ورد إسم جنين في المخطوطات المصرية و البابلية الأشورية القديمة و وردت في التوراة و الإنجيل بإسمي جاميم و حاميم أي الباستين و جنين مدينة عريقة لايضاهيها في قدمها سوى أريحا ونابلس والقدس، أسست المدينة حوالي سنة 2540 قبل الميلاد وتقع شمال القدس وكان الرومان قد إستبدلوا اسمها بجانين ثم استبدله المسلمون بجنين وتعتبر جنين خامس مدينة مقدسة عند المسيحيين لأن سيدنا عيسى عليه السلام عالج 10 مصابين بداء البرص في محيطها. واجهت المدينة العديد من الكوارث منذ تأسيسها فقد أصيبت بالطاعون ثم بهزة أرضية عام 1799 ثم إستعمرتها بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى إلى حدودعام 1948 حيث بقيت جنين تحت سيادة العرب والمسلمين بعد أن إحتل اليهود أجزاء من فلسطين. ويعود الفضل في ذلك إلى صمود و بسالة أهلها حيث إستشهد عدد منهم في مواجهة الإحتلال. و بعد خسارة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى قاد الشيخ عز الدين القسام الثورة ضد البريطانيين والصهاينة و شارك أبناء المدينة في الإضراب العام الذي إستمر ستة أشهر في ثورة 1986 و التي بدأت بالإضرابات و تطورت إلى مواجهات مما دفع بالقوات البريطانية إلى تجنب المرور بجنين نتيجة المقاومة الشرسة التي وصلت إلى حد قتل علي أبو عين من قباطيا لحاكمها البريطاني في دار الحكومة عام 1938 بعد هذه الحملة الجريئة بدأت القوات البريطانية حملة إرهابية على جنين تخللها القصف الكثيف و الإعدامات و المحاصرات و إستخدمت بريطانيا جميع الأساليب اللاإنسانية ضد اهل المدينة. بعد خروج الجنود البريطانيين و زرعهم لسرطان الكيان الصهيوني في فلسطين، قام هذا الأخير بمحاولات عدة لإحتلال جنين باءت كلها بالفشل و كان أشرسها في 3 من حزيران يوليوز 1948 حيث حاصر حوالي 4 آلاف جندي صهيوني و ضيقوا الخناق على حوالي ثلاثمائة فلسطيني مسلحين بأسلحة فردية بدائية و قام الصهاينة بقصف جنين بقدائف بريطانية بشدة لكن المقاومين رفضوا الإستسلام، إلى أن وصلت نجدة من عشرات المجاهدين العرب و دارت معركة عنيفة مع الصهاينة و لم يمض يوم واحد من العدوان حتى تمكن المجاهدون رغم قلتهم من دحر العصابات الإرهابية الصهيونية عن المدينة، فضلا عن تكبيدها خسائر بشرية و مادية فادحة.
إثر نكبة 1948 إحتضنت جنين الفلسطينيين الذين هجرتهم العصابات الصهيونية عن أراضيهم و إستقر هؤلاء في محيط المدينة في مخيم بات يطلق عليه إسم "مخيم جنين" و يمكن القول أن هذا المخيم لملم أشلاء فلسطين المتناثرة بفعل التهجير ليجعل منها فلسطين صغيرة تأبى مهما كانت التحديات العودة إلى نكبة جديدة مهما بلغت التضحيات و إنطلاقا من جنين و بعد إنتهاء الهدنة الأولى من تموز يوليو 1964 تمكن المجاهدون الفلسطينيون و من ساندهخم من العرب من تحرير المناطق المجاورة من العصابات الصهيونية و دب الرعب في المستعمرين و تأهبوا للفرار من المناطق التي إحتلوها مسبقا لو لم تعلن الهدنة الجديدة. و بعد إجتياح العدو الصهيوني للأراضي الفلسطينية عام 1967 تحولت جنين لمركز أطماع المحتل: أولا لموقعها الإستراتيجي الهام الذي يربط نابلس، بيسان، الناصرة و حيفا بعضها ببعض. ثانيا بكثافتها السكانية التي أخدت تهدد بزحفها على المستوطنات المجاورة و هذا ما جعل من جنين و مخيمها شوكة في عين السياسة الإستيطانية الصهيونية.
سلطات الإحتلال عمدت إلى حل المشكل بزرع مستوطنات حددت مواقعها بدقة بهدف السيطرة على مفارق الطرق الإستراتيجية، و وصل مستوطنات العدو و تكثيف الإستيطان لإيجاد سيطرة صهيونية على المناطق العربية لكن بسبب تضاريس المنطقة غير الصالحة للسكن لم يتشجع الصهاينة بسكن على هذه المستوطنات وأطلق عليها في ما بعد بمستوطنة الأشباح لندرة ساكنيها لذا فإن سلطات للإحتلال شجعت و ما تزال تشجع الإستيطان هناك بتوجيه الإستثمارات إليها و تحويلها إلى مناطق إقتصادية و سياحية مغرية بهدف تحقيق أكبر سيطرة صهيونية على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الزراعية.
تحولت المستوطنات إلى أحزمة حول المدن الفلسطينية فخنقت توسعاتها و قطعت أوصالها لذا فإنك ترى في تلك المنطقة و أمثالها مستوطنات قد تداخلت في بطون المدن الفلسطينية، لكن إذا إستطاع الإحتلال أن يطوق مخيم جنين و منطقته بالمستوطنات فإنه لم يستطع أن يطوق تاريخه النضالي و وهجة الثورة المتحركة في نفوس أبناءه ضد الإحتلال و إذا كان موقع جنين شوكة في أعين الصهاينة. فإن جهاد المخيم و نضاله تحول إلى مغرز في هذه الأعين حيث عجز الإحتلال عن تطويع المخيم خلال إحتلاله و بعده.
إثر نكبة 1948 إحتضنت جنين الفلسطينيين الذين هجرتهم العصابات الصهيونية عن أراضيهم و إستقر هؤلاء في محيط المدينة في مخيم بات يطلق عليه إسم "مخيم جنين" و يمكن القول أن هذا المخيم لملم أشلاء فلسطين المتناثرة بفعل التهجير ليجعل منها فلسطين صغيرة تأبى مهما كانت التحديات العودة إلى نكبة جديدة مهما بلغت التضحيات و إنطلاقا من جنين و بعد إنتهاء الهدنة الأولى من تموز يوليو 1964 تمكن المجاهدون الفلسطينيون و من ساندهخم من العرب من تحرير المناطق المجاورة من العصابات الصهيونية و دب الرعب في المستعمرين و تأهبوا للفرار من المناطق التي إحتلوها مسبقا لو لم تعلن الهدنة الجديدة. و بعد إجتياح العدو الصهيوني للأراضي الفلسطينية عام 1967 تحولت جنين لمركز أطماع المحتل: أولا لموقعها الإستراتيجي الهام الذي يربط نابلس، بيسان، الناصرة و حيفا بعضها ببعض. ثانيا بكثافتها السكانية التي أخدت تهدد بزحفها على المستوطنات المجاورة و هذا ما جعل من جنين و مخيمها شوكة في عين السياسة الإستيطانية الصهيونية.
سلطات الإحتلال عمدت إلى حل المشكل بزرع مستوطنات حددت مواقعها بدقة بهدف السيطرة على مفارق الطرق الإستراتيجية، و وصل مستوطنات العدو و تكثيف الإستيطان لإيجاد سيطرة صهيونية على المناطق العربية لكن بسبب تضاريس المنطقة غير الصالحة للسكن لم يتشجع الصهاينة بسكن على هذه المستوطنات وأطلق عليها في ما بعد بمستوطنة الأشباح لندرة ساكنيها لذا فإن سلطات للإحتلال شجعت و ما تزال تشجع الإستيطان هناك بتوجيه الإستثمارات إليها و تحويلها إلى مناطق إقتصادية و سياحية مغرية بهدف تحقيق أكبر سيطرة صهيونية على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الزراعية.
تحولت المستوطنات إلى أحزمة حول المدن الفلسطينية فخنقت توسعاتها و قطعت أوصالها لذا فإنك ترى في تلك المنطقة و أمثالها مستوطنات قد تداخلت في بطون المدن الفلسطينية، لكن إذا إستطاع الإحتلال أن يطوق مخيم جنين و منطقته بالمستوطنات فإنه لم يستطع أن يطوق تاريخه النضالي و وهجة الثورة المتحركة في نفوس أبناءه ضد الإحتلال و إذا كان موقع جنين شوكة في أعين الصهاينة. فإن جهاد المخيم و نضاله تحول إلى مغرز في هذه الأعين حيث عجز الإحتلال عن تطويع المخيم خلال إحتلاله و بعده.