حركة فتح .. دراسة وتحليل !!
بقلم / فتحي غنَّام
إن حركة .. كحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، بحاجة لدراسة مستفيضة واعية ، و نابعة من خلال عمقها و أبعادها و نظرتها ، و طرحها للأبعاد السياسية المحلية و الإقليمية و القومية و العالمية ، و ماهية حدودها الوطنية الإنسانية ، للوقوف على الجوهر الحقيقي لهذه الحركة ، و ذلك الإدراك حقيقتها و طبيعتها ، محاولة لفهمها لإعطائها حقها بما يتناسب و حجم التضحية و الانجاز ، و تحقيق الكثير من الأهداف الثورية ، التي أكسبت أبناء هذا الوطن بكاريزما فريدة من نوعها ، قد تحققت بفضل الله أولاً ، ثم بعزائم و إصرار و مواصلة جنرالات الفتح العظام ، الذين انتهجوا سبيلاً واضحاً لا غموض فيه ، رسمه لهم أعظم بطل كرزماتي قد استنار بطبيعة الأمور و حجم المسيرة و القوى المتقابلة ، و كافة الأمور المتعلقة بأعدل قضية عرفها التاريخ المعاصر ، و شهدها العالم بأسره ، و شهد الجميع العدو قبل الصديق بعظمة و شموخ هذه الحركة ، التي نبعت وانبعت من قلوب و صدور أبناء الوطن الواحد ، وانبثقت من خلال النظرة الصائبة الواحدة ، بعد أن استنار بنور رباني منير يشع من روحانية الأديان و عمق المسئولية بالمقدسات كافة و على حد سواء ، لأنها الرحاب التي يرفع فيها اسم الله سبحانه و تعالى . و هذا السبيل المصقول و القادر على مواصلة المسيرة التي بدأها و أشعلها و فجرها ، لتكون نبراساً واضحاً و جلياً تجاه تحقيق الأهداف ، كل الأهداف بشكل كامل و تام . و من هنا كان لازماً و من منطق تأدية الأمانة التي عجزت الجبال عن تأديتها ، و حملها الإنسان الجهول ، أن ننصاع لأمر الله سبحانه و تعالى بحمل الأمانة بشكل يحافظ على قدسيتها ، ووفاء للذين حملونا الأمانة و هم مثلجي الصدور ، و كلهم ثقة بأن هذا الشعب على قدر الأمانة ، والحركة هي أمانة في أعناق أبناء الوطن الواحد ، دون أدنى تمييز أو مقارنة من أي جانب .. أمانة في قلوب من أحبوا الوفاء للأكرمين منا ، الذين قدموا دماءهم لينيروا لنا الطريق كي نؤدي الأمانة بشكل يريح مرقدهم الطاهر بإذن الله تعالى .. أمانة للثكلى و الأرامل .. للأطفال الحالمين .. للشيوخ الآملين .. لكل من اتسم بالشخصية الفلسطينية الحرة التي بذلت و ترعرعت في ربوع هذا الوطن ذو السمة الروحانية الندية و المحبة الأخوية النابعة من التشبث بالأرض التي باركها الله الخالق سبحانه و تعالى .. و من خلال المسئولية الكاملة بحمل الأمانة و الإصرار على تأديتها ، لابد أن ندرك جيداً ماهية هذه الحركة و تعمقها الوطني ، ليتفهم الجميع جوهرها الذي يفرض الاحترام و التقدير لها ، و يجعلها عصية عن كل المحاولات اليائسة ، التي يبذلها الاحتلال الصهيوني للنيل منها و تعثيرها و الحد من تأثيرها . إلا أن الضربة التي لا تميتها تزيدها قوة ، و ثورات الشعوب التحررية لا تموت أبداً منذ أول الخليفة أبونا آدم عليه السلام حتى يومنا هذا و الشواهد لا حد لها ... ماهية حركة فتح : (( حركة فتح حركة وطنية ثورية و لعضويتها صفة السرية .. )) تعريف بسيط على مستوى فهم ووعي و إدراك كافة فئات و شرائح شعبنا لأنها ثورتهم التي ينخرطوا في صفوفها من أجل تحقيق الهدف في تحرير الوطن المحتل بكافة أوجه النضال المشروعة للدفاع عن النفس و رد المغتصب لأهله ، و عودة اللاجئين لحقهم و أرضهم و بيوتهم ، ليعيشوا في بيئة ديمقراطية ذات نظام يفسره الشعب من خلال ممارسة حقوقه المشروعة و القانونية بعد التحرر ، كي ما يمارس الجميع حقه في إعادة ما تم احتلاله و السطو عليه ، و هذا الحق لا يقدر أحد أن يعرقله أو يمنع صاحبه من استعادته بغض النظر عن دينه أو اتجاهه أو مذهبه ، المهم أنه يحمل فكرة تحرير الوطن ليعود وحدة واحدة كحق مشروع و شرعي للفلسطينيين على حد سواء دون النظر لأي زوايا أخرى .. فحركة فتح هي حركة وطنية خالصة ، ولا مجال لغير هذه النظرة وهذا الاتجاه من الفرض أو الوصاية عليها أبداً ، لأنها اختصت بالوطنية التي تخص كافة أطياف الشعب لتصهرهم في إطار واحد اسمه هيكل ، هذا الهيكل يمثل الإطار الذي يجمعهم لتحقيق الأهداف المتوخاة .. فأبناء فلسطين قاطبة تنادوا بكل مسئولية ليكونوا في إطار واحد ، هذا الإطار له من الرؤية الشمولية ، و النظرة الثاقبة و الصائبة في تحرير الوطن المحتل ، و إعادة الحقوق لأصحابها و إقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف ، و للشعب تقرير المصير في ما بعد ممارسة العملية الديمقراطية بهذا التقرير ، ليتعايش الجميع برفاهية و اطمئنان تحت راية الأمن و الأمان و تحقيق التطلعات و الآمال ... فكانت حركة فتح هي الإطار الذي اختاره السواد الأعظم من الشعب الفلسطيني بعد التيقن من سدادة هذه الحركة ، وعملها المتواصل في النضال للوصول إلى المبتغى ، فعلى سبيل المثال لا الحصر نقول : (( لو كانت مجموعة من الناس في غرفة مغلقة ما ، و اشتعلت ناراً في هذه الغرفة ... فعلى من تقع المسئولية في إطفاء هذه النيران ، التي تهدد حياة الجميع في هذه الغرفة .. فالمسئولية إذاً تقع على الجميع لأن الخطر يهدد و يداهم الجميع دون أن يفرق بينهم أو يصنفهم أو يفرق في المعاملة بينهم ... )) لذا كان حتما أن تجمع حركة فتح كافة الشعب الفلسطيني لأن الظلم واقع عليه مباشرة ، و لا تستطيع أي قوة مهما بلغت و تعاظمت أن تحرم أحد من المقاومة و النضال لتحرير وطنه و استعادة حقوقه ، لأنه شريك .. شراكة المناصفة في الأرض و الهم و العذابات و محاولات التغييب و الطمس و التهويد ، و هو المعرض للقهر و الحصار و الإغلاق و الاعتقال و الاستشهاد ، و كافة أصناف الظلم و العنجهية ... لذلك انطلقت رؤية الحركة في إشراك الجميع في عملية التحرير ، من خلال الثورة العارمة ، فهي حركة وطنية للجميع و منهجها ثوري بحت و العضو الذي ينتمي لها لابد أن يتمتع بصفات خاصة في مكارم الأخلاق و حسن المسيرة و السيرة ، و يضع مصلحة الأنا تحت مطارق الجميع متمتعاً بالسرية التامة ، التي تضمن له الصيرورة و الديمومة و الاستمرارية ، لتحقيق الأهداف بشكل كامل .. و السرية صفة حبذها الإسلام و كافة الديانات لضمان استمرار دعوة الأنبياء عليهم السلام لعبادة الله سبحانه و تعالى و تأدية الرسالة و هذا العمل يتطلب السرية ، و سيرة الأنبياء تدلل بالدليل القاطع على ترسيخ نهج السرية إبان دعوة الأنبياء جميعاً فالإنسان مكلف بالسرية و ممارساتها في قضاء كل الحوائج ( و استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان .. ) لماذا فتح ..؟؟ سؤال وجيه و منطقي .. لقد عجت الساحة العربية و العالمية بالأحزاب و الحركات و الاتجاهات الكثيرة ، و نادت بتحرير فلسطين و لكن سرعان ما تنكشف النوايا ، و تُفضح المزاعم ، و تظهر الحقيقة ليتبصر الجميع أن هذه الحركات و هذه الأحزاب تتبع لأنظمة لها رؤيتها الخاصة ، و ما طرحته بالنسبة لتحرير فلسطين ما كان إلا درء الرمال في العيون ، وأكذوبة هدفها بغية امتصاص النقمة التي يحملها الجيل ، و تفريغها بشكل يضمن عدم التحرك تجاه خطوات تحريرية لا يسيطر عليها أحد ، رافضة كل أشكال الوصاية و التبعية لتحافظ على التوجه الفلسطيني الصادق في تحرير الأرض المغتصبة و تحرير الإنسان الفلسطيني ، بشكل يضمن كافة حقوقه و يحافظ على هويته المستقلة و توجهاته الفلسطينية و بالفعل تم الكشف عن الاتجاه الصحيح الذي يصيب الجرح مباشرة ، و يحقق الهدف بدقة و جدارة ، فكان هذا الاتجاه حركة فتح التي عبرت عن الكم الوطني كلٌ بأحلامه و آماله و آلامه و تطلعاته و رؤيته ، و أصبحت الحلم الذي خالج كل النفوس ، و هاتف كل الأرواح و هذه المنطلقات مجتمعة .. وتم اختيار حركة فتح للأسباب الآتية : * أعطت الحق الشرعي لكافة فئات و اتجاهات الشعب دون أدنى استثناء .. * لأنها المنطق المناسب للظروف و الحالة الفلسطينية و تتماشى مع التطلعات الوطنية الثورية و تنسجم معها .. * إيمانها بالقيادة الجماعية و عدم التفرد مهما كانت الظروف .. * الضمان الوحيد الصادق و القادر على تحقيق الأهداف من خلال الكم الوطني انطلاقاً من الإيمان بعدالة القضية و حتمية النصر بعد الإيمان بالله سبحانه و تعالى .. * لحجم إيمان هذه الحركة بقدسية العضو و أهميته ، و ينبع هذا الإيمان من خلال أن هذا العضو هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع الديمقراطي المتحضر ، و الذي يكفل رفاهية الجميع * لأن الحركة تتألف من جسم واحد متكامل ، بقيادة واحدة تتكافأ فيها الحقوق و الواجبات، و تتوزع المسئوليات وفق أنظمة الحركة و لوائحها .. * لأن هذه الحركة تنطلق للعمل من خلال قيادة فلسطينية مستقلة ذات إرادة حرة في التفكير و القول و العمل و تبقى القيادة في يد الشعب الفلسطيني رافضة الوصاية و التبعية و الرضوخ .. * لإيمانها بعملية النقد الذاتي و البناء الذي يضمن تحقيق الديمقراطية و تصحيح المسار إذا ما انحرف قيد أنملة عن مساره .. * لإيمانها بتحرير فلسطين تحريراً كاملاً عبر الإيمان بمنهج المرحلية التي تنطلق من المصلحة الوطنية العامة لضمان الديمقراطية التي ترسخها الجماهير .. * لأن حركة فتح فلسطينية المنطلق عربية العمق ، عالمية الأبعاد و هي الطليعة في عملية المقاومة و التحرر لأنها رأس الحربة ، و العمق و البعد هو الجسد الذي يقوي هذا الرأس في معركة التحرر الوطني .. * لأن الحركة وضحت و بينت بشكل مباشر وواضح أن نضال الشعب الفلسطيني جزء من النضال المشترك لشعوب العالم ضد قوى الاستعمار و الاستعباد .. * لأن فتح ارتأت أن معركة التحرر هي واجب قومي أيضاً إلى جانب التوجه و المسيرة الفلسطينية و هذا الأمر يصور مدى التلاحم الفلسطيني القومي العربي الإسلامي .. * لأن الحركة ترفض كل المشاريع و الاتفاقات التي عقدت و التي ستعقد إن استهدفت حق الشعب الفلسطيني أو انتقصته .. * لأن حركة فتح حددت الوسيلة النضالية التي ستخوض بها معركة التحرر ، فانتهجت الكفاح المسلح طويل الأمد من خلال حرب التحرير الشعبية لجدارتها و قدرتها على التعامل مع هذه الطبيعة من المقاومة . * عمدت الحركة على المحافظة على أبناء الشعب من ترسبات الاستعمار و الاحتلال و حمايتهم من كل ما يستهدفهم ، و رعاية المرأة و إعطائها حقها كاملاً غير منقوص ابتداء بالنضال و المقاومة جنباً إلى جنب مع الرجل ، لضمان عدم إجحاف الحقوق .. و انتهاء بالحفاظ على أنوثتها و حرمتها و شخصيتها .. * إيمان الحركة أن الوجود الإسرائيلي في فلسطين هو غزو صهيوني عدواني ، و قاعدته استعمارية توسعية و حليف طبيعي .. * لأن الحركة عملت بكل طاقاتها على الشخصية الفلسطينية و الهوية الفلسطينية ، و دافعت الدفاع المستميت عن القرار الفلسطيني المستقل ، لضمان إزالة أدنى الشوائب أو التأثرات الخارجية .. * لأن الحركة صنفت الصهيونية بأنها حركة عنصرية استعمارية عدوانية في الفكر و الأهداف و التنظيم و الأسلوب .. * فتح هي صمام الأمان للثوابت الفلسطينية كاملة و غير منقوصة ، و هي الرقم الذي لا يقبل القسمة مطلقاً .. * لأن الحركة تنادي بالمشاركة الفعالة في تحقيق أهداف الأمة العربية في تحرير أقطارها و بناء المجتمع العربي التقدمي الموحد ، و مساندة الشعوب المضطهدة في كفاحها لتحرير أوطانها و تقرير مصيرها من أجل بناء صرح السلام على أسس عادلة .. * لأن فتح تؤمن ببناء مجتمع تقدمي يضمن حقوق الإنسان و يكفل الحريات العامة لكافة المواطنين في ظل دولة فلسطينية يقرر توجهها أبناء الشعب الفلسطيني من خلال ممارسة الديمقراطية المطلقة .. * لأن حركة فتح نادت و أكدت على أن الجماهير هي التي تخوض الثورة و تقوم بالتحرر وهي صاحبة الأرض و مالكة فلسطين تطبيقاً للمفهوم الذي يقول الأرض للسواعد الثورية التي تحررها و لمن عليها ، و كافة فئات شعبنا تساهم في عملية التحرير داخلياً و خارجياً و كل حسب إمكانياته و طاقاته ، لأن وسائل العملية التحررية متعددة و متنوعة و شاملة لعدم حرمان أحد من عملية المشاركة الفعلية .. فالدعاء أسلوب ، و الدعم أسلوب ... عداك عن التواصل و الاطلاع و المدافعة و تفهم الموقف ، فهذا كله منبثق من أشكال عملية النضال و المقاومة كيف أُنشأت حركة فتح : بعد هجرة الشعب الفلسطيني من أرضه جراء الهجمة الصهيونية الآثمة و تحالف قوى الاستعمار و البغي العالمي ، ووسط الصمت العربي الرهيب الواجم ، ارتأت مجموعة من كوادر الشعب الفلسطيني حاملين الهم الفلسطيني ، و لديهم الرؤية الصائبة في استعادة الحقوق و تحقيق الأهداف ، ليعلنوا عن مولد ضمير الأمة حامية المشروع الفلسطيني ، ذات الشخصية و الهوية و الوجه الفلسطيني واضح المعالم .. فلقد تأسست الحركة بعد التقاء الألوية الثورية التي تعبَّت بضمير الأمة و مصلحتها ، و التي تكونت في كافة أنحاء العالم و ذلك بالشكل الفعلي و العملي سنة 1957 م ، و بدأت عملية البناء و التأطير و العمل الدءوب المتواصل حتى تم الإعلان عن الحركة في 1/1/1965م و ذلك بتفجير نفق عيلبون الذي كان مبتغاه تحويل مجرى مياه الأردن و الروافد الأخرى و توجيها لصحراء النقب لبناء الوحدات السكنية و الحياتية اللازمة لجلب المستعمرين المستوطنين الدخلاء على هذه الأرض ، و هذا الحدث الوطني الثوري يخرج وسط الصمت القاتل و الحيرة في المواقف و الاختلاف في التوجهات صوتاً رهيباً يوقظ الضمائر و يبعث الأمل في القلوب ، ليتربع على عرش المقاومة لنيل الحقوق كاملة و استعادتها ، و قد مرت الحركة بمراحل عدة حتى استطاعت الانطلاق و ضمنت الاستمرار و الديمومة و المواصلة و هذه المرحلة نختصرها فيما يلي : • رابطة الطلبة الفلسطينيين في مصر كان لها أثر كبير جداً حيث التقى الطلاب الذين اجتمعوا بسبب مواصلة الدراسة و التعليم في الجامعات المصرية فولدت لديهم الفكرة و تنامت مع أحلامهم و قدرتهم على العطاء و النشوة التي تعلوهم في النصر و التحرر في إنشاء حركة تحرر وطني ، تقوم على أسس واضحة و تنطلق من أهداف محددة ، و تستخدم أساليب متاحة قدر الإمكانيات و مشروعة ، لتكون قادرة على الاستمرارية لأنها صفتها ، و المضي قدماً تجاه الهدف الأسمى و ما ينطوي أسفله من أسمى المعاني و أرقاها .. • قامت المجموعات الفدائية التأسيسية في الكويت بعقد اجتماعاً تأسيسياً سنة 1957م برئاسة ياسر عرفات لوضع الخطوط العريضة و المنطلقات الثورية الأولى للعمل التنظيمي و المسيرة الثورية ، و ترسيخ القواعد الأساسية الأولى لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح .. • تم التأكيد على أن الإطار الذي تم اختياره ليحقق الأهداف و ذلك 1958م بأنه حركة تحرر وطني و ليست حزباً و لا رابطة و لا غيره فهي ليست لفئة بعينها أو لشريحة بذاتها و ليست مقصورة على البعض ، إنما تحمل في طياتها كل أطياف الشعب بفئاته و أطيافه و شرائحه ، لتجتمع على هدف التحرر و العودة ، و حينها كانت الولادة فتم استخلاص حرف الحاء من حركة و التاء من تحرر و الفاء من فلسطين لتصبح حتف ، و لإدراك أن هذه الكلمة تعني الموت و الهلاك و لا يجوز البدء بها كونها تعبر عن ثورة تفتح و تشق الدرب نحو الهدف الأعظم و الأكبر ، إذاً كان لازماً قلب هذه الكلمة لتصبح ... (( فتح )) ..
بقلم / فتحي غنَّام
إن حركة .. كحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، بحاجة لدراسة مستفيضة واعية ، و نابعة من خلال عمقها و أبعادها و نظرتها ، و طرحها للأبعاد السياسية المحلية و الإقليمية و القومية و العالمية ، و ماهية حدودها الوطنية الإنسانية ، للوقوف على الجوهر الحقيقي لهذه الحركة ، و ذلك الإدراك حقيقتها و طبيعتها ، محاولة لفهمها لإعطائها حقها بما يتناسب و حجم التضحية و الانجاز ، و تحقيق الكثير من الأهداف الثورية ، التي أكسبت أبناء هذا الوطن بكاريزما فريدة من نوعها ، قد تحققت بفضل الله أولاً ، ثم بعزائم و إصرار و مواصلة جنرالات الفتح العظام ، الذين انتهجوا سبيلاً واضحاً لا غموض فيه ، رسمه لهم أعظم بطل كرزماتي قد استنار بطبيعة الأمور و حجم المسيرة و القوى المتقابلة ، و كافة الأمور المتعلقة بأعدل قضية عرفها التاريخ المعاصر ، و شهدها العالم بأسره ، و شهد الجميع العدو قبل الصديق بعظمة و شموخ هذه الحركة ، التي نبعت وانبعت من قلوب و صدور أبناء الوطن الواحد ، وانبثقت من خلال النظرة الصائبة الواحدة ، بعد أن استنار بنور رباني منير يشع من روحانية الأديان و عمق المسئولية بالمقدسات كافة و على حد سواء ، لأنها الرحاب التي يرفع فيها اسم الله سبحانه و تعالى . و هذا السبيل المصقول و القادر على مواصلة المسيرة التي بدأها و أشعلها و فجرها ، لتكون نبراساً واضحاً و جلياً تجاه تحقيق الأهداف ، كل الأهداف بشكل كامل و تام . و من هنا كان لازماً و من منطق تأدية الأمانة التي عجزت الجبال عن تأديتها ، و حملها الإنسان الجهول ، أن ننصاع لأمر الله سبحانه و تعالى بحمل الأمانة بشكل يحافظ على قدسيتها ، ووفاء للذين حملونا الأمانة و هم مثلجي الصدور ، و كلهم ثقة بأن هذا الشعب على قدر الأمانة ، والحركة هي أمانة في أعناق أبناء الوطن الواحد ، دون أدنى تمييز أو مقارنة من أي جانب .. أمانة في قلوب من أحبوا الوفاء للأكرمين منا ، الذين قدموا دماءهم لينيروا لنا الطريق كي نؤدي الأمانة بشكل يريح مرقدهم الطاهر بإذن الله تعالى .. أمانة للثكلى و الأرامل .. للأطفال الحالمين .. للشيوخ الآملين .. لكل من اتسم بالشخصية الفلسطينية الحرة التي بذلت و ترعرعت في ربوع هذا الوطن ذو السمة الروحانية الندية و المحبة الأخوية النابعة من التشبث بالأرض التي باركها الله الخالق سبحانه و تعالى .. و من خلال المسئولية الكاملة بحمل الأمانة و الإصرار على تأديتها ، لابد أن ندرك جيداً ماهية هذه الحركة و تعمقها الوطني ، ليتفهم الجميع جوهرها الذي يفرض الاحترام و التقدير لها ، و يجعلها عصية عن كل المحاولات اليائسة ، التي يبذلها الاحتلال الصهيوني للنيل منها و تعثيرها و الحد من تأثيرها . إلا أن الضربة التي لا تميتها تزيدها قوة ، و ثورات الشعوب التحررية لا تموت أبداً منذ أول الخليفة أبونا آدم عليه السلام حتى يومنا هذا و الشواهد لا حد لها ... ماهية حركة فتح : (( حركة فتح حركة وطنية ثورية و لعضويتها صفة السرية .. )) تعريف بسيط على مستوى فهم ووعي و إدراك كافة فئات و شرائح شعبنا لأنها ثورتهم التي ينخرطوا في صفوفها من أجل تحقيق الهدف في تحرير الوطن المحتل بكافة أوجه النضال المشروعة للدفاع عن النفس و رد المغتصب لأهله ، و عودة اللاجئين لحقهم و أرضهم و بيوتهم ، ليعيشوا في بيئة ديمقراطية ذات نظام يفسره الشعب من خلال ممارسة حقوقه المشروعة و القانونية بعد التحرر ، كي ما يمارس الجميع حقه في إعادة ما تم احتلاله و السطو عليه ، و هذا الحق لا يقدر أحد أن يعرقله أو يمنع صاحبه من استعادته بغض النظر عن دينه أو اتجاهه أو مذهبه ، المهم أنه يحمل فكرة تحرير الوطن ليعود وحدة واحدة كحق مشروع و شرعي للفلسطينيين على حد سواء دون النظر لأي زوايا أخرى .. فحركة فتح هي حركة وطنية خالصة ، ولا مجال لغير هذه النظرة وهذا الاتجاه من الفرض أو الوصاية عليها أبداً ، لأنها اختصت بالوطنية التي تخص كافة أطياف الشعب لتصهرهم في إطار واحد اسمه هيكل ، هذا الهيكل يمثل الإطار الذي يجمعهم لتحقيق الأهداف المتوخاة .. فأبناء فلسطين قاطبة تنادوا بكل مسئولية ليكونوا في إطار واحد ، هذا الإطار له من الرؤية الشمولية ، و النظرة الثاقبة و الصائبة في تحرير الوطن المحتل ، و إعادة الحقوق لأصحابها و إقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف ، و للشعب تقرير المصير في ما بعد ممارسة العملية الديمقراطية بهذا التقرير ، ليتعايش الجميع برفاهية و اطمئنان تحت راية الأمن و الأمان و تحقيق التطلعات و الآمال ... فكانت حركة فتح هي الإطار الذي اختاره السواد الأعظم من الشعب الفلسطيني بعد التيقن من سدادة هذه الحركة ، وعملها المتواصل في النضال للوصول إلى المبتغى ، فعلى سبيل المثال لا الحصر نقول : (( لو كانت مجموعة من الناس في غرفة مغلقة ما ، و اشتعلت ناراً في هذه الغرفة ... فعلى من تقع المسئولية في إطفاء هذه النيران ، التي تهدد حياة الجميع في هذه الغرفة .. فالمسئولية إذاً تقع على الجميع لأن الخطر يهدد و يداهم الجميع دون أن يفرق بينهم أو يصنفهم أو يفرق في المعاملة بينهم ... )) لذا كان حتما أن تجمع حركة فتح كافة الشعب الفلسطيني لأن الظلم واقع عليه مباشرة ، و لا تستطيع أي قوة مهما بلغت و تعاظمت أن تحرم أحد من المقاومة و النضال لتحرير وطنه و استعادة حقوقه ، لأنه شريك .. شراكة المناصفة في الأرض و الهم و العذابات و محاولات التغييب و الطمس و التهويد ، و هو المعرض للقهر و الحصار و الإغلاق و الاعتقال و الاستشهاد ، و كافة أصناف الظلم و العنجهية ... لذلك انطلقت رؤية الحركة في إشراك الجميع في عملية التحرير ، من خلال الثورة العارمة ، فهي حركة وطنية للجميع و منهجها ثوري بحت و العضو الذي ينتمي لها لابد أن يتمتع بصفات خاصة في مكارم الأخلاق و حسن المسيرة و السيرة ، و يضع مصلحة الأنا تحت مطارق الجميع متمتعاً بالسرية التامة ، التي تضمن له الصيرورة و الديمومة و الاستمرارية ، لتحقيق الأهداف بشكل كامل .. و السرية صفة حبذها الإسلام و كافة الديانات لضمان استمرار دعوة الأنبياء عليهم السلام لعبادة الله سبحانه و تعالى و تأدية الرسالة و هذا العمل يتطلب السرية ، و سيرة الأنبياء تدلل بالدليل القاطع على ترسيخ نهج السرية إبان دعوة الأنبياء جميعاً فالإنسان مكلف بالسرية و ممارساتها في قضاء كل الحوائج ( و استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان .. ) لماذا فتح ..؟؟ سؤال وجيه و منطقي .. لقد عجت الساحة العربية و العالمية بالأحزاب و الحركات و الاتجاهات الكثيرة ، و نادت بتحرير فلسطين و لكن سرعان ما تنكشف النوايا ، و تُفضح المزاعم ، و تظهر الحقيقة ليتبصر الجميع أن هذه الحركات و هذه الأحزاب تتبع لأنظمة لها رؤيتها الخاصة ، و ما طرحته بالنسبة لتحرير فلسطين ما كان إلا درء الرمال في العيون ، وأكذوبة هدفها بغية امتصاص النقمة التي يحملها الجيل ، و تفريغها بشكل يضمن عدم التحرك تجاه خطوات تحريرية لا يسيطر عليها أحد ، رافضة كل أشكال الوصاية و التبعية لتحافظ على التوجه الفلسطيني الصادق في تحرير الأرض المغتصبة و تحرير الإنسان الفلسطيني ، بشكل يضمن كافة حقوقه و يحافظ على هويته المستقلة و توجهاته الفلسطينية و بالفعل تم الكشف عن الاتجاه الصحيح الذي يصيب الجرح مباشرة ، و يحقق الهدف بدقة و جدارة ، فكان هذا الاتجاه حركة فتح التي عبرت عن الكم الوطني كلٌ بأحلامه و آماله و آلامه و تطلعاته و رؤيته ، و أصبحت الحلم الذي خالج كل النفوس ، و هاتف كل الأرواح و هذه المنطلقات مجتمعة .. وتم اختيار حركة فتح للأسباب الآتية : * أعطت الحق الشرعي لكافة فئات و اتجاهات الشعب دون أدنى استثناء .. * لأنها المنطق المناسب للظروف و الحالة الفلسطينية و تتماشى مع التطلعات الوطنية الثورية و تنسجم معها .. * إيمانها بالقيادة الجماعية و عدم التفرد مهما كانت الظروف .. * الضمان الوحيد الصادق و القادر على تحقيق الأهداف من خلال الكم الوطني انطلاقاً من الإيمان بعدالة القضية و حتمية النصر بعد الإيمان بالله سبحانه و تعالى .. * لحجم إيمان هذه الحركة بقدسية العضو و أهميته ، و ينبع هذا الإيمان من خلال أن هذا العضو هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع الديمقراطي المتحضر ، و الذي يكفل رفاهية الجميع * لأن الحركة تتألف من جسم واحد متكامل ، بقيادة واحدة تتكافأ فيها الحقوق و الواجبات، و تتوزع المسئوليات وفق أنظمة الحركة و لوائحها .. * لأن هذه الحركة تنطلق للعمل من خلال قيادة فلسطينية مستقلة ذات إرادة حرة في التفكير و القول و العمل و تبقى القيادة في يد الشعب الفلسطيني رافضة الوصاية و التبعية و الرضوخ .. * لإيمانها بعملية النقد الذاتي و البناء الذي يضمن تحقيق الديمقراطية و تصحيح المسار إذا ما انحرف قيد أنملة عن مساره .. * لإيمانها بتحرير فلسطين تحريراً كاملاً عبر الإيمان بمنهج المرحلية التي تنطلق من المصلحة الوطنية العامة لضمان الديمقراطية التي ترسخها الجماهير .. * لأن حركة فتح فلسطينية المنطلق عربية العمق ، عالمية الأبعاد و هي الطليعة في عملية المقاومة و التحرر لأنها رأس الحربة ، و العمق و البعد هو الجسد الذي يقوي هذا الرأس في معركة التحرر الوطني .. * لأن الحركة وضحت و بينت بشكل مباشر وواضح أن نضال الشعب الفلسطيني جزء من النضال المشترك لشعوب العالم ضد قوى الاستعمار و الاستعباد .. * لأن فتح ارتأت أن معركة التحرر هي واجب قومي أيضاً إلى جانب التوجه و المسيرة الفلسطينية و هذا الأمر يصور مدى التلاحم الفلسطيني القومي العربي الإسلامي .. * لأن الحركة ترفض كل المشاريع و الاتفاقات التي عقدت و التي ستعقد إن استهدفت حق الشعب الفلسطيني أو انتقصته .. * لأن حركة فتح حددت الوسيلة النضالية التي ستخوض بها معركة التحرر ، فانتهجت الكفاح المسلح طويل الأمد من خلال حرب التحرير الشعبية لجدارتها و قدرتها على التعامل مع هذه الطبيعة من المقاومة . * عمدت الحركة على المحافظة على أبناء الشعب من ترسبات الاستعمار و الاحتلال و حمايتهم من كل ما يستهدفهم ، و رعاية المرأة و إعطائها حقها كاملاً غير منقوص ابتداء بالنضال و المقاومة جنباً إلى جنب مع الرجل ، لضمان عدم إجحاف الحقوق .. و انتهاء بالحفاظ على أنوثتها و حرمتها و شخصيتها .. * إيمان الحركة أن الوجود الإسرائيلي في فلسطين هو غزو صهيوني عدواني ، و قاعدته استعمارية توسعية و حليف طبيعي .. * لأن الحركة عملت بكل طاقاتها على الشخصية الفلسطينية و الهوية الفلسطينية ، و دافعت الدفاع المستميت عن القرار الفلسطيني المستقل ، لضمان إزالة أدنى الشوائب أو التأثرات الخارجية .. * لأن الحركة صنفت الصهيونية بأنها حركة عنصرية استعمارية عدوانية في الفكر و الأهداف و التنظيم و الأسلوب .. * فتح هي صمام الأمان للثوابت الفلسطينية كاملة و غير منقوصة ، و هي الرقم الذي لا يقبل القسمة مطلقاً .. * لأن الحركة تنادي بالمشاركة الفعالة في تحقيق أهداف الأمة العربية في تحرير أقطارها و بناء المجتمع العربي التقدمي الموحد ، و مساندة الشعوب المضطهدة في كفاحها لتحرير أوطانها و تقرير مصيرها من أجل بناء صرح السلام على أسس عادلة .. * لأن فتح تؤمن ببناء مجتمع تقدمي يضمن حقوق الإنسان و يكفل الحريات العامة لكافة المواطنين في ظل دولة فلسطينية يقرر توجهها أبناء الشعب الفلسطيني من خلال ممارسة الديمقراطية المطلقة .. * لأن حركة فتح نادت و أكدت على أن الجماهير هي التي تخوض الثورة و تقوم بالتحرر وهي صاحبة الأرض و مالكة فلسطين تطبيقاً للمفهوم الذي يقول الأرض للسواعد الثورية التي تحررها و لمن عليها ، و كافة فئات شعبنا تساهم في عملية التحرير داخلياً و خارجياً و كل حسب إمكانياته و طاقاته ، لأن وسائل العملية التحررية متعددة و متنوعة و شاملة لعدم حرمان أحد من عملية المشاركة الفعلية .. فالدعاء أسلوب ، و الدعم أسلوب ... عداك عن التواصل و الاطلاع و المدافعة و تفهم الموقف ، فهذا كله منبثق من أشكال عملية النضال و المقاومة كيف أُنشأت حركة فتح : بعد هجرة الشعب الفلسطيني من أرضه جراء الهجمة الصهيونية الآثمة و تحالف قوى الاستعمار و البغي العالمي ، ووسط الصمت العربي الرهيب الواجم ، ارتأت مجموعة من كوادر الشعب الفلسطيني حاملين الهم الفلسطيني ، و لديهم الرؤية الصائبة في استعادة الحقوق و تحقيق الأهداف ، ليعلنوا عن مولد ضمير الأمة حامية المشروع الفلسطيني ، ذات الشخصية و الهوية و الوجه الفلسطيني واضح المعالم .. فلقد تأسست الحركة بعد التقاء الألوية الثورية التي تعبَّت بضمير الأمة و مصلحتها ، و التي تكونت في كافة أنحاء العالم و ذلك بالشكل الفعلي و العملي سنة 1957 م ، و بدأت عملية البناء و التأطير و العمل الدءوب المتواصل حتى تم الإعلان عن الحركة في 1/1/1965م و ذلك بتفجير نفق عيلبون الذي كان مبتغاه تحويل مجرى مياه الأردن و الروافد الأخرى و توجيها لصحراء النقب لبناء الوحدات السكنية و الحياتية اللازمة لجلب المستعمرين المستوطنين الدخلاء على هذه الأرض ، و هذا الحدث الوطني الثوري يخرج وسط الصمت القاتل و الحيرة في المواقف و الاختلاف في التوجهات صوتاً رهيباً يوقظ الضمائر و يبعث الأمل في القلوب ، ليتربع على عرش المقاومة لنيل الحقوق كاملة و استعادتها ، و قد مرت الحركة بمراحل عدة حتى استطاعت الانطلاق و ضمنت الاستمرار و الديمومة و المواصلة و هذه المرحلة نختصرها فيما يلي : • رابطة الطلبة الفلسطينيين في مصر كان لها أثر كبير جداً حيث التقى الطلاب الذين اجتمعوا بسبب مواصلة الدراسة و التعليم في الجامعات المصرية فولدت لديهم الفكرة و تنامت مع أحلامهم و قدرتهم على العطاء و النشوة التي تعلوهم في النصر و التحرر في إنشاء حركة تحرر وطني ، تقوم على أسس واضحة و تنطلق من أهداف محددة ، و تستخدم أساليب متاحة قدر الإمكانيات و مشروعة ، لتكون قادرة على الاستمرارية لأنها صفتها ، و المضي قدماً تجاه الهدف الأسمى و ما ينطوي أسفله من أسمى المعاني و أرقاها .. • قامت المجموعات الفدائية التأسيسية في الكويت بعقد اجتماعاً تأسيسياً سنة 1957م برئاسة ياسر عرفات لوضع الخطوط العريضة و المنطلقات الثورية الأولى للعمل التنظيمي و المسيرة الثورية ، و ترسيخ القواعد الأساسية الأولى لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح .. • تم التأكيد على أن الإطار الذي تم اختياره ليحقق الأهداف و ذلك 1958م بأنه حركة تحرر وطني و ليست حزباً و لا رابطة و لا غيره فهي ليست لفئة بعينها أو لشريحة بذاتها و ليست مقصورة على البعض ، إنما تحمل في طياتها كل أطياف الشعب بفئاته و أطيافه و شرائحه ، لتجتمع على هدف التحرر و العودة ، و حينها كانت الولادة فتم استخلاص حرف الحاء من حركة و التاء من تحرر و الفاء من فلسطين لتصبح حتف ، و لإدراك أن هذه الكلمة تعني الموت و الهلاك و لا يجوز البدء بها كونها تعبر عن ثورة تفتح و تشق الدرب نحو الهدف الأعظم و الأكبر ، إذاً كان لازماً قلب هذه الكلمة لتصبح ... (( فتح )) ..