من طرف زائر 2008-07-08, 9:57 pm
باب الأسباط
أحد أهم أبواب المسجد الأقصى المبارك، ويقع في جداره الشمالي أقصى جهة الشرق. يعتبر هذا الباب، منذ أغلق المحتلون الصهاينة باب المغاربة أمام المسلمين وحتى الآن، المدخل الأساسي للمصلين، وخاصة من خارج القدس، لقربه من باب الأسباط الواقع في سور المدينة المقدسة؛ حيث تدخل الحافلات القادمة من خارج المدينة إلى ساحة مفتوحة قرب البابين تصلح لوقوف السيارات. كما توجد محطة لشرطة الاحتلال قرب هذا الباب للسيطرة على من يمر من وإلى الأقصى، وكذلك للسيطرة على جميع الداخلين للبلدة القديمة من تلك الجهة.
ولباب الأسباط اسم آخر، وهو باب (ستي مريم)، لقربه من كنيسة (القديسة حنة) التي يقول النصارى إنها مكان ميلاد السيدة مريم عليها السلام.
مدخله مقوس, وارتفاعه 4م, جدد في الفترة الأيوبية في عهد السلطان الملك المعظم عيسى عام 610هـ - 1213م، ثم في العهدين المملوكي والعثماني، قبل أن يعاد ترميمه مرة أخرى عام 1817م.
وهذا الباب هو المدخل الوحيد لسيارات الإسعاف إلى المسجد الأقصى المبارك في حالات الطوارئ لأنه أوسع الأبواب المساوية للأرض، حيث شهد خروج العديد من الجرحى والشهداء خاصة خلال مجازر الأقصى الثلاث: المجزرة الأولى عام 1990م، والثانية عام 1996م، والثالثة عام 2000م في بداية انتفاضة الأقصى المباركة.
باب حطة
من أقدم أبواب المسجد الأقصى المبارك, يقع على جداره الشمالي بين بابي الأسباط وفيصل، جدد في الفترة الأيوبية زمن السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى عام 617هـ -1220م، ولا يعرف أول من بناه، وإن كان بعض العلماء قد نص على أنه كان موجوداً قبل دخول بني إسرائيل إلى الأرض المقدسة، للآية الكريمة (وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة)، غير أنه لا يوجد دليل على أنه الباب المذكور في الآية.
هذا الباب بسيط البناء، محكم الصنعة، مدخله مستطيل، وتعلوه مجموعة من العلاقات الحجرية، كانت فيما مضى تستخدم لتعليق القناديل.
يفتح باب حطة إلى حارة عربية إسلامية في القدس هي "حارة السعدية"، وهو أحد ثلاثة أبواب فقط للمسجد الأقصى المبارك يسمح بفتحها لصلوات المغرب والعشاء والفجر، بعكس باقي الأبواب التي يتم إغلاقها خلال هذه الصلوات. غير أنه، وكغيره من أبواب الأقصى، يتعرض لاعتداءات دائمة على يد المحتلين، أبرزها منع المصلين من المرور منه، خاصة عندما تعلن قوات الاحتلال منع من تقل أعمارهم عن 40 عاماً من دخول الأقصى. فلكونه الباب الوحيد المفتوح خلال صلاة الفجر من الجهة الشمالية، وحيث إن سريان المنع يبدأ من وقت صلاة الفجر، فإن أعدادا غفيرة من جنود الاحتلال يتمركزون عنده لتنفيذ أمر المنع، فتقع الكثير من المصادمات مع عشرات الشباب الممنوعين من دخول الأقصى.
باب فيصل( العتم )
آخر ثلاثة أبواب في الجدار الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بالنسبة للقادم من جهة الشرق، ويقع في منتصف الجدار تقريبا. يعود تاريخ تجديده إلى الفترة الأيوبية، وتحديدا إلى عهد الملك المعظم عيسى عام 610هـ- 1213م. مدخله مستطيل, ارتفاعه 4م.
من أسمائه: باب شرف الأنبياء، وباب الملك فيصل، نسبة إلى فيصل ملك العراق الذي زار المكان فدعاه المجلس الإسلامي الأعلى بهذا الاسم، تخليدا لذكرى تبرعه لعمارة المسجد الأقصى المبارك.
كما يسمى بباب الدوادارية، لقربه من المدرسة الداودارية الملاصقة للجدار الشمالي للأقصى، والتي أوقفها الأمير المملوكي علم الدين أبوموسى سنجر بن عبدالله الدوادار (وهي التي تحتل مدارس ورياض الأقصى الإسلامية الجزء الأكبر منها اليوم).
باب الغوانمة
أول أبواب الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك من جهة الشمال، وهو باب صغير نسبيا, مدخله مستطيل, ويسمى أيضا باب درج الغوانمة، وباب بني غانم. وهذه الأسماء الثلاثة نسبة إلى حارة الغوانمة الواصل إليها، والغوانمة عائلة يعتقد أنها وصلت القدس مع صلاح الدين الأيوبي رضي الله تعالى عنه. كما يسمى باب الخليل (لعل هذه التسمية نسبة للخليل إبراهيم رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب التشريف فقط).
أنشئ، على الأرجح، في الفترة الأموية, وعرف بباب الوليد نسبة إلى الوليد بن عبد الملك، تم تجديده في الفترة المملوكية، وبالتحديد عام 707هـ - 1307م، أيام السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون رحمه الله.
في عام 1982م، دخل الجندي الصهيوني هاري جولدمان من باب الغوانمة، ونفذ عملية مسلحة في قبة الصخرة؛ حيث أخذ يطلق النار بشكل عشوائي، مما أدى إلى استشهاد فلسطينيين، وجرح أكثر من 60 آخرين، وذلك لاعتقاد كثير من اليهود بأنّ الذي سيحرر جبل البيت لا بد له أن يدخل من جهة هذا الباب.
وفي يونيو 1998م، أحرقه مستوطن يهودي, وأعيد ترميمه على الفور من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية ببيت المقدس خوفاً من فتح ثغرة للمتطرفين لدخول الأقصى والاعتداء عليه.
باب الناظر
ثاني أبواب الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك من جهة الشمال بعد باب الغوانمة. وهو باب ضخم محكم البناء. مدخله مستطيل, ارتفاعه 4.5م، وجدد في عهد الملك المعظم عيسى عام 600هـ-1203م.
واسمه المشهور حاليا نسبة لناظر الحرمين الشريفين ـ وهي وظيفة كانت في زمن المماليك تعطى لمن يتولّى الإشراف على المسجدين الأقصى المبارك في القدس والإبراهيمي في الخليل ـ وبم أن هذا الناظر كان يقيم في المباني المجاورة لهذا الباب في الفترة المملوكيّة، فقد سمي بهذا الاسم. كما يشتهر باسم "باب المجلس"، حيث توجد فوقه المدرسة المنجكية التي كانت مقرا للمجلس الإسلامي الأعلى، في عهد الاحتلال البريطاني، قبل أن تتحول إلى مقر لدائرة الأوقاف الإسلامية العامة بالقدس حاليا.
وهذا الباب قديم العهد، حمل اسم ميكائيل، في بادئ الأمر، ثم حمل اسم باب علاء الدين البصيري لقربه من رباط علاء الدين البصيري الذي يقع خارجه والذي دفن فيه الأمير المملوكي علاء الدين البصيري رحمه الله، ثم سمي باب الحبس (نسبة إلى السجن الذي اتخذه الأتراك من الرباط المنصوري الموجود على يسار الخارج من الأقصى من هذا الباب والذي أغلق منذ فترة طويلة)، كما سمي بباب النذير وباب الرباط المنصوري.
وهو أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك الثلاثة الوحيدة التي تفتح أمام المصلين لأداء صلاتي العشاء والفجر في المسجد الأقصى المبارك منذ الاحتلال الصهيوني للمسجد.
شهد باب الناظر دخول أول جنازة لأحد شهداء مجزرة الأقصى الثالثة (انتفاضة الأقصى) للصلاة عليه داخل المسجد الأقصى المبارك يوم 29/9/2000م، وهو الشهيد (أسامة جدة) / 20 عاماً، من سكان حارة الجالية الأفريقية الواقعة خارجه، (وهم أحفاد المجاهدين الأفارقة الذين جاءوا لتحرير القدس من الصليبيين، وسكنوا جوار الأقصى عند هذا الباب). كما تعرض الباب لمحاولات عدة من قبل المحتلين الصهاينة لإغلاقه عقب مصادمات عديدة مع أهل الحارة والقدس عموما.
باب الحديد
باب لطيف محكم البناء، مدخله صغير مستطيل، يقع في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك، بين بابي الناظر والقطانين. يسمى أيضا باب أرغون, وهو اسم تركي يعنى الحديد بالعربية, وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى مجدده الأمير المملوكي أرغون الكاملي، والذي جدده ما بين أعوام 755-758هـ / 1354-1357م.
يوجد ملاصقا لباب الحديد من جهته الشمالية رباط يسمى «رباط الكرد»، وهو أيضا ملاصق للمسجد الأقصى المبارك. (الأربطة هي أبنية انتشرت في القدس خلال الفترة الأيوبية والمملوكية ليجاور فيها محبو الأقصى وعشاقه رباطا في سبيل الله ودفاعاً عن الأرض المقدسة.) وهذا الرباط أوقفه المقر السيفي كرد صاحب الديار في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، على الفقراء والحجاج والزوار الذين يفدون إلى بيت المقدس. ويتكون الرباط من ثلاثة طوابق الطابق الأول يشغله الرباط، والثاني تابع للمدرسة الجوهرية، أما الطابق الثالث فقد بني مؤخرا في العهد العثماني، ثم تهدمت بعض أجزائه وتحول إلى دار للسكن، يسكنه جماعة من آل الشهابي.
صادر المحتلون الرباط الكائن في الطابق الأول قبل عدة أعوام، وحولوه إلى كنيس يهودي سمي «هاكوتل هاكاتان» أي «حائط المبكى الصغير»، بزعم أن جداره يحتوي على حجارة كبيرة تعود لعصر معبدهم المزعوم. ويضيق المستوطنون والجنود الصهاينة الذين يفدون إلى هذا الحائط على كل من يحاول الوصول للأقصى من باب الحديد، وهو ما يهدده بمصير باب المغاربة المجاور لحائط البراق الذي يطلق الصهاينة عليه اسم "حائط المبكى"، والذي أغلقوه أمام المسلمين منذ أن صادروا حائط البراق.
فضلا عن ذلك، فالطوابق العليا من رباط الكرد متصدعة ومهددة بالسقوط بسبب الحفريات التي قامت بها سلطات الاحتلال الصهيوني.
كما يوجد ملاصقا لهذا الباب من الجهة الأخرى المدرسة الأرغونية.
باب القطانين
من أجمل وأضخم أبواب المسجد الأقصى المبارك، يقع في منتصف الجدار الغربي للأقصى تقريباً، بين بابي الحديد شمالا والمطهرة جنوبا، ويفضي إلى سوق القطانين المحاذي له, والذي يعد واحداً من أقدم أسواق القدس الباقية على حالها، وهذا مصدر اسمه. (القطانون هنا هم بائعو القطن)
وباب القطانين عبارة عن بوابة تعلوها قبة لا تزال محتفظة بزينتها التي تميزها الكثير من الوحدات الزخرفية المثلثة التي تسمى (المقرنصات)، كما يتميز بحجارته الملونة بثلاثة ألوان مختلفة هي الأحمر والأبيض والأسود، مدخله مستطيل بارتفاع 4م.
جدده الأمير تنكز الناصري أيام السلطان المملوكي محمد بن قلاوون رحمهما الله عام 737هـ - 1336م، وتم ترميمه لآخر مرة على يد المجلس الإسلامي الأعلى عام 1929م، أثناء الاحتلال البريطاني، حيث لاحظ المجلس تداعي الباب، فقام بهدم الطوابق العليا من الأبنية التي تقع حوله وفوقه وتستند على قبته العليا لتخفيف الضغط على مدخله، وهو ما حفظه إلى اليوم.
وإلى الشمال من هذا الباب، تقع المدرسة أو التربة الخاتونية وهي حاليا غرفة دفن فيها بعض المجاهدين في سبيل الله من القدس وخارجها، منهم المجاهد عبدالقادر الحسيني رحمه الله، بطل معركة القسطل التي ألحقت بالصهاينة أشنع هزيمة عام 1948م، وكذلك المجاهد مولانا محمد الهندي رحمه الله، من الهند، والذي عرف بدفاعه المستميت عن قضية القدس وفلسطين إبان الاحتلال البريطاني، وتوفي في لندن أثناء المشاركة في مؤتمر للدفاع عن المقدسات في فلسطين، فاقترح الحاج أمين الحسيني رحمه الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالقدس، دفنه بجوار باب القطانين ملاصقاً تقريباً لجدار الأقصى الغربي.
وإلى الجنوب منه يوجد الرباط الزمني.
يقع باب القطانين في منطقة حساسة يسعى اليهود للسيطرة عليها، حيث أقاموا بؤرا للمستوطنين الذين يحاولون إرهاب المسلمين ليرحلوا من هذا المكان، كما تعد سوق القطانين المجاورة أحد الشواهد الباقية على غطرسة الاحتلال، فبعد فشل محاولاته لتدمير السوق واحتلاله، اتجهوا إلى فرض الضرائب الباهظة على التجار، مما اضطر معظمهم إلى إغلاق دكانه وحمل بضاعته على عربة أمامه ليبيع منها.
باب المطهرة
يقع في الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، قريبا من باب القطانين، وتحديدا بين الرباط الزمني شمالا، والمدرسة العثمانية جنوبا، وهذا المكانان معموران الآن بالعائلات المقدسية التي تجاور بهذا المكان الشريف.
مدخله مستطيل بارتفاع 3.5م، جدد في عهد الأمير المملوكي علاء الدين البصيري سنة 666هـ - 1266م.
ويسمى هذا الباب أيضا باب المتوضأ, وقد اتخذ اسميه من مكان الوضوء الذي يفضي إليه خارج الأقصى. فهو الباب الوحيد الذي لا يفضي إلى شوارع وأزقة البلدة القديمة، وإنما إلى طريق خاص يقود إلى المطهرة الواقعة على بعد 50 مترا منه.
وهذه المطهرة بنيت في عهد السلطان الأيوبي العادل أبو بكر أيوب، ثم جددها الأمير علاء الدين البصيري في العهد المملوكي، ثم أعادت دائرة الأوقاف الإسلامية بناءها من جديد في الثمانينات من هذا القرن الميلادي. وهي الآن خاصة بالرجال، على أن تستخدم النساء مطهرة باب حطة.
ونظرا لموقع باب المطهرة الأقرب إلى قبة الصخرة المشرفة في قلب المسجد الأقصى المبارك، فإنه عرضة لاعتداءات صهيونية متعددة، أهمها نفق افتتحوه متفرعا من نفق (الحشمونائيم) الذي يمتد بطول الجدار الغربي للأقصى. وهذا النفق الفرعي يمتد تحت الباب حتى يصل قريبا من أساسات قبة الصخرة المشرفة، ويسميه اليهود: (نفق قدس الأقداس) أي نفق الصخرة المشرفة التي تعتبر أقدس بقعة لديهم. ويدخله المئات منهم يومياً للصلاة تحت ساحات الأقصى.