صدر حديثا عن المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر في بيروت، كتاب أحمد قريع (أبو علاء) بعنوان 'على حافة الهاوية ـ مقاربات في الصراع والتنمية والأزمة الفلسطينيّة'.
ويشكل الكتاب القسم الثالث من سلسة حملت عنوانا عريضا هو (السلام المعلق) يطمح الكاتب من خلالها إلى أن يُقدِّم 'شهادة لزمانها'.
وكان الكتاب الأول صدر عام 1999 وحمل هذا العنوان مع عنوان فرعي هو: 'قراءات في الواقع السياسي والاقتصادي الفلسطيني'، وترافق صدوره مع الجمود الذي أصاب عملية السلام بفعل المواقف والسياسات الإسرائيلية، في حين حمل الكتاب الثاني، الذي صدر عام 2005 عنوان 'في الطريق إلى الدولة الفلسطينيّة: قراءات في المشهد السياسي الفلسطيني'.
في الكتاب الأخير الصادر حديثا، دخول آخر إلى صلب موضوع السلام، وحديث حول العقبات التي طالما وضعتها إسرائيل وتضعها يوميا في طريق إنجازه، وجعله فعلا متحققا على الأرض، والانتهاكات اليومية التي تمارسها والعثرات التي تختلقها أمام هذه المسيرة.
ويأتي صدور هذا الكتاب في وقت تقف فيه القضية الفلسطينية والمنطقة عند منعطف تاريخي تحولي كبير، وعلى الحد الفاصل بين خيارين واضحين: خيار السلام وخيار مواصلة الصراع، بكل أشكاله. ما يقتضي الزج بكل إمكانياتنا، مجددا، لخوض معركة التفاوض، والعمل، في الوقت نفسه على نقد وتقويم سياساتنا وتجربتنا التنظيمية والمؤسسية ومواجهة الإجراءات والممارسات الإسرائيلية.
ويتطرق الكتاب إلى الموضوع الذي تطرقت إليه الكتب السابقة: القدس التي تقع في قلب الخطر، ثم إلى الأزمة الوطنية وسبل تجاوزها، خاصة بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية، وما تبع ذلك من أحداث وتطورات . كما يحتوي الكتاب على محاور أخرى تطرق مسائل التنمية الاقتصادية والتعليميّ والثقافية، وغيرها.
يذكر أن المؤلف، الذي قاد فريق التفاوض الفلسطيني في أوسلو، كان قد أصدر عددا من الكتب خلال السنوات الماضية. فبالإضافة إلى سلسلة 'السلام المعلق'، صدر له كتاب حول أسرار وتفاصيل المفاوضات التي انطلقت أوائل تسعينيات القرن العشرين، سرد فيه 'الرواية الفلسطينية الكاملة للمفاوضات من أوسلو إلى خريطة الطريق'، حيث تناول القسم الأول منه 'مفاوضات أوسلو 1993'، أما القسم الثاني فتناول 'مفاوضات كامب ديفيد: طابا واستكهولم 1995 ـ 2000'، كما صدر له كتاب بعنوان 'الديمقراطية والتجربة البرلمانية الفلسطينية، الذي تحدث فيه عن تجربته في رئاسة أول مجلس تشريعي فلسطيني، وكتاب حول 'صامد: التجربة الإنتاجية للثورة الفلسطينية' التي أدارها عبر عدة عقود من الزمن. ومن المنتظر أن يصدر له قريبا كتاب حول النظام السياسي والعمل الحكومي الفلسطيني.