكد الدليل علي أن الطالب ليس في حاجة للإجابة علي كل الأسئلة، لكن عليه أن ينفذ ما يُكلف به.


    أنماط الدفاع داخل الحرم الجامعي

    يمضي الدليل فيتحدث في فصله الرابع عن أنماط الدفاع داخل الحرم الجامعي. ويطلب من الطلاب القيام بست مبادرات تتمثل في: تقديم أفكار والقيام بحملة إعلانية، تنظيم اجتماعات أو مظاهرات (وما شابه ذلك) تأييدية لإسرائيل وقد أوضح الدليل إجراءاتها، ترتيب منتدى لإسرائيل من خلال دعوة قادة الطلاب، تكثيف التواجد في مجتمعات الطلبة، القيام بزيارات لمكاتب أعضاء الكونجرس وممثلو جماعات الضغط، المشاركة في الحملات السياسية الواسعة النطاق مثل الانتخابات الرئاسية والكونجرس علي سبيل المثال.

    وحول احدي تلك المبادرات، يركز الفصل الخامس علي ما يسميه بـ "الدفاع السياسي" من خلال التواصل مع أعضاء الكونجرس، حيث يمكن أن يتواصل الطلاب مع أعضاء الكونجرس من خلال الرسائل المكتوبة والزيارات الشخصية، واستخدام الاتصالات الهاتفية، وتكوين شبكة مع المواطنين ذوي الاهتمامات المشتركة؛ مما يجعل التحرك أكثر فعالية من الأفراد المنفصلين.


    أساطير وحقائق

    ينتقل الدليل في الفصل السادس إلي الحديث عن ما يسميه " الأسطورة والحقيقة". فهذا الفصل يعرض كل ما يراه أسطورة وكيفية معالجتها، وذلك علي النحو التالي: (التقرير ينقل عن الكتاب).


    "فلسطين كانت دائماً بلداً عربية".

    لم تكن فلسطين أبداً بلداً عربية بشكل خاص، بالرغم من أن اللغة العربية أصبحت تدريجياً لغة أغلب السكان بعد "الغزوات الإسلامية". فالعرب لم يروا الفلسطينيين قبل التقسيم على أنهم يمتلكون هوية منفصلة، ففي عام 1937 أخبر الزعيم العربي المحلي، "عوني بك عبد الهادي" لجنة "بيل"، أنه "ليس هناك مثل هذه البلد [فلسطين]!.'فلسطين' مصطلحة اخترعه الصهاينة! ليس هناك فلسطين في التوراة. بلدنا لقرون جزء من سوريا."
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:35 pm

    "لم يُعرض علي العرب الفلسطينيين إقامة دولة، وأُنكر عليهم حق تقرير المصير." لقد رفض العرب الفلسطينيون عرض الدولة الذي قدمته لجنة "بيل" في عام 1937، والورقة البيضاء البريطانية في عام 1939. ومع عرض التقسيم أُعطوا أيضاً الفرصة لتقرير المصير لكنهم رفضوها. "قبلت الدول العربية ومنظمة التحرير القرار242، بينما رفضته إسرائيل" قبل العرب القرار علي أنه يقضي بانسحاب إسرائيل الكلي والغير مشروط من الأقاليم المتنازع عليها. لكن منظمة التحرير الفلسطينية قالت في بيانها للجمعية العامة لأمم المتحدة في 15 أكتوبر 1968 " إن تطبيق القرار سيؤدي إلى فقدان كل أمل لتأسيس السلام والأمن". أما على الجانب الإسرائيلي، فوافقت تل أبيب علي القرار، وهو ما أعلنه بوضوح سفيرها لدي الأمم المتحدة حينذاك "آبا إيبان" Abba Eban . "الفلسطينيون كانوا راغبين في التفاوض علي التسوية بعد حرب الأيام الستة" بعد هزيمة 1967, لم يعدل الفلسطينيون هدفهم المتمثل في تدمير إسرائيل. فبدأت منظمة التحرير الفلسطينية حملة "إرهاب" انطلاقاً من الضفة الغربية. واتجهت إلي مهاجمَة أهداف يهودية وإسرائيلية في الخارج. "إسرائيل تحتل الضفة الغربية" إن الوصف الأكثر دقة للأراضي في يهودا والسامرة هي أنها أراضي "متنازع عليها" وليست محتلة. فقد اكتسبت إسرائيل الأراضي في حرب دفاعية لا حرب من أجل الغزو. فمصطلح "الاحتلال" يُشير إلى هيمنة أجنبية على منطقة كانت سابقاً تحت سيطرة دولة أخرى، ولكن في حالة الضفة الغربية، لم يكن هناك سيادة شرعية سابقة لأنه من عام 1948 إلى عام 1967، احتلت الأردن هذه الأرض بشكل غير قانوني. ولم يُطالب الفلسطينيون أبداً بإنهاء "الاحتلال" الأردني أو خلق دولة فلسطينيّة. وبعد أوسلو نقلت إسرائيل 98% تقريباً من السلطة المدنية إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، واحتفظت إسرائيل بالسيطرة علي الـ2% الباقية كي تحقق أمنها الخارجي وأمن مواطنيها. "إسرائيل دولة توسعية" حددت الأمم المتحدة حدود إسرائيل بقرار التقسيم لعام 1947، ثم اكتسبت إسرائيل في حروبها الدفاعية المتتالية أراضي إضافية، وانسحبت في مناسبات عديدة من هذه الأراضي كما حدث مع مصر وسوريا والأردن ولبنان. وفي إطار اتفاقيات أوسلو، انسحبت إسرائيل من أكثر من 40 بالمائة من الضفة الغربية و80 بالمائة تقريباً من قطاع غزة. كما عرض إسحاق رابين الانسحاب من مرتفعات الجولان كبديل للسلام مع سوريا، وعرض إيهود باراك في كامب ديفيد الانسحاب من 95 بالمائة من الضفة الغربية و100 بالمائة في غزة في تسوية نهائية. ويشير التقرير إلى أن إسرائيل انسحبت من 94 بالمائة تقريباً من الأرض التي استولت عليها في 1967، وأن المفاوضات مازالت مستمرة بخصوص الترتيب النهائي للـ6 بالمائة المتبقية . "تمييز إسرائيل ضد مواطنيها العرب." لدي العرب في إسرائيل حقوق تصويت متساوية مع نظرائهم الإسرائيليين. فالعرب الإسرائيليون يشغلون ثمانية مقاعد من بين120 مقعداً في الكنيست، كما أنهم يشغلون عدة مناصب حكومية في الحكومة الإسرائيلية، مثل سفير إسرائيل في فنلندا , وقاضي المحكمة العليا، ونائب رئيس بلدية تل أبيب. فقد ضمت حكومة شارون الوزير العربي الأول، الدرزي صلاح طريف. اللغة العربية حسب الدليل، مثل العبرية، لغة رسمية في إسرائيل. "إسرائيل تمارس سياسة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين على غرار المحرقة النازية لليهود." يعيش أكثر من مليون عربي كمواطنين أحرار ومتساوون في إسرائيل، ويعيش 98 % تحت حكم السلطة الفلسطينية. وتمارس إسرائيل إجراءات قاسية أحياناً ضد الفلسطينيين لحماية مواطنيها، لكن ليس هناك أبداً خطة لاضطهاد أو طرد، أَو إبادة الفلسطينيين. "القدس مدينة عربية." لم تكن القدس أبداً عاصمة أي كيان عربي، كما لم تكن عاصمة إقليمية تحت الحكم الإسلامي، وكذلك لم تكن مركزاً ثقافياً إسلامياً، والمسلمون يوقرون موقعاً واحد هو قبة الصخرة. "الأردن حاولت تحسين الظروف في القدس الشرقية العربية، بينما هدم الإسرائيليون مئات البيوت العربية في تلك المنطقة، وتركوا العديد من المشردين العرب." بعد استعادة المدينة القديمة في عام 1967، اكتشفت إسرائيل أنها تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل إمدادات المياه والكهرباء. وعندما سيطرت تل أبيب على القدس كاملة، تم توفير هذه الخدمات بجانب خدمات أخري. وقبل إزالة المساكن التي يقطنها المئات من السكان الذين أقاموا بيوتهم في الحي اليهودي عرضت السلطات الإسرائيلية علي أصحابها تعويض كامل أَو إسكان بديل. "المسألة الفلسطينيّة صميم النزاع العربي ـ الإسرائيلي." إن المسألة الفلسطينية هي نتيجة النزاع المستمر الناجم عن الإحجامِ العربي عن قبول دولة يهودية في الشرق الأوسط. والمشكلة الفلسطينية كان يمكن أن تُحل منذ عهد بعيد لكنها استمرت بسبب رفض العرب العنيد الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود في الشرق الأوسط. "تمنع نقاط التفتيش الإسرائيلية بشكل غير ضروري الفلسطينيين من تلقي الرعاية الطبية." تقيم إسرائيل نقاط التفتيش لمنع "الإرهابيين" الفلسطينيين من اختراقها. ولو نفذت السلطة الفلسطينية التزاماتها بهذا الشأن ستكون نقاط التفتيش غير ضرورية. ففي الوقت الذي سمحت فيه العديد من نقاط التفتيش للعديد من الفلسطينيين بدخول إسرائيل لكي يتلقوا العلاج الطبي، استغل "الإرهابيون" الفلسطينيون ذلك وحاولوا العبور بوثائق مزورة مما عزز ضرورة الاحتفاظ بنقاط التفتيش، وتنفيذ إجراءات تفتيشية أكثر صرامة. "إسرائيل تبني سياج الأمن كجزء من انتزاع الأرض للسيطرة على الضفة الغربية ومنع تأسيس دولة فلسطينيّة." الغرض الوحيد للسياج منع "الإرهاب". فجاء تصميم السياج بطريقة توفر أقصي مستوي من الأمن للمواطنين الإسرائيليين وضمان أدني إزعاج للفلسطينيين. فمع بقائه, تبدو الدولة الفلسطينية نظرياً ممكنة حيث تسيطر السلطة الوطنية علي 93 % من الضفة الغربية و100% من قطاع غزة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ... Empty رد: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية .. ومنطق الدعم الامريكي لاسرائيل ...

    مُساهمة من طرف زائر 2008-03-15, 6:35 pm

    تبرير الأخطاء

    ينتقل الدليل في الفصل السابع إلي التأكيد علي أن إسرائيل قد أخطأت لكن ذلك كان له مبرراته. فيتناول مذبحة قرية دير ياسين عام 1948 ويحاول تبريرها بالإشارة إلي أن القرية كانت تشغل موقعاً إستراتيجياً حيث تقع على تل يشرف على الطريق السريع الرئيسي الداخل إلي القدس، وأن سكانها نفذوا هجمات عنيفة على مستوطنة يهودية جيفات شاؤول في الأول من أكتوبر عام 1928، وخلال الاضطرابات العربية في أغسطس1929، وكذلك خلال الأسبوع التي سبق الهجوم كانت هناك سلسلة من هجمات إطلاق النار من القرية استهدفت اليهود في المنطقة.

    كان الخطأ الثاني هو قضية لافون (1954) التي استهدفت الزج بأمريكا لدخول حرب مع مصر. فقد خططت إسرائيل عدداً من الهجمات الإرهابية على المؤسسات الأمريكية في القاهرة والإسكندرية وجعلتها تبدو كما لو أن المصريين قاموا بها. ولكنها أُجهضت العملية قبل الأوان، مما ترتب عليها استقالة بنشاس لافون Pinchas Lavon، وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، وتقويض مصداقية إسرائيل في نظر أمريكا وبريطانيا العظمى.

    بالرغم من أن العملية كانت خطأً مكلفاً ـ كما يقول الدليل ـ لكنه كان هناك سبب أخر تمثل في الضغط الأمريكي علي البريطانيين للانسحاب من قناة السويس. فخافت إسرائيل من الطموحات العسكرية للرئيس المصري عبد الناصر، وأدركت أن المغادرة البريطانية ستدفع ناصر لغزو إسرائيل ومن ثم كان الهدف منع هذه الخطوة.

    وارتكبت إسرائيل خطأً ثالثاً عندما هاجمت الطائرات وسفن الصواريخ الإسرائيلية الباخرة الأمريكية ليبيرتي في 8 يونيو1967، فقتلت 34 أمريكياً وجرحت 173 آخرين. ولكن الدليل يبرر ذلك بالإشارة إلي اعتراف إسرائيل بهذا الخطأ ودفعها 6 مليون دولار كتعويض، والي الحوادث التي تنتشر وقت الحرب بسبب "النيران الصديقة". فعلي سبيل المثال في عام 1988، أسقطت القوة البحرية الأمريكية بشكل خاطئ طائرة ركاب إيرانية لتقتل 290 مدنياً.

    كما تعد مذابح مخيم صبرا وشاتيلاً احدي أخطاء إسرائيل، حيث سمح الجيش الإسرائيلي بدخول "مليشيات كتائبية" Phalangist بناء علي دعوة أرييل شارون إلي المخيم في 16 سبتمبر 1982 تحت قيادة ايلي حبيقة، وقامت هذه القوات طوال 36 ساعة بذبح المئات في مخيمِ اللاجئين. واكتشفت لجنة تحقيق كاهان Kahan، أن إسرائيل مسئولة بشكل غير مباشر عن ما حدث بمخيم صبرا وشاتيلاً. وقد ترتب على هذا، أن طردت إسرائيل رافائيل ايتان Raful Eitan، رئيس هيئة أركان الجيش، واستقال وزير الدفاع أرييل شارون .

    وفي الختام يحاول الدليل أن يُبرر سياسة الاغتيالات الموجهة التي تنتهجها إسرائيل وتؤدي في بعض الأحيان إلى موت النساء والأطفال الأبرياء. ويُحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية لأنها لو تمكنت من احتواء الإرهابيين، فلن تنشغل إسرائيل بالاغتيالات الموجهة. ويستند في تزايد الاغتيالات الإسرائيلية على أن العديد من الأمم في حالات مماثلة انتهجت سياسة الاغتيالات الموجهة على غرار اغتال البريطانيون عناصر نازية بعد الحرب العالمية الثانية، ومحاولة واشنطن اغتيال مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لكن بلا جدوى.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-09-24, 1:13 am