تمهيد:
قبل الخوض في أبعاد الجدار العازل يجب علينا التعرف ولو بشكل مختصر على الإصطلاحات ، تتردد على السنتنا دون المعرفة الكاملة أبعاد هذه المعاني وهي الفرق بين عندما نقول ( جدار فاصل ، جدار أمن أوالسور الواقى):
• الجدار الفاصل: تعني كلمة فصل بين دولتين أو أكثر وفق حدود طبيعية أو متفق عليها بين الطرفين دون تفرد إحدى الطرفين بشكل إحادي الجانب .
• الجدار الأمن أو السور الواقي: وهو مصطلح إسرائيلي المراد منه تامين أو حماية حدود خارج حدودها على حساب الغير، نستذكر هنا المنطقة الجنوبية اللبنانية عندما أطلق عليها الإسرائيليين الحزام الأمني وهو خارج حدود إسرائيل إحتلال أراضي الغير.
• أما الجدار العازل (جدار الفصل العنصري): وهو ما أردنا أن نسمي عنوان دراستنا والأخذ به نحن كفلسطينيين ، الأكثر تعبيراً ، والهدف عزل محافظات الضفة الغربية عن بعضها البعض وجعلها كانتونات متناثرة وتحول دون التواصل بين أرجاء الوطن.
مقدمة:
بعد مرور ما يربو علي العام من إعلان الرئيس الأمريكي بوش في 24 يونيو 2002 عن رؤيته لدولتين فلسطينية وإسرائيلية تتعايشان في سلام وإعلان خطة " خارطة الطريق " التي تهدف
لإقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 يأتى تغيير الحكومة للأوضاع الجغرافية والديموغرافية بالأراضى المحتلة ليهدد التكامل الإقليمي والشكل النهائي للدولة الفلسطينية المرتقبة كما أن هذه التغييرات من شأنها فرض أمر واقع على قضايا الوضع النهائي.
فإصرار حكومة شارون على مدى العامين الماضيين على توسيع المستوطنات القائمة وإرساء مستوطنات جديدة فضلاً عن بناء الجدار العازل بين الضفة الغربية وإسرائيل يهدد بقويض الحل القائم على دولتين فلسطينية ولإسرائيلية ، وتتطابق الإجراءات الأحادية التي تتخذها إسرائيل على الأراضي مع رغبة شارون في فرض حل يتبلور في كيان سياسي فلسطيني يشمل أكبر عدد من الفلسطينيين على أصغر رقعة من الأرض وفي سبيل تحقيق هذه الرؤية تسعى حكومة شارون حالياً لإلتهام أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية عن طريق بناء الجدار العزل وتكثيف النشاط الإستيطاني.
مشروع الجدار العازل:
قررت الحكومة الإسرائيلية في 23 يونيو 2002 في إنشاء جـداراً عازلاً بطول الضفة الغربية يفصل بـين الأراضي المحتلة في الضفة من جهة وإسرائيل من جهة أخرى ويبلغ طول الجدار العازل 350كم وتقدر تكلفته الكيلو متر الواحد مليون دولار وقد يصل أحياناً إلي مليوني دولار، الجدار العازل لا يلـتزم بشكل أساسي بمسار الخـط الأخضر إنما يرتكز على الحـواجـز الطوبغرافية والديموغرافية حيث ينحني وينحرف في الكثير من المناطق لضم مستوطنات يهودية وأراضي فلسطينية إلى إسرائيل ويصل ارتفاع الجـدار 8 أمتار تعلوه أسلاك شائكة وبه أبـراج مراقبة في مواقع عديدة وكذلك أجهزة إنذار مبكر إلكترونية.
ويتخذ الجدار العازل تشكلا متنوعة تختلف من منطقة إلى أخرى ففي الأماكن التي فيها مـناطق تمركز السكان الفلسطينيين والإسرائيليين قريبة من بعضهما يتخذ "الجدار العازل" شكل جدار مرتفع من الخرسانة المسلحة التي تمنع تسلل الفلسطينيين وكذلك تتصدى لأي إطلاق لأسلحة نارية بينما في مناطق أخرى يكون الجدار عبارة عن أسوار إلكترونية شائكة .ويتضمن الجـدار العازل أنظمة ونقاط تفتيش ومعسكرات للجيش ودوريات للشرطة كما يخلق منطقة عسكرية عازلة بين الجدار والخط الأخضر وتمتد مساحتها بين 30-100 كم فضلا عن منطقة أمنية أخرى تمتد داخل الأراضي ما يعرف "بجدار العمق يقع إلي الشرق من الجدار العازل ".
طبيعة الجدار :
ضمن المخططات الإسرائيلية تشير إلي انه يستغرق بناء الجدار أربع سنوات من الجهتين الغربية والشرقية من الضفة الفلسطينية ، ويتكون " الجدار العازل " من ثلاث مراحل: الجزء الشمالي والجزء الجنوبي من الضفة والجزء المطوق لمدينة القدس وقد أقر مجلس الوزراء الإسرائيلي في يونيو 2002 حوالي 190 كم من الجدار المسمي بمرحلة (أ و ب).
المرحلة الأولى قرابة 145 كم من الجدار والتي تضم الجزء الشمالي من الضفة وتقدر تكاليف هذه المرحلة بـ 400 مليون شيكل أي حوالي 80.6 مليون دولار ويصلا طولا الجدار في هذه مسار المرحلة أ يمتد على طول قرابة 145: 125 كم تبدأ من قرية سالم داخل الخط الأخضر في الشمال،حتى مستوطنة إلكنا في الجنوب وتقع قرية سالم شمال غربي جنين.
20كم إضافية في شمال وجنوب الحدود البلدية للقدس، تشكل جزءاً مما يسمى "غلاف القدس".
وتم الانتهاء منه في الأول من أغسطس 2003 كما أعلنت إسرائيل عنه.إضافة إلى الجدار الرئيسي ، هناك تخطيط لثلاثة حواجز ثانوية في ثلاث مناطق على طول مسار المرحلة أ ،والمسماة "حواجز العمق". في جزء من المناطق المخطط فيها لإقامة حواجز كهذه صادرت إسرائيل على أراض بملكية خاصة لفلسطينيين لكن أعمال البناء لم تبدأ بعد.
مرحلة ب تمتد على طول 45 كم تقريباً من سالم وحتى بلدة التياسير على حدود غور الأردن. حتى الآن تنفذ أعمال على طول 30 كم تقريباً، من سالم نحو الشرق. يفترض أن تنتهي إقامة مرحلة ب بكل أجزائها، بناءاً على تصريحات مسؤولين بوزارة الجيش الإسرائيلي، حتى نهاية العام 2003.
وبالإضافة إلي الجدار العازل غرب الضفة أقترح شارون في مارس الماضي إنشاء جدار عازلاً أخر شرق الضفة الغربية ليضم المستوطنات اليهودية في غور الأردن إلي إسرائيل ويفصلها عن باقي الضفة الغربية، انتهت وزارة الجيش الإسرائيلي من إعداد المسار للمرحلة الثالثة من هذا الجدار المقترح، الذي سيمتد من مستوطنة إلكنا حتى منطقة البحر الميت. مسار الجدار في هذه المرحلة ستقام أعمق من المراحل السابقة في داخل أراضي الضفة، بحيث أن غالبية المستوطنات ستبقى غرب الجدار.
وبذلك يجد الفلسطينيون أنفسهم في سجن كبير محاصر من الشرق والغرب الجدران العازلة والمستوطنات الإسرائيلية والواقع أن هذه المشروعات ما هي إلا تنفيذ لأفكار قديمة تخدم الاستراتيجية وأهدافها وليس لأسباب أمنية كما يزعمون .
مسار المقطع الشرقي للمرحلة ب، بين قرية المطلة والتياسير، يعزز الاعتقاد بأن هناك نية حقيقية لزيادة طول الجدار باتجاه الجنوب، بحيث يتم فصل غور الأردن عن بقية الضفة الغربية.
غالبية المسار للجدار في المرحلة أ يمر داخل أراضي الضفة الغربية. نتيجة ذلك سيمس بناء الجدار بحقوق الإنسان لأكثر من 210000 مواطن فلسطيني يعيشون في 67 بلدة: 13 بلدة يعيش فيها حوالي 11700 مواطن ستتحول إلى جيوب سجينة بين الجدار وبين الخط الأخضر؛ المسار الملتوي للجدار وإقامة حاجز إضافي ("حاجز العمق") شرقي الجدار الفاصل سيحول 19 بلدة أخرى، يعيش فيها زهاء 128500 فلسطيني إلى جيوب معزولة، 36 بلدة أخرى شرقي الجدار العازل أو حاجز العمق، يعيش فيها زهاء 72200 مواطن، ستفصل عن جزء ملحوظ من أراضيها الزراعية التي ستبقى غربي تلك الحواجز.
تطور فكرة إنشاء المشروع :
تعد فكرة الجدران العازلة راسخة في العقلية الإسرائيلية ومستمدة من نظرية "جابوتنسكي" الأب الروحي للصهيونية عن "الحائط الحديدي" والواقع أن فكرة إنشاء سورين عازلين واحد بطول غور الأردن والثاني غرب الضفة ترجع تحديداً إلى خريطة وضعها شارون عام 1983 عندما كان وزيراً للجيش وتهدف إلى ضم هذه الأراضي لإسرائيل وبدأت ملامح الجدار العازل تتبلور بعد حرب الخليج الثانية عام 1990 حين بدأت إسرائيل أولا خطوات الفصل غير المباشر بين سكان الضفة وإسرائيل داخل حدود 1948 بإصدار تصاريح لكل فلسطيني يريد الدخول إلى الخط الأخضر للعمل أو ما شابة .
وفي عام 1993 أتخذ رابين إجراء "الإغلاق" ردا على عمليات المقاومة حيث يقضـى بإغلاق الضفة الغربية عن فلسطين المحتلة عام 1948 و اقتراح حينها رابين إنشاء ما يسمى "الجدار العازل" ولكن الفكرة لم تلق رواجا في ذلك الحين وبدأت فكرة الجدار العازل تأخذ طريقة للتنفيذ الفعلي بعد اندلاع إنتفاضة الأقصى 2000 ، مما جعلهم تطبيق االتطويق المفرض على قطاع غزة على أن يكون في الضفة الغربية أيضاً .
في إبريل 2002 طالبت لجنة التوجيه الحكومية الإسرائيلية سرعة إنشاء الجدار العازل في شمال الضفة الغربية وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع في يونيو 2002 وفي يناير 2003 إحتفلت إسرائيل رسميا باكتمال تنفيذ أول 4 كم من الجدار وفي مارس 2003 أعلن شارون عن اقتراحه بإنشاء جدار أمني ثاني في شرق الضفة لضم مستوطنات غور الأردن .
يتبع
قبل الخوض في أبعاد الجدار العازل يجب علينا التعرف ولو بشكل مختصر على الإصطلاحات ، تتردد على السنتنا دون المعرفة الكاملة أبعاد هذه المعاني وهي الفرق بين عندما نقول ( جدار فاصل ، جدار أمن أوالسور الواقى):
• الجدار الفاصل: تعني كلمة فصل بين دولتين أو أكثر وفق حدود طبيعية أو متفق عليها بين الطرفين دون تفرد إحدى الطرفين بشكل إحادي الجانب .
• الجدار الأمن أو السور الواقي: وهو مصطلح إسرائيلي المراد منه تامين أو حماية حدود خارج حدودها على حساب الغير، نستذكر هنا المنطقة الجنوبية اللبنانية عندما أطلق عليها الإسرائيليين الحزام الأمني وهو خارج حدود إسرائيل إحتلال أراضي الغير.
• أما الجدار العازل (جدار الفصل العنصري): وهو ما أردنا أن نسمي عنوان دراستنا والأخذ به نحن كفلسطينيين ، الأكثر تعبيراً ، والهدف عزل محافظات الضفة الغربية عن بعضها البعض وجعلها كانتونات متناثرة وتحول دون التواصل بين أرجاء الوطن.
مقدمة:
بعد مرور ما يربو علي العام من إعلان الرئيس الأمريكي بوش في 24 يونيو 2002 عن رؤيته لدولتين فلسطينية وإسرائيلية تتعايشان في سلام وإعلان خطة " خارطة الطريق " التي تهدف
لإقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 يأتى تغيير الحكومة للأوضاع الجغرافية والديموغرافية بالأراضى المحتلة ليهدد التكامل الإقليمي والشكل النهائي للدولة الفلسطينية المرتقبة كما أن هذه التغييرات من شأنها فرض أمر واقع على قضايا الوضع النهائي.
فإصرار حكومة شارون على مدى العامين الماضيين على توسيع المستوطنات القائمة وإرساء مستوطنات جديدة فضلاً عن بناء الجدار العازل بين الضفة الغربية وإسرائيل يهدد بقويض الحل القائم على دولتين فلسطينية ولإسرائيلية ، وتتطابق الإجراءات الأحادية التي تتخذها إسرائيل على الأراضي مع رغبة شارون في فرض حل يتبلور في كيان سياسي فلسطيني يشمل أكبر عدد من الفلسطينيين على أصغر رقعة من الأرض وفي سبيل تحقيق هذه الرؤية تسعى حكومة شارون حالياً لإلتهام أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية عن طريق بناء الجدار العزل وتكثيف النشاط الإستيطاني.
مشروع الجدار العازل:
قررت الحكومة الإسرائيلية في 23 يونيو 2002 في إنشاء جـداراً عازلاً بطول الضفة الغربية يفصل بـين الأراضي المحتلة في الضفة من جهة وإسرائيل من جهة أخرى ويبلغ طول الجدار العازل 350كم وتقدر تكلفته الكيلو متر الواحد مليون دولار وقد يصل أحياناً إلي مليوني دولار، الجدار العازل لا يلـتزم بشكل أساسي بمسار الخـط الأخضر إنما يرتكز على الحـواجـز الطوبغرافية والديموغرافية حيث ينحني وينحرف في الكثير من المناطق لضم مستوطنات يهودية وأراضي فلسطينية إلى إسرائيل ويصل ارتفاع الجـدار 8 أمتار تعلوه أسلاك شائكة وبه أبـراج مراقبة في مواقع عديدة وكذلك أجهزة إنذار مبكر إلكترونية.
ويتخذ الجدار العازل تشكلا متنوعة تختلف من منطقة إلى أخرى ففي الأماكن التي فيها مـناطق تمركز السكان الفلسطينيين والإسرائيليين قريبة من بعضهما يتخذ "الجدار العازل" شكل جدار مرتفع من الخرسانة المسلحة التي تمنع تسلل الفلسطينيين وكذلك تتصدى لأي إطلاق لأسلحة نارية بينما في مناطق أخرى يكون الجدار عبارة عن أسوار إلكترونية شائكة .ويتضمن الجـدار العازل أنظمة ونقاط تفتيش ومعسكرات للجيش ودوريات للشرطة كما يخلق منطقة عسكرية عازلة بين الجدار والخط الأخضر وتمتد مساحتها بين 30-100 كم فضلا عن منطقة أمنية أخرى تمتد داخل الأراضي ما يعرف "بجدار العمق يقع إلي الشرق من الجدار العازل ".
طبيعة الجدار :
ضمن المخططات الإسرائيلية تشير إلي انه يستغرق بناء الجدار أربع سنوات من الجهتين الغربية والشرقية من الضفة الفلسطينية ، ويتكون " الجدار العازل " من ثلاث مراحل: الجزء الشمالي والجزء الجنوبي من الضفة والجزء المطوق لمدينة القدس وقد أقر مجلس الوزراء الإسرائيلي في يونيو 2002 حوالي 190 كم من الجدار المسمي بمرحلة (أ و ب).
المرحلة الأولى قرابة 145 كم من الجدار والتي تضم الجزء الشمالي من الضفة وتقدر تكاليف هذه المرحلة بـ 400 مليون شيكل أي حوالي 80.6 مليون دولار ويصلا طولا الجدار في هذه مسار المرحلة أ يمتد على طول قرابة 145: 125 كم تبدأ من قرية سالم داخل الخط الأخضر في الشمال،حتى مستوطنة إلكنا في الجنوب وتقع قرية سالم شمال غربي جنين.
20كم إضافية في شمال وجنوب الحدود البلدية للقدس، تشكل جزءاً مما يسمى "غلاف القدس".
وتم الانتهاء منه في الأول من أغسطس 2003 كما أعلنت إسرائيل عنه.إضافة إلى الجدار الرئيسي ، هناك تخطيط لثلاثة حواجز ثانوية في ثلاث مناطق على طول مسار المرحلة أ ،والمسماة "حواجز العمق". في جزء من المناطق المخطط فيها لإقامة حواجز كهذه صادرت إسرائيل على أراض بملكية خاصة لفلسطينيين لكن أعمال البناء لم تبدأ بعد.
مرحلة ب تمتد على طول 45 كم تقريباً من سالم وحتى بلدة التياسير على حدود غور الأردن. حتى الآن تنفذ أعمال على طول 30 كم تقريباً، من سالم نحو الشرق. يفترض أن تنتهي إقامة مرحلة ب بكل أجزائها، بناءاً على تصريحات مسؤولين بوزارة الجيش الإسرائيلي، حتى نهاية العام 2003.
وبالإضافة إلي الجدار العازل غرب الضفة أقترح شارون في مارس الماضي إنشاء جدار عازلاً أخر شرق الضفة الغربية ليضم المستوطنات اليهودية في غور الأردن إلي إسرائيل ويفصلها عن باقي الضفة الغربية، انتهت وزارة الجيش الإسرائيلي من إعداد المسار للمرحلة الثالثة من هذا الجدار المقترح، الذي سيمتد من مستوطنة إلكنا حتى منطقة البحر الميت. مسار الجدار في هذه المرحلة ستقام أعمق من المراحل السابقة في داخل أراضي الضفة، بحيث أن غالبية المستوطنات ستبقى غرب الجدار.
وبذلك يجد الفلسطينيون أنفسهم في سجن كبير محاصر من الشرق والغرب الجدران العازلة والمستوطنات الإسرائيلية والواقع أن هذه المشروعات ما هي إلا تنفيذ لأفكار قديمة تخدم الاستراتيجية وأهدافها وليس لأسباب أمنية كما يزعمون .
مسار المقطع الشرقي للمرحلة ب، بين قرية المطلة والتياسير، يعزز الاعتقاد بأن هناك نية حقيقية لزيادة طول الجدار باتجاه الجنوب، بحيث يتم فصل غور الأردن عن بقية الضفة الغربية.
غالبية المسار للجدار في المرحلة أ يمر داخل أراضي الضفة الغربية. نتيجة ذلك سيمس بناء الجدار بحقوق الإنسان لأكثر من 210000 مواطن فلسطيني يعيشون في 67 بلدة: 13 بلدة يعيش فيها حوالي 11700 مواطن ستتحول إلى جيوب سجينة بين الجدار وبين الخط الأخضر؛ المسار الملتوي للجدار وإقامة حاجز إضافي ("حاجز العمق") شرقي الجدار الفاصل سيحول 19 بلدة أخرى، يعيش فيها زهاء 128500 فلسطيني إلى جيوب معزولة، 36 بلدة أخرى شرقي الجدار العازل أو حاجز العمق، يعيش فيها زهاء 72200 مواطن، ستفصل عن جزء ملحوظ من أراضيها الزراعية التي ستبقى غربي تلك الحواجز.
تطور فكرة إنشاء المشروع :
تعد فكرة الجدران العازلة راسخة في العقلية الإسرائيلية ومستمدة من نظرية "جابوتنسكي" الأب الروحي للصهيونية عن "الحائط الحديدي" والواقع أن فكرة إنشاء سورين عازلين واحد بطول غور الأردن والثاني غرب الضفة ترجع تحديداً إلى خريطة وضعها شارون عام 1983 عندما كان وزيراً للجيش وتهدف إلى ضم هذه الأراضي لإسرائيل وبدأت ملامح الجدار العازل تتبلور بعد حرب الخليج الثانية عام 1990 حين بدأت إسرائيل أولا خطوات الفصل غير المباشر بين سكان الضفة وإسرائيل داخل حدود 1948 بإصدار تصاريح لكل فلسطيني يريد الدخول إلى الخط الأخضر للعمل أو ما شابة .
وفي عام 1993 أتخذ رابين إجراء "الإغلاق" ردا على عمليات المقاومة حيث يقضـى بإغلاق الضفة الغربية عن فلسطين المحتلة عام 1948 و اقتراح حينها رابين إنشاء ما يسمى "الجدار العازل" ولكن الفكرة لم تلق رواجا في ذلك الحين وبدأت فكرة الجدار العازل تأخذ طريقة للتنفيذ الفعلي بعد اندلاع إنتفاضة الأقصى 2000 ، مما جعلهم تطبيق االتطويق المفرض على قطاع غزة على أن يكون في الضفة الغربية أيضاً .
في إبريل 2002 طالبت لجنة التوجيه الحكومية الإسرائيلية سرعة إنشاء الجدار العازل في شمال الضفة الغربية وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع في يونيو 2002 وفي يناير 2003 إحتفلت إسرائيل رسميا باكتمال تنفيذ أول 4 كم من الجدار وفي مارس 2003 أعلن شارون عن اقتراحه بإنشاء جدار أمني ثاني في شرق الضفة لضم مستوطنات غور الأردن .
يتبع