قابل المحامي العراقي بديع عارف الرئيس الراحل صدام حسين خلال فترة احتجازه ومحاكمته وقبيل اعدامه عشر مرات علي الاقل في دائرة تلفزيونية ضيقة وضعها الامريكيون، كما قابله خلال المحاكمة مرتين علي الاقل وجاهيا. وقبل ذلك وقف المحامي عارف مع الرئيس صدام في عشرات المحطات طوال الثلاثين عاما التي شهدها حكمه، فقد كانت تربطه به علاقة خاصة منذ كان صدام نائبا لرئيس الجمهورية ومسؤولا عن الملف النفطي.
لذلك يمكن القول ان المحامي عارف، وهو احد المراجع القانونية في العراق يحتفظ بذكريات كثيرة عن مواقف وتحولات ومنعطفات لها علاقة بالعراق المعاصر قبل تخريب البلد، كما يقول، من قبل الاحتلال والطائفيين، وهي تحولات من المنتظر ان يوثقها الرجل بصيغة كتاب يقدم فيه شهادته وذكرياته علي المرحلة والحالة العراقية قبل وأثناء الإحتلال، كما خلال وبعد المحاكمات الشهيرة في المنطقة الخضراء.
لدي عارف الكثير مما يقوله في اسرار وروايات ما حصل في العراق مؤخرا، بالاضافة الي ما جري في الماضي. وقد مكنه وضعه القانوني كمحام لعائلة صدام اولا ولطارق عزيز ونخبة من عائلات كبار أركان الحكم السابق ثانيا، من الاطلاع علي الكثير خلف كواليس المحكمة التي شكلها الاحتلال لمحاكمة رموز النظام العراقي السابق، وعلي ما يحصل بصورة محددة داخل المنطقة الخضراء.
يورانيوم الكردي وصدام حسين
اصبح رأس المحامي عارف مطلوبا الآن في العراق، فالرجل علي نحو او اخر مطارد، وانتهي به الامر بعد ان طرده القاضي من قاعة محكمة طارق عزيز مع عائلته في عمان بحثا عن قليل من الراحة والامان وسعيا كما يقول للكشف عن فضائح العدالة بنسختها العراقية الحالية في ظل الاحتلال.
وقد سرد المحامي عارف في حديث مطول لـ القدس العربي بعض تفاصيل ما لديه من معلومات وافكار وبعض حكاياته الشخصية المباشرة مع الرئيس الراحل صدام حسين وتحدث الرجل عن محطتين اساسيتين له مع صدام في بداية عقد السبعينيات تتعلق الاولي باكتشاف اليورانيوم في العراق والثانية بملف النفط.
وحسب رواية عارف جاءه عام 1971 شقيق زوجته واسمه زيد ياسين وتحدث معه عن عجوز كردي عمره ثمانون عاما واسمه الحاج توفيق برواري الذي يعود في اصله لمنطقة بروارة الشهيرة بزراعة التفاح حيث حصلت الحادثة قبل مرحلة النفط، وقال العجوز الكردي ان لديه مجموعة من احجار اليورانيوم رافضا عرضها الا امام نائب رئيس الجمهورية صدام حسين.
وجلس عارف مع العجوز الكردي للتباحث في امر احجار اليورانيوم في مطعم (العش الذهبي) في الساحة التي تسمي الان ساحة الفردوس وسط بغداد وطلب العجوز من عارف ايصاله بالسيد النائب لعرض الاحجار التي يحملها باعتبارها من خام اليورانيوم، فيما روي لاحقا قصته مع هذه الاحجار وتعود جذورها لعام 1954، حيث حضرت لمنطقة الشمال بعثة انكليزية لتنفيذ حفريات بالجبال وبسبب عدم وجود فندق في المنطقة كان افراد البعثة ينامون عند الحاج برواري مقابل قليل من المال ولاحظ في الاثناء انهم يجمعون بعض الاحجار ويهتمون بها ويخبئونها.
وفي الليل يقدم برواري لضيوفه الانكليز مشروب العرق فيسهرون وينامون ثم يندفع المضيف لسرقة بعض الاحجار. وفي احد الايام قال الانكليز لمضيفهم الكردي انهم بصدد اقامة مطار في المنطقة.
ويروي عارف أنه اتصل بصدام حسين واعطاه نبذة عن الموضوع فطلب الاخير تأجيل الامر الي ان يعود عبد الرزاق من سفرة له الي اوروبا. ولم اكن اعرف من هو عبد الرزاق وقتها، لكن في اليوم التالي ذهبنا جميعا لمقابلة صدام انا والعجوز الكردي ونسيبي الذي لم يسمح له بالدخول ووجدنا صدام في المجلس الوطني العراقي حيث مكتبه الدائم يتناول طعام الافطار برفقة قيادي بارز في ذلك الوقت، ودخلنا لقاعة الاجتماع بالترتيب مع سكرتير صدام علي العبيدي وبدون تفتيش.
وبسرعة استقبل صدام الشخص الكردي بحفاوة وعالجه بأحاديث خاصة عن التاريخ بهدف احتواء انفعاله ثم قال له فجأة: كاكا توفيق هاي الاحجار شنو ؟ وروي الكردي القصة التي سمعها عارف سابقا ثم قام باخراج الاحجار من جيوبه وفردها علي الطاولة امام صدام الذي رفض لمسها ثم بادر لتغيير الموضوع مع الضيف الكردي بحديث سريع عن تركيا والحدود معها، فيما حمل السكرتير العبيدي الاحجار وهو حي يرزق .
لم اتابع بعدها ـ يقول عارف ـ مصير ملف اليورانيوم بشكل محدد لكن بعد ايام جاءني العجوز الكردي وقبلني وابلغني بان الدولة ستحسب له راتبا شهريا مقداره 300 دينار وهي تقارب آنذاك 900 دولار وبان صدام قرر تعيينه مختارا في قريته وبين قومه، ثم علمت لاحقا بان نجل هذا المواطن الكردي اصبح عضوا في المجلس الوطني، ورغم ان اذاعة صوت امريكا كانت تتحدث عن اكتشاف اليورانيوم شمال العراق الا اني لم اعرف ماذا حصل لاحقا في هذا الموضوع، وكل ما عرفته في النهاية هو اتصال عبد الرزاق الهاشمي رئيس المؤسسة العامة للمعادن بي بعد عدة ايام واستقبالي بشكل فاتر حيث قال لي ان الاحجار عادية وليست يورانيوم فاستغربت آنذاك سبب استدعائي ما دامت المسألة عادية لكني عموما في وقتها لم اكن اهتم بهذه الاشياء كثيرا وكنت حريصا كبقية الشباب في سني علي المرح والمتعة.
.. مقابل الاعتراف بألمانيا الغربية
محطة ثانية يعتبرها المحامي عارف اساسية في خبرته بالرئيس الراحل صدام حسين ووقف عليها بعد قرار القيادة بتأميم النفط عام 1972 حيث قرر عارف الانسحاب من وظيفته في احدي الوزارات والعمل في سلك المحاماة، وجاءه شخص صديق وابلغه بوجود وفد الماني وبريطاني مشترك يضم ايضا شخصا لبنانيا يرغبون باللقاء به.
ويروي: قابلتهم في فندق كبير في بغداد وقالوا لي ان علي العراق حصارا وحظرا بعد تأميم النفط، وان احدا في السوق الدولية لن يشتري منا النفط وطلبوا مني ترتيب لقاء بينهم وبين صدام حسين علي اساس ان لديهم عرضا لشراء النفط قد يستمر لعشر سنوات، وقد كان المرحوم عدنان الحمداني مسؤولا مباشرا عن ملف النفط الذي يشرف عليه نائب الرئيس صدام حسين، فاتصلت به وابلغته بقصة هذا الوفد، وبعد نصف ساعة خابرني وقال بان صدام حسين ينتظرنا جميعا في المجلس الوطني .
ويتابع عارف: جلست عند عدنان الحمداني وناداه صدام مع اعضاء الوفد واجتمعوا لاكثر من ثلاث ساعات، ولم احضر هذا اللقاء وبقيت منتظرا في مكتب الحمداني الي ان غادرت. وفي نفس اليوم عصرا ابلغني الوسيط بان اعضاء الوفد يريدون دعوتي علي العشاء فحضرت وقدموا لي هدية هي عبارة عن 15 الف دينار وطلبوا مني اختيار سيارة حديثة لكي يشتروها لي، وفعلا اخترت سيارة حمراء كانت قد اعجبتني سابقا ولم الجأ لاختيار سيارة فارهة بسبب ضعف اهتمامي بالمال والوجاهة، وكان سعرها 1300 دينار، وفوجئت بالالمان والبريطانيين وهم يتحدثون عن استعدادهم لشراء نفط بمبلغ كبير آنذاك يصل لـ475 مليون دينار عراقي (الدينار بثلاثة دولارات) علي مدي عشر سنوات وفوجئت اكثر عندما سألني الضيوف السؤال التالي: من برأيك اقوي عندكم النائب صدام حسين ام رئيس الجمهورية احمد حسن البكر؟.. بطبيعة الحال ارتبت بالسؤال وقلت ان هذا رئيس الجمهورية وذاك يمثل الحزب، وتهربت من نقاش سياسي تحت هذا العنوان، وحدثوني عن تخصيص 15 سنتا علي كل برميل نفط يشترونه كعمولة لي، واقترحوا تكليفي كوسيط رسمي، لكن عند هذه اللحظات انكمشت جدا عندما طرحوا علي سؤالا اخر.. ما هو الثمن الذي يريده العراقيون لقاء الاعتراف بألمانيا الغربية؟ قلت لهم لماذا لم تسألوا صدام حسين مباشرة عن ذلك؟ ثم قالوا ان الامور سيتم تسويتها. وسألوني بعد ذلك ما اذا كنت اعرف ناظم كزار مدير الامن العام الذي كان من الشخصيات المهمة والمتنفذة معربين عن استعدادهم لقاء الاعتراف بالمانيا الغربية تزويدنا بأجهزة تنصت ونظام مخابراتي وبوليسي علي المستوي العالمي، كما وجهوا اسئلة تتعلق بشخص اخر مهم جدا حينذاك اغتيل في وقت لاحق.
لذلك يمكن القول ان المحامي عارف، وهو احد المراجع القانونية في العراق يحتفظ بذكريات كثيرة عن مواقف وتحولات ومنعطفات لها علاقة بالعراق المعاصر قبل تخريب البلد، كما يقول، من قبل الاحتلال والطائفيين، وهي تحولات من المنتظر ان يوثقها الرجل بصيغة كتاب يقدم فيه شهادته وذكرياته علي المرحلة والحالة العراقية قبل وأثناء الإحتلال، كما خلال وبعد المحاكمات الشهيرة في المنطقة الخضراء.
لدي عارف الكثير مما يقوله في اسرار وروايات ما حصل في العراق مؤخرا، بالاضافة الي ما جري في الماضي. وقد مكنه وضعه القانوني كمحام لعائلة صدام اولا ولطارق عزيز ونخبة من عائلات كبار أركان الحكم السابق ثانيا، من الاطلاع علي الكثير خلف كواليس المحكمة التي شكلها الاحتلال لمحاكمة رموز النظام العراقي السابق، وعلي ما يحصل بصورة محددة داخل المنطقة الخضراء.
يورانيوم الكردي وصدام حسين
اصبح رأس المحامي عارف مطلوبا الآن في العراق، فالرجل علي نحو او اخر مطارد، وانتهي به الامر بعد ان طرده القاضي من قاعة محكمة طارق عزيز مع عائلته في عمان بحثا عن قليل من الراحة والامان وسعيا كما يقول للكشف عن فضائح العدالة بنسختها العراقية الحالية في ظل الاحتلال.
وقد سرد المحامي عارف في حديث مطول لـ القدس العربي بعض تفاصيل ما لديه من معلومات وافكار وبعض حكاياته الشخصية المباشرة مع الرئيس الراحل صدام حسين وتحدث الرجل عن محطتين اساسيتين له مع صدام في بداية عقد السبعينيات تتعلق الاولي باكتشاف اليورانيوم في العراق والثانية بملف النفط.
وحسب رواية عارف جاءه عام 1971 شقيق زوجته واسمه زيد ياسين وتحدث معه عن عجوز كردي عمره ثمانون عاما واسمه الحاج توفيق برواري الذي يعود في اصله لمنطقة بروارة الشهيرة بزراعة التفاح حيث حصلت الحادثة قبل مرحلة النفط، وقال العجوز الكردي ان لديه مجموعة من احجار اليورانيوم رافضا عرضها الا امام نائب رئيس الجمهورية صدام حسين.
وجلس عارف مع العجوز الكردي للتباحث في امر احجار اليورانيوم في مطعم (العش الذهبي) في الساحة التي تسمي الان ساحة الفردوس وسط بغداد وطلب العجوز من عارف ايصاله بالسيد النائب لعرض الاحجار التي يحملها باعتبارها من خام اليورانيوم، فيما روي لاحقا قصته مع هذه الاحجار وتعود جذورها لعام 1954، حيث حضرت لمنطقة الشمال بعثة انكليزية لتنفيذ حفريات بالجبال وبسبب عدم وجود فندق في المنطقة كان افراد البعثة ينامون عند الحاج برواري مقابل قليل من المال ولاحظ في الاثناء انهم يجمعون بعض الاحجار ويهتمون بها ويخبئونها.
وفي الليل يقدم برواري لضيوفه الانكليز مشروب العرق فيسهرون وينامون ثم يندفع المضيف لسرقة بعض الاحجار. وفي احد الايام قال الانكليز لمضيفهم الكردي انهم بصدد اقامة مطار في المنطقة.
ويروي عارف أنه اتصل بصدام حسين واعطاه نبذة عن الموضوع فطلب الاخير تأجيل الامر الي ان يعود عبد الرزاق من سفرة له الي اوروبا. ولم اكن اعرف من هو عبد الرزاق وقتها، لكن في اليوم التالي ذهبنا جميعا لمقابلة صدام انا والعجوز الكردي ونسيبي الذي لم يسمح له بالدخول ووجدنا صدام في المجلس الوطني العراقي حيث مكتبه الدائم يتناول طعام الافطار برفقة قيادي بارز في ذلك الوقت، ودخلنا لقاعة الاجتماع بالترتيب مع سكرتير صدام علي العبيدي وبدون تفتيش.
وبسرعة استقبل صدام الشخص الكردي بحفاوة وعالجه بأحاديث خاصة عن التاريخ بهدف احتواء انفعاله ثم قال له فجأة: كاكا توفيق هاي الاحجار شنو ؟ وروي الكردي القصة التي سمعها عارف سابقا ثم قام باخراج الاحجار من جيوبه وفردها علي الطاولة امام صدام الذي رفض لمسها ثم بادر لتغيير الموضوع مع الضيف الكردي بحديث سريع عن تركيا والحدود معها، فيما حمل السكرتير العبيدي الاحجار وهو حي يرزق .
لم اتابع بعدها ـ يقول عارف ـ مصير ملف اليورانيوم بشكل محدد لكن بعد ايام جاءني العجوز الكردي وقبلني وابلغني بان الدولة ستحسب له راتبا شهريا مقداره 300 دينار وهي تقارب آنذاك 900 دولار وبان صدام قرر تعيينه مختارا في قريته وبين قومه، ثم علمت لاحقا بان نجل هذا المواطن الكردي اصبح عضوا في المجلس الوطني، ورغم ان اذاعة صوت امريكا كانت تتحدث عن اكتشاف اليورانيوم شمال العراق الا اني لم اعرف ماذا حصل لاحقا في هذا الموضوع، وكل ما عرفته في النهاية هو اتصال عبد الرزاق الهاشمي رئيس المؤسسة العامة للمعادن بي بعد عدة ايام واستقبالي بشكل فاتر حيث قال لي ان الاحجار عادية وليست يورانيوم فاستغربت آنذاك سبب استدعائي ما دامت المسألة عادية لكني عموما في وقتها لم اكن اهتم بهذه الاشياء كثيرا وكنت حريصا كبقية الشباب في سني علي المرح والمتعة.
.. مقابل الاعتراف بألمانيا الغربية
محطة ثانية يعتبرها المحامي عارف اساسية في خبرته بالرئيس الراحل صدام حسين ووقف عليها بعد قرار القيادة بتأميم النفط عام 1972 حيث قرر عارف الانسحاب من وظيفته في احدي الوزارات والعمل في سلك المحاماة، وجاءه شخص صديق وابلغه بوجود وفد الماني وبريطاني مشترك يضم ايضا شخصا لبنانيا يرغبون باللقاء به.
ويروي: قابلتهم في فندق كبير في بغداد وقالوا لي ان علي العراق حصارا وحظرا بعد تأميم النفط، وان احدا في السوق الدولية لن يشتري منا النفط وطلبوا مني ترتيب لقاء بينهم وبين صدام حسين علي اساس ان لديهم عرضا لشراء النفط قد يستمر لعشر سنوات، وقد كان المرحوم عدنان الحمداني مسؤولا مباشرا عن ملف النفط الذي يشرف عليه نائب الرئيس صدام حسين، فاتصلت به وابلغته بقصة هذا الوفد، وبعد نصف ساعة خابرني وقال بان صدام حسين ينتظرنا جميعا في المجلس الوطني .
ويتابع عارف: جلست عند عدنان الحمداني وناداه صدام مع اعضاء الوفد واجتمعوا لاكثر من ثلاث ساعات، ولم احضر هذا اللقاء وبقيت منتظرا في مكتب الحمداني الي ان غادرت. وفي نفس اليوم عصرا ابلغني الوسيط بان اعضاء الوفد يريدون دعوتي علي العشاء فحضرت وقدموا لي هدية هي عبارة عن 15 الف دينار وطلبوا مني اختيار سيارة حديثة لكي يشتروها لي، وفعلا اخترت سيارة حمراء كانت قد اعجبتني سابقا ولم الجأ لاختيار سيارة فارهة بسبب ضعف اهتمامي بالمال والوجاهة، وكان سعرها 1300 دينار، وفوجئت بالالمان والبريطانيين وهم يتحدثون عن استعدادهم لشراء نفط بمبلغ كبير آنذاك يصل لـ475 مليون دينار عراقي (الدينار بثلاثة دولارات) علي مدي عشر سنوات وفوجئت اكثر عندما سألني الضيوف السؤال التالي: من برأيك اقوي عندكم النائب صدام حسين ام رئيس الجمهورية احمد حسن البكر؟.. بطبيعة الحال ارتبت بالسؤال وقلت ان هذا رئيس الجمهورية وذاك يمثل الحزب، وتهربت من نقاش سياسي تحت هذا العنوان، وحدثوني عن تخصيص 15 سنتا علي كل برميل نفط يشترونه كعمولة لي، واقترحوا تكليفي كوسيط رسمي، لكن عند هذه اللحظات انكمشت جدا عندما طرحوا علي سؤالا اخر.. ما هو الثمن الذي يريده العراقيون لقاء الاعتراف بألمانيا الغربية؟ قلت لهم لماذا لم تسألوا صدام حسين مباشرة عن ذلك؟ ثم قالوا ان الامور سيتم تسويتها. وسألوني بعد ذلك ما اذا كنت اعرف ناظم كزار مدير الامن العام الذي كان من الشخصيات المهمة والمتنفذة معربين عن استعدادهم لقاء الاعتراف بالمانيا الغربية تزويدنا بأجهزة تنصت ونظام مخابراتي وبوليسي علي المستوي العالمي، كما وجهوا اسئلة تتعلق بشخص اخر مهم جدا حينذاك اغتيل في وقت لاحق.