ما بين الانكسار.. وتحول المسار!
أهو قدر المعذبين بالتشريد أن يذوي في عروقهم يقين الرجوع كلما مروا على ذكرى الأيام التي شهدت نكبتهم الأولى ونكستهم الثانية عاماً إثر عام؟!
أيكون مصير القلوب المخلوعة من جذورها هناك في أرض البيارات أن يقتات وجدها على لسع الترحال الذي ما فتئ يثور في ذكرى كل تهجير وكل وجع يخلفه الغاصبون؟!
أم هو التفاؤل بنصر يلازم الصبر الطويل وبانعتاق يعقب اشتداد الحصار وبوطن تحرره إرادة البقاء؟!
ما ترك الفلسطيني منذ هزائم العرب وانكفاء رجولتهم أمام تغول النجمة السداسية سجلاً للصمود إلا وخط فيه ألواناً من حكايا التجذر الفريد في الأرض، والتوحد مع ترابها الذي اقتلع منه، حتى وإن أعملت المنافي جرحها العميق في جسده.
وحتى حين انفرطت لاءات الوهم الثلاث التي خدرت الأمّة وجرعتها السراب، وحين تراجعت كل الجحافل أمام مجنزرات شذاذ الآفاق، وسلّمت بأن لا قبل لها بجيش الدولة العبرية، وحتى حين أثقل المسير كاهل من ارتضى من الفلسطينيين أن يقامر بالحقوق ويقفز على الثوابت، ظلت هناك على الدوام طائفة تسمو على ثقافة الانبطاح، ولا تبالي بمنطق من استمرأ الهزيمة واصطبغت بها ملامحه، وكبل اليأس خطوه!
ففي عرف الأحرار لا وقت للكلل، ولا مكان لأبجديات التثبيط أو التسليم بواقع ميزان القوى والبطش والجبروت، بل هو الإصرار الذي تصقله العزيمة المتقدة ويشد إزره حبل متين موصول بالله ووعده الحق.
وفي عرف البندقية تبدو الصورة جلية والخيار حاضراً على الدوام.. حيث حدقات المجاهدين مصوبة أبداً نحو هدفها، وحيث الزنود المباركة لا تكل من الإعداد ولا تجانب عقولها مسار التخطيط والرصد والتطوير.
ما عاد منطق المقاومة يترجمه اشتباك هنا وصليات عز هناك وجسد مزنر بالبارود يتخطى جدر الحصار وحسب، ما عادت طاقاتها حكراً على نفر معدود كل همه أن تظل جذوة الجهاد مشتعلة ورايته مشرعة فقط، بل غدت للمقاومة أقدام ثابتة على الأرض وأذرع تطال أهدافاً جبنت عنها جيوش الاستعراضات، وتضاعفت سنابل جندها لتغدو جيشاً من نوع جديد، حياته جهاد مستمر وقوت يومه رباط على الثغور وتسديد الضربات إلى نحور بني صهيون، وإيمان بقدرته على انتزاع الانتصار ولو بعد حين.
في غزة المكبلة بجريرة صمودها، كما في الضفة المكلومة بتغييب جيادها، كما في الجنوب اللبناني الذي ما زال شاهداً على إرادة البطولة، تقفز نماذج الفخار هذه لتحتل الواجهة ولتغيب خلفها أصوات الخور ومعاني الهزيمة ومرارة اليأس الطويل.
هذه العناوين النابضة بالمقاومة باتت اليوم ملامح التحرر المرتقب، ومفتاح الأمّة نحو استعادة هيبة بدّدها العابثون وميّعتها أنظمة الاستبداد، وسلخت معها الهوية الأصيلة لأبناء الأمة وفرغت من نفوسهم شحنات الإباء ووثبات التمرد على الضيم.
والجاهلون وحدهم هم من يتعامون عن حقيقة هذا التحول الكبير الذي جرى على الواقع منذ الهزيمة الأولى أمام حوافر اليهود، والمأجورون فقط هم من يدفعون بوعي الأمة نحو التنكر المستمر لذاتها ويجتهدون في صرف الأنظار عن التمعن في أسرار ذلك التغيير وكنه تلك النفوس التي تحمل اليوم وحدها بيرق الجهاد ومشعل الثورة، بينما تتضاءل من حولها كل الأقزام التي طالما ادعت وصلاً بمشروع التحرير في الوقت الذي كانت فيه بوصلة مسيرها تنحرف شرقاً وغرباً ونحو أي اتجاه عبثي لم تجن فلسطين وقضيتها منه غير التقهقر والبلاء.
فلسطين اليوم.. عادت أوصالها تنبض حياة ووجها يطفح بالبشرى وجذورها تنتعش انتماءً على وقع آيات الأنفال يتلوها فرسانها كل فجر قبيل الانطلاق، أما معالم الاغتراب والبؤس والخبث فقد باتت تتسرب بعيداً ويتلاشى أثرها كما الزبَد، لتمكث في الأرض خميرة خصبها الحقيقية ورهان انعتاقها الوحيد.
أهو قدر المعذبين بالتشريد أن يذوي في عروقهم يقين الرجوع كلما مروا على ذكرى الأيام التي شهدت نكبتهم الأولى ونكستهم الثانية عاماً إثر عام؟!
أيكون مصير القلوب المخلوعة من جذورها هناك في أرض البيارات أن يقتات وجدها على لسع الترحال الذي ما فتئ يثور في ذكرى كل تهجير وكل وجع يخلفه الغاصبون؟!
أم هو التفاؤل بنصر يلازم الصبر الطويل وبانعتاق يعقب اشتداد الحصار وبوطن تحرره إرادة البقاء؟!
ما ترك الفلسطيني منذ هزائم العرب وانكفاء رجولتهم أمام تغول النجمة السداسية سجلاً للصمود إلا وخط فيه ألواناً من حكايا التجذر الفريد في الأرض، والتوحد مع ترابها الذي اقتلع منه، حتى وإن أعملت المنافي جرحها العميق في جسده.
وحتى حين انفرطت لاءات الوهم الثلاث التي خدرت الأمّة وجرعتها السراب، وحين تراجعت كل الجحافل أمام مجنزرات شذاذ الآفاق، وسلّمت بأن لا قبل لها بجيش الدولة العبرية، وحتى حين أثقل المسير كاهل من ارتضى من الفلسطينيين أن يقامر بالحقوق ويقفز على الثوابت، ظلت هناك على الدوام طائفة تسمو على ثقافة الانبطاح، ولا تبالي بمنطق من استمرأ الهزيمة واصطبغت بها ملامحه، وكبل اليأس خطوه!
ففي عرف الأحرار لا وقت للكلل، ولا مكان لأبجديات التثبيط أو التسليم بواقع ميزان القوى والبطش والجبروت، بل هو الإصرار الذي تصقله العزيمة المتقدة ويشد إزره حبل متين موصول بالله ووعده الحق.
وفي عرف البندقية تبدو الصورة جلية والخيار حاضراً على الدوام.. حيث حدقات المجاهدين مصوبة أبداً نحو هدفها، وحيث الزنود المباركة لا تكل من الإعداد ولا تجانب عقولها مسار التخطيط والرصد والتطوير.
ما عاد منطق المقاومة يترجمه اشتباك هنا وصليات عز هناك وجسد مزنر بالبارود يتخطى جدر الحصار وحسب، ما عادت طاقاتها حكراً على نفر معدود كل همه أن تظل جذوة الجهاد مشتعلة ورايته مشرعة فقط، بل غدت للمقاومة أقدام ثابتة على الأرض وأذرع تطال أهدافاً جبنت عنها جيوش الاستعراضات، وتضاعفت سنابل جندها لتغدو جيشاً من نوع جديد، حياته جهاد مستمر وقوت يومه رباط على الثغور وتسديد الضربات إلى نحور بني صهيون، وإيمان بقدرته على انتزاع الانتصار ولو بعد حين.
في غزة المكبلة بجريرة صمودها، كما في الضفة المكلومة بتغييب جيادها، كما في الجنوب اللبناني الذي ما زال شاهداً على إرادة البطولة، تقفز نماذج الفخار هذه لتحتل الواجهة ولتغيب خلفها أصوات الخور ومعاني الهزيمة ومرارة اليأس الطويل.
هذه العناوين النابضة بالمقاومة باتت اليوم ملامح التحرر المرتقب، ومفتاح الأمّة نحو استعادة هيبة بدّدها العابثون وميّعتها أنظمة الاستبداد، وسلخت معها الهوية الأصيلة لأبناء الأمة وفرغت من نفوسهم شحنات الإباء ووثبات التمرد على الضيم.
والجاهلون وحدهم هم من يتعامون عن حقيقة هذا التحول الكبير الذي جرى على الواقع منذ الهزيمة الأولى أمام حوافر اليهود، والمأجورون فقط هم من يدفعون بوعي الأمة نحو التنكر المستمر لذاتها ويجتهدون في صرف الأنظار عن التمعن في أسرار ذلك التغيير وكنه تلك النفوس التي تحمل اليوم وحدها بيرق الجهاد ومشعل الثورة، بينما تتضاءل من حولها كل الأقزام التي طالما ادعت وصلاً بمشروع التحرير في الوقت الذي كانت فيه بوصلة مسيرها تنحرف شرقاً وغرباً ونحو أي اتجاه عبثي لم تجن فلسطين وقضيتها منه غير التقهقر والبلاء.
فلسطين اليوم.. عادت أوصالها تنبض حياة ووجها يطفح بالبشرى وجذورها تنتعش انتماءً على وقع آيات الأنفال يتلوها فرسانها كل فجر قبيل الانطلاق، أما معالم الاغتراب والبؤس والخبث فقد باتت تتسرب بعيداً ويتلاشى أثرها كما الزبَد، لتمكث في الأرض خميرة خصبها الحقيقية ورهان انعتاقها الوحيد.