تقرير واشنطن
عنوان الكتاب: The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy
اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية
الكاتب : "جون جي. ميرشايمر" و "ستيفن م. والت".
John J. Mearsheimer and Stephen M. Walt
دار النشر : Farrar Straus Giroux
عدد الصفحات : 496 صفحة
ولد الكاتب جون جي. ميرشايمر في ديسمبر عام 1947 وهو بروفيسير في العلوم السياسية بجامعة شيكاغو كما انه واضع نظريات دولية معروف.
لفت ميرشايمر الانتباه مؤخرا بعدما شارك "ستيفن والت" أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد في كتابة مجموعة مقالات ضمها لاحقا كتاب نُشر بعنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية" الذي صنفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه من بين الكتب الجديدة الأكثر رواجا.
وتناول الكاتبان اللوبي الإسرائيلي الذي عرفاه بأنه تحالف فضفاض من أفراد ومنظمات يعمل بنشاط على تسيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة في اتجاه موال لإسرائيل.
وقد حظيت المقالات ومن ثم الكتاب بتغطية إعلامية رئيسية حول العالم وأثارت نقاشات محتدمة بين مؤيدي ومعارضي الأفكار المطروحة فيه.
اللوبي الإسرائيلي
يكمن التفسير في القوة الفائقة لجماعات الضغط الإسرائيلية التي يعود إليها الفضل في العلاقة الحميمة بين إسرائيل والولايات المتحدة التي نشهدها اليوم. ونستخدم كلمة "لوبي" للتعبير عن التحالف الفضفاض لأفراد ومنظمات تعمل بنشاط على تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.
ويتشكل اللوبي في جوهره من اليهود الأمريكيين الذين لا يتوقفون عن جهود تسيير السياسة الأمريكية وفق المصالح الإسرائيلية. ولا تقتصر تلك الجهود على مجرد التصويت لصالح المرشحين الموالين لإسرائيل بل يتعداه إلى ممارسة الضغوط على جماعات المصالح الخاصة وعلى الكونغرس والهيئة التنفيذية – وفي المقابل نجد أن الجماعات المعنية بالمصالح العربية ضعيفة وربما غير متواجدة على الساحة الأمر الذي يزيد سهولة مهمة اللوبي الإسرائيلي.
وهناك أمثلة عديدة على قوة وسطوة اللوبي الإسرائيلي من بينها ما حدث في كامب ديفيد حيث لم يتمكن الوفد الأمريكي من تقديم أي مقترحات مستقلة دون التنسيق مع الوفد الإسرائيلي الأمر الذي دفع الوفد الفلسطيني إلي الشكوى والقول انه يتفاوض مع وفدين إسرائيليين احدهما يرفع العلم الأمريكي.
السيطرة على وسائل الإعلام
وبالإضافة إلى التأثير المباشر على سياسات الحكومة الأمريكية يعمل اللوبي بنشاط من اجل تشكيل الرأي العام حيال إسرائيل والشرق الأوسط ومن اجل تصويره إعلاميا بصورة طيبة. ويضغط اللوبي بكافة الوسائل وعلى رأسها التلويح بحجب التمويل عن بعض المؤسسات الإعلامية من اجل ضمان رجوح كفة إسرائيل في التغطيات الإعلامية.
كما أن اللوبي الإسرائيلي يتدخل بل يتحكم في تعيين أساتذة الجامعات الذين ربما تكون لهم أراء مناهضة لإسرائيل كما هو الحال حينما استعانت جامعة كولومبيا بالبروفيسير الفلسطيني ادوارد سعيد وطالب اللوبي بمعاقبته وطرده حينما أدلى بتصريحات مؤيدة للشعب الفلسطيني. وواجهت مواقف مماثلة جامعات أخرى مثل "برينستون" و شيكاغو وبلغ الأمر إلى أن اللوبي طالب الكونغرس بوضع إلية لمراقبة ما يقوله الأساتذة للطلاب عن إسرائيل.
كاتم الصوت الرئيسي
ولا يكتمل الحديث عن عمل اللوبي دون التطرق لواحد من أقوى الأسلحة وهو الاتهام بمعاداة السامية. فان أي شخص ينتقد أفعال إسرائيل أو يتجرأ على القول بان الجماعات الموالية لإسرائيل تؤثر على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أو حتى مجرد القول بان هناك لوبي إسرائيلي سيجد نفسه موصوما بتهمة معاداة السامية.
وربما لا يكون هناك باعث على الانزعاج إذا كان تأثير اللوبي قاصرا على المساعدات الاقتصادية الأمريكية لإسرائيل – ولكن اللوبي يساعد في تشكيل جوهر السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط كما تمكن بنجاح من إقناع الزعماء الأمريكيين بتأييد التنكيل الإسرائيلي المستمر للفلسطينيين واستهداف خصومها الإقليميين وهم إيران وسوريا والعراق.
ويُعد الإبقاء على التأييد الأمريكي للسياسات الإسرائيلية محور عمل اللوبي لكن طموحاته لا تقف عند ذلك الحد فهو يريد أيضا أن تساعد أمريكا إسرائيل لتبقى القوة الإقليمية المهيمنة.
إسرائيل وحرب العراق
لم يكن الضغط من جانب إسرائيل واللوبي العامل الوحيد وراء القرار الأمريكي مهاجمة العراق في عام 2003 لكنه كان عاملا حاسما.
وهناك بعض الأمريكيين الذين يعتبرونها حربا من اجل البترول ولكن ليس هناك ما يدعم ذلك الزعم. ولكن الدافع وراء الحرب في جانب منه كان الرغبة في توفير مزيد من الأمن لإسرائيل.
يقول PHILIP ZELIKOW الذي شغل وظائف مخابراتية متعددة قبل أن يصبح مستشارا لوزيرة الخارجية كوندوليسا رايس أن التهديد الحقيقي للولايات المتحدة لم يكن من العراق ولكنه كان موجها لإسرائيل.
فقد أوردت صحيفة الواشنطن بوست في أغسطس 2002 أن إسرائيل تحث الأمريكيين على عدم إرجاء شن عملية عسكرية ضد العراق. وكان التعاون الاستراتيجي بين الجانبين قد بلغ آنذاك أبعادا غير مسبوقة كما زودت إسرائيل الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية وتقارير عما لدى العراق من برامح لإنتاج أسلحة الدمار الشامل.
وقد شعر الزعماء الإسرائيليون بالانزعاج الشديد حينما قرر الرئيس بوش اللجوء إلى مجلس الأمن لطلب تخويل شن الحرب على العراق – وانزعجوا أكثر حينما أبدى الرئيس العراقي صدام حسين موافقته على عودة مفتشي الأمم المتحدة إلى بلاده لان من شأن تلك التطورات تبديد فرص بدء الحرب.
عنوان الكتاب: The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy
اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية
الكاتب : "جون جي. ميرشايمر" و "ستيفن م. والت".
John J. Mearsheimer and Stephen M. Walt
دار النشر : Farrar Straus Giroux
عدد الصفحات : 496 صفحة
ولد الكاتب جون جي. ميرشايمر في ديسمبر عام 1947 وهو بروفيسير في العلوم السياسية بجامعة شيكاغو كما انه واضع نظريات دولية معروف.
لفت ميرشايمر الانتباه مؤخرا بعدما شارك "ستيفن والت" أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد في كتابة مجموعة مقالات ضمها لاحقا كتاب نُشر بعنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية" الذي صنفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه من بين الكتب الجديدة الأكثر رواجا.
وتناول الكاتبان اللوبي الإسرائيلي الذي عرفاه بأنه تحالف فضفاض من أفراد ومنظمات يعمل بنشاط على تسيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة في اتجاه موال لإسرائيل.
وقد حظيت المقالات ومن ثم الكتاب بتغطية إعلامية رئيسية حول العالم وأثارت نقاشات محتدمة بين مؤيدي ومعارضي الأفكار المطروحة فيه.
اللوبي الإسرائيلي
يكمن التفسير في القوة الفائقة لجماعات الضغط الإسرائيلية التي يعود إليها الفضل في العلاقة الحميمة بين إسرائيل والولايات المتحدة التي نشهدها اليوم. ونستخدم كلمة "لوبي" للتعبير عن التحالف الفضفاض لأفراد ومنظمات تعمل بنشاط على تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.
ويتشكل اللوبي في جوهره من اليهود الأمريكيين الذين لا يتوقفون عن جهود تسيير السياسة الأمريكية وفق المصالح الإسرائيلية. ولا تقتصر تلك الجهود على مجرد التصويت لصالح المرشحين الموالين لإسرائيل بل يتعداه إلى ممارسة الضغوط على جماعات المصالح الخاصة وعلى الكونغرس والهيئة التنفيذية – وفي المقابل نجد أن الجماعات المعنية بالمصالح العربية ضعيفة وربما غير متواجدة على الساحة الأمر الذي يزيد سهولة مهمة اللوبي الإسرائيلي.
وهناك أمثلة عديدة على قوة وسطوة اللوبي الإسرائيلي من بينها ما حدث في كامب ديفيد حيث لم يتمكن الوفد الأمريكي من تقديم أي مقترحات مستقلة دون التنسيق مع الوفد الإسرائيلي الأمر الذي دفع الوفد الفلسطيني إلي الشكوى والقول انه يتفاوض مع وفدين إسرائيليين احدهما يرفع العلم الأمريكي.
السيطرة على وسائل الإعلام
وبالإضافة إلى التأثير المباشر على سياسات الحكومة الأمريكية يعمل اللوبي بنشاط من اجل تشكيل الرأي العام حيال إسرائيل والشرق الأوسط ومن اجل تصويره إعلاميا بصورة طيبة. ويضغط اللوبي بكافة الوسائل وعلى رأسها التلويح بحجب التمويل عن بعض المؤسسات الإعلامية من اجل ضمان رجوح كفة إسرائيل في التغطيات الإعلامية.
كما أن اللوبي الإسرائيلي يتدخل بل يتحكم في تعيين أساتذة الجامعات الذين ربما تكون لهم أراء مناهضة لإسرائيل كما هو الحال حينما استعانت جامعة كولومبيا بالبروفيسير الفلسطيني ادوارد سعيد وطالب اللوبي بمعاقبته وطرده حينما أدلى بتصريحات مؤيدة للشعب الفلسطيني. وواجهت مواقف مماثلة جامعات أخرى مثل "برينستون" و شيكاغو وبلغ الأمر إلى أن اللوبي طالب الكونغرس بوضع إلية لمراقبة ما يقوله الأساتذة للطلاب عن إسرائيل.
كاتم الصوت الرئيسي
ولا يكتمل الحديث عن عمل اللوبي دون التطرق لواحد من أقوى الأسلحة وهو الاتهام بمعاداة السامية. فان أي شخص ينتقد أفعال إسرائيل أو يتجرأ على القول بان الجماعات الموالية لإسرائيل تؤثر على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أو حتى مجرد القول بان هناك لوبي إسرائيلي سيجد نفسه موصوما بتهمة معاداة السامية.
وربما لا يكون هناك باعث على الانزعاج إذا كان تأثير اللوبي قاصرا على المساعدات الاقتصادية الأمريكية لإسرائيل – ولكن اللوبي يساعد في تشكيل جوهر السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط كما تمكن بنجاح من إقناع الزعماء الأمريكيين بتأييد التنكيل الإسرائيلي المستمر للفلسطينيين واستهداف خصومها الإقليميين وهم إيران وسوريا والعراق.
ويُعد الإبقاء على التأييد الأمريكي للسياسات الإسرائيلية محور عمل اللوبي لكن طموحاته لا تقف عند ذلك الحد فهو يريد أيضا أن تساعد أمريكا إسرائيل لتبقى القوة الإقليمية المهيمنة.
إسرائيل وحرب العراق
لم يكن الضغط من جانب إسرائيل واللوبي العامل الوحيد وراء القرار الأمريكي مهاجمة العراق في عام 2003 لكنه كان عاملا حاسما.
وهناك بعض الأمريكيين الذين يعتبرونها حربا من اجل البترول ولكن ليس هناك ما يدعم ذلك الزعم. ولكن الدافع وراء الحرب في جانب منه كان الرغبة في توفير مزيد من الأمن لإسرائيل.
يقول PHILIP ZELIKOW الذي شغل وظائف مخابراتية متعددة قبل أن يصبح مستشارا لوزيرة الخارجية كوندوليسا رايس أن التهديد الحقيقي للولايات المتحدة لم يكن من العراق ولكنه كان موجها لإسرائيل.
فقد أوردت صحيفة الواشنطن بوست في أغسطس 2002 أن إسرائيل تحث الأمريكيين على عدم إرجاء شن عملية عسكرية ضد العراق. وكان التعاون الاستراتيجي بين الجانبين قد بلغ آنذاك أبعادا غير مسبوقة كما زودت إسرائيل الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية وتقارير عما لدى العراق من برامح لإنتاج أسلحة الدمار الشامل.
وقد شعر الزعماء الإسرائيليون بالانزعاج الشديد حينما قرر الرئيس بوش اللجوء إلى مجلس الأمن لطلب تخويل شن الحرب على العراق – وانزعجوا أكثر حينما أبدى الرئيس العراقي صدام حسين موافقته على عودة مفتشي الأمم المتحدة إلى بلاده لان من شأن تلك التطورات تبديد فرص بدء الحرب.
عدل سابقا من قبل أبو الوليد في 2008-03-20, 6:51 pm عدل 1 مرات