بسم الله الرحمن الرحيم
من ديوان علي بن ابي طالب رضي الله عنه
اخلاق عاليه
قدم لنفسك في الحياه تزودا ----فلقد تفارقها و انت مودع
و اهتم للسفر القريب فانه ----اناىمن السفر البعيد و اشسع
و اجعل تزودك المخافه والتقى ----و كان حتفك من مسائك اسرع
و اقنع بقوتك فالقناع هو الغنى ----و الفقرمقرون بمن لا يقنع
و احذر مصاحبه اللئام فانهم ----منعوك صفو ودادهم و تصنعوا
اهل التصنع ما انلتهم الرضى ----واذا منعت فسمهم لك منقع
لا تفش سرا مااستطعت الى امرىء ----يفشي اليك سرائرا تستودع
فكما تراه بسر غيرك صانعا ----فكذا بسرك لا محاله يصنع
لا تبدان بمنطق قي مجلس ----قبل السؤال فان ذاكيشنع
فالصمت يحسن كل ظن بالفتى ----و لعله خرق سفيه ارفع
ودع المزاح فربلفظه مازح ----جلبت اليك مساوئا لا تدفع
وحفاظ جارك لا تضعه فانه ----لا يبلغالشرف الجسيم مضيع
واذا استقالك ذو الاساءه عثره ----فاقله ان ثواب ذلكاوسع
واذا ائتمنت على السرائر فاخفها ----و استر عيوب اخيك حين تطلع
لاتجزعن من الحوادث انما ----خرق الرجال من الحوادث يجزع
و اطيع اباك بكل ما اوصىبه ----ان المطيع اباه لا يتضعضع
__________________
بعض من اشعار سيدنا علي كرم الله وجهه
الفرج القريب
اذا اشتملت على الياس القلوب ----و ضاق لما به الصدر الرحيب
و اوطنت المكاره و استقرت ----و ارست فياماكنها الخطوب
و لم تر لانكشاف الضر و جها ----و لا اغنى بحيلته الاريب
اتاك على قنوط منك غوث ----يمن به اللطيف المستجيب
و كل الحادثات اذا تناهت ----فموصول بها فرج قريب
__________________
الحياه الدنيا
حياتك انفاس تعدفكلما ----مضى نفس منها انتقصت به جزءا
و يحييك ما يفنيك في كل حاله ---و يحدوكحاد ما يريد بك الهزءا
فتصبح في نفس و تمسي بغيرها ----وما لك من عقل تحس بهرزءا
__________________
طلب المعيشه
وما طلب المعيشه بالتمني ----و لكن الق دلوك في الدلاء
تجئك بملئها يوما و يوما ----تجئك بحماهو قليل ماء
__________________
سكره المنايا
جنبي تجافي عن الوساد ---خوفا من الموت و المعاد
من خاف من سكره المنايا ----لم يدر ما لذه الرقاد
قد بلغ الزرع منتهاه ----لا بد للزرع من حصاد
__________________
عليك بتقوى الله إن كنتغافلا//
يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا//
فقد رزق الطير والحوت فيالبحر
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة//
ما أكل العصفور شيئا معالنسر
تزول عن الدنيا فإنك لا تدري//
إذا جن عليك الليل هل تعيش إلىالفجر
فكم من صحيح مات من غير علة//
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا//
وأكفانه في الغيب تنسج، وهو لايدري
فمن عاش ألفا وألفين//
فلا بد من يوم يسير إلى القبر
قصيدة : ألم ترَ أن الله أبلىرسوله
ألـم تـرَ أن الله أبلـى رسـولـه
بلاء عزيز ذي اقتـدارٍ وذي فضـل
بمـا أنـزل الكفـار دار مـذلـة ٍ
فَذَاقُوا هَوَانا مِنْ إِسَارٍ ومِـنْ قَتْـلِ
وأمسى رسول الله قد عـزَّ نصـره
وكان رَسُولُ اللِـه أُرْسِـلَ بالعَـدْلِ
فَجَاءَ بِفُرْقَـانٍ مِـنَ اللَّـهِ مُنْـزَلٍ
مُبَيَّنَـة ٌ آياتُـهُ لِــذَوِي العَـقْـلِ
فَآمَـنَ أَقْـوَامٌ بــذاك وأَيقـنـوا
وَأَمْسَوا بِحَمْدِ اللِه مُجَتَمِعي الشَّمْـلِ
وأنكـر أقـوامٌ فزاغـت قلوبـهـم
فَزَادَهُمُ ذو العَرْشِ خَبْلاً على خَبْـلِ
وَأَمْكَنَ مِنْهُـمْ يَـوْمَ بَـدْرٍ رَسُولَـهُ
وقوما غِضَابا فِعْلُهُمْ أَحْسَنُ الفِعْـلِ
بأيديهـم بيـضٌ خفـاف قواطـعٌ
وَقَدْ حَادَثُوهـا بِالجَـلاَءِ وَبالصَّقْـلِ
فَكَمْ تَرَكُوا مِنْ ناشىء ٍ ذِي حَمِيَّـة ٍ
صَريعا وَمِنْ ذِي نَجْدَة ٍ مِنْهُمُ كَهْـلِ
تَبِيْـتُ عُيُـونُ النَّائِحـات عَلَيْهِـمُ
تحود بأسباب الرشـاش وبالويـل
نوائح تنعـى عتبـة الغـيِّ وابنـه
وشيبة تنعـاه وتنعـي أبـا جهـل
وذا الذَّحْلِ تَنْعَى وَابْنَ جَذْعَانَ مِنْهُمُ
مسلبـة حـرى مبيـنـة الثـكـل
ثوَى مِنْهُمُ في بِئْرِ بَـدْرٍ عِصَابَـة ٌ
ذَوُو نَجَدَاتٍ في الحُرُوْبِ وفي المَحْلِ
دعا الغيَّ منهم مـن دعـا فأجابـه
وللغَيِّ أَسْبَـابٌ مُقَطَّعَـة ُ الوَصْـلِ
فأضحوا لدى دار الجحيـم بمنـزلٍ
عَنِ البَغْيِ والعُدْوَانِ في أَشْغَلِ الشُّغْلِ
قصيدة : أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ
أمـا والله إنَّ الظُلـم شـؤمُ
وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي
وعند الله تجتمعُ الخصـومُ
ستعلمُ في الحساب إذا التقينا
غَدا عِنْدَ المَلِيكَ مَنِ الغَشُومِ
ستنقطع اللذاذة عن أنـاس
من الدنيا وتنقطع الهمـومُ
لأمرٍ ما تصرّفـت الليالـي
لأمرٍ مـا تحركـت النجـوم
قصيدة : أمن بعدِ تكفين النبي ودفنه
أمـن بعـدِ تكفيـن النبـي ودفـنـه
نَعِيْـشُ بـآلاءِ وَنَجْـنَـحُ للسَّـلْـوَى
رزئنـا رسـولَ الله حقـاً فلـن نـرى
بذلك عديلاً مـا حيينـا مـن الـردى
وَكُنْتَ لَنَا كَالْحِصْـنِ مِـنْ دُوْنِ أَهْلِـهِ
لَهُ مَعْقِـلٌ حِـرْزٌ حَرْيِـزٌ مِـنَ العِـدَى
لَقَـدْ غَشِيَتْنَـا ظُلْمَـة ٌ بَعْـدَ فَقْدِكُـم
نهاراً وقد زادت علـى ظلمـة الدجـى
فيا خير من ضـمِّ الجوانـحَ والحشـا
وَيَا خَيْرَ مَيْتٍ ضَمَّـهُ التُّـرْبُ وَالثَّـرى
كَـأَنَّ أُمُـوْرَ النَّـاسِ بَعْـدَكَ ضُمِّنَـتْ
سفينة موج حين في البحر قـد سمـا
وَضَاْقَ فَضَـاءُ الأَرْضِ عَنَّـا بِرَحْبِـهِ
لفقدِ رسـول الله اذ قيـل قـد مضـى
فقـد نزلـت بالمسلميـن مصيـبـة ٌ
كَصَدْعِ الصَّفَا لا صَدْعَ لِلشَّعْبِ في الصَّفا
فَلَنْ يَسْتَقِـلَّ النَّـاسُ مـا حَـلَّ فيهـمُ
وَلَنْ يُجْبَرَ العَظْمُ الَّـذي مِنْهُـمُ وَهَـى
و في كـل وقـتٍ للصـلاة ِ يهيجهـا
بِـلالٌ وَيَدْعُـو باِسْمِـهِ كُلَّمـا دَعَــا
ويطلـب ُ أقـوامٌ مـواريـث هـالـكٍ
و فينـا مواريـثُ النبـوة ِ والهـدى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك مافيها
لادار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه *** وإن بناها بشرٌ خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها *** ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة *** حتى سقاها بكأسِ الموت ساقيها
فكم مدائن في الآفاق قد بنيت *** أمست خرابا وأفنى الموت أهليها
لا تركنَن إلى الدنيا ومافيها *** فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
لكل نفس وإن كانت على وجل *** من المنية آمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضها *** والنفس تنشرها والموت يطويها
أنما المكارم أخلاق مطهرة *** الدين اولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها *** الجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها و الشكر ثامنها *** والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها *** ولست أرشد إلا حين اعصيها
واعمل لدار غدا رضوان خازنها *** والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب و المسك طينتها *** والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن محض ومن عسل *** والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة *** تُسبِحُ الله جهرا في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها*** بركعة في ظلام الليل يحييها
من ديوان علي بن ابي طالب رضي الله عنه
اخلاق عاليه
قدم لنفسك في الحياه تزودا ----فلقد تفارقها و انت مودع
و اهتم للسفر القريب فانه ----اناىمن السفر البعيد و اشسع
و اجعل تزودك المخافه والتقى ----و كان حتفك من مسائك اسرع
و اقنع بقوتك فالقناع هو الغنى ----و الفقرمقرون بمن لا يقنع
و احذر مصاحبه اللئام فانهم ----منعوك صفو ودادهم و تصنعوا
اهل التصنع ما انلتهم الرضى ----واذا منعت فسمهم لك منقع
لا تفش سرا مااستطعت الى امرىء ----يفشي اليك سرائرا تستودع
فكما تراه بسر غيرك صانعا ----فكذا بسرك لا محاله يصنع
لا تبدان بمنطق قي مجلس ----قبل السؤال فان ذاكيشنع
فالصمت يحسن كل ظن بالفتى ----و لعله خرق سفيه ارفع
ودع المزاح فربلفظه مازح ----جلبت اليك مساوئا لا تدفع
وحفاظ جارك لا تضعه فانه ----لا يبلغالشرف الجسيم مضيع
واذا استقالك ذو الاساءه عثره ----فاقله ان ثواب ذلكاوسع
واذا ائتمنت على السرائر فاخفها ----و استر عيوب اخيك حين تطلع
لاتجزعن من الحوادث انما ----خرق الرجال من الحوادث يجزع
و اطيع اباك بكل ما اوصىبه ----ان المطيع اباه لا يتضعضع
__________________
بعض من اشعار سيدنا علي كرم الله وجهه
الفرج القريب
اذا اشتملت على الياس القلوب ----و ضاق لما به الصدر الرحيب
و اوطنت المكاره و استقرت ----و ارست فياماكنها الخطوب
و لم تر لانكشاف الضر و جها ----و لا اغنى بحيلته الاريب
اتاك على قنوط منك غوث ----يمن به اللطيف المستجيب
و كل الحادثات اذا تناهت ----فموصول بها فرج قريب
__________________
الحياه الدنيا
حياتك انفاس تعدفكلما ----مضى نفس منها انتقصت به جزءا
و يحييك ما يفنيك في كل حاله ---و يحدوكحاد ما يريد بك الهزءا
فتصبح في نفس و تمسي بغيرها ----وما لك من عقل تحس بهرزءا
__________________
طلب المعيشه
وما طلب المعيشه بالتمني ----و لكن الق دلوك في الدلاء
تجئك بملئها يوما و يوما ----تجئك بحماهو قليل ماء
__________________
سكره المنايا
جنبي تجافي عن الوساد ---خوفا من الموت و المعاد
من خاف من سكره المنايا ----لم يدر ما لذه الرقاد
قد بلغ الزرع منتهاه ----لا بد للزرع من حصاد
__________________
عليك بتقوى الله إن كنتغافلا//
يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا//
فقد رزق الطير والحوت فيالبحر
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة//
ما أكل العصفور شيئا معالنسر
تزول عن الدنيا فإنك لا تدري//
إذا جن عليك الليل هل تعيش إلىالفجر
فكم من صحيح مات من غير علة//
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا//
وأكفانه في الغيب تنسج، وهو لايدري
فمن عاش ألفا وألفين//
فلا بد من يوم يسير إلى القبر
قصيدة : ألم ترَ أن الله أبلىرسوله
ألـم تـرَ أن الله أبلـى رسـولـه
بلاء عزيز ذي اقتـدارٍ وذي فضـل
بمـا أنـزل الكفـار دار مـذلـة ٍ
فَذَاقُوا هَوَانا مِنْ إِسَارٍ ومِـنْ قَتْـلِ
وأمسى رسول الله قد عـزَّ نصـره
وكان رَسُولُ اللِـه أُرْسِـلَ بالعَـدْلِ
فَجَاءَ بِفُرْقَـانٍ مِـنَ اللَّـهِ مُنْـزَلٍ
مُبَيَّنَـة ٌ آياتُـهُ لِــذَوِي العَـقْـلِ
فَآمَـنَ أَقْـوَامٌ بــذاك وأَيقـنـوا
وَأَمْسَوا بِحَمْدِ اللِه مُجَتَمِعي الشَّمْـلِ
وأنكـر أقـوامٌ فزاغـت قلوبـهـم
فَزَادَهُمُ ذو العَرْشِ خَبْلاً على خَبْـلِ
وَأَمْكَنَ مِنْهُـمْ يَـوْمَ بَـدْرٍ رَسُولَـهُ
وقوما غِضَابا فِعْلُهُمْ أَحْسَنُ الفِعْـلِ
بأيديهـم بيـضٌ خفـاف قواطـعٌ
وَقَدْ حَادَثُوهـا بِالجَـلاَءِ وَبالصَّقْـلِ
فَكَمْ تَرَكُوا مِنْ ناشىء ٍ ذِي حَمِيَّـة ٍ
صَريعا وَمِنْ ذِي نَجْدَة ٍ مِنْهُمُ كَهْـلِ
تَبِيْـتُ عُيُـونُ النَّائِحـات عَلَيْهِـمُ
تحود بأسباب الرشـاش وبالويـل
نوائح تنعـى عتبـة الغـيِّ وابنـه
وشيبة تنعـاه وتنعـي أبـا جهـل
وذا الذَّحْلِ تَنْعَى وَابْنَ جَذْعَانَ مِنْهُمُ
مسلبـة حـرى مبيـنـة الثـكـل
ثوَى مِنْهُمُ في بِئْرِ بَـدْرٍ عِصَابَـة ٌ
ذَوُو نَجَدَاتٍ في الحُرُوْبِ وفي المَحْلِ
دعا الغيَّ منهم مـن دعـا فأجابـه
وللغَيِّ أَسْبَـابٌ مُقَطَّعَـة ُ الوَصْـلِ
فأضحوا لدى دار الجحيـم بمنـزلٍ
عَنِ البَغْيِ والعُدْوَانِ في أَشْغَلِ الشُّغْلِ
قصيدة : أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ
أمـا والله إنَّ الظُلـم شـؤمُ
وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي
وعند الله تجتمعُ الخصـومُ
ستعلمُ في الحساب إذا التقينا
غَدا عِنْدَ المَلِيكَ مَنِ الغَشُومِ
ستنقطع اللذاذة عن أنـاس
من الدنيا وتنقطع الهمـومُ
لأمرٍ ما تصرّفـت الليالـي
لأمرٍ مـا تحركـت النجـوم
قصيدة : أمن بعدِ تكفين النبي ودفنه
أمـن بعـدِ تكفيـن النبـي ودفـنـه
نَعِيْـشُ بـآلاءِ وَنَجْـنَـحُ للسَّـلْـوَى
رزئنـا رسـولَ الله حقـاً فلـن نـرى
بذلك عديلاً مـا حيينـا مـن الـردى
وَكُنْتَ لَنَا كَالْحِصْـنِ مِـنْ دُوْنِ أَهْلِـهِ
لَهُ مَعْقِـلٌ حِـرْزٌ حَرْيِـزٌ مِـنَ العِـدَى
لَقَـدْ غَشِيَتْنَـا ظُلْمَـة ٌ بَعْـدَ فَقْدِكُـم
نهاراً وقد زادت علـى ظلمـة الدجـى
فيا خير من ضـمِّ الجوانـحَ والحشـا
وَيَا خَيْرَ مَيْتٍ ضَمَّـهُ التُّـرْبُ وَالثَّـرى
كَـأَنَّ أُمُـوْرَ النَّـاسِ بَعْـدَكَ ضُمِّنَـتْ
سفينة موج حين في البحر قـد سمـا
وَضَاْقَ فَضَـاءُ الأَرْضِ عَنَّـا بِرَحْبِـهِ
لفقدِ رسـول الله اذ قيـل قـد مضـى
فقـد نزلـت بالمسلميـن مصيـبـة ٌ
كَصَدْعِ الصَّفَا لا صَدْعَ لِلشَّعْبِ في الصَّفا
فَلَنْ يَسْتَقِـلَّ النَّـاسُ مـا حَـلَّ فيهـمُ
وَلَنْ يُجْبَرَ العَظْمُ الَّـذي مِنْهُـمُ وَهَـى
و في كـل وقـتٍ للصـلاة ِ يهيجهـا
بِـلالٌ وَيَدْعُـو باِسْمِـهِ كُلَّمـا دَعَــا
ويطلـب ُ أقـوامٌ مـواريـث هـالـكٍ
و فينـا مواريـثُ النبـوة ِ والهـدى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك مافيها
لادار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه *** وإن بناها بشرٌ خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها *** ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة *** حتى سقاها بكأسِ الموت ساقيها
فكم مدائن في الآفاق قد بنيت *** أمست خرابا وأفنى الموت أهليها
لا تركنَن إلى الدنيا ومافيها *** فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
لكل نفس وإن كانت على وجل *** من المنية آمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضها *** والنفس تنشرها والموت يطويها
أنما المكارم أخلاق مطهرة *** الدين اولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها *** الجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها و الشكر ثامنها *** والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها *** ولست أرشد إلا حين اعصيها
واعمل لدار غدا رضوان خازنها *** والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب و المسك طينتها *** والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن محض ومن عسل *** والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة *** تُسبِحُ الله جهرا في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها*** بركعة في ظلام الليل يحييها